مشاهدة النسخة كاملة : السياسة العربية من ثقب الباب الإسرائيلي
السلام عليكم
معرفة العدو أو الند أو الطرف الآخر دائماً كان لها وقعها ومكانتها وعظيم أمرها, فكثرت الأقوال والحكم في التشديد والترغيب للحصول على هذه المعرفة,وقد قال لنا رسولنا الحبيب الأمين والذي لا ينطق عن الهوى كلاماً بهذا المعنى:"من تعلم لغة قوم أمن شرهم" ,وقال الحكماء أقوالًا في هذ الصدد من هذا الأقوال:
المثل الصيني الشهير:"اعرف عدوك ثم خض مائة معركة فسوف تنتصر فيها جميعا".
"اعرف كيف يفكر عدوك...تعرف كيف تهزمه".
"اقرأ من عدوك يذهب خوفك".
"تعلم لغة عدوك تزيد قوتك".
وغير هذا الأقوال التي تحفز تعلم لغة من يكن لك الحقد ويتربص بك الدوائر ويحيك لك شباك الغدر والوقوع في هاوية الإحتلال والتسلط.
فمعرفة العدو هي بحد ذاتها من الإعداد والعدة والإستعداد ومن مقومات النصر ,وخير معرفة العدو معرفة أفكاره وطريقة تفكيره وطريقته في الحياة,و معرفة ما يعرفه عنا ,فمقدار معرفته بنا نتبين قدر عدته واستعداده وتتيح لنا معرفة نقاط ضعفنا لنتجنبها او نظهرها تمويهًا ومن باب الخديعة في الحرب.
فكل معلومة يعلمها العدو عنا هي نقطة قوة لنا ,وكل تحليل سياسي يتفوه به العدو هو من باب معرفة طريقة تفكيره وسلوكه السياسي وبالتالي يتضح لنا طريق الرد وسبيل الصد.
وعدونا المغتصب وإن كان يلتزم الصمت ويتسم بالسكوت في كثير من قضايانا إلا أنه مع ثورة الشعوب العربية وانطلاق الشباب وانعتاقهم الفكري وظهور جيل جديد يمتلك وسائل الحصول على المعلومات وتطور طرق الإتصالات ووسائل الإعلام عبر الصحف والمجلات والشبكة العنكبوتية,وتملل المارد العربي (الإسلامي),بدأ العدو في الإفصاح عن أفكاره وشرع في إبداء رأيه معبرًا عن طريقة تفكيره إزاء قضايانا...وكيفية سلوكه أمام مستجدات قضايانا.
بناءً على ما سبق فلا بد من متابعة تحليلاتهم السياسية وملاحقة أخبارهم السياسية والعسكرية تحسبًا لما قد يأتي به المستقبل من مواجهات واستعدادات .
ومن أخبارهم السياسية فيما يتعلق بالأحداث في مصر أنقل لكم ما ذكره رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو :
" أن هناك عدة سيناريوهات للوضع المستقبلي في مصر، أحدها قيام نظام مصري يتوجه نحو إيران ويقوم بقمع شعبه ويشكل تهديدا للدول المجاورة.
وقال في سياق كلمة ألقاها أمام مجموعة من البرلمانيين الأوروبيين في مقر الكنيست أمس الاثنين: "إنه من المحتمل أيضا أن تستغل عناصر إسلامية ما يحدث في مصر للاستيلاء عليها"، لافتا إلى أن الاحتمال الثالث هو تطبيق إصلاحات علمانية في مصر.
وشدد "نتنياهو" على أنه من مصلحة إسرائيل الحفاظ على معاهدة السلام مع مصر، مشيرا إلى أنه يتوقع من المجتمع الدولي أن يطلب من أي حكومة مصرية مستقبلية حماية هذه المعاهدة.
وأضاف "يدور الحديث عن مصالح إستراتيجية للبلدين، للحفاظ على الهدوء في الشرق الأوسط"، موضحا أن السنوات التي ساد فيها الهدوء بين إسرائيل وجيرانها –مصر والأردن-، ترعرع فيها جيلٌ لا يعرف الحروب، وقال: "نحن نتذكر أصدقائنا الذين سقطوا في الحروب، ونأمل ألا نعود لفترة مماثلة".
السلام عليكم
ماذا نلاحظ من تعليق نتنياهو؟
نلاحظ أنه وضع ثلاث احتمالات لمستقبل مصر:
1."التحول نحو الدولة الدينية المتشددة على غرار دولة إيران",حيث قال:"قيام نظام مصري يتوجه نحو إيران ويقوم بقمع شعبه ويشكل تهديدا للدول المجاورة "
2.تسلم زمام الأمور جهات إسلامية ,ولكنها ليست على غرار القمع والتشديد الحاصل في إيران_حسب رأيه_",كما جاء في قوله:"إنه من المحتمل أيضا أن تستغل عناصر إسلامية ما يحدث في مصر للاستيلاء عليها "
3.وصول جهات ذات ميول علمانية ,فقد قال بهذا الصدد:" تطبيق إصلاحات علمانية في مصر".
كما نستنتج من كلامه مدى الخوف والهلع الذان يحطان في قلوبهم الزائغة وسجيتهم الجبانة,وهذا واضح في آخر ما ذكر من تعليق:" نحن نتذكر أصدقائنا الذين سقطوا في الحروب، ونأمل ألا نعود لفترة مماثلة".
ولكن الأهم في تعليقه هذا هو خوفه مما سوف يلحق معاهدة السلام المبرومة مع مصر في عهد السادات والتي حافظ عليها وصانها أكثر من اليهود أنفسهم "اللامبارك", وجعلهم يعيشون بأمان وسلام فوق أراضي فلسطين العربية المسلمة, ومدهم بالهواء الذي يتنفسونه والخيلاء التي ينتهجونها,والذي أعطاهم الشعور بالفوقية والقوة الكرتونية.
مازالت الأحداث في مصر تلقي بظلالها على المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل وسط حالة من الترقب الحذر.
وركزت صحيفة يديعوت أحرونوت الصادرة صباح اليوم على القوة العسكرية المصرية, وسط مخاوف من انهيار النظام المصري بزعامة حسني مبارك وتحول أحد أكبر الجيوش وأكثرها تطورا في الشرق الأوسط إلى مسئولية نظام معادي لإسرائيل, علما أن الجيش المصري يعتبر الأقوى في أفريقيا ويتمتع بمساعدات أمريكية تبلغ 1,5 مليار دولار في العام.
ويعتبر القوات الجوية المصرية يشابه تلك التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي ولكن مصر تمتلك أعداد أكبر بخصوص المدفعية والسفن الحربية وبطاريات مضادة للطائرات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأذرع الأخرى مثل المخابرات والاستخبارات العسكرية المصرية تعد داعمة ومؤيدة لاتفاق السلام مع إسرائيل.
وتحظى إسرائيل بعلاقات ممتازة مع القاهرة وهناك تنسيق أمني على أعلى مستويات وهناك محلق عسكري إسرائيلي في السفارة الإسرائيلية في القاهرة.
الصورة التالية توضح بالأرقام والإحصائيات إمكانيات أهم ثلاثة جيوش في الشرق الأوسط:
السلام عليكم
رأى وزير الجيش الإسرائيلي "أيهود باراك" أن الشعب المصري هو من سيجد طريقه المناسب للتماشي مع أحكام الدستور المصري، مؤكدا أنه يجب على إسرائيل ألا تتدخل في الشأن المصري.
وشدد على أنه وبالرغم من التطورات الأخيرة في المنطقة، فإنه يتوجب على إسرائيل المضي قدما في عملية السلام مع السلطة الفلسطينية.
وقال "باراك": "إن إجراء الانتخابات في مصر بعد فترة قصيرة من الآن قد يؤدي الى انتصار جماعة الاخوان المسلمين"، مضيفا "يجب على العالم أن يشجع مصر على إدخال تعديلات، غير انه يتوجب أيضا إعطاؤها متسعا من الوقت لتفادي سيطرة العناصر الأصولية عليها".
ويرى محللون إسرائيليون أن مكانة "عمر سليمان" باتت غير واضحة بعد تنحي الرئيس "حسني مبارك" عن رئاسة مصر، مشيرين إلى أن من يقف على رأس الهرم الآن هو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة "محمد حسين طنطاوي"، حتى يتضح الأمر السياسي والقانوني.
ويعتبر "طنطاوي" الآن مسئولا عن الجانب الأمني في مصر، لمنع انتشار الفوضى العارمة والحفاظ على مقدرات الشعب المصري، بعدما قرر المجلس الأعلى حل الحكومة ومجلسي الشعب والشورى.
وعبَّر مسئول إسرائيلي رفيع المستوى عن أمله بأن تكون الفترة الانتقالية في مصر بعد استقالة "مبارك" من منصبه كرئيس، أن تكون هادئة وبعيدة عن المفاجئات.
وشدد المسئول على ضرورة الحفاظ على اتفاقية السلام التي وقعت بين البلدين عام 1979، وظلت باقية لمدة 30 عاما، وقال: "هذا الاتفاق يخدم مصالح البلدين، وهو ضمانة لخلق استقرار في المنطقة كلها".
وفي سياق متصل ناشدت الولايات المتحدة القيادة المصرية الجديدة احترام اتفاقات السلام المعقودة مع إسرائيل، وقال الناطق بلسان البيت الأبيض: "إنه من الأهمية بمكان أن تعترف الحكومة المصرية القادمة بالاتفاقات الموقعة مع حكومة إسرائيل".
وصرح الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" بأنه ينبغي على المجلس العسكري الأعلى ضمان انتقال ذي مصداقية الى الديمقراطية في مصر، وأضاف "ان الشعب المصري قال قوله وانه لن يقبل شيئا سوى الديمقراطية الحقيقية".
ورأى "اوباما" ان رحيل مبارك لا يعد النهاية بل البداية، مضيفا ان مصر تنتظرها ايام عصيبة قبل اجراء انتخابات حرة وعادلة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتوقع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن يكون عام 2011 عاما استراتيجيا حافلا بالتحولات، وقال المحلل في صحيفة يديعوت "أليكس فيشمان": "إن هذا الأمر ليس مجرد تخيلات، وإنما هي تقديرات حقيقية وإدارية، وهي بمثابة تحذيرات جدية لمسئولي إسرائيل وقادة الجيش، وهم قد يستفيدون منها بشكل جيد".
وواصل القول: "إن القيادة السياسية الأمنية تستطيع أن تقدر وأن تدرس الأمر بعناية، والقيام بعمل اللازم تجاه هذه التطورات والتقديرات".
وأضاف "هي كذلك تستطيع أن تبدأ باستثمار القدرات البشرية والاقتصادية وتقوية الروابط الدولية من أجل الاستعداد لتلك التحولات والمنعطفات، فعلى كل الأوجه لابد من الاستعدادات والأخذ بالأسباب".
وتابع: "من هنا نستطيع القول بأنه يوجد لرئيس الأركان الجديد بيني غانتس مهمات مباشرة وثقيلة، وربما تكون أشد ضراوة من تلك التي كانت على عاتق سابقه، والذي جاء كمُخَلِّص للجيش، ولكن غانتس دخل لمنصبه دون أن يصفق له أحد، وعدد خصومه في الجيش كُثُر، خاصة وأن رئاسة الأركان العامة تُعتبر إلى الآن المحور المركزي في الناحية الأمنية".
واعتبر "فيشمان" تحذير الاستخبارات من منعطفات إستراتيجية خلال 2011، بأنه يحمل الكثير من المعاني بعيدة المدى.
وقال: "في عام 2011 لا يكفي بأن يكون رئيس الأركان الجديد ذا كفاءة إعلامية جيدة، وإنما مطلوب رئيس أركان ذو مكانة إستراتيجية بعيدة ونظرة ثاقبة للأمور المحيطة من كل جانب، مع التقديرات على ترتيب سلم الأولويات ودراسة الأمور بعناية وشخص عملي ونشيط مع قوة اتخاذ القرارات، وإلا سيتم دحره جانبا وسيأتي غيره لكي يفكر من أجله".
