المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة نخلة أبي الدحداح رضي الله عنه



فرج الطحان
31-10-2010, 10:19 AM
قصة نخلة أبي الدحداح رضي الله عنه
بينما كان الرسول محمد صلَّى الله عليه وآله جالساً وسط اصحابه
إذ دخل عليه شابٌّ يتيمٌ يشكو إليه قائلاً
( يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخلةٌ هي لجاري طلبت
منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور فرفض ، طلبت منه أن يبيعني إياها فرفض )
فطلب الرسول أن يأتوه بالجار
أُتي بالجار إلى الرسول صلى الله عليه وآله وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم
فصدَّق الرجل على كلام الرسول
فسأله الرسول صلى الله عليه وآله أن يترك له النخلة أو يبيعها له
فرفض الرجل
فأعاد الرسول قوله ( بِعْ له النخلة ولك نخلةٌ في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام )
فذُهِلَ اصحاب رسول الله من العرض المغري جداً
فمن يدخل النار وله نخلة كهذه في الجنة
وما الذي تساويه نخلةٌ في الدنيا مقابل نخلةٍ في الجنة
لكن الرجل رفض مرةً اخرى طمعاً في متاع الدنيا
فتدخل أحد اصحاب الرسول ويدعي أبى الدحداح
فقال للرسول الكريم
إن أنا اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب أليَّ نخلة في الجنة يارسول الله ؟
فأجاب الرسول نعم
فقال أبو الدحداح للرجل
أتعرف بستاني ياهذا ؟
فقال الرجل نعم ، فمن في المدينة لا يعرف بستان أبي الدحداح
ذا الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله
فكل تجار المدينة يطمعون في تمر أبي الدحداح من شدة جودته
فقال أبو الدحداح بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي
فنظر الرجل إلى الرسول صلى الله عليه وآله غير مصدق ما يسمعه
أيُعقل ان يقايض ستمائة نخلة من نخيل أبي الدحداح مقابل نخلةً واحدةً
فيا لها من صفقة ناجحة بكل المقاييس
فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله والصحابة على البيع
وتمت البيعة
فنظر أبو الدحداح الى رسول الله سعيداً سائلاً
(أليَّ نخلة في الجنة يارسول الله ؟)
فقال الرسول (لا) فبُهِتَ أبو الدحداح من رد رسول الله صلى الله عليه وآله
ثم استكمل الرسول قائلاً ما معناه
(الله عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله وَرَدَّ الله على كرمك وهو الكريم ذو الجودبأن جعل لك في الجنة بساتين من نخيل يُعجز عن عدها من كثرتها
وقال الرسول الكريم ( كم من مداح الى ابي الدحداح )
(( والمداح هنا – هي النخيل المثقلة من كثرة التمر عليها ))
وظل الرسول صلى الله عليه وآله يكرر جملته أكثر من مرة
لدرجة أن الصحابة تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبي الدحداح
وتمنى كُلٌّ منهم لو كان أبا الدحداح
وعندما عاد أبو الدحداح الى امرأته ، دعاها إلى خارج المنـزل وقال لها
(لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط )
فتهللت الزوجة من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجارة وسألت عن الثمن
فقال لها (لقد بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام )
فردت عليه متهللةً (ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع )
فمن منا يقايض دنياه بالآخرة
ومن منا مُستعد للتفريط في ثروته أو منـزله او سيارته في مقابل شيءٍ آجلٍ لم يره
إنه الإيمان بالغيب وتلك درجة عالية لا تُنال إلا باليقين والثقة بالله الواحد الأحد
لا الثقة بحطام الدنيا الفانية وهنا الامتحان والاختبار
أرجو أن تكون هذه القصة عبرة لكل من يقرأها
فالدنيا لا تساوي أن تحزن أو تقنط لأجلها
أو يرتفع ضغط دمك من همومها
ما عندكم ينفد وما عند الله باق

ابواحمد
31-10-2010, 07:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك اخي فرج وجزاك الله خيرا وجعلنا واياكم من الذين اتبعوهم بإحسان الي يوم الدين.

الحاسر
31-10-2010, 09:16 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل افهم من القصة انه يجوز اعطاء مالي كله صدقة؟ هل يجوز ذلك شرعا؟
و بارك الله بكم

Abu Taqi
01-11-2010, 01:25 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل افهم من القصة انه يجوز اعطاء مالي كله صدقة؟ هل يجوز ذلك شرعا؟
و بارك الله بكم


هل يفهم من القصة أن الصحابي الجليل قد تبرع بكل ماله؟ قد يكون عنده بستان آخر!

على كل أبو بكر الصديق تبرع بكل ماله.

