مشاهدة النسخة كاملة : حزب المهندس: إلى أين؟
سياسي
19-12-2011, 11:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله
عندما نتكلم عن القيادة في المجتمعات سواء كانت غربية أم شرقية إسلامية أم غير ذلك فإنك تتحدث قطعا عن واقع القيادة نفسها، وبعد البحث والتدقيق قلنا أن القيادة فردية وليست جماعية وكل هذا بحث في واقع لا علاقة للحكم الشرعي به لا من قريب ولا من بعيد. ولما كانت القيادة فردية (طبعا لا يقصد بها فرد وإنما جهة ممثلة بفرد أو أمير كحزب) كان لا بد من قيادة الأمة بشكل فردي لأن القيادة فردية، ولما كان المجتمع به الكثير ممن يعملون لمحاولة قيادة الأمة كان الصراع الفكري بين هذه الجهات شيئا طبيعيا للتفرد بالقيادة، ومن طرق التفرد بالقيادة تبيان خطأ منهج الآخرين بوضع الخط المستقيم بجانب الخط الأعوج وتبيان قدرتي على فهم الواقع والخطط وأساليب المستعمر والفخخاح التي تنصب للأمة. وكل هذا بحث في واقع.
هذا هو البحث فقط ولا شيء غيره.
أما ما تفضلت به من أن الحزب الآن غير فاعل في الدعوة، وأن الناس ليسوا معه، وأننا لا نستطيع أن نشل القيادات والحركات، فلا علاقة له بالبحث.
أخيرا، رحم الله من قال " من يعمل على توحيد الجماعات الإسلامية فإما أن يكون جاهلا أو عميلا" والآن أقول من يعمل على إيجاد عملا مشتركا بين الجماعات الإسلامية يكون غير مدرك لحقيقة واقع القيادة ولا لحقيقة استهداف السلطة غصبا وقهرا عن الحكام الحاليين.
والسلام عليكم
بارك الله فيك أخي خالدي أرحتني من عناء الرد :)
ايضا اخي فكرة القيادة وهي ما وضحه في الفقرة وربما أخونا لم يلتفت لها هي قوله : يكون القائد قائداً إلا إذا كانت القيادة له وحده، لأن فكرة القيادة توجب وجود مقودين، وتنفي إمكان قبول قائدين في آن واحد"
فمفهوم القيادة أن يكون هناك قائد للأمة يسير بها في عملية النهضة، ولا يمكن أن تنقاد الناس لأكثر من قائد في وقت واحد.
وهي تختلف عن فكرة القيادة الجماعية فكرة القيادة الجماعية حين عولجت كانت ردا على دواود حمدان ونمر المصري في أن يقود الحزب جماعة وليس شخص واحد.
الأمر الآخر حل كل القيادات أو شلها اي افقداها المقدرة على التأثير في الامة وذلك عن طريق تغلغل الدعوة في المجتمع أي حين تصبح ثقافة الحزب هي المستساغة وهي السائد بين الناس وترفض غيرها من الأفكار في تلك اللحظة تكونت قد أوقفت عمل غيرك في المجتمع، من جهة ثانية يستحيل ان توجد في وقت واحد قيادتان سياسيتان مبدعتان في وقت واحد هذا لم يحصل في التاريخ كله وعلى فرض وجوده لابد أن يتم التوحد بينهم .
على أن طبيعة الوجود وطبيعة اي قيادة في المجتمع تعمل على أن تكون هي المتفردة في قيادة المجتمع سواء في الاسلام أو عند الكفار لابد أن تعمل على اخذ قيادة الامة لوحدها وبأفكارها وحسب.
فحزب التحرير يريد توحيد الامة توحيدا كاملا على فكرة وأن تفهم الامة الاسلام كما هو يفهم الاسلام وهذا يقتضي أن يتفرد وحده في قيادة الامة ولكن يبدو أن بريق شعار التعاون الحركي قد حجب التفكير عند الكثير من أبناء الامة عن مفهوم النهضة في الامم وكيف تحدث
سياسي
19-12-2011, 11:58 AM
أخي الكريم كنت متوقعا أن تقول إن الدليل الشرعي غير مطلوب هنا وأن تطرح لي مثالا مشابها للعقل.
غير أنك لم تلاحظ أن "شل الحركات الأخرى والعمل على حلها" هو "سلوك"، أي هو عمل، والأصل بعمل المسلم أن يكون ملتزما بالأحكام الشرعية. ولذلك فإنك حين توجب شيئا وتجعله "واجبا" فإن عليك الإتيان بالدليل الشرعي على إيجابه، مرة أخرى: أنت توجب عملا معينا، هذا العمل هو "العمل على شلّ الحركات الإسلامية الأخرى وهدمها"، والأصل أن يكون عملك هذا منطلقا من الشرع إن كنت تزعم إسلامية حزبك. وهذا "العمل" لا يقارن بتوصيف واقع شيء معين كالعقل أو الحاسوب أو الدولة أو غيرها. فانتبه.
أعتقد أن حزب التحرير ليس هو الوحيد (على فرض أنه فاعل في الساحة الدعوية كغيره) الذي يعمل بناء على اجتهاد شرعي لاستئناف الحياة الإسلامية، ولذلك فليس الآخر هنا هو دائما "غير إسلامي" حتى يكون من الواجب العمل على شله وهدمه.
أما المثالية فهي كامنة في كلامك؛ لأنك تفترض إمكانية أن تتفكك كل الحركات ويقود الأمة حزب كحزب التحرير. وهذا فيه إغفال لواقع موجود وهو اختلاف العقول واقتناع مئات الآلاف بل ملايين من المسلمين بأطروحات حركات وتوجهات إسلامية أخرى، وعدم قناعتهم بحزب التحرير، وهم سيعملون مع حركاتهم وفق متبنياتها شئت أم أبيت، ولن تقنع أحدا بالقوة، ولن تستطيع تفكيك وشل حركات كبرى كالدعوة السلفية والإخوان مثلا في مصر.
أما التكامل فهو لا يعني كمال الطرح وتكامله من حيث هو طرح يسعى إلى التمكين الشرعي، وإنما أقصد بالتكامل هو أن الواقع يدل على أن كل حركة إسلامية فيها خير للأمة، وأسدت إلى هذه الأمة خيرا كثيرا، وإنك تستطيع أن تعمل للتمكين دون إلغاء أطر العمل الإسلامي الأخرى، قد تؤثر عليها إيجابا بالتعاون معها، وبألا تتناجشوا كما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، وبأن يمشي كلٌ على اجتهاده دون محاربة الآخر، مع بقاء النقاش الشرعي الملتزم بأدب الحوار الإسلامي، دون إقصاء أو تهميش. وحينها فإن الفكرة الأقرب من الصواب سيكتب لها القبول والاستمرار كما وعد الله عز وجل. أما أن تحصر الحق في إطار معين، فإن هذا يعني التعصب وإلغاء الآخر الإسلامي، وادعاء امتلاك كل الحقيقة، وإسبال صفة الطائفة المنصورة على إطارك الذي تنتمي إليه. وهذا كله مخالف للإسلام.
أخي الكريم، المناقض للواقع هو قولك، غير أني تعرضت للموضوع من باب شرعي وليس فقط واقعي.
ثم هل أنت تقول بحرمة تعدد أطر العمل الإسلامي؟
أما قولك عن الحكم الشرعي: فإن العمل لا يمكن أن يحقق غايته إلا بتفرد الحزب بقيادة الامة وهو عمل واجب شرعي وهو تقيد بطريقة الرسول في اخذ قيادة الامة الفعلية حتى يتمكن من اقامة الدولة الاسلامية، لذلك لا يمكن أن يحدث هذا إلا بالتفرد بقيادة الامة وحل اي قيادة أو شلها عن التأثير وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب هذا الدليل الذي تريده.
ثانيا: إن قولك أن هناك من يعمل لإستئناف الحياة الاسلامية غير الحزب فهو كلام خطا وهو مخالف للواقع ولا يوجد اي تنظيم يعمل للخلافة إلا الحزب فقط.
ثانيا: قولك أن ملايين من المسلمين منقادون لحركات اسلامية قول غير صحيح، ثم عمل الحزب هو جذب الناس لفكره وجعلهم يقتنعون به وازالة غيرها من القناعات التي لديهم وهو عمل شاق جدا ولكن قولك أنه مستحيل ايضا خطا وفرض نظري.
أما قولك أن كل حركة فيها الخير للأمة فهو ايضا خطا بل هي عقد في المجتمع يجب العمل على حلها وهي تؤخر عودة الاسلام للحياة من جديد وما نراه في الواقع أن حركة الاخوان المسلمين هي حركة خائنة وعميلة و علمانية أي هي حركة علمانية تظهر بثوب الاسلام، وكذلك السلفية الجهادية التي بنتها أمريكا، وحركة النهضة الانجليزية – الامريكية، وكذلك حركات التصوف، وحده فقط الحزب من يعمل لإنهاض العالم الاسلامي ولا يوجد أي حركة في الدنيا غير الحزب لديه مشروع نهضوي متكامل.
لذلك القول بوجود حركات اسلامية تعمل لإقامة النهضة هو خداع وتضليل بل هي عقد في المجتمع و هي تحول دون عودة الاسلام وسؤالي لك من هي تلك الحركات التي ترى أنها تعمل لإنهاض العالم الاسلامي!
ابوعبدالرحمن حمزة
19-12-2011, 08:34 PM
الإخوة الكرام
الأخ الفاضل ابو فارس
من أجل فهم أعمق هذه إضاءات على موضوع القيادة التي يتحدث عنها الحزب .
أولا : إن المجتمع عبارة عن الأفكار والمشاعر والأنظمة والناس، وبعبارة أخرى هو الناس وما بينهم من علاقات، فالعلاج إنما هو بالعلاقات، وقيادة الناس إنما هي عن طريق العلاقات. فالأمر الذي يريد قيادتهم للقيام به يتعلق قطعاً بعلاقة من العلاقات، لذلك لا بد أن يتوافق فيه أفكار الناس ومشاعرهم ورأيهم في العمل مع أفكار ومشاعر وآراء الشباب، وهو لا يمكن أن يقودهم إلى ما يخالفونه فيه، فحتى يحصل هذا الاتفاق في النظرة إلى العمل أي في العلاقة لا بد أن يكون الشاب قد استطاع أن يغير أفكار ومشاعر وآراء منطقته بما يتبناه الحزب من أفكار ومشاعر وآراء في المشاكل اليومية، ولهذا كانت الخطوة الأولى في أخذ قيادة الناس إنما هي تغيير الأفكار والمشاعر والآراء.
ثانيا: إن الحزب حين يصبح حزباً متكاملاً -أي حين يدخل في مرحلة التفاعل- يستهدف تسلم السلطة استهدافاً مباشراً فيحاول أخذ قيادة الأمة حتى يتمكن من قيادتها لتسلُّم الحكم وحمل الدعوة إلى العالم، ويبدأ ببناء قاعدة كبرى من جمهرة الأمة وسواد الناس -أي ما يسمى بالقاعدة الشعبية -. وأما العملية الصهرية التي يقوم بها في هذه المرحلة فإنه سيكون من نتائجها بناء هذه القاعدة الكبرى، إذ العملية الصهرية هي توحيد الأفكار والآراء والمعتقدات عند الأمة على وجه يؤدي إلى توحيد هدف الأمة بأنه إقامة الخلافة وحمل الدعوة إلى العالم.
ثالثا : إن الحزب لا يقوم في بقيادة الناس حسب مفاهيم المنظمات من أن القيادة هي قيادة الجماهير وإنما يقوم في قيادة الأمة حسب مفهومة للقيادة بأنها قيادة البلد بأفكاره وآرائه لا قيادة الجماهير الحسية ، فالحزب يطلب من الناس أن يكون رأيهم في الحادثة الفلانية كذا . . . وأن يكون فهمهم للإسلام كذا ، وأن يكون معنى ولائهم للدولة هو كذا . . الخ فهو يقودهم بأفكار وآراء سواء كان ذلك بالاكتفاء بتوجيههم أو كان ذلك بتزعمهم وجعلهم يسيرون معه في عمل من الأعمال أي سواء أكانت قيادة أفكارهم وحدها أو قيادة أفكارهم وإحساسهم في عمل ما . لذلك كان معنى قيامه بقيادة الناس هو قيادة الأفكار والآراء وقيادة الأمة بوصفها أمة لا قيادة الجماهير ومن هنا كان لابد للحزب أن يكون قوام على المجتمع أي أن يشرف على فكر المجتمع وحسه ليسيرهما في حركات تصاعدية ويحول بين المجتمع وبين الانتكاس في الفكر والحس .
رابعا: أن حزب التحرير لا يقود الأمة لتحقيق المطالب الجزئية بل يتخذ تبني المصالح الجزئية طريقة للوصول إلى قيادة الأمة بإثارة التذمر فيها ودفعها لطلب ما يطلبه الإسلام، ولكنه لا يقودها لتحقيق الجزئيات، حتى ولا يُظهر رضاه عن تحقيق الجزئيات وترك التطبيق الكامل الشامل للإسلام.
وقيادته للأمة إنما تكون لطلب تطبيق الإسلام ولإقامة الخلافة الإسلامية. فلا بد من تحديد قيادة الأمة له وهو إقامة الخلافة، وأن يكون التحديد بارزاً ولافتاً للأنظار، فصار لا بد أن تكون المحاولة لأخذ قيادة الأمة محصورة بإقامة الخلافة مع استمرار التبني للمصالح الجزئية وملاحظة الفرق بين التبني وبين قيادة الأمة، وإبقاء الإدراك على دوام التحديد لما نريد قيادة الناس له بأنه إقامة الخلافة.
يتبع
ابوعبدالرحمن حمزة
19-12-2011, 08:47 PM
خامسا: إن مرحلة التفاعل هي المرحلة الثانية من مراحل الحزب وهي التي ينتقل منها الحزب إلى تسلم السلطة انتقالاً مباشراً، فلا بد من أن يكون السير فيها مستهدِفاً الحكم استهدافاً مباشراً، ولا بد أن تكون الأعمال التي تحصل فيها تؤدي إلى أخذ السلطة. والتفاعل هو احتكاك بين مادتين احتكاكاً متداخلاً كتفاعل المواد الكيماوية. والتفاعل في المرحلة الثانية من مراحل الحزب هو إفهام الأمّة مبدأ الحزب ليكون مبدؤها. فكون الإفهام إنما يكون لغاية محدودة هي أن تتخذ الأمّة مبدأ الحزب مبدأ لها وأفكاره أفكارها بجعل حصول التفاعل بين الحزب والأمة أمراً حتمياً إذ أنه يجعل من المحتم على الأمّة، حين تفهم أفكار الحزب لتكون أفكارها، أن تُظهر رأيها في هذه الأفكار إما بالتأييد أو المعارضة، وفي كلتا الحالتين يحصل التفاعل. ومتى حصل هذا التفاعل واستمر بين الأمّة والحزب بشكل فردي وبشكل جماهيري فإنه يوجِد احتكاكاً شديداً بين أفكار الكفر وأفكار الإسلام، وتصل المعركة إلى ذروتها إلى أن يحصل الانفراج، فتأخذ الأمّة بالالتفاف حول أفكار الحزب وحول الحزب وتصبح أفكاره أفكارها وتسير تحت قيادته فيؤدي ذلك حتماً وطبيعياً إلى أخذ الحزب السلطة وتسلمه زمام الحكم. وذلك أن السلطة إنما تكون في الأمّة أو في الفئة الأقوى من غيرها في المجتمع. فإذا أخذت الأمّة أو أخذت الفئة الأقوى من غيرها من باقي الفئات في المجتمع فقد أخذت السلطة بشكل حتمي وطبيعي. أما كيف تكمن السلطة في الأمّة أو في الفئة الأقوى فإن السلطة هي رعاية مصالح الناس، ونظرة الناس إلى الأعمال والأشياء أنها مصالح أو ليست بمصالح تختلف باختلاف نظرتهم إلى المصالح وتبعاً لتغيرها تتغير نظرتهم إلى المصالح، فإذا كان الناس متفقين في نظرتهم إلى المصالح كالعراق مثلاً كانت السلطة تكمن في الأمّة. وإذا لم توجد قوة خارجية أقوى منها فكرياً ومادياً تتسلط عليها فإنها في هذا البلد تقيم من يتولى رعاية شؤونها، أي تقيم السلطة التي تسيّر مصالحها أو تسكت عن من أقاموا أنفسهم لتسيير مصالحها. ولهذا فإن التفاعل مع الأمّة في هذه الحال يؤدي إلى أخذ السلطة. أما إذا كان الناس مختلفين في نظرتهم إلى المصالح كقبرص مثلاً فإنهم يصبحون فئات متعددة, وفي هذه الحال تكمن السلطة في الفئة الأقوى من هذه الفئات. فإذا لم توجد قوة خارجية أقوى من الفئة الأقوى من باقي فئات المجتمع فإن هذه الفئة الأقوى تقيم من يتولى رعاية شؤون البلد كلها أي تقيم السلطة التي تسيّر مصالحها وتسيّر مصالح جميع الفئات الأخرى وفق مصالحها، ولهذا فإن التفاعل مع هذه الفئة الأقوى وحدها يؤدي إلى أخذ السلطة. فالنظرة إلى الحياة هي الأساس في النظرة إلى المصالح، وهي الأساس في أخذ السلطة. وهذه النظرة إلى الحياة تتمثل في مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات لأنها ناتجة عن اعتناق فكرة سواء أكانت كلية أو غير كلية. فهذه المجموعة من الأفكار إذا أصبحت مفاهيم أثّرت على سلوك الناس وجعلت سلوكهم يسير بحسب هذه المفاهيم وتتغير نظرتهم إلى الحياة تبعاً لتغير هذه المفاهيم، ومن هنا تأتي نظرتهم إلى المصالح بحسب نظرتهم إلى الحياة وتتغير نظرتهم إلى المصالح تبعاً لتغيرها. ومن كان الطريق لإنشاء الدولة وتحوّل السلطان من تغيير مجموعة الأفكار المعينة عن الحياة وإيجاد أفكار أخرى غيرها لديها أي تغيير مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي لدى الأمّة وإيجاد مفاهيم ومقاييس وقناعات جديدة لديها، وبذلك تنشأ الدولة ويحوّل السلطان، فالأفكار المعينة عن الحياة التي تتمثل في مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات هي الأساس في تحويل السلطة وتقبّل الأمّة لهذه المجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات ولو إجمالاً هو الذي يوجِد الدولة أو يحوّل السلطة فيها. ومن هنا كانت مرحلة التفاعل توصِل الحزب إلى مرحلة الحكم أي إلى تسلم السلطة بشكل حتمي وطبيعي، ولذلك يسير الحزب في دور التفاعل وهو على يقين مبين عن دليل أن هذه المرحة توصل إلى الحكم بشكل حتمي وطبيعي. والسؤال الذي يرِد الآن هو: إذا كانت هذه المرحلة توصل يقيناً إلى الحكم بشكل حتمي وطبيعي فهل الأعمال التي يقوم بها الحزب هي أعمال مرحلة التفاعل وتوصِل فعلاً إلى الحكم، أي هل الحزب يسير في هذه المرحلة بشكل طبيعي يؤدي إلى أن ينتقل إلى أخذ السلطة بشكل حتمي وطبيعي أم لا؟ والجواب على ذلك هو أن الأعمال التي يقوم بها الحزب حتى الآن في هذه المرحلة وهي مرحلة التفاعل ليست مستكمِلة جميع أعمال التفاعل وليست كافية وحدها للوصول للحكم، أما بالنسبة للتفاعل فإن الأعمال التي يقوم بها الحزب إنما هي مقتصرة على إفهام الأمّة مبدأ الحزب ومخاطبتها بمجرد الكلام أن تتخذه مبدأ لها دون أن توجد إلى جانب هذه الأعمال أعمالاً أخرى تحقق الغاية التي من أجلها حصل هذا الإفهام. والتفاعل ليس إفهام الأمّة مبدأ الحزب فحسب، بل هو إفهامها مبدأه ليكون مبدأها. جاء في كتاب التكتل الحزبي "المراد من التفاعل هو إفهام الأمّة مبدأ الحزب ليكون مبدأها"، فالغاية من الإفهام هو أن يكون مبدأ الحزب مبدأ الأمّة، فلا بد من أعمال تحقق هذه الغاية. وهذه الأعمال هي محاولة أخذ قيادة الأمّة أو تندرج تحت محاولة أخذ قيادة الأمّة، فلا بد من القيام بهذه المحاولة حتى يُعرف عندها هل جعلت الأمّة مبدأ الحزب مبدأها أم لا؟ فإذا نجح الحزب في هذه المحاولة فإن هذا النجاح يدل على أن الأمّة اتخذت مبدأه مبدأها وحينئذ عليه أن يثابر بصبر وشجاعة على القيام بهذه المحاولة بأعمالها كلها وبأساليب متنوعة ومتعددة حتى ينجح، ومن هنا يتبين أن الحزب في عدم قيامه بمحاولة أخذ قيادة الأمّة يكون غير مستكمل جميع أعمال التفاعل، فلا بد أن يستكملها حتى يكون سيره في هذه المرحلة سيراً طبيعياً يؤدي إلى أن ينتقل إلى المرحلة الثالثة، مرحلة الحكم بشكل حتمي وطبيعي. هذا بالنسبة لطبيعة مرحلة التفاعل، أما بالنسبة للوصول إلى الحكم أي أخذ السلطة، فإن الحزب لا يقوم إلا بمهاجمة الحكام ومهاجمة الكفار المستعمِرين في التبني والكشف دون أن يوجِد إلى جانب ذلك ما يزيل السند الذي يسند السلطة وما يُضعِف الوسائل التي تساعد على إسنادها، والقيام بمهاجمة الحكام ومهاجمة الأجنبي عن طريق التبني والكشف وحدهما وإن كان يؤثر على السند الطبيعي فيزعزع ثقته ويؤثر على السند غير الطبيعي فيضعف إسناده، ولكنه لا يزيل السند الذي يسند السلطة لا السند الطبيعي ولا السند غير الطبيعي، وفوق ذلك فهو لا يتعرض مطلقاً لما يضعف الوسائل التي تساعد على إسناد السلطة، ولذلك لا يؤدي الاقتصار على الأعمال التي يقوم بها حتى الآن إلى أخذ السلطة. وهذه الأعمال هي محاولة أخذ قيادة الأمّة أو تندرج تحت محاولة أخذ قيادة الأمّة. وذلك أن السلطة تتمثل في ثلاث: تتمثل فيمن يباشر السلطة أي الحاكم، وفيمن يسندها إسناداً طبيعياً أو غير طبيعي، وفي الوسائل التي تساعد على سند السلطة. فللوصول إلى الحكم لا بد من معرفة سند السلطة هل هو سند طبيعي أم غير طبيعي. ولا بد أن تكون هذه المعرفة بشكل واقعي لا منطقي أي معرفة بالإدراك الحسي لا بالاستنتاج. ولا بد من معرفة الوسائل التي تساعد على سند السلطة. وبعد هذه المعرفة الواقعية تهاجَم أعمال من يباشر السلطة بالمفاهيم والمقاييس والقناعات التي يتبناها الحزب منزّلة على الوقائع الجارية أو التي هي موضع بحث وحين يحصل هذا الهجوم لا بد أن يلاحَظ أنه يجب أن يكون هجوماً عنيفاً بشكل تتعرض معه السلطة القائمة لما يحطم أضلاعها ويزيل هيبتها ويطمّع الناس فيها ويُكثِر من الأيدي والأصابع التي تأخذ بحلاقيمها وتُجهِز عليها إجهاز قوي مقتدر، وبشكل يثير الشوق لأحكام الشرع وسلطان وراية الإسلام وإعادة إمامة المؤمنين أو خلافة المسلمين، ويجب أن يلاحَظ أن هذا هجوم على حكم كفر وسلطان غير إسلامي فلا بد أن يكون المسلمون أشداء عليه، وإذا كان حكم الكفر هذا يتولاه عملاء الكفار فإن الهجوم يجب أن يكون أشد، ومن هنا كانت الغلظة والشدة والقسوة هي التي يجب أن تتجلى في هذا الهجوم، وهذا الهجوم على من يباشر السلطة يجب أن يكون للأمة لأنها السند الطبيعي ولأنها صاحبة السلطة وفيها تكمن هذه السلطة، وأثناء الهجوم لا بد أن يكون السند الذي يسند السلطة قد عُرف هل هو سند طبيعي أو سند غير طبيعي، معرفة واقعية لا منطقية وأن يكون العمل لإزالته بإثارة التذمر في الأمّة قد شُرع به إلى جانب هذا الهجوم، فإذا كان السند هو الأمّة كان السند سنداً طبيعياً وكان السلطان سلطاناً ذاتياً وقد أخذ من محله، فيصبح عمل الحزب حينئذ هو أخذ الأمّة من الحاكم وإضعاف إسنادها له بل إضعاف صلتها به وجعلها تلتف حول أفكار الحزب وحول الحزب. وهذا يتطلب إيجاد رأي عام منبثق عن وعي عام لأفكار الحزب وللحزب بحيث تصير الجماهير مستعدة للكفاح في سبيل أفكار الحزب وفي سبيل الحزب على المدى الطويل وبحيث يصير المخالفون لأفكار الحزب لا يجرؤون على إعلان مخالفتهم، وإذا خالفوا قوبلوا من الجماهير بالمقاومة ونبذوا من بين هذه الجماهير. ويتطلب أيضاً وضع الذين يمثلون القوى التي تؤثر في المجتمع مثل المفكرين والأغنياء ورؤساء الجماعات في وضع لا يملكون الوقوف في وجه الحزب إن لم يكن جعلهم في موقف المؤيد. ويتطلب كذلك كسب شخصيات قوية ذات نفوذ في المجتمع لأن يصبحوا من الحزب أعضاء أو دارسين إلى جانب من نبت في الحزب من شخصيات اكتسبوها بنضالهم وظهور كفايتهم للناس، وهذا كله لا بد أن يصاحبه اشتراك الأمّة في الهجوم على من بيدهم السلطة. وبهذا يكون الحزب عمل على إزالة السند الطبيعي الذي يسند السلطة إن كانت تستند إلى السند الطبيعي. أما إذا لم تكن تستند إلى سند طبيعي أي إلى قوة أجنبية فيُتخذ هذا السند هدفاً للهجوم ويُتخذ الاستناد إليه كذلك لهذا الهجوم وتُحرّض الأمّة على هذا السند والاستناد إليه. ويُجعل الصراع بين الأمّة وبين هذا الأجنبي إلى جانب الصراع بينها وبين الحاكم. وحينئذ يزول هذا السند غير الطبيعي لأن إزالته يكفي فيه كشفه للأمة وجعلها تتخذه عدواً. بخلاف السند الطبيعي فإن إزالته عن الحكم لا تعني عليه فحسب بل لا بد من أخذه إلى جانب الحزب. ومتى أزيل السند الذي يسند السلطة سقطت بكل تأكيد. إلا أنه مع العمل لإزالة السند لا بد أن يُعمل لإضعاف الوسائل التي تساعد على سند السلطة مثل الجيش والبرلمان وأجهزة الأمن الداخلي والقضاء وإضعافهم لا يعني مهاجمتهم بل هو إضعاف تأثيرهم في مساعدة السلطة، وهذا يكون بتنفيرهم من الظلم والباطل وحكم الكفر الذي تقوم السلطة به وكشف الذين مردوا على النفاق منهم للأمة بمهاجمتهم أيضاً كمهاجمة الحكام.