وأضاف "يجب على الجيش أن يكون على استعدادات تامة للعمل في كل وقت، وعليه لا يكفي أن يكون رئيس الأركان مقبولا للجمهور فقط، وإنما يجب أن يكون قوة مؤثرة في هيئة الأركان وخارجها، وعلى المستوى السياسي أن يوجه أنظاره إليه وليس العكس، بل يجب أن يهتم به ويطرح عليه الحلول والبدائل بما يتناسب مع المصلحة العامة".
واستطرد بقوله: "من هنا يجب أن يكون هناك حوار مفتوح بين باراك وغانتس مبني على العلاقات الحميمة، وكذلك أيضا مع رئيس الحكومة نتنياهو ووزارة المالية والخارجية والأمن الداخلي والجبهة الداخلية، وكيف ننسى أنه من الواجب أن يكون بينه وبين ضباط هيئة الأركان من هم دونه، وكذلك قادة الألوية والكتائب علاقات جيدة وحوار بناء".
وأوضح "فيشمان" أن تقديرات الاستخبارات العسكرية للعام القادم تشير إلى عملية الانقلاب في مصر ضمن التحولات التي ستجري في المنطقة، معتبر ان ذلك لن يكون الأخير، لأنها –وبحسبه- تشير أيضا إلى بداية انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان واستكمال الانسحاب من العراق.
وكذلك تحول النظام اللبناني إلى نظام تحالف مع إيران، بالإضافة إلى احتمال حدوث اضطرابات في السعودية، واعتراف أممي دولي بدولة فلسطينية مستقلة نهاية العام الجاري.
وتوقع المحلل حدوث أعمال شغب ومظاهرات في الضفة الغربية عشية حدوث انتخابات البلدية والمزمع إجراؤها في يونيو القادم، وعلى رأس ذلك كله انهيار العلاقات الأمنية على الجبهة الغربية أمام مصر، وكذلك في الجبهة الشرقية مع الأردن.
ورأى "فيشمان" أن عمان استوعبت الأمر جيدا وأبقت القوات المسلحة الأردنية في قواعدها، ولكنها في حالة تأهب تحسبا لأي طارئ، مع اتخاذ خطوات عملية أمام المعارضة، غير مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة.
وقال: "على سبيل المثال أجرت الحكومة لقاءات علنية مع الإخوان المسلمين، وأخرى غير علنية مع الإيرانيين"، وأضاف "ربما ستجد إسرائيل نفسها أمام جبهتين جديدتين قديمتين، مصر والأردن، وهذا بعكس ما كان في عهد أشكنازي".
وتابع: "إن غانتس في وضع لا يُحسد عليه، فلن يكون له يومٌ واحد هادئ، وعليه أن يقوم ببناء جيش وقوة كبيرة لعام استراتيجي معقد، فإذا بقي الجيش مشغولا في العلاقات مع الجمهور والتصفيق لنفسه، لن نكون مستعدين أبدا".
السلام عليكم
جاء في صحيفة معاريف بقلم دافيد بكعي مقال عن الأحداث في مصر يحمل عنوان" انقلاب وليس ثورة ":
يقال أن الورق يحتمل كل شيء. يقال ان صحيفة اليوم يلف بها السمك الذي يشترى غدا. يقال انه توجد فجوة بين عناوين المقالات ومضمونها – وذلك لخلق معدلات نشر عالية. كله على ما يبدو صحيح. ومع ذلك، فان نشوى وسائل الاعلام بالنسبة للاحداث في مصر تثير افكارا لاذعة. في مصر لا تجري أي ثورة اجتماعية – سياسية، ولا يوجد أي ميل للتحول الديمقراطي والحريات، بل العكس تماما. في مصر كان نظام عسكري في سياقات التحول المدني والان الحكم هو نظام عسكري مباشر، معناه المس بالحريات القليلة التي كانت.
وسائل الاعلام لا ترسم فقط واقعا وهميا، بل ان دينامياتها محملة بالمصائب عقب تأثيرها على تصميم جدول الاعمال. تنشر المزيد فالمزيد من البحوث التي تعنى بالدور المركزي لوسائل الاعلام العالمية في تضخيم وتعظيم الاحداث في مصر. هذه ليست "ثورة بابيروس" بل "ثورة الجزيرة". البرادعي ممثل فاسد بتكليف من نفسه والمسؤول الاساس عن مواصلة انتاج القنبلة الذرية في ايران، اصبح رئيس مصر التالي بتكليف من السي.ان.ان.
وسائل الاعلام (والاساس الجزيرة) ضخمت بشكل مفزع عدد المشاركين في المظاهرات؛ وسائل الاعلام (ولا سيما العالمية) التي صورت تونس قبل الاحداث كوطن الحرية والتقدم العربي، ومبارك كحاكم معتدل ومحب للسلام، جعلتهما بين ليلة وضحاها دكتاتوريين ظلاميين ومتعطشين للحكم؛ وسائل الاعلام (ولا سيما الاسرائيلية) تجاهلت تماما مظاهر اللاسامية الشديدة التي كانت في أوساط المتظاهرين؛ ووسائل الاعلام بأسرها جعلت المتظاهرين متطلعين للديمقراطية والتقدم، وان الحرية فقط هي أمام ناظريهم، في ظل تجاهلها لانماط العمل والشعارات التي يرفعونها. كما أن هذه كانت الاستراتيجية الواضحة للاخوان المسلمين، الذين بقوا خلف الكواليس.
ما حصل في مصر ليس ثورة اجتماعية. مصر، مثل العالم العربي بأسره، تجتاز ثورة اخرى: تحطم حاجز خوف الجماهير من النظام. هذه ثورة هائلة بمعانيها بالنسبة لسلوك الانظمة. ولكن حتى هنا. في مصر وقع انقلاب عسكري داخلي برئاسة طنطاوي، الذي سعى الى منع مبارك من توريث الحكم الى ابنه جمال. صراعات القوى هذه، التي دارت داخل النخبة العسكرية خلف الكواليس، بلغت النضج الى جانب المظاهرات الجماهيرية.
الجيش قرر تنفيذ انقلابا داخليا و "المجلس الاعلى للقوات المسلحة" في مصر برئاسة وزير الدفاع طنطاوي يوجد الان "في انعقاد دائم" مثلما في وقت الحرب، لادارة شوؤن مصر. هذا بالضبط ما يحصل ايضا في تونس. من نظام مدني فاسد، أخذ الجيش صلاحيات الحكم.
رجاءا لا تخطئوا. الجيش في مصر سيعد للانتخابات العامة، بل وستكون ايضا انتخابات للرئاسة. وسيفرض النظام وسيعيد الحياة الى مسارها. ولكن من يتوقع مظاهر الديمقراطية والحريات، لا يفهم الواقع. الجيش لن يسمح للاخوان المسلمين بالانتصار، وهم سينتصرون اذا ما كانت حقا انتخابات حرة حسب قواعد الديمقراطية الغربية، وهم سيقيمون في مصر صيغة سنية لايران. في أفضل الاحوال، الجيش سيسمح للاخوان المسلمين بان ينوال 20 في المائة من الاصوات، التي كانوا حصلوا عليها في الانتخابات في 2005.
قادة الجيش في مصر يذكرون ما حصل لنظرائهم في ايران بعد ثورة الخميني، وهم لن يكرروا الخطأ الجسيم. نشوى رجال وسائل الاعلام لا تتطابق ابدا والواقع، بل هي مثابة تفكير تحركه الاماني المسيحانية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأملوا بالله عليكم الأسلوب الفوقي لهذه الدولة الخرقاء...وسياسيونا "العظماء" وتصرفاتهم "البلهاء":
ذكرت صحيفة يديعوت أن وزير العدل الأردني "حسين المجالي " , يواصل هجومه على إسرائيل و لم يتوقف عند أي خط أحمر , كما و صفها بأنها دولة معادية و إرهابية و ذلك بعد أن طالب باطلاق سراح " أحمد الدقامسة " و الذي قتل سبعة فتيات إسرائيليات في عام 1997 .
و وصفت الصحيفة هذه الهجمات بالمفرطة و الغير مبررة ضد إسرائيل وحكومتها ؛ و أضافت أن الوزير الأردني كان قد شارك في تظاهرة طالبت باطلاق سراح "دقامسة " و وصفه بالبطل و لا يستحق الإعتقال بل العكس إنه يستوجب العفو و أن ملك الأردن هو المخول بالتوقيع على ذلك .
و تجدر الإشارة أن " الدقامسة " قد حكم عليه بالسجن الفعلي لمدة (25) عاماً في حينه .
هذا و قد أثارت هذه التفوهات حفيظة الساسة في إسرائيل حيث تم إستدعاء القائم بأعمال السفير الأردني في إسرائيل " فايز ضيف الله " إلى جلسة تأنيب و عتاب و مطالبة الحكومة الأردنية بالإعلان صراحة عن عدم إطلاق سراح " الدقامسة " و أنه يستمر في قضاء محكوميته .
من جانبه قام السفير الإسرائيلي في عمان بتقديم رسالة إحتجاج رسمية لمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الأردنية حول الأمر
السلام عليكم
رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله التي هدد فيها باحتلال الجليل في أي مواجهة عسكرية مقبلة مع إسرائيل, وقال "إن من يختبئ في الملاجئ يجب أن يبقى فيها".
وأضاف نتنياهو -وقد بدت على ملامحه علامات الاستفزاز- خلال كلمته أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة المنعقد في القدس, قائلا "يوجد لدي أخبار يجب أن أقولها لكم إن حزب الله لن يحتل الجليل, وعلى حسن نصر الله ألا يشكك في قوة إسرائيل أو قدرتها على حماية نفسها, لدينا هنا حكومة صلبة وجيش قوي وشعب موحد".
وتابع نتنياهو "إن واجهتنا هي السلام مع كل جيراننا, والجيش جاهز لحماية الشعب بكل قوة أمام كل الأعداء".
كما تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمته إلى الزلزال السياسي الذي يجتاح الشرق الأوسط في أعقاب ثورتي تونس ومصر, وقال "إن الزعماء في إيران والدول الغربية غير معنيين بمستقبل مشابه لما يحصل في مصر, إنهم يريدون مصر أن تتوجه نحو السلام والازدهار مع دخولها القرن الواحد والعشرين".
وأضاف "لا أحد يعرف مستقبل مصر لا في واشنطن ولا في طهران, ونحن نريد أن يعرف كل مواطن مصري أن إسرائيل ملتزمة بالسلام, ونحن هنا نتذكر القتلى ومصافحة السادات التي حولته من عدو إلى شريك في السلام".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رياح التغيرات بالمنطقة تعصف بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية وتقلقها مما هو قادم
كشفت صحيفة معاريف أن الأحداث الأخيرة التي وقعت في الدول العربية تسببت في قلق واضح وعميق لدى رؤساء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الأمر الذي أدى بهم إلى الاستعداد لمواجهة واقع جديد ومجهول.
وأفادت الصحيفة أن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست "شاؤول موفاز"عقد اجتماعاً خاصاً ظهر اليوم الأربعاء من أجل الوقوف عن كثب لما يحدث من تغيرات وتطورات في الشارع العربي وكيفية الاستعداد لتلك التغيرات الحاصلة في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن موفاز قوله : "إن هذه التغيرات تشكل تحذير استراتيجي للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية خاصة ولإسرائيل عامة بسبب ما هو قادم"، مضيفاً "أن اتفاقية السلام مع مصر هي هدف من الدرجة الأولى ومصلحة لكلا البلدين"، كما أثنى موفاز على موقف الجيش المصري والذي اعترف من حيث المبدأ بمعاهدة السلام بين البلدين.
واوصل القول: "إن ما يحدث في المنطقة الآن من شأنه أن يغير سلبياً عملية توازن القوة المعروفة في الشرق القاسط"، مضيفاً "إن ما نعتبره إجراء ديمقراطي للتغيرات الحاصلة في المنطقة كما حدث في تونس قد يتمخض عنه في نهاية المطاف سيطرة الإخوان المسلمين وقوات متطرفة أخرى في مصر وغيرها".