والسلام

عبد الواحد جعفر
01-11-2010, 10:41 AM
إخواني الكرام، تحية طيبة، وبعد،،
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه 11/265 عن واسع بن حبان قال: لما هلك أبو الدحداح وكان أتياً فيهم (أي طارئاً)، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي فقال: "هل كان له نسب فيكم"؟ قال: لا. فأعطى ميراثه ابن أخته لبابة بن عبد المنذر.
وهذا يدل على أمرين،،
الأول: أنه كان ذا مال كثير، وأنه تصدق الحائط الذي قايضه بنخلة للشاب اليتيم هو بعض ماله وليس كله.
الثاني: أنه لم يكن له وارث من العصبات، فورثه ابن اخته.
أما التصدق بكل المال فيقول القرطبي -رحمه الله-: "قلتُ: فعلى هذا تكون الصدقة بجميع المال، ومنع إخراج حق المساكين داخلين في حكم السرف، والعدل خلاف هذا فيتصدق ويُبقي، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى) (رواه البخاري ومسلم)، إلا أن يكون قوي النفس غنيًا بالله، متوكلاً عليه، منفردًا لا عيال له، فله أن يتصدق بجميع ماله، وكذلك يخرج الحق الواجب عليه من زكاة وما تعين في بعض الأحوال من الحقوق المتعينة في المال" انتهى كلام القرطبي.
والشرع يجوِّز أن يتطوع المسلم بكل ماله في سبيل الله، لكنه يضع لذلك شروطًا -لخصها أهل العلم- تجمع بين كل الأقوال:
1- أن يكون الشخص قوي النفس مستغنيًا بالله، يصبر على الضيق والفقر.
2- أن يكون عياله ممن يصبرون أيضًا أو ليس له عيال.
3- ألا يكون عليه دين.
وهذا هو معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا صَدَقَةَ إلا عَنْ ظَهْرِ غِنًى) (رواه البخاري تعليقًا، وأخرجه أحمد في مسنده)؛ أي أن أفضل الصدقة ما وقع من غير محتاج إلى ما يتصدق به لنفسه، أو لمن تلزمه نفقته.
- إذا تحققت الشروط السابقة فإن مذهب الإمام النووي -رحمه الله- استحباب الصدقة بجميع المال، أما إذا لم تتحقق أو فقد منها بعضها فإن ذلك مكروه.
والله أعلم

عاشق الفكر
10-12-2010, 11:02 AM
اخي الكريم فرج الطحان تحية طيبة اريد ان اسألك بهدوء ارجو ان يكون جوابك بهدوء.
1- ما مصدر الحديث ودرجته.
2-هل يعقل ان ثمن النخلة الواحدة ست مائة نخلة مع ان للسور حل اخرى بدل هذه المنازعة.
3- هل يجزم بان في الجنة نخلة تسير في ظلها الراكب مائة عام.

فرج الطحان
10-12-2010, 04:57 PM
اخي الكريم فرج الطحان تحية طيبة اريد ان اسألك بهدوء ارجو ان يكون جوابك بهدوء.
1- ما مصدر الحديث ودرجته.
2-هل يعقل ان ثمن النخلة الواحدة ست مائة نخلة مع ان للسور حل اخرى بدل هذه المنازعة.
3- هل يجزم بان في الجنة نخلة تسير في ظلها الراكب مائة عام.
الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
القصة ذكرها الحميدي في مسنده، (ج 3 / ص 7) تحت رقم:
1334 - ثنا الحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله إن لفلان نخلة وإنما أقيم حائطي بها فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعطها إياه بنخلة في الجنة فأتاه أبو الدحداح فقال بعني نخلتك بحائطي قال ففعل فاجعلها في الجنة قالها مرارا قال فأتى امرأته فقال يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة فقالت ربح البيع أو كلمة تشبهها.
وقد رواها أيضاً الإمام أحمد والطبراني وابن حبان وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" والحاكم كلهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.
هذا عن تخريج رواية هذه القصة، أما عن الحكم على سندها، فقد قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. وصححه الشيخ الألباني. وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأما عن سؤالك بأنه "هل يعقل ان ثمن النخلة الواحدة ست مائة نخلة مع ان للسور حل اخرى بدل هذه المنازعة." فأنا أسألك، ما المانع؟!!
وأما عن سؤالك الآخر "هل يجزم بان في الجنة نخلة تسير في ظلها الراكب مائة عام؟ فالقصة ليست من العقائد حتى يطلب الجزم بها. هي قصة للعبرة، على عظيم قدر الصحابة وصبرهم وتضحياتهم ومحبتهم للجنة وما يقرب لها من قول أو عمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته