مشاهدة النسخة كاملة : الأستاذ سيد قطب: الحركة الإسلامية تبدأ من القاعدة!
أبو فارس
15-09-2010, 03:34 PM
السلام عليكم ورحة الله تعالى وبركاته..
هذه النصوص للأستاذ الشهيد - بإذن الله - سيد قطب كتبها في السجن بطلب من المحققين الذين كانوا يستجوبونه هو ورفاقه.. وقد نشرتها مجلة المسلمون وأُصدرت بعد ذلك في كتيب سُمّي: "لماذا أعدموني؟".
تجدر الإشارة إلى أن غالبية من قرأها جزم بصحة نسبتها للشهيد، وأذكر أنني سمعت كلامًا للأستاذ محمد عما في داخلها وواضح من كلامه أنه موافق على الفكرة المركزية فيها والتي سيأتي تفصيلها. وهنالك أمور تؤكّد نسبتها للشهيد منها: 1) أن الدارس لكتابات الشهيد مثل "في ظلال القرآن" "معالم في الطريق" "خصائص التصور الإسلامي" "مقومات التصور الإسلامي" يدرك المطابقة في الأفكار التي يطرحها الشهيد في الوثيقة وفي كتبه، ويدرك كذلك أسلوب الشهيد ومصطلحاته وألفاظه. 2) أن الأستاذ محمد قطب (وهو خليفة سيد قطب في مدرسته وتلميذه النجيب) يطرح في كتبه هذه الأفكار والطريقة ويتوسع في الاستدلال عليها مما يجعلنا ندرك مصداقيتها وشرعيتها.
ولن أنسخ لكم كل الوثيقة، إنما سأضح بين أيديكم النصوص المتعلقة بتصور الأستاذ الشهيد لغايات الدعوة الإسلامية ومنهجها الذي ينبغي أن يكون وكيف تقوم الدولة الإسلامية. هي عبارة عن مقتطفات من الوثيقة تظهر منهجه:
يقول الشهيد:
"لقد امتلأت نفسي بضرورة وجود حركة إسلامية كحركة الإخوان المسلمين في هذه المنطقة وضرورة عدم توقفها بحال من الأحوال .. الصهيونية والصليبية الاستعمارية تكره هذه الحركة وتريد تدميرها .. ومخططاتها الواضحة من كتبها ومن إجراءاتها ومن تقريراتها ومن دسائسها تقوم كلها على أساس أضعاف العقيدة الإسلامية، ومحو الأخلاق الإسلامية، وإبعاد الإسلام عن أن يكون هو قاعدة التشريع والتوجيه وذلك للوصول إلى تدمير العقائد والأخلاق، وبالتالي تدمير المقومات الأساسية للمجتمع في هذه المنطقة وإحداث انهيار يسهل معه تنفيذ تلك المخططات.. ووقف نشاط الإخوان حقق الكثير من هذه المخططات، وساعد على نشر الأفكار الإلحادية والانحلال الأخلاقي.
الإخوان المسلمون تدبر لهم المذابح في حادث المنشية وحادث طرة … جمعية الفلاح عن طريق أعضائها القريبين من رجال الثورة، تشحن الجو بالتوتر والمخاوف وتعمل على توسيع الهوة وتعميقها .. التعذيب والقتل والتشريد ينال الألوف من العناصر المتدينة المتماسكة الأخلاق، الأمينة المخلصة، وبيوتهم وأطفالهم ونساءهم.. إلى آخر هذه الصورة المزعجة الكئيبة .. هذه هي الحصيلة التي تجمعت لدي فيما بين سنة 1954 وسنة 1962، ليس معنى ذلك أنه لم تكن هناك أخطاء إطلاقاً في حركة الإخوان، ولكنها إلى جانب تلك الحصيلة تعد ضئيلة.
إن الحركة الإسلامية يجب أن تستمر. إن القضاء عليها في مثل تلك الأحوال يعد عملاً فظيعاً جداً يصل إلى حد الجريمة. إن الأخطاء الحركية يمكن أن تستبعد، ويمكن الاستفادة من التجربة في تجنبها..
وبعد مذبحة طره لم يعد في الليمان أحد من الإخوان معي إلا الأخ محمد يوسف هواش، والأخ محمد زهدي سلمان. وهذا الأخير بحكم ثقافته المحدودة لا يتمكن من المشاركة في أي تفكير من هذا النوع. فلم يبق معي إلا هواش.
وبعد مراجعة ودراسة طويلة لحركة الإخوان المسلمين ومقارنتها بالحركة الإسلامية الأولى للإسلام اصبح واضحاً في تفكيري – وفي تفكيره كذلك- أن الحركة الإسلامية اليوم تواجه حالة شبيهة بالحالة التي كانت عليها المجتمعات البشرية يوم جاء الإسلام أول مرة من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة الإسلامية، والبعد عن القيم والأخلاق الإسلامية – وليس فقط البعد عن النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية- وفي الوقت نفسه توجد معسكرات صهيونية وصليبية استعمارية قوية، تحارب كل محاولة للدعوة الإسلامية وتعمل على تدميرها عن طريق الأنظمة والأجهزة المحلية، بتدبير الدسائس والتوجيهات المؤدية لهذا الغرض، ذلك بينما الحركات الإسلامية تشغل نفسها في أحيان كثيرة بالاستغراق في الحركات السياسية المحدودة المحلية، كمحاربة معاهدة أو اتفاقية، وكمحاربة حزب أو تأليب خصم في الانتخابات عليه.
كما أنها تشغل نفسها بمطالبة الحكومات بتطبيق النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية بينما المجتمعات ذاتها بجملتها قد بعدت عن فهم مدلول العقيدة الإسلامية والغيرة عليها، وعن الأخلاق الإسلامية.. ولابد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة: وهي إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة، تربية إسلامية صحيحة. وعدم إضاعة الوقت في الأحداث السياسية الجارية. وعدم محاولات فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به.
وفي الوقت نفسه، ومع المضي في برنامج تربوي كهذا، لابد من حماية الحركة من الاعتداء عليها من الخارج، وتدميرها ووقف نشاطها وتعذيب أفرادها، وتشريد بيوتهم وأطفالهم تحت تأثير مخططات ودسائس معادية، كالذي حدث للإخوان سنة 1948، ثم سنة 1954 وسنة 1957، وكالذي نسمع ونقرأ عنه مما يحدث للجماعات الأخرى، كالجماعة الإسلامية في باكستان، وهو يسير على نفس الخطة وينشأ عن نفس المخططات والدسائس العالمية.
وهذه الحماية تتم عن طريق وجود مجموعات مدربة تدريباً فدائياً بعد تمام تربيتها الإسلامية من قاعدة العقيدة ثم الخلق.. هذه المجموعات لا تبدأ هي اعتداء، ولا محاولة لقلب نظام الحكم، ولا مشاركة في الأحداث السياسية المحلية. وطالما الحركة آمنة ومستقرة في طريق التعليم والتفهيم والتربية والتقويم، وطالما الدعوة ممكنة بغير مصادرة لها بالقوة، وبغير تدمير لها بالقوة، وبغير تعذيب وتشريد وتذبيح وتقتيل، فإن هذه المجموعات لا تتدخل في الأحداث الجارية، ولكنها تتدخل عند الاعتداء على الحركة والدعوة والجماعة لرد الاعتداء وضرب القوة المتعدية بالقدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها، إذ أن الوصول إلى تطبيق النظام الإسلامي والحكم بشريعة الله ليس هدفاً عاجلاً لأنه لا يمكن تحقيقه إلا بعد نقل المجتمعات ذاتها، أو جملة صالحة منها ذات وزن وثقل في مجرى الحياة العامة، إلى فهم صحيح للعقيدة الإسلامية ثم للنظام الإسلامي، وإلى تربية إسلامية صحيحة على الخلق الإسلامي، مهما اقتضى ذلك من الزمن الطويل والمراحل البطيئة.
وأصبحت هذه الصورة للحركة الإسلامية واضحة في حسي تماماً- كما أصبحت واضحة في حس الأخ هواش – وبقيت مهمة نقلها إلى أفراد ومجموعات أخرى من الإخوان بأية وسيلة، لبدء حركة على أساسها. وفي سنة 1962 بدأت الحركة فعلاً.
****
بدأت بحضور أفراد من الإخوان المسجونين، أكثريتهم من سجن القناطر وأقليتهم من سجن الواحات، للعلاج في مستشفى ليمان طره، أو مستشفى سجن مصر كذلك ثم سجن طره حسب الإمكانيات العلاجية بهما. وإن كان الاتصال بهم في فترات الرياضة في فناء المستشفى وفي كل فرصة تسنح، وإن كان اتصالاً محدوداً وقصيراً من ناحية الزمن اليومي ومن ناحية زمن بقائهم بالمستشفى لعملية أو علاج ينتهي في فترة محدودة ويعودون إلى سجونهم، ما عدا أفراداً منهم مكثوا فترات طويلة وسأذكر شأنهم معي تفصيلاً: ولكن قبل ذلك لابد من تصوير الظروف التي تمت فيها هذه الاتصالات التي حاولت فيها نقل مفهوماتي لهؤلاء القادمين:
أنا إلى ذلك الوقت في محيط الإخوان المسلمين مجرد أخ مسلم .. حقيقة أن له من نفوسهم قيمته ومكانته الشخصية بوصفه كاتباً مفكراً إسلامياً له خبرته وتجربته في المجالات العامة، وله شهرته ومكانته في العالم الإسلامي .. ولكنه مع ذلك كله ليست له صفة حركية إدارية في الجماعة تعطي له الحق الشرعي في رسم خطة حركية ولا من توجيه الإخوان إليها. لأن هذا الحق لمكتب الإرشاد وحده ولمن يكلفه بذلك. ولست من أعضاء المكتب ولا مكلفاً منه بشيء. هذا الظرف كان يحتم علي أن ابدأ مع كل شاب وأسير ببطء وحذر من ضرورة فهم العقيدة الإسلامية فهماً صحيحاً قبل البحث عن تفصيلات النظام والتشريع الإسلامي، وضرورة عدم إنفاق الجهد في الحركات السياسية المحلية الحاضرة في البلاد الإسلامية للتوفر على التربية الإسلامية الصحيحة لأكبر عدد ممكن. وبعد ذلك تجئ الخطوات التالية بطبيعتها بحكم اقتناع وتربية قاعدة في المجتمع ذاته لأن المجتمعات البشرية اليوم-بما فيها المجتمعات في البلاد الإسلامية- قد صارت إلى حالة مشابهة كثيراً أو مماثلة لحالة المجتمعات الجاهلية يوم جاءها الإسلام. فبدا معها من العقيدة والخلق لا من الشريعة والنظام. واليوم يجب أن تبدأ الحركة والدعوة من نفس النقطة التي بدأ فيها الإسلام، وأن تسير في خطوات مشابهة مع مراعاة بعض الظروف المغايرة.