من الجدير بالذكر أن وفاز شدد في نهاية الاجتماع على ضرورة استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين قبل فوات الأوان، مبرراً ذلك بان المنطقة تتجه نحو مواجهة وان إسرائيل لن تستطيع أن تقف عاجزة ومكتوفة الأيدي وإلا ستجد نفسها أمام بدائل تشكل خطراً على وجودها.
يشار إلى تصريحات موفاز جاء خلال اجتماع أعضاء ثلاثة لجان أساسية منبثقة عن لجنة الخارجة والأمن ولجنة الاستخبارت ولجنة تتعلق بالأمن القومي، وقد تلقى الجميع تقرير مفصل من مسؤولين في الأمن القومي يتعلق بالأحداث التي وقعت مؤخراً في الدول العربية (تونس، مصر).
السلام عليكم
إسرائيل ترحب باستخدام واشنطن "الفيتو" ضد مشروع قرار إدانة الاستيطان
استخدمت الولايات المتحدة الليلة الماضية حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع قرار فلسطيني طُرح على مجلس الأمن الدولي يقضي بإدانة الاستيطان الإسرائيلي ويدعو إلى وقفه كلياً باعتباره غير شرعي. أما باقي أعضاء مجلس الأمن فأيدوا مشروع القرار.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان مشروع القرار الفلسطيني كان من شانه ان يؤدي الى تشديد مواقف الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وابعادهما عن عملية التفاوض. واضافت المسؤولة الامريكية مع ذلك ان واشنطن ترفض بشدة شرعية مواصلة النشاط الاستيطاني الاسرائيلي.
واعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تقديرها لفرض (الفيتو) الامريكي على مشروع القرار الفلسطيني الذي طرح على مجلس الامن الدولي الليلة الماضية ويقضي بادانة الاستيطان الاسرائيلة. واكد الناطق بلسان وزارة الخارجية ان اسرائيل ملتزمة بعملية السلام مع جميع جيرانها بمن فيهم الفلسطينيون وان الحوار المباشر هو الطريق الوحيد لتسوية النزاع في المنطقة. واضاف الناطق ان المسافة بين القدس ورام الله قصيرة ويجب على الفلسطينيين العودة الى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة.
وجاء في بيان اصدره ديوان رئاسة الحكومة ان اسرائيل معنية بايجاد حل من شأنه ان يضمن تحقيق الطموحات الشرعية الفلسطينية في اقامة دولة من جهة والاحتياجات الامنية الاسرائيلية من جهة اخرى.
وعقب الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على فرض الفيتو الامريكي على مشروع القرار الفلسطيني وقال ان الفيتو الأميركي لن يخدم عملية السلام بل سيزيد الامور في الشرق الاوسط تعقيدا وسيشجع إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان والتهرب من استحقاقات السلام.
وفي لندن حث وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني على استئناف عملية التفاوض في اسرع وقت ممكن واوضح ان بلاده ايدت مشروع القرار الفلسطيني نظرا لان المستوطنات تشكل عقبة في طريق تحقيق السلام. واضاف الوزير هيغ انه يجب على اسرائيل والفلسطينيين عدم السماح للاحداث في المنطقة بالتأثير على الجهود المبذولة لايجاد حل دائم وعادل للنزاع بين الطرفين.
ابو العبد
20-02-2011, 02:14 AM
السلام عليكم
إسرائيل ترحب باستخدام واشنطن "الفيتو" ضد مشروع قرار إدانة الاستيطان
استخدمت الولايات المتحدة الليلة الماضية حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع قرار فلسطيني طُرح على مجلس الأمن الدولي يقضي بإدانة الاستيطان الإسرائيلي ويدعو إلى وقفه كلياً باعتباره غير شرعي. أما باقي أعضاء مجلس الأمن فأيدوا مشروع القرار.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان مشروع القرار الفلسطيني كان من شانه ان يؤدي الى تشديد مواقف الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وابعادهما عن عملية التفاوض. واضافت المسؤولة الامريكية مع ذلك ان واشنطن ترفض بشدة شرعية مواصلة النشاط الاستيطاني الاسرائيلي.
واعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تقديرها لفرض (الفيتو) الامريكي على مشروع القرار الفلسطيني الذي طرح على مجلس الامن الدولي الليلة الماضية ويقضي بادانة الاستيطان الاسرائيلة. واكد الناطق بلسان وزارة الخارجية ان اسرائيل ملتزمة بعملية السلام مع جميع جيرانها بمن فيهم الفلسطينيون وان الحوار المباشر هو الطريق الوحيد لتسوية النزاع في المنطقة. واضاف الناطق ان المسافة بين القدس ورام الله قصيرة ويجب على الفلسطينيين العودة الى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة.
وجاء في بيان اصدره ديوان رئاسة الحكومة ان اسرائيل معنية بايجاد حل من شأنه ان يضمن تحقيق الطموحات الشرعية الفلسطينية في اقامة دولة من جهة والاحتياجات الامنية الاسرائيلية من جهة اخرى.
وعقب الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على فرض الفيتو الامريكي على مشروع القرار الفلسطيني وقال ان الفيتو الأميركي لن يخدم عملية السلام بل سيزيد الامور في الشرق الاوسط تعقيدا وسيشجع إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان والتهرب من استحقاقات السلام.
وفي لندن حث وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني على استئناف عملية التفاوض في اسرع وقت ممكن واوضح ان بلاده ايدت مشروع القرار الفلسطيني نظرا لان المستوطنات تشكل عقبة في طريق تحقيق السلام. واضاف الوزير هيغ انه يجب على اسرائيل والفلسطينيين عدم السماح للاحداث في المنطقة بالتأثير على الجهود المبذولة لايجاد حل دائم وعادل للنزاع بين الطرفين.
الفيتو الامريكي على مشروع قرار ادانة الاستيطان هو توريط لحكومة اسرائيل اكثر فاكثر
بهذا القرار سيبقى نتنياهو عالق على قمة الشجرة دون ان تقدم له امريكا سلم النجاة مع انه بامس الحاجة للنزول عن شجرة التعنت وبخاصة مع التغيرات السياسية والمتسارعة في المنطقة
افشال مشروع القرار سيعجل في اسقاط محمود عباس وتعزيز موقف حماس
ابو العبد
24-02-2011, 09:01 AM
الفيتو الامريكي على مشروع قرار ادانة الاستيطان هو توريط لحكومة اسرائيل اكثر فاكثر
بهذا القرار سيبقى نتنياهو عالق على قمة الشجرة دون ان تقدم له امريكا سلم النجاة مع انه بامس الحاجة للنزول عن شجرة التعنت وبخاصة مع التغيرات السياسية والمتسارعة في المنطقة
افشال مشروع القرار سيعجل في اسقاط محمود عباس وتعزيز موقف حماس
هآرتس: انضمام أوباما لـ"ليكود"؟!
الفيتو الأميركي يضرّ بإسرائيل ومصالحها!
ها هو أوباما ينضم لحزب الليكود، ويختار جناح الصقور فيه، وليس جناح الأغلبية، يتموضع بين الصقرين :تسبي هورفيتش وداني دانون.
إن الفيتو الذي أمر به أوباما ليمنع إدانة الاستيطان الإسرائيلي، هو أول فيتو في عهده، فيتو يحطم الأمل، ويدعم المستوطنين وحدهم.
إن تبريرات سفير أميركا في الأمم المتحدة، السيدة سوزان رايس، ليست مقبولة، كما أن الإطراء الذي قوبل به الفيتو من رئيس الوزراء، يُعتبر عداءً مطلقا لإسرائيل وأميركا.
لقد قال أوباما: نعم للاستيطان، مما سيعزز مؤسسات الاستيطان التي تشوِّه وجه إسرائيل.
وجاء الفيتو في وقت تهب فيه رياح التغيير في الشرق الأوسط، ويجيء مناقضاً لأصوات أميركا نفسها التي تدعم التغيير، فهي بدلا من ذلك تقوم بدعم بناء المستوطنات.
أميركا لم تعد هي الدولة المنشودة في الشرق الأوسط، وإسرائيل المنبوذة أيضاً وجدت الدعم من أميركا فقط!
يجب على الإسرائيليين أن يجيبوا عن السؤال:
أهكذا نحن سنظل وحيدين متهمين، مسخرين لخدمة شركات الاستيطان عديمة الجدوى، فهل تستحق المستوطنات ما ندفعه فيها من أثمان؟!
إننا لن نستطيع أن نختفي إلى الأبد خلف منظومة صواريخ القبة الحديدية.
إسرائيل التي يدينها العالم تسير بفرح في طريقها،فهل فقدتْ بوصلتها؟
أم أنها ستُترك لمصيرها؟!
فيتو يضرّ بإسرائيل ومصالحها؟!
إن هذا الفيتو يضرُّ بإسرائيل ومصالحها، ويدفعها لمواصلة طريقها الخاطئ.
يجب أن يفهم الأمريكيون بأن الاستيطان عقبة، يستحق الإدانة، فالقوة العظمى مطلوبٌ منها أن تصنع السلام، في الوقت الذي يثور فيه العرب على قياداتهم ضد أميركا وإسرائيل، فكان مطلوبا تغيير قواعد اللعبة القديمة، وتغيير الدعم الآلي للمستوطنات!
وكان يجب على الأصدقاء الأمريكيين إشفاء إسرائيل من إدمانها، بدلا من استخدام الفيتو.
إنه فيتو جديدٌ آخر، وكأن شيئا لم يتغير، وكأن أوباما هو جورج بوش، فلا اختلاف بينهما، وجاءتْ كلمة سوزان رايس مُضلِّلة، لأن العقبة أمام المفاوضات هي المستوطنات.
جاء الفيتو في وقت غير عادي في وقت غليان البركان في المنطقة، فلو كانت هناك حكومة إسرائيلية مسؤولة، لكانت أوقفت الاستيطان، ليس لإبعاد النار عن إسرائيل، ولكن للحصول على اتفاق حقيقي.
وإذا افترضنا أن أمريكا هي السوبرمان، فكان يجب عليها أن تصوت إلى جانب القرار في يوم الجمعة 18/2/2011 لتوقظ إسرائيل من غفوتها، وبدلا من ذلك حصلنا على فيتو كارثي من واشنطن، قابلته احتفالات فرح في القدس، ستنتهي بكارثة للطرفين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم: د. دافيد بقاعي
محاضر في معهد العلوم السياسية في جامعة حيفا« معاريف »:
تقوى العاصفة في العالم العربي.
إن ما بدأ في تونس وانتقل الى مصروليبيا ينتشر مثل انتشار النار في الهشيم في العالم العربي كله، ويهدد بجر الشرق الاوسط الى عصر آخرمن العنف وعدم الاستقرار السياسي.
وبخلاف الماضي ينبع العنف من مصدر جديد غير معروف في السياسةالعربية ألا وهو السكان. فقد تبين للسكان انهم يملكون شيئا جديدا لم يعرفوه قط ولم يستعملوه وهو القوةالسياسية. يجري على العالم العربي تغيير جوهري ربما يكون ثورة: لقد خرج المارد من القمقم كُسر حاجز خوف الجماهير من نظم الحكم والحكام.
ينبغي ان نفهم الظاهرة من منظار تاريخي: إن السياسة العربية قد صاغت شخصية ذات سلطة، الحياة الجماعية فيها هي المركز، والفردية معيبة، وكذلك ايضا تصورات "الأنا"بازاء السلطة. قوّى صعود الاسلام هذه الاتجاهات بحيث أعطاها الشرعية الدينية.
إن الاستسلام والخضوع المطلقين لله هما المركز، والاخلاص للدين وللمؤمنني يغطي على كل اخلاص آخر، وذلك بخالف التصورالغربي عن أن الانسان هو في المركز وأن سلطة العقل في المركز.
إن الجيش هو عامل ال قوة الأهم في السياسة العربية سواء كان ذلك نظاما عسكريا مباشرا، أو نظاما ملكيا يكون الجيش فيه دعامة نظام الحكم وينهار النظام من غيره )ايران 1979 ،
والسودان 1989 ، وتونس 2011 (. إن المعارضة الوحيدة، وهي غير شرعية على نحو عام، هي الحركات الاسلامية.
خاف الانسان العربي طوال حياته من قوة السلطة العنيفة، ورأى السياسة"داء دويا" ينبغي الامتناع عنه.