هذه هي الكيفية للوصول إلى الحكم فلا يكفي فيها أن يقوم الحزب بمهاجمة الحكام وتحريض الأمّة على أعمالهم إلى جانب بث أفكاره، بل لا بد أن يحاول أخذ قيادة الأمّة ضد السلطة وضد الأفكار التي تقوم عليها.
يتبع
ابوعبدالرحمن حمزة
19-12-2011, 08:48 PM
سادسا: حزب التحرير حزب سياسي يقوم على العقيدة الإسلامية ويحمل الإسلام بالطريق السياسي للوصول إلى غايته، أي بالصراع الفكري والكفاح السياسي، ولبلوغه غايته لا بد من توفر مقتضيات الكفاح السياسي بشكل عام من إيمان بالمعتقَد وقوة في الإرادة وصلابة جلية في المواقف، ولا بد أن تظهر هذه ليس في الحزب فحسب وإنما في كل شاب من شبابه. فالحزب في عمله يتصدى لقيادة الأمّة وأخذِها من الحاكم، والأمة لا تقاد بالفكر وحده، فهي لا تنظر بالفكر بمعزل عن شخصية القائد، وهي تعشق الكفاح والنضال وتفتتن بالرجولة وتطرب للبطولة وتتغنى بقصصها حتى ولو صدرت عن قطّاع طرق، ولذلك فهي تتفحص شخصية القائد قبل أن تسلمه قيادتها مفتشة عن العيوب والنقائص ومواطن الضعف، والأمّة لا تسلم قيادتها لجبان ولا لضعيف أو متخاذل.
سابعا: المسألة كلها متعلقة بإيصال الأفكار للناس وملاحقتهم لجعلها مفاهيم، وحمل الوعي والنور إليهم، وعن هذا الطريق تأتي قيادة الأمّة، وحينئذ يباشر هذه القيادة العناصر القيادية من الشباب، فيقودون الأمّة لتحطيم أفكار الكفر وأنظمة الكفر، ويقودونها لتحطيم الكفار والفئة الحاكمة كلها، ويقودونها لإيصال الحزب إلى الحكم، ويقودونها لحماية الدولة وحماية البلاد، وينطلقون معها في الجهاد لحمل الدعوة إلى العالم.
أبو محمد
20-12-2011, 12:38 AM
السلام عليكم
الأخ أبا فارس حفظه الله
ليس كل تعاون بين الناس خير كما وليس كل المناجشة بين الناس خير، فالتعاون مع السلفية في مصر مثلا ليس خيرا ولا بوجه من الوجوه ولا يخفى على متابع فضلا عن العامي الإخوان المسلمون.
تأمل تصريحات ومشاريع حزب السلفية في مصر الذي كان يحرم السياسة من قبل ولما رأت أمريكا أن تستعمل الإسلاميين صار لهم حزبا سياسيا.
نقلا عن الجزيرة نت
"قال رئيس حزب النور المصري ذي التوجه السلفي عماد عبد الغفور إن حزبه يرفض الحكومة الدينية، واستبعد التحالف مع الإخوان المسلمين، مؤكدا ضرورة الالتزام بالمعاهدات التي ترتبط بها مصر، وطالب بأن يتم تفعليها.
وكان حزب النور قد حقق نتائج قوية ونال المرتبة الثانية في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات النيابية التي تنتهي مرحلتها الثالثة والأخيرة مطلع الشهر القادم.
وقال عبد الغفور -في مقابلة مع الجزيرة نت- "نرفض الحكومة الدينية، هذا الأمر مرفوض"، ولكنه أشار إلى أن أي موضوع للدين فيه رأي "سوف نرجع إلى الدين فيه".
ورأى رئيس حزب النور أن "التحالف بين الإخوان والسلفيين بعيد جدا"، وأوضح أن الأوْلى هو قيام ائتلاف بين جميع القوى السياسية الموجودة في الشارع المصري.
ومع ذلك أعلن استعداد حزبه للتحالف مع أي تيار سياسي أو فصيل إذا "اتفقنا معه في الأهداف وفي الوسائل"، وقال "نحن نرحب بالتعاون في عملية سياسية معروفة القواعد".
ونبه إلى أن المرحلة الحالية بالذات حساسة، ودعا إلى أن تكون الحكومة القادمة حكومة ائتلاف وطني مكونة من جميع طوائف الشعب المصري، وقال "أعتقد أن أي حزب لديه أكثر من 4% يجب تمثيله في الحكومة المقبلة".
واعتبر عبد الغفور أن التجربة المصرية سوف تكون أكثر ثراء وزخما من التجربة التركية، لأن مصر دولة رائدة ومؤثرة في المحيط العربي والمحيط الإسلامي، وأضاف أن "الناس كلها تنتظر مصر".
وأكد أن مصر إذا أصبحت دولة قوية مستقرة سياسيا وأمنيا ومتقدمة من حيث التنمية الاقتصادية فإن ذلك كفيل بأن يجعل الحكومة الإسرائيلية تراجع نفسها قبل القيام بأي مغامرات في المنطقة.
وأشار إلى أن دولة بثقل مصر الثقافي ولديها حرية سوف تجعل إسرائيل تسارع للوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، و"إعطاء الشعب الفلسطيني الحكم الذاتي وتكوين دولته".
"
هناك بنود كثيرة في معاهدة السلام لم يتم تفعيلها، مثل حل القضية الفلسطينية وحق تقرير المصير والحكم الذاتي ودولة فلسطينية على تراب فلسطينية، وتفعيلها سوف يشعر الشعب الفلسطيني بأنه استفاد من العملية السلمية
"
التزام بالمعاهدات
ورأى رئيس حزب النور أنه يجب الالتزام بالمعاهدات التي ترتبط بها مصر، وطالب بأن يتم تفعليها، وقال إن هناك بنودا كثيرة في معاهدة السلام لم يتم تفعيلها، مثل حل القضية الفلسطينية وحق تقرير المصير والحكم الذاتي، ودولة فلسطينية على تراب فلسطينية، ورأى أن تفعيل هذه البنود سوف يشعر الشعب الفلسطيني بأنه "استفاد من العملية السلمية".
ونبه إلى أن مصالح مصر تكاد تكون ضائعة مع كثير من دول العالم بسبب إهمال النظام السابق للعلاقة معها من أجل تقوية العلاقة مع دولة واحدة، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وفي نفس الوقت، رأى عبد الغفور أن أميركا مستعدة للتعامل معهم، وقال إن "وزيرة الخارجية الأميركية تقول إنها ترحب بأي جهات سياسية تحترم قواعد العمل السياسي".
وقال رئيس حزب النور "بصفة عامة، ما يربطنا بالدول الأخرى هو قضية المصالح، مصلحة مصر ومصلحة الدول العربية والإسلامية واستقرار الوضع العالمي، والحفاظ على النظام العالمي والدولي".
وفي تعليق على إيران، قال إن "إيران تربطنا بها روابط قوية لأنها دولة إسلامية، ولأنها خاضت تجربة قوية لكي تكون لها حرية قرار وحرية إرادة وحركة"، وأضاف أن "الخلاف مع فكر أو أيديولوجية الدولة لن يدفعنا للعداء معها".
الأقباط والجيش
أما بشأن الأقباط، فدعا عبد الغفور إلى التمييز بين الاتجاه السلفي كتيار وبين حزب النور كعمل سياسي، وقال "نحن كحزب النور ملتزمون بالدستور الذي يساوي بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، ونقول إن غير المسلمين لهم حق الترشح، وأنا كحزب لي حق أن أقبل أو أرفض".
وأضاف "حق الترشح مكفول للجميع، وإذا رشحت قواعد الحزب قبطيا فلهم ذلك"، أما الحزب فله الحرية في أن يختار الأصلح للبلاد، حسب رأيه.
وفيما يتعلق بالجيش، رأى عبد الغفور أنه ربما تكون هناك لجان خاصة لمناقشة ميزانية الجيش لكي لا يُضر بالأمن القومي أو يُساء إلى الجيش، ولكي لا يُخرج به عن الخضوع لإرادة الشعب والديمقراطية.
وعن تقويم واقع حزبه، قال عبد الغفور "إننا نتمتع بسمعة في الشارع من العمل الاجتماعي كمساعدة الفقراء والمرضى ومن العمل الدعوي، كما نصلي بالناس ونوجههم، وقبل الثورة كنت أوجه الناس للمشاركة في الثورة حرصا على مصالحهم".
وقال إن عدد أعضاء الحزب الآن أكثر من 100 ألف مشترك في نشاطات الحزب، كما أن عدد مسانديه كما ستكشف الانتخابات يتراوح ما بين 8-9 ملايين مصري."
أبو فارس
20-12-2011, 02:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله
عندما نتكلم عن القيادة في المجتمعات سواء كانت غربية أم شرقية إسلامية أم غير ذلك فإنك تتحدث قطعا عن واقع القيادة نفسها، وبعد البحث والتدقيق قلنا أن القيادة فردية وليست جماعية وكل هذا بحث في واقع لا علاقة للحكم الشرعي به لا من قريب ولا من بعيد. ولما كانت القيادة فردية (طبعا لا يقصد بها فرد وإنما جهة ممثلة بفرد أو أمير كحزب) كان لا بد من قيادة الأمة بشكل فردي لأن القيادة فردية، ولما كان المجتمع به الكثير ممن يعملون لمحاولة قيادة الأمة كان الصراع الفكري بين هذه الجهات شيئا طبيعيا للتفرد بالقيادة، ومن طرق التفرد بالقيادة تبيان خطأ منهج الآخرين بوضع الخط المستقيم بجانب الخط الأعوج وتبيان قدرتي على فهم الواقع والخطط وأساليب المستعمر والفخخاح التي تنصب للأمة. وكل هذا بحث في واقع.
هذا هو البحث فقط ولا شيء غيره.
أما ما تفضلت به من أن الحزب الآن غير فاعل في الدعوة، وأن الناس ليسوا معه، وأننا لا نستطيع أن نشل القيادات والحركات، فلا علاقة له بالبحث.
أخيرا، رحم الله من قال " من يعمل على توحيد الجماعات الإسلامية فإما أن يكون جاهلا أو عميلا" والآن أقول من يعمل على إيجاد عملا مشتركا بين الجماعات الإسلامية يكون غير مدرك لحقيقة واقع القيادة ولا لحقيقة استهداف السلطة غصبا وقهرا عن الحكام الحاليين.
والسلام عليكم
أخي الكريم عجيب غريب ما تقول
أي عمل يريد أن ينشل الأمة مما هي فيه ويسعى للتمكين ينبغي أن يكون منضبطا بالحكم الشرعي؟ (هل توافق على هذا أم لا؟)
حين طرحنا لكم هذه البديهية؛ وهي أن أي عمل في طريق التمكين ينبغي أن يكون منضبطا بالشرع قلتم إن البحث هو في واقع شيء معين وليس للحكم الشرعي علاقة! وحين طرحنا أمثلة من الواقع تدلل على فشل هذه الفكرة وعدم واقعيتها وبيّنا معنى "التكامل" على الواقع، وهو لا يعني بالضرورة التعاون المباشر، وإنما عدم إلغاء الآخر وذكر محاسنه (إلى جانب نقده) وعدم السعي إلى شلّه. حين تحدثنا عن الواقع قلتك: لا علاقة له بالبحث.
وكأن جملة "لا علاقة له بالبحث" تنهي النقاش وتجيب عن المطروح!
والله عجيب أمر هذه المشاركة أخي الكريم. ما أدين به لله: أن كل عمل وسلوك لجماعة إسلامية أو حزب إسلامي يزعم أنه يريد التمكين لدين الله ينبغي أن يكون ملتزما بما أمر الله، وألا يحيد عن أمر الله بعمل معين يزعم أنه واجب ولم يوجبه الله عز وجل.
أبو فارس
20-12-2011, 03:03 AM
بارك الله فيك أخي خالدي أرحتني من عناء الرد :)
ايضا اخي فكرة القيادة وهي ما وضحه في الفقرة وربما أخونا لم يلتفت لها هي قوله : يكون القائد قائداً إلا إذا كانت القيادة له وحده، لأن فكرة القيادة توجب وجود مقودين، وتنفي إمكان قبول قائدين في آن واحد"
فمفهوم القيادة أن يكون هناك قائد للأمة يسير بها في عملية النهضة، ولا يمكن أن تنقاد الناس لأكثر من قائد في وقت واحد.
وهي تختلف عن فكرة القيادة الجماعية فكرة القيادة الجماعية حين عولجت كانت ردا على دواود حمدان ونمر المصري في أن يقود الحزب جماعة وليس شخص واحد.
الأمر الآخر حل كل القيادات أو شلها اي افقداها المقدرة على التأثير في الامة وذلك عن طريق تغلغل الدعوة في المجتمع أي حين تصبح ثقافة الحزب هي المستساغة وهي السائد بين الناس وترفض غيرها من الأفكار في تلك اللحظة تكونت قد أوقفت عمل غيرك في المجتمع، من جهة ثانية يستحيل ان توجد في وقت واحد قيادتان سياسيتان مبدعتان في وقت واحد هذا لم يحصل في التاريخ كله وعلى فرض وجوده لابد أن يتم التوحد بينهم .
على أن طبيعة الوجود وطبيعة اي قيادة في المجتمع تعمل على أن تكون هي المتفردة في قيادة المجتمع سواء في الاسلام أو عند الكفار لابد أن تعمل على اخذ قيادة الامة لوحدها وبأفكارها وحسب.
فحزب التحرير يريد توحيد الامة توحيدا كاملا على فكرة وأن تفهم الامة الاسلام كما هو يفهم الاسلام وهذا يقتضي أن يتفرد وحده في قيادة الامة ولكن يبدو أن بريق شعار التعاون الحركي قد حجب التفكير عند الكثير من أبناء الامة عن مفهوم النهضة في الامم وكيف تحدث
أخي الكريم سياسي.
إيجاب وجود قائد واحد للأمة لتحدث النهضة والتمكين، هذا ما دليله الشرعي؟ حتى تبني عليه بعد ذلك.
ثم: أن أخذ قيادة الأمة يوجب إلغاء الحركات الأخرى أو إلغاء تأثيرها في الأمة وشلها. من قال ذلك؟ أنا لا أوافق على هذا الكلام، وأرى أنه يمكن لجماعة نشطة وسليمة المفاهيم والعمل استطاعت إقناع قاعدة شعبية قوية في مجتمع ما في دولة ما بعملها وفكرتها ووصلت عن طريق هذه القاعدة مع حيازة القوة إلى الحكم في هذه الدولة، وكانت علاقتها مع الجماعات الأخرى الإسلامية في المجتمع علاقة ود واحترام ونقد بناء دون محاولة شلها وبتركها في المجتمع. هذه الجماعة تستطيع أن تقود الأمة بعد التمكين بجميع أطيافها، وتستطيع جذب هذه الحركات والتيارات إلى جانبها إن أحسنت التدبير وقضت على داء الحزبية في نفسها وفي المجتمع، إذ إن هدف هذه الحركات هو هدفها الذي قامت بتحقيقه.
أما فرضية ألا يتحقق التمكين إلا بقيادة تعزل الحركات الأخرى وتشلها وتهاجمها فهي رأيك الذي لا دليل عليه من الواقع ومن الشرع، هو رأي مبني على فكر خاص عندك.
أما استحالة وجود قيادتان مبدعتان في نفس الوقت، فمن أوجب ذلك؟ وما معنى "مبدعتان"؟
وأنا لا أتحدث عن التعاون الحركي وما شابه، أنا أتحدث عن عدم إلغاء الآخر، والعمل لإثبات الذات. النقد البناء واجب، لأنه نصيحة واجبة للمسلمين، والتعاون كذلك واجب على المسلم، وتعدد الأطر مسألة صحية إن كان تعدد تكامل، أي لا تتصادم هذه الحركات مع بعضها، وهذا ممكن ومجرب في واقع محسوس عندي، ونتائجه على الدعوة رائعة.
أما القول بأن أخذ قيادة الأمة والتفرد في ذلك وشل الحركات الأخرى هو تأس بالرسول عليه الصلاة والسلام فأنا أقول لك إنك أخطأت، لأن جماعة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت جماعة المسلمين، وما عداها هو الكفر، وكانت هذه الجماعة هي "الأمة الإسلامية" في الأرض. فكان طبيعيا أن تكون دعوتها هدما للكفر وتفردا بالقيادة، لأن ما عداها فهو باطل. وفي الواقع المعاصر يجب أن تصل جماعة معينة أو تكتل معين إلى قيادة مجتمع ما في دولة ما ذات سيادة، بحيث يكون معها الثقل الغالب من المجتمع معها، وتقود هي دفة المجتمع، ولكن هذا لا يعني إيجاب شل الحركات والدعوات الإسلامية الأخرى المتواجدة في هذا المجتمع، بل إن نُصحها وجلبها إلى جانب المسلمين هو الصواب، لأنهم مسلمون، ولأن لهم اجتهادهم، ولأنهم منا ونحن منهم، ولأنهم بذلوا للأمة وللتمكين في سبيل الله. فالخلاصة أن أخذ قيادة الأمة لا يعني بالضرورة إلغاء الحركات الإسلامية كلها والعمل على شلها، فهذا مما لم يدل عليه الواقع ولا الدليل الشرعي.
أما قولك بأنه لا يوجد جماعة أو تنظيم يعمل للخلافة إلا الحزب أقول لك: هل أحصيت كل التنظيمات وقررت أنه لا يوجد إلا الحزب؟ هل تعلم أن هناك من لا يعلم بحزب التحرير (وليس الحزب الذي تسمونه حزب المهندس) ولا يرى له واقعا ولا يوجد له تأثير في الأمة من عمل أو ما شابه؟!
ألا تعلم أن هناك حركات وجماعات كثيرة تعمل للخلافة؟ ولكن برؤى واجتهادات مختلفة..
فأين ذهب تيار "السلفية الجهادية"؟
وأين ذهبت "دعوة أهل السنة والجماعة" في مصر؟
وأين ذهب الكثير من الجماعات الإسلامية التي تعمل للتمكين ولكن تتصور الطريق والمنهج بشكل مخالف لحزب التحرير؟
بل أقول وأكرر: ملايين المسلمين منقادون لحركات وتيارات وجماعات إسلامية، وانظر على سبيل المثال مصر بلد ال 85 مليون وأكثر، للإخوان وحدهم قاعدة تعد بالملايين. والدعوة السلفية (التي ليس لها حزب سياسي وهذه ملاحظة لتعليق تالٍ يعمم ويجعل "حزب النور" ممثلا للسلفية وهو حزب "من" السلفية، مع أن معظم السلفيين ليسوا حزب النور ولا غيره من الأحزاب المشاركة!)
لم أقل إن تغيير قناعات الناس مستحيل؛ فأنا أرى أنه أول الطريق للتمكين مهما طال ومهما كان صعبا.
ولكن أرى شخصيا (ولست بحاجة إلى تبرير) أن حزب التحرير هذا لن ينجح في قيادة الأمة لأسباب عديدة ليس هنا مكان ذكرها وليس هذا هو موضوعي، إلا إنْ غيّر الكثير في فكره ومنهجه.
أما قولك: "هي حركة خائنة وعميلة و علمانية أي هي حركة علمانية تظهر بثوب الاسلام، وكذلك السلفية الجهادية التي بنتها أمريكا، وحركة النهضة الانجليزية – الامريكية، وكذلك حركات التصوف، وحده فقط الحزب من يعمل لإنهاض العالم الاسلامي ولا يوجد أي حركة في الدنيا غير الحزب لديه مشروع نهضوي متكامل.
لذلك القول بوجود حركات اسلامية تعمل لإقامة النهضة هو خداع وتضليل بل هي عقد في المجتمع و هي تحول دون عودة الاسلام وسؤالي لك من هي تلك الحركات التي ترى أنها تعمل لإنهاض العالم الاسلامي!". انتهى قولك.
أقول: أما قولك هذا فهو تعصّب واضح ومذموم لحركة أو حزب ترى أنت أنه الصحيح، وغيرك يرى العكس، وكل يجلب أدلته، وكل يناقِش ويناقَش. ولكن رمي التهم هكذا على الإخوان والسلفية الجهادية هو أمر ينفي الموضوعية على حوارك، فأنت مهما اجتهدت الآن في جلب مقالات وتحليللات لن تستطيع أن تثبت بما يصل إلى درجة "اليقين" أن الإخوان عملاء وخائنون، وأن السلفية الجهادية (والتي هي تيار وليس حركة منظمة أو حركة) بتنها أمريكا، وبما أنك لن تصل إلى إثبات ذلك بدرجة اليقين فأنت ترمي بالظن، وهو إثم كبير. (وكأن عدم وجود مشروع نهضوي متكامل على شاكلة مشروع حزب التحرير يلغي وجود حركات عاملة! وكأن هذا شرط شرعي لوصفها بحركات "عاملة" أو "شرعية"! مع أن حركات كثيرة لديها أدبياتها وفكرها ومنهجها دون أن تؤمن بضرورة طرح طريقة وخطة منتهية سلفا لإقامة الخلافة! فهي تفكر وتجتهد بناء على أسس مختلفة عن الأسس التي تبناها الحزب!)
هل تعرف "دعوة أهل السنة والجماعة"؟ (قبل أن تبحث في الشبكة أجب بنعم أم لا، والإجابة تعني أنك درست منهجها وعرفت أنها لا تملك برنامجا ومنهجا متكاملا للتمكين وليست حركة إسلامية وليست عاملة للتمكين!) وبالتالي أنت تجزم بأنه لا يوجد غير حزب التحرير من يعمل للتمكين بشكل شرعي صحيح دون أن تكون محيطا بواقع جميع الحركات في العالم الإسلامي، تماما كما أن الناس لا تكاد تسمع عن حزبك "حزب التحرير" (هذا) في معظم بقاع العالم الإسلامي!
أعتقد أن استمرار الحوار صعب إن كنت تفكر بهذه الطريقة التي أود أن أستميحك عذرا لوصفها بأنها "متشنجة" وغير شرعية ومهمشة لجهود الكثير من الحركات والتيارات العاملة للتمكين في الأمة.
أعتقد - يقينا - أن هذه العقلية لن تستطيع لا قيادة أمة ولا إحداث نهضة ولا تمكين ولا يحزنون!
وتذكر هذه الكلمات....
تقبلوا مروري.
أبو فارس
20-12-2011, 03:36 AM
أخي أبو عبد الرحمن حمزة.
بارك الله بك، وأفهم القصد جيدا من "محاولة أخذ قيادة الأمة" والذي هو عنوان كتاب لبكر الخوالدة أصدر باسم حزب التحرير (المنشق أو الأصلي تخيروا) وبين فيه فشل حزب التحرير (المهندس) في أخذ قيادة الأمة، لأنه - وإن كان قد وصل إلى عدد كبير من الناس - لم يستطع أن يقود عالم الأفكار والعلاقات في الأمة بحيث يكون مؤثرا فيها وتكون الأمة ملتفة حوله يقودها إلى هدفه في التمكين بالخلافة الراشدة.
