مشاهدة النسخة كاملة : تاملات في ثقافة النصر
gareeb
03-11-2010, 01:15 AM
[size="4"]بسم الله الرحمن الرحيم
... وهي تلك الثقافة التي تحدد النصر وترسم خطوطه وعوامله ومعانيه وتحدد اسبابه وشروطه ولا بد لنا من الاجتهاد بايجاد ثقافة معينه ومفاهيم تبني النصر وتحققه في الذهن قبل الواقع وفي الكتاب قبل الارض وذلك لعدة اسباب ابسطها اننا لم نعرف النصر ولم نتذوق طعمه ولذلك لا بد لنا من اخذ العبر والتعمق بدراسة علميه ومنهجيه لاشكال وحالات النصر والهزيمه وشخصية من حقق النصر وذاق طعمه وذلك من خلال ابحاث تفصيليه لتلك الحركات او الشخصيات التي حفرت اسماءها في عالم النصر وكانت بصماتها تشكل جزءا من ثقافة النصر ... وقد امرنا الله في مواضع كثيرة بتدبر من سبقنا من عصور واقوام بل وكان يسري ويثبت قلب رسوله صلى الله عليه وسلم بسيرة من سبقه من الانبياء والرسل لاخذ العبرة والحكمه والثبات وقد كانت هذه سنة التابعين ومن تبعهم من بعدهم في دراسة احوال القرون والتفكر والتدبر للخلوص بتجربة عمليه قبل الخوض بالتجربة والعمل وما تكرار قصص الانبياء في القران الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين الا للاهمية الكبرى وعلاقتها بثقافة النصر في الدنيا والنجاة في الاخرة
قال تعالى(فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)
قال تعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)
ولذلك كان حري بمن يعمل للنصر في هذه الدنيا والنجاة في الاخرة ان لايغفل عن حقيقة كهذه وهي تسليط الضوء وبقوة على مفاهيم النصر وثقافته ولا يكتفي بفهمه السطحي والعام لقوله تعالى (ان تنصروا الله ينصركم) ان النصر حليف من ينصر الله وذلك بالقيام بالفرض والابتعاد عن الحرام !! ولا يجهد نفسه بالتعمق والدراسة والبحث في ثقافة النصر ومفاهيمه وعوامله ومفاصله و...
ان هذا الموضوع الجلل والمفهوم العظيم الذي يسمى النصر والذي يجب ان يؤلف ويكتب فيه الكثير الكثير قد ظُلم من قبل منشدوه وطالبوه في هذا العصر حين كانت كتاباتهم وابحاثهم تتناوله بالعموم السطحي ولم يجهدوا انفسهم بدراسة الحركات او الشخصيات التي كانت للنصر اسما وعنوانا ولم يهتدوا بهديهم الذي جعلهم هم والنصر اخوانا ولم يحصوا انجازات نصرهم التي كانت ولا زالت ليومنا هذا منارة للباحثين... ويجب ان تكون الدراسه بالشكل الذي ينفي عنها الناحيه القصصيه ويستخلص منها القواعد والمفاهيم الواضحه التي تشكل قاعدة ربط وانطلاق لمن يسعى ويطلب النصر كغاية فى عمله
ولتسليط الضوء قليلا على المقصد من ثقافة النصر نسوق هذه القصة اللطيفه كمدخلا للموضوع ...
كان الاصمعي وهو كعبة في اللغه وامام حجه في اختلاف اللغويين ...
كان يوما جالسا يحدث الناس ويعلمهم اللغه فاحتج بقوله تعالى وقال (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله. غفور رحيم) فقال له اعرابي يا اصمعي كلام من هذا فقال الاصمعي هذا كلام الله فقال الاعرابي هذا كلام خاطئ فهاج المجلس واضطرب لاتهام الاعرابي كلام الله بالخطاء وقام بعض تلاميذ الاصمعي يزجرون الاعرابي.. فقال له العالم الاصمعي ولماذا خطاء فقال كيف يقول الله بقطع يد ويعاقبويختم قوله بانه غفور ورحيم ما هذا بقول يقوله من يعاقب .!!!
فتدارك الاصمعي خطاءه بختم الاية وان الله تعالى قد ختم الايه بقوله عزيز حكيم وليس غفور رحيم وان الايه هي( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم)
فقال الاعرابي اما هذه فنعم فقال الاصمعي والله لا نفقه من كلام العرب شئ...!!!
هذه العبره والاثر العظيم تشير الا ان الله عز وجل حين ذكر في الايات خواتيمها كان لحكمة عظيمه مرتبطه كل الارتباط بسياق الايه ومعناها وليس مجرد ختم كختم قافية الشعر فقوله تعالى مثلا(قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار) فختم الايه باولى ابصار لها علاقه مهمه ومباشره بسياق الاية ومعناها
... ولا يعني الكلام ان الموضوع محصور بخواتم الايات فقط بل بكل ما ذكر في الاية من معان لهو اشارة على اهمية ربطها بالمفهوم العام المذكور في الاية
وتامل اخي الحبيب هذه الايه بقلبك وعقلك ولعظمة قائلها جل وعلى(وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين)
وغير ذلك مما يدهش العقل في ويطئطئ المرء راسه اجلالا لعظمة دلالات القران ومعانيه...
وحين محاولة تكوين مفاهيم النصر وثقافته يكون القران الكريم المنبع الذي لا ينضب بهذه الثقافه وعواملها ومقتضاها...
قال تعالى ((فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)
وقال تعالى مخاطبا المؤمنين(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)
فقوله تعالى لاولى الالباب اشارة للتفكر والبحث من اصحاب الفكر واصحاب العقول في قصص القران حول اهل الرسالات والتبليغ واحوال اقوامهم وصراعاتهم في الدعوة وغيرها من ايات العبر والحكمه لنتعلم سنن الله في تداول الايام واحوال الدعوات وسنن النصر والهزيمه...
ولايعني ذلك الحصر في قصص الانبياء فكل احداث الماضي في تاريخ المسلمين فيما يتعلق بالنصر والهزيمه هي موضع عبرة وبحث في ثقافة النصر وتكوين مفاهيمه ... ولذلك كان حريا بنا
اولا: تدبر ايات النصر واحاديثه الشريفه والعوامل التي ربطها الله عز وجل بالايه وما معنى ذلك وما علاقته بالنصر او الهزيمه
وثانيا: تتبع سنن من هم قدوة او هديا لنا ممن كان النصر حليفهم لدراسة نشاتهم وشخصيتهم وعلاقة ذلك باستحقاقهم النصر
اما اولا :
فحين يربط الله عز وجل ما اصاب المسلمين في غزوة حنين بالاعجاب بالنفس حيث قال تعالى (ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا) فالفكرة التي يجدر بنا دراستها هي موضوع الغرور والاعجاب بالنفس والثقه الزائده بالنفس وكيف ان هذا المرض القلبي يعيق النصر او يمنعه و لذلك يجب ان ندرك اسبابه ومنشاءه وكيفية معالجته واستئصاله من حملة الدعوة ...
وحين نقرا قوله تعالى(إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم) نجد ان الايه اشارة الى ان الخذلان الذي اصاب بعض المؤمنين في غزوة احد كان بسبب غلبة الشيطان عليهم بان دب الهزيمة في قلوبهم في يوم من اهم ايام المؤمنين وما حصلت الغلبه للشيطان في ذلك الموقف على قلوب المؤمنين الا لاثم كسبوه من قبل ولذلك يجب ان يدرك حامل الدعوة ان بعض الثغرات تمكن الشيطان من هزيمته في يوم يكون بامس الحاجة فيه الى الثبات كيوم تحقيق او اعتقال مثلا ...فينزع بسلوكه الى الكمال ويقلل ثغراته حتى تكاد لا تراهاويبكي دما عليها ان حصلت ليثبته الله ويتوب عليه ويشفي قلبه . فيعمل حملة الدعوة حينئذعلى الحرص على هذا الجانب ايما حرص لانه من عدة النصروعتاده..
وقوله تعالى(وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)
نجد ان الايه تشير الى ان الاسراف في المعاصي او او كثرة الثغرات له تاثير واضح في مواقف الثبات على الحق وفي ساحة الوغى فنسلط الضوء حتى على الاسراف على انفسنا في المباح خشية ان نصل الى الحرام فتزيد الهمه ويكثرالتقرب الى الله ويعلو المقام .. قال العلامه المفكرابن القيم لشيخه ابن تيميه هل تسمح لى بان اوسع على نفسي في المباحات قال له لا ان في نفسك من الغفلة ما يكفيها.. فكان ابن القيم يرجئ سن (بري) الاقلام التي يكتب بها حين يزوره ضيف خشية تضييع الوقت...!!
وقال تعالى(
(بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين
وقوله ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
وقوله تعالى (
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)
وقال تعالى(ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون)
وقال تعالى (وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون)
وقال تعالى(إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
فهذه الايات وغيرها واشارتها الى اهمية معاني التقوى والتوكل والخشيه والصبر وهذه معان لمفاهيم لها مدلولات فكرية ولها طريقة في تشكيلها في شخصية حامل الدعوة وتركيزها وتقويتها و.. ولذلك كانت هذه المفاهيم يجب ان تدرس دراسه واعية من اولي الالباب اي اصحاب الفكروالفقه لبلورتها وتوضيحها فمفاهيم كمعنى الاخلاص والتقوى والخشية والثبات والتوكل و ... تعبتر من اقوى الاسلحه في عالم الدعوة وتحقيق النصر فاذا انعدم فهمها بعمق واستناره و لم يدرك حامل الدعوه كيفية تقوية هذه المفاهيم في شخصه واسباب ضعفها او غيابها فقد فقد اهم الاسلحه في حمله للدعوه وتحقيق النصر
وقد وردت الادلة الشرعيه باهميتها بل وبجعل الكثير منهااساسا لقبول العمل او بطلانه ولجعل الكثير منها من معيقات النصر او منعه .
gareeb
03-11-2010, 01:16 AM
فالمفاهيم التي تتعلق برفع العمل وقبوله كالنية والاخلاص والتضرع والدعاء و.. هي بالاحرى قواعد عامه داعمة ومقوية للعمل وكما قال يحيى بن ابي كثير تعلموا النية فانها ابلغ من العمل اي بصدق النيه والاخلاص فيها يقوى العمل وقال تعالى(ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما) وقد يكون الاجر العظيم في الدنيا لعدم تقييد الايه بالاخرة وذلك بالنجاح والفلاح والنصر ورفع الدرجات و... كما قال ا ابن المبارك (رب عمل صغير تكبره النيه ورب عمل كبير تصغره النيه)
والمفاهيم التي تتعلق ببطلان العمل وتبطء النصر ولا ترفع العمل كالرياء والنفاق والفخر والعجب والكبر واشراك النيه بامر الدنيا و... هي ايضا قواعد عامه للعمل حيث تلصقه بالارض وتحبطه وقد تمنع الفلاح او النجاح او النصر
انظر يا رعاك الله الى محبطات الاعمال والى مبطئات النصر فقد تكون من ذات العمل كمن يفقد صاحبها الاخلاص كما في الحديث جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم( فقال ارائت رجلا غزا يلتمس الاجر والذكر ما له ؟ فقال الرسول لا شئ , لا شئ, لاشئ ثم قال ان الله لا يقبل من العمل الاما كان خالصا وابتغي به وجهه )
او يعصي الامير كما في غزوةاحد , او يدخل على العمل مبطلات له كالعجب في غزوة حنين , او كمن يفقد الصبر كالجريح في الجهاد الذي لا يقوى على الالم فينتحر فيذهب جهاده هباءا منثورا قال تعالى (وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)
او كمن يختلى بمحارم الله فينتهكها فيبطل عمله قال صلى الله عليه وسلم (لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا حتى لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )فقبول العمل ورفعه الى الله هو النصر بل هو اعظم اشكال النصر وبطلان العمل وعدم قبوله هو الهزيمه بل هو شر الهزيمه...
وحمل الدعوة او السعي في طلب العلم اوالجهاد في سبيل الله او قيادة الامه للدعوة والخير او... هي من اعظم الاعمال واشرفها عند الله ولذلك يكثر فيها البلاء والتمحيص فيرفع الله بها اقواما ويضع اخرين ويعز اقواما ويذل اخرين وينصر اقواما ويهزم اخرين وكل ذلك يعتمد على مفاهيم وثقافة النصر والانصهار بها وهنا يبرز العامل الثاني من عوامل ثقافة النصرومفاهيمه وهو تتبع سنن من هم قدوة او هديا لنا ممن كان النصر حليفهم لدراسة نشاتهم وشخصيتهم وعلاقة ذلك بالنصر فالعمل مها صلح وحسن من عوامل واركان فلا قيمة له ان لم يكن اساسه التقوى والاخلاص وصدق النيه و.. فقد تكون صلاتنا كسواد الناس وعامتهم وقد يكون علمنا لا يتجاوز حناجرنا او اوراق صفحاتنا وقد يكون سعينا لا يتجاوز محيطنا ... اوقد تكون صلاتنا تخشع لها قلوب الجبابره وقد تضرب اكباد الابل لعلمنا بالاقبال عليه ونشره في الافاق وقد يكون سعينا يسبق الزمن ويصرعه...
وانظر يا رعاك الله الى بعض من اكرمهم الله بالعلم او النصر او تاثير دعوتهم ونجاحها كيف بلغت الافاق في سنين قليله وايام معدودات وليس ذلك الا بالتقوى والاخلاص وصدق النيه و تحقيق القواعد العامه في النجاح والفلاح وانظر في الصورة المقابلة لمن اهدر حياته بالعمل والجهد في دين الله او تحصيل العلم ولم ينقصه عقل او جهد الا انه لم يخرج بمعشار او مُد ما خرج به غيره ...!!!
