المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يأجوج ومأجوج بين الخرافة والدين ..سؤال ؟؟!!



سيفي دولتي
24-01-2011, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نمستعين
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الرحمة للعالمين وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين وبعد فإنه لمن المؤسف حقا أن تتعرض القنوات الفضائية المسماة علينا دينية بحثا بمسألة يأجوج ومأجوج وسوق خرافات لا يقبلها عقل ولا منطق ويسهب أحد المشايخ بالشرح الطويل في المسألة ويأتي بتفسير لآيات الله أعلم من أين أولها أو جاء بها ولا أدري كيف عطل عقله فيها فصدقها وأجزم التصديث بها وللأسف فإن المسألة أخذت بعدا عن العامة من الناس وباتوا يتكلمون بها على النحو الذي ساقه صاحب اللحية على قناة الحياة ..
دعونا نرى ذكر قوم يأجوج ومأجوج في القرآن فقد ذكروا مرتين في سورتي الأنبياء والكهف وفي نفس السياق بأن ذو القرنين ردم عليهم ردما عظيما لن ينفلت إلا باقتراب الساعة وبإذن من الله سنفلت الردم ويخرج هؤلاء القوم ليعيثوا في الأرض الفساد ... هذا ظاهر النص وهذا ما استقر عليه شيخ الحياة .. ولكن هل يعقل حقا أن الردم موجود الآن فوق الأرض ولم تستطع كل القوى العلمية المتطورة رصده ؟؟!!! أو أنهم في باطن اللأرض ونحن نعلم أن الأرض في باطنها حمم وبراكين ولا تخرج إلا المعادن والثروات ولم يذكر أن حبس أقوام في باتطنها آلاف السنوات ثم خرجوا في الحياة الدنيا ... إخواني الكرام أريد أن أسأل سؤالا حقيقيا وأرجو من الجميع ممن لديه الخبرة والقدرة إجابتي عليه ..
ماهي حقيقة يأجوج ومأجوج ومن هم وكيف جاء ذكرهم في القرآن وما تفسير الآيات التي ورد ذكرهم فيها على الوجه الصحيح ؟؟!!!
بارك الله لكم أوقاتكم وسدد على طريق الخير خطاكم وبوركتم وبورك مسعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عبد الواحد جعفر
24-01-2011, 06:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نمستعين
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الرحمة للعالمين وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين وبعد فإنه لمن المؤسف حقا أن تتعرض القنوات الفضائية المسماة علينا دينية بحثا بمسألة يأجوج ومأجوج وسوق خرافات لا يقبلها عقل ولا منطق ويسهب أحد المشايخ بالشرح الطويل في المسألة ويأتي بتفسير لآيات الله أعلم من أين أولها أو جاء بها ولا أدري كيف عطل عقله فيها فصدقها وأجزم التصديث بها وللأسف فإن المسألة أخذت بعدا عن العامة من الناس وباتوا يتكلمون بها على النحو الذي ساقه صاحب اللحية على قناة الحياة ..
دعونا نرى ذكر قوم يأجوج ومأجوج في القرآن فقد ذكروا مرتين في سورتي الأنبياء والكهف وفي نفس السياق بأن ذو القرنين ردم عليهم ردما عظيما لن ينفلت إلا باقتراب الساعة وبإذن من الله سنفلت الردم ويخرج هؤلاء القوم ليعيثوا في الأرض الفساد ... هذا ظاهر النص وهذا ما استقر عليه شيخ الحياة .. ولكن هل يعقل حقا أن الردم موجود الآن فوق الأرض ولم تستطع كل القوى العلمية المتطورة رصده ؟؟!!! أو أنهم في باطن اللأرض ونحن نعلم أن الأرض في باطنها حمم وبراكين ولا تخرج إلا المعادن والثروات ولم يذكر أن حبس أقوام في باتطنها آلاف السنوات ثم خرجوا في الحياة الدنيا ... إخواني الكرام أريد أن أسأل سؤالا حقيقيا وأرجو من الجميع ممن لديه الخبرة والقدرة إجابتي عليه ..
ماهي حقيقة يأجوج ومأجوج ومن هم وكيف جاء ذكرهم في القرآن وما تفسير الآيات التي ورد ذكرهم فيها على الوجه الصحيح ؟؟!!!
بارك الله لكم أوقاتكم وسدد على طريق الخير خطاكم وبوركتم وبورك مسعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الأخ الكريم، سيفي دولتي، تحية طيبة،، وبعد،،
الموضوع الذي تطرحه يستحق البحث، ولكن قبل البحث إليك بهذه الملاحظة:
قد أتفهم الدافع لديك لبحث الموضوع، وقد أتفهم الحرقة التي ألمت بك وأنت تشاهد بعض المشايخ على الفضائيات وغيرها وهم يرسمون مشهداً لإرهاصات يوم القيامة، تلك التي يسمونها أشراطاً. ولكن ذلك لا يعني أن يكون كلامك موهما، فيفهم القارئ الكريم من كلامك، أنك تشكك في القرآن أو آياته، ومن ذلك على سبيل المثال، قولك: "ويأتي بتفسير لآيات الله أعلم من أين أولها أو جاء بها ولا أدري كيف عطل عقله فيها فصدقها" فأنت ذكرت في مشاركتك أن ذكر يأجوج ومأجوج كان في موضعين في القرآن الكريم، الأول: في سورة الكهف، والثاني: في سورة الأنبياء. الآيات موجودة وذكر قوم يأجوج ومأجوج موجود في الآيات، وتصديق الآيات فرض وتكذيبها كفر. غير أنني أدرك أنك قصدت التفسير الخاطئ لها من بعض "الدعاة"، وهذا وإن كان هو المرجح لدي، لكنك أخطأت في التعبير، فنأمل تدارك ذلك.
أما بالنسبة لموضوع يأجوج ومأجوج فإن آيات سورة الكهف وهي {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا 93 قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا 94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا 95 آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا 96 فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا 97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} والآيات تتحدث عن أن القوم الذين يجاورون قوم يأجوج ومأجوج طلبوا من ذي القرنين بناء سد بينهم وبين قوم يأجوج ومأجوج وبالتالي حصروا خلف السد. والآيات تُخبر أن السد سينهار وأن الله سيجعله دكاً، ولم تحدد الآيات زمناً معيناً لحصول ذلك، وإنما ربطته بوعد الله، وهو الوقت الذي جعله الله نهاية لهذا السد.وقد بين بعض العلماء أن ذلك قد حصل وانتهى. والموضوع كله مسرود على شكل قصة، والقصص تكون للعبرة بعد انتهاء فصولها، وليس قبل ذلك، هذا ما جاء في سورة الكهف.
أما ما جاء في سورة الأنبياء، فإن الآيات هي {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ 95 حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ 96 وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} والآيات تصور مشهد يوم القيامة، وكيف أن الناس بعد البعث ينسلون من أجداثهم كما نسل قوم يأجوج ومأجوج بعد انهيار السد الذي جعل الله له وقتاً معلوماً محدداً.
هذا الذي يرجح لدي في فهم آيات قوم يأجوج ومأجوج والله تعالى أعلم
وفي ذلك يقول سيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن - (ج 5 / ص 173):
(وقد قلنا من قبل عند الكلام على يأجوج ومأجوج في قصة ذي القرنين في سورة الكهف : اقتراب الوعد الحق الذي يقرنه السياق بفتح يأجوج مأجوج ، ربما يكون قد وقع بانسياح التتار وتدفقهم شرقاً وغرباً ، وتحطيم المماليك والعروش . . لأن القرآن قد قال منذ أيام الرسول صلى الله عليه السلام - { اقتربت الساعة } غير أن اقتراب الوعد الحق لا يحدد زماناً معيناً للساعة . فحساب الزمن في تقدير الله غيره في تقدير البشر { وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون } إنما المقصود هنا هو وصف ذلك اليوم حين يجيء ، والتقديم له بصورة مصغرة من مشاهد الأرض ، هي تدفق يأجوج ومأجوج من كل حدب في سرعة واضطراب . على طريقة القرآن الكريم في الاستعانة بمشاهدات البشر والترقي بهم من تصوراتهم الأرضية إلى المشاهد الأخروية.).
مع خالص التحيات للجميع