ولكن أرى أن تبني الناس لأفكار حزب التحرير كلها أمر صعب، وأنه لا يشترط انضمامهم كلهم إلى الحزب، وإنما يكفي أن ينشأ في الأمة رأي عام للمفاهيم الرئيسة الدافعة للتمكين، والواقع الدعوي سوف يفرز الحركة التي هي جديرة بقيادة الأمة نحو التمكين وإقامة الدولة. والقاعدة الشعبية المساندة لهذه الحركة ليس بالضرورة أن تكون متبنية كل أفكارها، وقد يكون من المساندين أشخاص عاملون في حركات إسلامية أخرى رأوا - مخلصين - صحة ما تطرحه الحركة فساندها. ولذلك فإنني أكرر أن اعتراضي ليس حول ضرورة وجود القيادة الكبيرة التي تقود عالم المفاهيم عند الناس وتدفعهم إلى هدفها في التمكين، وإنما اعتراضي حول أسلوب ومنهج التعامل مع الحركات الأخرى بالإقصاء والعمل على حلّها وعزلها، أثبت نفسك في قيادة الأمة (والتي معظمها والبحر العميث منها غير مأطر ولا مأدلج ولا منتسب لحركات أو جماعات) حينها سترى كيف أن المخلصين من أبناء الحركات الأخرى لم يكون لهم إلا دعمهم لأننك تحقق هدفا يتوق له كل المسلمون وليس خاصا بحزب معين أو بحركة معينة.
ليس هذا التفكير "خياليا" أو "مثاليا" كما يدعي بعض الناس، وإنما هو ما يدفع إليه الشرع والواقع الذي أثبتت التجربة فيه أنك لن تستطيع إلغاء الحركات الإسلامية من التأثير في الأمة، وإنما تستطيع أن تجد نقاط التلاقي معها بحيث تجعل منها جسما غير عائق لمشروعك إن لم يكن داعما وموافقا وتابعا.
وبارك الله بكم
أما الأخ أبو محمد فأقول لك: لاحظ أن حزب النور السلفي ليس هو "السلفية"، ليس هو "كل" السلفية، بل معظم الجماعات السلفية ليس لها حزب سياسي منخرط في النظام المصري. لذلك فإن نفي إمكانية التعاون مع "السلفية" بناء على وجود إشكاليات عند حزب منتسب للسلفية هو خطأ، لأنه تعميم باطل.
والسلفية على أية حال ليست التيار الوحيد والحركة الوحيدة في الأمة. هناك حركات ودعوات مخلصة تعمل في الدعوة وللتمكين يمكن إيجاد أواصر التعاون معها على التقوى وفي المشتركات الكثيرة. وهذا ليس خيالا وإنما هو واقع محسوس لو أزلنا عن نفوسنا الأحقاد والنزغات.
والله الموفق
الخالدي
20-12-2011, 03:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الكريم فارس
قد يبقى النقاش يدور ويدور لفترات طويلة دون الخروج بثمرة واحدة وهذا ليس راجع لمكابرتك أو لمكابرتي في الإذعان للحق بل راجع لعدم وحدة أرضية النقاش، ولذلك كان لزاما على المتحاورين في أي مسألة توحيد المصطلحات ووضع الإصبع على الواقع المراد تبيانه لا التعبير عنه بألفاظ مبهمة غامضة وغير مبلورة. وعليه أقول قد نلتقي في الفكرة المختلف عليها وهي
"القيادة في الأمة وأنها لا تكون لفئتين " لو وحدنا نقاط الخلاف.
1- كل من يعمل للتصدي لأخذ الحكم لا بد له من بناء القاعدة الشعبية المكونه بديهيا من رأي عام على فكرة معينة ومن النجاح بأخذ قيادة هذه الفئة على أساس هذه الفكرة او أن يشكل قوة مادية تستولي على الحكم بقوة السلاح وهذا ليس بحثنا ولا طريقتنا.
2- خلال العمل لبناء هذه القاعدة الشعبية تتعرض لمخالفينك الذين يعملون في الأمة ويبنون قاعدة شعبية لهم للوصول للحكم سواء عن طريق الإنتخابات أو غير ذلك، فإذا نجحوا في قيادة الأمة فيكونون قد نجحوا بقيادة هذه الأمة على أساس ما يحملون من فكر وحسب منهجهم في العمل، ولما كان منهجهم لا يؤدي لإنهاض الأمة ولا لبناء الدولة والمجتمع وبطبيعة الحال لا يؤدي لاستئناف الحياة الإسلامية صار الصدام مع هذا الفكر أو نقد هذا الفكر وهذه الطريقة أمرا حتميا، وصار بيان فساد هذا المنهج أو ذاك أمرا لا بد منه لأنه القاعدة الشعبية لا بد لها من فكر واحد ومن قائد واحد، والتعرض لأعمالهم السياسية التي تخدم الغرب الكافر وتعمل على إطالة عمر النظام والتبعية الغربية كما الإخوان في الأردن إذ يطالبون بالملكية الدستورية والعودة لدستور 1952 وكذلك للإخوان في مصر الذين يشاركون في مشروع أمريكا للمنطقة الذي نبه له الحزب ولدورهم فيه سنة 2005. وهذا التعرض الذي تسميه أنت النقد وأسميه أنا شل قيادتهم للأمة.
3- أما إلغاء الآخر وعدم ذكر محاسنه فهذا راجع لأني أرى أن الجماعات الإسلامية كلها عدا حزب التحرير لا تحمل منهجا ولا طريقا يؤدي إلى إنهاض الأمة وبناء المجتمع وبناء الدولة ومن ثم الوصول للحكم فمن أين ستاتي هذه المحاسن؟! فكل عمل لا يؤدي إلى استئناف الحياة الإسلامية ليس حسن من هذه الناحية، ولئلا تختلط الامور، فتحفيظ القرآن للأطفال عمل حسن بحد ذاته ويؤجر المرء عليه ولكنه لما يكن عملا من أعمال بناء الدولة فهذا غير حسن وعلي تبيان ذلك للناس لصرفهم عن الإشتغال بما يؤخر بناء الدولة، وكذلك تدارس الحديث والحث على السنن عمل حسن بحد ذاته ولكنه ليس كذلك إذا كان طريقا للدولة وهكذا.
طبعا هنا قد يرد في ذهن البعض، أن الحزب يعمل في الفكر والسياسية ولا يعني نفسه بالحديث ولا تحفيظ القرآن ولا الأعمال الخيرية ولا حتى الجهاد المادي ضد المحتل، فلماذا لا يكون السلفية في الحديث مكملين للتحرير في هذا ويكون التحرير مكملين لهم في السياسة، وكذلك في الأعمال الخيرية وهلم جرا؟!! وهذا ما قد يطلق عليه التكامل، ولكن الحق أن الغاية من وجود الحزب -والأصل وجود الأحزاب- هو العمل على بناء المجتمع والدولة وعليه فالأعمال الخيرية والعناية بالحديث وتحفيظ القرآن لا تؤدي إلى شيء من بناء المجتمع وبناء الدولة، ولنا في هذا بحث مفصل، أعني في كيفية بناء المجتمع والدولة. ولذلك هذا لا يسمى تكاملا بل هو عقدة من عقد المجتمع.
لاحظ أخي أن الواقع أثناء العمل يعرضك للآخرين الذين باتوا عقدة من عقد المجتمع، وهذا التعرض شيء طبيعي لمن يريد أن يقود الأمة.
أما البحث في الحكم الشرعي في هذه الجزئية فهو آت من البحث في طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم من وجوب بناء القاعدة الشعبية واخذ قيادة الناس قبل الوصول للحكم وهذا ما يتبناه الحزب من طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولما كنت أقول لك أن هذا بحث في واقع كنت أبحث معك واقع القيادة وانها لا تكون لأثنين وهذا مشاهد محسوس وهذا لا علاقة للحكم الشرعي به. أما الحكم الشرعي فهو وجوب أخذ قيادة الناس قبل الوصول للحكم ودليله من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مسطر بشكل تفصيلي في ثقافة الحزب.
أرجو أن أكون بلورت الفكرة وأين يطلب الحكم الشرعي وأين نبحث الأمر لنفهم واقعه.
والسلام عليكم ورحمة الله
سياسي
20-12-2011, 10:59 AM
أخي الكريم سياسي.
إيجاب وجود قائد واحد للأمة لتحدث النهضة والتمكين، هذا ما دليله الشرعي؟ حتى تبني عليه بعد ذلك.
يا رجل أنا لم أقل ذلك يجب أن تفرق بين أمرين:
الأول: وجود أحزاب سياسية في الامة فرض كفاية و أن تعدد الاحزاب السياسية التي تعمل على اساس الاسلام الحزب اول من تحدث به واعتبره فرض كفاية.
المسالة الثانية: أن الحزب السياسي يعمل على شل الحركات الثانية أي وقف تأثيرها في الامة حتى تنقاد له وقد ينجح إن كان يمتلك مفاهيم وقيم راقية أو حقائق خالده وقد يفشل وينجح غيره لأن فكره أقوى منه وهو ما نقوله لك منذ ايام أنه يستحيل أن تنقاد الأمة لزعيمين في آن واحد أو حزبين في آن واحد ولم يحصل في كل التاريخ هذا الامر!.
لذلك أنا لم أقل يجب أن يكون هناك حزب واحد يعمل بل قلت أن الحزب يعمل على حل جميع الاحزاب سواء علمانية أو غيرها أو يوقف تأثيرها حتى ينفرد في قيادة الأمة.
الأمر الآخر هو ما ركزت عليه الفقرة أن حل تلك الاحزاب او العمل على شلها يكون بطريق واحد وهو عدم تقصدها بل من خلال تغلغل الحزب في المجتمع بمعنى آخر أن الحزب إن عمل في الامة بشكل صحيح وأصبح تيار فكري جارف في المجتمع فإن تلك الحركات سوف تفقد القدرة على التأثير و سوف تذوب لأن الامة باتت منقادة للحزب هذا معنى الفقرة وهو وصف واقع وهو صحيح وقد حصل مع الجميع ولا يطلب دليل عليها ابتداءً.
أخي الكريم سياسي.
ثم: أن أخذ قيادة الأمة يوجب إلغاء الحركات الأخرى أو إلغاء تأثيرها في الأمة وشلها. من قال ذلك؟ أنا لا أوافق على هذا الكلام، وأرى أنه يمكن لجماعة نشطة وسليمة المفاهيم والعمل استطاعت إقناع قاعدة شعبية قوية في مجتمع ما في دولة ما بعملها وفكرتها ووصلت عن طريق هذه القاعدة مع حيازة القوة إلى الحكم في هذه الدولة، وكانت علاقتها مع الجماعات الأخرى الإسلامية في المجتمع علاقة ود واحترام ونقد بناء دون محاولة شلها وبتركها في المجتمع. هذه الجماعة تستطيع أن تقود الأمة بعد التمكين بجميع أطيافها، وتستطيع جذب هذه الحركات والتيارات إلى جانبها إن أحسنت التدبير وقضت على داء الحزبية في نفسها وفي المجتمع، إذ إن هدف هذه الحركات هو هدفها الذي قامت بتحقيقه.
هذا شأنك أن توافق أو لا توافق ولكن حين تقول أن الكلام غير صحيح أو غير موافق عليه أن تبين أين مكمن الخطا خصوصا أنك جئت بأمثله من عقلك أو تصورات لا علاقة لها بالموضوع، لأن عمل الحزب في الامة يجعل تلك الحركات تتوقف تلقائيا ! هذا معنى الكلام ولا يعني الدخول بصراع مع الحركات الأخرى ومخاطبة الجماهير بتركها بل يدخل في الدعوة تلقائيا وحين تصبح افكاره مفاهيم الأمة لوحدها تتحول عنها وتتخذ من الحزب قائداً لها.
ويجب أن تكون العلاقة طيبة مع كل المسلمين سواء حركات أو غير حركات فالكل صخور يجب أن لا نصدم بها بل نعمل على جعلها جزء من بناء الدولة.
وهذا وحده يكفي لكي تفهم معنى حل القيادات أو شلها.
[quote=أبو فارس;11487]أخي الكريم سياسي.
أما القول بأن أخذ قيادة الأمة والتفرد في ذلك وشل الحركات الأخرى هو تأس بالرسول عليه الصلاة والسلام فأنا أقول لك إنك أخطأت، لأن جماعة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت جماعة المسلمين، وما عداها هو الكفر، وكانت هذه الجماعة هي "الأمة الإسلامية" في الأرض. فكان طبيعيا أن تكون دعوتها هدما للكفر وتفردا بالقيادة، لأن ما عداها فهو باطل. وفي الواقع المعاصر يجب أن تصل جماعة معينة أو تكتل معين إلى قيادة مجتمع ما في دولة ما ذات سيادة، بحيث يكون معها الثقل الغالب من المجتمع معها، وتقود هي دفة المجتمع، ولكن هذا لا يعني إيجاب شل الحركات والدعوات الإسلامية الأخرى المتواجدة في هذا المجتمع، بل إن نُصحها وجلبها إلى جانب المسلمين هو الصواب، لأنهم مسلمون، ولأن لهم اجتهادهم، ولأنهم منا ونحن منهم، ولأنهم بذلوا للأمة وللتمكين في سبيل الله. فالخلاصة أن أخذ قيادة الأمة لا يعني بالضرورة إلغاء الحركات الإسلامية كلها والعمل على شلها، فهذا مما لم يدل عليه الواقع ولا الدليل الشرعي.
أما قولك أنه مخالف لطريقة الرسول: فإن الرسول الكريم قد أخذ قيادة الامة في المدينة وعمل على شل كل أعمال اليهود وغير اليهود وتفرد بقيادة الناس في المدينة عن طريق تفشي الاسلام في المجتمع.
أما قولك بأنه لا يوجد جماعة أو تنظيم يعمل للخلافة إلا الحزب أقول لك: هل أحصيت كل التنظيمات وقررت أنه لا يوجد إلا الحزب؟ هل تعلم أن هناك من لا يعلم بحزب التحرير (وليس الحزب الذي تسمونه حزب المهندس) ولا يرى له واقعا ولا يوجد له تأثير في الأمة من عمل أو ما شابه؟!
نعم أحصيت كل التنظيمات وكلها إما خائن عميل أو جاهل درويش سواء أعجبك الكلام أم لا هذا الواقع فلا يوجد حركة تحمل مشروع نهضوي للأمة ولا جماعة تسير على طريق الرسول بل لا يوجد جماعة تفهم معنى طريق الرسول وهو وحده من يتبنى أنظمة للدولة ويتبنى افكار ما بعد الدولة و ما قبل الدولة . فالامة تخلة من أي حركة سياسية فكرية تعمل لإنهاض الامة إلا الحزب
وأقول لك أن الحزب هو أول مشروع نهضوي في تاريخ الامة بعد تحلل حزب الصحابة وهو أول حزب سياسي في الامة يسعى لإيجاد الخلافة الاسلامية بهذا الفهم وعلى هذا الطريق ولم تنشأ اي حركة تريد اعادة الخلافة الراشدة إلا الحزب عر كل التاريخ الاسلامي.
ألا تعلم أن هناك حركات وجماعات كثيرة تعمل للخلافة؟ ولكن برؤى واجتهادات مختلفة..
فأين ذهب تيار "السلفية الجهادية"؟
وأين ذهبت "دعوة أهل السنة والجماعة" في مصر؟
وأين ذهب الكثير من الجماعات الإسلامية التي تعمل للتمكين ولكن تتصور الطريق والمنهج بشكل مخالف لحزب التحرير؟
التيار السلفي الجهادي لا يعمل إلا لإيجاد الخلافة الامريكية. بأسلحة أمريكية
أبو فارس
20-12-2011, 12:51 PM
يا رجل أنا لم أقل ذلك يجب أن تفرق بين أمرين:
الأول: وجود أحزاب سياسية في الامة فرض كفاية و أن تعدد الاحزاب السياسية التي تعمل على اساس الاسلام الحزب اول من تحدث به واعتبره فرض كفاية.
المسالة الثانية: أن الحزب السياسي يعمل على شل الحركات الثانية أي وقف تأثيرها في الامة حتى تنقاد له وقد ينجح إن كان يمتلك مفاهيم وقيم راقية أو حقائق خالده وقد يفشل وينجح غيره لأن فكره أقوى منه وهو ما نقوله لك منذ ايام أنه يستحيل أن تنقاد الأمة لزعيمين في آن واحد أو حزبين في آن واحد ولم يحصل في كل التاريخ هذا الامر!.
لذلك أنا لم أقل يجب أن يكون هناك حزب واحد يعمل بل قلت أن الحزب يعمل على حل جميع الاحزاب سواء علمانية أو غيرها أو يوقف تأثيرها حتى ينفرد في قيادة الأمة.
الأمر الآخر هو ما ركزت عليه الفقرة أن حل تلك الاحزاب او العمل على شلها يكون بطريق واحد وهو عدم تقصدها بل من خلال تغلغل الحزب في المجتمع بمعنى آخر أن الحزب إن عمل في الامة بشكل صحيح وأصبح تيار فكري جارف في المجتمع فإن تلك الحركات سوف تفقد القدرة على التأثير و سوف تذوب لأن الامة باتت منقادة للحزب هذا معنى الفقرة وهو وصف واقع وهو صحيح وقد حصل مع الجميع ولا يطلب دليل عليها ابتداءً.
هذا شأنك أن توافق أو لا توافق ولكن حين تقول أن الكلام غير صحيح أو غير موافق عليه أن تبين أين مكمن الخطا خصوصا أنك جئت بأمثله من عقلك أو تصورات لا علاقة لها بالموضوع، لأن عمل الحزب في الامة يجعل تلك الحركات تتوقف تلقائيا ! هذا معنى الكلام ولا يعني الدخول بصراع مع الحركات الأخرى ومخاطبة الجماهير بتركها بل يدخل في الدعوة تلقائيا وحين تصبح افكاره مفاهيم الأمة لوحدها تتحول عنها وتتخذ من الحزب قائداً لها.
ويجب أن تكون العلاقة طيبة مع كل المسلمين سواء حركات أو غير حركات فالكل صخور يجب أن لا نصدم بها بل نعمل على جعلها جزء من بناء الدولة.
وهذا وحده يكفي لكي تفهم معنى حل القيادات أو شلها.
[quote=أبو فارس;11487]أخي الكريم سياسي.
أما القول بأن أخذ قيادة الأمة والتفرد في ذلك وشل الحركات الأخرى هو تأس بالرسول عليه الصلاة والسلام فأنا أقول لك إنك أخطأت، لأن جماعة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت جماعة المسلمين، وما عداها هو الكفر، وكانت هذه الجماعة هي "الأمة الإسلامية" في الأرض. فكان طبيعيا أن تكون دعوتها هدما للكفر وتفردا بالقيادة، لأن ما عداها فهو باطل. وفي الواقع المعاصر يجب أن تصل جماعة معينة أو تكتل معين إلى قيادة مجتمع ما في دولة ما ذات سيادة، بحيث يكون معها الثقل الغالب من المجتمع معها، وتقود هي دفة المجتمع، ولكن هذا لا يعني إيجاب شل الحركات والدعوات الإسلامية الأخرى المتواجدة في هذا المجتمع، بل إن نُصحها وجلبها إلى جانب المسلمين هو الصواب، لأنهم مسلمون، ولأن لهم اجتهادهم، ولأنهم منا ونحن منهم، ولأنهم بذلوا للأمة وللتمكين في سبيل الله. فالخلاصة أن أخذ قيادة الأمة لا يعني بالضرورة إلغاء الحركات الإسلامية كلها والعمل على شلها، فهذا مما لم يدل عليه الواقع ولا الدليل الشرعي.
أما قولك أنه مخالف لطريقة الرسول: فإن الرسول الكريم قد أخذ قيادة الامة في المدينة وعمل على شل كل أعمال اليهود وغير اليهود وتفرد بقيادة الناس في المدينة عن طريق تفشي الاسلام في المجتمع.
أما قولك بأنه لا يوجد جماعة أو تنظيم يعمل للخلافة إلا الحزب أقول لك: هل أحصيت كل التنظيمات وقررت أنه لا يوجد إلا الحزب؟ هل تعلم أن هناك من لا يعلم بحزب التحرير (وليس الحزب الذي تسمونه حزب المهندس) ولا يرى له واقعا ولا يوجد له تأثير في الأمة من عمل أو ما شابه؟!
نعم أحصيت كل التنظيمات وكلها إما خائن عميل أو جاهل درويش سواء أعجبك الكلام أم لا هذا الواقع فلا يوجد حركة تحمل مشروع نهضوي للأمة ولا جماعة تسير على طريق الرسول بل لا يوجد جماعة تفهم معنى طريق الرسول وهو وحده من يتبنى أنظمة للدولة ويتبنى افكار ما بعد الدولة و ما قبل الدولة . فالامة تخلة من أي حركة سياسية فكرية تعمل لإنهاض الامة إلا الحزب
وأقول لك أن الحزب هو أول مشروع نهضوي في تاريخ الامة بعد تحلل حزب الصحابة وهو أول حزب سياسي في الامة يسعى لإيجاد الخلافة الاسلامية بهذا الفهم وعلى هذا الطريق ولم تنشأ اي حركة تريد اعادة الخلافة الراشدة إلا الحزب عر كل التاريخ الاسلامي.
ألا تعلم أن هناك حركات وجماعات كثيرة تعمل للخلافة؟ ولكن برؤى واجتهادات مختلفة..
فأين ذهب تيار "السلفية الجهادية"؟
وأين ذهبت "دعوة أهل السنة والجماعة" في مصر؟
وأين ذهب الكثير من الجماعات الإسلامية التي تعمل للتمكين ولكن تتصور الطريق والمنهج بشكل مخالف لحزب التحرير؟
التيار السلفي الجهادي لا يعمل إلا لإيجاد الخلافة الامريكية. بأسلحة أمريكية
أخي سياسي
بالنسبة لكلامك الأول حول معنى قيادة الأمة وشل الحركات الأخرى فهو أقرب إلى كلامي الأخير حول معنى القيادة، وليس بيننا كبير اختلاف إن كان الأمر هكذا. وما لاحظته هو اختلاف مدلول هذا الكلام عن مدلول كلامك الأول، تستطيع أن تقول لي: إن هذا هو تفسير الكلام الأول لك. ولكن يا أخي الألفاظ لها حقها، ونحن نقرأ العربية ونفهمها بمدلولاتها، فاختر للمفهوم الذي تريد إيصاله التعبير الأدق الذي لا يوجه المعنى إلى مناطق لم تقصد إليها.
بالنسبة إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام تفرد بالقيادة في المدينة، فابتداء أنا لم أخالفك في أن حركة التمكين هي التي تقود بالقاعدة الشعبية الأمة إلى التمكين، ولكن دون إلغاء التيارات الأخرى بل بجعلها داعما. ولكن علينا أن نفرق بين وضع الحركة الأولى (الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة) والحركة في هذا العصر، ففي الأولى كانت الحركة هي "الأمة" وما عداها فهو الكفر، وهنا فإن هذه الأمة أمتنا، وهي منا ونحن منها، ولا بأس أن تبقى هناك أطر مختلفة الرؤى ما لم تصل إلى البدعة والكفر (كالعلمانية والشيعة وغيرها) ولا يتوجب حلّ هذه الأطر أو إلغاؤها ليتم التمكين وأخذ قيادة الأمة.
تصوّر - على سبيل المثال - لو أن رأيا عاما قويا للإسلام وتحكيم الشريعة وإقامة الدولة نشأ في مصر، وكانت هناك قاعدة شعبية قوية لإحدى الحركات بدأت بثورة، ولحق بها المسلمون ممن لم ينتموا إليها، ولحقت بها الحركات الأخرى لتنجح الثورة، ونجحت وتسلمت قيادة إسلامية واضحة الحكم وشكلت نظاما إسلاميا.
هذا وضع ممكن، بحيث لم تلغ هذه الحركة الحركاتِ الأخرى، صحيح أنها قادت الأمة إلى التمكين، ولكن الحركات الأخرى قد تعاونها، وقد يعاونها الأفراد ممن هم ليسوا منتمين إليها بل ويخالفونها في أمور. لذلك فإن تعبيرات مثل: شل الحركات الأخرى، أو التعبيرات الإقصائية مثل: لا يوجد غير الحزب يعمل للخلافة.. هذه التعبيرات تفقد رصيدك في الأمة الإسلامية، وتذكر أنك لا تتعامل مع أمة كافرة! صحيح أن هناك ظواهر شرك وكفر وبدعة في الأمة، ولكن الأمة بمجملها أمة إسلامية، إن انقطع وجودها الشرعي فإن وجودها التاريخي لا زال موصولا.