ولم يكن الزمن الذي يقضيه كل منهم يسمح بتكوين فهم كامل ولا واسع لهذا المنهج، ولكن فقط يفتح له نافذة للتفكير من جديد والقراءة في الكتب التي تساعده على هذا التصور والتي كنت أسمي له عدداً منها. وبعضها كان عندي في الليمان ومن مكتبته فيقرأ منها ما يمكن ويكمل الباقي بعد عودته، أولاً في صورة فردية. وفيما بعد تكونت أسر في سجن القناطر لدراسة هذه الكتب بالإضافة إلى كتب أخرى اختاروها بأنفسهم هناك كانت أول مجموعة تكلمت معها في هذه المفهومات بتوسع – سنة 1962 على ما أذكر- مكونة من الأخوان: مصطفى كامل، وسيد عيد ويوسف كمال من سجن القناطر في فترة أقل من أسبوع، ولكنهم تحمسوا لهذه المفهومات وعادوا فتكلموا فيها مع بعض إخوانهم بحماسة كان لها رد فعل شديد في وسطهم. فبعضهم أخذ يتحمس لهذا الاتجاه من التفكير ويطلب منه المزيد. وبعضهم أخذ يتحمس ضده بشدة باعتبار أن فيه مخالفة للخط الحركي الذي سارت عليه الجماعة من قبل وتخطئه لها في بعض تحركاتها. وباعتبار آخر وهو أنه صادر عن جهة غير شرعية بالنسبة لهم.
...
هؤلاء الذين حضروا من القناطر وسمعوا مني ما ينبغي أن يكون عليه منهج الحركة الإسلامية، وسمعوا المفهومات العقيدية الصحيحة، ومدى بعد المجتمعات الإنسانية اليوم عنها- بما فيها المجتمعات الإسلامية التقليدية ذاتها –ليسوا كلهم من سن واحدة ولا من ثقافة واحدة، فعدد منهم عمال، وعدد طلاب متفاوتو المستوى، والاستعداد، كما أن بعضهم أقام أياماً لقيني ساعة أو ساعتين في المجموع، وبعضهم أقام أسابيع، وبعضهم أقام أشهر طويلة، لذلك كله اختلفت الصور التي نقلوها لإخوانهم في القناطر، وبعض هذه الصور كانت شوهة أو مبتورة، وبعضها كان كاملاً وصحيحاً، مما جعل المسؤولين عنهم في القناطر-وكانوا يختارون من بينهم مجموعة من خمسة أو أقل أو أكثر تشرف على شؤونهم فترة من الزمن حتى تتعب فيختارون غيرها- تطلب مني أسماء مجموعة من الكتب تكون مراجع لدراسة الإخوان، لأن الكتاب ينقل الفكرة نقلاً كاملاً صحيحاً، فكتبت لهم أسماء نحو أربعين كتاباً، اختاروا هم من بينها بعضها، وأضافوا بعضاً آخر، وجعلوها برنامجاً ثقافياً تدرسه فيما بينها أسر بقدر ما يسمح نظام السجن، والأسرة عادة سكان زنزانة فيما أظن، ولا أعرف على وجه الدقة تفصيلات ذلك. ولكن هذا لم يضع حداً للمشكلة التي نشأت من رفض مجموعة منهم أن تتلقى أفكاراً أو تدرس برنامجاً لم يأت من الجهة الشرعية في الجماعة ومعي الباقون من أعضاء مكتب الإرشاد في السجون وكانوا إذ ذاك في الواحات.
وفي خلال الفترة من سنة 1962 إلى سنة 1964، انتهى الحال إلى أن تكون المجموعة التي في القناطر-وعددها حوالي المئة-مصنفة كالآتي: حوالي35 اندمجوا في الدراسة، وأصبحت لهم مفهومات واضحة في العقيدة الإسلامية وفي منهج الحركة الإسلامية.. وحوالي 23 آخرين يعارضون تماماً هذا الاتجاه، ويرفضون مبدأ السماع إلا من قيادة الجماعة في الواحة. وحوالي 50 يدرسون ولكنهم لم يصلوا إلى الوضوح الكافي وهم في الطريق إلى أن انتهت مدة سجن الجميع وخرجوا خلال 1965.
يتبع..
أبو فارس
15-09-2010, 03:34 PM
وفي مقدمة الذين يعتبرون قد درسوا وفهموا: مصطفى كامل ورفعت الصياد – سيد عيد- فوزي نجم-الطوخي-صبري عنتر-عبد الحميد ماضي. ولا أملك تذكر كل الأسماء، لأني أعتمد دائماً فيها على ذاكرة الآخرين، ويمكن الاستعانة بذاكرة الأخ هواش أو الأخ الطوخي أو الأخ فوزي نجم ليذكرني بهذه الأسماء فهم يعرفونها معي ..
وفي مقدمة الذين عارضوا بشدة وأقاموا ضجة: أمين صدقي وعبد الرحمن البنان-لطفي سليم- عبد العزيز جلال- والبقية يتذكرها الطوخي أو فوزي نجم أو مصطفى كامل.
وبعض هؤلاء أوصلوا إلى الأستاذ عبد العزيز عطية وغيره في الواحات صورة مضخمة ومشوهة عن الانقسامات الخطيرة التي وقعت في مجموعة القناطر، وصورة كذلك مشوهة عن أصل الأفكار والمنهج الذي يدور حوله الخلاف. مما جعلهم في الواحات ينزعجون انزعاجاً شديداً سواء من الفكرة ذاتها أو من الخلاف حولها.
وقد حضر من عندهم للعلاج في طره الأخ عبد الرؤوف أبو الوفا فأبلغني خبر هذا الانزعاج من ناحية واتجاه المجموعة في الواحة إلى عدم تكفير الناس من ناحية أخرى!
وقد قلت له: إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية.. فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس!
...
التنظيم الجديد
خرجت من السجن، وفي تصوري صورة خاصة محددة لما يجب أن تكون عليه أية حركة اسلامية في الظروف العالمية والمحلية الحاضرة وصورة لخطوات المنهج الذي يجب أن تسير عليه. وقد ذكرت ذلك من قبل ولكني ألخصه هنا قبل البدء في التفصيلات :
1- المجتمعات البشرية بجملتها قد بعدت عن فهم وادراك معنى الإسلام ذاته . ولم تبعد فقط عن الأخلاق الإسلامية، والنظام الإسلامي، والشريعة الإسلامية. وإذن فأية حركة اسلامية يجب أن تبدأ من اعادة تفهيم الناس معنى الإسلام ومدلول العقيدة وهو أن تكون العبودية لله وحده. سواء في الاعتقاد بألوهيته وحده، أو تقدير الشعائر التعبدية له وحده، أو الخضوع والتحاكم إلى نظامه وشريعته وحدها .
2- الذين يستجيبون لهذا الفهم يؤخذ في تربيتهم على الأخلاق الإسلامية وفي توعيتهم بدراسة الحركة الإسلامية وتاريخها وخط سير الإسلام في التعامل مع كل المعسكرات والمجتمعات البشرية، والعقبات التي كانت في طريقه والتي لا تزال تتزايد بشده ، وبخاصة من المعسكرات الصهيونية والصليبية الاستعماريه.
3- لا يجوز البدء بأي تنظيم إلا بعد وصول الأفراد إلى درجة عالية من فهم العقيدة ومن الأخذ بالخلق الاسلامي في السلوك والتعامل ومن الوعي الذي تقدم ذكره.
4- ليست المطالبة بإقامة النظام الاسلامي وتحكيم الشريعة الاسلامية هو نقطة البدء. ولكن نقطة البدء هي نقل المجتمعات ذاتها – حكاما ومحكومين – عن الطريق السالف إلى المفهومات الاسلامية الصحيحة – وتكوين قاعدة إن لم تشمل المجتمع كله فعلى الأقل تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في اتجاه المجتمع كله إلى الرغبة والعمل على إقامة النظام الاسلامي وتحكيم الشريعة الاسلامية .
5- وبالتالي لا يكون الوصول إلى اقامة النظام الاسلامي وتحكيم الشريعة الاسلامية عن طريق انقلاب في الحكم يجيء من أعلى، ولكن عن طريق تغير في تصورات المجتمع كله – أو مجموعات كافية لتوجيه المجتمع كله – وفي قيمه وأخلاقه والتزامه بالاسلام يجعل تحكيم نظامه وشريعته فريضة لا بد منها في حسهم !
6- في الوقت ذاته تجب حماية هذه الحركة، وهي سائرة في خطواتها هذه بحيث إذا اعتدى عليها وعلى أصحابها يرد الاعتداء. وما دامت هي لا تريد أن تعتدى ، ولا أن تستخدم القوة في فرض النظام الذي تؤمن بضرورة قيامه – على الاساس المتقدم وبعد التمهيدات المذكورة – والذي لا يتحقق اسلام الناس إلا بقيامه حسب ما يقرر الله سبحانه ، ما دامت لا تريد أن تعتدى ولا أن تفرض نظام الله بالقوة من أعلى فيجب أن تترك تؤدي واجبها وألا يُعتدى عليها وعلى أهلها . فإذا وقع الاعتداء كان الرد عليه من جانبها .
* * *
هذه كانت الصورة المتكاملة في تصوري لأية حركة إسلامية حاضرة .. ولكن حدث أن التقيت بعد خروجي على التوالي بالشبان الآتية أسماؤهم- من بين من التقيت بهم من الإخوان وغير الإخوان ممن لهم اتجاه إسلامي: عبد الفتاح إسماعيل –على العشماوي- أحمد عبد المجيد (وقد عرفت بقية اسمه هنا في السجن الحربي) مجدي- صبري ... وعلمت منهم بعد لقاءات متعددة أنهم مكونون بالفعل تنظيماً يرجع تاريخ العمل فيه إلى حوالي أربع سنوات أو أكثر، وأن أقلية منه ممن سبق اعتقالهم من الإخوان والأكثرية ممن لم يسبق اعتقالهم أو ممن لم يكونوا من الأخوان من قبل، وأن هذا التنظيم تم بأن كلاً منهم على انفراد فكر في وقت من الأوقات السابقة- في هذه السنوات من ضرورة العمل لإعادة حركة الإخوان المسلمين وعدم الاكتفاء بهذه الصورة القائمة لوجود الجماعة، وهي أن تكون هناك بعض الاشتراكات والمساعدات لإعالة الأسر التي لم يعد لها مورد رزق، مع مجرد التجاوب الصامت بين الأخوان والقعود والانتظار، وأنهم في أثناء تحركهم كل على حدة لتنظيم أي عدد من الإخوان الراغبين في الحركة أو تحريكهم التقوا بعضهم ببعض، وبعض أن استوثق بعضهم من بعض انضموا كل بالمجموعة التي كانت قد انضمت إليه وكونوا هذا التنظيم الواحد. وأنهم – وكلهم من الشبان القليلي الخبرة – ظلوا يبحثون عن قيادة لهم من الكبار المجربين في الجماعة، فاتصلوا بالأستاذ فريد عبد الخالق، كما اتصلوا بإخوان الواحات (الذين اتصلوا بالأستاذ فريد كلهم والذي اتصل بالواحات عبد الفتاح) وبغيرهم، ولكنهم لم يجدوا حتى الآن قيادة لهم، وهم يريدون أن أتولى أنا هذا بعد خروجي، ذلك أنهم بعد أن قرأوا كتاباتي وسمعوا أحاديثي معهم قد تحولت أفكارهم وتوسعت رؤيتهم إلى حد كبير. وقد كانوا يفكرون من قبل على أساس أن المسألة مسألة تنظيم مجموعة فدائية لإزالة الأوضاع والأشخاص التي ضربت جماعة الإخوان المسلمين وأوقفت دعوتهم، وإقامة الجماعة وإقامة النظام الإسلامي عن هذا الطريق .. أما الآن فقد فهموا أن المسألة أوسع من ذلك بكثير وأن طريق العمل طويل، وأن العمل في المجتمع يجب أن يسبق العمل في نظام الدولة، وأن تكوين وتربية الأفراد يجب أن يسبق التنظيم.. إلى الآخر .. وأن من وراءهم من الشبان أخذوا يتصورون الأمور على هذا النحو إلى حد ما .. ولكنهم هم في حاجة إلى قيادة تزودهم بالمزيد في التحرك ليستطيعوا هم أن يؤثروا فيمن وراءهم، ويوسعوا إدراكهم، ويغيروا تصوراتهم ...