سليم
24-01-2011, 09:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن يأجوج ومأجوج ذكروا في القرآن في موضعين :
1.في سورة الكهف في قوله تعالى:"قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا "
2.في سورة الأنبياء في قوله تعالى:"حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ",والآية التي تهمنا في ذكرهم هي التي في سورة الكهف, وذلك لأن الآية من سورة الأنبياء لها حديث آخر.
"يأجوج ومأجوج" اختلف العلماء في أنه اسم عربي أو معرّب,فالذين قالوا بأنه عربي جعلوه مشتقًا من مادة "الأج" أي الخلط ,علمًا بأنهم أمة كثيرة العدد لها أنساب مختلطة, وقيل أنهم من نسل يافث بن نوح, وأن الأتراك قوم منهم,وسموا بالترك لأنهم كانوا خرج السدين عنما أقام ذو القرنين الردم _فُتركوا_, ويبدو لي أن الأسم عربي لأن العرب لم تستهجن هذا الأسم ولم تبد اعتراضًا أو عدم فهم القصد,وجاءت عبارة"يأجوج ومأجوج "لتدل على هذه الأمة كما في لغة العرب وإطلاقهم طسم وجديس على أمّة من العرب البائدة، وإطلاق السكاسك والسكرن في القبائل اليمنية، وإطلاق هلال وزغبة على أعراب إفريقية الواردين من صعيد مصر، وإطلاق أولاد وزاز وأولاد يحيى على حيّ بتونس بالجنوب الغربي، ومَرَادة وفِرْجان على حي من وطن نابل بتونس.
وأغلب الظن أن يأجوج ومأجوج هم المغول والتتر,والشاهد ما ورد في حديث أمّ حبيبة " عن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب من شرّ قد اقترب، فُتح اليوم من رَدْم ياجوج وماجوج مثل هذه». وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها.
والقصة أن ذا القرنين وصل تلك الأصقاع التي فيها هذه الأمة وكان هناك قوم ضعفاء فطلبوا من ذي القرنين بعد علمهم بقوته وملكه أن ينقذهم من هؤلاء الأشرار الذين يغيرون عليهم ويسلبونهم ويقتلونهم بأن يبني عليهم سدًا,والسد تأتي بمعنى الجدار وبمعنى الجبل,والدليل قول الله تعالى في الآية السابقة:" حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً",اي بين الجبلين إذ لا يُعقل أن يكون بين الجدارين,وقول الله تعالى :"مِن دُونِهِمَا" يدل على أن هؤلاء القوم هم غير يأجوج ومأجوج,فبنى لهم ردمًا,فالردم يعني البناء المرّدم, أي شيء فوق شيء_سد فوق سد_ وشبه بالثوب المرّدم أي المؤتلف من رقاع فوق رقاع، أي سُداً مضاعفاً. ولعله بَنى جدارين متباعدين وردم الفراغ الذي بينهما بالتُراب المخلوط ليتعذر نقبه.
وما يدل على هذا قول الله تعالى :"حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ ", فالصدفان هما جانبا الجبلين, ولا تقال إلا بالتثنية .
وأما آية الأنبياء فهي تصف يو القيامة واقترابها, فسورة الأنبياء استهلت بقوله تعالى:"اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ", وقول الله تعالى بعد آية 96 من سورة الأنبياء :"وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ",وذكر يأجوج ومأجوج هنا لأسباب منها:
1.قرن خروج يأجوج ومأجوج باقتراب يوم القيامة, فخروجهم من علامات الساعة الصغرى.
2.على تفسير أنهم المغول والتترفهنا تكون قد تحققت معجزة القرآن الغيبية .
3.يمكن أن يكون المراد بفتح ياجوج وماجوج تمثيلَ إخراج الأموات إلى الحَشر، فالفتح معنى الشق كقوله تعالى:" يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ذلك حشر علينا يسير " ويكون اسم ياجوج وماجوج تشبيهاً بليغاً,علمًا بأن هناك من قرأ "حدب" _جدث_ أي من كل قبر.
ومعنى ينسلون يسرعون واصلها المشي السريع_كمشي الذئب_.
والله أعلم