أخي إن فهم حزب التحرير لطريق الرسول عليه الصلاة والسلام هو فهمه الخاص به والملزم له، هناك من يرة في السيرة وطريق التمكين الذي التزمه الرسول عليه الصلاة والسلام أنه طريق متعلق بواقع الرسول عليه الصلاة والسلام، ومع اختلاف الواقع فإننا نأخذ العبر والخطوط العريضة ولا نتقيد بكل خطوة لأنها ارتبطت بواقع لا يوجد عندنا اليوم. فإذا كانت هناك حركات لم تضع بشكل نظرية طريقا مع مراحل للوصول إلى الخلافة فهذا لا يعني إلغاء وجود حركات عاملة! لأنها أصلا لا تتبنى طريقة حزب التحرير في الفهم وفي منهجه.
أنت لم تخبرني عن دعوة أهل السنة والجماعة؟ وتدعي أنك أحصيت جميع الحركات والدعوات.
أخي الكريم، عليك أن تدرك أنه ليس جميع الدعاة يفهمون التمكين وطريقه مثل حزب التحرير، هناك من يرى أن التمكين بحاجة إلى "حركة إحياء" شاملة، وليس حركة محدودة المقاصد والمنهجية كحزب سياسي أو حركة علمية أو أخلاقية. وهم يستندون في هذا الفهم إلى أدلة شرعية وإلى اتباع لفهم معين لطريق الرسول عليه الصلاة والسلام. ولذلك أنت لا تستطيع أن تلزم كل الأمة بفهمك. شخصيا قرأت طرح الحزب وسمعته ولم أقتنع به كله، فأنت لا تستطيع أن تلزم القناعات كلها بطريقة تفكيرك. لذلك فاعمل دون ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة بين الحركات الإسلامية، أو بنفي نسبة الإسلامية عن كل ما عدا الحزب. ولتعلم أن الإمام حسن البنا كان أول من دعا إلى إعادة الخلافة في أواخر عشرينات القرن الفائت، ولم يكن هناك وجود للحزب بعد، وأن حركته - الإخوان المسلمون - كانت الحركة الأولى التي قامت وبعثب وأثرت على نشوء الحركات الأخرى. وقد تأثر الشيخ النبهاني به وبالأستاذ سيد قطب كما لا ينكر ذلك أحد، وقد كان الشيخ النبهاني يدرّس كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام" في إحدى كليات الأردن (على ما في الكتاب من علات). فالتأثر بحركة الإخوان كبير عند حزب التحرير وعند غيره، ومحاولة الحزب إلغاء أي جهد غيره وادعاء امتلاك المنهج الوحيد الحق هو شيء مذموم فضلا عن بعده عن الواقع. فارتفاع نسبة الوعي لدى الأمة عما كانت عليه من قبل راجع في الأساس إلى حركات كثيرة، بل وبعض الأفراد ساهم في ذلك بنسبة أكبر من حركات معينة!
فالإنصاف الإنصاف أخي الكريم.
أبو فارس
20-12-2011, 12:54 PM
واتهامك للتيار السلفي الجهادي لا أجد له دليلا من الواقع، فهو اتهام سوف تسأل عنه بأية حال يوم القيامة بإذن الله.
رمي التهم والكلام على عواهنه أخي الكريم هو خطأ كبير، أستطيع أن أقول بسهولة: حزب التحرير يؤدي الآن خدمة لأمريكا بتخدير الأمة ومحاربة الحركات الإسلامية الأخرى وتثبيطها حيث لا يعمل بل يكثف النقد للحركات الأخرى لنزع ثقة الأمة عنها دون رصيد من العمل يذكر له.
أستطيع أن أقول ذلك وعليه إشارات قد تؤيده، ولكنني لن أقوله لأنني لا أملك البينة عليه. ولا يملك أحد أن يتهم "تيارا" كبيرا بالخيانة والعمالة هكذا دون دليل قطعي يقيني.
سياسي
20-12-2011, 01:49 PM
[quote=سياسي;11498]يا رجل أنا لم أقل ذلك يجب أن تفرق بين أمرين:
الأول: وجود أحزاب سياسية في الامة فرض كفاية و أن تعدد الاحزاب السياسية التي تعمل على اساس الاسلام الحزب اول من تحدث به واعتبره فرض كفاية.
المسالة الثانية: أن الحزب السياسي يعمل على شل الحركات الثانية أي وقف تأثيرها في الامة حتى تنقاد له وقد ينجح إن كان يمتلك مفاهيم وقيم راقية أو حقائق خالده وقد يفشل وينجح غيره لأن فكره أقوى منه وهو ما نقوله لك منذ ايام أنه يستحيل أن تنقاد الأمة لزعيمين في آن واحد أو حزبين في آن واحد ولم يحصل في كل التاريخ هذا الامر!.
لذلك أنا لم أقل يجب أن يكون هناك حزب واحد يعمل بل قلت أن الحزب يعمل على حل جميع الاحزاب سواء علمانية أو غيرها أو يوقف تأثيرها حتى ينفرد في قيادة الأمة.
الأمر الآخر هو ما ركزت عليه الفقرة أن حل تلك الاحزاب او العمل على شلها يكون بطريق واحد وهو عدم تقصدها بل من خلال تغلغل الحزب في المجتمع بمعنى آخر أن الحزب إن عمل في الامة بشكل صحيح وأصبح تيار فكري جارف في المجتمع فإن تلك الحركات سوف تفقد القدرة على التأثير و سوف تذوب لأن الامة باتت منقادة للحزب هذا معنى الفقرة وهو وصف واقع وهو صحيح وقد حصل مع الجميع ولا يطلب دليل عليها ابتداءً.
هذا شأنك أن توافق أو لا توافق ولكن حين تقول أن الكلام غير صحيح أو غير موافق عليه أن تبين أين مكمن الخطا خصوصا أنك جئت بأمثله من عقلك أو تصورات لا علاقة لها بالموضوع، لأن عمل الحزب في الامة يجعل تلك الحركات تتوقف تلقائيا ! هذا معنى الكلام ولا يعني الدخول بصراع مع الحركات الأخرى ومخاطبة الجماهير بتركها بل يدخل في الدعوة تلقائيا وحين تصبح افكاره مفاهيم الأمة لوحدها تتحول عنها وتتخذ من الحزب قائداً لها.
ويجب أن تكون العلاقة طيبة مع كل المسلمين سواء حركات أو غير حركات فالكل صخور يجب أن لا نصدم بها بل نعمل على جعلها جزء من بناء الدولة.
وهذا وحده يكفي لكي تفهم معنى حل القيادات أو شلها.
أخي سياسي
بالنسبة لكلامك الأول حول معنى قيادة الأمة وشل الحركات الأخرى فهو أقرب إلى كلامي الأخير حول معنى القيادة، وليس بيننا كبير اختلاف إن كان الأمر هكذا. وما لاحظته هو اختلاف مدلول هذا الكلام عن مدلول كلامك الأول، تستطيع أن تقول لي: إن هذا هو تفسير الكلام الأول لك. ولكن يا أخي الألفاظ لها حقها، ونحن نقرأ العربية ونفهمها بمدلولاتها، فاختر للمفهوم الذي تريد إيصاله التعبير الأدق الذي لا يوجه المعنى إلى مناطق لم تقصد إليها.
بالنسبة إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام تفرد بالقيادة في المدينة، فابتداء أنا لم أخالفك في أن حركة التمكين هي التي تقود بالقاعدة الشعبية الأمة إلى التمكين، ولكن دون إلغاء التيارات الأخرى بل بجعلها داعما. ولكن علينا أن نفرق بين وضع الحركة الأولى (الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة) والحركة في هذا العصر، ففي الأولى كانت الحركة هي "الأمة" وما عداها فهو الكفر، وهنا فإن هذه الأمة أمتنا، وهي منا ونحن منها، ولا بأس أن تبقى هناك أطر مختلفة الرؤى ما لم تصل إلى البدعة والكفر (كالعلمانية والشيعة وغيرها) ولا يتوجب حلّ هذه الأطر أو إلغاؤها ليتم التمكين وأخذ قيادة الأمة.
تصوّر - على سبيل المثال - لو أن رأيا عاما قويا للإسلام وتحكيم الشريعة وإقامة الدولة نشأ في مصر، وكانت هناك قاعدة شعبية قوية لإحدى الحركات بدأت بثورة، ولحق بها المسلمون ممن لم ينتموا إليها، ولحقت بها الحركات الأخرى لتنجح الثورة، ونجحت وتسلمت قيادة إسلامية واضحة الحكم وشكلت نظاما إسلاميا.
هذا وضع ممكن، بحيث لم تلغ هذه الحركة الحركاتِ الأخرى، صحيح أنها قادت الأمة إلى التمكين، ولكن الحركات الأخرى قد تعاونها، وقد يعاونها الأفراد ممن هم ليسوا منتمين إليها بل ويخالفونها في أمور. لذلك فإن تعبيرات مثل: شل الحركات الأخرى، أو التعبيرات الإقصائية مثل: لا يوجد غير الحزب يعمل للخلافة.. هذه التعبيرات تفقد رصيدك في الأمة الإسلامية، وتذكر أنك لا تتعامل مع أمة كافرة! صحيح أن هناك ظواهر شرك وكفر وبدعة في الأمة، ولكن الأمة بمجملها أمة إسلامية، إن انقطع وجودها الشرعي فإن وجودها التاريخي لا زال موصولا.
أخي إن فهم حزب التحرير لطريق الرسول عليه الصلاة والسلام هو فهمه الخاص به والملزم له، هناك من يرة في السيرة وطريق التمكين الذي التزمه الرسول عليه الصلاة والسلام أنه طريق متعلق بواقع الرسول عليه الصلاة والسلام، ومع اختلاف الواقع فإننا نأخذ العبر والخطوط العريضة ولا نتقيد بكل خطوة لأنها ارتبطت بواقع لا يوجد عندنا اليوم. فإذا كانت هناك حركات لم تضع بشكل نظرية طريقا مع مراحل للوصول إلى الخلافة فهذا لا يعني إلغاء وجود حركات عاملة! لأنها أصلا لا تتبنى طريقة حزب التحرير في الفهم وفي منهجه.
أنت لم تخبرني عن دعوة أهل السنة والجماعة؟ وتدعي أنك أحصيت جميع الحركات والدعوات.
أخي الكريم، عليك أن تدرك أنه ليس جميع الدعاة يفهمون التمكين وطريقه مثل حزب التحرير، هناك من يرى أن التمكين بحاجة إلى "حركة إحياء" شاملة، وليس حركة محدودة المقاصد والمنهجية كحزب سياسي أو حركة علمية أو أخلاقية. وهم يستندون في هذا الفهم إلى أدلة شرعية وإلى اتباع لفهم معين لطريق الرسول عليه الصلاة والسلام. ولذلك أنت لا تستطيع أن تلزم كل الأمة بفهمك. شخصيا قرأت طرح الحزب وسمعته ولم أقتنع به كله، فأنت لا تستطيع أن تلزم القناعات كلها بطريقة تفكيرك. لذلك فاعمل دون ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة بين الحركات الإسلامية، أو بنفي نسبة الإسلامية عن كل ما عدا الحزب. ولتعلم أن الإمام حسن البنا كان أول من دعا إلى إعادة الخلافة في أواخر عشرينات القرن الفائت، ولم يكن هناك وجود للحزب بعد، وأن حركته - الإخوان المسلمون - كانت الحركة الأولى التي قامت وبعثب وأثرت على نشوء الحركات الأخرى. وقد تأثر الشيخ النبهاني به وبالأستاذ سيد قطب كما لا ينكر ذلك أحد، وقد كان الشيخ النبهاني يدرّس كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام" في إحدى كليات الأردن (على ما في الكتاب من علات). فالتأثر بحركة الإخوان كبير عند حزب التحرير وعند غيره، ومحاولة الحزب إلغاء أي جهد غيره وادعاء امتلاك المنهج الوحيد الحق هو شيء مذموم فضلا عن بعده عن الواقع. فارتفاع نسبة الوعي لدى الأمة عما كانت عليه من قبل راجع في الأساس إلى حركات كثيرة، بل وبعض الأفراد ساهم في ذلك بنسبة أكبر من حركات معينة!
فالإنصاف الإنصاف أخي الكريم.
أخي الكريم أبو فارس: الفقرة التي كنا قد نقلناها موضحه لنفسها وتشرح نفسها بنفسها ولو تمعنت بها منذ البداية لما دخلنا في هذا النقاش الطويل!.
وسبق ان واضحتها لك في اول مشاركة لي ولكن ربما لم تلتفت لها لذلك لا يرد كلامك أننا نفهم الكللام كما يدل عليه.
ثانيا الشيعة ليسوا كفارا على قولك ! والرسول الكريم وهو محل الاستدلال شكل أمة من العدم بأخهذ قيادة الامة الفعلية في المدينة واضعف وحل أي قيادة أخرى مؤثرة في العلاقات كاليهود وبعض الكفار الذين لم يرضو أن يدخلوا في الاسلام وهناك وخوفا من التيار الذي أوجده الرسول ظهرت ظاهرة النفاق.
ثالثا: أنت لا تفرق بين الطريق الشرعي للرسول وهو طريق واحد لا غير فالرسول الكريم لم يسر بمئة طريق ولا يوجد اجتهاد في الطريقة بل الطريقة هكذا جاءت ويجب التقيد بها وهنا إن كان عندك اعتراض على طريقة الرسول التي يسير عليها الحزب او أن الحزب أغفل شيء منها أو لا يفهمها بشكل صحيح عليك أن تدخل معي في هذه الجزئية في نقاش منفصل.
رابعا: عدم فهم الدعاة أمر طبيعي للإختلاف في فهم الواقع وقدرات الفهم ليست واحده وهو ليس محل اشكال وتحل المسالة ببيان الحكم الشرعي وقوة الدليل.
خامسا: حسن البنا دعا للخلافة الانجليزية وهي دعوته لكي يكون الملك فؤاد الأول خليفة للمسلمين وهو من جنس الواقع الفاسد ولا يملك أي منظومه معرفية للتغيير وصدق ايمن الظواهري حين وصفهم أنهم حركة علمانية في ثوب الاسلام.
سادسا: النبهاني لم يتأثر بسيد قطب ولا بحسن البنا و من يقرا للشيخ تقي ولسيد قطب سيجد الفرق مثل الارض والسماء، ولا اعرف حقيقة معنى التأثر عندك فإن كان الانتفاع فالشيخ تقي انتفع من كل علماء الامة وغير علماء الامة. ولم يدرس كتاب العدالة الاجتماعية ولم يدرسه شباب الحزب بل الشيخ تقي من أول كتاب له رفض المصطلح واعتبره مصطلح غير شرعي.
سابعا: حزب التحرير يقول أنه يسير وفق احكام شرعية أما غيره من الحركات فلا تسير على طريقة الرسول بل لا بعضها لا يعترف بها أصلا ويقول ان الواقع قد تغير ! وهو يناقش بقوة الدليل و قوة الدليل وحسب ولك أن تعترض على اي فكرة أو مسالة ولكن بدليل وبرهان وهو الوحيد الذي يسير للخلافة الاسلامية بطريقة الرسول وعليك ان تثبت عكس ذلك وأنت ادعيت وجود فهم آخر لدى غيره و أن هناك من يعمل للخلافة فعليك أن تثبت ذلك.
ثامنا" حركة السلفية الجهادية معروف أن امريكا دعمتها وهي التي نظمتها من خلال المخابرات الباكستانية وهي سلحت بالكامل ماديا وعكسريا من قبل امريكيا وهو أمر معروف، وهي التي سلمت افغنستان لقمة سهلة لأمريكا بحجة الجهاد المزعوم.
ومن لا يدرك دورها في خدمة مشاريع أمريكا فهو يعيش في كوكب آخر.
و أكبر دليل للعمالة لإبن لادن الكذب الصريح أنهم وراء 11 ايلول بينما كانت المخابرات الامريكية وراءها!.
ابوعبدالرحمن حمزة
20-12-2011, 05:29 PM
أخي أبو عبد الرحمن حمزة.
بارك الله بك، وأفهم القصد جيدا من "محاولة أخذ قيادة الأمة" والذي هو عنوان كتاب لبكر الخوالدة أصدر باسم حزب التحرير (المنشق أو الأصلي تخيروا) وبين فيه فشل حزب التحرير (المهندس) في أخذ قيادة الأمة، لأنه - وإن كان قد وصل إلى عدد كبير من الناس - لم يستطع أن يقود عالم الأفكار والعلاقات في الأمة بحيث يكون مؤثرا فيها وتكون الأمة ملتفة حوله يقودها إلى هدفه في التمكين بالخلافة الراشدة.
ولكن أرى أن تبني الناس لأفكار حزب التحرير كلها أمر صعب، وأنه لا يشترط انضمامهم كلهم إلى الحزب، وإنما يكفي أن ينشأ في الأمة رأي عام للمفاهيم الرئيسة الدافعة للتمكين، والواقع الدعوي سوف يفرز الحركة التي هي جديرة بقيادة الأمة نحو التمكين وإقامة الدولة. والقاعدة الشعبية المساندة لهذه الحركة ليس بالضرورة أن تكون متبنية كل أفكارها، وقد يكون من المساندين أشخاص عاملون في حركات إسلامية أخرى رأوا - مخلصين - صحة ما تطرحه الحركة فساندها. ولذلك فإنني أكرر أن اعتراضي ليس حول ضرورة وجود القيادة الكبيرة التي تقود عالم المفاهيم عند الناس وتدفعهم إلى هدفها في التمكين، وإنما اعتراضي حول أسلوب ومنهج التعامل مع الحركات الأخرى بالإقصاء والعمل على حلّها وعزلها، أثبت نفسك في قيادة الأمة (والتي معظمها والبحر العميث منها غير مأطر ولا مأدلج ولا منتسب لحركات أو جماعات) حينها سترى كيف أن المخلصين من أبناء الحركات الأخرى لم يكون لهم إلا دعمهم لأننك تحقق هدفا يتوق له كل المسلمون وليس خاصا بحزب معين أو بحركة معينة.
ليس هذا التفكير "خياليا" أو "مثاليا" كما يدعي بعض الناس، وإنما هو ما يدفع إليه الشرع والواقع الذي أثبتت التجربة فيه أنك لن تستطيع إلغاء الحركات الإسلامية من التأثير في الأمة، وإنما تستطيع أن تجد نقاط التلاقي معها بحيث تجعل منها جسما غير عائق لمشروعك إن لم يكن داعما وموافقا وتابعا.
والله الموفق
الأخ ابو فارس
اولا : بما انه اتضح معنى أخذ القيادة وانه متعلق بقيادة الأمة بمجموعها نحو تطبيق الإسلام وإيجاد الخلافة التي تحمل الدعوة للعالم وأن طريق ذلك هو بجمع الأمة على عقيدة الإسلام كعقيدة تعالج مشاكل الحياة اليومية بما انبثق عنها من نظم ومعالجات . فأن هذا الفرض هو واجب على كل مسلم وكل مخلص سواء اكان فردا ام جماعة فإن من يقف في وجه ذلك من القيادات الموجودة فان ذلك يعني انه يقف حائلا دون عود الإسلام للتطبيق في الدولة والمجتمع ومن تحقق ان هذا واقعه فيجب ان يعمل على حل وجوده وتأثيره في المجتمع ، طبعا من خلال العمل الفكري والسياسي اعني ان يناقش بما يطرح ويبين مخالفته للإسلام وبيان أنه يقف حائل دون عود الإسلام الى التطبيق وبالتالي كشفه للناس من خلال الأفكار والمقايس التي نعمل على جعلها وعيا عاما في الجماعة ومن خلال ابراز عدم قدرته وأهليته على صون مصالح المسلمين وبيان ارتباطه بالغرب الكافر اذا دلت الشواهد والأمارات على ذلك كالعلمانين مثلا وكالحكام الذين يتولون ويباشرون الحكم .
اذا اتفقنا على هذا ننتقل للبحث في مسألة أن القيادة تكون لواحد من حيث الواقع ومن حيث الدليل الشرعي ، فأرجوا التعليق على هذه النقطة بأننا متفقون عليها .
ثانيا : القول (ولكن أرى أن تبني الناس لأفكار حزب التحرير كلها أمر صعب، وأنه لا يشترط انضمامهم كلهم إلى الحزب، وإنما يكفي أن ينشأ في الأمة رأي عام للمفاهيم الرئيسة الدافعة للتمكين، والواقع الدعوي سوف يفرز الحركة التي هي جديرة بقيادة الأمة نحو التمكين وإقامة الدولة. والقاعدة الشعبية المساندة لهذه الحركة ليس بالضرورة أن تكون متبنية كل أفكارها، وقد يكون من المساندين أشخاص عاملون في حركات إسلامية أخرى رأوا - مخلصين - صحة ما تطرحه الحركة فساندها.)
هوقول صحيح وهو عين ما يقولة الحزب فنحن لا نشترط تبني كل افكار الحزب إلا على من يريد ان يصبح عضو فيه ، وهو لا يشترط ذلك لمن يريد ان يعمل مع الحزب كنصير وكمؤيد وهو لا يطلب من كل المسلمين ان يكونوا اعضاءا في الحزب إلا بقدر ما يلزمه لبقاءه حزبا قادرا على القيام بالأعباء المفروضة عليه كحزب سياسي وهو يطرح نفسه للأمة كأداة لخدمتها وتحقيق الفرض الواجب عليهم .فالحزب يطرح الإسلام كعقيدة تنبثق عنها الاحكام والنظم التي تعالج مشاكل الحياة في الدولة والمجتمع والتي من خلالها تتوحد النظرة لتسير العلاقات بالمجتمع وتتحدد الغاية من العمل وطريق تحقيق ذلك فالحزب يريد ان تتركز في الامة مجموعة افكار ومقايس وقناعات محددة توحد نظرة الامة لتسير مصالحها في الدولة والمجتمع وتحدد غايتها من الحياة وطريقة ذلك وهذه الأفكار هي العقيدة الإسلامية كعقيدة حية ترتبط بالحياة اعني انها تكون اساسا في معالجة مشاكل الحياة وأساسا في اخذ الافكار وردها وأساسا في ضبط السلوك في الدولة والمجتمع ويريد ان تتوضح ان الخلافة الإسلامية هي الطريق الشرعي لتطبيق الإسلام في الدولة والمجتمع وطريق حملها للعالم بالدعوة والجهاد ،ويركز على فكرة الأخوة الإسلامية انها الرابط الوحيد بين المسلمين هذه هي الأفكار التي يعمل على جعلها وعيا عاما جارفا في المجتمع أما التفاصيل فهي تلزمنا كحزب وتلزمنا للتطبيق بعد التمكين وتلزما لبيان أن الإسلام عالج فعلا حياة الإنسان في جميع جوانبها .
وكما كان الحزب واضحا في ما سبق كان واضحا اكثر انه يريد قياة الأمة كأمة ولا يريد ان تصبح كل الأمة مع الحزب كأعضاء وإنما يريد ان يقودها بالأفكار السابقة أي يريد ان يقودها بالإسلام الذي هو مبدأها لتطبيقه في الدولة والمجتمع وحمله للعالم فهو يردها أن تؤيده بما يطرح ويريدها أن تناصره بمشروعه كأمة وأن تسير معه لتحقيق الواجب الذي هو واجب عليها وعليه ولا فرق هنا بين الأفراد والجماعات .
أخيرا فإن هذا المنتدى هومنتدى عام لطرح الأفكار ونقاشها وليس كل مايطرح هنا هو رؤية الحزب وفهمه ، وكثيرا ما يطرح بعض الأخوة ما يفهموه هم من ثقافة الحزب ولا يكون هو نفسه فهم الحزب ورأيه .
فارجو عدم التعميم والخلط بين الأمرين .
أرجو التعليق للإنتقال للنقاط الأخرى التي طرحتها .
أبو محمد
20-12-2011, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
بالنسبة لحزب النور السلفي فهو الحزب السلفي الذي يشتغل بالسياسة وهو الإطار القانوني للسلفية تماما كما الإخوان المسلمين في الأردن ومصر فلهم حزب سياسي حسب القانون ولهم الجماعة وهذا لا يخفى على أي سياسي، فالقول أن حزب النور لا يمثل السلفية قول لا حجة فيه.
وعلى فرض صحة هذا القول الذي يقول به الأخ أبو فارس فتكون السلفية التقليدية بدون عمل سياسي مطلقا فنرجع للمربع الأول وهو ان السلفية ليست تيارا ولا جماعة ولا حزبا يحمل مشروعا سياسيا للأمة .
أخي الكريم
ليس صوابا الدفاع عن بعض من يمتهن العمل السياسي وهو بعمله يورد الأمة للهلاك، فالأصل أن المؤمن كيس فطن وليس بالخب ولا الخب يخدعه، فعليك التدقيق في كل عمل وفي كل غاية وربط هذه الأعمال بالمشاريع الإستعمارية، وهذا الربط لا يعني بالضرورة عمالة الحركات فمنها عميل ومنها الساذج.
والسلام عليكم
أبو فارس
21-12-2011, 11:39 AM
أخي سياسي
أولا: الشيعة لا يكفرون بالجملة، ولكن بعد اعتقاداتهم ومقولاتهم قد توصلهم بالكفر، والأحرى هنا توضيح كفر النوع عندهم لا التعيين، وإن كان الكثير من أئمتهم وصل إلى الكفر.