وكنت أمام أمرين: إما أن أرفض العمل معهم .. وهم لم يتكونوا على النحو الذي أنا مقتنع به، فلم يتم تكوين الأفراد وتربيتهم وتوعيتهم قبل أن يصبحوا تنظيماً وقبل أن يأخذوا في التدريب الفعلي على بعض التدريبات الفدائية.. وإما أن أقبل العمل على أساس إدراك ما فاته من المنهج الذي أتصوره للحركة وعلى أساس إمكان ضبط حركاتهم بحيث لا يقع اندفاع في غير محله خصوصاً وبعضهم ينوي فعلاً، وعقلية البدء بإقامة النظام الإسلامي من قمة الحكم قد تغلب على الفهم الجديد وعلى عقلية البدء بإقامة العقيدة والخلق والاتجاه في قاعدة المجتمع.. وقررت اختيار الطريق الثاني والعمل معهم وقيادتهم..
ولكني قلت لهم مخلصاً في ذلك، حقيقة أن الحركة الإسلامية في الظروف الحاضرة تحتاج إلى نظرة واسعة وفهم ووعي الإسلام ذاته وتاريخ حركته وكذلك فهم للظروف العالمية المحيطة بالإسلام وبالعالم الإسلامي.. الخ.. وأنتم تقولون أنكم لم تجدوا قيادة، وتريدون أن أقوم لكم بهذا الدور .. ولكنني كما تعلمون رجل مريض بأمراض مستعصية على الطلب حتى الآن وخطيرة والآجال نعم بيد الله ولكن قدر الله يتم بأسباب يوجدها الله .. لذلك يجب أن تعتمدوا على الله وتحاولوا أن تكونوا أنتم قيادة، ومهمتي الحقيقية معكم هي بذل كل ما أملك لتوعيتكم وتكوينكم العقلي لتكونوا قيادة .. أما دينكم وخلقكم وتقواكم وإخلاصكم وتعاملكم مع الله فأنا أرى وأحس أنكم سائرون فيها بخير والحمد لله .. وكنت أكرر عليهم هذه المعاني وأتجه بهم هذا الاتجاه .. وكانت الوسيلة لتحقيق ذلك هي اجتماعي بهم أحياناً مرة كل أسبوع، وأحياناً مرة كل أسبوعين.. وفي فترات انشغالي مرة كل ثلاثة أو كل شهر .. وقد بدأت أدرس معهم تاريخ الحركة الإسلامية، ثم مواقف المعسكرات الوثنية والملحدة والصهيونية والصليبية قديماً وحديثاً من الإسلام، مع إلمام خفيف بالأوضاع في المنطقة الإسلامية في التاريخ الحديث منذ عهد الحملة الفرنسية، وأحياناً التعليق على الأحداث والأخبار والإذاعات، مع محاولة تدريبهم على تتبعها بأنفسهم.. فقد كلفتهم أن يخصصوا منهم ومن بعض من يختارونهم ممن وراءهم تتبع الصحف العالمية والإذاعات العالمية، وإذا أمكن الكتب التي تصدر باللغتين الإنجليزية والفرنسية وتهتم بالإسلام وبالمنطقة الإسلامية".
انتهى الاقتباس من الشهيد.
ملاحظة: تدل بعد الفقرات على فهم عميق مبكر عند الأستاذ سيد لمنهج الذي ينبغي اتباعه في الوصول إلى التمكين لهذه الأمة، لكنه لم يتوسع في هذه الوثيقة في سرد الأدلة من السيرة على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم رغم إشارته إلى أنه درسها مع رفيق دربه الشهيد محمد يوسف هواش. وهذا أمر طبيعي، لأن الوثيقة كانت مجرد استجواب من المخابرات أو المباحث المصرية ولم تكتب في ظروف ملائمة، ولكن في كتب الأستاذ وخاصة المعالم والمقومات والظلال ما يفصل بعض ذلك، وكذلك فإن شقيق الشهيد الأستاذ محمد قطب قد فصّل في منهج الحركة في كتبه وخاصة كتابه "كيف ندعو الناس؟" وفصل "الصحوة الإسلامية" من كتاب "واقعنا المعاصر". وحريّ بأي مهتم بالعمل الإسلامي أن يقوم على دراسة هذا المنهج المستقى من منهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وليد فهد
15-09-2010, 10:31 PM
الذي لفت نظري هنا ان سيد قطب تحدث عن انشاء ميليشيات مسلحة هدفها حماية الحركة من اعدائها .
وانا هنا احب ان اعلق على هذه الفكرة بان اي حركة او حزب اراد ان يقيم دولة اسلامية فهو يمكن ان يحقق نجاحا في نشر فكرته وتقويتها وتقوية حركته بزيادة افرادها والوصول الى تاييد عام له من عامة الناس لكن النجاح في الوصول الى رأس السلطة يحتاج الى اكثر من دعوة سلمية عقلية قائمة على الحجة والفكر والمنطق انه يحتاج الى قوة مادية لها شوكتها لان تاييد العامة لهذه الفكرة ليس من شانه ان يوصل الى راس السلطة فالعامة او الشعب وفي ظل هذا الوضع المتردي الذي نعيش به يبقى عاجزا عن عمل شىء
مما في ذلك حتى حماية هذه الحركة او هذا الحزب .
لذلك لا بد من الانتقال الى المواجهة اي المواجهة القائمة على السلاح والعنف وهذا لا يتم الا بوجود مليشيات مسلحة سواء من جسم هذه الحركة او الحزب او خارجه قادرة على مواجهة تلك القوى الغاشمة التي تريد القضاء على هذه الحركة ولا بد ايضا من تدخل عامة الناس في ذلك لتقوية شوكة هذه المليشيات
حتى لو وصل الامر الى ثورة عامة مسلحة من شانها ان يقتل الاخ اخية ويتبرأ الاب من ابنه
Abu Taqi
15-09-2010, 10:51 PM
أقول للأخ وليد فهد
كثيرا ما تاتينا بأفكار دون السند الشرعي لها!
هنا تاتينا بطريق مواز لطريق الرسول عليه الصلاة والسلام أو تعديل عليه او إضافة عليه! فهل من دليل شرعي لذلك؟!
ثم إن الحركة المسلحة التي تريد ان تكون في جسم الحزب قد وجدت على أرض الواقع في الجزائر وهي خير مثال على المنزلق الذي وقع به القائمين على جبهة الإنقاذ آنذاك فماذا تريد أكثر من الواقع ليثبت لك فساد هذا القول وعاقبته الشديدة على الحركة والحزب؟!!
أبو فارس
15-09-2010, 11:30 PM
أشكر الإخوة الكرام على المرور والتعليق.. وكما قال الأخ أبو تقيّ إن الأصل الاستدلال الشرعي.
ولاحظوا إخوتي الكرام أن الأستاذ الشهيد لم يقل إن هدف المجموعات المسلحة (القوة المادية) هو الوصول إلى الحكم، إنما لحماية الحركة، وهو بذلك يسير على هدى السيرة حين كانت المنعة في مكة متمثلة في بني هاشم، وهدف هذه المنعة واضح وهو: حماية الحركة الإسلامية من الإبادة والقضاء عليها. ولما اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه طلب النصرة لحماية الدعوة من القبائل، ومن الملاحظ أنه عرفهم بالإسلام ودعاهم إلى الله كما تقول روايات السيرة، وهذا يفسر ربما حرص الأستاذ سيد أن تكون مجموعات حماية الحركة قد تربّت على مدلولات العقيدة الإسلامية وقيم الإسلامية.
Abu Taqi
16-09-2010, 12:17 AM
السلام عليكم
حياك الله أخي أبا فارس
على الرغم أن سيد قطب رحمه الله لم يبلور فكرة المليشيا التي داخل الحزب ولكنه أرادها حركة مسلحة لتحمي الحركة في حال محاولة الدولة القضاء عليها وهذا والله ما حصل مع جبهة الإنقاذ في الجزائر حيث تم سحبها لتستعمل السلاح رغما عنها لكي يكون للدولة المبرر بالضرب والقمع وزيادة في ذلك قام الجيش نفسه بضرب الناس بالسلاح ونسبة تلك الأحداث للمسلحين في الحركة الغسلامية.
اما ما ذكرته من أن بني هاشم كانوا منعة الدعوة وتريد قياس المليشيا التي يريدها سيد قطب رحمه الله عليه فهذا لا لا دليل لك به حيث أن بين هاشم كانوا منعة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من قبيلتهم وأنه ابنهم فلا يسلموه وهذه عادة العرب في ذلك الزمان، بالإضافة ان بني هاشم لم يمنعوا الدعوة ولم يمنعوا صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وحاصروهم في الشعب ولم يحركوا ساكنا حتى جاء نفر من قريش فرفضوا الحصار عصبية لقومهم.
أما ما ذكرته من عرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل فقد كانت القبائل دولا، فهو صلى الله عليه وسلم كان يعرض الإسلام عليهم ويطلب حمايتهم وكان يريد أن يحكمهم بالإسلام ولذلك كانت القبائل ترد عليه لمن الأمر لك من بعد! فرسول الله يطلب نصرة القبائل (بألفاظ العصر الحديث ليقيم فيهم الدولة)
هذا والله أعلم
أبو فارس
16-09-2010, 01:59 AM
بارك الله بكَ أخي الكريم أبي تقي..
أنا فقط أحاول أن أفسر سند الأستاذ الشهيد الشرعي وربما لا يكون ذلك.. ربما هو مقتضى الواقع الذي رآه أنذاك.. ولا أقول إنني أوافق على قضية المجموعات المدربة في الدعوة.