سيفي دولتي
25-01-2011, 12:35 PM
أشكرك جزيل الشكر أخي عبدالواحد جعفر .. وأنار الله دربك ويسر لسانك وشرح صدرك لما فيه خير دينك ودنياك ... نعم ما قصدت الآيات ولكن ثصدت تأويلها ... أخي الكريم سأراجع طريقة كتابتي في قادم المواعيد والأيام .. أشكرك من كل قلبي على ملاحظتك القيمة وبارك اللهع فيك ...

بوفيصيل
14-10-2011, 02:05 AM
يقول تعالى على لسان ذي القرنين : " اتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا "

اخي عبد الواحد ارجوا التوضيح حيث ذكرت انه ردم التراب عليهم بين الجبلين وهنا يقول زبر الحديد وان الحديد هو على هيئته الحديدية
وهناك من يتسائل عن ان ياجوج وماجوج كيف وهم اصحاب خلق غير هيأت البشر ولهم قدرات خارقه ولا يقتلهم الا الدودة التي تخرج من انف الجمل وكذلك انهم ياتون وعيسى عليه السلام موجود ويستند للاحاديث الصحيحة التي وردت عن المصطفى صلوات ربي عليه وكذلك انهم اصحاب ايادي من حديد وكذلك لا ينفع معهم حتي السلاح النووي وهذا حسب فهم الاخ من الاحاديث النبويه
ودمتم في رعاية الله وحفظة

بوفيصيل
14-10-2011, 02:10 AM
اخي عبدالواحد
ارجو ان يتسع صدرك لي
في البحث لم تتطرق لما تطرق له القرطبي وغيره من المفسرين في امهات الكتب راجيا توضيح الموضوع اذا امكن حتى يكون هناك اثراء للموضوع وجزاك الله خيرا

بوفيصيل
14-10-2011, 04:31 AM
الجواب :
يأجوج ومأجوج

كثر كلام العلماء في يأجوج ومأجوج، واختلفوا في أصلهم، وموطنهم، وسنلخص لك هنا أصح ما ورد في ذلك –وعلى الله التكلان-:

ورد ذكر يأجوج ومأجوج في قوله تعالى: { قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا }الكهف-94، وفي قوله تعالى: { حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ }الأنبياء-96.