ثانيا: لك وللأخ أبو عبد الرحمن حمزة أقول: إن كان فهمكم لمعنى قيادة الأمة بأنه كما طرحته في آخر رد لي، وأنه لا يعني محاربة الحركات الإسلامية (تصحيح المفاهيم لا يعني المحاربة والنقد لا يعني المحاربة) ولا يعني النظرة العدائية لها، بل وإمكان التلاقي والتعاون معها فأنا أوافقكم، وعدا ذلك لا، وأعتقد أن رأي وضح في هذه النقطة.
ثالثا: بالنسبة لطريق الحزب فما قصده بتغير الواقع ليس التنازل عن طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن خلافي مع الحزب أن النظرة يجب أن تكون "كلية" عند النظر إلى السيرة لاستنباط الطريقة منها، فشرط قيام الدولة تسبقه شروط كما تعلمنا من السيرة، أحد هذه الشروط هو إيجاد القاعدة الشعبية الصلبة، والحيازة على قيادة المجتمع بانحياز الفئة الغالبة ذات الثقل فيه للدعوة، والاكتفاء الذاتي لمكان الدولة. ولذلك فقبل إقامة الدولة يجب أن تتوفر شروط معينة، في واقعنا اختلفت مسمياتها وتفصيلاتها ومعطياتها لكن بقيت هذه الشروط واجبة، كأن تكون الدولة ذات سيادة غير منقوصة السيادة كمصر اليوم مثلا (وهذا مأخوذ من قصة القبيلة المتاخمة بالفرس، التي وإن كانت ذات عدة وعدد كحب الرمال ولكنها لم تكن تستطيع التصرف دون الفرس لأنها خاضعة لهم، أي منقوصة السيادة فلا تنفع لقيام الدولة بهذا الحال، وهذا ما أقصده بالمقومات والتي تسميها عوارض). ولذلك فاختلافي مع الحزب (حزب التحرير الحالي الموجود واقعا وليس الحزب الذي تتحدثون عنه ولا أرى له واقعا) هو أنه يدعو الأمة في كل مكان الآن لإقامة الخلافة (حتى في الأقصى تصوّر!!) قبل أن يقوم بإعدادها وإيجاد المقومات التي تسبق إقامة الدولة. فلذلك فإن الواقع ومراعاته أمر هام لنفهم كيف نطبق منهج الرسول عليه الصلاة والسلام على واقعنا المعاصر، ودون مراعاة الواقع مطلقا نصل إلى حالة أن نجول في البوادي نطلب النصرة من القبائل محملين بالسيوف!
* حيازة الثقل الغالب في مجتمع ما
* امتلاك القوة
* تكامل السيادة على المجتمع (دولة غير منقوصة السيادة)
* تحقيق الأمن الغذائي والمائي
هذه كلها خطوط عريضة نجدها في منهج الرسول عليه الصلاة والسلام، وتطبيقها المعاصر يختلف لاختلاف الواقع، فمفهوم القوة مثلا لم يعد هو حيازة تأييد رؤساء قبيلة، والسيادة الأمريكية على العالم الإسلامي قضية جدت لم تكن في المدينة في عصر النبوة، والقدرة على تحقيق الأمن الغذائي والمائي اختلفت معاييرها وأسبابها وتشابكاتها عن السابق، خصوصا مع وجود واقع المجتمع الدولي والشرعية الدولية التي لا تقبل بوجود من يخرج عن معاييرها (الديمقراطية، المواطنة، القطرية...) ولذلك على الحركة التي تريد إقامة الدولة وإعلانها دولة إسلامية أن تحقق هذه المعايير بمقدار كاف أو أقل مقدار كاف (حسب تقدير الواقع) قبل إقامة الدولة والله أعلم. وهذا ما قصدته باختلاف الواقع، أي إننها لا نأخذ خطوات الرسول عليه الصلاة والسلام بذاتها كما هي، بل نأخذ الدرس أو العبرة المستفادة منها لواقعنا، فهو "منهج" ثابت نعم، ومتى حققت الخطوط العريضة أعلاه تكون قد تأسيت بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام حتى لو لم تعرض الأمر بصيغة المراحل الثلاث وطلب النصرة وغيرها من الخطوات التي رسمها حزب التحرير، وهنا يكون مجال الخلاف - المنضبط بهذه الخطوط - هو مجال متاح لا يخرج عن منهج الرسول عليه الصلاة والسلام.
بالنسبة لتأثر حزب التحرير واستفادته ممن قبله من دعاة الصحوة المعاصرين (وأخص الأستاذين سيد قطب والمودودي) فهذا بالنسبة لي واقع، وإن كان قد خالفهم في جزئيات لا يعني إلغاء التأثر. الأستاذ سيد قطب نفسه نقد مفهوم "العدالة الاجتماعية" والدعوة إليها، بل وقال إن كتابه العدالة الاجتماعية قد استنفد أغراضه ولم ينصح بدراسته لتلاميذه. ولكن إن دققت في هذا الكتاب لوجدت البوادر الأولى (بعد المودودي) للطرح المبدئي للإسلام على أنه تصور شامل عن الكون والإنسان والحياة (بهذه الألفاظ) وبأنه منهج حياة ونظام للحكم ليس بالصيغة الملكية ولا الإنجليزية.
ولكن في المقابل مع وعي الأستاذ سيد الذي استشهد عليه ومخالفته الواضحة لما عليه الإخوان والبنا، فإن الباعث على هذا الوعي هو دعوة الأستاذ البنا! فهو أول من حرك المياه الراكدة نحو إحياء الأمة رغم مجانبته الصواب في كثير من الأمور. ولو لاحظت الرسائل الأخيرة للإمام حسن البنا لوجدت وعيا جديدا حول الأوضاع ونظام الحكم قد تطور لديه لم يكتمل عنده فقد نالت منه يد الغدر.
الخلاصة أن عملية التأثر والتأثير عملية متشابكة لا تعني بحال موافقة المتأثر على كل ما طرحه من تأثر به.
أخي أبو محمد. ملاحظة: يبدو أنك لا تدرك الواقع السلفي في مصر جيدا، وهذا واضح من ردك. يعني إما أن يكون حزب النور وإما أن يكون السلفية التقليدية التي لا تدخل في شيء! وهذا تقدير خطأ، وهناك دعوات سلفية تتدخل في السياسة وتدعو لتحكيم الشريعة دون حزب سياسي، وهناك تكتلات مثل "الجبهة السلفية" تخالف ما عليه الكثير من السلفيين التقليديين. وحتى لا أفهم خطأ فأنا لا أؤيد حزب النور السلفي، ولا أنتمي إلى الدعوة السلفية في الإسكندرية ولا إلى الدعوة السلفية في القاهرة ولا غيرها. وكذلك لا أؤيد تشكيل الأحزاب السياسية (الرسمية) للوصول إلى تحكيم الشريعة، ولا أوافق حزب النور وحزب الحرية والعدالة على كثير من الأمور. ولكن كان كلامي في معرض البيان بأن السلفية ليست حالة واحدة وليست جماعة واحدة يمثلها حزب معين، وليس أدل على ذلك وجود أكثر من حزب سياسي سلفي، ولعل تسليط أضواء الإعلام على حزب النور لأنه الأقدر والأكبر حجما، لأن معظم أنصاره من "الدعوة السلفية" التي هي أقوى الدعوات السلفية وأكثرها تنظيمها. ولكن هناك أحزاب سلفية أخرى وكذلك تيارات وجماعات.
وبارك الله بكم
ابوعبدالرحمن حمزة
21-12-2011, 03:02 PM
أخي سياسي
أولا: الشيعة لا يكفرون بالجملة، ولكن بعد اعتقاداتهم ومقولاتهم قد توصلهم بالكفر، والأحرى هنا توضيح كفر النوع عندهم لا التعيين، وإن كان الكثير من أئمتهم وصل إلى الكفر.
ثانيا: لك وللأخ أبو عبد الرحمن حمزة أقول: إن كان فهمكم لمعنى قيادة الأمة بأنه كما طرحته في آخر رد لي، وأنه لا يعني محاربة الحركات الإسلامية (تصحيح المفاهيم لا يعني المحاربة والنقد لا يعني المحاربة) ولا يعني النظرة العدائية لها، بل وإمكان التلاقي والتعاون معها فأنا أوافقكم، وعدا ذلك لا، وأعتقد أن رأي وضح في هذه النقطة.
ثالثا: بالنسبة لطريق الحزب فما قصده بتغير الواقع ليس التنازل عن طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن خلافي مع الحزب أن النظرة يجب أن تكون "كلية" عند النظر إلى السيرة لاستنباط الطريقة منها، فشرط قيام الدولة تسبقه شروط كما تعلمنا من السيرة، أحد هذه الشروط هو إيجاد القاعدة الشعبية الصلبة، والحيازة على قيادة المجتمع بانحياز الفئة الغالبة ذات الثقل فيه للدعوة، والاكتفاء الذاتي لمكان الدولة. ولذلك فقبل إقامة الدولة يجب أن تتوفر شروط معينة، في واقعنا اختلفت مسمياتها وتفصيلاتها ومعطياتها لكن بقيت هذه الشروط واجبة، كأن تكون الدولة ذات سيادة غير منقوصة السيادة كمصر اليوم مثلا (وهذا مأخوذ من قصة القبيلة المتاخمة بالفرس، التي وإن كانت ذات عدة وعدد كحب الرمال ولكنها لم تكن تستطيع التصرف دون الفرس لأنها خاضعة لهم، أي منقوصة السيادة فلا تنفع لقيام الدولة بهذا الحال، وهذا ما أقصده بالمقومات والتي تسميها عوارض). ولذلك فاختلافي مع الحزب (حزب التحرير الحالي الموجود واقعا وليس الحزب الذي تتحدثون عنه ولا أرى له واقعا) هو أنه يدعو الأمة في كل مكان الآن لإقامة الخلافة (حتى في الأقصى تصوّر!!) قبل أن يقوم بإعدادها وإيجاد المقومات التي تسبق إقامة الدولة. فلذلك فإن الواقع ومراعاته أمر هام لنفهم كيف نطبق منهج الرسول عليه الصلاة والسلام على واقعنا المعاصر، ودون مراعاة الواقع مطلقا نصل إلى حالة أن نجول في البوادي نطلب النصرة من القبائل محملين بالسيوف!
* حيازة الثقل الغالب في مجتمع ما
* امتلاك القوة
* تكامل السيادة على المجتمع (دولة غير منقوصة السيادة)
* تحقيق الأمن الغذائي والمائي
هذه كلها خطوط عريضة نجدها في منهج الرسول عليه الصلاة والسلام، وتطبيقها المعاصر يختلف لاختلاف الواقع، فمفهوم القوة مثلا لم يعد هو حيازة تأييد رؤساء قبيلة، والسيادة الأمريكية على العالم الإسلامي قضية جدت لم تكن في المدينة في عصر النبوة، والقدرة على تحقيق الأمن الغذائي والمائي اختلفت معاييرها وأسبابها وتشابكاتها عن السابق، خصوصا مع وجود واقع المجتمع الدولي والشرعية الدولية التي لا تقبل بوجود من يخرج عن معاييرها (الديمقراطية، المواطنة، القطرية...) ولذلك على الحركة التي تريد إقامة الدولة وإعلانها دولة إسلامية أن تحقق هذه المعايير بمقدار كاف أو أقل مقدار كاف (حسب تقدير الواقع) قبل إقامة الدولة والله أعلم. وهذا ما قصدته باختلاف الواقع، أي إننها لا نأخذ خطوات الرسول عليه الصلاة والسلام بذاتها كما هي، بل نأخذ الدرس أو العبرة المستفادة منها لواقعنا، فهو "منهج" ثابت نعم، ومتى حققت الخطوط العريضة أعلاه تكون قد تأسيت بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام حتى لو لم تعرض الأمر بصيغة المراحل الثلاث وطلب النصرة وغيرها من الخطوات التي رسمها حزب التحرير، وهنا يكون مجال الخلاف - المنضبط بهذه الخطوط - هو مجال متاح لا يخرج عن منهج الرسول عليه الصلاة والسلام.
بالنسبة لتأثر حزب التحرير واستفادته ممن قبله من دعاة الصحوة المعاصرين (وأخص الأستاذين سيد قطب والمودودي) فهذا بالنسبة لي واقع، وإن كان قد خالفهم في جزئيات لا يعني إلغاء التأثر. الأستاذ سيد قطب نفسه نقد مفهوم "العدالة الاجتماعية" والدعوة إليها، بل وقال إن كتابه العدالة الاجتماعية قد استنفد أغراضه ولم ينصح بدراسته لتلاميذه. ولكن إن دققت في هذا الكتاب لوجدت البوادر الأولى (بعد المودودي) للطرح المبدئي للإسلام على أنه تصور شامل عن الكون والإنسان والحياة (بهذه الألفاظ) وبأنه منهج حياة ونظام للحكم ليس بالصيغة الملكية ولا الإنجليزية.
ولكن في المقابل مع وعي الأستاذ سيد الذي استشهد عليه ومخالفته الواضحة لما عليه الإخوان والبنا، فإن الباعث على هذا الوعي هو دعوة الأستاذ البنا! فهو أول من حرك المياه الراكدة نحو إحياء الأمة رغم مجانبته الصواب في كثير من الأمور. ولو لاحظت الرسائل الأخيرة للإمام حسن البنا لوجدت وعيا جديدا حول الأوضاع ونظام الحكم قد تطور لديه لم يكتمل عنده فقد نالت منه يد الغدر.
الخلاصة أن عملية التأثر والتأثير عملية متشابكة لا تعني بحال موافقة المتأثر على كل ما طرحه من تأثر به.
أخي أبو محمد. ملاحظة: يبدو أنك لا تدرك الواقع السلفي في مصر جيدا، وهذا واضح من ردك. يعني إما أن يكون حزب النور وإما أن يكون السلفية التقليدية التي لا تدخل في شيء! وهذا تقدير خطأ، وهناك دعوات سلفية تتدخل في السياسة وتدعو لتحكيم الشريعة دون حزب سياسي، وهناك تكتلات مثل "الجبهة السلفية" تخالف ما عليه الكثير من السلفيين التقليديين. وحتى لا أفهم خطأ فأنا لا أؤيد حزب النور السلفي، ولا أنتمي إلى الدعوة السلفية في الإسكندرية ولا إلى الدعوة السلفية في القاهرة ولا غيرها. وكذلك لا أؤيد تشكيل الأحزاب السياسية (الرسمية) للوصول إلى تحكيم الشريعة، ولا أوافق حزب النور وحزب الحرية والعدالة على كثير من الأمور. ولكن كان كلامي في معرض البيان بأن السلفية ليست حالة واحدة وليست جماعة واحدة يمثلها حزب معين، وليس أدل على ذلك وجود أكثر من حزب سياسي سلفي، ولعل تسليط أضواء الإعلام على حزب النور لأنه الأقدر والأكبر حجما، لأن معظم أنصاره من "الدعوة السلفية" التي هي أقوى الدعوات السلفية وأكثرها تنظيمها. ولكن هناك أحزاب سلفية أخرى وكذلك تيارات وجماعات.
وبارك الله بكم
أولا : قولك ( الشيعة لا يكفرون بالجملة) هو كلام صحيح وهو يناقض قولك سابقا ( ما لم تصل إلى البدعة والكفر (كالعلمانية والشيعة وغيرها). ) فالبدعة منها ماهو مكفر ومنها ماهو غير مكفر ومنه ماهو مختلف فيه كونه بدعة أم لا ،وكما تعلم فإنه ونحن نقرأ العربية ونفهمها بمدلولاتها، فاختر للمفهوم الذي تريد إيصاله التعبير الأدق الذي لا يوجه المعنى إلى مناطق لم تقصد إليها.
ثانيا:قولك ( لك وللأخ أبو عبد الرحمن حمزة أقول: إن كان فهمكم لمعنى قيادة الأمة بأنه كما طرحته في آخر رد لي، وأنه لا يعني محاربة الحركات الإسلامية (تصحيح المفاهيم لا يعني المحاربة والنقد لا يعني المحاربة) ولا يعني النظرة العدائية لها، بل وإمكان التلاقي والتعاون معها فأنا أوافقكم، وعدا ذلك لا، وأعتقد أن رأي وضح في هذه النقطة.)
الأخ الفضل أرجو الوضوح فقد قلت فيما سبق وبينت ما نقصد بمعنى القيادة كما هو مشروح في ثقافتنا وقلت بشكل واضح ( بما انه اتضح معنى أخذ القيادة وانه متعلق بقيادة الأمة بمجموعها نحو تطبيق الإسلام وإيجاد الخلافة التي تحمل الدعوة للعالم وأن طريق ذلك هو بجمع الأمة على عقيدة الإسلام كعقيدة تعالج مشاكل الحياة اليومية بما انبثق عنها من نظم ومعالجات . فأن هذا الفرض هو واجب على كل مسلم وكل مخلص سواء اكان فردا ام جماعة فإن من يقف في وجه ذلك من القيادات الموجودة فان ذلك يعني انه يقف حائلا دون عود الإسلام للتطبيق في الدولة والمجتمع ومن تحقق ان هذا واقعه فيجب ان يعمل على حل وجوده وتأثيره في المجتمع ، طبعا من خلال العمل الفكري والسياسي اعني ان يناقش بما يطرح ويبين مخالفته للإسلام وبيان أنه يقف حائل دون عود الإسلام الى التطبيق وبالتالي كشفه للناس من خلال الأفكار والمقايس التي نعمل على جعلها وعيا عاما في الجماعة ومن خلال ابراز عدم قدرته وأهليته على صون مصالح المسلمين وبيان ارتباطه بالغرب الكافر اذا دلت الشواهد والأمارات على ذلك كالعلمانين مثلا وكالحكام الذين يتولون ويباشرون الحكم .
اذا اتفقنا على هذا ننتقل للبحث في مسألة أن القيادة تكون لواحد من حيث الواقع ومن حيث الدليل الشرعي ، فأرجوا التعليق على هذه النقطة بأننا متفقون عليها .) فإن لم تشأ أن نبحث وننتقل لما بعده فهو شأنك ولكنك انتقلت لمواضيع اخرى متعلقة بكيفية العمل لإيجاد الدولة الإسلامية وحاكمت طريقة الحزب هكذا دون أن تدلل على ما طرحت وكأن كلامك مسلم مع أن في ما طرحت كلام كثير ، وهذا ليس أسلوب النقاش الذي يجعلنا نصل لفائدة أو اقل تقدير يجعلنا نفهم بعضنا بشكل واضح وصحيح ، هذه واحدة أما الأمر الأخر و الذي أشرت له بقولك (فاختلافي مع الحزب (حزب التحرير الحالي الموجود واقعا وليس الحزب الذي تتحدثون عنه ولا أرى له واقعا) !!! فعفوا أخي الكريم فإن لم تر واقعا لنا كحزب فإن ذلك لا يعني عدم وجودنا وعدم وجود أعمال لنا تماما كعدم ادراك الأخ ابومحمد _ حسب قولك _ عن واقع السلفية في مصر وكعدم ادراك الأخ سياسي (وهو مؤيد للحزب ولفكر الحزب وليس من الحزب ) لوجود مخلصين في الأمة يعملون للإسلام _ وهو كلام صحيح _ولعدم ادراكه لتأثر تقي الدين النبهاني وأنتفاعه _ وهو كلام صحيح _ بما طرحه سيد قطب والمودوي رحمهم الله جميعا، هذا من وجه ومن وجه أخر فإن كنا غير موجودين فمع من تناقش وتحاور وتنصح ؟؟؟
أما إن كنت تقصد أننا لسنا قوة سياسية في المجتمع وليس لنا قواعد شعبية فهذا كلام نحن نعلمه وندركه أكثر من غيرنا وهو للأسف واقع كل الحركات السياسية المبنية على الإسلام بشكل مبدأي .
الأخ الفاضل إن احببت ان نتناقش ونتحاور بغاية الوصول لنتائج تخدم المسلمين وقضايا الأمة وتخدم فكرة الأخوة والتكامل والتعاون الذي تطرحه فحياك وبياك ننتهي من موضوع لموضوع ومن فكرة لفكرة وعندما أنتقد رأيا أو فهما فلابد أولا من وضع الفهم المقابل كاملا واضحا .
وللعلم فهذه طريقتنا لنقاش من يخالفنا في الفهم : ( الذين استهوتهم أفكار أخرى، ومنظمات أخرى، أو الذين هم في دَوْر الحيرة. وهؤلاء المضبوعون بالأفكار( أي غير الإسلامية ) الأخرى والحائرون لا بد من الدخول معهم في مناقشات في الفكرة الإسلامية، وتجب دعوتهم لتفهُّم الإسلام وحمل دعوته، مع العلم بأنهم سيتصدون للدعوة في إثارة الشكوك فيها، وإعطاء المفاهيم المغلوطة عنها ومهاجمتها. ولذلك لا بد أن يكون حامل الدعوة واسع الصدر معهم، وأن يأخذ دور الهجوم على أفكارهم الفاسدة ومفاهيمهم المغلوطة وطرقهم المعْوَجَّة، وأن يتجنب دور الدفاع، وأن لا يقبل أن يكون الإسلام متهماً، بل يرفض ذلك كل الرفض، ويبادر بشرح الأفكار الإسلامية بأسلوب البيان والشرح لا بأسلوب الدفاع، ويجب أن يكون جدله بالتي هي أحسن؛ أي أن يكون الجدل نقاشاً لا جدلاً عقيماً، وأن يحاذر في نقاشه مسألتين يحاول أصحاب الأفكار الفاسدة تحويل البحث نحوهما حين يحسون بالهزيمة. أما المسألة الأولى فهي الانتـقال من بحث كاد يصل حامل الدعوة فيه إلى الحقيقة المقنعة إلى بحث آخر قبل أن يتم البحث الأول. وهذا الانتـقال يجعل النقاش يدور في حلقة مفرغة ينتـقل من بحث إلى بحث فيمضي وقت طويل دون أن يصل إلى الغاية من النقاش. وأما المسألة الثانية فهي أن حمَـلة الأفكار الفاسدة حين ينهـزمون يلجأون إلى الشتائم وإلى الهجوم على شخص المناقِش أو أشخاص الدعوة حتى يحوّلوا حامل الدعوة إلى الشتائم، أو إلى الدفاع عن شخصه أو عن أشخاص الدعوة، فليحذر ذلك. ولا يجوز الدخول في الدفاع عن شخصه أو عن أي شخص في الدعوة، وكذلك ليحذر الإجابة على الشتائم، فإن كل ذلك تحويل عن الفكرة وعن التـفكير العميق وهذا ما يريده أصحاب الفكر الفاسد. ولذلك لا بد من حصر البحث في الأفكار فقط، وفي الدعوة فحسب، ويجب أن تكون كذلك أفكاراً مسلَّم بها عند الطرفين حتى يُرجَع إليها في البحث، وما لم توجد هذه الأفكار أساساً مسلَّماً به بين الطرفين لا يمكن الدخول في نقاش، لأنه لا يكون نقاشاً.)
أما الذين لديهم فهما شرعيا فالقاعدة معهم في النقاش هو فهمي صواب يحتمل الخطأ وفهم غيري خطأ يحتمل الصواب .
والله الموفق .
ابوعبدالرحمن حمزة
23-12-2011, 11:53 AM
حتى يتضح موضوع الانفراد_ القائد واحد _ بقيادة الأمة أقول :
إذا وجد الوعي العام عند الأمة على الإسلام فإن ذلك يعني أن يوجد عند الأمة بمجموعها الاستعداد للتحرك لتحويل السلطان الحاضر إلى سلطان إسلامي ، وهذا الاستعداد وإن كان لا بد من وجوده حتى توجد الإرادة في مجموع الأمة لحمل الدعوة لإقامة الدولة ، إلا أنه بدون أن يباشر الحزب محاولة أخذ قيادة الأمة فإن الأمة لن تندفع بوصفها أمة لتحويل السلطان القائم إلى سلطان إسلامي . وذلك لأن تلبس الأمة بمجموعها بالقيام بالأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى هدم أنظمة الكفر القائمة وإقامة الخلافة على أنقاضها يتطلب وجود قيادة تثق بها الأمة وتلتف حولها وتسير وراءها . فقوى الأمة بمجموعها لا تتوحد من تلقاء نفسها كما أن مجموع الناس لا يستطيعون بوصفهم جماعة رسم الطريق الذي يؤدي إلى الوصول للغاية . فالناس لا تتحرك كجماعة بدون قائد يرسم لها الطريق ويوجهها إلى الأعمال التي تؤدي إلى قيام سلطان الإسلام .
والقائد لا يكون قائدا للأمة إلا إذا انقادت له وأطاعته ، ولا يبقى القائد قائدا إذا لم يكن لديه من يقودهم ، ولا يكون القائد قائدا إلا إذا كانت القيادة له وحده ، لأن فكرة القيادة توجِب وجود مقودين ، وتنفي إمكان قبول قائدين في آن واحد .