فالطاقه الدافعه والرافعة للعمل تكمن بثقافة النصر والانصهار بمفاهيمها قال تعالى في الايه المكيه ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) فهداية الله لمن يجاهد نفسه على الطاعات والصدق فيها وعلى المعاصي وخشية الوقوع فيها تفتح له سبلا مغلقه ودروبا موصلة ومخارج منجية قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) هذه الثقافه لمتعلقات الايات او الاعمال التي ذكرت بجانب النصر وقبول العمل او بجانب الهزيمة وبطلان العمل يقابلها ايات ايضا لها علاقات تحتاج الى بحث وتمحيص في كثير من القضايا التي يرتفع بها حامل الدعوة ويتميز بها ويتسلح بها في مسيرة دعوته فمثلا قوله تعالى (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين)
اشارة الى الحماية من الاثم والفحشاء التى ييسرها الله لعباده المخلصين فالاخلاص هنا كان له دور في عدم الوقوع فى المعصيه ... وكقوله تعالى( ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)
في حين نرى في المقابل قوله تعالى
(سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) نجد الله قد صرف عن طريق الهدى والفلاح واعمى بصيرة المتكبرين بسبب غفلانهم عن الحق فضلوا فلايروا الباطل الا حقاا ولا يروا الحق الا باطلا وفي المقابل يزيد الله الذين اهتدوا هدى ويحميهم من الضلال وطرقه
بل ونجد امورا لا نحس ان لها علاقة بالعمل المقصود امر الله بها عباده وربطها بتلك الاعمال كقوله تعالى (يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) فالذكر الكثير جعله الله على علاقة مباشرة بالقتال والثبات ...
وقول تعالى (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الالباب)
وانظر الاشارة لاصحاب الفكر والعلم على صلاة الليل والمناجاة والتذلل لرب العالمين والخشي وقوله تعالى ( واتقوا الله ويعلمكم الله) اشارة ان الله يرزق الاتقياء العلم ويزيد علمم بزيادة تقاهم لا بزيادة بحثهم وقراءاتهم فقط
وكيف
ان الله اوجد علاقة بين الصبر والذكر في قولة تعالى (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى !!
)
نعم ان للنصر لثقافة ومفاهيم مرتبطه بقبول العمل وجعله درجات بعضها فوق بعض ان اطلقت فكرك لا تكاد تدركها وقد امر بها الله بعضها على صعيد الفرض كالاخلاص والتوكل وبعضها على صعيد الندب كالذكر الكثير وقيام الليل والصدقه و... هذه المفاهيم توصل الى تحصيل محبة الله وولايته وهم من يكرمهم الله بمنة النصر قال ابن القيم (الجنة ترضى منك باداء الفرائض والنار تندفع عنك بترك المعاصي والمحبه لا تقنع منك الاببذل الروح )اي بما هو فوق الفرض والحرام
قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع
وانظر الاشارة في الاية الى العباد الذين يحبهم الله فتجدهم موجودين في الحديث القدسي الذي قائم على الاجتهاد بالمندوبات والنوافل وليس مقتصرا على الالتزام بالفروض والابتعاد عن الحرام . ن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، و إن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه ، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت و أنا أكره مساءته. هذا الفضل لاحباب الله وهم اهل النوافل فوق الفروض لذلك كانت الاشارات في الحديث القدسي لمحبة الله للعبد بالنوافل مثل (كنت يده التي يبطش بها) حول مفاهيم القوة والغلبة بان يرزقه الله من هذا الفضل العظيم واشارة اخرى لمفاهيم وقواعد النصر العامه التي اتت بها الايه...
فالقول ان النصر يتحقق بالالتزام بالفروض والابتعاد عن الحرام ولا يشترط فيه الاجتهاد الكثير بالمندوبات لهي اجابة بغير هدى ولا علم ولهو ظلم حقيقي لمفهوم النصر الذي تبذل فيه المهج والارواح فهذه الكلمه العظيمه التي تنزل من السماء ويرفع الله بها اقواما سيسطر التاريخ اسماءهم باحرف من نور لا تستحق هذا الفهم السطحي والاقتصاد ببضعة اسطر لهذا المفهوم العظيم ...!!! [/size]
سياسي
03-11-2010, 11:29 AM
أقول قولي هذا .... وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
ابو طلال
03-11-2010, 12:22 PM
فالمفاهيم التي تتعلق برفع العمل وقبوله كالنية والاخلاص والتضرع والدعاء و.. هي بالاحرى قواعد عامه داعمة ومقوية للعمل وكما قال يحيى بن ابي كثير تعلموا النية فانها ابلغ من العمل اي بصدق النيه والاخلاص فيها يقوى العمل وقال تعالى(ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما) وقد يكون الاجر العظيم في الدنيا لعدم تقييد الايه بالاخرة وذلك بالنجاح والفلاح والنصر ورفع الدرجات و... كما قال ا ابن المبارك (رب عمل صغير تكبره النيه ورب عمل كبير تصغره النيه)
والمفاهيم التي تتعلق ببطلان العمل وتبطء النصر ولا ترفع العمل كالرياء والنفاق والفخر والعجب والكبر واشراك النيه بامر الدنيا و... هي ايضا قواعد عامه للعمل حيث تلصقه بالارض وتحبطه وقد تمنع الفلاح او النجاح او النصر
انظر يا رعاك الله الى محبطات الاعمال والى مبطئات النصر فقد تكون من ذات العمل كمن يفقد صاحبها الاخلاص كما في الحديث جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم( فقال ارائت رجلا غزا يلتمس الاجر والذكر ما له ؟ فقال الرسول لا شئ , لا شئ, لاشئ ثم قال ان الله لا يقبل من العمل الاما كان خالصا وابتغي به وجهه )
او يعصي الامير كما في غزوةاحد , او يدخل على العمل مبطلات له كالعجب في غزوة حنين , او كمن يفقد الصبر كالجريح في الجهاد الذي لا يقوى على الالم فينتحر فيذهب جهاده هباءا منثورا قال تعالى (وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)
او كمن يختلى بمحارم الله فينتهكها فيبطل عمله قال صلى الله عليه وسلم (لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا حتى لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )فقبول العمل ورفعه الى الله هو النصر بل هو اعظم اشكال النصر وبطلان العمل وعدم قبوله هو الهزيمه بل هو شر الهزيمه...
وحمل الدعوة او السعي في طلب العلم اوالجهاد في سبيل الله او قيادة الامه للدعوة والخير او... هي من اعظم الاعمال واشرفها عند الله ولذلك يكثر فيها البلاء والتمحيص فيرفع الله بها اقواما ويضع اخرين ويعز اقواما ويذل اخرين وينصر اقواما ويهزم اخرين وكل ذلك يعتمد على مفاهيم وثقافة النصر والانصهار بها وهنا يبرز العامل الثاني من عوامل ثقافة النصرومفاهيمه وهو تتبع سنن من هم قدوة او هديا لنا ممن كان النصر حليفهم لدراسة نشاتهم وشخصيتهم وعلاقة ذلك بالنصر فالعمل مها صلح وحسن من عوامل واركان فلا قيمة له ان لم يكن اساسه التقوى والاخلاص وصدق النيه و.. فقد تكون صلاتنا كسواد الناس وعامتهم وقد يكون علمنا لا يتجاوز حناجرنا او اوراق صفحاتنا وقد يكون سعينا لا يتجاوز محيطنا ... اوقد تكون صلاتنا تخشع لها قلوب الجبابره وقد تضرب اكباد الابل لعلمنا بالاقبال عليه ونشره في الافاق وقد يكون سعينا يسبق الزمن ويصرعه...
وانظر يا رعاك الله الى بعض من اكرمهم الله بالعلم او النصر او تاثير دعوتهم ونجاحها كيف بلغت الافاق في سنين قليله وايام معدودات وليس ذلك الا بالتقوى والاخلاص وصدق النيه و تحقيق القواعد العامه في النجاح والفلاح وانظر في الصورة المقابلة لمن اهدر حياته بالعمل والجهد في دين الله او تحصيل العلم ولم ينقصه عقل او جهد الا انه لم يخرج بمعشار او مُد ما خرج به غيره ...!!!
فالطاقه الدافعه والرافعة للعمل تكمن بثقافة النصر والانصهار بمفاهيمها قال تعالى في الايه المكيه ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) فهداية الله لمن يجاهد نفسه على الطاعات والصدق فيها وعلى المعاصي وخشية الوقوع فيها تفتح له سبلا مغلقه ودروبا موصلة ومخارج منجية قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) هذه الثقافه لمتعلقات الايات او الاعمال التي ذكرت بجانب النصر وقبول العمل او بجانب الهزيمة وبطلان العمل يقابلها ايات ايضا لها علاقات تحتاج الى بحث وتمحيص في كثير من القضايا التي يرتفع بها حامل الدعوة ويتميز بها ويتسلح بها في مسيرة دعوته فمثلا قوله تعالى (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين)
اشارة الى الحماية من الاثم والفحشاء التى ييسرها الله لعباده المخلصين فالاخلاص هنا كان له دور في عدم الوقوع فى المعصيه ... وكقوله تعالى( ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)
في حين نرى في المقابل قوله تعالى
(سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) نجد الله قد صرف عن طريق الهدى والفلاح واعمى بصيرة المتكبرين بسبب غفلانهم عن الحق فضلوا فلايروا الباطل الا حقاا ولا يروا الحق الا باطلا وفي المقابل يزيد الله الذين اهتدوا هدى ويحميهم من الضلال وطرقه
بل ونجد امورا لا نحس ان لها علاقة بالعمل المقصود امر الله بها عباده وربطها بتلك الاعمال كقوله تعالى (يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) فالذكر الكثير جعله الله على علاقة مباشرة بالقتال والثبات ...
وقول تعالى (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الالباب)
وانظر الاشارة لاصحاب الفكر والعلم على صلاة الليل والمناجاة والتذلل لرب العالمين والخشي وقوله تعالى ( واتقوا الله ويعلمكم الله) اشارة ان الله يرزق الاتقياء العلم ويزيد علمم بزيادة تقاهم لا بزيادة بحثهم وقراءاتهم فقط
وكيف
ان الله اوجد علاقة بين الصبر والذكر في قولة تعالى (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى !!
)
نعم ان للنصر لثقافة ومفاهيم مرتبطه بقبول العمل وجعله درجات بعضها فوق بعض ان اطلقت فكرك لا تكاد تدركها وقد امر بها الله بعضها على صعيد الفرض كالاخلاص والتوكل وبعضها على صعيد الندب كالذكر الكثير وقيام الليل والصدقه و... هذه المفاهيم توصل الى تحصيل محبة الله وولايته وهم من يكرمهم الله بمنة النصر قال ابن القيم (الجنة ترضى منك باداء الفرائض والنار تندفع عنك بترك المعاصي والمحبه لا تقنع منك الاببذل الروح )اي بما هو فوق الفرض والحرام
قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع
وانظر الاشارة في الاية الى العباد الذين يحبهم الله فتجدهم موجودين في الحديث القدسي الذي قائم على الاجتهاد بالمندوبات والنوافل وليس مقتصرا على الالتزام بالفروض والابتعاد عن الحرام . ن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، و إن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه ، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت و أنا أكره مساءته. هذا الفضل لاحباب الله وهم اهل النوافل فوق الفروض لذلك كانت الاشارات في الحديث القدسي لمحبة الله للعبد بالنوافل مثل (كنت يده التي يبطش بها) حول مفاهيم القوة والغلبة بان يرزقه الله من هذا الفضل العظيم واشارة اخرى لمفاهيم وقواعد النصر العامه التي اتت بها الايه...
فالقول ان النصر يتحقق بالالتزام بالفروض والابتعاد عن الحرام ولا يشترط فيه الاجتهاد الكثير بالمندوبات لهي اجابة بغير هدى ولا علم ولهو ظلم حقيقي لمفهوم النصر الذي تبذل فيه المهج والارواح فهذه الكلمه العظيمه التي تنزل من السماء ويرفع الله بها اقواما سيسطر التاريخ اسماءهم باحرف من نور لا تستحق هذا الفهم السطحي والاقتصاد ببضعة اسطر لهذا المفهوم العظيم ...!!! [/size]
الاخ الفاضل غريب تحية طيبة وبعد
ارى ان رد الاخ عبد الواحد جعفر شافي ووافي وساضعه هنا
أخي الحبيب أبو مثنى، تحية طيبة، وبعد،،
حمل الدعوة فرض على مسلم، والعمل لإقامة الخلافة فرض كفاية، فإذا تحققت الكفاية فيمن نهض بأعباء العمل لإقامة الخلافة سقط الاثم عن المسلمين في إقامة جماعة؛ لأن الجماعة قد أقيمت، وتبقى ذمة جميع المسلمين مشغولة بالعمل لإقامة الخلافة، ولا يسقط الاثم عن المسلمين إلا بإستئناف الحياة الإسلامية فعلاً، وإقامة الدولة الإسلامية. حينها، وحينها فقط، يسقط الاثم عن المسلمين. فالعمل لإقامة الخلافة فرض بذاته، والقيام بما يحقق هذا الفرض هو الذي به تستأنف الحياة الإسلامية وتقام الدولة الإسلامية؛ أي يتحقق الفرض. واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية لا بد من ربطه بالأسباب التي تؤدي إلى استئنافها؛ لذلك كان ربط الأسباب بمسبباتها هو الذي يحقق الفرض، وهو استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية. وهذه الأسباب ليست النوافل، ولا المندوبات، إنما هي فرائض طلب منا القيام بها، منها إيجاد الحزب القادر على إعادة بناء الأمة وفقاً للمبدأ الذي يقوم عليه، ومنها القيام بالأعمال التي عينها الشرع والتي هي أحكام الطريقة لإقامة الخلافة واستئناف الحياة الإسلامية، سواء أكان ذلك بالثقيف الفردي والجماعي، أو أعمال صهر الأمة في بوتقة الإسلام، أم في الأعمال السياسية ككشف خطط الكفار وتبني مصالح الأمة، أو تنظيم تأييد الأمة لبناء القاعدة الشعبية أوفي طلب النصرة وجمع القوى لأخذ الحكم، كل هذه الأعمال هي من الطريقة التي جعلها الشرع سبباً لاستئناف الحياة الإسلامية.
ولذلك لم يجعل الشرع النوافل والمندوبات طريقة لإقامة الخلافة.. ولم يجعل إقامة الخلافة متوقفاً عليها، ولا شرطاً لها، وإلا كانت سبباً من أسباب قيامها، وهذا ليس صحيحاً.
لكن القيام بالنوافل والمندوبات عمل يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، وما جعل فعله مما يثاب عليه، وتركه مما لا يعاقب عليه، لا يكون سبباً في حصول النصر، ولا عدمه سبباًَ في عدم حصول النصر.