أما القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب النصرة ليقيم دولةّ فهو قول مستهجن لا تدل عليه أي رواية من روايات السيرة، ولا يمكننا أن نعتمد على فهم "كفار" بني صعصعة أو غيرهم أن قالوا "أيكون لنا الأمر من بعدك". لأن فهمهم لخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم ليس دليلاً شرعيّا أولا، وثانيا: فنحن نفهم واقع طلب النصرة من الخطاب الوارد في نص الرواية وليس مما قد يكون من محتوى الخطاب ولم نطلع عليه! ونقول: إننا فهمناه من ردة فعل بعد القبائل التي عرض نفسه - صلى الله عليه وسلم - عليها! وكان الأحرى بنا أن نقول: لو أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أراد إقامة دولة أو كيان سياسي عسكري قوي لتطبيق الإسلام كنظام جماعي من هذه النصرة والمنعة التي طلبها لظهر ذلك في الروايات بشكل واضح، ولكن الروايات تذكر بشكل واضح أن سبب طلبه لنصرة القبائل هو "حتى يبيّن عن ربه" وحتى يحمي دعوته. والدليل الذي يدل على أن إقامة الدولة كانت بعد قيام "قاعدة جماهيرية" قوية تمتلك التوجيه والتأثير في مجتمع من المجتمعات وعلى أن هذه القاعدة هي التي اندفعت بشكل ذاتي كي تنصر الدعوة وتقيم كيانها السياسي هو ما حدث من الأنصار قبل البيعة الثانية، إذ اندفعوا من أنفسهم ليحموا الرسول ودعوته صلى الله عليه وسلم، فلم يطيقوا وهم يمتلكون المنعة والقوة أن يبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم محاصرًا في شدة!
وما أعتقده أن هناك "ثوابت" يجب علينا الاقتداء بها قبل قيام الدولة والتفكير في استلام حكم في أي قطر يقطنه المسلمون، وهي مستقاة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي كذلك "بديهيات" لقيام أي كيان سياسي. تتمثل هذه الثوابت في: 1) تربية قاعدة صلبة من الأفراد على مقتضيات العقيدة الإسلامية ليكونوا قيادات للدعوة بعد توجهها للجماهير. 2) بناء قاعدة جماهيرية قوية للدعوة تمتلك التوجيه والتأثير في المجتمع وتربى على مقتضيات العقيدة. 3) يأتي استلام الحكم بملابسات طبيعية تقتضيها الأسباب التي نشأت في المجتمع، أما كيفية استلام الحكم أو الوصول إليه فهي تترك لملابسات تلك الفترة، ولكن الأهم هو تحقق الشرطين قبلها: 1) القاعدة الصلبة. 2) القاعدة الجماهيرية المنقادة للدعوة والتي تمتلك التوجيه والتأثير في المجتمع.
أما اتباع ما فعله الرسول بحذافيره دون الأخذ بعين الاعتبار الملابسات المختلفة بين واقع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وواقع دعوة اليوم فهو باعتقادي منهج ليس صحيحًا. فهناك متغيرات واقعية تمنع الكثير من التفسيرات الخاطئة لطريقة التمكين والتي تقول بها بعض الحركات:
1) منطقة الحجاز في فترة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن فيها كيان سياسي مركزي، والقول بأن القبيلة كانت عبارة عن دولة اليوم هو قول مجانب للصواب لأن نظام القبيلة ومبناها مخالف تماما لنظام الدولة اليوم، وبهذا الاعتبار تسقط تفسيرات طلب النصرة من الحكومات قبل بناء القاعدة الجماهيرية أو التوجه بطلبها من الجيش!!
2) ليس هنالك دليل شرعي يدل على أن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم من طلب النصرة (إذا وافقنا أنه طلبها لاستلام حكم!) كان فعلاً واجبًا، فكما تقرر في الأصول فإن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم يكون واجيًا إذا كان هناك قرينة للوجوب، ويكون مندوبًا إذا اقترنت به قرينة للندب، ويكون مباحًا خلاف ذلك. ويا ليت شعري كيف يحق بعد هذا البيان أن يقول بعضهم: من لم يتبع طريقة شرعية متأسية بالرسول صلى الله علي وسلم لإقامة الدولة فهو آثم! أليس الأحرى أن ينتبهوا إلى أنه ليس ثمة ما يدل على وجوب فعل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم عند قيام دولته؟!
والذي ينبغي أن نركز عليه أن بناء مجموعة تشكل "قاعدة صلبة" تقود الجماهير والعمل على بناء "قاعدة جماهيرية" في المجتمع تمتلك التوجيه والتأثير في المجتمع لصالح أهداف الدعوة.. إن استكمال تلك الشروط هو بديهيات ضرورية قامت عليها دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل التمكين.. وتقوم عليها كل دعوة ناجحة كتب لها الله التمكين بشكل طبيعي. وليس هنالك أخطر من أن تستلم الدعوة الحكم قبل إيجاد "قاعدة جماهيرية" كبيرة تؤيّد الدعوة وتعمل معها وتضحي في سبيلها وتمتلك بعد ذلك كله التوجيه والتأثير القوي في المجتمع. وهذا ما حدث قبل قيام الدولة الإسلامية الأولى، إذ كانت "القاعدة الصلبة" القيادية تتمثل بالمهاجرين الأنصار الذين تربوا تربية عميقة على مدلولات العقيدة الإسلامية والذين تولو بعد ذلك (مصعب والنقباء) مهمة بناء قاعدة جماهيرية للدعوة تمتلك التوجيه والتأثير في مجتمع ما، وكان ذلك في المدينة المنورة قبل الهجرة، وكان العمل دؤوبًا من قبل مصعب والنقباء بعد ذلك معه في توجيه هذه القاعدة الجماهيرية وتربيتها على الفهم العميق لدين الله وتأييد الدعوة الإسلامية بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستعداد لبذل الغالي والرخيص في سبيل إعزازها.. وبعد تحقق ذلك بدرجة يعلم الله - سبحانه - أنها تكفي لتكون قاعدة للحكم الإسلامي جرت المقادير لصالح الدعوة الإسلامية.. واندفعت جماهير الأنصار القوية "ذاتيًا" كما تقول روايات السيرة لحماية الرسول ونصرته ودعوته لتمكين دينه في مدينتها!
Abu Taqi
16-09-2010, 02:51 AM
بارك الله بك على جهودك وعلى ردك الذي يدل على الجدية في القراءة والموضوعية البحتة.
لي عودة غدا إن شاء الله يا طيب.
عبد الواحد جعفر
16-09-2010, 11:26 AM
بارك الله بكَ أخي الكريم أبي تقي..
أنا فقط أحاول أن أفسر سند الأستاذ الشهيد الشرعي وربما لا يكون ذلك.. ربما هو مقتضى الواقع الذي رآه أنذاك.. ولا أقول إنني أوافق على قضية المجموعات المدربة في الدعوة.
أما القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب النصرة ليقيم دولةّ فهو قول مستهجن لا تدل عليه أي رواية من روايات السيرة، ولا يمكننا أن نعتمد على فهم "كفار" بني صعصعة أو غيرهم أن قالوا "أيكون لنا الأمر من بعدك". لأن فهمهم لخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم ليس دليلاً شرعيّا أولا، وثانيا: فنحن نفهم واقع طلب النصرة من الخطاب الوارد في نص الرواية وليس مما قد يكون من محتوى الخطاب ولم نطلع عليه! ونقول: إننا فهمناه من ردة فعل بعد القبائل التي عرض نفسه - صلى الله عليه وسلم - عليها! وكان الأحرى بنا أن نقول: لو أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أراد إقامة دولة أو كيان سياسي عسكري قوي لتطبيق الإسلام كنظام جماعي من هذه النصرة والمنعة التي طلبها لظهر ذلك في الروايات بشكل واضح، ولكن الروايات تذكر بشكل واضح أن سبب طلبه لنصرة القبائل هو "حتى يبيّن عن ربه" وحتى يحمي دعوته. والدليل الذي يدل على أن إقامة الدولة كانت بعد قيام "قاعدة جماهيرية" قوية تمتلك التوجيه والتأثير في مجتمع من المجتمعات وعلى أن هذه القاعدة هي التي اندفعت بشكل ذاتي كي تنصر الدعوة وتقيم كيانها السياسي هو ما حدث من الأنصار قبل البيعة الثانية، إذ اندفعوا من أنفسهم ليحموا الرسول ودعوته صلى الله عليه وسلم، فلم يطيقوا وهم يمتلكون المنعة والقوة أن يبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم محاصرًا في شدة!
وما أعتقده أن هناك "ثوابت" يجب علينا الاقتداء بها قبل قيام الدولة والتفكير في استلام حكم في أي قطر يقطنه المسلمون، وهي مستقاة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي كذلك "بديهيات" لقيام أي كيان سياسي. تتمثل هذه الثوابت في: 1) تربية قاعدة صلبة من الأفراد على مقتضيات العقيدة الإسلامية ليكونوا قيادات للدعوة بعد توجهها للجماهير. 2) بناء قاعدة جماهيرية قوية للدعوة تمتلك التوجيه والتأثير في المجتمع وتربى على مقتضيات العقيدة. 3) يأتي استلام الحكم بملابسات طبيعية تقتضيها الأسباب التي نشأت في المجتمع، أما كيفية استلام الحكم أو الوصول إليه فهي تترك لملابسات تلك الفترة، ولكن الأهم هو تحقق الشرطين قبلها: 1) القاعدة الصلبة. 2) القاعدة الجماهيرية المنقادة للدعوة والتي تمتلك التوجيه والتأثير في المجتمع.
أما اتباع ما فعله الرسول بحذافيره دون الأخذ بعين الاعتبار الملابسات المختلفة بين واقع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وواقع دعوة اليوم فهو باعتقادي منهج ليس صحيحًا. فهناك متغيرات واقعية تمنع الكثير من التفسيرات الخاطئة لطريقة التمكين والتي تقول بها بعض الحركات:
1) منطقة الحجاز في فترة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن فيها كيان سياسي مركزي، والقول بأن القبيلة كانت عبارة عن دولة اليوم هو قول مجانب للصواب لأن نظام القبيلة ومبناها مخالف تماما لنظام الدولة اليوم، وبهذا الاعتبار تسقط تفسيرات طلب النصرة من الحكومات قبل بناء القاعدة الجماهيرية أو التوجه بطلبها من الجيش!!
2) ليس هنالك دليل شرعي يدل على أن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم من طلب النصرة (إذا وافقنا أنه طلبها لاستلام حكم!) كان فعلاً واجبًا، فكما تقرر في الأصول فإن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم يكون واجيًا إذا كان هناك قرينة للوجوب، ويكون مندوبًا إذا اقترنت به قرينة للندب، ويكون مباحًا خلاف ذلك. ويا ليت شعري كيف يحق بعد هذا البيان أن يقول بعضهم: من لم يتبع طريقة شرعية متأسية بالرسول صلى الله علي وسلم لإقامة الدولة فهو آثم! أليس الأحرى أن ينتبهوا إلى أنه ليس ثمة ما يدل على وجوب فعل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم عند قيام دولته؟!
