Abu Taqi
01-05-2025, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء إلى الأمة الإسلامية وأهل القوة والنجدة
مضى على العدوان الهمجي على غزة 573 يومًا؛ وأهل غزة المحاصرون منذ سنة 2007 يتعرضون لأبشع أنواع الجرائم والتنكيل.
فما لبثت آلة الموت التي تحصد أرواح الأطفال والشيوخ والنساء أن توقفت برهة حتى تجددت وبشكل أشد قساوة ووحشية من قبل، حيث لم يعد في غزة شيء صالح للحياة، بعد أن استهدف العدو المجرم كلَّ المرافق الحيوية والمباني المدنية والحكومية من منازل سكنية ومستشفيات ومدارس وجامعات ومخابز ومستودعات الغذاء وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، كما دمر محطات تحلية المياه، ومضخات تصريف المياه العادمة، ومحطات توليد الكهرباء. وبحسب تقرير صادر عن منظمة "كسر الصمت" (bts) العبرية، فقد سعت "إسرائيل" إلى تدمير الاكتفاء الذاتي الفلسطيني في إنتاج الغذاء، حيث دمر جيشها حوالي " 35% من إجمالي الزراعة في قطاع غزة". في الوقت الذي شدد فيه الاحتلال حصاره على أهلنا في القطاع ومنع إدخال المساعدات من ماء وغذاء ودواء، فأخذت المجاعة تفتك بهم والمسلمون حولهم، يرقبون موتهم البطيء دون أن تتحرك فيهم نخوة الإسلام وحمية الدين، وهم يشاهدون ذوي الرحم من أبناء جلدتهم ودينهم يتعرضون لحرب مجنونة وإبادة وحشية من عدو لئيم حاقد لا يرحم، فمن لم يمت منهم بنيران المدافع والصواريخ فتكت به نار المجاعة والتهجير والقلق، ويحصل ذلك كله وأشد منه لإخواننا في غزة ولا بواكي لهم. ذاك البكاء الذي تتحول فيه الدموع إلى وقود يشعل الثورات في وجه الأنظمة الخائنة وجيوشها الصامتة، ويحرق الكيان الصهيوني ويشرد به من خلفه من الكفار المستعمرين.
لقد فشل هذا العدو المجرم في تحقيق أهدافه المعلنة، لجبنه وخواره وصمود أهلنا وصلابة مقاتلينا، فأراد قتل عزيمتهم بالانتقام والتنكيل بالمدنيين العزل، وترويع أهل المنطقة بهم، وكسر إرادة أهل فلسطين في المقاومة وإرغامهم على الاستسلام والقبول بالتهجير والخروج من فلسطين، حتى تكون رسالة إلى الأمة جمعاء، فتستسلم وتسلم بانتصار الحضارة الغربية على الإسلام وانتصار الغرب على المسلمين انتصارًا لن تقوم لهم بعده قائمة!
إن رسولنا الأعظم يقول، فيما يرويه عنه ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ". فكيف بمن يترك أهل غزة كلها يجوعون ويقتلون دون أن ينصرهم ويدفع عنهم، ويمدهم بأسباب الحياة، وقد أوجب الله علينا نصرتهم والذب عنهم.
لا جرم أن هذا الموقف المتخاذل الذي تقفه الأمة الإسلامية من حرب الإبادة على إخوة العقيدة في غزة إنما هو نتيجة غزو الحضارة الغربية وتحكمها في وعينا وتغييبها للوحي من حياتنا، وتوهينها لصلتنا بديننا وثقافتنا وتاريخنا، وتحكمها في سلوكنا ومواقفنا تحكمًا غيَّرَ مفاهيمَنا عن الحياة، ومقاييسَنا للأشياء، فتداعت على إثرها حميتُنا على ديننا ومقدساتنا، وهان علينا شلال دماء أخوتنا وأشلاء أطفالنا وأعراض نسائنا، وهدر ثرواتنا وسلبها من قِبل الغرب الكافر وأذنابه.
