المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إحذروا الفتنة أيها المسلمون



أبو أيمن
01-11-2010, 08:33 PM
[بسم الله الرحمن الرحيم
احذروا الفتنة أيها المسلمون
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وقعت العديد من الحوادث المؤسفة على خلفيتها، ولم تنحصرالحوادث في بلدة أو قرية بعينها، بل حصلت الحوادث في العديد من القرى والبلدات والبادية بل وصلت الى الجامعات والمعاهد العلمية.
ومع ملاحظة طغيان الصبغة العشائريّة وبشكل واضح على المرشحين في هذه الدورة فقد برزت الخلافات والمشاحنات والمشاكل بين المرشحين وأنصارهم وباتت الأجواء مشحونة فوقعت الحوادث وحالات الاستعداء والقطيعة بين أبناء العشائر بل وبين أبناء العشيرة الواحدة.
ومع انتشار العنعنات الجاهلية التي يثيرها المغرضون والجهلة والتي تسببت في كل تلك المشاحنات والاستعداءات، فإننا نأمل من الله أن تطوق ذيولها وتبعاتها جهود الواعين والحكماء المخلصين لدينهم والحريصين على أبناء المسلمين من أن يصابوا بأي سوء حتى لا تزيد الفتن وتتصاعد ونحن على أبواب الأسبوع الأخير للانتخابات.
والذي يؤسف له أن تتسبب العصبيات الجاهلية، والتضليل الاعلامي، والمصالح الضيقة، في تجاوز كثير من الناس عن حقائق منها أن الدولة تريد المجلس ديكوراً لتجميل صورتها، وجسراً تمرر عليه باسم نواب الأمة سياساتها وممارساتها، وما تخلفه تلك السياسات والممارسات من مصائب، وأن معظم المعنيين بالمشاركة في هذه الانتخابات إنما يلهثون خلف الوجاهة السياسية والإجتماعيّة وتحقيق المصالح الفرديّة الأنانيّة أو المصالح الفئوية الضيقة. وأن الحكومة تتدخل في اختيار مرشحين تدعمهم وتضمن نجاحهم، سواء أكان ذلك في أوساط العشائر أو المدن.
أما أهم ما ينبغي أن يؤسف له عند من قرروا الترشح أو الانتخاب فهو ضعف الالتفات لمعرفة الرأي الشرعي في أعمال مجلس النواب، وهو ما ينبغي أن يكون موضع التنبه الأعلى عند كل مسلم، وما ينبغي للمسلم أن يستشعر المسؤولية الخطيرة والتامة عنه.
أيها المسلمون..
إن المجلس النيابي له اختصاصان رئيسيان وهما التشريع، والرقابة على أعمال الحكومة، أما تشريع القوانين التي تنظم علاقات الناس في الاجتماع والاقتصاد والحكم وغير ذلك ما عدا القوانين الإدارية التي لا تخالف الشرع فإنه لا يصح لمسلم نائباً كان أو ناخباً أن يقبل أن يشرِّع أو يُوكِلَ من يشرِّع عنه، وإن فعل ذلك وهومنكر بأن التشريع هو حق خالصٌ لله فهو كافر خارج عن الملة. أما الرقابة على أعمال الحكومة فهي عملٌ صحيح إن كانت الرقابة والمحاسبة مرجعيتها الشرع الاسلامي، ولا يصح للنائب كذلك أن يعطي الثقة لحكومة لا تحكم بشرع الله تعالى، فاحتاطوا لدينكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا جاهٌ، ولا ناصرَ أو منقذَ مهما علا شأنه.
أيها المسلمون في الأردن..
إن الرابطة القبليّة والعشائريّة هي رابطة خطيرة على أصحابها وعلى المجتمع، إذ بسببها توجد المشاكل والخلافات بين الناس وتكرّس الفرقة بينهم كما حصل في أكثر من منطقة في الشمال والجنوب، وكذلك ما حصل من مشاجرات ومشاحنات في بعض الجامعات، فإذا كانت المشاركة في الانتخابات النيابيّة أدت وستؤدي إلى مزيد من الخلافات والمشاحنات والفرقة بين أبناء البلدة الواحدة، وبين ابناء القبيلة الواحدة، بل بين أبناء العشيرة الواحدة، فحريّ بأبناء العشائر أن يعتصموا بدينهم وأن يتذكروا قبل كل شيء أخوة الإسلام التي فرضها عليهم إسلامهم الطاهر من نتن الجاهلية وعصبيتها المقيتة، وأن يفكّروا مليّاً لتفويت الفرصة على أصحاب الأنفس المريضة وعلى كل من يريد النّيل من العشائر، وأكثر من له مصلحة بإضعاف العشائر وإضعاف تأثيرها في المجتمع هو النظام، الذي ساهم في تأجيج الخلافات بين أبناء العشائر وإيجاد الفرقة بينهم. بأعمال لا تخفى على أبناء العشائر الذين يتميزون بالذكاء وحضور البديهة.
أيها الموحدون من شيوخ العشائر وحكمائها ورجالها..
لا تجعلوا للفتنة وللعصبية القبلية طريقاً بينكم، فأنتم مسلمون، وأنتم أخوة، والله عز وجل يقول: {إنما المؤمنون أخوة} ويقول: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} فاجعلوا ولاءكم لله، واجعلوا ارتباطكم على أساس العقيدة، ولا تجعلوا فرجة للشيطان بينكم، وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"، فترك الولاء لله وترك ما يمليه علينا إسلامنا العظيم واستبداله بالولاء للقبيلة والعشيرة حرام شرعاً، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، ومن سعى لها، ومن شارك فيها.
واحرصوا على دفع أبنائكم للالتزام بأحكام الشرع، واعملوا على إصلاح ذات بينكم، وتجاوزوا عن زلات بعضكم، واجعلوا غاية همكم الله ورسوله.
واعلموا يا شيوخ العشائر ويا أبناءها، أنه لا يجوز التزلف والنفاق لأنظمة تحكم بالكفر، ولا تحكم بالإسلام، بل تحاربه وتحارب حملته. واعلموا أنكم إن عملتم على إعادة شرع الله في الأرض، فإنكم انما تكسبون عز الدنيا وشرف الآخرة، فإلى العمل على نبذ الفرقة والخلاف بينكم والتصدي لكل من يحاول العمل لذلك، وإلى العمل لإعادة شرع الله في الأرض ندعوكم.
{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}

20/ذي القعدة/1431هـ حزب التحرير
28/10/2010م ولاية الأردن