لكن الشرع أمرنا بالقيام بالنوافل والمندوبات، ولم يربطه بحال من الأحوال، فهو أمر مطلق، في كل حين وكل زمان، وسواء استؤنفت الحياة الإسلامية أم لم تستأنف، وسواء حصلت المعركة أم لم تحصل، لم يجعل الإسلام القيام بالنوافل والمندوبات سبباً لقضاء الحاجات، ولا لتحقيق الغايات، وإنما أمر بها تقرباً إلى الله، وللحصول على الثواب والمغفرة، والارتقاء بالدرجات.. وما أمر به الشرع هو الإلتزام بالإسلام، كما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقام بالفرض على أنه فرض من الله يثاب فاعله ويعاقب تاركه، ويقام بالنوافل والمندوبات على أنها طلب فعل مقرون بترجيح الفعل على الترك، فيقام به كفعل يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، وكذلك في اجتناب الحرام، أو المكروه، أو القيام بالمباح. فإذا التزم المسلم بالإسلام على هذا النحو، وقام بما أمر الشرع به لاستئناف الحياة الإسلامية، فإنه سيحقق غايته، وسيحصل على مراده، وإن خالف ذلك لم يحقق الغاية ولم يصل إلى الهدف.
فالذي لا يقوم بالنوافل أو المندوبات ليس عاصياً لله، والذي يقوم بالفروض وحدها ويجتنب المحرمات وحدها طائع لله، وليس عاصياً له في شيء. إلا أن الأجر والثواب أكبر لمن يتقرب إلى الله بالنوافل والمندوبات. والله عندما كلفنا العمل لاستئناف الحياة الإسلامية لم يقرن التكليف بالقيام بالنوافل والمندوبات، لكنه ندب إليها في كل حال.
هذا هو موضوع النوافل والمندوبات، وهكذا يجب أن يفهم، حتى يتحقق النصر من الله لحملة الدعوة..
مع خالص التحيات لك وللأخوة جميعاً
gareeb
03-11-2010, 06:16 PM
أقول قولي هذا .... وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم(مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما سمع كمثل رجل أتى راعيا فقال يا راعي اجزر لي شاة من غنمك قال اذهب فخذ بأذن خيرها
فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم)
أبو محمد
03-11-2010, 10:18 PM
بارك الله بك يا غريب على جهدك الذي بذلته في الكتابة.
تلخيصا لما تفضل به الأخ غريب في هذه المشاركة:
يتحدث عن عوامل النصر وأسبابه وأجملها حسب رأيه -لم يطرحها كلها- بالتالي:
الإبتعاد عن الإعجاب بالنفس والغرور والثقة بالنفس الزائدة.
والإبتعاد عن المعاصي والإسراف في المعاصي وكثرة الثغرات في السلوك.
عدم التوسيع على أنفسنا حتى بالمباح كما ورد في قول الإمام ابن القيم رحمه الله.
علينا بالتقوى والتوكل والخشية والصبر والإخلاص والثبات.ويقول أيضا الاخ أن هذه لها طريقة في تشكيلها وتركيزها وتقويتها.
ويجب ملاحظة النية والأخلاص والتضرع والدعاء.
وتجنب الرياء والنفاق والفخر والعجب والكبر وإشراك النية بأمر الدنيا.
دراسة الشخصيات التي حققت النصر ودراسة الحركات التي حققت النصر.
ولن نذكر موضوع النوافل التي نوقشت من قبل.
حسب فهمي للموضوع فإنه لا يوجد من يخالف بمجمل ما تكلمت به تقريبا ولكن العبرة بالكيفية التي تبني هذه المفاهيم العقدية بمجملها.
كل ما تفضل به الاخ الفاضل إما ان يندرج تحت العقيدة كالإخلاص أو يندرج تحت الأحكام الشرعية كالإغترار بالنفس "ولا تمشي في الأرض مرحا".
على الرغم من أنك انتقدت فهم الأخ الفاضل عبد الواحد جعفر للنصر وجعلته سطحيا ولكنك لم تخرج عنه قيد أنمله إلا بالنوافل الذي قد بين لك في معرض رده دوره بالنصر.
والسلام عليكم ورحمة الله
فرج الطحان
03-11-2010, 11:11 PM
قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم(مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما سمع كمثل رجل أتى راعيا فقال يا راعي اجزر لي شاة من غنمك قال اذهب فخذ بأذن خيرها
فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم)
مسند أحمد مع حكم الأرناؤوط - (ج 12 / ص 57)
8624 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث عن صاحبه الا بشر ما سمع كمثل رجل أتى راعيا فقال يا راعى أجزر لي شاة من غنمك قال اذهب فخذ بأذن خيرها فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف
gareeb
03-11-2010, 11:27 PM
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 16/262
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
فرج الطحان
04-11-2010, 09:42 AM
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 16/262
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
مسند أبي يعلى [ جزء 11 - صفحة 275 ]
6388 - حدثنا عبد الأعلى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مثل الذي يسمع الحكمة فيحدث بشر ما سمع مثل رجل أتى راعيا فقال : يا راعي أجزرني شاة من غنمك فقال : اذهب فخذ بأذن خيرها شاة فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم
قال حسين سليم أسد : إسناده ضعيف
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - (ج 1 / ص 74)
باب فيمن سمع شيئاً فحدث بشره
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يسمع الحكمة فيحدث شر ما يسمع مثل رجل أتى راعياً فقال: يا راعي أجزرني شاة من غنمك فقال: اذهب فخذ بأذن خيرها شاة فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم. رواه أبو يعلى وفيه علي بن زيد وهو ضعيف واختلف في الاحتجاج به.
تخريج أحاديث الإحياء - (ج 5 / ص 97)
2097 - حديث " مثل الذي يجلس يستمع الحكمة ثم لا يعمل إلا بشر ما يستمع كمثل رجل أتى راعيا فقال له : يا راعي اجرر لي شاة من غنمك فقال اذهب فخذ خير شاة فيها فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم "
** أخرجه ابن ماجه من حديث أبي هريرة بسند ضعيف .
كشف الخفاء - (ج 2 / ص 198)
2268 - مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث إلا بشر ما سمع ، كمثل رجل أتى راعيا فقال أجزرني شاة ، فقال له خذ خيرها شاة ، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم.
رواه أحمد وابن ماجه وابن منيع والطيالسي والبيهقي والعسكري عن أبي هريرة رفعه وسنده ضعيف.
قال العسكري أراد به الحث على إظهار أحسن ما يسمع والنهي عن الحديث بما يستقبح.
29014 مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ولا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع كمثل رجل أتى راعيا فقال : يا راعي أجزرني شاة من غنمك ، قال : اذهب فخذ بأذن خيرها شاة ، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم (حم ، ه - عن ابي هريرة) (1).
__________
(1) أخرجه ابن ماجه كتاب الزهد باب الحكمة رقم (4172) وقال في الزوائد : إسناده ضعيف.
المقاصد الحسنة - (ج 1 / ص 199)
حديث: مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث إلا بشر ما سمع كمثل رجل أتى راعياً فقال أجزرني شاة، فقال له خذ خيرها شاة فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم، أحمد وابن ماجه وابن منيع والطيالسي والبيهقي والعسكري كلهم من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة به مرفوعاً، وسنده ضعيف وقال العسكري: أراد به الحث على إظهار أحسن ما يسمع والنهي عن الحديث بما يستقبح. وهو معنى قوله عز وجل " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " .
اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (ج 1 / ص 52)
[304] وقال أبويعلى الموصلي: ثنا عبدالأعلى، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "مثل الذي يسمع الحكمة فيحدث بشر ما سمع، مثل رجل أتى راعيًا فقال: يا راعي، أجزرني شاة من غنمك، فقال: اذهب فخذ بأُذن خيرها شاة، فذهب فأخذ بأُذن كلب الغنم "
قلت: علي بن زيد بن جدعان ضعيف.
أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب - (ج 1 / ص 253)
1297- خبر مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ولا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع كمثل رجل أتى راعيا فقال يا راعي أجزرني بشاة من غنمك قال اذهب فخذ بأذن خيرها شاة فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم
رواه أحمد وسنده ضعيف فيه علي بن يزيد
المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، في تخريج ما في الإحياء من الأخبار. - (ج 4 / ص 94)
1 - حديث "مثل الذي يجلس يستمع الحكمة ثم لا يعمل إلا بشر ما يستمع كمثل رجل أتى راعيا فقال له : يا راعي اجرر لي شاة من غنمك فقال اذهب فخذ خير شاة فيها فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم"
% أخرجه ابن ماجه من حديث أبي هريرة بسند ضعيف.
كما أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء
والله أعلم
gareeb
04-11-2010, 03:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ المحترم فرج الطحان
١.هل وجدت اثناء بحثك التخريج الذي يعتبر الحديث حسنا ام لا ؟
٢.هل ترى من انه من الادب والتقوى وحسن الخلق لمسلم او لحامل دعوة ان يعلق على موضوع فيه من الايات والاحاديث بالتهكم والسخرية مهما كانت عدم قناعته بالموضوع ؟؟
فرج الطحان
04-11-2010, 04:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ المحترم فرج الطحان
1.هل وجدت اثناء بحثك التخريج الذي يعتبر الحديث حسنا ام لا ؟
2.هل ترى من انه من الادب والتقوى وحسن الخلق لمسلم او لحامل دعوة ان يعلق على موضوع فيه من الايات والاحاديث بالتهكم والسخرية مهما كانت عدم قناعته بالموضوع ؟؟
أخي الكريم،،
1_ رغم بحثي في أكثر من مصدر من مصادر الحديث الشريف والتخريج .. الخ، فلم أجد أحداً اعتبر هذا الحديث من قبيل الحسن، بل تكاد آراؤهم تجمع على أنه ضعيف، والضعيف لا يجوز الاستدلال به.
2_ ليس من الأدب ولا التقوى ولا حسن الخلق أن يسخر مسلم من مسلم، أو يسفه رأيه، فكيف إذا كان الرأي مبنياً على فهم لنصوص شرعية، فمن باب أولى لا يجوز..
وبارك الله فيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو محمد
04-11-2010, 07:53 PM
لماذا تحرفون المواضيع عن مسارها بالإلتفات ليعض الكلمات والآراء التي تغرد خارج السرب. فمثلا ما قاله ردا على الأخ غريب سياسي ليس مقبولا ولكنه لا يجب ان يلتفت لهذه المشاركة ولو كانت فيها بعض السوء لأنها لا تحمل رأيا ولا ردا.
فلنرجع لما تفضلت به با غريب عن النصر ولتبين لنا ما الفرق بين رأيك التفصيلي وبين رأي الأخ عبد الواحد الإجمالي لو تجاوزنا النوافل والمندوبات!
حياكم الله
ابو ايوب
04-11-2010, 08:23 PM
لماذا تحرفون المواضيع عن مسارها بالإلتفات ليعض الكلمات والآراء التي تغرد خارج السرب. فمثلا ما قاله ردا على الأخ غريب سياسي ليس مقبولا ولكنه لا يجب ان يلتفت لهذه المشاركة ولو كانت فيها بعض السوء لأنها لا تحمل رأيا ولا ردا.
فلنرجع لما تفضلت به با غريب عن النصر ولتبين لنا ما الفرق بين رأيك التفصيلي وبين رأي الأخ عبد الواحد الإجمالي لو تجاوزنا النوافل والمندوبات!
حياكم الله
ارجو من الاخوة الكرام اخذ كلام الاخ ابو محمد بعين الاعتبار بان لانخرج المواضيع عن مسارها
gareeb
05-11-2010, 01:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحديث في الموضوعات التي تهم حامل الدعوة وتبنيه يحتاج لوقفة كبيرة وتبصر عميق لبعض المواضيع لتفصيلها بدقة وعمق وليس بتناولها بالعموم او السطحية ولا يعني قولي بالسطحية او العموم تسفيها لراي او قول وانما يعني ان بعض المفاهيم المهمة لا يجوز ان نتاولها الا بالدراسة العميقة والتفصيل الدقيق لانها ليست مواضيع جانبيه او شبه فرعيه لا يؤثر فهمنا لها التفصيلي على شخصيتنا او سلوكنا.. بل قد يكون فهمنا لها هو سبيل النجاة والنصر وعدم فهمنا لها هو سبيل الفشل والهزيمة ..قال الله تعالى(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
وقال تعالى(سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين)
فقد يضل الانسان الطريق ويسير الى الهاوية وهو يظن انه يسير الى العلياء وما ذلك الا لتبنيه بعض ما يضره من مفاهيم ولو كان مفهوما واحدا فقط ..او تبنيه بعض المفاهيم التي تنجيه وتوصله الى العلياء ولذلك كان من الظلم ان نتناول الكثير من مفاهيم النصر بالعموم او السطحيه ولا نسبر اغوار وعمق هذه المفاهيم وخاصة ان خبرتنا العلميه والفكريه لا تمكننا من الحكم السطحي والسريع على ابسط من تلك الافكار والمفاهيم فكيف اذا وهي من العظمة التي اقترنت بكلمة النصر او النجاح او الفلاح
.. ومن الظلم ان تاخذ فكرة فرعية كمصافحة المراة الاجنبيه او حكم تاجير الارض الزراعيه او الحديث عن الفلاسفة والمتكلمين في عصر الاسلام او ..من الظلم ان تاخذ هذه الافكار ومثلها مساحة في كتب الحزب وثقافته اكثر من بلورة مفاهيم النصر ووقود وزاد حامل الدعوة مثل الاخلاص او التقوى او الغرور او الصبر او الثبات او...
فاذا سئل سائل عن معنى السياسه او معنى الفكر او معنى التكتل او معني المشاعر او ... فاننا سنستفيض بالاجابة والتفاصيل والشروحات في حينا ن جوابنا على عدة وعتاد النصر الذي يحتاجه حامل الدعوة نجيب عليها باسطر او كلمات قليله وهذا ما اعنيه بالظلم للسؤال والجواب ..فقضايا النصر وما يتعلق بها من مفاهيم لا تستحق هذة الاجوبة السريعة التي ستزيد الرؤية غموضا وابهاما للسائل والمجيب...
والبحث في هذه المفاهيم قائم على عاملين مهمين
اولهما النصوص الشرعية
ثانيهما التجربه العمليه
اما اولهما فما وردت به النصوص الشرعيه وما حملته في ثناياها من اشارات لافكار واعمال ربطتها بصورة مباشر او غير مباشر بتحقيق النصر ونزوله او ما اشارت اليه لابطاء النصر او منعه وقد تعرضت لبعض التصورات في المقال الاول عن هذه الاشارات التي حملتها الادله الشرعيه لنستبصر بها ونهتدي بها لتحقيق النصر وتلخيصا لهذه النقطه وتركيزا لها فساذكر مثالا واحد مما ذكرته سابقا لنفرده بالنقاش لتوضيح الفكرة من عدة جوانب ...