والذي ينبغي أن نركز عليه أن بناء مجموعة تشكل "قاعدة صلبة" تقود الجماهير والعمل على بناء "قاعدة جماهيرية" في المجتمع تمتلك التوجيه والتأثير في المجتمع لصالح أهداف الدعوة.. إن استكمال تلك الشروط هو بديهيات ضرورية قامت عليها دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل التمكين.. وتقوم عليها كل دعوة ناجحة كتب لها الله التمكين بشكل طبيعي. وليس هنالك أخطر من أن تستلم الدعوة الحكم قبل إيجاد "قاعدة جماهيرية" كبيرة تؤيّد الدعوة وتعمل معها وتضحي في سبيلها وتمتلك بعد ذلك كله التوجيه والتأثير القوي في المجتمع. وهذا ما حدث قبل قيام الدولة الإسلامية الأولى، إذ كانت "القاعدة الصلبة" القيادية تتمثل بالمهاجرين الأنصار الذين تربوا تربية عميقة على مدلولات العقيدة الإسلامية والذين تولو بعد ذلك (مصعب والنقباء) مهمة بناء قاعدة جماهيرية للدعوة تمتلك التوجيه والتأثير في مجتمع ما، وكان ذلك في المدينة المنورة قبل الهجرة، وكان العمل دؤوبًا من قبل مصعب والنقباء بعد ذلك معه في توجيه هذه القاعدة الجماهيرية وتربيتها على الفهم العميق لدين الله وتأييد الدعوة الإسلامية بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستعداد لبذل الغالي والرخيص في سبيل إعزازها.. وبعد تحقق ذلك بدرجة يعلم الله - سبحانه - أنها تكفي لتكون قاعدة للحكم الإسلامي جرت المقادير لصالح الدعوة الإسلامية.. واندفعت جماهير الأنصار القوية "ذاتيًا" كما تقول روايات السيرة لحماية الرسول ونصرته ودعوته لتمكين دينه في مدينتها!
الأخ الكريم أبا فارس، تحية طيبة وبعد،،
جميل ما تفضلت به، وتركيز رائع على دور القاعدة الشعبية التي تمتلك التوجيه والتأثير القوي في المجتمع، في إقامة الدولة الإسلامية.. وجميل أيضاً إسقاطاتك من السيرة فيما يتعلق بموضوع القاعدة الشعبية..
أما موضوع اتباع طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة، وموضوع النصرة، فهذان الموضوعان بحاجة إلى نقاش معك،،
أما موضوع اتباع طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم جاء عاماً، يشمل طريقة إقامة الدولة ويشمل تنفيذ أحكام الشرع والتقيد بها، قال تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" وقال تعالى "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" وهنا أيضا السبيل عامة، فتطلق على الإسلام، كما يراد منها المنهج..
لكن آيات سورة النساء وقوله تعالى "ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" واضح فيها أن الطريق الذي سلكه رسول الله كان مأموراً فيه بكف اليد، ووما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وما التزم به في سيرته، يدل على أنه ما فعله رسول الله فرض، ولا يملك أن يحيد عنه، وكان هذا الطريق واضحاً تماماً في ذهنه صلى الله عليه وسلم، علمه لصحبه الكرام، كما في قوله لهم عندما دعوه للميل على أهل منى بأسيافهم ميلة رجل واحد، قال لهم: لم نؤمر بذلك، لكن ارجعوا إلى رحالكم. بل اقتصار عمله على القيام بالأعمال الفكرية والسياسية في مكة يدل على الحصر، فالإقتصار في معرض البيان يدل على الحصر كما هو مقرر في الأصول، والمداومة على هذا الفعل مع وجود المشقة، دال أيضاً على الوجوب، كما هو مقرر في الأصول كذلك.
وفوق ذلك كله، فإن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بيان، فهو إما تفصيل لمجمل، أو تقييد لمطلق، أو تخصيص لعام، والبيان يأخذ حكم المبين، فإقامة الدولة وتطبيق الإسلام والحكم بما أنزل الله فرض، فيكون بيان الكيفية التي تؤدي إلى تطبيق الفرض فرضاً.
هذا من حيث طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم لإقامة الدولة..
أما موضوع طلب النصرة..
فلا بد من دراسة جميع الحوادث التي طلب الرسول صلى الله عليه النصرة فيها، فهل كان يطلب الحماية فقط، أم يطلب الحماية والحكم معاً،،
ولذلك آمل أن تقرأ النص التالي،، وبعذ ذلك نناقش الأمر
عبد الواحد جعفر
16-09-2010, 11:28 AM
مباحثات رسول الله مع بني شيبان
بنو شيبان، وهم قبيلة كبيرة عزيزة تسكن في الشمال الشرقي لجزيرة العرب يعني قريبة من العراق، وقد ذهب إليهم الرسول ومعه صاحبه الأمين أبو بكر الصديق .
بدايةً، بدأ أبو بكر بفحص القبيلة على المقاييس المطلوبة فسأل: من القوم؟ قالوا: شيبان بن ثعلبة. اهتم أبو بكر جدًّا بالأمر فهو الرجل الخبير بالأنساب ويعلم من هؤلاء، فالتفت أبو بكر إلى رسول الله وقال في اهتمام: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، هؤلاء غُرَر الناس. ليس هذا فقط بل لما سأل عن أسماء الحضور وجدهم أحسن الناس في بني شيبان، كان فيهم مفروق بن عامر وهانئ بن قبيصة والنعمان بن شريك والمثنى بن حارثة، وهؤلاء هم أعظم رجال بني شيبان، فالمباحثات ستتم على مستوى الرؤساء والوزراء، فبدأ أبو بكر يسأل عن القوة والمنعة في القبيلة. والحق أنه لا يسأل ليعرف، فبنو شيبان معروفة جيدًا له، ولكنه يستثير فيهم الحمية والعزة ويلمس وترًا حساسًا جدًّا في قلوب العرب.
قال أبو بكر الصديق : كيف العدد فيكم؟
فقال مفروق المتحدث الرسمي في الوفد: إنا لنزيد على الألف، ولن تُغْلَبَ ألف من قلة (ويبدو أن رقم ألف هذا كان رقمًا كبيرًا جدًّا في أعرافهم؛ لأنهم كانوا قبائل متفرقة، ولا ننسى أن المسلمين في بدر كانوا أكثر من ثلاثمائة بقليل، وكان الكافرون ألفًا فقط).
فاستثاره أبو بكر قائلاً: وكيف المنعة فيكم؟ يعني هؤلاء رجال أشداء، أم مجرد عدد.
شعر مفروق أن هذه إهانة، فبدأ صوته يعلو، قال: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى (أي في الحرب)، وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى.
كلام في منتهى الحكمة، فهو وإن كان اندفع متحدثًا عن مآثر قومه وعزتهم إلا أنه اندفاع موزون فهو قد نسب النصر لله -وكانوا يؤمنون به ولكن يشركون معه الأصنام- وذكر أن الحرب دول، فيوم لهم ويوم عليهم، وهذا عين الحكمة.
ثم إن مفروقًا انتبه إلى كثرة أسئلة الصِّدِّيق، فقال في ذكاء ودراية: لعلك أخو قريش؟ أي لعلك هو أنت الرجل الذي ظهر في قريش يدعو إلى أمر جديد يقصد رسول الله ؛ فمفروق كان قد سمع بأمر رسول الله ، وشعر أن الذي يسأل هو ذاك الرجل، لكن الذي كان يتكلم في كل هذا الذي سبق كان الصديق .
الصديق أراد أن يكسب نقطة في الحوار، قال: أوَقد بلغكم أنه رسول الله؟ قالها وكأنه يريد أن يذكر لهم حقيقة مؤكدة، ولكن مفروقًا انتبه إلى كلمة الصديق فردَّ في سرعة: قد بلغنا أنه يذكر ذلك. وهذا ذكاء منه؛ لأنه لم يسمع بعدُ من رسول الله ، فلم يرد أن يعترف بأنه رسول قبل أن يسمع منه، لكن الحقيقة أن مفروقًا كان رجلاً مؤدبًا مهذبًا -وكل وفد بني شيبان كذلك- التفت مفروق للرسول وقال: وإلامَ تدعو يا أخا قريش؟
قال رسول الله وبدأ يعرض دعوته، قال: "أَدْعُو إلى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَإِلَى أَنْ تُئْوُونِي وَتَنْصُرُونِي".
ثم إن رسول الله أدرك بذكاء أنه سيدور بخلدهم سؤال مهم: وهو لماذا لا تقوم بهذا الدور قريش وهي القبيلة القوية المنيعة؟ فأسرع رسول الله يبرر ذلك ويقول: "فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ تَظَاهَرَتْ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، وَكَذَّبَتْ رَسُولَهُ، وَاسْتَغْنَتْ بِالْبَاطِلِ عَنِ الْحَقِّ، وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ". أي أنه قال لهم بوضوح: المطلوب منكم أن تواجهوا قريشًا، ويبدو أن مفروقًا قد أعجبه كلام رسول الله ولم يكن خائفًا من قريش، لكنه أحب أن يعرف أكثر عن هذا الدين الجديد، فقال: وإلامَ تدعو يا أخا قريش؟
فكر الرسول أن يقرأ عليه قرآنًا، ولكن ماذا يختار من كل القرآن الذي نزل عليه؟ لقد وجد الرسول مفروقًا ومن معه ذوي أخلاق سامية، فاختار لهم آيات قرآنية تحضُّ على الأخلاق الحميدة، حتى يقف معهم على أرضية مشتركة، وهذا فكر راقٍ جدًّا.
قرأ لهم من سورة الأنعام قال: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 151- 153].
سواء من حلاوة المعاني أو من حلاوة اللغة، شعر أن هذا إعجاز، فأراد أن يعرف أكثر، قال: وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش؟
فقال رسول الله ضاربًا على نفس الوتر: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
تأثر مفروق جدًّا بالقرآن، وقال في منتهى الصراحة: دعوت يا أخا قريش والله إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال (ثم أخذ يذم قريشًا)، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك.
من الواضح أن مفروقًا أعجبه الإسلام، لكن مفروقًا زعيم من مجموعة من الزعماء، والقرار ليس في يده وحده فأحب أن يسمع رأي أصحابه، فقال: وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا (وطبعًا الواضح أن هانئ بن قبيصة كان عنده خلفية دينية أوسع، فأحب أن يأخذ رأيه).
وهانئ بن قبيصة -أيضًا- أعجبه الإسلام، وليس عنده أي اعتراض عليه، لكنه كان خائفًا من اتخاذ قرار جريء مثل هذا القرار، فهذا سيترتب عليه دخول بني شيبان في حرب ليس مع قريش فقط، بل مع كل العرب؛ فقال: لقد سمعت مقالتك يا أخا قريش، وإني أرى أن تركنا ديننا، واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر، لَوَهنٌ في الرأي وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزَّلَّة مع العجلة، ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدًا، ولكن ترجع ونرجع، وتنظر وننظر.
هو انسحاب مهذب من هانئ، فهو لم يطعن في كلام رسول الله ولكنه طلب الرَّوِيَّة في الأمر، وسبحان الله! مع جمال كلامه ودقة ألفاظه إلا أنني أجد موقف الصِّدِّيق في إيمانه أعظم بكثير من موقف هانئ. نعم، الرويَّة في الأمر شيء طيب، لكن عندما يكون الحق واضحًا بهذه الصورة ثم لا تُقْدِم عليه بِعِلَّة التَّروِّي فهذا لا يُسمى ترويًا، ولكن يسمى ترددًا وغيابًا للحكمة وقلة في الثقة بالنفس، أما الصديق فإنه لم يتردد ولو للحظة واحدة عند رؤية الحق، ولذلك أصبح الصديق صديقًا.
المهم أن هانئ بن قبيصة عبر عن رأيه كفرد، وأنا أعتقد أن هذا كان انسحابًا مهذبًا من هانئ. إذن كان مفروق موافقًا وهانئ مترددًا ويميل إلى عدم الموافقة. والآن إذا كان الأمور سيكون فيها حروب سيصبح رأي وزير الحربية في بني شيبان مُهِمًّا وضروريًّا، فمَن وزير الحربية لديهم؟
إنه المثنى بن الحارثة، قال هانئ: وهذا المثنى بن الحارثة شيخنا وصاحب حربنا.
