المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس لأوربا إلا جلي الصحون



سياسي
09-10-2010, 09:58 AM
مؤشرات ودلالات الامتعاض الأوروبي من انفراد أميركا بعملية التسوية



منير شفيق

ثمة بوادر لا تخلو من دلالة تشير إلى امتعاض أوروبي من الانفراد الأميركي في معالجة موضوع التسوية بين حكومة الكيان الصهيوني وسلطة رام الله.

وقد تبدّت هذه البوادر من خلال غياب وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاترين أشتون عن حضور قمة إطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن. وهي مناسبة يفترض بأوروبا أن تكون في مقدّمها لا أن تتغيّب عنها. وذلك للأهمية التي يضعها الاتحاد الأوروبي لمشاركته في عملية التسوية المذكورة.

عندما سئلت أشتون عن سبب غيابها جاء جوابها خشناً يتضمن انزعاجاً من الترتيبات الأميركية لقمّة إطلاق المفاوضات الثنائية، قالت أشتون "اخترت ألاّ أكون في الصف الثاني في حديقة البيت الأبيض وأن أكون في صلب محادثاتنا مع الصين في بكين، والتي تشكل فرصاً مهمة وذات دلالة".

"
الإدارات الأميركية تركت لأوروبا دور المساهم في دفع الأموال بعد إتمام صفقة التسوية أو في أثناء ذلك، وليس دور الشريك. لأن الدور هنا سيعكس مستقبل دورها على مستوى ما يسمّى (زوراً) بمنطقة الشرق الأوسط

"
يبدو من هذا التصريح أن إدارة أوباما تتعامل مع أوروبا في الموضوع الفلسطيني كما سبق وتعاملت معها إدارتا كلينتون وبوش الابن وقبلهما إدارة بوش الأب، فلا بدّ من أن يُذكر، بهذه المناسبة، أن الإدارات الأميركية تركت لأوروبا دور المساهم في دفع الأموال بعد إتمام صفقة التسوية أو في أثناء ذلك، وليس دور الشريك الذي يواكب العملية مواكبة تليق بالدور الأوروبي أو بما تراه أوروبا من دور لها في تلك العملية. لأن الدور هنا سيعكس مستقبل دورها على مستوى ما يسمّى (زوراً) بمنطقة الشرق الأوسط.

كانت موازين القوى وشعور أميركا بالتفوّق الكاسح داخلها يسمحان بتعامل الإدارات الأميركية سابقاً على تلك الطريقة (العنجهية) مع الدور الأوروبي. وقد وصل الأمر بأحد أعضاء الوفد الأميركي في مؤتمر ميونيخ للأمن العالمي في شباط/فبراير عام 2002 أن ردّ في إحدى اللقاءات الجانبية على الاحتجاج الأوروبي المتعلق بالدور الأوروبي قائلاً: "نحن نعدّ الطبخة ونرتب المائدة وسنترك للأوروبيين جلي الصحون".

ولكن موازين القوى الراهنة في عهد إدارة أوباما تستدعي تغيير تلك المعادلة أو في الأقل التخفيف من العنجهية الأميركية السابقة، والتي أثبتت فشلها في التطبيق العملي ولا سيما في مرحلة إدارة جورج دبليو بوش في عهدها الأول 2001-2005.

إن ما أصاب إدارة أوباما ومن قبلها إدارة بوش الابن في عهدها الثاني من تراجع في موازين القوى العالمية والإقليمية عندنا، وما تعانيه من أزمة مالية وانقسامات داخلية ومن تتالي حالات الفشل والإخفاق في مشاريع التسوية التي حملها ميتشل حتى الآن، تفترض إعادة النظر في تقاليد الإدارات الأميركية السابقة بخاصة، بل مع مختلف القضايا بعامة. ولكن يبدو أن الأقوياء المتسلطين قد يفقدون من قوتهم وقدراتهم عملياً إلاّ أنهم لا يتنازلون عن غرورهم وعنجهيتهم. الأمر الذي يسهم في ارتكابهم المزيد من الأخطاء. ذلك لأن الغرور والعنجهية لا يساعدان على إجراء تقدير موقف صحيح لموازين القوى ولكيفية إدارة الصراع. وبهذا يتفاقم ارتكاب الأخطاء فالفشل.