فواقع القيادة أنها فردية ليس غير، ولا يمكن أن تكون جماعية ولا بحال من الأحوال، وحتى لو جُعلت لجماعة أو سُميت جماعية فإنه عند مباشرة القيادة تتحوّل إلى قيادة فردية، لأنه لا يمكن أن تكون إلاّ فردية.
هذا من حيث واقع القيادة أما من الناحية الشرعية فإن الإمارة والرئاسة والقيادة بمعنى واحد، والرئيس والقائد والأمير بمعنى واحد. إلاّ أن الخلافة وإن كانت رئاسة للمسلمين جميعاً في الدنيا فإنها ليست إمارة. فالإمارة أعمّ والخلافة أخصّ وكلاهما رئاسة. فكلمة خلافة خاصة بالمنصب المعروف، وكلمة إمارة عامة في كل أمير. والمسلمون مأمورون بنصب أمير عليهم كما هم مأمورون بنصب خليفة، لأن الإمارة من أنواع الحكم، فهي ولاية أمر فيما وُلّي به. والفرق بينها وبين الخلافة أن الخلافة عامة على جميع المسلمين في الدنيا، وهذه خاصة فيمن ولّوه وفيما ولّوه به، ولا تتعدى من ولّوه كما لا تتعدى ما وُلّي به. والرئاسة والقيادة والإمارة حكم شرعي وليست أسلوباً، فالمسلمون مقيّدون بها بحدود ما أمر الله به وما جاء في الشرع.
وإقامة كل جماعة من المسلمين تقوم بأمر مشترك بينها أميراً عليها، فرضٌ على هذه الجماعة. أمّا إذا كان الأمر خاصاً بكل واحد وهو غير أمر الآخر، فلا يُطلب منها في هذه الحال أن تقيم أميراً عليها. فالإمارة إنّما تقوم على الجماعة في الأمر المشترك بينها حتى يكون له السلطان وتكون له كلمة الفصل. فواقع وجود أمر مشترك بين أي جماعة يحتّم عليهم إقامة أمير عليهم، وإلاّ فإن هذا الأمر سيضطرب بينهم ويحصل الفساد فيه. أمّا كون إقامة رئيس للجماعة التي تقوم بأمر مشترك بينها فرضاً على المسلمين فلِما روى عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لثلاثة يكونون بفَلاة من الأرض إلاّ أمّروا عليهم أحدهم)، ولِما رُوي عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليُؤمِّروا عليهم أحدهم)، ولِما أخرج البزار بإسناد صحيح من حديث عمر بن الخطاب بلفظ (إذا كنتم ثلاثة في سفر فأمِّروا أحدكم ذاك أمير أمّره رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولِما أخرج الطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح (إذا كانوا ثلاثة في سفر فليُؤمِّروا أحدهم)، ولحديث أبي هريرة (إذا خرج ثلاثة في سفر فليُؤمِّروا أحدهم). فهذه الأحاديث صريحة في أنه يُشرَع لكل عدد بلغ ثلاثة فصاعداً أن يؤمِّروا عليهم أحدهم. إلاّ أن قوله في الأحاديث (في فلاة) (في سفر) يدل على أنهم يكونون مجتمعين على أمر مشترك بينهم في فلاة، أو سائرين في سفر، أو ما شاكل ذلك من الأعمال المشترَكة، فيدخل في ذلك الحزب أو الجمعية والسَرِيّة والجيش والحي والمدينة والقُطر وغير ذلك. وإذا شُرع هذا لثلاثة يكونون في فلاة من الأرض أو يسافرون فشرعيّته لعدد أكبر أو لعمل أعظم يكون أوْلى وأحرى. فالأحاديث تكون عامة في الفلاة وفي السفر وفي غيرهما مما هو أكبر وأعظم منهما، لأن مفهوم الموافقة يدل على ذلك. فالقاعدة الأصولية أن فحوى الخطاب معمول به. فإذا أمر بشيء أو نهي عن شيء فإن المفهوم من المأمور به ومن المنهي عنه يدخل مع المنطوق فيما أمر به أو نهي عنه ولا يختص بالمنطوق، يعني أنه إذا أمر بشيء أو نهي عن شيء فإن الأمر والنهي يشمل ما هو أكثر منه وأكبر بالأولوية. ومثاله: تحريم شتم الوالدين وضربهما من دلالة قوله تعالى: (ولا تَقُل لهما أُفٍّ)، وتحريم إتلاف أموال اليتامى من دلالة قوله تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً)، وتأدية ما دون القنطار وعدم تأدية ما فوق الدينار من قوله تعالى: (ومن أهل الكتاب مَن إن تأمنه بقنطار يؤدِّه إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤدِّه إليك). وكذلك فإن الرسول أمر بتأمير واحد في السفر والفلاة، فيكون هذ الأمر منسحباً على ما هو أخطر من السفر وأهم من الوجود في الفلاة وشاملاً له من باب أوْلى. إذ كل ما يدل عليه فحوى الخطاب داخل في الأمر. ويؤيد مفهوم الموافقة هذا المبيّن في الأحاديث السابقة عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه أمّر فيما هو أخطر من السفر، فقد أمّر في الحج، وأمّر في الغزو، وأمّر في الولاية.
هذا من ناحية وجوب إقامة أمير على كل جماعة في مكان أو عمل مشترَك بينهم. أمّا هذا الأمير، فالشرع يحتم أن يكون واحداً، ولا يجوز أن يكون أكثر من واحد. فالإسلام لا يعرف القيادة الجماعية ولا يعرف الرئاسة الجماعية. وإنّما القيادة في الإسلام فردية محضة فيجب أن يكون الرئيس أو الأمير أو القائد واحداً، ولا يجوز أن يكون أكثر من واحد. والدليل على ذلك ظاهر في نص الأحاديث السابقة، وفي فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. فالأحاديث كلها تقول: (أحدهم)، (أحدكم). وكلمة أحد هي كلمة واحد، وهي تدل على العدد، أي واحداً لا أكثر. ويُفهم ذلك من مفهوم المخالفة. ومفهوم المخالفة في العدد والصفة والغاية يُعمل به بدون نص، ولا يُعطَّل مفهوم المخالفة إلاّ في حالة واحدة وهي إذا ورد نص يلغيه، مثل قوله تعالى: (ولا تُكرهوا فتياتكم على البِغاء إن أردن تحصّناً)، فإن مفهوم المخالفة أنه إن لم يُرِدن تحصناً يُكرَهن. ولكن مفهوم المخالفة هذا ملغى بقوله تعالى: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً). وإذا لم يَرِد نص يلغي مفهوم المخالفة فإنه حينئذ يُعمل به، كقوله تعالى: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)، وكقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا بلغ الماء قُلّتين لم يَحمل خَبَثاً)، فالحكم في هذين النصين جرى تقييده بعدد مخصوص، وتقييده هذا يدل على أن ما عدا ذلك العدد بخلافه. فإنه يدل على عدم جواز ما زاد على المائة، وعلى أن ما زاد على القلتين لا يحمل خَبَثاً. وعلى ذلك فإن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (فليؤمِّروا أحدهم)، (إلاّ أمَّروا أحدهم)، (فأمِّروا أحدكم) يدل مفهوم المخالفة في هذه المخالفة بأنه لا يجوز أن يؤمَّر أكثر من واحد. ومن هنا كانت الإمارة لواحد ولا يجوز أن تكون لأكثر من واحد مطلقاً بنص الأحاديث منطوقاً ومفهوماً. ويؤيد ذلك عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه في جميع الحوادث التي أمَّر فيها كان يؤمِّر واحداً ليس غير ولم يؤمِّر أكثر من واحد في مكان واحد مطلقاً.
وأمّا الحديث المروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أرسل معاذاً وأبا موسى إلى اليمن وقال لهما: (يسِّرا ولا تعسِّرا وبشِّرا ولا تنفِّرا وتطاوعا)، فإنه لا يدل على أنه أمّر اثنين على مكان واحد. فإن الحديث ورد في البخاري بنص (حدّثنا مسلم حدّثنا شعبة حدّثنا سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جده أبا موسى ومعاذاً إلى اليمن وقال: يسِّرا ولا تعسِّرا وبشِّرا ولا تنفِّرا وتطاوعا)، وورد الحديث نفسه في باب المغازي أيضاً بنص (حدّثنا موسى حدّثنا أبو عوانة حدّثنا عبدالملك عن أبي بردة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذاً إلى اليمن قال: وبعث كل واحد منهما على مخلاف، قال: واليمن مخلافان، ثم قال: يسِّرا ولا تعسِّرا وبشِّرا ولا تنفِّرا. فانطلق كل واحد منهما إلى عمله). فهذه الرواية تفسر الرواية الأخرى بأنه أرسل الاثنين إلى اليمن وجعل كل واحد منهما على جهة منها، فلم يكونا أميرين على مكان واحد، وإنّما كان كل واحد منهما أميراً على مكان غير المكان الذي كان الآخر أميراً عليه. وعلى ذلك فلا يجوز أن يكون للأمر الواحد رئيسان اثنان ولا للمكان الواحد رئيسان اثنان، بل يجب أن يكون الرئيس واحداً فقط ويحرم أن يكون أكثر من ذلك.
إلاّ أنه ينبغي أن يُعلم أن الرئاسة والإمارة والقيادة في الإسلام ليست زعامة، لأن الزعامات تقتضي اتباع الزعيم. أمّا الرئاسة في الإسلام فهي إنّما تجعل للرئيس حق رعاية الشؤون والسلطان في الأمر الذي كانت رئاسته له, والتنفيذ لكل ما دخل تحت رئاسته حسب الصلاحيات التي نُصب لها أميراً، في حدود ما أعطاه الشرع بالنسبة للأمر الذي نُصب رئيساً عليه.
أبو فارس
23-12-2011, 06:54 PM
أخي أبو عبد الرحمن لو لاحظت جيدا فقولي في الشيعة غير متناقض؛ فقد وصفتهم مع العلمانيين بأنهم إما على البدعة أو على الكفر. والشيعة مبتدعة على أقل تقدير، ومنهم من كفر، والعامة منهم قد يعذرون بالجهل وبأنهم منتسبون للإسلام، ولكن الأئمة المضلون حملة الأفكار المناقضة للإسلام والمكفرة فهم كفار، والأمر في تفصيل.
والنقاش عندي انتهى إلى هنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
muslem
24-12-2011, 08:02 AM
أخي أبو عبد الرحمن لو لاحظت جيدا فقولي في الشيعة غير متناقض؛ فقد وصفتهم مع العلمانيين بأنهم إما على البدعة أو على الكفر. والشيعة مبتدعة على أقل تقدير، ومنهم من كفر، والعامة منهم قد يعذرون بالجهل وبأنهم منتسبون للإسلام، ولكن الأئمة المضلون حملة الأفكار المناقضة للإسلام والمكفرة فهم كفار، والأمر في تفصيل.
والنقاش عندي انتهى إلى هنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ ابوفارس انهاء النقاش بهذا الشكل يدل على ضعف حيث ان الاخ أبو عبد الرحمن بين لك اسس النقاش المجدي هذا اولا
اما ثانيا فكما ان هنالك مبتدعون عند بعض من تدعوهم شيعة فكذلك الحال ان لم يكن اسوء عند بعض من تدعوهم اهل السنة فقراءة سريعة لفتاوى علماء السلاطين تبين لك ذلك ونظرة واقعية للمملكة السعوديه ترى كيف ان التحالف بين ال الشيخ و ال سعود مازال قائما حيث ان السلطة الروحية مازالت في احفاد محمد بن عبد الوهاب و السلطة الرئاسيه او الملكية مازالت في احفاد ال سعود اليست هذه علمانيه بثوب اسلامي اليست بدعة! اليس اتباع محمد بن عبد الوهاب يقولون انهم اهل سنه والان تاجيج نار الفتنة بين المسلمين حتى على مستوى المسلمين السنه وبين المسلمين الشيعة اليست هي مشروع استعماري فرق تسد وهو احد قوائم المشروع الامريكي الخبيث
( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) رواه مسلم (145)
ابوعبدالرحمن حمزة
24-12-2011, 01:34 PM
أخي أبو عبد الرحمن لو لاحظت جيدا فقولي في الشيعة غير متناقض؛ فقد وصفتهم مع العلمانيين بأنهم إما على البدعة أو على الكفر. والشيعة مبتدعة على أقل تقدير، ومنهم من كفر، والعامة منهم قد يعذرون بالجهل وبأنهم منتسبون للإسلام، ولكن الأئمة المضلون حملة الأفكار المناقضة للإسلام والمكفرة فهم كفار، والأمر في تفصيل.
والنقاش عندي انتهى إلى هنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي الكريم أبو فارس كلامك هنا مفهم ولقد أسأت فهمك هنا فاعتذر لك، وإن كنت أختلف معك في الحكم على من لا يكفر منهم.
ابوعبدالرحمن حمزة
24-12-2011, 02:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله
المطالبة بالدليل الشرعي على أن القيادة فردية كالمطالبة بالدليل الشرعي على أن العقل هو نقل الإحساس بالواقع إلى الدماغ...إلخ. فمسألة القيادة الفردية هي بحث في واقع ووصف لهذا الواقع ولا يحتاج لدليل شرعي.
السلام عليكم ورحمة الله
عندما نتكلم عن القيادة في المجتمعات سواء كانت غربية أم شرقية إسلامية أم غير ذلك فإنك تتحدث قطعا عن واقع القيادة نفسها، وبعد البحث والتدقيق قلنا أن القيادة فردية وليست جماعية وكل هذا بحث في واقع لا علاقة للحكم الشرعي به لا من قريب ولا من بعيد.
هذا الكلام غير صحيح فموضوع أن القيادة فردية له دليل شرعي وإن كان الواقع أن القيادة فردية حتى لو ادعي أنها جماعية .
1- كل من يعمل للتصدي لأخذ الحكم لا بد له من بناء القاعدة الشعبية المكونه بديهيا من رأي عام على فكرة معينة ومن النجاح بأخذ قيادة هذه الفئة على أساس هذه الفكرة او أن يشكل قوة مادية تستولي على الحكم بقوة السلاح وهذا ليس بحثنا ولا طريقتنا.
هذا كلام غير دقيق فالقاعدة الشعبية ليست نتيجة الرأي العام وإنما نتيجة قيامنا بكسب الأشخاص للعمل مع الحزب عن وعي وادراك ونتيجة عملنا على ايجاد الوعي العام وتولي العملية الصهرية في الأمة أي سعينا لتوحيد الأفكار والآراء والمعتقدات عند الأمة توحيداً إجماعياً إن لم يكن توحيداً إجماعياً وطبعا يدخل في ذلك أعمال محاولة أخذ القيادة.
وفرق كبير بين العمل على ايجاد الوعي العام الذي ينبثق عنه الرأي العام وبين إيجاد الرأي العام.
الخالدي
25-12-2011, 06:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للقيادة وواقعها وأنها فردية، فهي بحث في واقع وليست حكما شرعيا حتى نقول أنها لها دليل شرعي.
ولكن، هل يمكن أن توضح لي مسألة الحكم الشرعي في هذه المسألة؟!
وشكرا للأخ عبد الرحمن حمزه
ابو ابراهيم
25-12-2011, 09:03 AM
وأمّا ما اختلف فيه مفكرو الشيوعيين من كون القيادة جماعية أو فردية فلا محل لبحثه في الإسلام، لأن الإسلام قد عيّن القيادة فردية نصاً وعملاً وجرى عليه إجماع الصحابة وعمل الأمّة في جميع العصور.
الشخصية ج2 باب الامارة
الإمارة والرئاسة والقيادة في الإسلام فردية وليست جماعية، فقد روى عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا خرج ثلاثة لسفر فليأمروا أحدهم" (أبو داوود) وروى عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ولا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة أمروا أحدهم عليهم"(أحمد) وكلمة "أحد" هي كلمة واحدة، وهي تدل على العدد، أي واحدا ليس أكثر، ويفهم ذلك من مفهوم المخالفة لكلمة "أحدهم"ومفهوم المخالفة يعمل به،ودلالته كدلالة المنطوق، من حيث الحجة، و لا يعطل مفهوم المخالفة إلا في حال واحدة، وهي إذا ورد نص يلغيه، وهنا لم يرد نص يلغيه، فيعمل به، أي فليؤمروا واحدا ليس أكثر، و إلا أمروا واحدا ليس أكثر، فمفهوم المخالفة في الحديثين يدل على أنه يجوز أن يأمروا أكثر من واحد، ومن هنا كانت الإمارة لواحد، ولا بوجه من الوجوه.
وأيضا فإن عمل الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على أن السلطة والإمارة والرئاسة والقيادة فردية، فإنه صلى الله عليه وسلم في جميع الحوادث التي أمر فيها أمراء، كان يؤمر واحدا ليس غير، فالسلطان والحكم إنما يقوم به رئيس الدولة، ليس غير، وجميع صلاحيات الدولة محصورة به، فهو وحده صاحب الصلاحية في السلطان والحكم، ولا يشاركه في شيء منها أحد مطلقا، بل ينفرد بها وحده، ومنها كانت الرئاسة والقيادة في الإسلام فردية وكانت الإمارة فردية.
هذا هو حكم الشرع في الإمارة، والرئاسة، والقيادة، بأنها فردية، ولا يحل أن تكون جماعية، وهذه هي أدلتها، قول الرسول، وفعله. والإمارة، والرئاسة، والقيادة لا تكون جماعية، وهذا هو الواقع تاريخيا، وواقعيا وعقليا.
الدوسية
ابوعبدالرحمن حمزة
25-12-2011, 11:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للقيادة وواقعها وأنها فردية، فهي بحث في واقع وليست حكما شرعيا حتى نقول أنها لها دليل شرعي.
ولكن، هل يمكن أن توضح لي مسألة الحكم الشرعي في هذه المسألة؟!
وشكرا للأخ عبد الرحمن حمزه
العفو أخي الكريم
لقد وضحها الأخ أبو إبراهيم مشكورا
ولقد طرحتها هنا http://muntada.sawtalummah.com/showthread.php?t=1311&page=27
المشاركة رقم 269
أخيرا أخي الكريم الرجاء عند النقاش عدم التسرع والتحقق من رأي الحزب في الموضوع الذي تناقشه حتى لا تقع في مثل هذه الأخطاء .
وبارك الله بك
الخالدي
26-12-2011, 12:33 AM
الشخصية ج2 باب الامارة
الدوسية
شكرا على التوضيح ونعتذر عن أي خطأ.
سؤال: هل هذا النص وارد بالشخصية بحرفيته أم هو مختصر له؟
هل هذا النص من الشخصية أيضا "هذا هو حكم الشرع في الإمارة، والرئاسة، والقيادة، بأنها فردية، ولا يحل أن تكون جماعية، وهذه هي أدلتها، قول الرسول، وفعله. والإمارة، والرئاسة، والقيادة لا تكون جماعية، وهذا هو الواقع تاريخيا، وواقعيا وعقليا"
هل هذا النص من الشخصية أيضا "و إلا أمروا واحدا ليس أكثر، فمفهوم المخالفة في الحديثين يدل على أنه يجوز أن يأمروا أكثر من واحد، ومن هنا كانت الإمارة لواحد، ولا بوجه من الوجوه."!!!!!
للتذكير أخي الكريم عبد الرحمن حمزه
الأخ سياسي قال أنه لا بد من شل أو حل القيادات الأخرى في المجتمع، فدخل أبو فارس واعترض على ذلك فرددت عليه أنه لتقيم دولة لا بد لك من أن تقود الناس لأن القيادة فردية أو لجهة واحدة ولا يمكن ان تكون لأثنين معا.
أريد أن تبين لي كيف سيتأتى لك استعمال الحكم الشرعي الذي ذكره أبو إبراهيم بحرمة وجود أميرين أو خليفتين أو حاكمين في معرض ذلك النقاش؟! هل ستقول أن القيادة فردية بنص الحديث لذلك يحرم أن يكون هناك جماعتين تعملان لأخذ القيادة؟ موضوع النقاش كان عن حقيقة القيادة في المجتمع وليس عن الحكم الشرعي أنه يحرم نصب حاكمين أو خليفتين و أميرين وكان عبارة عن جواب لتساؤل لماذا تعمل على شل القيادات الأخرى.
لأني أرى أن الموضوعين منفصلين ولو تشابه اللفظ وهو القيادة فردية. وقد أكون مخطأ لذلك أنتظر منك التوضيح.
والسلام عليكم ورحمة الله
ابوعبدالرحمن حمزة
26-12-2011, 02:17 PM
شكرا على التوضيح ونعتذر عن أي خطأ.
سؤال: هل هذا النص وارد بالشخصية بحرفيته أم هو مختصر له؟
هل هذا النص من الشخصية أيضا "هذا هو حكم الشرع في الإمارة، والرئاسة، والقيادة، بأنها فردية، ولا يحل أن تكون جماعية، وهذه هي أدلتها، قول الرسول، وفعله. والإمارة، والرئاسة، والقيادة لا تكون جماعية، وهذا هو الواقع تاريخيا، وواقعيا وعقليا"
هل هذا النص من الشخصية أيضا "و إلا أمروا واحدا ليس أكثر، فمفهوم المخالفة في الحديثين يدل على أنه يجوز أن يأمروا أكثر من واحد، ومن هنا كانت الإمارة لواحد، ولا بوجه من الوجوه."!!!!!
للتذكير أخي الكريم عبد الرحمن حمزه
الأخ سياسي قال أنه لا بد من شل أو حل القيادات الأخرى في المجتمع، فدخل أبو فارس واعترض على ذلك فرددت عليه أنه لتقيم دولة لا بد لك من أن تقود الناس لأن القيادة فردية أو لجهة واحدة ولا يمكن ان تكون لأثنين معا.
أريد أن تبين لي كيف سيتأتى لك استعمال الحكم الشرعي الذي ذكره أبو إبراهيم بحرمة وجود أميرين أو خليفتين أو حاكمين في معرض ذلك النقاش؟! هل ستقول أن القيادة فردية بنص الحديث لذلك يحرم أن يكون هناك جماعتين تعملان لأخذ القيادة؟ موضوع النقاش كان عن حقيقة القيادة في المجتمع وليس عن الحكم الشرعي أنه يحرم نصب حاكمين أو خليفتين و أميرين وكان عبارة عن جواب لتساؤل لماذا تعمل على شل القيادات الأخرى.
لأني أرى أن الموضوعين منفصلين ولو تشابه اللفظ وهو القيادة فردية. وقد أكون مخطأ لذلك أنتظر منك التوضيح.
والسلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة لما اقتبسه الأخ ابو إبراهيم
الإقتباس الأول من كتاب الشخصية الجزء الثاني وما نقله هو نتيجة التي وصل إليها البحث _ وقد أوردت أغلب البحث في مداخلتي رقم 269_، أما الإقتباس الثاني فهو من الكراسة الحزبية ولكن ما أورده في خطأ مطبعي أو سقط والنص هكذا: ( ثانيا ـ الإمارة والرئاسة والقيادة في الإسلام فردية وليست جماعية ، فقد روي عن أبي سعيد ان رســول الله قال : (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم) وروى عبد الله بن عمر ان النبي قال : (لا يحل لثلاثة بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم) وكلمة " أحد " هي كلمة واحد ، وهي تدل على العدد ، أي واحد وليس أكثر ، ويفهم ذلك من مفهوم المخالفة لكلمة " أحدهم " ومفهوم المخالفة يعمل به ، ودلالته كدلالة المنطوق من حيث الحجة ، ولا يعطل مفهوم المخالفة إلا في حال واحدة وهي إذا ورد نص يلغيه ، وهنا لم يرد نص يلغيه فيعمل به ، أي فليؤمروا واحدا ليس أكثر ، وإلا أمروا واحدا ليس أكثر ، فمفهوم المخالفة في الحديثين يدل على انه لا يجوز ان يؤمروا أكثر من واحد ، ومن هنا كانت الإمارة لواحد ولا يجوز ان تكون لأكثر من واحد ولا بوجه من الوجوه .
وأيضا فان عمل الرسول دليل على ان السلطة والإمارة والرئاسة والقيادة فردية فانه في جميع الحوادث التي أمر فيها أمراء كان يؤمر واحدا ليس غير ، فالسلطان والحكم انما يقوم به رئيس الدولة لـيس غير ، وجميع صلاحيات الدولة محصورة به ، فهو وحده صاحب الصلاحية في السلطان والحكم ، ولا يشاركه في شيء منها أحد مطلقا ، بل ينفرد بها وحده ، ومنها كانت الرئاسة والقيادة في الإسلام فردية وكانت الإمارة فردية .
هذا هو حكم الشرع في الإمارة والرئاسة والقيادة بأنها فردية ، ولا يحل ان تكون جماعية ، وهذه هي أدلتها : قول الرسول وفعله .والإمارة والرئاسة والقيادة يستحيل ان تكون جماعية ، وهذا هو الواقع تاريخيا ، وواقعيا وعقليا . )
القول ( أنه لتقيم دولة لا بد لك من أن تقود الناس لأن القيادة فردية أو لجهة واحدة ولا يمكن ان تكون لأثنين معا.) هو قول صحيح وذلك من حيث الواقع ومن حيث الدليل الشرعي فهذا العمل أمر مشترك متعلق بجماعة ولا بد له من أمير يسير هذه الجماعة للقيام بهذا العمل ولا بد أن يكون واحد لان الشرع جاء بالقيادة الفردية .