لذلك فإننا نوجه نداءنا هذا إلى المسلمين في كافة أصقاع الأرض، أن يوقروا ربهم بالتزام أوامره، فخطاب نصرة أخوة الدين موجه للمسلمين بعامة، وإن لم يكن اليوم فمتى؟! فقد بات أهل غزة يلفظون أنفاسهم الأخيرة على يد وحوش يهود وتواطؤ الأنظمة العربية التي لا تمثل مواقفها المخزية إلا غطاءً للمذبحة. فلا تتركوا أهل غزة تحصدهم المجاعة وصواريخ المحتل، فلا نجدة لهم إلا بكسر القيود، واسترداد الجيوش المخطوفة وتوجيه بنادقها نحو يهود. فإن أهل غزة إنما يدافعون عن كرامة هذه الأمة التي مزقها العدو شيعًا ودنس مقدساتها واحتل أرضها، ونصّب جلادين حكامًا عليها، وإن أهل غزة إنما يضحون بأرواحهم وفلذات أكبادهم نصرة لمسرى نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم الذي ما برح يستصرخ نخوتكم وينتظر صهيل خيولكم. وأهل غزة هم من وقفوا سدًا منيعًا في وجه التوسع الصهيوني الذي لن يقف عند حدود فلسطين، فها هو يتمدد في سوريا ولبنان ويقتحم أجواء الأردن والسعودية بطائراته الحربية لإسقاط صواريخ اليمن والاعتداء على أرضها وشعبها المقاوم.
فيا رجال الأمة في القوات المسلحة في بلاد المسلمين جميعًا: إن قادتكم يسخّرونكم للحفاظ على كراسيهم وطيب عيشهم على حساب أمتكم، ويتخذونكم مرتزقة لحماية مصالح الغرب، ويسوقونكم إلى الاقتتال وقتل أبناء جلدتكم وإلى حتفكم خدمة لأعدائكم. فانهضوا أيها الرجال من سباتكم وارفعوا أصواتكم في وجوه حكامكم العملاء عاليًا وتبرؤوا منهم حتى تبرأوا عند بارئكم، ولا تقبلوا بعزلكم عن أمّتكم وأهلكم. فإن التاريخ قد خلّد ذكرى أسلافكم لمواقفهم المشرفة في الدفاع عن كرامة هذه الأمّة، وهُبّوا لتغيير الأوضاع الفاسدة، وأعلنوا الخلافة الإسلامية التي حذر منها نتنياهو قبل أيام، واجعلوها نواة لوحدة بلاد الإسلام، وملاذًا للضعفاء والمظلومين، ومصدرًا للإلهام والتغيير.
ويا أيها المسلمون جميعًا: فقد رأيتم بأم أعينكم مدى الحقد الكافر والكفر الحاقد والإجرام الذي يكنه لكم عدوكم وما تخفي صدورهم أعظم، ورأيتم مدى الوحشية في قتلهم لأخوانكم، وحصارهم وتجويعهم حتى الموت بلا رحمة، وإنه لحري بكم وبمقدوركم أن تسقطوا مشاريع أعدائكم، وعلى رأسها مشاريع الأنظمة والحكام الذين وُكلوا بالنيل منكم ومن دينكم ومقدراتكم، الذين أسقطت غزة أقنعتهم وكشفت خيانتهم، فزلزلوا الأرض تحت أقدامهم، فإنكم إن تقاعستم وغرتكم الحياة الدنيا، وآثرتم السلامة فإن ما حصل لأهلنا في العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا، والسودان وما يجري في غزة قادم إليكم، وإنما هي مسألة وقت، حتى يفرغ هذا العدو المجرم من أهلنا في فلسطين، ليبدأ مشروعه التوسعي في المنطقة، ويحقق ما يريد من تغيير للشرق الأوسط، وهزيمة للمسلمين وإذلالهم؛ ليضمن أن لا تقوم لهم قائمة في بلادهم، بعد أن تغلغل نفوذه في كل أنظمة الحكم التي تحكمكم.
أيها المسلمون..
إن الصراع اليوم لم يعد صراعًا على النفوذ، بل صار صراعَ وجود، وإنكم وقود هذا الصراع وأدواته، فلا يليق بكم وقد أدركتم ذلك أن تقفوا موقف المتفرج والمراقب للصراع والخارج عن مسار الفعل في الأحداث الجسام التي تقرر مصيركم، دون أن تتحركوا وأبناءكم في القوات المسلحة حركة مؤمنة مخلصة واعية ومنتجة تطيحون فيها بالعصابات المتسلطة على رقابكم، وتنتصرون لدينكم بإعلاء راية الإسلام، ومبايعة خليفة للمسلمين يُقاتل من ورائه ويُتقى به. وبغير ذلك لا نجاة لكم من أعدائكم.