والمثنى بن الحارثة فارس مغوار وعقلية عسكرية فذة، وأصبح بعد عدة سنوات عندما أسلم من كبار الفاتحين الإسلاميين، لكن الآن وهو ما زال كافرًا فإن له حساباتٍ تختلف عن حسابات المؤمنين، قال المثنى بن حارثة: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة. يعني هو مع عدم التسرع في دخول الإسلام، لكنه بدأ يضيف معلوماتٍ جديدة في المباحثات، بدأ يتحدث عن الوضع العسكري لبني شيبان، وكلامه عن الوضع العسكري كلام مهم للغاية، وسيجعله في نهاية الأمر يتجه لاتخاذ قرار خطير، وسنرى ماذا قال المثنى: وإنا إنما نزلنا بين صَرَيَيْنِ: اليمامة والسماوة (الصَّرَى: هو تجمع المياه، يعني: نحن بين تجمُّعين للمياه وبالتالي تجمُّعين للبشر). قال رسول الله : "ما هذان الصريان؟".
قال المثنى بن حارثة: أنهار كسرى ومياه العرب. أي تجمع دولة فارس وتجمع القبائل العربية؛ لأن قبيلة بني شيبان كما قلنا كانت على حدود العراق، والعراق كانت مملكة فارسية في ذلك الوقت، أما الجزيرة العربية ففيها عشرات القبائل. ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول: إن إمكانياته محدودة، وسيعرض عرضًا خطيرًا.
قال: فأما ما كان من أنهار كسرى (أي دولة فارس) فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول، وأما ما كان من مياه العرب فذنبه مغفور وعذره مقبول.
يعني بعبارة أوضح: نحن لا نستطيع إغضاب كسرى فارس، فالخطأ في حقه غير مقبول، أما العرب فنحن نقدر عليهم.
هذا الكلام -لا شك- واقعي جدًّا، كان مفروق يقول منذ قليل: نحن أكثر من ألف؛ لذا فنحن نقدر على العرب كلهم، أما جيش فارس فأكثر من مليونين من الجنود، الفجوة هائلة بالفعل، ومن كانت حساباته مادية فقط فمن المستحيل أن يقف أمام فارس. وفوق هذا فإن توقعات المثنى أن كسرى فارس لن تعجبه دعوة الإسلام هذه، فاعرفْ يا محمد أنه لو اعترض كسرى فارس فنحن لن ننصرك ضده، انظر ماذا يقول:
وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثًا ولا نُؤْوي محدثًا -لا نخترع شيئًا جديدًا، ولا ندافع عن أحد جاء بشيء جديد- وإني أرى أن هذا الأمر مما تكرهه الملوك. أي أن هذا الإسلام الذي يعبِّد الناس جميعًا لإله واحد، وينزع الحاكمية من أيدي الملوك ويعطيها لله الواحد الأحد، هذا أمر تكرهه الملوك، إلا من رحم اللهُ. وصدق المثنى، فماذا يريد المثنى أن يقول في النهاية؟ في آخر الحديث لخص المثنى كلامه في قرار في منتهى الجرأة، فقال: فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا.
يا الله! هذا انتصار كبير، لقد وافق المثنى بن حارثة على قبول الإسلام، بل قبول الدفاع عن رسول الله ضد كل العرب، ولكن فقط اشترط شرطًا واحدًا أنه إن اعترض كسرى فارس فهو لن يتدخل.
وفي عرف السياسيين من أهل الدنيا، هذا انتصار هائل. وانظر، رسول الله ، وهو الذي يطارد حتى في مدينته الصغيرة مكة ومن أهله وأقاربه، وليس معه إلا حفنة قليلة من الأصحاب المضطهدين، وبقية أصحابه مهاجرون إلى الحبشة، وهو في إجارة رجل كافر، ثم يعرض عليه أن يدافع عنه ضد كل القبائل العربية، والعرض مقدم من قبيلة قوية "بني شيبان"، ثم الاشتراط الوحيد: عدم حرب فارس إذا اعترضت على دعوة رسول الله .
والإنسان قد يفكر ويقول: وأين أنا الآن من فارس؟ عندما يأتي وقت فارس نفكر فيها، أما الآن فأمامنا فرصة الدعوة في كل الجزيرة العربية في حماية بني شيبان.
فماذا قال الرسول ؟
لقد رفض الرسول عرض المثنى بن حارثة.
سبحان الله! لماذا؟ اسمعْ وتأملْ.
لقد قال رسول الله في أدب جمٍّ: "مَا أَسَأْتُمُ الرَّدَّ إِذْ أَفْصَحْتُمْ بِالصِّدْقِ". أي أنكم أحسنتم عندما عرضتم إمكانياتكم بوضوح، ثم قال جملة في منتهى الروعة وهي قانون رئيسي في بناء أمة الإسلام، قال: "فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ لَنْ يَنْصُرَهُ إِلاَّ مَنْ حَاطَهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ".
عبد الواحد جعفر
16-09-2010, 11:29 AM
هي قاعدة عظيمة يعلمنا إياها رسول الله (إِنَّ دِينَ اللَّهِ لَنْ يَنْصُرَهُ إِلاَّ مَنْ حَاطَهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ).
لن ينصر الإسلام من ينتقي من الإسلام شيئًا ويترك أشياء، فهذا لا يعرف معنى الإسلام، لا يعرف معنى العبودية لله ، العبد لا ينتقي من كلام سيده. من ينتقِ وفق مزاجه إنما يعبد هواه لا الله، فرسول الله رفض؛ لأنه ليس هؤلاء الذين يستطيعون حمل الدعوة، رسول الله يريد رجالاً يقول لهم: الله أمركم بكذا، فينفذوه حتى لو كانت عقولهم غير مستوعبة، الله قال حاربوا فارس، لا يقول أحد منهم: أين نحن من فارس؟ جاهدْ في سبيل الله، يقول: لا أستطيع. ادفعْ في سبيل الله، يقول: لا أستطيع. صلِّ الفجر في سبيل الله، يقول: لا أستطيع. صِلْ رحمك في سبيل الله، يقول: لا أستطيع. إذن أين الدين؟
وما معنى العبودية إذن؟ (إِنَّ دِينَ اللَّهِ لَنْ يَنْصُرَهُ إِلاَّ مَنْ حَاطَهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ). يا الله! قاعدة هائلة. ثم قال لهم الرسول في يقين رائع: "أَرَأَيْتُمْ إِنْ لَمْ تَلْبَثُوا إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى يُوَرِّثَكُمُ اللَّهُ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ، وَيُفْرِشَكُمْ نِسَاءَهُمْ، أَتُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَتُقَدِّسُونَهُ؟"
أي أن أمة فارس ستنهار تحت أقدام المسلمين قريبًا، ماذا ستفعلون ساعتها؟ هل ستدخلون الإسلام؟
فقال النعمان بن شريك زعيمهم الرابع: اللهم لك ذا.
لكن لا شك أن السابق المقاتل قبل الفتح ليس كاللاحق المقاتل في زمن التمكين. وسبحان الله لم يمر على كلام الرسول أكثر من 15 سنة حتى كانت جيوش المؤمنين تدكُّ حصون فارس وتزلزل عرش كسرى. والغريب جدًّا أن المثنى بن حارثة الذي كان خائفًا من كسرى فارس، صار بعد إسلامه من قوّاد الجيوش التي أزاحت كسرى فارس عن مُلكه، ولكنَّ المثنى بن حارثة بعد إسلامه كان إنسانًا مختلفًا تمامًا عن المثنى قبل الإسلام، وهذه هي عظمة الإسلام، وصدق الرسول الكريم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النَّجم: 3، 4].
ثم قرأ رسول الله قول الله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46]. فقد قام الرسول برسالته حيث بشر وأنذر، ثم نهض من مجلسه وقال لأبي بكر الصديق وهو معجب بأخلاق بني شيبان -حتى مع رفضهم للدخول في الإسلام- قال: "يَا أَبَا بَكْرٍ، أَيَّةُ أَخْلاَقٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، مَا أَشْرَفَهَا! بِهَا يَدْفَعُ اللَّهُ بَأْسَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَبِهَا يَتَحَاجَزُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ".
ومع فشل تلك المفاوضات إلا أن الرسول لم يجزع ولم يحزن، فالقواعد في ذهنه واضحة جدًّا، يرى الأمور والأوضاع على حقيقتها، لا يفرط، ولا يتنازل، لا يخدعه أحد أو يخوفه، يعلمنا كيف نبني أمتنا، ومن غير هذه القواعد من المستحيل بناء الأمة، ولهذا ندرس السيرة.