صدرت تصريحات أوروبية حملت دلالة خاصة في معالجة هذا الإشكال الذي عبر منه غياب أشتون عن قمة واشنطن المذكورة. لقد صدر الأول عن وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير انتقد فيه غياب أشتون وأكد على ضرورة حضور أوروبا لإشعار الأميركيين أنهم ليسوا الوحيدين الذين سيجدون حلولاً ملائمة.

وصدر التصريح الأوروبي الثاني عن وزير خارجية لوكسمبورغ الذي رفض اعتبار طوني بلير ممثلاً لأوروبا في الرباعية وأكد على ضرورة التمثيل الأوروبي وأن تكون أوروبا "لاعباً قوياً جداً" وعدم إشعار الأميركيين "أنهم اللاعبون الوحيدون".

أما وزير خارجية فنلندا ألكسندر ستاب فقد دافع عن موقف أشتون مؤكداً أنها اتخذت القرار الصائب.

"
التبعية الأوروبية للسياسات الأميركية من شأنها أن تزيد أميركا ضعفاً وتزيد أوروبا ضعفاً في وضع دولي أخذ الغرب بمجمله يفقد سيادته العالمية الذي تمتع بها لعدّة قرون

"

إذا كان تصريحا كل من وزير خارجية فرنسا ولوكسمبورغ قد انتقدا غياب أشتون إلاّ أنهما دعما موقفها، بصورة غير مباشرة، بالتأكيد على الدور القوي الذي يجب أن يكون لأوروبا، وعلى إشعار الأميركيين أنهم ليسوا الوحيدين في عملية التسوية.

باختصار يدلّ هذا الجدال الأوروبي-الأوربي على أمرين: الأول تجاهل إدارة أوباما إعطاء دور بارز لأوروبا كشريكة في عملية التسوية. الأمر الذي يدّل على سوء تقدير لوضعية أميركا الضعيفة في ميزان القوى بل حتى لضعفها أمام نتنياهو واللوبي الصهيوني الأميركي. مما يفترض استعانة أكبر بأوروبا.

والثاني يشير إلى ما أصاب السياسات الأوروبية لا سيما الفرنسية والألمانية من افتقار لدرجة من الاستقلالية التقليدية عن السياسات الأميركية حتى بالتفاصيل الثانوية. الأمر الذي سمح لإدارة أوباما الضعيفة أن تتعامل معهما بعنجهية ولا تحسب لتجاهل أوروبا حساباً. فأوروبا في عهدَيْ ميركل وساركوزي وبيرلسكوني فقدت دورها الذي عارض حرب العدوان على العراق، ناهيك عن دور فرنسا الديغولي وأميركا في عز قوتها وسطوتها.

هذه التبعية الأوروبية للسياسات الأميركية من شأنها أن تزيد أميركا ضعفاً وتزيد أوروبا ضعفاً في وضع دولي أخذ الغرب بمجمله يفقد سيادته العالمية الذي تمتع بها لعدّة قرون. ولهذا لا مفرّ من أن تدخل أوروبا في جدال مع نفسها تحت عنوان: أين الدور الأوروبي؟ أين أوروبا؟ بل أين الغرب؟

_______________

باحث في الشؤون الاستراتيجية

المصدر: مركز الجزيرة للدراسات
-----------
نخالف الكاتب في بعض ما ذهب اليه من استنتاج ولكن احببنا نقل المقال لبعض الاخوة كيف يعيدوا النظر في تصوراتهم الفكرية