أما القول( أن القيادة فردية بنص الحديث لذلك يحرم أن يكون هناك جماعتين تعملان لأخذ القيادة؟)
فهو قول غيرصحيح أعني حرمة وجود جماعتين تعملان لقيادة الأمة ، بل إن ذلك جائز إن كانت على أساس الإسلام وفي هذه الحالة هما تتنافسان على القيام بالفرض الواجب عليهم ، وقيادة الناس هنا مرتبطة بنشاط الجماعتين وقدرتهما على استقطاب الناس وإقناعهم بمشروعهما وبقدرتهما على قيادتهم ومرتبطة بموقف الناس بأن تنقاد لمن تقتنع بمشروعه وبمن تراه أقدر على قيادتها .
هذا هو الموضوع لذلك فإن ما طرحه الأخ أبو فارس بهاذا الجانب من وجود حركتين تعملان لنهضة الأمة وإقامة الدولة وحمل الرسالة _ بغض النظر عن قناعتك بوجود هذا الأمر واقعيا أم لا _ فإن العلاقة بينهما تكون علاقة أخوة ونصح متبادل ونقاش بالرؤى والحلول ، وتنافس لإخذ الأمة لتحقيق الغاية والتسابق في الفوز بالأجر في خدمة الأمة ، وليست علاقة عداء وتعصب ، فإن استطاعت حركة ما قيادة الأمة لتحقيق الغاية بإيجاد الدولة التي تحمل الدعوة للعالم فيجب في هذه الحالة على الحركة الأخرى البيعة لمن وصل للحكم وطاعة الحاكم ،وتأيد هذا العمل ودعمه.
الخالدي
28-12-2011, 05:27 AM
السلام عليكم
أخي عبد الرحمن حمزة تحية واحترام
تحمل مني هذه الإستفسارات التي لها غاية توضيحية أكثر منها إستفسارية.
سؤال: لماذا تعمل على شل القيادات الأخرى في المجتمع سواء كانت إسلامية أم غير ذلك؟
جوابي على ذلك، لأن القيادة لا تكون لأكثر من جهة أو حزب أو شخص واقعيا وتاريخيا وهذا بحث في واقع وليس حكما شرعيا. أما لماذا تعمل على أخذ القيادة قبل الوصول للحكم، لأنه حكم شرعي مستفاد من طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم.
العمل لأخذ قيادة الأمة ضمن جماعة يتطلب وجود أمير وهنا الحكم الشرعي أنه يجب أن يكون أميرا واحدا لأن الحكم الشرعي يقول بذلك وهو مستفاد من نص الحديث وهذا أمر آخر غير ما ورد في جوابي.
تلخيصا لفكرتي وقد أكون مخطئا بالتمام فهي ثتألف من ثلاث نقاط:
الأول: القيادة فردية واقعيا في المجتمعات ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون لأكثر من جهة فإن كانت فهو الصراع والإنقسام.
ثانيا: يجب على العاملين لإقامة دولة الإسلام أن يتصدوا لأخذ القيادة قبل الحكم لأنه حكم شرعي مستفاد كما أسلفت من طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس من حديث لا يحل لثلاثة.....
ثالثا: الجماعة التي تعمل لإقامة الدولة يجب أن يكون لها أميرا واحدا وهذا حكم شرعي أيضا مستفاد من حديث لا يحل لثلاثة....، ولما تقوم الدولة يجب أيضا أن يكون للدولة حاكم واحد أيضا لأنه حكم شرعي مستفاد من مجموعة احاديث منها لا يحل لثلاثة وإذا بويع لخليفتين.....
لاحظ أخي الكريم، أن النقطة الاخيرة لا تصلح أبدا جوابا لسؤال الأخ أبي فارس عندما سأل عن الدليل الشرعي عن ضرورة بل وجوب (ليس الوجوب الشرعي) العمل على شل الحركات والقيادات الأخرى في المجتمع.
لذلك فواقع السؤال والقيادة الفردية الوارد في جوابي غير موضوع القيادة الفردية الوارد في الشخصية.
ولكم التحية
ابوعبدالرحمن حمزة
29-12-2011, 12:17 PM
سؤال: لماذا تعمل على شل القيادات الأخرى في المجتمع سواء كانت إسلامية أم غير ذلك؟
بالإضافة الى أن القيادة واقعيا وتارخيا للقيام بعمل مشترك بين جماعة لا تكون إلا فردية .
فإنني أعمل على حل أو شل القيادات الأخرى سواء أكانت إسلامية أم غير ذلك ،فقط إذا كانت تعلن عن رفضها الانقياد للمبدأ أو تعمل على الوقوف في وجه الدعوة أو تقف عقبة أمام قيام الخلافة، فإن على الحزب أن يعمل حينئذ على إسقاط كل من يتصدى للدعوة وكل من يقف في وجه إقامة الخلافة وكل من يتصدى لقيادة الأمة بغير حق، وذلك لإنه كما يحرم علينا السير خلف هؤلاء ، يحرم على الناس الإنقياد لهم والسير خلفهم ويحب علي وهذا هو حالهم أن أبعد الناس عنهم لإنهم يقودونها لما يخالف الشرع ، ويقفون حائلا ضد إقامة الدولة ، هذا هو المبرر شرعا لحلهم وشلهم .
أما الحركات والقيادات المخلصة _ بغض النظر هل هي موجودة الأن أم لا_ كأفراد الموجودة واقعيا فإن الحزب في تصدّيه لقيادة الأمة أو في سعيه للانفراد بقيادتها لا يعمل بل لا يهدف إلى شطب قادة الناس أو ممثليهم الحقيقيين أو المؤثرين فيهم. كما لا يهدف إلى الدخول في صراع معهم أو منافستهم على أخذ قيادة من يمثلونهم، وإنما يسعى إلى أخذ قيادة الأمة عن طريق أخذ أمثال هؤلاء إلى جانبه، فالحزب يعمل في الأمة ويريد أن يصل إلى قيادة الأمة، ولتحقيق ذلك يعمل على أخذ قادة الناس وعلى أخذ من يمثلون الناس تمثيلا حقيقيا، أو على أقل تقدير إن لم يقودهم يجعلهم لا يعارضوا ولا يقفوا في وجه إنقياد الأمة للحزب ، وهنا نقطة فإنه، فالواقع أنه لا يمكن أن تقود كل الأمة ولكن تأخذ أغلب الأمة أو القوة الفاعلة والكافية للوصول للغاية التي تسعى إليها، فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأخذ كل المدينة وقياداتها وإنما أخذ جل قيادات المدينة بحث لم يستطع من يعارضهم أن يقف في وجههم .
أما من حيث الحكم الشرعي بأن القيادة فردية فإن مباشرة قيادة الناس للعمل لإيجاد الدولة الإسلامية أمر مشترك بين جماعة ولابد لها من أمير يقود هذا العمل، والإمارة من ناحية شرعية لا تجوز أن تكون لأكثر من واحد ، والشخص يصبح أميرا أو قائدا بطريقتين: أما بالإنتخاب المباشر، أو بفرض القائد نفسه على الجماعة ، فالتمثيل الحقيقي للناس له طريقان: أحدهما أن ينتخب الناس من يمثلهم ومن يقودهم ومن يتولى أمرهم، فإنه بهذا الانتخاب يكونون قد وكلوه عنهم فتصرفه يعتبر تصرفا لهم ولذلك فهم ملزمون به، ومن هنا تأتي طاعتهم وقيامهم بما يُطلب منهم والتزامهم بما يلتزم أمراً بديهياً وطبيعياً وعادياً، ويكون من الشذوذ عدم التزامهم به. أما الطريق الثاني فهو أن يكون الشخص قد فرض نفسه على الجماعة بفكره وسلوكه فيصبح الممثل الحقيقي لهم ولما في نفوسهم سواء أجرى انتخاباً أم لم يجرِ، حتى لو جرى انتخاب فإن عملية الانتخاب لا تظهر إلا من فرض نفسه على الناس وتكون عبارة عن عملية تغطية مشروعية التمثيل رسمياً وواقعياً. ولهذا فإن من فرض نفسه على الجماعة يكون منتخباً منها طبيعياً، فيكون ممثلاً لها تمثيلاً حقيقياً.
الأول: القيادة فردية واقعيا في المجتمعات ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون لأكثر من جهة فإن كانت فهو الصراع والإنقسام.
هذا كلام صحيح في حال الإختلاف في الأفكار القائمة عليها ، أو في أنها تعمل ضد مصالح الأمة حتى لو كانت تدعي حمل نفس المبدأ ، أما في حالة أن المبدأ واحد والإخلاص متوفر فإن العلاقة يجب أن تكون التناصح والتنافس على خدمة الأمة وكسب الأجر والثواب .
ثانيا: يجب على العاملين لإقامة دولة الإسلام أن يتصدوا لأخذ القيادة قبل الحكم لأنه حكم شرعي مستفاد كما أسلفت من طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس من حديث لا يحل لثلاثة.....
أفعال الرسول هي أحكام شرعية ،تأخذ حكم الخطاب الذي بينته فإن كان المبيَّن فرضاً كان القيام بها فرضاً، وهي في موضوعنا فرض ، وأيضا فإن الحديث ( لا يخرج ثلاثة ...الحديث ) ينطبق على هذا الموضوع .
ثالثا: الجماعة التي تعمل لإقامة الدولة يجب أن يكون لها أميرا واحدا وهذا حكم شرعي أيضا مستفاد من حديث لا يحل لثلاثة....، ولما تقوم الدولة يجب أيضا أن يكون للدولة حاكم واحد أيضا لأنه حكم شرعي مستفاد من مجموعة احاديث منها لا يحل لثلاثة وإذا بويع لخليفتين.....
هذا كلام صحيح ،والصحيح أيضا أن واقع وجود أمر مشترك بين أي جماعة يحتّم عليهم إقامة أمير عليهم، وهذا ينطبق على قيادة الأمة لإقامة الدولة ، فهو عمل مشترك بين جماعة ، فيتحتم عليهم إقامة أمير عليهم .
اقتباس:
ثالثا: الجماعة التي تعمل لإقامة الدولة يجب أن يكون لها أميرا واحدا وهذا حكم شرعي أيضا مستفاد من حديث لا يحل لثلاثة....، ولما تقوم الدولة يجب أيضا أن يكون للدولة حاكم واحد أيضا لأنه حكم شرعي مستفاد من مجموعة احاديث منها لا يحل لثلاثة وإذا بويع لخليفتين.....
هذا كلام صحيح ،والصحيح أيضا أن واقع وجود أمر مشترك بين أي جماعة يحتّم عليهم إقامة أمير عليهم، وهذا ينطبق على قيادة الأمة لإقامة الدولة ، فهو عمل مشترك بين جماعة ، فيتحتم عليهم إقامة أمير عليهم .
السلام عليكم
اخي ابو عبد الرحمن لي سؤال في هذا الخضم من الاسئلة وهو
ما دام ان الكتلة التي تعمل لامر معين يجب ان تعين لها امير اليس يجب ان يطاع هذا الامر في الامر المؤمر عليها
والسؤال ما الضابط في معرفة ما هو من حق الامر في اطاعته وما لا حلق له في الطاعة ؟
مثلا هل يجوز للكتلة اي الحزب ان يحاسب انسان على امر مثل انتسابه لجمعية ام لا ؟ وهكذا
المطلوب الضابط .
ابوعبدالرحمن حمزة
29-12-2011, 04:12 PM
السلام عليكم
اخي ابو عبد الرحمن لي سؤال في هذا الخضم من الاسئلة وهو
ما دام ان الكتلة التي تعمل لامر معين يجب ان تعين لها امير اليس يجب ان يطاع هذا الامر في الامر المؤمر عليها
والسؤال ما الضابط في معرفة ما هو من حق الامر في اطاعته وما لا حلق له في الطاعة ؟
مثلا هل يجوز للكتلة اي الحزب ان يحاسب انسان على امر مثل انتسابه لجمعية ام لا ؟ وهكذا
المطلوب الضابط .
الجماعة الخاصة هي عدد من المسلمين بلغ ثلاثة فأكثر بينهم أمر مشترك. وهذا الأمر المشترك قد يكون السفر، وقد يكون عملاً ما اجتمعوا عليه، واتفقوا على شروط أو ضوابط له، كعمل الحزب.
والجماعة الخاصة يجب أن يكون لها أمير، كما دلّ على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم برواية عبد الله بن عمر: "لا يَحِلّ لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمّروا عليهم أحدهم".
وكوْن الجماعة الخاصة لها أمير يعني وجوب طاعة هذا الأمير ، أما ضابط هذه الطاعة فإنها طاعه في الشأن الذي أمِّر فيه، لأن طاعة الأمير هي التي تُدخل الناس في الجماعة، وترك طاعته تُخرجهم منها، وعليه فالطاعة تكون في الأمر المشترك الذي وجدت له الجماعة بحسب الشروط والضوابط التي اتفقوا عليها .
ومن البداهة أنها طاعة واعية بحسب المبدأ ( فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ).
ابو ابراهيم
02-01-2012, 12:27 PM
هل شاهدتم هذا المؤتمر في الاردن
http://www.youtube.com/watch?v=NuH9LAcqxqk
وما تعليقكم عليه
شخصيا استمعت للمحاضرة الاولى للدكتور محمد وفيها عرض مطول لاسباب الثورات ولكن لفت نظري في قوله بضعف الدول الرأسمالية وخروج الامر من ايديها وصور الثورات انها ثورات شعوب مطلقة وارى في ذلك اما ضعفا في فهم الواقع او دغدغة مشاعر غير صائبة من الاخوة الكرام " ان صح فهمي المتواضع"
ان كان الفهم الاول عند الاخوة اظن الواجب يقتضي توضيح الامر لهم وشرحه وبذل الجهد في ذلك في الالتقاء بهم والبيان .
وان كان الهدف استغلال الواقع ودغدغة مشاعر ورفع همة للأمة ، اظن ان هذا اسلوب فاشل والرائد الذي لا يكذب اهله ويبين لهم الواقع كما هو وليس كما يتمنى ان يكون .
انتظر ردودكم
سياسي
02-01-2012, 01:23 PM
هل شاهدتم هذا المؤتمر في الاردن
http://www.youtube.com/watch?v=nuh9lacqxqk
وما تعليقكم عليه
شخصيا استمعت للمحاضرة الاولى للدكتور محمد وفيها عرض مطول لاسباب الثورات ولكن لفت نظري في قوله بضعف الدول الرأسمالية وخروج الامر من ايديها وصور الثورات انها ثورات شعوب مطلقة وارى في ذلك اما ضعفا في فهم الواقع او دغدغة مشاعر غير صائبة من الاخوة الكرام " ان صح فهمي المتواضع"
ان كان الفهم الاول عند الاخوة اظن الواجب يقتضي توضيح الامر لهم وشرحه وبذل الجهد في ذلك في الالتقاء بهم والبيان .
وان كان الهدف استغلال الواقع ودغدغة مشاعر ورفع همة للأمة ، اظن ان هذا اسلوب فاشل والرائد الذي لا يكذب اهله ويبين لهم الواقع كما هو وليس كما يتمنى ان يكون .
انتظر ردودكم
اذا دقتت في محاضرته كان يستخدم مصطلح الشعب العربي !! وهو قال في اسباب الثورات أول سبب كان العقيدة الاسلامية هي التي دفعت الناس للثورة!
هل شاهدتم هذا المؤتمر في الاردن
http://www.youtube.com/watch?v=nuh9lacqxqk
وما تعليقكم عليه
شخصيا استمعت للمحاضرة الاولى للدكتور محمد وفيها عرض مطول لاسباب الثورات ولكن لفت نظري في قوله بضعف الدول الرأسمالية وخروج الامر من ايديها وصور الثورات انها ثورات شعوب مطلقة وارى في ذلك اما ضعفا في فهم الواقع او دغدغة مشاعر غير صائبة من الاخوة الكرام " ان صح فهمي المتواضع"
ان كان الفهم الاول عند الاخوة اظن الواجب يقتضي توضيح الامر لهم وشرحه وبذل الجهد في ذلك في الالتقاء بهم والبيان .
وان كان الهدف استغلال الواقع ودغدغة مشاعر ورفع همة للأمة ، اظن ان هذا اسلوب فاشل والرائد الذي لا يكذب اهله ويبين لهم الواقع كما هو وليس كما يتمنى ان يكون .
انتظر ردودكم
بل يظن ان الثورات ذاتية وعلى كل كانت ذاتية ام لا ، الافضل ان يفهم الواقع كما هو لا ان يتم تخيل وفهم الواقع كما يردون .
الأوراسي
18-03-2012, 12:51 PM
السلام عليكم
قام "إسلام أون لاين" يوم 29/09/2011 بحوار مع محمود طرشوبي المتحدث الرسمي باسم حزب المهندس بمصر، وكان من بين ما سأله السؤال التالي أدناه:
كيف تنظرون إلى واقع حزب التحرير في مصر بشكل خاص؟ وهل تفكرون في إنشاء حزب سياسي في مصر؟
* بالنسبة لواقع الحزب في مصر ومستقبله، فإن الحزب في مصر يسعى في الوقت الراهن إلى أن يكون له كيان قانوني طبقا لقانون الأحزاب، وذلك لتحقيق الهدف الموضح في خطته المحددة لتكون مصر - كنانة الله في الأرض- حاضرة العالم الإسلامي ملتزمة في جميع شؤونها بالعقيدة والشريعة الإسلامية من خلال نظام الخلافة الذي يحقق الأهداف التالية: تبني مواد الدستور والقانون التي تحقق العدالة وتحول دون الظلم لجميع أهل مصر، التثقيف والبحث العلمي الذي يحقق النهضة في جميع المجالات، تكوين الرأي العام الذي يتبنى المصالح التي تحقق العيش الكريم، وكشف الخطط التي تحول دون ذلك، النظام الاقتصادي الذي يضمن الكفاية والتوزيع العادل للثروة. المحاسبة للقضاء على الفساد، وأخيراً الدفاع عن البلاد وتحريرها من المعتدين في جميع المجالات.
وهذه الأهداف سيصدر بموجبها التصريح الرسمي إن شاء الله، أسوة بما صدر للأحزاب الأخرى ذات المرجعية الإسلامية، حتى لا يتكرر نفس التعامل مع التيارات الإسلامية في العهد البائد. وأتوقع حصول العدد المطلوب (5000 خمسة آلاف عضو) في أقرب وقت إن شاء الله، ليضاف إلى الأحزاب الرسمية في مصر، والله الموفق والمستعان.
*-*-*-*-*-*-*-*
ما يفهم من كلام محمود طرشوبي أن حزب المهندس في مصر يسعى لتقديم طلب ترخيصه ليكون له كيان قانوني طبقا لقانون الأحزاب المصري، للعمل من أجل أن تكون مصر ملتزمة في جميع شؤونها بالعقيدة والشريعة الإسلامية من خلال نظام الخلافة الذي يحقق الأهداف التالية، التي سيصدر بموجبها التصريح الرسمي:
- تبني مواد الدستور والقانون التي تحقق العدالة وتحول دون الظلم لجميع أهل مصر،
- التثقيف والبحث العلمي الذي يحقق النهضة في جميع المجالات،
- تكوين الرأي العام الذي يتبنى المصالح التي تحقق العيش الكريم، وكشف الخطط التي تحول دون ذلك،
- النظام الاقتصادي الذي يضمن الكفاية والتوزيع العادل للثروة.
- المحاسبة للقضاء على الفساد،
- وأخيراً الدفاع عن البلاد وتحريرها من المعتدين في جميع المجالات.
كنت قلت سابقا قي المشاركة رقم 89، أن من بين دلائل عدم فرض حزب المهندس نفسه لولوج الأوساط السياسية، بل ولجها برضا واختيار هذه الأوساط، بعد تخليه عن مبدئيته، الدليل التالي: طلبه الترخيص القانوني من الأنظمة في لبنان والسودان وباكستان وإندونيسيا، حتى قبل أن يفرض نفسه عليها... ولذلك فإن حصوله على الترخيص يطرح عدة أسئلة؟؟؟ منها كيف رخصت له هذه الأنظمة وهو يعمل من أجل هدمها؟ هناك شك في محتوى الملف المودع لطلب اعتماده حزبا قانونيا في هذه البلدان؟
وهكذا فإن هذا الشك قد أصبح يقينا بعد تصريح محمود طرشوبي المتحدث باسم حزب المهندس بمصر بعد أن كشف محتوى الملف المودع لطلب اعتماده قانونيا في مصر، فما يتعلق بهدف حزب المهندس في مصر هو تحقيق العدالة ورفع الظلم، والعيش الكريم، والتوزيع العادل للثروة، والدفاع عن مصر، ...إلخ ... وهي أهداف لا يمكن أن يضعها حزبا مبدئيا أهدافا له، لأنها أهداف عامة، غير مبلورة، غير نقية ولا صافية، لأنها غير منبثقة عن العقيدة الإسلامية... وهي تقريبا تذكرنا ببعض المصطلحات الإشتراكية والوطنية الموجودة في برامج الأحزاب الوطنية والإشتراكية...
حقيقة عجز حزب المهندس عن إيجاد نفسه وعجزه عن دخول الأوساط السياسية بوصفه حزبا مبدئيا، دفعه للتخلي عن صبغته المبدئية وتقليد آرائها الفاسدة والكافرة... وكما قال الصحفي في حواره مع محمود طرشوبي فإنه: "من النادر أن نلمس وجودا فعليا لهذا الحزب بشكل علني في الشارع المصري". ولذلك هناك صعوبة أمام حزب المهندس في الحصول على 5000 عضو لحزبه كما يشترط ذلك قانون الأحزاب المصري،... وكما قال محمود طرشوبي: "أتوقع حصول العدد المطلوب (5000 خمسة آلاف عضو) في أقرب وقت إن شاء الله" فهل سيحصل عليهم حزب المهندس بطريقة الحزب في تكتيل الناس معه؟؟؟ لا شك أن ذلك غير ممكن في القريب العاجل،.. ولذلك فإن المتوقع أن يتخلى حزب المهندس عن طريقة الحزب في تكتيل الناس معه... وسيعتمد على التجميع لكل من هب ودب.. وهذا يعني اختراقه من المخابرات المصرية وغير المصرية...
لمن يريد أن يطلع أكثر على هذا الحوار ها هو ذا رابطه:
"إسلام أون لاين" تحاور المتحدث الرسمي للحزب
حزب التحرير: نطالب الجيش بإقامة الخلافة في مصر
http://www.islamonline.net/cs/ContentServer?packedargs=locale%3Dar&c=IOLArticle_C&childpagename=IslamOnline%2FIslamOnlineLayout&p=politics&pagename=IslamOnlineWrapper&cid=1278409059234
[/CENTER][/SIZE]
ولمن يريد أن يطلع أكثر على قانون الأحزاب السياسية المصري، فليطلع على الرابط التالي:
http://avocat-law.blogspot.com/2011/03/normal-0-microsoftinternetexplorer4.html
وللحديث بقية
«التحرير الإسلامي» حزب جديد تحت التأسيس يسعى لإقامة الخلافة ويعتبر مصر ولاية
وكيل مؤسسيه لـ «الشرق الأوسط»: لن ننتخب رئيسا يحكم بما يخالف شرع الله
السبـت 24 ربيـع الثانـى 1433 هـ 17 مارس 2012 العدد 12163
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: منى مدكور
يستعد حزب التحرير الإسلامي في مصر لتقديم أوراقه إلى لجنة شؤون الأحزاب لإشهار الحزب رسميا، بعد نحو 60 عاما على تأسيسه في عام 1953 على يد القاضي تقي الدين النبهاني في القدس. ويقول مراقبون إنه من الصعب التكهن بقرار لجنة شؤون الأحزاب بشأن الترخيص لحزب يدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية ويعتبر مصر ولاية من ولايات الدولة الإسلامية كما تشير اللوحة الإرشادية في مدخل مقر الحزب بأحد المباني العتيقة بمنطقة وسط القاهرة.
ورغم تيسير قواعد إنشاء الأحزاب السياسية في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، فإن القانون الذي ينظم تأسيس الأحزاب حظر إقامة الأحزاب على أساس ديني، ويحاجج محمد عبد القوي وكيل مؤسسي حزب التحرير الإسلامي.. ولاية مصر، بأنه سبق للجنة ذاتها منح التراخيص لأحزاب تقوم على خلفية دينية كحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وحزب النور الذي يمثل التيارات السلفية في البلاد.
ويتابع عبد القوي: «نعترض على أي قانون يحظر العمل السياسي على المسلمين، هذه تشريعات وضعية تحرمنا من التجمع على أساس الإسلام، ولنا الحق في الطعن عليها أمام القضاء»، ويضيف أن حزبه تمكن بالفعل من جمع 5 آلاف عضو من 10 محافظات كما ينص قانون إنشاء الأحزاب.