وهذه ظاهرة تاريخية تتصل بخضوعه السياسي )اذا استثنينا "اضطرابات الخبز"( وكانت أسسها اجتماعية -دينية.
لم تكن أحداث الشغب التي بدأت في تونس تختلف عن أحداث شغب الخبز الكثيرة التي وقعت في عشرات السنين في الدول العربية وأثارت مطالب العمل ايضا. بيد انه حدث هنا شيء لم يفكروا فيه ومن المؤكد انهم لم يقصدوا احرازه: سقط النظام
وتبين للسكان العرب فجأة انهم يملكون قوة سياسية؛ وأن نظم الحكم العربية هي التي تخاف من الجماهير لا العكس؛ وأن وسائل الاعلام العالمية تعزز قوتهم ببثها ذلك في جميع أنحاء العالم تحت
عنوان النضال من اجل الحريات.
لا يستطيع أي نظام حكم عربي أن يرى نفسه منيعا من تأثيرات الاضطرابات، في ثلاثة اتجاهات رئيسة: اولا، الفوضى الخالصة. هذه هي القوة المُسكرة التي ظهرت فجأةعند الجماهير، وتُستعمل مثل حافزيدفع نحو اعمال احتجاج. إن أجيال القمع والاستسلام تنطلق في قوى جبارة معارضة لا مؤيدة بالضرورة. إن رفع النعل في مواجهة الحاكم ظاهرة ثقافية جوهرية ذات تأثيرات كبيرة.
وثانيا، سعي دول اخرى الى تأجيج الجماهير، وثالثا - وهذه هي الظاهرة المركزية الأهم - نشاط حركات الاخوان المسلمين لضعضعة النظم من الداخل وإسقاطها.
كيف سينتهي هذا؟ اذا لم يستعمل الجيش كل قوته لقمع الجماهير، وهو شيء سيصعب عليه اليوم في ضوءالانكشاف الاعلامي وت دخل الجهاز الدولي، وهذا هو الشرط، فانه يمكن الحديث عن تبدل نظم الحكم - لا نحو مسار التحول الديمقراطي بل الى نظم حكم اسلامية متطرفة، قد تجعل الواقع أشد سوءا، وتفضي الى حروب داخلية عنيفة والى حروب اقليمية.
يتبين الجهاز الدولي الآن ان السياسة العربية فوضوية في أساسها وان النظام السياسي لم يتم احرازه إلا بعنف نظم الحكم المتسلطة. وقد بدأ كل شيء ينتقض الآن.
السلام عليكم
"الكلب الضال" لا يزال ينبح.
..بقلم آفي يسسخروف - هآرتس
ستة أسابيع مرت منذ فر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من بلاده ووجد ملجأ في السعودية. بالاجمال 42 يوما، تجسد فيها شرق اوسط مغاير. رؤساء وحكام حكموا على مدى عشرات السنين اطيح بهم، حكومات حلت وملايين المواطنين العرب خرجوا الى الشوارع لفهمهم القوة الهائلة التي في ايديهم. هذا الاسبوع انتجت معظم العناوين الرئيسة الزعيم الليبي معمر القذافي، الاقدم بين حكام المنطقة. ولكن يوم الاربعاء بدا أن منظمات الارهاب في غزة، حماس والجهاد الاسلامي تحاول ايقاظ الجبهة بين غزة واسرائيل بعد بضعة اسابيع من الهدوء.
حادثة على حدود القطاع أدت الى اطلاق صواريخ جراد نحو بئر السبع، لاول مرة منذ رصاص مصبوب. المنظمة التي اطلقتها فهمت جيدا بان سقوط الصواريخ في قلب حي سكني، من شأنه ان يجر رد فعل اسرائيلي. ولما كان ليس لحماس مصلحة في التصعيد وفي ضوء العلاقات الوثيقة بين الجهاد وطهران، هناك امكانية أن تكون اياد ايرانية تقف خلف الخطوة.
يحتمل أن يكون النظام في طهران يسعى الى الامساك بالحبل من طرفيه: ان يقمع الاحتجاج في الداخل وان يضعضع الوضع في المنطقة. طهران اطلقت ايضا سفينتين حربيتين للمرور في قناة السويس وذلك لخلق استفزاز. ولعل هذا ايضا هو سبيل لمواجهة المعارضة الداخلية.
فارون
مساء يوم الثلاثاء القى العقيد القذافي من داخل منزله القديم في باب العزيزية الذي قصفته طائرات سلاح الجو الامريكية في 1986. كان هذا خطابا هاذيا. لرجل سواء عقله موضع شك، ويبدو انه تنكر لامكانية ان يكون حكمه قريب من نهايته. فقد هدد المرة تلو الاخرى بان يقود ليبيا الى حمام دماء بعد أن قتل رجاله حتى تلك اللحظة مئات الاشخاص.
القذافي شهد في اثناء حكمه محاولات تمرد (محاولة اغتيال في 1993) ومواجهات مع متظاهرين (في 1996) . الاسلام الراديكالي رأى فيه عدوا، والرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريغن وصفه بـ "الكلب الضال" وجيش الولايات المتحدة قصف قصره.
ولكن هذا الاسبوع وقف حاكم ليبيا امام أكبر تحدٍ يشهده. في وقت اغلاق هذا العدد سيطرت قواته على طرابلس فقط. بينما باقي مناطق الدولة سقطت في يد المعارضة. ألوية كاملة (مثل اللواء الخامس وقيادة "الجبل الاخضر") فروا الى معارضي النظام ووحدات عسكرية سلمت سلاحها للمواطنين وللميليشيات المسلحة. قبيلتا الزاوية والرفولة انضمتا الى المعارضة. وفقد السيطرة على شرقي ليبيا، في مقاطعة قرنيقة وعاصمتها بنغازي، المدينة الاكبر الثانية في حجمها في ليبيا، في صالح مجموعات غير منظمة بدأت تنظف الشوارع وتوجه حركة السير.
كما وصلت المعارك الى غربي ليبيا، حيث سيطرت قوات المعارضة على المدن الكبرى، الزاوية ومسورطة، وبالطبع العاصمة طرابلس. اذا لم يكن هذا بكاف، فصباح يوم الاربعاء استقال وزير داخليته، الجنرال عبدالفتاح اليونس العبيدي، المسؤول عن قوات الامن الداخلي، وانضم الى المعارضة.
50 في المائة نساء
القذافي، الذي يعتبر زعيما ذا عادات غريبة، ولد في حزيران 1942 لعائلة بدوية في شمالي ليبيا. في سن 21 انضم الى الاكاديمية العسكرية في بنغازي وفي سن 24 كان ضابط اتصال في الجيش الليبي. بعد نحو ثلاث سنوات، في سن 27، قاد مجموعة من الضباط لانقلاب عسكري ادى الى اسقاط الملك ادريس في ليبيا. واستولى "مجلس قيادة الثورة" على الحكم وكان على رأسه المقدم القذافي، الذي رفع نفسه الى درجة عقيد.
البروفيسورة يهوديت رونين من جامعة بار ايلان، المحاضرة والباحثة في الشؤون الليبية، تقول ان المقدم الشاب قاد الانقلاب باحساس بالقدرة على احداث تغيير. وفي محيطه كانت غير قليل من الانقلابات في العالم العربي، هزيمة 67 كانت لا تزال تحوم في سماوات الشرق الاوسط ويحتمل أن يكون استمد الالهام من سيطرة محمد جعفر النميري على السودان في ايار 1969، قبل بضعة اشهر فقط من الانقلاب في ليبيا.
خلافا لصورته كغريب الاطوار، نجح القذافي في أن ينفذ عدة مشاريع مثيرة للانطباع كما تقول رونين. "في ليبيا تعمل اليوم نحو عشرة مطارات مدنية، شقت شبكة محترمة من الطرقات، اقيمت فنادق وتوجد صناعة نفط متطورة. وقد اقام نهرا اصطناعيا ونقل المياه من مخزونات تحت ارضية الى شمالي الدولة، حيث يتركز نحو 80 في المائة من سكان الدولة. الجهاز الصحي هو من الاجهزة الاكثر تطورا في شمالي افريقيا، وفي ليبيا معدل العارفين للقراءة والكتابة بين الاعلى في هذه المنطقة. جهاز التعليم العالي بات وفيرا للكثيرين واكثر من 50 في المائة من الطلاب في الجامعات هن نساء".
وقد خلق تراصا وطنا في مكان لم يكن فيه هذا من قبل، تشرح رونين. "حتى صعود القذافي سارت الدولة حسب منظومات قبلية ادارت شؤونها بشكل مستقل، وقد أخذ في تفكيك هذه الاطر في محاولة لصرف الولاء الى الحكم والى النظام. ومنح رؤساء القبائل المكانة والمال، نصيب من الكعكة. وبالتوازي، منع شخصيات مختلفة في الجهاز السلطوي في ليبيا من التثبت في مواقع اساسية وجعلهم يتنقلون بين المناصب. اضافة الى ذلك، لم يتردد القذافي من استخدام كل الوسائل لضرب المعارضة". وحسب اقوالها، فان هذه الطريقة نجحت بشكل كبير حتى الحراكات الاولى، التي بدأت في الثمانينيات.
في السنوات الاولى من حكمه اعتبر مؤيدا متحمسا لايديولوجيا الوحدة العربية وحاول مرات عديدة الوصول الى توحيد قومي مع دول اخرى. وفي مفاهيم معينة يحتمل ان يكون رأى نفسه خليفة للرئيس المصري جمال عبدالناصر، الذي كان بطله.
في العام 1976 نشر مذهبه الفكري في الكتاب الاخضر. طريقة الحكم في ليبيا وصفها بانها "سلطة الشعب" هذه اشتراكية اسلامية تجمع بين المبادىء الدينية (منع القمار وبيع الكحول) وبين دولة الرفاه التي تدعم السكن والمواصلات العامة وتقدم خدمات تعليم وصحة مجانية، ولكن تحظر الاتحادات المهنية والاضرابات.
وقد كان هذا ممكنا بفضل الارباح التي حققتها الدولة من صناعة النفط: نحو 50 مليار دولار في السنة، الامر الذي لم يمنع بطالة بمعدل نحو 30 في المائة. وحسب رونين، فان مؤسسات الحكم العامة عملت في ليبيا ظاهرا فقط، مثل الحكومة، التي يسميها "لجنة الشعب العامة"، وبرلمان عديم كل صلاحيات. وهي تقول انه "كان يقرر وهم كانوا يصادقون. عمليا من ادار شؤون ليبيا كانت اللجان الثورية التي تشكلت من الشبان المتزمتين الذين ايدوا افكار الثورة".
فضلا عن ذلك، تقول، كان للقذافي كاريزما، ثقة بالنفس وقدرة على التمسك بالهدف. "ليس نزيها محاكمته في النقطة الاسفل في حياته"، تقول. "الرجل عرف كيف يدخل الى الناس الاحساس بان لديهم ما يتوقعونه، وان هناك معنى لحياتهم. كانت له غير قليل من الايام الطيبة التي كان يمكنه فيها ان يبحث أثره في محيطه، وان يحدد اهدافا وان يعرضها كغايات للشعب الليبي".
بعد سنوات ساعدت فيها ليبيا كل منظمة معروفة او معروفة أقل، قرر القذافي تغيير صورته. وقد بدأ هذا في الحرب العنيدة التي ادارها ضد الاسلام المتطرف في ليبيا وانتصاره عليها في التسعينيات. بل انه ندد بالعمليات في الولايات المتحدة في ايلول 2001.
في العام 2003، بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق، أعلن بانه أوقف برنامجه لانتاج اسلحة الدمار الشامل وانه يوافق على الرقابة الوثيقة من الامم المتحدة. في اعقاب هذا الاعلان رفعت العقوبات الاقتصادية عن ليبيا وتحسنت مكانتها في الاسرة الدولية.
