كتيب محاولة اخذ القيادة
محاولة أخذ قيادة الأمة
حزب التحرير
الطبعة الأولى
1420هـ / 1999م
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الخطة سياسة عامة تُرسم لتحقيق غاية من الغايات التي يقتضيها نشر المبدأ أو طريقة نشره . أما الأسلوب فهو سياسة خاصة في جزئية من الجزئيات التي تساعد على تحقيق الخطة أو تنفيذ ما يتطلبه المبدأ . والخطة والأسلوب لا يمكن أن ينتجا إنتاجا معينا إلا إذا استكملا عنصرين أحدهما : كونهما قررهما نوع العمل ، فهما واقعيان يعالجان واقعا ، وعمليان قد وضعا لمباشرة العمل بهما في الحال . أما العنصر الثاني : فهو ألا يخالفا المبدأ حتى يكونا منتجين إنتاجا معينا . وهذا يعني أن وضع الخطة ورسم الأسلوب يجب أن يستند إلى القاعدة العملية ، والتي هي أن يكون العمل مبنيا على الفكر , وأن يكون الفكر والعمل من أجل غاية معينة . على أن يكون ذلك كله مبنيا على الإيمان حتى يبقى الجو الإيماني مخيما على الحزب جماعيا .
أما تعيين الغاية من العمل فيتطلب استعراض مراحل سير الحزب من أجل تحديد الغايات المرحلية التي يهدف الحزب إلى تحقيقها في كل مرحلة من مراحل السير وصولا إلى تحقيق غايته باستئناف الحياة الإسلامية وحمل الإسلام إلى العالم بالجهاد ، ثم تحديد الغاية أو الغايات المرحلية التي تم تحقيقها والغاية أو الغايات التي لم يتمكن الحزب من تحقيقها حتى الآن . إلا أن نتائج أعمال الحزب أثناء قطعه لمراحل السير يجب أن تدرك إدراكا حسيا ، أي أن يكون الإدراك ناتجا عن حس بالواقع لا أن يكون تسليما بالنتائج التي قد تم التسليم بوجودها في وقت من الأوقات . وأما العمل فيجب أن يكون مبنيا على الفكر وأن يكون من أجل الغاية المعيّنة . لذلك كان لزاما أن يكون منطق الإحساس هو الأساس ، أي أن يكون إدراك أين وصل الحزب الآن في مراحل سيره والتفكير فيما يجب علينا القيام به ناجما عن إحساس لا عن فروض لقضايا خيالية ، وأن يكون الإحساس بواقع الأمة والمجتمع الآن مؤثرا في الدماغ موجِدا مع المعلومات السابقة الحركة الدماغية التي هي الفكر . فإذا تعينت الغاية وتحدد العمل بناء على الإدراك صار من الممكن وضع الخطة ورسم الأساليب التي تمكّن من مباشرة تنفيذها .
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