وليد فهد
16-09-2010, 09:59 PM
احد الاخوة يطالبني بدليل شرعي على ما اطرحه
بداية ما جرى في الجزائر ليست حربا بين ميليشيات تابعة لمنظمة اسلامية وبين قوات الجيش انما الذي جرى هو عدوان من قبل تنظيمات مسلحة تابعة للجيش على اناس امنين هدفها تشويه الاسلام ودعاته
اولا:
يقول الله سبحانه وتعالى : " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير ترهبون به عدو الله
وعدوكم"
فهذه الاية صريحة بوجوب اعداد القوة لمن هو معادي للاسلام سواء هذا المعادي كافر او حتى مسلم
لكنه يحارب الاسلام ولا يتورع عن الاستعانة بالكافر في محاربته للاسلام
ثانيا:
الرسول عليه السلام دعا بالخروح على الحاكم المسلم الذي ياتي بكفر بواح فكيف حاكم هو اصلاا كافر ويحارب الاسلام بكل ما اوتي من قوة والقاعدة الفقهية تقول ما لا يتم الواجب به فهو واجب فمحاربة هذا الكافر تستدعي وجود قوة معدة اعدادا جيدا
وانا في مداخلتي قلت باهمية استغلال هذه القوى المسلحة عندما تصل الحركة او الحزب الى الانتشار بين العامة وتبدأ قوى الشر بمحاربتها بدون هوادة ففي تلك الاثناء لا بد من استخدام هذه القوة من اجل الحماية ومن اجل الوصول الى الحكم
وقد تكلم حزبكم عن هذه الامور وقال بالعملية القيصرية والتي هي انقلاب عسكري من قبل قطاع معين من الجيش ضد الحاكم حتى لو كان هذا الانقلاب دموي وادى الى اشتباك بين كتائب الجيش في الدولة
وقد تكلم حزبكم بصورة جلية وقال ان اخذ الحكم لا يتم الا بثورة عسكرية
زمن الرسول عليه السلام مختلف فقريش وباقي القبائل كانت حرة مستقلة وليست عميلة للاحد ورجالاتها احرار ذو حلم ومرؤة وليس هو حال الحكام اليوم والتالي استطاع الرسول الكريم اقناع بعضهم اما الان فلا بد من تحقيق ذلك
لو ضربنا مثالا هنا سوريا فهل يتصور عاقل ان الطائفة العلوية سوف تترك حركة اسلامية تعمل في سوريا من اجل الاستيلاء على الحكم فهي ستقوم بمحاربتها بكل قوة حتى انها سوف تستخدم
اشد انواع الاسلحة فتكا ضدها وحتى ضد الشعب والذي يقول ان الجيش او قسما منه سوف يناصر هذه الحركة فهو يحلم فكل الضباط علويين وان كان غير ذلك فهو اشد من العلويين فتكا وبطشا
لذلك لا بد من خروج الجماهير العريضة بعصيان مدني ومواجهة لقوى الامن المختلفة تساندها في ذلك تلك المليشيات المسلحة مه ان هذه المواجهة ستكون مكلفة لكنها ستثمر
ابو عمر الحميري
17-09-2010, 06:41 PM
احد الاخوة يطالبني بدليل شرعي على ما اطرحه
بداية ما جرى في الجزائر ليست حربا بين ميليشيات تابعة لمنظمة اسلامية وبين قوات الجيش انما الذي جرى هو عدوان من قبل تنظيمات مسلحة تابعة للجيش على اناس امنين هدفها تشويه الاسلام ودعاته
اولا:
يقول الله سبحانه وتعالى : " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير ترهبون به عدو الله
وعدوكم"
فهذه الاية صريحة بوجوب اعداد القوة لمن هو معادي للاسلام سواء هذا المعادي كافر او حتى مسلم
لكنه يحارب الاسلام ولا يتورع عن الاستعانة بالكافر في محاربته للاسلام
ثانيا:
الرسول عليه السلام دعا بالخروح على الحاكم المسلم الذي ياتي بكفر بواح فكيف حاكم هو اصلاا كافر ويحارب الاسلام بكل ما اوتي من قوة والقاعدة الفقهية تقول ما لا يتم الواجب به فهو واجب فمحاربة هذا الكافر تستدعي وجود قوة معدة اعدادا جيدا
وانا في مداخلتي قلت باهمية استغلال هذه القوى المسلحة عندما تصل الحركة او الحزب الى الانتشار بين العامة وتبدأ قوى الشر بمحاربتها بدون هوادة ففي تلك الاثناء لا بد من استخدام هذه القوة من اجل الحماية ومن اجل الوصول الى الحكم
وقد تكلم حزبكم عن هذه الامور وقال بالعملية القيصرية والتي هي انقلاب عسكري من قبل قطاع معين من الجيش ضد الحاكم حتى لو كان هذا الانقلاب دموي وادى الى اشتباك بين كتائب الجيش في الدولة
وقد تكلم حزبكم بصورة جلية وقال ان اخذ الحكم لا يتم الا بثورة عسكرية
زمن الرسول عليه السلام مختلف فقريش وباقي القبائل كانت حرة مستقلة وليست عميلة للاحد ورجالاتها احرار ذو حلم ومرؤة وليس هو حال الحكام اليوم والتالي استطاع الرسول الكريم اقناع بعضهم اما الان فلا بد من تحقيق ذلك
لو ضربنا مثالا هنا سوريا فهل يتصور عاقل ان الطائفة العلوية سوف تترك حركة اسلامية تعمل في سوريا من اجل الاستيلاء على الحكم فهي ستقوم بمحاربتها بكل قوة حتى انها سوف تستخدم
اشد انواع الاسلحة فتكا ضدها وحتى ضد الشعب والذي يقول ان الجيش او قسما منه سوف يناصر هذه الحركة فهو يحلم فكل الضباط علويين وان كان غير ذلك فهو اشد من العلويين فتكا وبطشا
لذلك لا بد من خروج الجماهير العريضة بعصيان مدني ومواجهة لقوى الامن المختلفة تساندها في ذلك تلك المليشيات المسلحة مه ان هذه المواجهة ستكون مكلفة لكنها ستثمر
اخي وليد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاية التي استدللت بها ( واعدوا لهم .......) هي اية متعلقة بالجهاد وهذا غير موضوع ايجاد الدولة وأما موضوع الخروج على الحاكم إذا اظهر الكفر البواح فهذا ينطبق على الحاكم الذي كان يطبق احكام الاسلام وصار يطبق احكام الكفر بدليل فوله عليه السلام في الحدبث ( ....إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ) اي لم تكونوا تروا الكفر البواح قبل ذلك وهذا لا ينطبق على الحكام في بلاد المسلمين الآن فهؤلاء لم يكونوا يطبقون الاسلام ثم اصبحوا يطبقون الكفر بل هم اصلا يطبقون احكام الكفر منذ أن تولوا الحكم في البلاد فلذلك تتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في اقامة الدولة دون الحيد عنها قبد انملة .
وليد فهد
17-09-2010, 09:45 PM
الاخ الكريم
الكلام الذي اوردته جزء منه وخاصة الوصول الى الحكم عن طريق الثورة العسكرية المسلحة هو من ابجديات حزبكم وبالتالي كيف يقود هذا الحزب ثورة مسلحة وهو لم يعد لها
الرجو منك ان تتكلم باختصار كيف يمكن لحزبكم ان يصل الى الحكم
Abu Taqi
17-09-2010, 10:09 PM
يا وليد فهد
حزبي هذا الذي تتكلم عنه وانت تتدعي انه يقول بالثورة المسلحة لتوهم القارىء أنك مثقف وتعرف عنه الشيء الكثير هو حزب الأمة لأنه حزب مدرك لطريقته وفكرته ولولا امثالك من المتنطعين الذين يدعون الفقه والفهم لكانت الأمة بألف خير.
أين قال الحزب أن الوصول للحكم يكون عن طريق الثورة المسلحة؟؟!! طبعا انت حتى لا تفهم ما تقرأ إن كنت قد قرأت عن العملية القيصرية التي قال بها الحزب أو انك تستقي معلوماتك وثقافتك مما يقال هنا وهناك فتكون كحاطب ليل!!!!!
حزب التحرير قال وما زال يقول أن الوصول للحكم عن طريق القاعدة الشعبية وأنه بعد أن تكتمل ويصبح التيار الكاسح للحزب من المحتمل ألا يبقى أمامه إلا بعض المتمسكين بالسلطة وممن يملكون بعض من يأتمر بأمرهم وهنا قال الحزب باللجوء للعملية القيصرية. ولذلك لم يقل الحزب بالثورة المسلحة ولا قال بمليشيات مسلحة تحمي الحزب ولا توصله للحكم.
خبرنا ثقافتك الفقهية والسياسية فلا بأس إن كنت قد سألت وتفهمت ثم علقت!!!!
وليد فهد
17-09-2010, 10:18 PM
في احد المقالات التي قراتها بنفسي وهي في العام 1970 يقول فيها حزبكم التالي:
فالمسالة بالنسبة لاخذ الحكم من حيث هو هي شىء واحد معروف وهو : وجود قوة مادية كافية وقادرة على اخذ الحكم بالقوة عن طريق ثورة مسلحة او انقلاب عسكري
هذا نص اقتطعته من مقالة بتااريخ 1970 يقول فيها حزبكم بصراحه عن اخذ الحكم بثورة مسلحة
اخي الكريم انا لست حاطب ليل انا مطلع اطلاع واسع على افكاركم وكتبكم ومقالاتكم
Abu Taqi
18-09-2010, 12:14 AM
نعم يا وليد فهد
أنت كمن اطلع على شيء من كل شيء ويعتبر نفسه خبيرا
ولن أدخل معك في جدل حول هذه النقطة بالذات فإن كنت من الباحثين الحقيقين فهناك موضوع كيفية بناء القاعدة الشعبية هنا في منتدى صوت الأمة وبعد قراءته بتمعن اربط ما قلناه في نشرات العملية القيصرية ثم ناقشنا
http://muntada.sawtalummah.com/showthread.php?t=72
Abu Taqi
18-09-2010, 02:04 AM
الأخ وليد
طبعا ما قلته أن الحزب يقول "فالمسالة بالنسبة لاخذ الحكم من حيث هو هي شىء واحد معروف وهو" فأريدك ان تلاحظ ما قاله الحزب هنا "الحكم" ولم يقل بناء الدولة لأن الدولة لها مفهوم معين والحكم مفهوم.
فأرجو إن كنت تقرأ في موضوع القاعدة الشعبية أن تركز على الفرق بين مفهوم الدولة والحكم.
والسلام عليكم
أبو فارس
18-09-2010, 03:55 PM
الأخ الكريم عبد الواحد جعفر.. أشكر لك المرور الكريم ولكن أريد التعليق على بعض النقاط التي تفضلتَ بها:
قلتَ - حفظكَ الله - : "بل اقتصار عمله على القيام بالأعمال الفكرية والسياسية في مكة يدل على الحصر".
الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقتصر على الأعمال الفكرية والسياسية في دعوته في مكة قبل قيام الدولة في المدينة، إنما كان الرسول عليه الصلاة والسلام "يربي" صحابته الكرام أي المجموعة المؤمنة معه ويرسخ فيها هذا الإيمان بالقدوة أولا وبالآيات والحديث والموعظة والمتابعة والتوجيه والمصاحبة وبالأحداث ... إلخ لا ينبغي علينا ترك عنصر من عناصر النشأة الأولى لقاعدة المجتمع الإسلامي الأول لأن في ذلك كبير الفائدة لنا للاقتداء بطريقة البناء. هذه ملاحظة تستحق أن تسجل، فأنا أجد أن مصطلح "التربية" الذي يعني: وسيلة تحويل الأفكار إلى سلوك واقعي في الحياة. أجد أنه مصطلح غائب وغيابه هذا غيّب الكثير من الحركان عن طبيعة المستوى الذي ينبغي للقاعدة الأولى أن تكون عليه من التربية ورسوخ الإيمان ومقتضياته في نفوسها. وكذلك على سبيل المثال "العامل الوجداني" في الدعوة والذي استخدم كثيرًا من قبل القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم في دعوة الكفار إلى الله وبيان حقيقة الدين لهم. فلماذا نذكر "العامل الفكري" ولا نولي اهتماما - يكون من ضمن الطريقة - للعامل الوجدناي الذي تدل القراءة الموضوعية أن آيات القرآن زاخرة فيه؟
تقول بعد ذلك أخي الكريم: " والمداومة على هذا الفعل مع وجود المشقة، دال أيضاً على الوجوب، كما هو مقرر في الأصول كذلك".
المداومة التي هي ثابتة صحيحة في السيرة هي على فعل "طلب النصرة بهدف الحماية وإتاحة المجال للرسول صلى الله عليه وسلم للبيان عن ربه". وهو فعل معلل بعلة "نصية" وليست "عقلية". فإذا أردنا أن نطلب النصرة اليوم سيكون بسبب ما تلاقيه الدعوة من خطر القتل ومحاولة إبادتها، ولكن الدعوة اليوم لا أجدها تلاقي خطر الإبادة رغم كل الشدة التي تلاقيها، وثانيًا فإن "طلب النصرة" مرتبط بواقع النظام القبلي حيث هو من عادات تلك الفترة، وهي عادة تتعلق كذلك بطبيعة التقاليد التي تواجدت في تلك الفترة. واليوم النظام الذي تعمل في خلاله الدعوة هو نظام مدني وفي دولة مؤسسات، الأمة - في غالبيتها العظمة - لم تعد قبائل تعيش خارج سلطان أي دولة. إنما تعيش الأمة في مجتمع مدني تحكمه طواغيت نصّبت وهدفها الأول منع قيام كيان للإسلام! وهناك عامل إضافي يجب ملاحظته من ضمن المتغيرات وهو أن المجتمع اليوم غالبيته من المسلمين الذين يحبون دين الله ويريدون العزة والمجد للإسلام والمسلمين، هذا واقع، بينما في مكة وأثناء أعمال طلب النصرة للحماية كان المسلمون قلة قليلة في المجتمع الذي يحيط بهم. أما حديث بني شيبان فحبذا أولا لو أطلعتنا على درجته من الصحة وسنده ومصدره، وفي النهاية الروايات تكررت في طلبالنصرة للحماية فحسب وهذا حديث واحد.