في اذار 2004 زار رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير ليبيا والتقى معه وبعده وصل الى ليبيا زعماء غربيون آخرون، التقوا القذافي. السفير البريطاني في ليبيا، انطوني لايدن، شرح في حينه التغيير في سياسة القذافي برغبته في تحسين الوضع الاقتصادي الذي ترك الكثيرين بين الشباب بلا مصدر رزق. يحتمل ان التغيير كان اقل مما ينبغي ومتأخر اكثر مما ينبغي. اولئك الشبان العاطلون عن العمل بدأوا المظاهرات في قرنيقة في 17 شباط.
يوجد احتياط
لا سبب في أن تثير الحرب الاهلية في ليبيا قلقا أمنيا فوريا في اسرائيل. الخوف يكمن في الاثار بعيدة المدى لتفكك ليبيا على المكافحة الدولية ضد الارهاب. فالمعارضة (مثلما في مصر وتونس)، لا توجد قيادة معروفة ومن الصعب التخمين من سيخلف القذافي. فالدولة من شأنها ان تجد نفسها متورطة في حروب قبلية تجعلها مدينة لجوء لمحافل الجهاد العالمي.
سايمون هندرسون، باحث من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى، كتب هذا الاسبوع يقول انه منذ الحرب في العراق في 2003، توجد ليبيا في المكان الثاني في "تصدير" نشطاء الارهاب الى العراق، بعد السعودية. الكثيرون منهم وصلوا من مدينة درنا في قرنيقة. في الدولة توجد منذ الان بنية تحتية "للجهاد العالمي"، وفقط في الايام الاخيرة أعلن سكان بلدة البيضاء، المجاورة لدرنا انهم اقاموا في المكان خلافة اسلامية.
وتدعي رونين بان ليبيا بالفعل ستتغير بعد القذافي، ولكن السكان والبنى التحتية والخصال الاقتصادية لن تتغير. وهي تعتقد بانه "في المنظومة القائمة ايضا يوجد غير قليل من الاشخاص المؤهلين، التكنوقراطيين، رجال الامن او الدبلوماسية، الذين كانوا في مركز اتخاذ القرارات وسيشكلون احتياطا قياديا عندما ينصرف القذافي".
في هذه الاثناء أثر الثوران يؤثر ايضا على الساحة القريبة لاسرائيل. في الاردن أعلن هذا الاسبوع الاخوان المسلمون عن استئناف المظاهرات ضد النظام وفي اوساط منظمات المعارضة طرح مطلب نزع الصلاحيات لتشكيل الحكومة من يد الملك وحل البرلمان. ورويدا رويدا تكثر المؤشرات على أن في السلطة الفلسطينية يفكرون بجدية بحكومة وحدة مع حماس.
الحليف الاهم للسلطة، حسني مبارك، لم يعد في منصبه. كبار مسؤولي فتح والسلطة يئسوا من الامل في أن تخوض الولايات المتحدة حربهم وتقنع الاسرائيليين بوقف البناء في المناطق. تخوف فتح من المظاهرات ضد حكم رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) ادى بها الى ان تعلن عن انتخابات عامة وبلدية في غضون نصف سنة.
رغبة السلطة في تهدئة الجمهور الفلسطيني يمكنها ايضا ان تشرح غضب فتح في بداية الاسبوع وحرق الاعلام الامريكية. بهذا المفهوم، فان الرئيس الامريكي براك اوباما، صنع خيرا لابو مازن عندما استخدم الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع قرار بشجب البناء في المستوطنات. فجأة ابو مازن وفتح يتخذان صورة الابطال الفلسطينيين الذين لا يستسلمون للضغط الامريكي ويصرون على "الحقوق الفلسطينية". يحتمل أن يشهد الامر ايضا على الشكل الذي ينظر فيه اليوم الى الادارة الامريكية في اوساط قيادة السلطة: ضعيفة، مشوشة وبالاساس عديمة التأثير على اسرائيل.
يوئيل ماركوس - هآرتس
يجب علينا النزول عن المنصة
وعدنا الرئيس شمعون بيرس، وهو متفائل جدا، بشرق اوسط جديد. بل انه تنبأ بأن يأتي يوم تصبح فيه غزة سنغافورة الشرق الاوسط. وهو الذي شجع اول مرة حلف المصالح الأمنية بين تركيا العلمانية واسرائيل. وآمن مثل كثير منا انه ما ظل مبارك في الحكم فسيستمر اتفاق السلام. وكان على ثقة ايضا بأن ابن مبارك الفاسد سيتابع نهج أبيه. إن مليارات الدولارات من المساعدة الامريكية لا تسير على الأقدام.
علمنا ايضا، أن الاخوان المسلمين تهديد للسلام، لكن مبارك سكّن جأشنا، أو جأش فؤاد بن اليعيزر على الأقل بقوله انهم أقلية متحكم فيها. لم يفكر أحد في قوة العاطلين عن العمل والجياع في مصر، وفي عشرات الآلاف من الطلاب الذين أنهوا دراستهم ولم يجدوا عملا. وفي المس بحرية الفرد وفي الجهاز الحاكم الفاسد الذي يعيش على الخزانة العامة، في الأساس. لم ينطقوا في قصر الرئيس بالجملة الشهيرة: اذا لم يوجد خبز فليأكلوا الكعك. ففي مصر، كما في فرنسا، أراد الشعب أكثر من الكعك.
قال رئيس الموساد السابق، افرايم هليفي، في المدة الاخيرة، إن الثورات لا تعلن سلفا بمجيئها. وحتى تلك التي تُحاك ببطء – مثل انفصال تركيا عن ميراث أتاتورك العلماني. إن سلسلة اعمال الشغب التي بدأت في تونس انتشرت مثل وباء مُعدٍ من دولة الى دولة. وفي حين يحتل العالم المتنورَ ودول اوروبا مهاجرون مسلمون رويدا رويدا، وترانا امريكا اوباما أصل كل سوء وفشل في المنطقة، وقعت عليهم الضربة التي لم يتنبأوا بها وهي انتشار الثورات من دولة الى دولة في منطقتنا مثل فيروس مفترس. إن من سلم للقذافي بسبب نفطه الفاخر ووعده بألا يمارس الارهاب بعد – فلا يعجب اذا ما استيقظ بحسب المثل الشهير والى جانبه قاتل في سريره.
إن ما يحدث "في الشرق الاوسط الجديد" هو صدام بين نظم حكم من القرن الماضي وقواعد الديمقراطية الحالية. تستطيع الولايات المتحدة ان تُرتل ترتيلا شديدا الحاجة الى الحكم الديمقراطي. كلام جميل، لكن هل ينطبق مثلا على السعودية؟ إن القمة الحاكمة في الرياض كلها قد تجاوزت منذ زمن سن الشيخوخة ويُرى في الأفق نضال عن الحياة والموت بين مئات الأبناء والأحفاد الذين سيطالبون بالتاج.
اعترف رئيس حكومة بريطانيا، ديفيد كامرون، اثناء زيارته الى الكويت بأن العالم الديمقراطي اخطأ ويخطيء بتأييده للمستبدين. فقد أقنعه زعماء الاسلام هو والغرب بأن الحكم الديمقراطي لا يلائم التراث العربي والشريعة الاسلامية.
إتكلت اسرائيل على الرئيس مبارك الذي حافظ على علاقات السلام، من غير حب في الحقيقة، لكن مع الحرص على الوفاء بجميع تفاصيل الاتفاق. ليس مؤكدا انه تم الحديث معه ذات مرة في سؤال ماذا سيكون بعده. إتكلت اسرائيل عليه كما تتكل على ملك الاردن عبد الله. لكنني لست على ثقة بأن ملك الاردن لا يتناول حبة منومة قبل ان يمضي للنوم. يستطيع ابن الحسين كما كان الحال في ايلول الاسود، حينما منعت اسرائيل غزو سوريا للاردن، أن يعتمد على اسرائيل في حالة انتفاضة الشارع الفلسطيني في بلاده.
إن قرار النقض الامريكي الاول لاوباما في مواجهة التنديد باسرائيل في الامم المتحدة قد يكون آخر قرار نقض له. فالعداوة العالمية التي تم التعبير عنها في ذلك التصويت لن تُمكّن اسرائيل من استعمال القوة. عندما نشبت الانتفاضة الاولى في 1987، اقترح اللواء باركوخفا استعمال الدبابات بدل الهراوات والدروع. وبسبب ما يحدث الآن في المحيط، لن يمنح اوباما اسرائيل حرية العمل لاستعمال القوة لا على ايران ولا اذا نشبت، والعياذ بالله، انتفاضة داخلية بين مليون ونصف من عرب اسرائيل.
يجب على حكومة اسرائيل، التي لم ترَ من متر واحد ما يوشك أن يحدث في منطقتنا أن تنزل عن المنصة لتكون مراقبة متنحية وان تعالج الامر المهم وهو كيف نتوصل في أسرع وقت لوضع لا نكون فيه الدولة الوحيدة في العالم من غير حدود دائمة والدولة التي ما تزال تحكم شعبا آخر. عليها قبل كل شيء كما أوصى الفريق اشكنازي في لجنة الخارجية والامن في الكنيست أن تُخرج سوريا من دائرة العداء. ليس من المؤكد ان ينجح هذا لكن يجب علينا ان نحاول.
ابو العبد
01-03-2011, 01:21 AM
إسرائيل: إيران وحزب اللّه يموّلان الاحتجاجات
اتهم مسؤولون إسرائيليون إيران وحزب الله بتوجيه الاحتجاجات في العالم العربي وتمويلها، متوقعين أن تصل موجتها إلى الأردن ولبنان، في وقت انتقدت فيه صحف عبرية صمت القيادة الإسرائيلية وعدم مبادرتها إلى طمأنة الرأي العام الداخلي حيال التسونامي الذي يجتاح الشرق الأوسط.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن «إسرائيل تتابع بقلق محاولات إيران وحزب الله والإخوان المسلمين التأثير في الأحداث»، وإن «الإسلام الراديكالي نشط جداً من وراء الكواليس ويساعد على تمويل وتوجيه جزء ممّا يبدو في التلفزيون أنه يشبه انقلابات ديموقراطية ضد أنظمة استبدادية».
وأضاف المسؤولون أنفسهم «برز خلال نهاية الأسبوع الماضي تصعيد في مستوى عنف التظاهرات في أنحاء العالم العربي». وتابعوا «مفعول الدومينو الذي يمر على العالم العربي لن يتوقّف عند ليبيا بل سيستمر ويصل إلى كل واحدة من دول المنطقة، وضمنها الأردن ولبنان».
وفي السياق، رأى السفير الإسرائيلي السابق في إيران ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية إبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان، أوري لوبراني، أن ثورات تونس ومصر وليبيا والاحتجاجات في دول عربية أخرى تؤدي إلى تعزيز قوة إيران. وقال للإذاعة العامة الإسرائيلية، أمس، «لقد نشأت معادلة مفادها أنه كلما تراجعت قوة الولايات المتحدة زادت قوة إيران»، متّهماً طهران بالوقوف وراء تحريك الاحتجاجات في اليمن والبحرين لأنها «تريد تحقيق إنجازات في هاتين الدولتين».
ومثلما هي الحال منذ بداية موجة الثورات الشعبية في العالم العربي، بقيت الصحف الإسرائيلية على مستوى عالٍ من المواكبة والتغطية للأحداث. وفي ما يعكس حالة القلق التي تنتاب الوسط الشعبي داخل إسرائيل من هذه الأحداث، وجّهت صحيفة «معاريف» أمس انتقاداً إلى القيادة الأمنية والسياسية الإسرائيلية طالبتها فيه بطمأنة الرأي العام وإشراكه في قراءتها للواقع وسبل الاستعداد له. وتحت عنوان «زعماء الصمت»، كتب يارون ديكيل، «لقد بات واضحاً الآن أن الشرق الأوسط يمر بثورة تاريخية لا تقل أهمية عن سقوط الشيوعية في شرق أوروبا قبل عشرين عاماً. ما يجري حولنا لم يعد يشبه الهزة الأرضية، بل هو حراك هائل للصفائح الجوفية. عيون العالم كلها مشدودة إلى المنطقة، وللأسف الشديد، فإن القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل اكتفت في الأسابيع الأخيرة بردود فعل هزيلة على هذا التسونامي».