قول الله تعالى في اية محكمه( ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا ) فكشف النص الشرعي عن الغرور الذي ادى الى ابطاء النصر وهذه الايه خير دليل على حاجتنا لمعالجة مرض الغرور في نفوس حملة الدعوة واستئصاله منهم .. ولما كانت الوقاية خير من الف علاج كان حري بنا ان نصيغ سياسة ومفهوم وقاية لهذا المرض الفتاك الذي اذا استفحل في النفس لا ينفع معها طبيب ولا دواء ولا ينفع مع صاحبها علم ولا فكر... ولا ينفع حينئذ الا عملية استئصال اما له او فيه ...ولا تنجح العملية فيه حتى يذوق حلاوة الانكسار والمذلة لله ولعباده الصالحين وما اشدها من عملية على من استفحل المرض فيه ... حيث ان الكثيرين من اصحاب هذا المرض يخشوا العلاج والعمليات فيفضلوا الاستئصال لهم عن استئصال مرضهم ...
فيخسروا الدعوة وتخسرهم احيانا الدعوة .. وحتي نحمى الدعوة وحملتها من مرض كهذا لا بد من دراسة هذا المرض واسباب نشوءه وعوارضه وان لا نكل للفرد وحده معالجته بل لا بد من ان يكون التواضع والانكسار للمؤمنين شيمة وطبعا بارزا فيه وانظر اخي الكريم لابي ذر حين وضع خده على التراب انكسارا لبلال وانظر الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من تواضع لله رفعه الله )
وانظر الى قول العالم المفكر ابن القيم كيف فهم ذلك حين قال (ان النصر لا ينزل الاعلى شمعدان الانكسار) اي الانكسار لله والمؤمنين
ولما كنا نريد ان يرفعنا الله ويعلي منزلتنا لنصل الى مستوى النصر تحقيقا للحديث الشريف كان لا بد لنا من بروز التواضع على شخصية حامل الدعوة كل البروز وليس لقلة منهم او احادا .. فالذين اصابهم الغرور في غزوة حنين ليسوا كل الجيش او غالبيته حتى حجب الله النصر عنهم .. والذين انزلوا الهزيمة بالمسلمين يوم احد ليسوا كل المسلمين او غالبيتهم بل هم القلة الذين عصوا الرسول صلى الله عليه وسلم فانهزم المسلمون واوذي الرسول صلى الله عليه وسلم ...
ولذلك لا يجوز الاستهانه بالامراض المانعة للنصر ولو كانت عند القليل من حملة الدعوة لانه بسببهم قد يمنع النصر ...
وعلى شاكلة دراستنامفهوم الغرور ندرس غير ذلك من مفاهيم ثقافة النصر كالاخلاص وكالثبات وكالنيه وكالرياء .. وغيرها مما يحتاجه اليوم حامل الدعوة في ظل الفتن المهلكه
ولما اصبحت حياتنا ممتلئه بالعقد والاشغال والهموم و الفتن كان لا بد لنا من وضع تصورات فكرية للكثير من ثقافة النصر لنضع ايدينا على تلك المفاهيم كما وضعنا ايدينا على مفهوم العقل او السياسة او الشخصية او ... ولا يحق لنا ان نفسر الغرور الذي ابطئ نزول الملائكة وتحقيق النصر في غزوة حنين كما يفسره عامة المسلمين حين يقراون قول الله تعالى (ولا تمش في الارض مرحا ) ولا يحق لنا ان نلخص معنى الاخلاص في نصف سطرلان اقل ما يقال في ذلك ان تقدير الامورلم يكن بقدرها الصحيح وهذا ليس من العلم او الحكمه..بل ان هذا لمرض الفتاك يفرض على اولى الالباب وضع التشخيص والتصور والتعريف الفكري له لوضع الاصبع عليه ليعرف حامل الدعوة اذا بدات اعراض المرض تغزوه ام لا واذا استفحل به ام لا واذا بدات نفسه تبرا وتتعافى ام لا وحملة الدعوة يتعرضون في كل لحظة لفتن تعصف باخلاصهم وهم يظنون ان هذا الجانب في امن وامان ...كالجندي الذي يدخل المعركه بسيف فاذا صار القتال اكتشف ان سيفه مجرد عصا !!!
ولا يحق لنا ان تجاهل معان كثيرة كالثبات ومادته المغذيه وكيف نقويه وكيف نحس بضعفه وحملة الدعوة يتعرضون للاعتقال والتشريد ولا يعلمون نوع الثقافة والافكار المعالجه لموضوع الثبات ولا يحق لنا ان نتجاهل معنى كالصبر وانواعه وشكله الفكري ونحن نطلب غاية ابعد من الشمس واثقل من الجبال الراسيات
... وقد فاضت كتب العلماء والفقهاء بتلك المعاني والمفاهيم بل وكانوا يعتبرون بعض هذه المفاهيم تشكل ثلث الاسلام كحديث انما الاعمال بالنيات ونجد سفيان الثوري وما ادراك ما سفيان الثوري يقول ( ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي انها تنقلب علي )...
وليس من العناء او كثرة جهد تتبع هذا العلم للاستفادة ممن عاشوا هذه المفاهيم في سرهم فابى الله الا ان يلبسهم رداءها في علانيتهم
ان هذه المفاهيم وغيرها كثير مما تربى عليه جيل النصر وممن كتب التاريخ انجازاتهم كانت هي وقود طاقتهم في البحث والعمل ولذلك حين اقول بالظلم لمن يتكلم بسطحية وعموم عن هذه العدة والعتاد لا اقصد الاهانه او التسفيه وانما اشير الى حقيقة الحكم والدراسة على هذه المفاهيم العظيمة والكبيرة التي لا بد من هضمها وفقهها لجيل النصر واهله
...
ولما كانت امكانياتنا الفكرية متواضعه في استقراء الافكار والاجتهاد والخلوص بدراسات فكرية وعلمية وفقهية رصينة فان اسهل الطرق عندئذ الاستعانه بالعامل الثاني من عوامل ثقافة النصر وهو التجربة العملية لمن كان النصر والنجاح حليفهم ....
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
يتبع باذن الله
أبو أيمن
06-11-2010, 08:32 PM
الأخ الكريم الغريب وباقي الإخوة الكرام،لدي مجموعة من النقاط حول مفهوم النصر أقتبستها بتصرف من مقالة لكاتب أسمه أبو بكر الغماري أحاول إيجازها في مايلي وأرجو منك ومن الإخوة جميعا إبداء آرائكم القيمة حولها
1- نحن متفقون جميعا على أن النصر من مفاهيم العقيدة وأن الله وحده هو الناصرلذلك لا يطلب النصر إلا من الله قال تعالى{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ }آل عمران160 وقال تعالى {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }آل عمران126
2- مفهوم النصر من جهة هو فعل قضائي أي من أفعال الله التي تقع على الانسان وبالتالي فهي من الدائرة التي تسيطر على الانسان ومن جهة أخرى له إرتباط بالكسب الإختياري للإنسان أي له علاقة بالدائر التي يسيطر عليها الإنسان قال تعالى و قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7 ، و قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }الرعد11 ، و قال تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
3-ماورد من آيات في الفقرة (2) يدلّ دلالة قطعية بأنّ القيام بمقتضى الوعد يستوجب إنجاز الوعد حتما ، لأنّ الله لا يُخلف وعده ، فكان القيام بالشرط يستوجب وقوع المشروط حتما ، و لذلك لا يُقال أنّه قد تؤخذ الأسباب و يُتلبّس بالأعمال ولا يقع النصر من الله ، لأنّ ذلك يضرب بصريح الآيات القطعية الدلالة, وهذا باطل ، و كذلك فان التخلف عن الأخذ بالأسباب وعدم التلبس بالأعمال يحجب النصر حتما ، و ذلك مصداقا لقوله تعالى : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }، فارتباط العمل بالنصر هو ارتباط حتمي فبوجود العمل يوجد النصر و بعدمه ينعدم .
4-إن مفهوم النصر يتعلق بالفرد و بالكتلة وبالأمة أيضا و لكن المراد بحثه هنا هو النصر المتعلق بالكتلة ، و يُقاس عليه النصر المتعلق بالفرد و الدولة ، فالكتلة العاملة لنصر الله تبغي من عملها الغلبة و المنعة و الظهور و الاستخلاف و التمكين في الأرض من أجل تمكين و تطبيق دين الله عز وجل ، قال تعالى : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41، و هذا الأمر لا يتأتّى إلا باستجابة الأمة أو جزء منها للكتلة بأن تحتضنها و تلتف حولها ، وان يقوم أهل القوة و المنعة في الأمة بإعطاء السلطان لها من أجل تطبيق أحكام ربها في الأرض ، و هذا هو النصر من الله ، و هذا ما حصل مع رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام و كتلته كتلة الصحابة رضوان الله عليهم
5- مما سبق نستنتج أنه إذا قامت الكتلة بأخذ الأسباب الكاملة و استحضار الشروط اللازمة للنصر فانّ الله سبحانه يدفع الأمة للاستجابة للكتلة فيتحقق للكتلة الاستخلاف و التمكين ، وان قصرت الكتلة بالأخذ بالأسباب الكاملة و التمسك بالشروط اللازمة فان الله يدفع الأمة للإحجام عن الكتلة فيُحجب عنها النصر و تُمنع من الاستخلاف و التمكين ، لذلك كانت الكتلة العاملة لنصر الله هي المسئولة أولا و أخيرا عن حصول النصر من الله لها ، لأنها هي التي تعمل ، و هي التي تبغي الاستخلاف على الأمة لتطبيق دين ربها ، ولذلك ليست الأمة هي المسئولة عن حصول النصر و الاستخلاف للكتلة .
6- كذلك لا تُحاسب الكتلة بأعمال الأمة من حيث تحقق النصر أو عدم تحققه لها ، لأنّ أعمال الأمة بالنسبة للكتلة هي فعل قضائي من الله ، أي أن استجابة الأمة للكتلة أو عدم استجابتها هو فعل قضائي من الله سبحانه ، و هذا ما يتبيّن من قول الله عز وجل : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ } ، حيث إن الوعد بالاستخلاف و التمكين جاء خاصا للذين امنوا و عملوا الصالحات و قاموا بنصر دين الله عز وجل ، و لم يأتِ الوعد عامّاً لكل الأمة لأنّ (مِنكُمْ) في الآية هي للتبعيض ، أي أن البعض من الأمة الذين قاموا بنصر دين الله سوف يكون لهم الاستخلاف و التمكين على الأمة.
7- من كل ما ذُكر سابقا يتبيّن أنّ على أفراد الكتلة الذين يبغون لكتلتهم الاستخلاف و التمكين في الأرض أن يحرصوا على الأخذ بالأسباب الكاملة و الشروط اللازمة و أن يهتموا بأنفسهم اهتماما بالغا ، بأن يجعلوا أنفسهم إسلاما يمشي على الطريق ، و ذلك بالتقيّد بأوامر الله ونواهيه والالتزام بطاعته والاجتهاد فيها ، وترك المعاصي الظاهرة منها والباطنة ، وأن يكونوا أقوياء بربهم أعزاء بدينهم ، وان يتدبروا قول الله عز وجل : {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً }الأنفال25 ، وقوله : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران165 ، لان نصر الله غالٍ و سنن الله لا تحابي أحدا ، فللنصر أسباب و للهزيمة أسباب ، فمن وفقه الله لأسباب النصر نصره الله ، ومن لم يوفق إليها فلا يلومنّ إلا نفسه ، قال تعالى : {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }النساء123 ، فإذا أراد أفراد الكتلة النصر لكتلتهم فلا بد لهم من اتخاذ أسباب النصر كما اتخذها الصحابة رضوان الله عليهم .
gareeb
07-11-2010, 02:47 AM
كلام بليغ ورائع
muslem
07-11-2010, 09:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامك اخي ابو ايمن قمة الروعة ولكن الى الان لم اجد في كلامك مخالفة لثقافة الحزب
ثانيا ياحبذا لو وضحت اسباب النصر برائيك واين الحزب كاكتله لم يأخذ بها او لم يتعرض لها
اصبر قليلا فبعد العسر تيسير، وكل أمر له وقت وتدبير.
ليس سُقوط المرء فشلاً، إنما الفشل أن تبقى حيث تسقط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن
07-11-2010, 11:12 AM
[quote=muslem;6999] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامك اخي ابو ايمن قمة الروعة ولكن الى الان لم اجد في كلامك مخالفة لثقافة الحزب
ثانيا ياحبذا لو وضحت اسباب النصر برائيك واين الحزب كاكتله لم يأخذ بها او لم يتعرض لها
اصبر قليلا فبعد العسر تيسير، وكل أمر له وقت وتدبير.
ليس سُقوط المرء فشلاً، إنما الفشل أن تبقى حيث تسقط
[SIZE="6"]أخي الكريم مسلم كنت أقصد من مساهمتي هذه تقريب وجهات النظر بين الأخ غريب والأخوة الآخرين وردم الهوة بينهم بحيث نضع إصبعنا على ما يشير الى موضع الخلل الذي يود الأخ غريب ان يوضحه وهوأن كثير ممن انتموا الى الحزب لم يكونوا بالمستوى الذي يؤهلهم لنيل هذا الشرف العظيم وهو حمل الدعوة لإقامة الخلافة بسبب كثرة الثغرات في سلوكهم والذي برايي يراه الأخ غريب من مثبطات النصر حتى ول كانت ثغرات من افراد معدودين وما ذكره من حوادث كمعركة احد و حنين وما حصل فيها من ثغرات ومن افراد معينين منع النصر عن الجميع لكن الحزب كما فهمت من مداخلة الاخ عبدالواحد يرى ان لا علاقة له بالنصر وبرأيي أن من يستقرأ سيرة كل من نهض لهذه المهمة الشاقة ابتداء من جيل الصحابة لم ينجح إن لم يكن يقوم بما هو فوق الفروض ويترك ماهو اكثر من المحرمات وهو ما أشرت إليه في قولي( فإذا أراد أفراد الكتلة النصر لكتلتهم فلا بد لهم من اتخاذ أسباب النصر كما اتخذها الصحابة رضوان الله عليهم )فهل كان الصحابة يكتفون باقامة الفروض وترك المحرمات فقط ام كانوا اسلاما بكليته يمشي على الارض؟
عبد الواحد جعفر
07-11-2010, 04:35 PM
الأخوة الكرام، تحية طيبة وبعد،،
أولا: قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وقال {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، والله سبحانه لا يخلف الميعاد، قال تعالى {إن الله لا يخلف الميعاد} وقال {ولن يخلف الله وعده} وقال {وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون}، فهذا يدل على أن قيام المسلمين بنصرته تعالى يؤدي حتما إلى تحقق النصر، وأن النصر لا يتحقق إلا إذا قام المسلمون بنصرته تعالى، وهو ما ينطبق على واقع السبب؛ إذ السبب هو ما يلزم من وجوده وجود وما يلزم من عدمه العدم، فالآية الأولى والثانية وإن جاءتا بصيغة الشرط إلا أن حتمية تحقق النصر من جهة حتمية تحقق وعد الله تعالى قرينة دالة على السببية.
