المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبراهيم عيسى .. الجانى والمجنى عليه (2) السيد إبراهيم أحمد



الكاتب الشاعر
13-10-2010, 05:37 PM
[SIZE="5"][B][COLOR="Black"]مقال :




إبراهيم عيسى ..الجانى والمجنى عليه





بقلم : السيد إبراهيم أحمد

كما قال طارق قاسم رئيس تحرير جريدة بر مصر: خصص إبراهيم عيسى مقاله للدفاع عن نفسه ضد اتهامه بالتشيع .. وجاء دفاعه مترنحاً ينادي فيه المريب قائلا: ياناس يا عالم خذوني خذوني .. حاول فيه أن يأخذنا بالصوت ، فعمد إلى فرقعة أكليشيهات مثل بمب العيد هنا وهناك حول الوهابية وانتشارها ودعمها للحكام المستبدين ( حسب مزاعم عيسى) وأن العرب والغرب اجتمعوا على قلب رجل واحد ضد إيران بسبب دعمها للمقاومة ومناوأتها لأمريكا .. ثم في آخر المقال دلف عيسى لصلب الموضوع وقال أنه ليس شيعيا ولن يكون لأنه يرفض تسليم عقله لإمام أو شيخ، وبصرف النظرعن أنه بالفعل لا يحق لأحد أن يفتش في ضمائر الآخرين ، وبصرف النظر أيضا عن أن عاقلا لا يمكنه تكفير الشيعة ، لكن سماحة السيد عيسى نسي أن تسعة أعشار المعتقد الشيعي تقية .. ومن ثم فلو افترضنا جدلا أنه شيعي ( وهو أمر لا يعنينا بالمرة فالرجل حر في اختيار أي مذهب يشاء ) فنحن لسنا مضطرين لتصديق نفيه تشيعه إذ وارد جدا أن يكون من باب التقية ..ثم إن الأهم أن القصة ليست في أن يكون شيعيا أم سنيا ام بين بين أم يكون شيسنيا ، القصة أبعد من ذلك . فلو أن السيد عيسى تعامل مع رموز الصحابة بأدب لما كان أحد سيكترث لأمره، لكن منذ الأعداد الأولى لجريدة الدستور والتطاول على الصحابة يكاد يكون رسالة ثابتة من رسائل الجريدة .. فالأستاذ عيسى هو الذي روج في عدد الأسبوع الثالث من شهر مايو 2005 بأن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه حرض من اعتدى بالضرب على سيدنا عبد الله بن مسعود حتى كسر ضلعه بسبب رفضه لمصحف عثمان .. والسيد عيسى هو أول من تطاول في الصحف المصرية على الصحابي الجليل سيدنا أبو هريرة في الدستور وفي صوت الأمة عندما كان يرأس تحريرها .
والعجب العجاب أنه لما أزال ابراهيم عيسى القداسة عمن هم بحق أهلها أحاطه أتباعه من المعجبين بتهجمه على الهيئة الرئاسية بهالات كبيرة من القداسة حتى أصبح الواحد منهم لا يقبل فيه ذماً ولا منقصة ، وهو عكس اتجاه وتفكير شيخهم عيسى ، حتى لما ذكرت بعض الأحاديث التى تتوعد من يسب الصحابة جاهرواحد (منهم بأن هذا الكلام من 1400 سنة سيبك منه خلينا فى دلوقتى ) ، بينما والحق يقال أن هناك من قال : يجب أن يعرف أى أحد سواء كان إبراهيم عيسى أو غيره أن الحدة إن كانت تجوز فى مهاجمة ظلم واضح وديكتاتورية لاشك فيها كديكتاتورية مبارك .. فهى لا تجوز فى تناول قضايا عميقة وشائكة ويختلط فيها الصواب والخطأ.. ولا تجوز بشكل أخص فى حق أناس قد علمنا أنهم كلهم فى الجنة ، كما قال أحدهم :كيف لي ولغيري ممن يأبى الظلم ويقدس الحرية أن يقف إلى جوار ابراهيم عيسى أو غيره ،كيف لي أن أناصر من لم يناصر ديني ويطعن في صحابة النبي الكريم رضوان الله عليهم . للاسف الناس تصفق لمن يسبون النظام وهل سب النظام مدعاة للتصفيق لانه فقط سب النظام لكن اذا سب نفس الكاتب الصحابة و طعن فيهم فهذا شئ عادى !!
واليوم وقد وقعت مذبحة الدستور كما أسماها بلال فضل أورأس الذئب الطائر كما أسماها الكاتب سلامة أحمد سلامة ، أو عملية السيد البدوى الإنتحارية كما أسماها وائل قنديل ، وأصبح إبراهيم هو المجنى عليه جاءت تفسيرات قرار الإقالة فى مجملها غاية فى الغرابة فمن قائل أن السبب هو أن ملاك الصحيفة منعوا عيسى من نشر مقال للدكتور محمد البرادعي، وانتهز الفرصة أيمن نور فأعلن أن مقالاته ـ التى ما أحس بها أحد ـ هي السبب .
ومن أسفِ أن أحداً لم ينطق بأن عقاب الله على ما اقترفه إبراهيم عيسى طوال هذه السنوات فى حق الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كان سبباً جديراً بأن نوليه بعض الالتفات حتى ولو لم نجعله السبب الوحيد ولكن ما المانع فيما لو ضممناه للأسباب السابقة بل والأجدر بنا أن نجعله على رأسها .
يا أستاذ إبراهيم عيسى ربما كانت هذه الغمة التى أصابتك فى ظاهرها الشر وباطنها الخير ، فلقد انتزعك الله من الفضائيات والمقالات قليلاً ليفرغك لنفسك كثيراً فهى منحة ظاهرها المحنة ، ويا أخى بدلاً من أن تعكف فى حديقة بيتك على كتابة رواية .. اجلس لتتأمل ماضيك الصحفى كله بشرط ألا تكابر وحتماً سيهديك الله إلى الخير ، وأذكرك بما ذكرت به رئيس الجمهورية فى مقالك الشهير ( إنك ميت وهم ميتون ) ، فأقول لك: إذا كشف الله تلك الغمة وعدت لتتبوأ مكانتك فى صدارة التحريرفأحكم لجام قلمك ، وهدىء من شططه ، ولا تغلوا مع الغالين وتسرف فى النيل ممن لا نساوى قلامة أظفارهم وتذكر أن نيلك الدؤوب منهم يأخذ من تاريخك ومجدك .. فانتبه .