وأضاف الكاتب «لقد سقط نظامان عربيان، والثالث، وعلى ما يبدو الرابع أيضاً، في الطريق، لكن يتبيّن أنه ليس هناك من يفكر في هذه الفترة المصيرية في أن يشرك الجمهور في رأيه». وعرض سلسلة من الأسئلة التي تشغل بال الإسرائيليين وتبعث فيهم المخاوف على المستقبل، منها: «كيف تستعد إسرائيل للشرق الأوسط الجديد؟ هل هناك أحد من بين صناع القرار يفعل شيئاً غير مشاهدة الدراما التي ينقلها التلفزيون؟ هل هناك خوف على اتفاقات السلام مع مصر والأردن؟ هل ما يحصل يدعو الى تحريك المسار الفلسطيني أم السوري؟ أم أن ما يحصل بالذات يُعدّ سبباً وجيهاً للتريث والانتظار؟». وخلص إلى أن صمت القادة الإسرائيليين يطرح تقديراً حزيناً هو أنه ليس لدى صنّاع القرار في إسرائيل أي فكرة عن كيفية الاستعداد لمواجهة ما يحصل.(الأخبار، يو بي آي)
.................................................. ............
الشارع الاسرائيلي وكذلك قيادته يستشعرون الخطر
والكثير منهم يتساءل هل ستتخلى عنهم امريكا كما تخلت عن حسني مبارك
باراك: "الأحداث في العالم العربي لا تُهدِّد إسرائيل"
أوضح وزير الجيش الإسرائيلي "أيهود باراك" أن هناك مؤشرات كما يبدو على استعداد الرئيس السوري "بشار الأسد"، لدراسة احتمال التوصل إلى تسوية سياسية مع إسرائيل.
وأكد "باراك" على أن إسرائيل ستكون جاهزة للتعامل مع الرئيس السوري، إذا ما ثبتت جدية استعداده لإجراء مفاوضات ثنائية.
ورأى وجوب تعزيز العملية السياسية مع الفلسطينيين، رافضاً التطرق إلى احتمال طرح خطة متكاملة على هذا الصعيد.
وتطرق "باراك" في سياق حديث إذاعي اليوم، إلى الاضطرابات في العالم العربي، معتبراً أنها لا تنطوي على أي تهديد فوري لإسرائيل، لكنها تحتّم عليها مراعاة اليقظة.
واستبعد "باراك" استتباب الديمقراطية الكاملة في الدول العربية في السنوات المقبلة، لكنه وصف التوجه الحالي بإيجابي كونه يؤدي إلى مزيد من الانفتاح وحقوق الإنسان والأقليات والتنمية الاقتصادية.
أما مصر، فاستبعد "باراك" تعرضها لثورة إسلامية على غرار ما جرى في إيران نظراً لقدرات الجيش المصري والتحامه بشعبه، مضيفاً أن المشير "طنطاوي" الذي يرأس المجلس العسكري الأعلى -الحاكم حالياً- لا يطمح إلى السلطة، لكنه سيحرص على إحالتها بشكل منتظم.
ليندا منوحين - معاريف
لا تخافوا من الاخوان
حظيت دعوة رئيس الموساد السابق افرايم هليفي، لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى مفاوضة الشيخ يوسف القرضاوي، رجل الدين المصري الذي أحل قتل الاسرائيليين بعمليات الانتحار، بانتقاد في مقالة أسرة تحرير صحيفة "الشرق الاوسط" الصادرة في لندن.
صعب عليهم في الصحيفة هضم كلام هليفي. "إن دعوة رئيس الموساد السابق، بعد خطبة الشيخ قبل اسبوع في ميدان التحرير، ليست نكتة أو تحريضا"، ورد هناك في نغمة ساخرة تُقلل من وزن القرضاوي باعتباره صائغ رأي عام في مصر التي غاب عنها عشرات السنين. إن الشيخ في الحقيقة يتمتع بشعبية كبيرة في السنين الاخيرة في برنامجه "الحياة والشريعة" في شبكة التلفاز العربية "الجزيرة"، لكن أسرة تحرير الصحيفة تزعم انه لم يعد مؤثرا في حركة الاخوان المسلمين التي نشأ فيها.
تقترح المقالة بين السطور على اسرائيل ألا تقلق من تأثير الاخوان المسلمين في مستقبل اتفاق السلام مع مصر. وتُذكر بأن أحد متحدثي الحركة قد أعلن بعد تنحي حسني مبارك، انه برغم معارضة الحركة لاتفاق السلام مع اسرائيل قبل توقيعه فانه أصبح ملزما بعد توقيعه. مع ذلك، وللتوصل الى استنتاج أعمق لا تكفي قراءة مقالات مثقفين عرب ومتابعة جماعات مهتمة في الفيس بوك. توجد اليوم أهمية لا تقل عن ذلك لقراءة الردود والمقاولات في مواقع الانترنت الاخبارية. وقد وجدت في ردود موقع "الجزيرة" ايضا تأييدا لمفهوم الكلام من المقالة في الصحيفة اللندنية. فقد حظي القرضاوي هناك بعد خطبته بالسخرية والاتهامات بالنفاق ومحاولة إشعال حرب أهلية.
كذلك تحاسب المقالة في "الشرق الاوسط" الشيخ على فتواه الاخيرة التي تُحِّل دم الحاكم الليبي معمر القذافي. "كان موقف الشيخ من حاكم ليبيا ودّيا جدا في السنين الاخيرة، وهو نفس الحاكم القاسي الذي ظلم شعبه". وزعم آخر تثيره المقالة هو ان القرضاوي يستغل منبرا عارضا ليركب عجلة خيبة أمل الشعب المصري في محاولة ليُقدم مصالحه الشخصية. وتتساءل المقالة كيف يستطيع رجل دين ان يتجاهل الاجهزة القضائية المسؤولة عن القضاء والعدل، ويُعين نفسه مفتيا أعلى.
تنصح "الشرق الاوسط" بأنه لا مانع من أن تُجري اسرائيل محادثة مع القرضاوي، لكن ينبغي فعل ذلك باعتباره شخصية مستقلة لا شخصية ذات تأثير في مصر أو في العالم العربي. بل ان الصحيفة تريد نقل رسالة تهدئة تتعلق بالاخوان المسلمين. يزعم الكاتبون ان الاخوان اعتادوا ويعتادون في اماكن اخرى تثوير الجمهور من اجل أهداف سياسية محددة فقط على نظم حكم عربية وليس فيهم خطر حقيقي.
يوصف موقف الاخوان في "الشرق الاوسط" بأنه "تقيّة سياسية" – وهي ظاهرة معمول بها عند المسلمين الشيعة الذين يضطرون الى إخفاء عقائدهم بسبب الخطر. بيد ان الحديث هنا عن اعتقاد سياسي لا ديني.
في العصر الحالي يقتضي فهم التطورات حولنا منا مقاطعة المعلومات في القنوات المختلفة من اجل أن نصوغ لأنفسنا موقفا صلبا يساعد القادة حينما يحاولون إقرار سياسة. ينبغي استقرار الرأي على هذه السياسة بحذر: فليس كل ما يلمع ذهبا، ولا العكس ايضا.
ابو العبد
27-03-2011, 11:25 PM
دول عربية جديدة ستظهر بعد انقشاع غيوم الثورات
الثورات والحروب في الدول العربية لن تؤدي فقط الى تغيير الانظمة، بل والى اعادة تصميم خريطة المنطقة. منظومة الحدود بين الدول، إرث القوى العظمى الاستعمارية التي تقاسمت في ما بينها افريقيا وقطعت اوصال الامبراطورية العثمانية، توشك على التغير. صراعات البقاء لمعمر القذافي، بشار الاسد ورفاقهما تبشر بالنهاية القريبة لاتفاق سايكس ـ بيكو من الحرب العالمية الاولى، والذي نشأ عنه التقسيم السياسي للشرق الاوسط.
في السنوات القريبة القادمة ستظهر على خريطة المنطقة أعلام دول مستقلة جديدة، او متجددة: جنوب السودان، كردستان، فلسطين، بل وربما كورنايكا في شرقي ليبيا، الصحراء الغربية التي ستنفصل عن المغرب، جنوب اليمن المستعاد وامارات في الخليج تنفصل عن الاتحاد. يحتمل حتى انشقاق في السعودية بين 'دولة الاماكن المقدسة في الحجاز والقوة النفطية العظمى في الشرق، وانشقاق سورية الى دولة سنية، دولة علوية ودولة درزية. الاساس للانشقاقات سيكون مبدأ تقرير المصير للشعوب والقبائل، التي حتى اليوم ادخلت دون خيار ودون رغبة الى ذات الرزمة الوطنية مع خصومها.
الخريطة الجديدة ستؤدي الى بناء منظومات علاقات جديدة بين دول المنطقة، وتكمن فيها فرص كبيرة لاسرائيل. السياسة الخارجية الاسرائيلية بنيت دوما، حتى قبل قيام الدولة، من الخصومات بين الجيران العرب والمسلمين. الوحدة العربية والاسلامية تعتمد بقدر كبير على العداء لاسرائيل، التي فضلت لهذا الغرض الوطنيات المنفصلة لجيرانها. فكلما كانت دول أكثر في المحيط، سيسهل على اسرائيل المناورة بينها.
الحدود في الشرق الاوسط تقررت في المفاوضات بين القوى العظمى الاوروبية، والتي ادارها موظفون بربطات عنق في قصور يلفها المجد. اعادة ترسيمها في القرن الواحد والعشرين تم بالقوة، بالحروب وبالثورات الشعبية. وقد بدأ مع الاجتياح الامريكي للعراق، قبل ثماني سنوات، والذي حطم الحكم المركزي في صالح الجيوب العرقية. وتواصل مع الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، والذي أدى الى اقامة دولة بالفعل تحت سيطرة حماس؛ ومع الاستفتاء الشعبي على تقسيم السودان، في نهاية حرب داخلية طويلة ووحشية. وقد تسارعت المسيرة مع الثورات في الدول العربية، والتي لا تزال توجد في بدايتها وقد ادت منذ الان الى حرب في ليبيا.
فرج قانا، باحث في صندوق امريكا الجديد في واشنطن، توقع تكاثر الدول واقترح على القوى العظمى السير في تياره ومساعدة الدول الجديدة. في كتابه 'كيف يدار العالم' الذي صدر عشية الثورات في تونس وفي مصر، توقع قانا منظومة دولية يكون فيها 300 دولة مستقلة وسيادية، مقابل نحو 200 اليوم.
في أساس الانشقاقات يقبع ما يصفه قانا بانه 'ظاهرة ما بعد الاستعمار': العديد من الدول نشأت من مستعمرات سابقة، ومنذ استقلالها تعاني من نمو سكاني غير قابل للتحكم، دكتاتوريات مفترسة، مؤسسات متفككة واستقطاب عرقي وقبلي. بالضبط ذات الاسباب التي تعزى اليها اليوم موجة الثورات في العالم العربي.
في حالات عديدة، كتب قانا يقول، الحدود القائمة هي سبب المواجهات الداخلية. مثلا، في دول فاشلة مثل اليمن، باكستان والكونغو، وحسب نهجه فان الحروب في افغانستان وفي العراق ليست 'حروب امريكا'، بل نوافل بقيت في ميدان المعركة للحروب الاوروبية القديمة، خطط لالغامها أن تتفجر بعد سنوات طويلة.
الولايات المتحدة ليست مذنبة في ان الكونغرس في برلين قسم في 1985 افريقيا دون مراعاة سكانها، او في التوقيع على اتفاق سايكس بيكو أو في التقسيم البريطاني لباكستان وافغانستان. ولكن الولايات المتحدة، الى جانب الدول العظمى الاخرى، يمكنها وينبغي لها أن تساعد اليوم في الحل. ليس فقط في اعادة ترسيم الحدود، او في التصويت في الامم المتحدة، بل وايضا في اقامة بنى تحتية تمنح سندا اقتصاديا للدول الجديدة وتحررها من التعلق بجيران أقوياء مثل تركيا واسرائيل.