ثانيا: المسبب لا يكون له أسباب وشروط في الوقت نفسه، لتناقض ذلك مع مفهوم السبب، فإذا كان للنصر سبب فلا يكون له شروط، لأن وجود سبب النصر يؤدي إلى حصول النصر حتما، فلا يحتاج النصر مع وجود سببه إلى مكمل آخر حتى يوجد.
ثالثا: أما كيفية قيام المسلمين بنصرة الله تعالى فتكون بحسب الموضوع الذي طلب منهم فيه النصرة، فالكيفية التي يتحقق بها قيام المسلمين بنصرة الله تعالى لأجل استئناف الحياة الإسلامية تختلف عن الكيفية التي يتحقق بها قيامهم بنصرته تعالى في حمل الدعوة الإسلامية للعالم، وهذا يعني أن تحقق النصرة في كل مسألة من هذه المسائل لها شروط، فيجب على المؤمنين حتى يتحقق فيهم أنهم قد نصروا الله تعالى أن يأخذوا بجميع هذه الشروط، فالإعداد شرط للجهاد، والجهاد لا يكون جهادا إذا لم يتحقق فيه بذل الوسع في ساحة المعركة، وإذا لم يكن في سبيل الله، وقد أمرنا الله سبحانه كذلك بالدعاء وبالصبر وبالتوكل عليه، قال تعالى {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} فسبب النصر هو قيام المؤمنين بنصرة الله تعالى، ووجود السبب يتوقف على تحقق جميع الشروط التي تكمل وجوده، فإذا تحققت النصرة بتوفر جميع شروطها تحقق النصر حتما لأن وعد الله حق، فلا يخلف الله وعده، وإذا لم تتحقق النصرة لعدم توفر بعض شروطها، فلا يتحقق النصر.
رابعا: وعلى ذلك فإن سبب النصر هو قيام المسلمين بنصرة الله تعالى، وأما الإعداد قدر الاستطاعة، وكذلك الصبر والتوكل على الله فهي في واقعها شروط يجب توفرها ليتحقق قيام المسلمين بنصرة الله تعالى؛ أي هي أمور مكملة لوجود السبب لا لوجود المسبب، فليست هي شروط للمسبب الذي هو النصر.
خامسا: الفرق بين اعتبار جميع الشروط المذكورة أعلاه شروطا للسبب وبين اعتبارها شروطا للمسبب شاسع، وذلك لأن القول بوجود سبب للنصر معناه أنه إذا وجد السبب بتحقق جميع شروطه فقد وجد النصر حتماً، أما نفي السببية عن النصر والقول بوجود شروط لتحقيقه فمعناه أن النصر قد يتحقق وقد لا يتحقق حتى لو توفرت جميع شروطه.
سادسا: العمل على إيجاد سبب النصر بتحقيق جميع شروطه هو من قبيل الأحكام الشرعية وليس من قبيل العقائد التي طلب الإيمان بها، أما المسبَّبُ فالمطلوب فيه الإيمان لا العمل؛ أي التصديق الجازم بأن النصر من الله تعالى؛ أي أن الله جلت قدرته هو الذي تكفل به. فالمطلوب من المسلمين هو الأخذ بسبب النصر؛ أي ربط الأسباب بمسبباتها، والسبب هنا هو قيامنا بنصرة الله تعالى، وأما المسبب فهو نزول النصر من الله تعالى وليس هو فقط تحقيق النصر. فالمسبب وإن كان نتيجة مادية محسوسة إلا أن فيه ناحية غيبية وهي كونه من الله تعالى.
سابعا: على الرغم من أن المسبب الذي هو النصر فيه ناحية غيبية، إلا أن أثر هذه الناحية الغيبية مُدرك في الحروب والمعارك التي خاضها المسلمون مع الكفار كما في غزوة بدر والخندق وحنين. وفوق ذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد كشف لنا عن الكيفية التي تمثلت فيها الناحية الغيبية في تحقيق النصر، ففي غزوة بدر نزلت الملائكة فقاتلت مع المسلمين، قال تعالى {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ* بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم} وفي آيات أخرى كشف لنا سبحانه وتعالى عن أدق التفاصيل المتعلقة بكيفية تحقيق النصر، كربطه على قلوب المؤمنين وتثبيته أقدامهم وهو ما يطلق عليه في العلوم العسكرية بالتوجيه المعنوي، وكإلقائه الرعب في قلوب الذي كفروا وهو ما يسمى بالحرب النفسية، قال تعالى { إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ* إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان} وفي هذا بيان للأسلوب الفعال في القتال. وفي غزوة الأحزاب أرسل الله سبحانه الريح على الكفار وأمد المسلمين بالملائكة قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً* إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدا} كما قذف الله تعالى الرعب في قلوب أهل الكتاب قال تعالى { وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً* وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} وهنا يجب لفت النظر إلى مسألة هامة، وهي أن الكيفية التي تم الكشف عنها في تحقيق النصر تتعلق بجميع تفاصيلها بالإعداد الحربي وهو وإن لم يكن باستطاعة المسلمين من تهيئته في وقت معين إلا أنه مما يستطيع البشر بوصفهم بشراً أن يأتوا بمثله مما يدل بدلالة الإشارة إلى أن الإعداد وإن كان شرطاً لوجوب الجهاد، إلا أنه بالنسبة للنصر فهو سببه، ومع ذلك فنحن مأمورون بالإعداد قدر الاستطاعة، والله سبحانه تكفل باستكمال هذا الإعداد بالقدر الذي يحقق النصر. ومن هذا فإن من شأن الكشف عن هذه التفاصيل أن يبقي على ربط الأسباب بمسبباتها ماثلاً في الأذهان والأعمال.
ثامناً: ما جاء في الثقافة الحزبية من شرح وتوضيح لمفهوم العقيدة الإسلامية، والإيمان بالله، وما يتعلق بالعقيدة الإسلامية من مفاهيم كالقدر والقضاء والقدر والأجل والرزق والهدى والضلال والتوكل على الله، كافٍ لأن يحدث ذلك عند المسلمين ومنهم حملة الدعوة إذا فهموها وحفظوا أدلتها تأثيراً بالغ الأهمية في نفوسهم، فيقلبها رأساً على عقب، ويرفعها من الحضيض إلى أعلى الدرجات. والحزب حريص على إيجاد هذه المفاهيم في شخصية حامل الدعوة وتركيزها وتقويتها، ووضع لذلك الكراسة الحزبية، وجعلها بمنزلة كتاب خاص بشباب الحزب وحدهم، ليديم كل شاب من شباب الحزب مراجعة الكراسة ودراسة ما فيها من معلومات واستظهار ما فيها من آيات وأحاديث بقدر استطاعته، وليتمكن كل شاب من التأثير في الأفراد والجماهير؛ ليحيلهم معه خلقاً جديداً، حتى يسيروا أمـة واحدة، مندفعة في الأرض لنشر الهدى ومحو الضلال.
تاسعاً: إن العقيدة الإسلامية عقيدة التوحيد بما فيها هذه المفاهيم التي تتعلق بالعقائد وما يتصل بها، هي التي أنشأت العرب نشأة جديدة، وبثت فيهم روحاً أحالتهم خلقاً جديداً، حين اقتحمت على نفوسهم مناطق عقائدها، واتصلت بوجدانهم في صميمه؛ فان بذرة التوحيد إذا ألقيت في نفوس أي شعب صافية الجوهر، نقية من كل شائبة، بسيطة كل البساطة، دفعت إلى نفوس ذلك الشعب قوة روحية هائلة لا قدرة لأحد على تقدير مداها، فإن هذه القوة تجعل صاحبها يستهين بالحياة في سبيل هذه العقيدة ، فكيف لا يستهين بالصعاب مهما بلغت، وهي دون الاستهانة بالحياة.
عاشراً: المسلم يقبل على الله بالطاعات، ويتقرب إليه بالنوافل في كل حال، وسواء أكان في شدة أم في رخاء، في سراء أم في ضراء، وهذا مقتضى العبودية. وعندما يقبل المسلم على الله بالطاعات، ويتقرب إليه بالنوافل، لا يجعل ذلك سبباً لتحقيق الغايات الدنيوية، فهو يقبل على الله بوصفه عبداً لله، ولا يجعل تقربه من الله سبباً لقضاء الحاجات، ولا تقضى الحوائج بالقربات، وإنما تقضى بالأخذ بأسبابها، والمسلم يتقرب إلى الله سواء أكان في حاجة أم في غير حاجة، فهو عبدٌ لله، في سرائه وضرائه، في شدته وفي رخائه، بل إن تقرُّب العبد إلى الله في الرخاء خير من الشدة، وفي السراء خير من الضراء.
مع تحياتي الخالصة لجميع الأخوة
gareeb
09-11-2010, 01:46 AM
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ المحترم عبد الواحد جعفر
نبدا بنقاش كلامك اخي بتقديم فقرة مما كتبتة ومن ثم تعقيبي عليها لعل الله يهدنا الى الفهم والصواب
1. فهذا يدل على أن قيام المسلمين بنصرته تعالى يؤدي حتما إلى تحقق النصر، وأن النصر لا يتحقق إلا إذا قام المسلمون بنصرته تعالى، وهو ما ينطبق على واقع السبب؛ إذ السبب هو ما يلزم من وجوده وجود وما يلزم من عدمه العدم، فالآية الأولى والثانية وإن جاءتا بصيغة الشرط إلا أن حتمية تحقق النصر من جهة حتمية تحقق وعد الله تعالى قرينة دالة على السببية.
ان السبب هو كل وصف ظاهر منضبط دل الدليل السمعي على كونه معرفا لوجود الحكم لا لتشريعه.
اي يجب ان يكون وصفا ظاهريا اي محسوسا ومنضبطا لا يتخلف ولا يضطرب ويرد نص نقلي لهذاالوصف انه سبب لوجود حكم لمسبب يترتب عليه فعل قدوم او احجام ...
وتفصيل ذلك ;
ان الله تعالى قد وضع اسباب لكثير من الاحكام الشرعيه تدل على انها امارة لطلب القيام بالعمل او الاحجام عنه فمثلا .. الصلاة سببها دخول الوقت اي حركة الشمس ويعني ذلك ان سبب الصلاة وصف ظاهر وهو حركة الشمس ودخول الوقت ومنضبط حيث الثبات وعدم الاضطراب في حركة الشمس وهذا الوصف ان وجد كان لا بد من وجود حكم الصلاة بصورة حتمية ..
والصيام سببه رؤية الهلال وهو وصف ظاهر محسوس ومنبط الا انه غير محسوس بصورة دائمة وقطعيه ولذلك ورد نص خاص بتقدير الشهر واكماله الى ثلاثين بسبب انعدام الاحساس احياناوهذا ضبط خاص لمعنى السبب كونه تعريفا جامعا مانعا..
فالسبب هو وصف محسوس ومنضبط غير متنوع ولا مضطرب وهو امارة دالة على وقت القيام بالحكم او الانصراف عنه وهو في عرف الاصوليين ما يلزم من وجوده وجود ومن عدمه العدم .. اي اذا وجدت الامارة وجد الحكم بصورة حتمية لازمه واذا انعدمت الامارة انعدم الحكم بصورة حتمية لازمه ... والمسبب هو حكم يقام به او يمتنع عنه فلا علاقة لمعنى السبب باي امر في دائرة القضاء او بما هو من قدرة الله وتدبيره فالمسبب يجب ان يقوم به المسلم ا ي ان يكون المسبب فعلا وحكما وليس ما ينتظره من الله
فالسبب هو امارة لوجود تشريع وعمل يقام به او يحجم عنه وهو محصور في دائرة التكليف وينتج عنه المسبب بصورة حتميه حيث ان وجود هذه الامارة توجب بصورة حتمية وجود الحكم فدخول الوقت ورؤية الهلال اسباب تلزم الصلاة وتلزم الصوم بصورة حتميه وعدم وجودهما ينفي وجود الحكم ولذلك يكون المسبب حكما وعملا يتلبس بهما وليس قضاءا ومِنة من الله.
2. ا ن التعريف قد حدد ان المسبب هو حكم وعمل حين قال (..كونه معرفا لوجود الحكم لا لتشريعه) فيكون المسبب هو حكم وعمل وليس قضاءا ينزل من الله فقوله الحكم والتشريع دليل واضح على انه حكم وعمل وليس قضاءا او عقيدة !! اي عمل يتلبس ويعمل به..
.3.ان السبب عند الاصوليين ليس له شروط الا في حالة واحدة فقط وهي ان ينتج عن السبب حكما اي عملا كالحالة الاولى فالسبب مثلا للحساب هو التكليف اي اذا وجد التكليف فيلزم حتما وجود الحساب واذا انعدم التكليف انعدم الحساب الا ان لسبب التكليف شروطا هي البلوغ والعقل والحرية فاذا وجدت هذه الشروط اكتمل سبب التكليف الذي ينشاء عنه اعمالا يقع الحساب عليها ...او كالزكاة حيث سببها بلوغ النصاب الا ان وجود شرط حلول الحول هو الذي كمل السبب فاوجب اخراج الزكاة ...