{يأجوج ومأجوج} قُرأ مشهوراً بغير همز وبهمز حيث وقع وهما لغتان، قال ابن عباس –رضي الله عنه-: هما ابنا يافث بن نوح –عليه السلام-، وقيل: يأجوج من النزل ومأجوج من الجيل والديلم، وقيل: إنهم عشرة أجزاء، ومن عداهم من ولد آدم جزء واحد.

ومما يدل على ما ذهب إليه أنهم من صحراء الصين وما يتاخمها ما ورد في بعض الأحاديث، منها:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزاً وكرماً من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر)، رواه البخاري.

وفي رواية: (وهم أهل البازر) يعني أهل فارس، رواه البخاري.

عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوماً وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر)، رواه مسلم.

وقال ابن الأعرابي: والسدّان هما جبلان من قبل أرمينية وأذربيجان، وانتصاب بين على أنه مفعول به كما ارتفع بالفاعلية في قوله: -لقد تقطع بينكم-، وقيل موضع بين السدين هو منقطع أرض الترك مما يلي المشرق لا جبلاً أرمينية وأذربيجان.

وحكى ابن جرير في تاريخه أن صاحب أذربيجان أيام فتحها وجه إنساناً من ناحية الجزر فشاهده، ووصف أنه رفيع وراء خندق وثيق منيع.

لقد وقع الخلاف في صفتهم، فمن الناس من يصفهم بصغر الجثث وقصر القامة، ومنهم من يصفهم بكبر الجثث وطول القامة، ومنهم من يقول لهم مخالب كمخالب السباع، وإن منهم صنفاً يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى، ولأهل العلم من السلف ومن بعدهم أخبار متخلفة في صفاتهم وأفعالهم.

واختلف في إفسادهم في الأرض، فقيل هو أكل بني آدم، وقيل هو الظلم والغشم والقتل وسائر وجوه الإفساد، وقيل كانوا يخرجون إلى أرض هؤلاء القوم الذين شكوهم إلى ذي القرنين في أيام الربيع فلا يدعون فيها شيئاً أخضر إلا أكلوه.

وأخرج النسائي من حديث ابن عمرو بن أوس عن أبيه مرفوعاً أنه: "لا يموت رجل منهم إلا ترك منهم ألفاً فصاعداً".

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض يحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستفتحونه غداً، فيعودون إليه أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستفتحونه غداً إن شاء الله، ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويحرجون على الناس، فيستقون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء قسراً وعلواً، فيبعث الله عليهم نغفاً في أقفائهم فيهلكون، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : فوالذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكراً من لحومهم).

وقد ثبت في الصحيحين من حديث زينب بنت جحش قالت: (استيقظ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من نومه وهو محمر وجهه وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه -وحلق-، قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث).

وجاء في علامات الساعة الكبرى من ذلك:

عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: (اطّلع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وسلم- ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوفٍ، خَسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم).

وعن النواس بن سمعان قال: (ذكر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الدجال ذات غداة فخفّض فيه ورفّع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا.

فقال: ما شأنكم؟ قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفّضت فيه ورفّعت حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: غيرُ الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه شاب قطط عينه طائفة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا.

قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره.

قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً وأسبغه ضرواً وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون مملحين ليس بأيديهم شيء من أموالهم.

ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعوا رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك.

فبينا هو كذلك إذ يبعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدٍّ فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قومٌ قد عصمهم الله منه، فيمسح على وجوههم فيحدثهم بدرجاتهم في الجنة.

فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون.

فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويُحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة.

ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيراً كأعناق البخت، فتحملهم حيث شاء الله.

ثم يرسل الله مطراً لا يَكُنُّ منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك الله في الرِّسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي الفخذ من الناس.

فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة), رواه مسلم.


منقول عن موقع الشيخ محمد عبدالغفار الشريف

ارجوا من الاخ عبد الواحد التوضيح لما ذكر من احاديث المصطفي صلوات ربي عليه حتى تتضح الصورة مع جزيل الشكر
ودمتم في رعاية الله وحفظه