{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون}
3/ذو القعدة/1446هـ
1/5/2025م
نداء إلى الأمة الإسلامية وأهل القوة والنجدة
مضى على العدوان الهمجي على غزة 573 يومًا؛ وأهل غزة المحاصرون منذ سنة 2007 يتعرضون لأبشع أنواع الجرائم والتنكيل.
فما لبثت آلة الموت التي تحصد أرواح الأطفال والشيوخ والنساء أن توقفت برهة حتى تجددت وبشكل أشد قساوة ووحشية من قبل، حيث لم يعد في غزة شيء صالح للحياة، بعد أن استهدف العدو المجرم كلَّ المرافق الحيوية والمباني المدنية والحكومية من منازل سكنية ومستشفيات ومدارس وجامعات ومخابز ومستودعات الغذاء وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، كما دمر محطات تحلية المياه، ومضخات تصريف المياه العادمة، ومحطات توليد الكهرباء. وبحسب تقرير صادر عن منظمة "كسر الصمت" (bts) العبرية، فقد سعت "إسرائيل" إلى تدمير الاكتفاء الذاتي الفلسطيني في إنتاج الغذاء، حيث دمر جيشها حوالي " 35% من إجمالي الزراعة في قطاع غزة". في الوقت الذي شدد فيه الاحتلال حصاره على أهلنا في القطاع ومنع إدخال المساعدات من ماء وغذاء ودواء، فأخذت المجاعة تفتك بهم والمسلمون حولهم، يرقبون موتهم البطيء دون أن تتحرك فيهم نخوة الإسلام وحمية الدين، وهم يشاهدون ذوي الرحم من أبناء جلدتهم ودينهم يتعرضون لحرب مجنونة وإبادة وحشية من عدو لئيم حاقد لا يرحم، فمن لم يمت منهم بنيران المدافع والصواريخ فتكت به نار المجاعة والتهجير والقلق، ويحصل ذلك كله وأشد منه لإخواننا في غزة ولا بواكي لهم. ذاك البكاء الذي تتحول فيه الدموع إلى وقود يشعل الثورات في وجه الأنظمة الخائنة وجيوشها الصامتة، ويحرق الكيان الصهيوني ويشرد به من خلفه من الكفار المستعمرين.
لقد فشل هذا العدو المجرم في تحقيق أهدافه المعلنة، لجبنه وخواره وصمود أهلنا وصلابة مقاتلينا، فأراد قتل عزيمتهم بالانتقام والتنكيل بالمدنيين العزل، وترويع أهل المنطقة بهم، وكسر إرادة أهل فلسطين في المقاومة وإرغامهم على الاستسلام والقبول بالتهجير والخروج من فلسطين، حتى تكون رسالة إلى الأمة جمعاء، فتستسلم وتسلم بانتصار الحضارة الغربية على الإسلام وانتصار الغرب على المسلمين انتصارًا لن تقوم لهم بعده قائمة!
إن رسولنا الأعظم يقول، فيما يرويه عنه ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ". فكيف بمن يترك أهل غزة كلها يجوعون ويقتلون دون أن ينصرهم ويدفع عنهم، ويمدهم بأسباب الحياة، وقد أوجب الله علينا نصرتهم والذب عنهم.
لا جرم أن هذا الموقف المتخاذل الذي تقفه الأمة الإسلامية من حرب الإبادة على إخوة العقيدة في غزة إنما هو نتيجة غزو الحضارة الغربية وتحكمها في وعينا وتغييبها للوحي من حياتنا، وتوهينها لصلتنا بديننا وثقافتنا وتاريخنا، وتحكمها في سلوكنا ومواقفنا تحكمًا غيَّرَ مفاهيمَنا عن الحياة، ومقاييسَنا للأشياء، فتداعت على إثرها حميتُنا على ديننا ومقدساتنا، وهان علينا شلال دماء أخوتنا وأشلاء أطفالنا وأعراض نسائنا، وهدر ثرواتنا وسلبها من قِبل الغرب الكافر وأذنابه.