يفهمون القوة
في القرن السابق بدت الامور مختلفة تماما. الامبراطوريات الغربية سيطرت على آسيا وافريقيا ولاحظت غنيمة باهظة القيمة في الشرق الاوسط. موظف بريطاني وموظف فرنسي، مارك سايكس وفرانسوا بيكو، اتفقا في بداية 1916 على التقسيم التجريبي للامبراطورية العثمانية، التي قاتلت ضدهما الى جانب ألمانيا. الوثيقة التي اتفقا عليها والخريطة التي رسماها كانتا نظريتين، واحتمالات تحققهما بدت طفيفة. الاتراك كانوا بعيدين في حينه عن الهزيمة، والجيوش الغربية كانت تنزف في الجبهة في اوروبا. ومع ذلك، فقد سعى سايكس وبيكو الى تسليم سورية ومعظم بلاد اسرائيل لفرنسا، والعراق المستقبلي لبريطانيا.
في كتابه 'السلام الاخير' (الذي صدر بترجمته الى العبرية عن دار زمورا بيتان) وصف المؤرخ الامريكي دافيد فرومكن كيف صممت القوى العظمى خريطة الشرق الاوسط في الحرب العالمية الاولى وبعدها، مع الوعود المتضاربة التي اعطيت للعرب وللحركة الصهيونية، والخصومات وصراعات القوى بين بريطانيا، فرنسا وفي المراحل الاولى ايضا روسيا القيصرية. وحسب فرومكن، فان الايمان اللاسامي بقوة 'اليهود' على التأثير على القوى العظمى ونسج المؤامرات قبع في الخلفية الدبلوماسية للدول الغربية، التي سعت الى ربط القوة اليهودية بمصالحها.
بعد أن حقق الاتفاق مع بيكو، كان سايكس يوشك على التوجه الى بتروغراد، عاصمة الامبراطورية القيصرية، ليعرض التفاصيل على الروس، الذين سعوا دوما الى السيطرة على اسطنبول والتمتع بقدرة على الوصول الى البحر الابيض المتوسط. وفي طريقه التقى سايكس مع الكابتن رجيلاند هول، رئيس استخبارات الاسطول الملكي البريطاني، واراه الخريطة. هول قال له ان بريطانيا يجب أن تنزل قوات في بلاد اسرائيل. وعندها فقط سينتقل العرب الى تأييدها في الحرب. 'القوة هي الدعاية الافضل في اوساط العرب'، شرح ضابط الاستخبارات للدبلوماسي (او بالترجمة للاسرائيلية، 'العرب لا يفهمون الا القوة'). لم يتغير كثيرا منذ ذلك الحين: يمكن ان نتخيل هذا الاستعراض، مغلفا بسلامة سياسية حديثة العهد، يقدم على لسان قادة امريكيين وبريطانيين في طريقهم الى العراق والى ليبيا.
سايكس كان واثقا من أن الاتفاق الذي عقده مع الفرنسيين سيرضي الشريف حسين من الحجاز ـ أبا السلالة الهاشمية ـ الذي طلب الاستقلال عن الامبراطورية العثمانية، مقابل تأييده للبريطانيين. وعندها فاجأه هول بطرح عنصر جديد في معادلة القوة: 'لليهود مصلحة مادية ومصلحة سياسية كبيرة في مستقبل بلاد اسرائيل'. وكان سايكس مذهولا. فهو لم يسمع حتى ذلك الحين عن الصهيونية وتطلعاتها. وسارع الى لقاء مع وزير الداخلية اليهودي في مجلس وزراء الحرب، هربرت صموئيل، كي يشرح له عما يدور الحديث.
هكذا بدأت المسيرة التي أدت الى تصريح بلفور، احتلال البلاد واقامة الانتداب البريطاني، وتعيين صموئيل مندوبا ساميا أول. عندها زرعت أيضا بذور الغضب العربي على القوى العظمى الغربية، الذين فعلوا في الشرق الاوسط وكأنه لهم دون ان يسألوا سكانه، فككوا وركبوا شعوبا ودولا ووعدوا بلاد اسرائيل للصهاينة. الحدود النهائية قررها وزير المستعمرات ونستون تشرتشل، في مؤتمر القاهرة في 1922، والتي اخرجت شرقي الاردن من حدود الانتداب. اليمين الاسرائيلي يبكي هذا 'التمزيق' حتى اليوم.
عندما انسحبت القوى العظمى الاستعمارية من المنطقة، بعد الحرب العالمية الثانية، ابقت الحدود السياسية الجديدة. وقبع الحفاظ على الحدود في أساس الترتيب الاقليمي، ولكنه ترك الكثير من الشعوب غير راضية، الاكراد، مثلا، الذين وزعوا بين العراق وسورية وتركيا وايران. رد فعل على الاستعمار كان قومية الرئيس المصري جمال عبدالناصر والتي وصلت ذروتها في الوحدة بين سورية ومصر في نهاية الخمسينيات، ولكن الوحدة لم تصمد وتراجعت الدولتان عنها نحو القومية البروتوكولية.
مناطق فاصلة
الآن، بعد نحو مئة سنة من محادثات سايكس بيكو، الرزمة التي اعداها كفيلة بان تفاجىء من جديد. انسحاب الولايات المتحدة من العراق سيمنح الاكراد فرصة للاستقلال رغم معارضة تركيا. الفلسطينيون يعملون على اعتراف دولي بدولتهم منذ الصيف القريب القادم، رغم الرفض الاسرائيلي.
'دول مصطنعة' اخرى مثل ليبيا، التي تشكلت من ثلاث مستعمرات سابقة لايطاليا، وكذا اليمن، سورية، الاردن، البحرين، عُمان والسعودية كفيلة بان تتفكك. فيها جميعها يوجد توتر داخلي شديد بين القبائل والجماعات، او سلطة الاقلية التي فرضت على الاغلبية. الفصل الجغرافي ليس حلا سحريا. اليمن كانت منقسمة في الماضي وهي كفيلة بان تنقسم من جديد الى شمال وجنوب. في السعودية المسافات واسعة ولكن كيف يمكن تقسيم الاردن، الذي يختلط فيه الفلسطينيون والبدو؟
الحرب في ليبيا تشقها عمليا بين كورنايكا في الشرق، معقل الثوار، وطرابلس بسيطرة القذافي. ليس واضحا اذا ما ومتى سيعاد توحيد هذين الجزأين، واذا كان هناك مبرر ومعنى لتوحيدهما. انضمام القوى العظمى الغربية الى الحرب الى جانب الثوار يدل على انها تريد خلق منطقة فاصلة تحت تأثيرها، بجوار الحدود المصرية التي قد تصبح جمهورية اسلامية معادية للغرب، نوع من الصيغة الدينية لمصر الناصرية. من الصعب ايجاد منطق استراتيجي آخر في دخولها الى المعركة في ليبيا.
هذه المصلحة ايضا غير جديدة. المعارك بين البريطانيين وقوات الجنرال رومل في الحرب العالمية الثانية دارت بالضبط في ذات الاماكن وكانت تستهدف ذات الغاية، حماية الجناح الشرقي لمصر وقناة السويس. رومل ومونتغومري تقاتلا هناك قبل وقت بعيد من اكتشاف النفط في ليبيا. في تلك الايام، في ذروة المعارك، ولد القذافي في خيمة بدوية بين بنغازي وطرابلس.
الغرب، مثل اسرائيل، يفضل شرق اوسط منقسماً ومتنازعاً ومتصارعاً في عدة جبهات ضد القومية العربية والامة الاسلامية، التي يقودها اليوم اسامة بن لادن (وباسلوب آخر، محمود احمدي نجاد ورجب طيب اردوغان ايضا). وعليه فيمكن التقدير بان القوى العظمى لن تحاول احباط عملية الانشقاق لدول المنطقة، بل ستساهم فيها.
لاسرائيل سيكون دور مزدوج في العملية. فهي ضالعة مباشرة في النزاع وفي اقامة فلسطين المستقلة وتصميم حدودها، وستتأثر بقدر كبير من تفتتات الدول المجاورة وعلى رأسها الاردن، سورية والسعودية. سياسة اسرائيلية صحيحة تلتقط الفرص التي ينطوي عليها ظهور دول جديدة وتعرف كيف تستغلها، يمكنها أن توجه المسيرة المحتمة نحو زيادة قوتها وتوسيع نفوذها في المنطقة.
هآرتس 25/3/2011
في ظل تعثر المفاوضات السياسية منذ أشهر طويلة، قرر مسئولو النظام الأمني في إسرائيل أخذ الأمور بأيديهم، ونَشَرَ رؤساء شاباك وموساد وأمنيين سابقين مبادرة سلام إسرائيلية، بُنِيَت على ما يحدث في الشرق الأوسط.
وأوضحت صحيفة يديعوت أن هدف هذه المبادرة هو الضغط مرة أخرى على الحكومة، من أجل تجديد المحادثات مع الفلسطينيين.
ويدّعي ناشرو المبادرة بأنها كُتِبَت رداً على مبادرة السلام العربية، ويُنادي رؤساء الشاباك السابقون "يعقوب بيري" و"عامي أيلون" و"داني ياتوم" و"أمنون شاحك"، من خلال هذه المبادرة لإقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وشرقي القدس كعاصمة.
ويطالبون بانسحاب إسرائيلي من هضبة الجولان، وإنشاء أجهزة أمنية لوائية معاً، وبالتعاون في المجال الاقتصادي، مشيرين إلى أن أساس هذه المبادرة هي حدود 1967م.
ووقَّع على هذه المبادرة حوالي 40 من قادة الرأي الجماهيري في مجالات مختلفة، منهم "بيري" و"ياتوم" و"أيلون" و"شاحك" و"يوفال رابين" و"عدينا بار شالوم"، ورجل الأعمال "عيدان عوفر" والمحامي "موشي شاحل" والبروفيسورة "عليزا شنهار"، والجنرال في الاحتياط "عمرام متسناع" "يهودا بن مائير" و"كوبي هوبرمان".
وأشارت يديعوت إلى أن جميع من وقّعوا على هذه المبادرة موجودون على يسار رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" في الخارطة السياسية.
ويُذَكِّر حل الدولتين لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المذكور في المبادرة، بمسار كلينتون عام 2000م، حيث سيتم الإعلان عن الدولة الفلسطينية كدولة قومية للفلسطينيين، ويتم الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية لليهود، وتحظى داخلها الأقلية العربية بحقوق متساوية.
وبحسب المبادرة، فإن حدود 1967 ستكون أساس الحدود، ويتم تفعيل تغيرات معتمدة لتبادل مناطق بنسبة لا تتعدى 7% من أراضي الضفة الغربية.
وحسب المسار، ستكون الأحياء اليهودية في القدس تحت السيطرة الإسرائيلية، حيث أن أحيائها العربية تنتقل للسيادة الفلسطينية، ولن يكون المسجد الأقصى تحت سيادة أي أحدٍ من الأطراف، ويبقى الحائط الغربي "حائط البراق" والربع اليهودي في البلدة القديمة تحت السيطرة الإسرائيلية.
وفيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، تقترح عليهم المبادرة تعويضات مالية والعودة إلى دولة فلسطين وليس إسرائيل، ومن خلال اتفاق معين يتم إعادة عدد منهم إلى إسرائيل.
وبخصوص سوريا، تقترح المبادرة أن تنسحب إسرائيل من هضبة الجولان خلال عامين، ويتم تبادل الأراضي على مراحل، تستمر لمدة ليست أقل من 5 أعوام.
من جانبه قال "داني ياتوم": "إن هدف هذه المبادرة هو أن تسمع الدول المجاورة أننا نريد أن نُلمّح للفلسطينيين والسوريين المعتدلين أن هناك أفق جديد وبصيص أمل".
ونوهت يديعوت إلى أن الموقعين على المبادرة سيقدّموا رسميا غداً الأربعاء، الاقتراح الذي بلوروه في الأعوام الأخيرة بمساعدة عدد من الخبراء الإسرائيليين
وليد فهد
06-04-2011, 01:38 PM
هذا كله كلام للاستهلاك المحلي
لا يوجد اي حل
هآرتس – مقال – 6/4/2011
الى أين يتجه الاخوان
بقلم: تسفي برئيل
(المضمون: يطلب الاصلاحيون في حركة “الاخوان المسلمين” في مصر انتخابات حرة للقيادة ولا يعارضون مبدئيا انتخاب نساء. الحركة على شفا انقسام بعد أن زالت مطاردة نظام الحكم لها – المصدر).