دار السلام
09-10-2010, 12:35 PM
هذا الموضوع محله بحثنا عن علاقة امريكا واوربا

وهو ضربة قاصمة للخط العريض الذي وضعه الاخ عبدالواحد

اترك الاخ سياسي ان يفكر فيه

سياسي
09-10-2010, 02:15 PM
هذا الموضوع محله بحثنا عن علاقة امريكا واوربا

وهو ضربة قاصمة للخط العريض الذي وضعه الاخ عبدالواحد

اترك الاخ سياسي ان يفكر فيه
كأنك تقرأ بالعكس هو نقض كل أقوالك وهو يؤيد عبد الواحد جعفر
فمثال بسيط استدليت أن أوربا تعطي مال للسلطة وبهذا الفهم اعتبرت أوربا منافس إلا أن المقال ينقض قولك من اقوال الاوبيين انفسهم " من أن يُذكر، بهذه المناسبة، أن الإدارات الأميركية تركت لأوروبا دور المساهم في دفع الأموال بعد إتمام صفقة التسوية أو في أثناء ذلك"

كذلك عجزك لحد الآن أن تذكر لنا ما ههطي خطة بريطانيا في الشرق الاوسط لأنه اصلا لا يوجد خطة لها ولا يلمس لها ايتحرك لعملائها فالكل خاضع لأمريكا وأمريكا قادرة على تحطيم أي نظام يخالفها وقادرة على تحطيم اوربا ذاتها.
وقواعدها العسكرية في قلب أوربا حتى بريطانيا لدى أمريكا قواعد عسكرية,
وسارت بريطانيا مرغمة معها في حروب كثيرة منها حرب افغنستان و العراق وكسوفو وكذلك جرت أمريكا كل اوربا دائما ورائها وتحت قدمها ولا يلمس لهم اي اعترض أو عمل ويصدر منهم فقط الامتعاض الذي لا يسمن ولا يغني عن جوع.
وأمريكا حلقت لهم على الناشف في مؤتمر واشطن وهذا وحده كافي لنقض قولك كله من جذوره.

دار السلام
10-10-2010, 10:44 PM
غياب وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاترين أشتون عن حضور قمة إطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن

عندما سئلت أشتون عن سبب غيابها جاء جوابها خشناً يتضمن انزعاجاً من الترتيبات الأميركية لقمّة إطلاق المفاوضات الثنائية، قالت أشتون "اخترت ألاّ أكون في الصف الثاني في حديقة البيت الأبيض وأن أكون في صلب محادثاتنا مع الصين في بكين، والتي تشكل فرصاً مهمة وذات دلالة".
هنا اشتون قررت الا لاتكون في الصف الثاني في حديقة البيت الأبيض
فماذا تريد اذن؟
يبدو من هذا التصريح أن إدارة أوباما تتعامل مع أوروبا في الموضوع الفلسطيني كما سبق وتعاملت معها إدارتا كلينتون وبوش الابن وقبلهما إدارة بوش الأب، فلا بدّ من أن يُذكر، بهذه المناسبة، أن الإدارات الأميركية تركت لأوروبا دور المساهم في دفع الأموال بعد إتمام صفقة التسوية أو في أثناء ذلك، وليس دور الشريك الذي يواكب العملية مواكبة تليق بالدور الأوروبي أو بما تراه أوروبا من دور لها في تلك العملية. لأن الدور هنا سيعكس مستقبل دورها على مستوى ما يسمّى (زوراً) بمنطقة الشرق الأوسط.
هنا لم يكبر الاخ سياسي حال اوربا هذا في أي وقت؟
الجواب: إدارتا كلينتون وبوش الابن وقبلهما إدارة بوش الأب