اذن السبب الاصولي سواء اكان له شرط مكمل ام لا فانه محصور فقط في دائرة التكليف بالمسبب اي للتلبس والقيام بالمسبب كعمل وليس بدائرة القضاء
ولذلك كان من الخطا بحث النصر من زاوية السبب والشرط الاصولي
ثانيا: المسبب لا يكون له أسباب وشروط في الوقت نفسه، لتناقض ذلك مع مفهوم السبب، فإذا كان للنصر سبب فلا يكون له شروط، لأن وجود سبب النصر يؤدي إلى حصول النصر حتما، فلا يحتاج النصر مع وجود سببه إلى مكمل آخر حتى يوجد.[/COLOR]
وقد جانبت الصواب اخي في هذا فالمسبب له شرط وقد يكون اكثر ن شرط ويكون ايضا له سبب فالصلاة لها شروط منها الطهارة ومنها النية ومنها استقبال القبله ولها ايضا سبب وهو دخول الوقت اي يكون للمسبب سببا وشرطا ولا يكون الشرط مكملا للسبب في الكثير من الاحكام!!
[COLOR="Blue"]سادسا: العمل على إيجاد سبب النصر بتحقيق جميع شروطه هو من قبيل الأحكام الشرعية وليس من قبيل العقائد التي طلب الإيمان بها، أما المسبَّبُ فالمطلوب فيه الإيمان لا العمل؛
وهذا القول مخالف بالكلية لمعني السبب الاصولي حيث كما بينت اعلاه يجب ان يكون المسبب حكما له تشريع عملي وله شروط حتى ينطبق بحث السبب الاصولي على مسالة النصر.
سابعا: على الرغم من أن المسبب الذي هو النصر فيه ناحية غيبية، إلا أن أثر هذه الناحية الغيبية مُدرك في الحروب والمعارك التي خاضها المسلمون مع الكفار كما في غزوة بدر والخندق وحنين. وفوق ذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد كشف لنا عن الكيفية التي تمثلت فيها الناحية الغيبية في تحقيق النصر، ففي غزوة بدر نزلت الملائكة فان البحث اخي ليس بكيف ينصر الله المؤمنين فهذا الموضوع ليس ذو اهمية فالله يدبر الاحوال وعنده جنود لا يعلمها الا هو فالقضية ليست كيف نصر الله وانما متى يتحقق فينا انا نصرنا الله اي متى نكون اهلا لهذا الشرف العظيم وهذه المنه الكريمه .??.!!!.
ان الرزق والصحة والذرية والنصر والعلم و... كلها ارزاق وهبات من الله الملك المنعم الذي يؤتي ملكه من يشاء وينزع ملكه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وذلك بتقدير العزيز الحكيم وقد يعطي المؤمن والكافر لحكمة وتقدير منه قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي (
يقول الله عز وجل يا عبادي كلكم ضال إلا من هديت ، فسلوني الهدى أهدكم ، وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أرزقكم وكلكم مذنب إلا من عافيت فمن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا في صعيد واحد فسأل كل إنسان منكم ما بلغت أمنيته فأعطيت كل سائل منكم ما سأل ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر فغمس فيه إبرة ثم رفعها إليه ذلك بأني جواد واجد ماجد أفعل ما أريد عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون
إن من أكبر الكبائر ، الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ، واليمين الغموس ، وما حلف حالف بالله يمين صبر ، فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة)
فالرزق ينزل على المؤمن والكافر سواء اكان نصرا دنيويا ام علما ام صحة ام ... لانها في دائرة القضاء وليس لان البعض قد اوجد السبب بالمعتى الاصولى اي يلزم من وجوده وجود ومن عدمه العدم ...
فالمعنى الاصولي لا يستقيم استعامله في ما يتعلق بدائرة القضاء لانها احكام تنزل بتقدير العزيز الحكيم
قال تعالى(وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم)
فالاستثناء بعد النفي للحصر والقطع بانه من عند الله وليس للبشر سبب فيه فقد يعد الجيش العدة وينهزم كما حصل مع انبياء الله الذين اخرجهم او قتلهم اقوامهم وانتصروا عليهم... .. وقد يقضي طالب العلم كل عمره بين الكراسات والحفظ ويخرج من الدنيا كما دخل عليها وقد يتزوج المرء ثيبات و ابكارا ولا يرزق بالولد وقد يجهد الرجل نفسه ليلا نهارا في السعي وراء الرزق ويصبح ويمسي فقيرا ...
فالارزاق تنزل من الله العزيز الحكيم بقدر وحكمه ولا يعني ان السعي لها والاعداد لها سبب فيوجب وجود المسبب...
فالله يعطي المؤمن والكافر وقد يعطي المؤمن ليبعده ويضله قال تعالى ( فذرهم في غمرتهم حتى حين, أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين,نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون)
وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله قسم بينكم أخلاقكم ، كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، والذي نفسي بيده ، لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه...الحديث )الراوي: عبدالله بن مسعود عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/ 323 إسناده صحيح
فالبحث في ايات النصر والارزاق والعطاء تريك امورا عجيبة ابرزها قوة التقوى والالتزام والانكسار لله وعباده المؤمنين فالله تعالى حين يقول (ولله العزة ولرسوه وللمؤمنين ) فقد قرن عزة المؤمنين بنفسه اي رفع عزة المؤمنين فوق سبع سموات فتكون عزة المؤمنين على قدرة عزتهم بالله ومهانتهم وغفلتهم على قدر غفلتهم بالله وهذا من مفاهيم النصر التي ينصر الله بها عباده لا ان تكون حياتنا كسواد المسلمين ..!!
والله لو كانت هذه الاية الوحيده في النصر لكفتنا حين يقرن الله عزة المؤمن بعزته ولعملنا على تحقيق هذه العزه في انفسنا ففاضت بها والارض!!
وحين يقول الله تعالى (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين)
ويقول ايضا (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا,يرسل السماء عليكم مدرارا,ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) هذه المفاهيم التي يستهين بها الكثير من الناس هي ايات محكمة قطعية ربطت بين الاستغفار والارزاق وتؤدي اذا كانت سجية راسخة في نفوس المؤمنين وطبعا مطبوعا في قلوبهم الى ان ننصر الله في انفسنا والى نزول مكرمات وارزاق وعلوم لا يعلمها الا الله...
ولا يعني كلامي بشكل من الاشكال ان نتدروش ونهمل ا لناحية السياسية او الفكرية او محاسبة الحكام او... بل ذلك واجب وهذا وقوده وطاقته . والواجب بدون طاقة ووقود لا يبني جيل نصر
ان توجيه النظر الى سدة الحكم والى النصر قد جعل الكثير يغفل عن النظر الى داخله فاصيب بمرض طول النظر واصبح نظره معلقا بالبعيد وثوبه يحترق ...!!
واذا نظرنا نظرة الى الوراء اي لعمالقة النصر في تاريخنا لوجدنا نظرهم على انفسهم اشد واقوى من نظرهم البعيد لانهم ادركوا معنى كلمة ان تنصروا الله فكان همهم ان ينصروا الله نصرا عزيزا على شهواتهم وكبريائهم وثغراتهم وعلى حب المال والولد وذلك بكثرة الطاعات واجهاد البدن فيها حتى ترى احدهم لا يفقه في الدنيا الاالطاعة والعلم اشرعي ولا يتحدث الا بذكر ويبكي ..ويبكي ..ويبكي نفسه المقصرة التى جبلها على العباد ة والعمل لدينه .
واما قولك
فهو يقبل على الله بوصفه عبداً لله، ولا يجعل تقربه من الله سبباً لقضاء الحاجات، ولا تقضى الحوائج بالقربات، وإنما تقضى بالأخذ بأسبابها،
واما قولك هذا اخي فقد جنحت به عن الصوا ب جنوحا بعيدا .. فالله يحب ان يرى عبده يتملقه ومن لا يسآل الله يغضب عليه ويبتلى الله العبد احيانا ليسمع نشيج صوته وهو يسآله الفرج وكلما الح العبد في الطلب رفعت درجاته وعلا قدره وهل تشريع صلاة الحاجه وادعية فك الكربات وعلو مكانة الدعاء الا لذلك فالحاجات لا تقضى باسبابها ان كانت مما عند الله وانما تقضى بمستوى الانكسار والعبادة لله وقد قال علماؤنا تعامل مع الله بلغة الاطفال.. اي بالترجي والانكسار والبكاء كللطفل حين يرجو من والده ما حبسه عنه ...
اللهم لا تحرمنا لذة طاعتك ولا عبادتك ولا الانكسار لك يا عزيز يا غفار
اللهم اجبر مصيبتنا في قلوبنا وطهرها واحيها بطاعتك يا حي يا قيوم
وللحديث بقية ان شاء الله
عبد الواحد جعفر
09-11-2010, 05:08 PM
الأخ الكريم، قريب، تحية طيبة، وبعد،،
قرأت ملاحظاتك على موضوع النصر، وإليك هذه المناقشة لما تفضلت به،،
آولاً: لو أنك دققت في الكلام لوجدت أن المقصود بالسبب هو السبب العقلي وهو "ما ينتج المسبب حتماً" وليس المقصود به السبب الشرعي أو الأصولي وهو " الوصف الظاهر المنضبط الذي دل الدليل السمعي على كونه معرفاً على وجود الحكم لا لتشريع الحكم" لأن موضوع الإعداد وكونه سبباً في حصول النصر، هو من قبيل ربط الأسباب بمسبباتها، وهو ما أمرنا الله به عند القيام بالأعمال، والتوسل لقضاء الحاجات.
ثانياً: النصر هو نتيجة، وهذه النتيجة تنتج عن الإعداد، فيكون الإعداد سببها، وواقع هذه النتيجة أنها ليست حكماً شرعياً، في حين كان السبب الشرعي أو الأصولي علامة معرفة على وجود الحكم، والنصر هنا ليس حكماً شرعياً كلفنا الشرع به، ولم يأت دليل على تكليفنا به. في حين كانت الأدلة قاطعة بتكليفنا بالإعداد، وترتيب النصر على الإعداد، كترتيب المسبب على سببه، والأدلة التي أمرتنا بالإعداد هي نفس الأدلة التي أمرتنا بنصرة الله، وهو تعبير مجازي عن القيام بالإعداد، من باب تسمية السبب باسم المسبب، فيكون مجازاً مرسلاً علاقته المسببية؛ أي أنه أطلق المسبب وهو "النصر" وأراد السبب وهو "الإعداد".
ثالثاً: لا تناقض بين السبب العقلي والسبب الشرعي أو الأصولي، والفرق بينهما هو أن المسبب عن السبب الأصولي إرادي تكليفي، والمسبب الناتج عن السبب العقلي حتمي جبري، فالقطع باستخدام السكين أو ما شابهها حتمي، إذا توفر السبب وتوفرت شروط السبب، وكذلك الحرق بالنار حتمي، إذا توفرالسبب وتوفرت شروط الحرق، وهكذا سائر الأسباب التي تنتج مسبباتها. وهذا لا يمكن أن يتخلف؛ لأن نتيجته حتمية، ولا يتخلف إلى بسلب هذه الخاصية، وهذا لا يكون إلا على سبيل الإعجاز. وكذلك حصول النصر، فإنه إذا توفر سببه وتوفرت شروط هذا السبب، فإن النصر حاصل لا محالة.
أما السبب الشرعي أو الأصولي فإن الشارع جعله أمارة دالة على بدء تنفيذ عمل إرادي تكليفي؛ أي أن الشارع الحكيم، أوقف وجود (تنفيذ) الحكم الشرعي على وجود الأمارة الدالة على وجوده، وبما أن هناك شيئاً (ولو إرادياً) يتوقف وجوده على وجود شيء آخر فمن هنا أطلق عليه لفظ السبب إطلاقاً اصطلاحياً.
ولذلك وصف السبب بأنه (ما يلزم من وجوده وجود ومن عدمه العدم)، والملاحظ أنه منطبق على السببين: الأصولي والعقلي مع فارق أن وجود أحدهما فاعل في وجود الآخر في السبب العقلي، ووجود أحدهما غير فاعل في وجود الأخر في السبب الأصولي.
رابعاً: المقصود بشروط السبب هي الشروط المكملة لوجوده، وليست المكملة لوجود المسبب، كما في شروط الصلاة المكملة لوجود الصلاة. فالإحراق بالنار يحتاج إلى مادة الحرق وهي النار، ومادة الاحتراق وهي الشيء القابل للاحتراق، ويحتاج إلى توفر الأوكسيجين ليحدث الاحتراق، فإن نقص الأوكسيجين توقف الحرق وتوقف تبعاً لذلك الاحتراق. وكذلك الإعداد هو سبب النصر، ولهذا الإعداد شروط، منها العدة والعتاد والتخطيط والتوكل على الله.
خامساً: لا تناقض بين القولين (إن النصر من عند الله) وقولنا (الإعداد سبب النصر)، وذلك لأن النصر نتيجة من النتائج التي تنتج من أسبابها، وهذا لا يناقض كون النتائج من الله تعالى، وذلك لأن الله تعالى عالم بالخواص وظروف أعمالها، وعالم بالنتائج التي تنتج من إعمال الخواص، وهذا مثل جعل الماء وإنزال المطر سبباً لإنبات الزرع، والله تعالى نسب إلى نفسه إنبات الزرع، فقال تعالى: {وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم} وقال تعالى: {ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد} ونسب القتل والرمي الحاصل من الصحابة للمشركين في بدر إلى نفسه أيضاً، بقوله تعالى {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم} وغيرها كثير. ففي الآيات الأولى أخبر الله سبحانه وتعالى أنه أنزل الماء، ثم أتبعه بفاء السببية الدالة على أن إنبات الزرع مسبب عن إنزال الماء، ثم نسب سبحانه وتعالى الإنبات إلى نفسه. وهذا يختلف عن الرزق، ففضلاً عن أن الله خلق الرزق فقد تولى تقسيمه {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا...} فسميت أحوال تحصيله حالات، ولم تسم أسباباً لأنها قد توافق تقسيم الله للرزق فيحصل الرزق، وقد لا توافق تقسيم الله فلا يحصل الرزق.
أما في النصر فإن الله وعد بإعطائه لمن يُعِدُّ ويحققُ الشروط من المؤمنين، فلا يتخلف السبب مع وجود الشروط لأن الله لا يخلف وعده، وعليه فإن السبب لا يتخلف، ويحصل النصر إذا حصل السبب، ولا يحصل النصر دون حصول سببه.
فالله تعالى قال: {والله يؤيد بنصره من يشاء} ، وقال: { ينصر من يشاء } وقال: {وما النصر إلا من عند الله}، ولكنه قال: {إن تنصروا الله ينصركم} وقال:{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم} التوبة/14، وقال: {وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب } الصف. فهو تعالى قد حدد أن النصر من عنده وأنه ينصر من يشاء وأن ممن يشاؤه المؤمنين المعدين المستوفين للشروط... فلا تناقض ولا تعارض، فالمؤمنون إذا أعدوا ما استطاعوا وحققوا الشروط الأخرى فهم قطعا منصورون.