لذلك فإننا نوجه نداءنا هذا إلى المسلمين في كافة أصقاع الأرض، أن يوقروا ربهم بالتزام أوامره، فخطاب نصرة أخوة الدين موجه للمسلمين بعامة، وإن لم يكن اليوم فمتى؟! فقد بات أهل غزة يلفظون أنفاسهم الأخيرة على يد وحوش يهود وتواطؤ الأنظمة العربية التي لا تمثل مواقفها المخزية إلا غطاءً للمذبحة. فلا تتركوا أهل غزة تحصدهم المجاعة وصواريخ المحتل، فلا نجدة لهم إلا بكسر القيود، واسترداد الجيوش المخطوفة وتوجيه بنادقها نحو يهود. فإن أهل غزة إنما يدافعون عن كرامة هذه الأمة التي مزقها العدو شيعًا ودنس مقدساتها واحتل أرضها، ونصّب جلادين حكامًا عليها، وإن أهل غزة إنما يضحون بأرواحهم وفلذات أكبادهم نصرة لمسرى نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم الذي ما برح يستصرخ نخوتكم وينتظر صهيل خيولكم. وأهل غزة هم من وقفوا سدًا منيعًا في وجه التوسع الصهيوني الذي لن يقف عند حدود فلسطين، فها هو يتمدد في سوريا ولبنان ويقتحم أجواء الأردن والسعودية بطائراته الحربية لإسقاط صواريخ اليمن والاعتداء على أرضها وشعبها المقاوم.
فيا رجال الأمة في القوات المسلحة في بلاد المسلمين جميعًا: إن قادتكم يسخّرونكم للحفاظ على كراسيهم وطيب عيشهم على حساب أمتكم، ويتخذونكم مرتزقة لحماية مصالح الغرب، ويسوقونكم إلى الاقتتال وقتل أبناء جلدتكم وإلى حتفكم خدمة لأعدائكم. فانهضوا أيها الرجال من سباتكم وارفعوا أصواتكم في وجوه حكامكم العملاء عاليًا وتبرؤوا منهم حتى تبرأوا عند بارئكم، ولا تقبلوا بعزلكم عن أمّتكم وأهلكم. فإن التاريخ قد خلّد ذكرى أسلافكم لمواقفهم المشرفة في الدفاع عن كرامة هذه الأمّة، وهُبّوا لتغيير الأوضاع الفاسدة، وأعلنوا الخلافة الإسلامية التي حذر منها نتنياهو قبل أيام، واجعلوها نواة لوحدة بلاد الإسلام، وملاذًا للضعفاء والمظلومين، ومصدرًا للإلهام والتغيير.
ويا أيها المسلمون جميعًا: فقد رأيتم بأم أعينكم مدى الحقد الكافر والكفر الحاقد والإجرام الذي يكنه لكم عدوكم وما تخفي صدورهم أعظم، ورأيتم مدى الوحشية في قتلهم لأخوانكم، وحصارهم وتجويعهم حتى الموت بلا رحمة، وإنه لحري بكم وبمقدوركم أن تسقطوا مشاريع أعدائكم، وعلى رأسها مشاريع الأنظمة والحكام الذين وُكلوا بالنيل منكم ومن دينكم ومقدراتكم، الذين أسقطت غزة أقنعتهم وكشفت خيانتهم، فزلزلوا الأرض تحت أقدامهم، فإنكم إن تقاعستم وغرتكم الحياة الدنيا، وآثرتم السلامة فإن ما حصل لأهلنا في العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا، والسودان وما يجري في غزة قادم إليكم، وإنما هي مسألة وقت، حتى يفرغ هذا العدو المجرم من أهلنا في فلسطين، ليبدأ مشروعه التوسعي في المنطقة، ويحقق ما يريد من تغيير للشرق الأوسط، وهزيمة للمسلمين وإذلالهم؛ ليضمن أن لا تقوم لهم قائمة في بلادهم، بعد أن تغلغل نفوذه في كل أنظمة الحكم التي تحكمكم.
أيها المسلمون..
إن الصراع اليوم لم يعد صراعًا على النفوذ، بل صار صراعَ وجود، وإنكم وقود هذا الصراع وأدواته، فلا يليق بكم وقد أدركتم ذلك أن تقفوا موقف المتفرج والمراقب للصراع والخارج عن مسار الفعل في الأحداث الجسام التي تقرر مصيركم، دون أن تتحركوا وأبناءكم في القوات المسلحة حركة مؤمنة مخلصة واعية ومنتجة تطيحون فيها بالعصابات المتسلطة على رقابكم، وتنتصرون لدينكم بإعلاء راية الإسلام، ومبايعة خليفة للمسلمين يُقاتل من ورائه ويُتقى به. وبغير ذلك لا نجاة لكم من أعدائكم.
{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون}
3/ذو القعدة/1446هـ
1/5/2025م