كانت موازين القوى وشعور أميركا بالتفوّق الكاسح داخلها يسمحان بتعامل الإدارات الأميركية سابقاً على تلك الطريقة (العنجهية) مع الدور الأوروبي. وقد وصل الأمر بأحد أعضاء الوفد الأميركي في مؤتمر ميونيخ للأمن العالمي في شباط/فبراير عام 2002 أن ردّ في إحدى اللقاءات الجانبية على الاحتجاج الأوروبي المتعلق بالدور الأوروبي قائلاً: "نحن نعدّ الطبخة ونرتب المائدة وسنترك للأوروبيين جلي الصحون".
كبر الكلمات التي اراد وترك المهم
متى كان هذا حال اوربا بهذا الوصف
عندما كانت امريكا تشعر بالتفوّق الكاسح داخلها والمثال كان في 2002
ولكن موازين القوى الراهنة في عهد إدارة أوباما تستدعي تغيير تلك المعادلة أو في الأقل التخفيف من العنجهية الأميركية السابقة، والتي أثبتت فشلها في التطبيق العملي ولا سيما في مرحلة إدارة جورج دبليو بوش في عهدها الأول 2001-2005.

موازين القوى تغيرت في عهد اوباما والاخ لم يكبرها

ما أصاب إدارة أوباما ومن قبلها إدارة بوش الابن في عهدها الثاني من تراجع في موازين القوى العالمية والإقليمية عندنا، وما تعانيه من أزمة مالية وانقسامات داخلية ومن تتالي حالات الفشل والإخفاق في مشاريع التسوية التي حملها ميتشل حتى الآن، تفترض إعادة النظر في تقاليد الإدارات الأميركية السابقة بخاصة،
تراجع ميزان القوى الذي ادركه منير شفيق ولم يدركه سياسي

بل
صدرت تصريحات أوروبية حملت دلالة خاصة في معالجة هذا الإشكال الذي عبر منه غياب أشتون عن قمة واشنطن المذكورة. لقد صدر الأول عن وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير انتقد فيه غياب أشتون وأكد على ضرورة حضور أوروبا لإشعار الأميركيين أنهم ليسوا الوحيدين الذين سيجدون حلولاً ملائمة.
أنهم ليسوا الوحيدين الذين سيجدون حلولاً ملائمة
وصدر التصريح الأوروبي الثاني عن وزير خارجية لوكسمبورغ الذي رفض اعتبار طوني بلير ممثلاً لأوروبا في الرباعية وأكد على ضرورة التمثيل الأوروبي وأن تكون أوروبا "لاعباً قوياً جداً" وعدم إشعار الأميركيين "أنهم اللاعبون الوحيدون".
أما وزير خارجية فنلندا ألكسندر ستاب فقد دافع عن موقف أشتون مؤكداً أنها اتخذت القرار الصائب.

"
التبعية الأوروبية للسياسات الأميركية من شأنها أن تزيد أميركا ضعفاً وتزيد أوروبا ضعفاً في وضع دولي أخذ الغرب بمجمله يفقد سيادته العالمية الذي تمتع بها لعدّة قرون
كان تصريحا كل من وزير خارجية فرنسا ولوكسمبورغ قد انتقدا غياب أشتون إلاّ أنهما دعما موقفها، بصورة غير مباشرة، بالتأكيد على الدور القوي الذي يجب أن يكون لأوروبا، وعلى إشعار الأميركيين أنهم ليسوا الوحيدين في عملية التسوية.باختصار يدلّ هذا الجدال الأوروبي-الأوربي على أمرين: الأول تجاهل إدارة أوباما إعطاء دور بارز لأوروبا كشريكة في عملية التسوية. الأمر الذي يدّل على سوء تقدير لوضعية أميركا الضعيفة في ميزان القوى بل حتى لضعفها أمام نتنياهو واللوبي الصهيوني الأميركي. مما يفترض استعانة أكبر بأوروبا.
==========
فهل اوربا بهذا الحال كالوصف الذي وصفها الاخ عبدالواحد؟

شكرا ياسياسي على قتلك لفكرة عبدالواحد