سادساً: الإقبال على الله بوصف العبودية هو في ذاته غاية الانكسار والتذلل، ولكن أن (الحاجات لا تقضى باسبابها ان كانت مما عند الله وانما تقضى بمستوى الانكسار والعبادة لله وقد قال علماؤنا تعامل مع الله بلغة الاطفال) فهذه والله عجيبة من العجائب. نأمل أن تبين لنا كيف لا تقضى الحاجات بأسبابها وإنما تقضى بمستوى الانكسار والعبادة لله؟!
مع تحياتي لك ولجميع الأخوة
المعتصم بالله
09-11-2010, 05:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله بك أخي عبد الواحد وقريب.
الحق اني لما قرأت مشاركة عبد الواحد الاولى والتي رد عليها غريب ظننت أني دون مستوى الموضوع بسبب رد غريب الذي جعل الموضوع في غير مكانه إلا أن توضيح عبد الواحد هذا جعلني أعيد النظر من جديد في رد غريب لأرى موضع الخلل في فهم غريب.
بوركتم جميعا
والسلام عليكم
gareeb
09-11-2010, 07:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ المحترم عبد الواحد جعفر
بالنسبة لجملتك الاخيرة والتي هي
الحاجات لا تقضى باسبابها ان كانت مما عند الله وانما تقضى بمستوى الانكسار والعبادة لله وقد قال علماؤنا تعامل مع الله بلغة الاطفال) فهذه والله عجيبة من العجائب. نأمل أن تبين لنا كيف لا تقضى الحاجات بأسبابها وإنما تقضى بمستوى الانكسار والعبادة لله؟!
فانك على حق وانا على خطا ... حيث اني اخطات في التعبير والصياغة لها وذلك اني وبعد حوالي الساعتين من الكتابة بسبب ضعف كتابي على الكمبيوتر قمت بالضغط على زر بالخطا فمسحت كل ما تم كتابته واضطررت للعودة من الصفر وكنت مرهقا ففقدت التركيز في بعض الجمل .
معك حق اخي وساعمل على صياغتها بالشكل الذي كنت ابغيه
وبارك الله فيك
gareeb
21-11-2010, 11:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ عبد الواحد جعفر المحترم
ان النصر كحقيقة شرعيه تتضح بعض معالمها من استقراء ودراسة احكام السيرة والغزوات التي قام بها رسول الله ومن خلال دراسة الايات والاحاديث المتعلقه باحداث واحكام النصر ...
واذا تنقلنا بين تلك الادلة والاحداث لوجدنا ان النصر له اشكالا واوجه متعدده ..الا ان تلك الاشكال والاوجه لها شرط ريئسي وهو وجود الفئة المؤمنة التي نصرت الله فنصرها الله وهذا الشرط بالمعنى العقلي وهو ما يلزم من وجوده وجود ولا يلزم من عدمه العدم
اي انه قد توجد الفئة المؤمنة ولا يكرمها الله بالنصر الا ان النصر لا ينزل الا على الفئة المؤمنة ... وقد تضافرت الادله بوعود النصر لهذه الامة وللاسلام
ولو بعد حين وسيعم الاسلام كل الارض اي ان هذه الميزة اختص الله بها امة سيدنا محمد من دون الامم حيث ان الله كان ينصر بعض الانبياء بارسال ايات الهلاك على اقوامهم كنوح ولوط وشعيب وما حصل لعاد وثمود و... وفي حين ان الاسلام اخر الرسالات وكان للناس كافه فقد اعطى الله خاصية خاصة لهذه الرسالة بعدم نزول ايات الهلاك كما كانت تنزل على الناس بعد نزول رسالة سيدنا محمد قال تعالى (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) هذه الخاصية جعلت مفهوم النصر يتميز للمسلمين بان الله سينصر الفئة المؤمنه ولو طال الزمن اي سيتحقق المشروط في حين انه لم يتحقق لبعض الانبياء كيحيى وزكريا الذين قتلهم بني اسرائيل او غيرهم كعيسى الذي رفعه الله الية دون ان ينصره على بني اسرائيل وغير ذلك من امثلة على عدم تحقق المشروط لعدد ليس بالقليل لانبياء الله
فالنصر اذن هو وعد الله لهذه الامة وهذا الدين ولا يخلف الله وعده ...
الا ان ذلك كيف ومتى واين فذلك بحكم الله وتدبيره فقد تتوفر الفئة المؤمنة باحسن حالاتها ويمسك الله النصر لاجل وهذا معنى الشرطيه اي ما يلزم من وجوده وجود ولا يلزم من عدمه العدم
والنصر الشرعي كمشروط لا يقع الا على اولياء الله الذين نصروا دينه في انفسهم وفي مجتمعهم ولا يعتبر النصر ان له اسبابا بالمعنى العقلي اي ما يلزم من وجوده وجود ومن عدمه العدم وانما ينطبق عليه المعنى الشرطي...
وخلاصة القول ان الله نسب وحصر النصر لنفسه كيف ومتى ينزل على الفئة المؤمنه وحصر نزوله عليها وهذا الشرط اي الفئة اي وجود الفئة المؤمنة قد ينزل النصر عليهم في فترة صراعهم القليلة كرسولنا صلى الله عليه وسلم او الطويلة الامد وقد تموت اجيال واجيال من الفئة المؤمنة ولا يكرمهم الله بالنصر لحكمة منه وعلم كحصار الطائف ومؤته الذي منع الله فيه النصر ليس لتقصير او ذنب من الفئة المؤمنه وليس لسبب عدة او عتاد وانما لحكمة لا يعلمها الا الله ... وقد يكون منع النصر لذنب او تقصير شرعي من الفئة المؤمنه كحنين واحد ...
وقد تتوفر الاسباب المادية ولا يتحقق النصر كحنين قبل الفرارا والطائف وقد يحصل النصر والاسباب المادية لا تغني ولا تحدث نصرا كبدر والخندق
وقد يحصل النصر دون استعمال اسباب النصر المادية كعدة وعتاد كما حصل في الخندق وتبوك وفتح مكه حيث كفى الله المؤمنين القتال وانزل عليهم نصرا من عنده بان بعث جنودا من عنده هزمت الاعداء كالريح في الخندق والرعب في تبوك وفتح مكه.
وقد لا تحصل الهزيمة بالرغم من ضعف المسلمين وعتادهم كبدر ومؤته وقد لا يحصل النصر بالرغم من ضعف المسلمين وعتادهم كمؤته .. فضعف المسلمين في مؤته لم يكن سبب هزيمة او نصر وهذا تقدير العزيز الحكيم
فللنصر والهزيمة اوجه ثلاث
اولها نزول النصر كبدر والخندق وفتح مكه و...
ثانيها وقوع الهزيمه كاحد وبداية حنين و...
ثالثها ان لا ينزل نصر ولا تقع هزيمة كمؤته والطائف و..
اما اولها وهي نزول النصر فان الله تعالى قد خصه ونسبه له وحده دونما سبب او عدة او عتاد فالنصر امر الله وحده قال تعالى( وما النصر الا من عند الله )فالاستثناء بعد النفي هو على صعيد الحصر والتاكيد
قال تعالى
(إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) وقال (ونصرناهم فكانوا هم الغالبين)
وقال تعالى( ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين)
وقال ( انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا)
قوله تعالى (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)
ولا نقصد ان النصر بيد الله بالمعنى الشائع.. بل بالمعنى الحصري الذي ليس للعبد فيه سبب او شرط اي ولو استنفذ العبد كل الاسباب والشروط فلا يعني ذلك وجوب ولزوم نزول النصر هذا هو المعنى الحصري ودليل ذلك قوله تعالى ( حتى اذا استيئس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) وكذبوا بضم الكاف وكسر الذال اشارة اخرى على ان الرسل بعدما يئست من اتخاذ كل اسباب النصر واشرفوا على الياس لايستيفائهم كل شروط النصر واسبابه المنظورة ..بعد ذلك ياتي النصر العزيز من الله العزيز. تاكيدا على حصره بالله وعدم علاقته باسباب مادية كثيرة او قليلة.
وكقوله تعالى(ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون)
والاذلة تعني حالة الضعف وعدم توفر اسباب النصر من عدة وعتاد وختمت الاية بقوله لعلكم تشكرون اشارة الى المنة والعطاء من الله التي تستحق الشكر.
وقوله تعالى (واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)
وهذه الاية كاية بدر التي فيها نفس الاشارات على ان النصر نزل على المؤمنين وهم قلة لا يملكون العدد والعدة الكافية وختمت ايضا بالمنة من الله بقوله لعلكم تشكرون
ومع ان الفئة المؤمنة كانت يوم بدر على احسن الاحوال ايمانا والتزاما ومع ذلك يؤكد الله هذه الحقيقة وهي ان النصر بيد الله وحده وليس شرطا تملك الفئة المؤمنة اسباب النصر المادية كفيل بنزول النصر ولتاكيد ذلك خاطبهم الله بصيغة المن في قوله لعلكم تشكرون في الايتين والمنة تستعمل حين لا يكون للانسان جهد او سبب لها .
وقولة تعالى( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم..) اشارة اخرى على ان الله الناصر في كل المواطن وحتى حين تنعدم الاسباب المادية للنصر كيوم حنين بعد ان فر الجيش وفقدت الاسباب المادية للنصر انزل الله نصره على المؤمنين .
وقوله تعالى (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا به واوذوا حتى اتاهم نصرنا) اشارة ايضا ان طول فترة الصراع ليست فقط ناتجه عن خلل ايماني او شرعي وانما هو امر العزيز المدبر وحده اشارة
اخرى على ان النصر لا ينزل بسبب وانما بشرط
اي ما يلزم من وجوده وجود ولا يلزم من عدمه العدم. فالله تعالى قد اشترط النصر للفئة المؤمنه وخصه بها وبالتالي يكون شرط النصر وجود الفئة المؤمنه التي تستحق النصر والغلبه واذا وجدت هذه الفئه كان الامر لله ان شاء نصر وان شاء ابتلى ومنع النصر .. وهذا معنى الشرط العقلي للنصر ..اي النصر يشترط وجوده الفئة المؤمنه واذا وجدت الفئة المؤمنة لا يلزم لوجودها النصر وقد بينت الايات والاحداث ذلك على صعيد الشرط لا على صعيد السبب
فقد يعمل العبد او الفئة المؤمنه بكل ما يحتاجه النصر من معنى ولا يتحقق لهم النصر كانبياء الله الذين قتلوا واخرجوا وكحصار الطائف الذي استمر عشرين يوما ونزل جبرئيل على رسول الله يخبره بان الله لم ياذن بعد بفتح الطائف فامر الجيش بالرحيل ... وكغزوة مؤته وككل المحاولات التي حاولها المسلمون لفتح القسطنطينية وباءت بالفشل ...
واما ثانيها وهي وقوع الهزيمة فقد وردت الادلة على حالتين
١. حالة الانبياء السابقين الذين وقعت بهم الهزيمة كزكريا ويحيى وغيرهم ولم يكن ذلك لتقصير او ذنب او خلل في العقيدة وانما لحكمة لا يعلمها الا الله
٢. حالة المسلمين في السيرة حيث لم تحل الهزيمة الا بذنب كما وردت الادلة في ذلك في غزوة احد قال تعالى ( ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم)وبداية حنين قال تعالى (ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا )
وهذه الحالة الثانية هي ما يعنيننا وليست حالة الانبياء حيث ان ربط الهزيمة للمسلمين بالاثم وبين ظهرانيهم رسول الله واجل صحابته درسا وعبرة كبيرة بان الهزائم لا تقع الا بالخلل العقائدي وبالذنوب وليس بسبب نقص العدة او العتاد او لاي سبب مادي !! وقد سبق الحديث عن الادلة ان النصر ينزل على الفئة المؤمنة ليس بسبب عدة او عتاد وقد ينزل النصر على الفئة المؤمنة وهم في اضعف حالاتهم المادية وقلة عدتهم وعتادهم ...
واما ثالثها وهي عدم نزول النصر او وقوع الهزيمة مثل غزوة مؤتة وحصار الطائف فان الادلة الشرعية لم تكشف عن حكمة الله في ذلك ويكفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابي بكر ان جبريل قد اخبره ان الله لم ياذن له بفتحها بعد !!
وهذا تاكيد على ان الامر(النصر ) كله بيد الله وليس بسبب عدة او عتاد او تقصير او ذنب(في هذه الحالة ) فقد يكرم الله الفئة المؤمنه بالنصر وقد يمنعه فقد يكون بلاء وتمحيص وقد يكون لحكمة الله التي لا ندركها وهذه الصورة يؤكدها الله تعالى في قوله ( حتى اذا استيئس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) اي ان الله امسك نزول النصر حتى على انبياءه المعصومين لاجل وليس لذنب او تقصير او نقص عدة او عتاد ...
وكون ان الادلة لم تاتي بكشف الحكمة بعدم نزول النصر(في هذه الحالة ) كما اتت بحالة الهزيمة يجعل الامر محصورا بحكمة الله التي لا ندرك اسبابها ونحصر تفكيرنا في ان النصر بيد الله وحده لا ينزل بسبب مادي ولا ينطبق عليه معنى السبب العقلي.
وخلاصة ما سبق
قواعد النصر للمسلمين متمثلة بما يلي
١.ان النصر ليس مسببا لوجود الفئة المؤمنة او العدة والعتاد كالطائف ومؤته
٢.ان النصر مشروط بوجود الفئة المؤمنه مهما كانت ضعيفة العدة والعتاد كبدر والخندق وحنين (بعد فرار الجيش )
٣.قد يوجد الشرط ولا يتحقق المشروط اي قد توجد الفئة المؤمنة ولا يكرمهم الله بالنصر كالطائف ومؤته
٤و. ان الهزائم لا تقع الا بالذنوب وليست بسبب نقص العدةاوالعتاد كاحد و حنين (قبل الفرار)
٥. ان طول فترة النصر قد يكون بلاءا وتمحيصا للمؤمنين وقد يكون تحضيرا لامر لا يعلمه الا الله
٦.ان النصر قد ينزل دون ان تستعمل الفئة المؤمنة شيئا من العدة والعتاد كالخندق وفتح مكة وتبوك
واذا دققنا النظر في نقطة رقم ٢ ورقم ٦ لادركنا الدليل الواضح على انتفاء معنى السببيه عن النصر...