ويقول عبد القوي لـ«الشرق الأوسط» حيث التقت به في مقر الحزب: «حاولنا كثيرا أن نقدم دعوتنا للناس لقيام الخلافة الإسلامية ولكن كان الثمن هو السجن والاعتقال لسنوات في عهد النظام البائد واليوم قامت الثورة وأصبح من حقنا أن نخرج للعلن مرة أخرى».
تحت راية سوداء تحمل عبارة «لا إله إلا الله» أكد عبد القوي أن برنامج حزبه يعمل على إقامة الخلافة الإسلامية في العالم، ومن بينها ولاية مصر، معتبرا أن هذا «الحلم» فرض واجب على المسلمين في أصقاع الأرض.
وكشف عبد القوي للمرة الأولى عن أن حزب التحرير الإسلامي أرسل مذكرة لكل من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في البلاد وقادة الجيش المصري يدعوهم فيها إلى «الفهم الصحيح للإسلام»، والعمل على إقامة الخلافة الإسلامية في مصر، وهو ما تكرر مع كل رؤساء الوزراء المتعاقبين منذ قيام ثورة 25 يناير من العام الماضي.
ويدخل حزب التحرير الإسلامي إلى ساحة العمل السياسي رغم اعتقاد قادته أن الأنظمة الديمقراطية والرأسمالية التي تحكم العالم الإسلامي أنظمة «كفر»، لكن عبد القوي أكد أنه رغم هذه القناعة فإن الحزب يسعى للتغيير السلمي دون الدخول في مواجهة مسلحة مع الأنظمة الحاكمة باعتبارها ليست طريق رسول الإسلام حيث يكتفون بانتظار قدوم خليفة للمسلمين.
ويرى عبد القوي أن الأحزاب ذات المرجعية الدينية والتي تأسست في أعقاب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك لا تدعو إلى صحيح الدين، وأنه رغم تصريحات قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي تحظى بشعبية كبيرة في الشارع المصري بشأن ضرورة قيام الخلافة الإسلامية، فإنهم (قيادات الإخوان)، بحسب عبد القوي، لا يعملون على ذلك حقيقة نظرا لحسابات سياسية معقدة يواجهونها.
ويعتبر عبد القوي حزبه فرعا من فروع الحزب في مختلف الولايات الإسلامية مشيرا إلى تواصله مع كل قيادات الحزب في كل ولايات العالم الإسلامي، ويقول إن «مصر ولاية من العالم الإسلامي، ولنا ولايات في سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن، وتونس، وباكستان، والسودان وغيرها من بلدان العالم»، رافضا الإفصاح عن أسماء قيادات الحزب أو أعداد كوادره لدواع أمنية.
وحول ملف الأقلية المسيحية في مصر قال وكيل مؤسسي حزب التحرير الإسلامي إنه لا خوف على مستقبل المسيحيين في ظل الخلافة الإسلامية.. فقد حافظ المسلمون على كنائسهم وطقوسهم وهذا دليل على سماحة الإسلام وعدم فرض الدين الإسلامي بالقوة، فكيف يعترضون على إقامة الإسلام اليوم. أما فيما يتعلق بقضايا الحريات العامة وموقف الحزب من المرأة قال عبد القوي إن المرأة يجب أن تصان، وعليه لا بد من فرض الزي الشرعي كما قرره الإسلام.
http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=12163&article=668416&feature=
... قال محمود طرشوبي المتحدث الرسمي باسم حزب المهندس بمصر: "أتوقع حصول العدد المطلوب (5000 خمسة آلاف عضو) في أقرب وقت إن شاء الله"...
... وقال محمد عبد القوي وكيل مؤسسي حزب المهندس بمصر: "أن حزبه تمكن بالفعل من جمع 5 آلاف عضو من 10 محافظات كما ينص قانون إنشاء الأحزاب".
فمن 29/09/2011م إلى 17/03/2012م أي حوالي 5 أشهر و18 يوما تمكّن حزب المهندس بمصر من جمع 5000 عضو أي كسب حوالي 30 عضو يوميا، فهل يمكن لحزب المهندس أن يكتّل معه بطريقة حزب التحرير في التكتل 30 حزبيا في اليوم؟؟؟،... وإذا كان كما قال الصحفي في حواره مع محمود طرشوبي فإنه: "من النادر أن نلمس وجودا فعليا لهذا الحزب بشكل علني في الشارع المصري"... فنستطيع أن نجزم بأن حزب المهندس قد تخلى فعلا عن طريقة الحزب في تكتيل الناس معه،... واعتمد على التجميع لكل من هب ودب، وبخاصة ونحن نعلم بأن جمع 5 آلاف إنما هي توقيعات على الورق لناس أكثريتهم غير حزبيين وغير دارسين فعلا ... وهذا يعني اختراقه من المخابرات المصرية وغير المصرية،... كما قال الأخ خلافة.
الأوراسي
18-03-2012, 01:18 PM
ممنوع من الحياد
ما لم يقله المؤتمر الدولي لحزب التحرير...
آسيا العتروس
في غياب أعين الذكورالموبوءة بعلة الأنثى وما يمكن أن يصاحبها من آثام إلا من خطاب مسجل لأمير حزب التحرير، وبمنأى عن أعين المتطفلين والمناوئين،
انعقد نهاية الاسبوع المنقضي بأحد الفنادق الفاخرة غير بعيد عن العاصمة المؤتمر الدولي الأول من نوعه لنساء حزب التحرير بهدف معالجة المشاكل العديدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المرأة سواء في العالم العربي والاسلامي أو في بقية أنحاء العالم.
كان يمكن أن يمر هذا المؤتمر كغيره من اللقاءات والمؤتمرات والورشات التي تعيش على وقعها البلاد يوميا منذ شرّعت ثورة الكرامة الشعبية كل الابواب الموصدة أمام الحوار والفكر والبحث، لولا ما حمله من اشارات لا يمكن تجاهلها أو اعتبارها جزء من افرازات مناخ الحرية الجديد في البلاد ونتيجة للتصحر الفكري الذي ساد طويلا بسبب القمع وانكار حق الاخر في حرية الرأي والتعبير، بل و حتى حرية التفكير.
أكثر من خمسمائة مشاركة توافدن على تونس بعضهن اخترن مصاحبة اطفالهن والبعض الاخر اخترن اصطحاب أزواجهن للسفر الى تونس، مهد الربيع العربي المتأجج اليوم في أنحاء العالم العربي، من الاردن وتركيا وفلسطين واليمن والسودان ولبنان وسوريا وباكستان وأندونسيا وبريطانيا وغيرها من دول العالم، اجتمعن في لقاء نسائي تحت شعار الخلافة نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها.
كثيرة اذن هي الرسائل التي أطلقها مؤتمر نساء حزب التحرير وكثيرة أيضا هي الاسئلة الملحة التي فرضها في الاذهان في ظل هذه المرحلة الانتقالية الحساسة التي تتطلع أنظار التونسيين فيها الى تحقيق الاهداف المنسية التي اندلعت من أجلها ثورة الكرامة. فالتوجيهات والدعوات العلنية التي انتهى اليها البيان الختامي للمؤتمر جديرة بالتوقف عندها لوضع بعض النقاط التي سقطت عن الكثير من الحروف التي باتت تحتاج الى أكثر من توضيح من جانب مختلف الاطراف التي عملت على تنظيم هذا المؤتمر وتحملت مسؤولية التمويل من سفر واقامة وحملات دعائية وغيرها.
كل ذلك طبعا دون تجاهل تلك النشرات التي وزعت بالعربية والانقليزية عن دور المرأة ومفهوم المواطنة في ظل الحلول التي تقدمها الخلافة للأزمة النفطية.
ولعله من المهم وقبل اثارة بعض نقاط الاستفهام التي ستبقى عالقة في الاذهان حول أهداف وأبعاد هذا المؤتمر التوقف عند بعض تلك الرسائل التي وردت على لسان بعض المشاركات في المؤتمر ومن بينها ما أشارت اليه البريطانية نسرين نواز أن النساء المسلمات يجتمعن ليقلن أنهن لا يردن الحياة في ظل الانظمة الديموقراطية العلمانية و الليبيرالية و لا في ظل أنطمة على غرار السعودية أو ايران اللتين تدعيان أنهما دولتان اسلاميتان أو ما ورد كذلك على لسان الاندونيسية عفة رحمة التي أشارت الى أن العالم الاسلامي يعيش في مفترق طرق و أن الخلافة هي الجواب , أوكذلك ما أشارت اليه احدى المشاركات بان المسلمة ليست تلك التي قامت باخراج فيلم لا سيدي لا ربي ...وبعيدا عن الوقوع في محاولة استعراض ما تخلل المؤتمر من كلمات و خطابات حماسية حول دستور دولة الخلافة أو كذلك حول المسلمة الحقيقة بكل ما يعنيه ذلك من محاكمة للنوايا فان أغلب الرسائل التي سجلت على المواقع الاجتماعية لم تخرج عن اطار ما حملته تصريحات المشاراليها في اللقاء من دعوات و مواقف قد تكفل البيان الختامي للمؤتمربنقلها ونشرها للعموم بما يمكن أن يكون أرضى جميع المشاركات و لكن دون أن يرقى الى ارضاء جزء لا يستهان به من أبناء و بنات ارض قرطاج التي احتضنت اللقاء وهي منشا أحفاد و حفيدات عليسة
وصوفونيبه والكاهنة والجازية الهلالية والسيدة المنوبية و اروى القيروانية وعزيزة عثمانة وغيرهن كثيرات. والواقع أنها ليست المرة الاولى التي تعود فيها مسألة الخلافة الى سطح الاحداث فقد سبق لرئيس الحكومة أن أثار بتصريحاته في وقت سابق عن الخلافة السادسة موجة انتقادات
وردود أفعال من مختلف الفعاليات السياسية والاعلامية و فعاليات المجتمع المدني في حينها قبل أن يتراجع ويضطر للتوضيح بأن تصريحاته فهمت خطأ ,و هو ما لم يحدث هذه المرة لعدة اعتبارات قد يكون أهمها انصراف الراي العام الى البحث عن تفاصيل المؤامرة التي تحاك حول الحكومة و الى تطورات الاحداث في جامعة منوبة وما أثاره اقدام شاب سلفي على انزال الراية الوطنية واستبدالها براية التوحيد من غضب شعبي وانتقادات المجتمع المدني والاعلام والاحزاب السياسية .
وبالعودة الى مؤتمر نساء حزب التحرير فان الواضح ان الامر يتجاوز مجرد لقاء ينعقد تحت جناح حزب ديني لا يتمتع بتأشيرة رسمية و بالتالي فان مختلف نشاطاته تبقى خارج اطار القانون اذا كان هناك مفهوم مشترك لمعنى القانون ...و لكن الامر يتعلق بأكثر من ذلك فالمؤتمر الذي يعقد بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة ويأتي في أعقاب المظاهرة الاحتجاجية أمام مقر المجلس التأسيسي للمطالبة بدستوريضمن مدنية الدولة و يحترم حقوق وحريات الجميع دون استثناءات يحمل رسالة واضحة وأن دولة الخلافة هي الحل المطلوب لكل المشاكل والازمات و في ذلك اصرار على التفرد بموقف وتغليب منطق دون غيره دون اعتبار للراي الاخر والذي يجمع على الارجح أغلبية لم تعد صامتة من الرأي العام ...أخيرا و ليس اخرا هل يمكن لقيادات حزب التحرير أن تنير الرأي العام بمصدر أو مصادر تمويله ويكشف عن أرصدته وهو الذي امد قدرته على استضافة مثل هذا المؤتمر وبهذا العدد الكبير من الضيوف وتأمين اقامتهم وتنقلاتهم قبل أن يحصل حتى على الترخيص الرسمي فماذا لو حصل حزب التحرير على التأشيرة؟
http://www.assabah.com.tn/article-65882.html
محمود من القدس
19-03-2012, 07:23 AM
لماذا لا تجيبون على أسئلتي بل و تحذفون المشاركه ؟!!!!!!
ابو عبد الله
02-04-2012, 05:51 AM
لا مشاحة في الاصطلاح, لكل رايه و اجتهاده, مع بذله الوسع, فالشيخ تقي الدين لا ينظر الى موضوع عدد الافراد , فهو يقول ان 500 في قطر بمكنهم احداث نهضة.
و عندما جاء عبد القديم وسع مجال التوظيف, حتى دخل كثير من الافراد ممكن لو قلت لهم عدد اركان الايمان لا يعرفون....
ثم ادخل عطاء الله كتاب من مقومات النفسية الى المتبنى و هو كتاب شبيه برياض الصالحين للنووي.
ثم لم يكتف بذلك بل ابدع بالاجتهاد و اجاد, فقال في الشخصية الاسلامية الجزء الاول الطبعة الجديدة ان الرسول عليه السلام لا يفعل مكروها لان الله يقول (ان اتبع الا ما يوحى الي).
فتامل يا رعاك الله , ثم نامل, و لو حاججت لقيل لك ابن الدليل, ثم اين الدليل , ثم اين الدليل, الا ان الشبهات عند البعض اذا كثرت قد يكون لها اساس. و الله اعلم.
المحرر السياسي
03-04-2012, 10:05 PM
رضا بلحاج لـ«الصباح»
فشل الحكومة أكيد.. أمام الأفواه المفتوحة والأيادي الممدودة
أورد رضا بلحاج الناطق الرسمي لحزب التحرير في تصريح خاطف لـ«الصباح» أن فشل الحكومة الحالية أكيد لأنه لا توجد حكومة مؤقتة تحقق ما هو مطلوب منها أمام الأفواه المفتوحة والأيادي الممدودة، وفق تعبيره. وفي سياق الندوة دعا بلحاج الى توفير شبكة أمان في الحياة الاجتماعية والسياسية في الحالتين سواء في مشروع الدولة الإسلامية الذي يتبناه او في عدم وجود هذا المشروع.
وذكر بأن منطلق الحالتين هو تفعيل العقيدة الإسلامية التي تمثل غطاء أمان للجميع ولا أحد باستطاعته المزايدة عليها. وأوضح قائلا إن الحكم أصبح غنيمة انتخابية لتحرك الآليات في اتجاه الفترة المقبلة التي ستحسمها الانتخابات القادمة وكأن بالشعب مأخوذ رهينة بين تجاذبين فكريين.
النهضة والفصل الأول
واعتبر بلحاج ان ما فعلته النهضة بتبنيها الفصل الأول من دستور 1959 لا يمثل خيبة أمل بالنسبة للحزب لان الرأي العام اليوم ناضج ويطالب بتطبيق الإسلام بطريقة راشدة ويرى أن حزب التحرير قادر على قيادة المرحلة وإنجاح مشروع الإسلام للجميع. وحول تقديم طلب تأشيرة للحزب أورد بلحاج «لا يوجد مانع في ذلك ومن المرجح أن نقدم طلبا في هذا وما صرّح به رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي مؤخرا في هذا الشأن فيه استعلاء ورغم هذا نحن موجودون في الساحة السياسية ودخولنا الانتخابات لن يكون ديكورا».
جهاد الكلبوسي
نور الخلافة
03-04-2012, 10:34 PM
لا بأس أخي المحرر ... عندئذ ٍ سيُستحضر كُتيب ( الحكم الشرعي في الانتخابات النيابية ) وسيُخرج من المسألة كخروج الشعرة من العجين !!!
khilafa
30-08-2012, 12:31 PM
التاشيرة تحدث انشقاقا في صلب حزب التحرير التونسي
ميدل ايست أونلاين
تونس - هاجم جانب من شباب حزب التحرير التونسي حصول الحزب على التاشيرة القانونية. وابدى شباب الحزب في مدينة بني خلاد التونسية امتعاضهم وعدم رضاهم عن الظروف التي تحصل فيها حزبهم على التأشيرة متسائلين "هل تنازل حزبنا عن مبادئه للحصول على التأشيرة؟" وفقا لما اوردته التونسية.
واعتبر لسعد من شباب الحزب ان مبادئ الحزب قطعية وتتنافى كلّيا مع القانون المنظم للأحزاب وفوجئ بحصول الحزب على تأشيرة العمل القانوني رسميا.
وافاد شاب اخر من الحزب "نحن لا ندخل تحت أي نظام من أنظمة الكفر، فكيف لنا أن ندخل تحت قانون أحزاب تنظوي تحته أنظمة تكفيرية؟".
واضاف"صراحة وسط هذا التعتيم نحن نشك في وجود مؤامرة، كما نعتبر أنفسنا نحن حزب التحرير، صاحب الأفكار المستنبطة من القرآن والسنة، وإذا كان هناك انشقاقا فأنا أقول إن الجماعة التي دخلت تحت غطاء التأشيرة هي الشق المنشق عن الحزب وليس نحن".
من جهته افاد رضا بلحاج، الناطق الرسمي باسم الحزب ان التحرير لا يستعمل العنف ولا يحتكر الاسلام، وحصوله على الترخيص القانوني لا يتنافى مع مبادئ الحزب.
وتحصل حزب التحرير على الترخيص القانوني لنشاطه في 17 تموز/يوليو ليكون بذلك الحزب السلفي الثاني الذي يحصل على ترخيص قانوني في تونس إضافة إلى ثلاث جمعيات سلفية أخرى.
ويدعو حزب التحرير الذي يعرّف نفسه على أنه "حزب سياسي أساسه الإسلام ومرجعه في الإصلاح القرآن والسنّة بفهم سلف الأمّة"، إلى إقامة "دولة إسلامية تحكم وفقا للشريعة".
ويسعى الحزب، الذي يرفض مدنية الدولة، إلى "إعادة إحياء نظام الخلافة الإسلامية"، وهو ما ترفضه القوى الوطنية والديمقراطية التونسية التي تتمسك بمدنية الدولة والنظام الجمهوري.
وشن حزب التحرير هجوما عنيفا على حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس لأنها وافقت على الاحتفاظ بالنظام الجمهوري "الكافر"، مشددا على أن "دولة الخلافة الراشدة التي تطبق الشريعة الإسلامية هي النظام الوحيد المناسب لتونس".
واعتبر الحزب أن النظام الجمهوري "تكريس لفكرة سيادة الشعب الضالة والمُضللة".
ولا تخفي القوى الوطنية والديمقراطية والعلمانية خشيتها من تنامي سطوة حزب التحرير السلفي الذي يتبنى خطابا موغلا في السلفية وترى فيه تيارا يهدد مدنية الدولة وديمقراطية المجتمع.
وترى قطاعات واسعة من التونسيين أن وحدة مجتمعهم السني المالكي تتهددها "أخطار التمزق الديني والمذهبي"، في ظل تنامي سريع ومريب لسطوة التيارات السلفية التي لم تتردد في أكثر من مناسبة بالتهديد بـ "حرب لا تبقي ولا تذر من أجل "تطبيق شرع الله" وبناء "دولة الخلافة الراشدة" و"رفض مدنية الدولة" و"النظام الجمهوري العلماني الكافر".
ولا يتردد غالبية التونسيين في القول إن بلادهم "تخطو نحو الفتنة" بعد أن تحول الاستقطاب السياسي والاحتقان الاجتماعي إلى "مأزق حقيقي" استغله السلفيون ليبسطوا نفوذهم بالعنف على المشهد العام في المجتمع، ابتداء من منابر المساجد إلى الفضاءات الثقافية مرورا بالساحات العامة، حيث يهاجمون فيها كل من يخالفهم الرأي تحت عنوان "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في حالة شبيهة بميليشيات الشرطة الدينية.
http://www.middle-east-online.com/?id=138000
ابو ابراهيم
30-08-2012, 02:32 PM
سؤالي : الم يقم الشيخ تقي الدين رحمة الله عليه بطلب ترخيص في الاردن في عام 53 ورفض الطلب واعتقل مقدمي الطلب ؟
ابوخديجة
31-08-2012, 11:14 AM
السلام عليكم جميعا
سؤالي : الم يقم الشيخ تقي الدين رحمة الله عليه بطلب ترخيص في الاردن في عام 53 ورفض الطلب واعتقل مقدمي الطلب ؟
الحزب يتبنى العلم والخبر وفق القانون العثماني القديم الذي ينظم عمل الجمعيات وهذا القانون لا يشترط على احزاب الاعتراف بالانظمة والقوانين المناقضة للشرع وعلى اساس العلم والخبر قدم الحزب طلب ترخيص سنة 53 اما القوانين المشروطة التي توجب على الاحزاب الاعتراف بالديمقراطية وبالنظام الجمهوري وبالقانون الدولي وغيرها فالحزب يتبنى انه لا يدخل تحتها ولا يعترف بها..
اقتباس - بيان حزب التحرير
المقدم للحكومة الاردنية
بتاريخ 19 رمضان سنة 1372 الموافق 1 حزيران 1953 : ... 10 - وعلى هذا الاساس تقدم حزب التحرير الى الحكومة الاردنية ببيان اعلمها فيه بتأسيسه حزبا سياسيا وبين فيه اسمه ومركز ادارته وعنوانه ومقاصده ووسيلته وادارته والمفوضين بالتوقيع عنه وارفقه بالنظام الاساسي للحزب حسب قانون الجمعيات العثماني الذي هو قانون سنته دولة اسلامية ( والذي لا يعمل بسواه منذ ان سنته الدولة العثمانية حتى الان) في الضفة الغربية . 16 - اما قيام الحزب وقانونيته فهي ثابتة لا تحتاج الى اثبات لان قيامه واعتباره حزبا رسميا قانونيا انما يحتاج الى بيان يقدم مستوفيا الشروط المدرجة في المادة السادسة ولا يحتاج الى غير ذلك مطلقا , كما هو صريح في المادة الثانية من قانون الجمعيات العثماني , وبما ان الحزب قد قدم هذا البيان مستوفيا جميع الشروط فانه يعتبر حزبا رسميا قانونيا كما ان منع القائمين على الحزب من العمل ونزع لافتاته وعدم اعتبار مشروعيته لا يعتبر حلا للحزب ولا منعا له من العمل ولا يؤثر على قيامه , اذا الحزب شخصية معنوية قد قامت بالفعل ولا تزال قائمة قانونا .
17 - اما الاسس التي يقوم عليها الحزب فان الطلب الذي تقدم الحزب به الى الحكومة صريح في هذه الناحية , فقد ورد فيه ان غاية الحزب هي :
أ - استئناف الحياة الاسلامية .
ب - حمل الدعوة الاسلامية .
وان وسيلة الحزب لتحقيق غايته هي تسلم الحكم لتطبيق نظم الاسلام . وهذه الغاية قد اقرتها الحكومة في بيانها الصادر بتاريخ 8 نيسان 1953 اذ قد اعترفت فيه بان الدعوة الاسلامية غير محظورة . كما انها اقرت وسيلة الحزب هذه ايضا , اذ قد اعتبرت تسلم الحكم لتحقيق الغاية حقا وامرا مشروعا .
muslem
22-09-2012, 03:08 AM
شارك في الحلقة أحمد القصص.
موضوع الحلقة: الإلتباسات القائمة بين الحركات الإسلامية والأنظمة الحاكمة، هل تؤمن هذه الحركات بالديمقراطية كطريق للتغيير؟ وما سبب وجود حركات إسلامية تتبنى الفكر نفسه ولكنها تختلف في النظرة إلى العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
25/8/2007
ما حز في النفس اخر المقابلة
غسان بن جدو: أجبني من فضلك هناك تجربة الآن موجودة في العراق هؤلاء هل تعتبرونهم مجتهدون أم وكلاء للاحتلال؟
أحمد القصص: علينا أن نرجع إلى معنى كلمة اجتهاد نحن نعرف في الكتب الإسلامية أن الاجتهاد..
غسان بن جدو: أخي أحمد أنتم كثير صريحين لماذا التهرب اليوم؟
أحمد القصص: أنا أعطيك الجواب الصريح لكن دعني أكمل الاجتهاد هو أن تفهم الشرع وتطبقه على الواقع أما ان يكون الاجتهاد هو أن تختار من بين الخيارات السياسية الموجودة في الواقع وتنخرط في إحداها فليس هذا من الاجتهاد في شيء..
غسان بن جدو: هؤلاء إذا ماذا؟
أحمد القصص: إذا في العراق هناك قضية أساسية هي إخراج المحتل من العراق فإذا خرج المحتل صرنا أمام قضية أخرى هي كيفية استعادة سيادة الشرع وسلطان الأمة في العراق هذه القضية هنا أخي الكريم هنا قضية في غاية الأهمية أنا استمعت للجميع هنا سؤال واضح الحركات الإسلامية قامت متميزة عن سائر الحركات السياسية بأنها تتبنى خطابا إسلاميا وتتأسس على العقيدة الإسلامية في الواقع الذي نعيشه الآن ليس فقط في العراق وإنما في معظم البلاد نجد الخطاب السياسي واللهجة السياسية بين الحركات الإسلامية والأخرى هو شيء من التطابق فهنا أريد أن أجد مبرر قيام الحركات الإسلامية أن كانت ستنخرط في منهاج سياسية تتطابق تماما مع مناهج سياسية أخرى غير إسلامية.
الحلقة كاملة
مشاهدة
http://youtu.be/2LnpTt6bMo8
للقراءة
http://www.aljazeera.net/programs/pages/8f8c24e5-6fdb-4eba-bdcf-3bb0b7c94235
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.