“لا يهمني اذا ترأس الاخوان المسلمين حتى قبطي بشرط أن ينتخبه المجلس العام للحركة ويسلك بحسب برنامج عملها”، هذا ما أعلنه الاسبوع الماضي من كان في الماضي مرشد الاخوان المسلمين في مصر، مهدي عاكف. إن عاكف ابن الثلاث والثمانين، المشهور بلغته اللاذعة هو الذي قال قبل بضع سنين “لا يهم من يترأس مصر بشرط ان يكون مسلما” (أي انه لا يجب حتى ان يكون مصريا أو مولودا في مصر). الآن يتدخل لوقف اتساع الصدوع التي ظهرت في حركة الاخوان المسلمين، ولمنع انشقاقها الى كتلتين أو الى حزبين ينافسان كل على حدة في انتخابات مجلس الشعب التي ستجري في ايلول.
بدأ الانشقاق في صفوف الاخوان بعد وقت قصير من وقف المظاهرات الكبيرة في ميدان التحرير. طلبت جماعة نشطاء عرّفت نفسها بأنها “شباب الاخوان” الى رؤساء الحركة اجراء انتخابات حرة لقيادة الاخوان المسلمين، تشبه المطلب الشعبي لاجراء انتخابات حرة للرئاسة في مصر. يرأس الجماعة الدكتور ابراهيم الزعفراني، وهو نشيط قديم في الاخوان وعضو سابق في مجلسها للشورى – وهو الجسم الأعلى للمنظمة الذي يختار مرشدها. يتوقع ان ينضم اليه عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس اتحاد الاطباء. يُمثلان معا الجيل الأوسط في المنظمة والتيار البراغماتي الاصلاحي، من جهة سياسية ومن جهة دينية ايضا. وتنوي الجماعة ان تنشيء ايضا حزبا سياسيا جديدا يُسمى “النهضة”، يكون مفصولا عن حركة الاخوان. وقد أعلنت هذه الاخيرة من جهتها انشاء حزب يُسمى “العدالة والحرية”.
ليست هذه أول مرة تنشب فيها اختلافات في الرأي في الحركة. في واقع الامر منذ أُنشئت في 1928 على يد حسن البنا، عرفت انشقاقات كثيرة. فعلى سبيل المثال انشق عنها في الثمانينيات والتسعينيات “الجماعة الاسلامية” و”التكفير والهجرة” – وهما حركتان عنيفتان عارضتا سياسة عدم العنف عند الاخوان.
في 2007 – على خلفية نشر مسودة البرنامج السياسي بعد الفوز الكاسح في انتخابات 2005 – نشأ في الحركة شقاق فكري جوهري في مسألة موقفها من مؤسسات القضاء. اقترحت الجماعة المحافظة انشاء مجلس منتخب من الفقهاء يشير ويوجه النظام في شؤون الدين، وبهذا تسلب المؤسسة المهمة “الأزهر” تفردها بالأمر، وتستطيع أن تمنع النساء من تولي مناصب رفيعة في الدولة، أو تمنع قبطيا أن يكون رئيسا للدولة. في مقابلة ذلك طلبت الجماعة البراغماتية الاعتراف بسلطة المحكمة الدستورية للدولة في أن تقرر في شؤون التشريع وفي ضمن ذلك تشريع يمس شؤون الدين، وأنها لا تعارض مبدئيا تعيين نساء أو أقباط لوظائف قيادية. ليست الشؤون العقائدية وحدها هي التي شقت الحركة بل الاختلافات في صورة تعيين أعضاء للوظائف الرفيعة في المنظمة وتعيين المرشد – وتقسيم السلطات. انشأت تلك تيارات أخذت تتباعد، الى درجة ان عددا من الاعضاء في القيادة ومنهم الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام، قرروا الانفصال عن المنظمة.
هذه المرة يواجه الاخوان المسلمون شقاقا أكثر تهديدا لانه بخلاف الفترة التي سبقت الخامس والعشرين من كانون الثاني، حينما وحدت المطاردات صفوف الحركة والاعتقالات والتنكيلات من قبل نظام الحكم، لم يعودوا اليوم يطاردونها ولا يمكن أن تُستعمل راية مقاومة نظام الحكم للتجنيد.
أخذت تُرى احدى نتائج هذا الوضع. فنائب مرشد الحركة، خيرت الشاطر، الذي أُفرج عنه من السجن في المدة الاخيرة، دعا رفاقا الى عرض مقترحاتهم للاصلاح وإسماع دعاواهم على القيادة. وعلى نحو غير مفاجيء صاغ هذه الدعوة في موقع الاخوان المسلمين على الفيس بوك وهو يوجهها الى “شباب الاخوان” الذين دعوا الى تنفيذ اصلاحات ادارية بعيدة المدى.
ليس هؤلاء “الشباب” مفصولين عن حركات الشباب العلمانيين التي أحدثت الثورة في مصر. فجزء منهم مكثوا معا في السجون وتعاونوا على انشاء مواقع انترنت معارضة وخرجوا معا للتظاهر أو للاضراب في مصانع واتحادات مهنية، بحيث نشأ بينهم خلال العقد الأخير على الأقل تفاهم يتعلق بنوع المطامح التي يُفرض عليهم صياغتها وتنفيذها لجعل مصر دولة أفضل للجيل القادم.
إن النشاط الذي يجري داخل الاخوان المسلمين ما يزال لم يُبين ماذا ستكون قوة الحركة في الانتخابات القريبة. في الانتخابات التي جرت في الاسبوع الماضي لمجالس الطلاب في بعض الجامعات حظي الاخوان المسلمون بنصيب يراوح بين 12 – 28 في المائة. قد تشير هذه النسبة الى قوتها الحقيقية في الجمهور وربما تثبط الخوف من “احتلال الحركة لمصر” وهو خوف يُعبرون عنه الآن خارج مصر أكثر مما في داخلها. في اثناء ذلك يحاول الحزب الحاكم السابق إظهار قوته ايضا. فقد افتتح هذا الاسبوع عدة صفحات في الفيس بوك أعلن فيها “فتح صفحة جديدة مع المواطنين”. بحسب تقديرات الحزب، فان له احتمالا جيدا لاحراز أكثرية في عدد من الأقاليم المهمة مثل سوهاج والمنية وأسيوط جنوبي الدولة. يبدو ان ناسه لا يعتمدون فقط على أن احزاب المعارضة سيصعب عليهم تنظيم أنفسهم جيدا في المدة التي بقيت حتى الانتخابات، بل على حقيقة ان جزءا كبيرا من التنظيمات الحكومية وأكثر هيئة الموظفين الدنيا التي تعتني مباشرة بالمواطنين، تؤيد استمرار حكمه.
يديعوت أحرنوت
بماذا فكر حسني مبارك حين استلقى – عديم الوسيلة، مُهان، شاحب – على الحمالة داخل قفص الاتهام في القاهرة؟ فهل وبخ نفسه على اصراره الامساك بالحكم الى أن بات الامر متأخرا، هل فكر بأنه كان من الأفضل له لو فر الى السعودية بدلا من شرم الشيخ وأعفى نفسه من إهانة حياته؟.
في الساعة 11 صباحا بالضبط تدحرجت الحمالة وعليها الرئيس المصري السابق نحو قاعة المحاضرات الكبرى في كلية الشرطة في القاهرة، التي كانت تسمى حتى قبل شهرين على اسمه: "اكاديمية مبارك". وساد صمت في القاعة. 600 زوج من العيون اتجهت دفعة واحدة نحو القفص الحديدي الذي أُقيم للمتهمين العشرة. سبعة دخلوا الى القفص: وزير الداخلية المخلوع حبيب العدلي، وستة من مساعديه الكبار جلسوا على مقاعد خشبية. بعدهم سار الى الداخل جمال وعلاء، نجلا مبارك، يلبسان الابيض. النجلان، اللذان يعتبران علمانيين تماما، حملا القرآن طوال فترة المداولات.
وعندها أُدخلت الحمالة الى القفص: مبارك ابن 83، مربوط بالتغذية عبر الوريد. يده اليمنى خرجت من تحت البطانية. شعر رأسه، الذي صبغ بالاسود قبيل ظهوره العلني الاول منذ خُلع، لم يغط على شحوبة المرض التي ألمت بوجهه.
طبيبه الملاصق، د. عبد الرازق، جلس على رأس السرير. نجلاه وقفا أمام الحمالة، في محاولة يائسة لمنع الكاميرات من كشف الرئيس ببؤسة أمام ناظري العالم. ولكن مبارك رفض الاختباء. "دعني أرى"، أشار الى علاء. الابن البكر انثنى نحو أذن أبيه. "فلنكن أقوياء"، حاول التشجيع.
القضاة الثلاثة في محكمة الجنايات المدنية احتلوا مواقعهم. ومبارك يعرفهم جيدا. هو بنفسه وقع على كتب تعيينهم. والآن القضاة الذين عينهم يمكنهم أن يبعثوا به الى المشنقة. رئيس المحكمة القاضي احمد رفعت، قدم قواعد اللعب:
"لا للازعاج، لا للصراخ ولا للنهوض من الاماكن".
وقد خُرقت القواعد على الفور. عشرات المحامين وأقرباء قتلى الثورة طلبوا حق الحديث وسيطروا على الميكروفون الواحد تلو الآخر، طالبوا ضمن امور اخرى، استدعاء شهود ادعاء جدد، وعلى رأسهم الحاكم بالوكالة طنطاوي ونائب الرئيس السابق سليمان. وحمى مبارك عينيه بيديه من شدة الضوء الذي أزعجه ونظر الى ساعته متسائلا متى ينتهي الكابوس.
ممثل الادعاء العام نهض واتهم مبارك بالمسؤولية عن قتل 847 من المتظاهرين ضده في عشر مدن في أرجاء مصر. "أنت متهم بارسال المركبات لدهس المتظاهرين حتى الموت"، وجه الاتهام للرئيس السابق، "أمرت بفتح النار من اجل قتلهم كي تحافظ على نظامك". ولم يعفه من الاهانات. فقد وصفه بـ "السفاح".
كما ذُكر اسم اسرائيل ايضا في المحاكمة. مبارك ونجلاه متهمون ببيع الغاز الطبيعي لاسرائيل بسعر أدنى من سعر السوق وأدخلوا الى جيوبهم الفارق: 714 مليون دولار. ويتهمهم الادعاء بمنح اراض واسعة في سيناء الى رب المال حسين سالم، للامبراطورية السياحية التي أقامها. ومقابل الاراضي، كما زُعم، حصل أفراد عائلة مبارك على ست فيلل بقيمة عشرات ملايين الدولارات. سالم، الشريك المصري لرجل الاعمال الاسرائيلي يوسي ميمان في شركة الغاز "emg" فر الى اسبانيا واتُهم بلا حضوره بتقديم الرشوة. وقال المدعي العام ان "مبارك باع روحه للشيطان ومس بالاقتصاد المصري. أطالب له بأقصى العقوبات".
أما مبارك، صاحب الصوت الواثق فقد سُمع ضعيفا ومحطما حين أنكر كل التهم.
في ختام اربع ساعات انتهت المداولات. جمال وعلاء دحرجا بنفسيهما سرير أبيهما الى الخارج. مبارك لم يُعاد الى المستشفى في شرم الشيخ حيث أُخذ بالمروحية صباح أمس. فقد أُنزل في مستشفى خاص ومحروس بين القاهرة والاسماعيلية.
المعركة القانونية، للحياة أو الموت، ستُدار من الآن فصاعدا حول مسألة من أصدر الامر بفتح النار على المتظاهرين. فرص مبارك للخروج بريئا بدت أمس هزيلة: حتى لو تبين بأن العدلي هو الذي أمر باطلاق سراح القتلة من السجون، سلحهم ودفعهم نحو المتظاهرين – فقد كان مبارك هو الذي عمل بصفته القائد الاعلى. المعلومات تدفقت الى قصره، كما سيدعي الادعاء، وهو لم يحرك ساكن.
بوفيصيل
22-08-2012, 08:24 AM
للرفع والتذكير
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.