اذن فالنصر الشرعي كمشروط لا يقع الا على اولياء الله الذين نصروا دينه في انفسهم وفي مجتمعهم...
ولا خلاف في ذلك ولهذا كان لب الموضوع هو تحقيق الشرط اي وجود هؤلاء الاولياء الذين يكرمهم الله بتحقيق وعده ويعزهم بنصر دينه فالنصر في الاصل هو لدين الله وليس للعباد وانما ينال العباد نصيبهم من النصر لتجسيدهم هذا الدين في شخصياتهم لذلك كان الهدف هو اعلاء كلمة الله وهذا معنى ان ينصر الله دينه وهذا معنى اللهم اعز الاسلام باحد العمرين
فاسلام عمر كان عز للاسلام لا لمجرد شخص عمر وانما نال عمر حظه بالعز من الاسلام وكذلك النصر فهو بالاصل للدين وليس لاشخاص وانما ينالون حظهم بالنصر من نصر الاسلام
يتبع باذن الله
gareeb
28-11-2010, 12:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تكملة ما سبق
وكذلك النصر فهو بالاصل للدين وليس لاشخاص وانما ينالون حظهم بالنصر من نصر الاسلام
و الدين حتى يعز وينتصر لا بد من ان ينتصر في النفس البشرية اولا قبل نزوله من الله وهذا ليس بالامر الهين وانما هو حالة صراع حقيقي بين الانسان وشهواته واهواءه واثقال الدنيا..
فاذا انتصر الانسان على ذاته وفرض عليها الاسلام فرضا وهي صاغرة ذليلة لدين الله فقد خطى اهم خطوة في طريقه الى النصر وهذا الامر الذي استهان به الكثيرون واعتبروا ان التزامهم الشرعي كافيا لان يطلق عليهم اولياء الله وكافيا ان يظنوا انهم حقا انتصروا على انفسهم بالالتزامات التي يقوم بها سواد المسلمين بل ان احدهم ليقوم باقل مما يقوم به الكثير من سواد المسلمين وظنه بنفسه انه يسير مع دعوة على الحق فهو جدير بالنصر وبهذه الكرامة العظيمة.. وان تقصيره مجرد ثغرات في السلوك ليس الا,.!!
وهذا الغرور وليس الثقة بالنفس الذي اردى الكثيرين منا فاعتبرنا انفسنا ممن يبارز العلماء بقوله وفهمه العقيم وممن يبارز القادة وهو لم يبلغ حلم الجندي وممن يدعي الفهم والوعي وهو من اامساكين وممن ... قال تعالى (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)
فتجسيد الاسلام في النفس المؤمنه لتصبح اسلاما يمشي على الارض هو ما يعني نصر الاسلام على النفس وهو ما يؤدي لنصر الله لدينه .. فالنصر في الاصل لدين الله فكيف سينصر الله دينه على ايدي عجزت ان تنصر الله على نفسها. واهلها.!!... واذا قلنا ان ايماننا والتزاماتنا الحالية هي الحالة او الصورةالتي انتصر فيها الاسلام على النفس فان الكثير من الامة لهو اجدر بالنصر منا لما حققه من حالة افضل في الالتزام وانصياع نفسه لهذا الدين !!
وانظر اخي وتفكر بفهم العلماء لانتصار الدين على النفس ووضعهم الاصبع على موضع الداء وبلورتهم لهذا المعنى
قال لعالم المفكر ابن القيم بتفسير( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ) فللمؤمن من العلو بقدر ما معه من الايمان فاذا فاته حظ من العلو او حظ من العزه فبقدر ما فاته من الايمان وحقائقه علما وعملا ظاهرا وباطنا ...
وقال ان حسن ظن العبد بنفسه وسوء ظنه بربه هو الذي يدفعه ان يقول انا مؤمن فلماذا لا انصر وهم كفار .. وقد فاته من الاعمال الصالحه الظاهرة والباطنه ما يعلم وما لا يعلم وارتكب من المعاصي الظاهرة والباطنه ما يعلم وما لم يعلم ثم يطالب من الله ان يعطيه ما يعطي عباده الصالحين او المتقين او المحسنين .!!!
وقال وكذلك الدفع عن العبد هو بحسب ايمانه في قولة( ان الله يدافع عن الذين امنوا ) فاذا قل الدفع عنه فانه يحصل بنقص ايمانه
وكذلك الحسب والكفايه فكفايته لهم بحسب كفايتهم لدينهم
وكذلك الولاية ان ولاية الله للعبد وتاييده بقدر ما معه من الايمان فاذا نقص ما معه من الايمان نقصت الولاية والتاييد..
هذا ما كان يفهمه العلماء من ثقافة النصر وهو ان مرجع الامر كله وقلبه هو الفئة المؤمنه وميزان التزامها بهذا الدين فان رجحت الكفة كانت على حساب الاخرى فكلما تدفق ذلك القلب بالدم النقي كان الجسد قويا وكثرت انجازاته وحققت الصعاب نتائجه وتحول ابسط ادواته الى اسلحة فتاكه وتحول صمته الى ابلغ الكلام
وكلما تلوث الدم المتدفق من ذلك القلب المريض خارت قواه وعجز حتى عن قضاء ابسط حاجاته وتحولت اسلحته الفتاكه الى صدره ونحره وتحول كلامه وحجته الى ثرثرة يمقت سماعها القريب والبعيد وما ذلك الا بجنود الله وتاييده لمن يستحق التاييد... او لحجبها عمن لا يستحقها . !!
ولذلك كان حصر نزول النصر بالله اشارة قوية لصرف النظر والتفكير بالمشروط (النصر)واسبابه ومشروطه والتركيز والتفكير بحال واقع الشرط وهو الفئة المؤمنة وحالها مع الله
فالنصر امر الله وحده قال تعالى( وما النصر الا من عند الله ) ان شاء انزله وان شاء امسكه حتى لو كانت الفئة المؤمنة باحسن حالاتها... وكان حال الحديث يقول لنا اتركوا موضوع النصر وطول فترته او قصره واسبابه ومشروطه ومتى وكيف ينزل وانشغلوا ببناء الفئة المنصورة اولا واخرا ...
ولذلك يجب ان ينصب التفكير والتركيز على الفئة المؤمنة وعلى نفسها لتحقق بنفسها الشرط المطلوب وهو ايجاد الفئة المنصورة التي تستحق هذه المكرمة الالهية وهذا الشرف العظيم...
وهذا ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يذكر عنه انه توجه بالدعاء للنصر ولو لمرة واحدة في المرحلة المكية وكانت ثقته بان الله ناصره ولو بعد حين لا يتطرق لها ريب او شك وقد تجلى جوابه الواضح بذلك للصحابي الجليل خباب بن الارث رضي الله عنه حين اتاه يساله الدعاءبالنصر فاجابه بغير الدعاء حين اكد له حقيقة ان الله سينصرهم (والله ليتمن هذا الامر... ولكنكم تستعجلون ) واشارته صلى الله عليه وسلم بقوله ولكنكم تستعجلون استنكار ضمني عن استعجال النصر او التطلع له لانه امر الله وحده ان شاء ارسله وان شاء امسكه فانشغال رسول الله صل الله عليه وسلم ببناء الفئة المؤمنة وكفاح وصراع الكفر هي ما كان يشغله لانه كان يدرك ان المشروط لا يتحقق الا بوجود الشرط ولما يتحقق الشرط بعد... او ان الشرط تحقق ولكن الله يحكم النصر كيفما يريد ومتى يريد ولذلك لم نجد في السيرة اي تطلع لاستلام الحكم من الرسول وصحابته بلفظ صريح مباشروما طلب النصره الا لتوفير الحماية حتى يبلغ عن الله ما ارسله به لان قريش تحول بينه وبين ذلك وان كانت الحماية في نهايتها ستوصل الى النصر واقامة الدولة ولذلك لم نجد اي دعاء للنصر في المرحلة المكيةاو اية احاديث تناولها الصحابة فيما بينهم عن طول فترة النصر او سرعته واسبابه ومشروطه ولذلك كان نظر رسول الله والصحابةعلى القريب اكثر من البعيد اي على بناء الفئة المؤمنة اكثر من نظره على النصر ووقته وطوله وقصره
فالانشغال ببناء الفئة المؤمنة والقيام بالتزامات الدعوة وواجباتها هو مركز الامر والفئة المؤمنة هي قلب الامر كله فان صلحت صلح الامر كله وان فسدت فسد الامر كله وان خدشت خدش الامر كله!!
وحين يريد الله نصر الفئة المؤمنة يهئ لها من الاسباب والاحداث ما لم يخطر على قلب بشر ففي السيرة السيرة النبويه قال ابن اسحاق (ولما اراد الله ان ينصر نبيه ويعز دينه هئ الله له وفد يثرب ...) اي ان الله يهئ لنزول النصر اسبابا وشروطا ويهئ اجوائا واحداثا الا انها لا تقوم الا على مركز الامر وهو الفئة المؤمنة والتزاماتها بدعوتها وهذا معنى قوله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) فحين حقق الرسول الشروط هئ الله تعالى الاسباب لنزول النصر وحقق المشروط .
ولذلك كان الهم الاكبر هو بناء الفئة المؤمنة وحمايتها من الزلل ومراقبتها كل المراقبة لتكون هي الصفوة كل الصفوة وهي النقية التقية وان لا يتم التساهل بهذا الشان اطلاقا لانها قلب الامر كله فكيف سنطلب ما هو من خاصة الله وامره (النصر) ولسنا نحن من خاصة الله واهله ؟!!!.
فقبل ان نفكر بطلب النصرة او بانتهاء مرحلة التفاعل او بتحليل جهاز الحكم ونظامه او .. بالقول اننا على ابواب الحكم او ان الحزب امل الامه او ... قبل كل ذلك لا بد لنا من التاكد اننا اولياء الله الذين سنستلم ذلك الحكم الذي نحن على ابوابه والذي رسمنا قواعد نظامه وقيل ان نقول اننا امل الامه او انتهينا من مرحلة التفاعل يجب ان ندرك حقا ان الامة تتنفس برئتنا وانها تتكلم بلساننا وينبض قلبنا بدمائها وقبل ان نطلب النصرة يجب ان ننظر الى الوراء قليلا لنرى جحافل الشباب ان كانوا يستحقون النصر ام لا ... وكل ذلك يرجعنا الى معنى الفئة المنصورة او المؤمنة التي تستحق نصر الله وهذا يعيدنا الى البحث في قلب الامر كله وهو بنا ء الفئة المؤمنة بناءا صحيحا ...
ولا يتسرع متسرع بالقول انني اقصد الان الانشغال بالنفس واهمال الصراع والكفاح وعدم توفير شروط النصر المادية واهمال باقي مراحل الطريقه او.. بل ان الصراع والكفاح جزء من بناء هذه الفئة المؤمنة وشخصياتها .
والصراع والكفاح سيكون رجاله تلك الفئة المؤمنه فان صلح امرهم كان الكفاح والصراع طوبة ولبنة في بنائهم وبناء الدولة وتحقيق النصر وان فسد امرهم كان الصراع والكفاح طوبة ولبنة تلقى عليهم وعلى الامه وعائقا امام بناء الدولة والنصر وكما قال الحزب فان وجودهم يكون ضغثا على اباله وعقدة جديدة تضاف الى عقد الامه وقد يكون وجودهم حائلا امام تكتل صحيح يعمل لنهضة الامة
فالبناء لهذه الفئة هو اساس وجود الفئة المنصورة وكلما كان الاساس متينا رصينا كلما كان البناء قويا صامدا امام العواصف والزلازل , وكبر وتوسع وامتد افقيا وعاموديا حتى يزاحم كل الابنية المحيطة ويحجب عنها الهواء والشمس فتصبح بجانبه خاوية خربة لا تلبث ان تقع ويمتد بنيان الفئة المنصورة على مساحتها وفوق ركامها
واذا دققنا النظر اكثر في مرحلة وبناء الفئة المؤمنة لوجدنا انها العملية الوحيدة التي تستمر من البداية الى النهاية دون توقف او تاجيل بل تستمر الى نهاية الحياة ... فبعض اعمال الصراع او الكفاح قد تؤجل او يقدم بعضها على بعض ويقد يكون لبعضها نهاية او حدود اما عملية البناء للفئة المؤمنة فهي موجودة في كل مرحلة وكل عمل بل ان كل المراحل والاعمال قائمة على الفئة المؤمنة واسس بنيانها ونقاء وصفاء بنيانها وما هذا الا لانها اساس العمل وروحه واذا تخلل اي خلل للعمل ومراحله فان مرجع ذلك الى خلل البناء للفئة المؤمنه....
ولما كان النصر لا ينزل على عامة الناس فكذلك لن يحظى بالنصر من هو مثلهم وان تميز بعلم او ذكاء او بصيرة فالموضوع استجداء واخذ ما هو من خصوصية الله وامره وهذا الامر النفيس الذي خص الله به اؤلياءه وخاصته لن يكون لمن تميز عن الامه بالفكر او النقاش او الحديث وفيه من الامراض التي تفلق الحجر ما فيه ... بل هو لمن حقق معني الولاية لله ورسوله ..
ولذلك كان الهم الاكبر محصو را فقط في هذه الناحيه كيف ننصر الله ومتى يقال عنا اننا حقا نصرنا الله ومتى نكون للنصر اسما وعنوانا قبل ان نتظر نزوله او ندعي استحقاق هذه الكرامه ...
وقد نصل الى المرحلة المطلوبة وهي ان نوجد جيل النصر واولياء الله الا انه لا يشترط ان ينصرنا الله نحن باشخاصنا او ينصر ذلك الجيل وهذا ما ينفي معنى السبب العقلي .. فالامر لله كله وجله ان شاء نصر وان شاء عذب او شاء غفر
يتبع باذن الله
واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين
.
alquds
28-11-2010, 11:15 PM
السلام عليكم...
أخوتي بارك الله فيكم على هذة الموضوع المهم جداً و أتمنى ان تكون القلوب و العقول مفتوحة للتعلم فهو يعالج نقطة الضعف ألامة و ما تحتاجه لتعود كما كان سلف الأمة يعشون من مجد و أنتصارات و بارك الله فيكم..
نائل سيد أحمد
13-12-2012, 07:19 PM
للتذكير والمراجعة .
سفير الإسلام
15-12-2012, 10:01 AM
تسجيل متابعة ......
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.