كل هذه العوامل - الجديرة بالاهتمام - تجعل من عملية محاولة اقتفاء أثر الرسول بحذافيره في تلك الفترة كما فعل بالضبط محاولة متعسفة لا تقرأ الواقع وتفهمه بعمق، ولا تنزل الحكم على الواقع بشكل صحيح.
أبو فارس
18-09-2010, 03:57 PM
والمستنبط من سير الرسول صلى الله عليه وسلم هو 1) تربيته لقاعدة صلبة من المؤميني على أعلى المستويات. 2) تهيئة قاعدة جماهيرية تملك التوجيه والتأثير والقوة في مجتمع من المجتمعات.
هذه ثوابت لم تتغير متعلقاتها التي تحكمها من الواقع، بالإضافة إلى وجود "حال" آخر اليوم يتمثل كما قلتُ بأن الأمة بأغلبها من المسلمين، ومن المحبين للإسلام وتطبيقه بالعدل. لذلك وجب - بعد انتفاء وجود النظام القبلي المؤثر - أن يتم إنشان قاعدة جماهيرية للدعوة في كل بلد من البدان وتوسيعها وتربيتها على مفاهيم الإسلام حتى يأذن الله بعد القيام بشرط تواجد القاعدة الجماهيرية القوية المؤثرة.. حتى يأذن الله بعد ذلك بالنصر بعد تحقق شروطه!
أما كيف تقوم الدولة حينئذ فهذا غيب لا يعلمه إلا الله، والحديث عنه سابق لأوانه، بل يجب على الدعوة أن تعمل لاستكمال الشروط السابقة لاستلام الحكم، واستلامه يأتي بشكل طبيعي بعد استكمال تلك الشروط. ولنذكر أن الأمة لا زالت بعيدة عن حالة "تواجد قاعدة جماهيرية لدعوة إسلامية تملك التأثير التوجيه في المجتمع". وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم الدولة بالقوة بل استلم الحكم باندفاع ذاتي للقوى التي تملك التوجيه والتأثير في مجتمع المدينة. وأي انقلاب عسكري أو تغيير مادي لن يخلو من استخدام العنف وإسالة الدماء وهو مما لم يحدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم!
سياسي
18-09-2010, 04:12 PM
الأخ الكريم عبد الواحد جعفر.. أشكر لك المرور الكريم ولكن أريد التعليق على بعض النقاط التي تفضلتَ بها:
قلتَ - حفظكَ الله - : "بل اقتصار عمله على القيام بالأعمال الفكرية والسياسية في مكة يدل على الحصر".
الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقتصر على الأعمال الفكرية والسياسية في دعوته في مكة قبل قيام الدولة في المدينة، إنما كان الرسول عليه الصلاة والسلام "يربي" صحابته الكرام أي المجموعة المؤمنة معه ويرسخ فيها هذا الإيمان بالقدوة أولا وبالآيات والحديث والموعظة والمتابعة والتوجيه والمصاحبة وبالأحداث ... إلخ لا ينبغي علينا ترك عنصر من عناصر النشأة الأولى لقاعدة المجتمع الإسلامي الأول لأن في ذلك كبير الفائدة لنا للاقتداء بطريقة البناء. هذه ملاحظة تستحق أن تسجل، فأنا أجد أن مصطلح "التربية" الذي يعني: وسيلة تحويل الأفكار إلى سلوك واقعي في الحياة. أجد أنه مصطلح غائب وغيابه هذا غيّب الكثير من الحركان عن طبيعة المستوى الذي ينبغي للقاعدة الأولى أن تكون عليه من التربية ورسوخ الإيمان ومقتضياته في نفوسها. وكذلك على سبيل المثال "العامل الوجداني" في الدعوة والذي استخدم كثيرًا من قبل القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم في دعوة الكفار إلى الله وبيان حقيقة الدين لهم. فلماذا نذكر "العامل الفكري" ولا نولي اهتماما - يكون من ضمن الطريقة - للعامل الوجدناي الذي تدل القراءة الموضوعية أن آيات القرآن زاخرة فيه؟
تقول بعد ذلك أخي الكريم: " والمداومة على هذا الفعل مع وجود المشقة، دال أيضاً على الوجوب، كما هو مقرر في الأصول كذلك".
المداومة التي هي ثابتة صحيحة في السيرة هي على فعل "طلب النصرة بهدف الحماية وإتاحة المجال للرسول صلى الله عليه وسلم للبيان عن ربه". وهو فعل معلل بعلة "نصية" وليست "عقلية". فإذا أردنا أن نطلب النصرة اليوم سيكون بسبب ما تلاقيه الدعوة من خطر القتل ومحاولة إبادتها، ولكن الدعوة اليوم لا أجدها تلاقي خطر الإبادة رغم كل الشدة التي تلاقيها، وثانيًا فإن "طلب النصرة" مرتبط بواقع النظام القبلي حيث هو من عادات تلك الفترة، وهي عادة تتعلق كذلك بطبيعة التقاليد التي تواجدت في تلك الفترة. واليوم النظام الذي تعمل في خلاله الدعوة هو نظام مدني وفي دولة مؤسسات، الأمة - في غالبيتها العظمة - لم تعد قبائل تعيش خارج سلطان أي دولة. إنما تعيش الأمة في مجتمع مدني تحكمه طواغيت نصّبت وهدفها الأول منع قيام كيان للإسلام! وهناك عامل إضافي يجب ملاحظته من ضمن المتغيرات وهو أن المجتمع اليوم غالبيته من المسلمين الذين يحبون دين الله ويريدون العزة والمجد للإسلام والمسلمين، هذا واقع، بينما في مكة وأثناء أعمال طلب النصرة للحماية كان المسلمون قلة قليلة في المجتمع الذي يحيط بهم. أما حديث بني شيبان فحبذا أولا لو أطلعتنا على درجته من الصحة وسنده ومصدره، وفي النهاية الروايات تكررت في طلبالنصرة للحماية فحسب وهذا حديث واحد.
كل هذه العوامل - الجديرة بالاهتمام - تجعل من عملية محاولة اقتفاء أثر الرسول بحذافيره في تلك الفترة كما فعل بالضبط محاولة متعسفة لا تقرأ الواقع وتفهمه بعمق، ولا تنزل الحكم على الواقع بشكل صحيح.
أيها الحبيب ما ذكره عبد الواحد صحيح ولا تعارض فقوله قيامه بالاعمال الفكرية يشمل تكوين الشخصيات لانه عمل فكري محض
وليد فهد
18-09-2010, 04:44 PM
اخي الكريم:
قرات ما كتب جيدا من موضوع القاعدة الشعبية ولي هذه الملاحظات:
اولا: انا لست معارضا لما جاء بها من اهمية وجود تاييد عام للحركة الاسلامية التي تريد الوصول الى الحكم والذي عرفه الكاتب بالقاعدة الشعبية فهذه القاعدة هي فعلا هي كفيلة باستمرار الدولة بعد قيامها لان الحركة والشعب لهما نفس المبادىء والمفاهيم وبالتالي الجسم هنا ليس منفصلا عن راسه
وانا تكلمت عن ذلك فيما سبق
ثانيا: ان النقطة التي اطرحها لا تتعلق بالتاييد او القاعدة الجماهرية انما تتعلق بالوصول الى الحكم
وكيفيته
وهنا اقول ان التاييد العام والقاعدة الجماهيرية لا توصل حتما الى الحكم والذي يوصل حتما الى الحكم هو الثورة المسلحة وهذا رايي وايضا اثناء قراءتي للاراء حزبكم وجدت ان يتكلم بنفس فكرتي
ثالثا : حبذا لو كان كلامكم معي بعيدا عن الشتائم
سياسي
18-09-2010, 04:58 PM
اخي الكريم:
قرات ما كتب جيدا من موضوع القاعدة الشعبية ولي هذه الملاحظات:
اولا: انا لست معارضا لما جاء بها من اهمية وجود تاييد عام للحركة الاسلامية التي تريد الوصول الى الحكم والذي عرفه الكاتب بالقاعدة الشعبية فهذه القاعدة هي فعلا هي كفيلة باستمرار الدولة بعد قيامها لان الحركة والشعب لهما نفس المبادىء والمفاهيم وبالتالي الجسم هنا ليس منفصلا عن راسه
وانا تكلمت عن ذلك فيما سبق
ثانيا: ان النقطة التي اطرحها لا تتعلق بالتاييد او القاعدة الجماهرية انما تتعلق بالوصول الى الحكم
وكيفيته
وهنا اقول ان التاييد العام والقاعدة الجماهيرية لا توصل حتما الى الحكم والذي يوصل حتما الى الحكم هو الثورة المسلحة وهذا رايي وايضا اثناء قراءتي للاراء حزبكم وجدت ان يتكلم بنفس فكرتي
ثالثا : حبذا لو كان كلامكم معي بعيدا عن الشتائم
حبيبي وليد كيف حالك اخي العزيز يوجد فقط عدم دقة في كلامك فالوصول للحكم ليس اسلوب بل طريقة الامر الآخر فرق كبير بين استلام الحكم من قوة عسكرية و بين ان يكون لدى الحزب مليشيات أظنك تفرق بين الامرين هذا ما في الموضوع وهو أن يستخدم الحزب كحزب قوته المادية ان وجدت لأن استلام الحكم يكون عن طريق الأمة ليس غير والقوة المسلحة يشرتك بها شرطين وضعهم الحزب.
فبارك الله فيك أخي وأظن أنه لم يشتمك أحد ولن نقبل ان يشتم أي أخ لنا
Abu Taqi
18-09-2010, 04:58 PM
الأخ الكريم وليد فهد
العذر العذر لو كنت فظا في خطابي معك فأرجو العفو وأهلا وسهلا.
والسلام عليكم
Abu Taqi
18-09-2010, 06:39 PM
الذي لفت نظري هنا ان سيد قطب تحدث عن انشاء ميليشيات مسلحة هدفها حماية الحركة من اعدائها .
وانا هنا احب ان اعلق على هذه الفكرة بان اي حركة او حزب اراد ان يقيم دولة اسلامية فهو يمكن ان يحقق نجاحا في نشر فكرته وتقويتها وتقوية حركته بزيادة افرادها والوصول الى تاييد عام له من عامة الناس لكن النجاح في الوصول الى رأس السلطة يحتاج الى اكثر من دعوة سلمية عقلية قائمة على الحجة والفكر والمنطق انه يحتاج الى قوة مادية لها شوكتها لان تاييد العامة لهذه الفكرة ليس من شانه ان يوصل الى راس السلطة فالعامة او الشعب وفي ظل هذا الوضع المتردي الذي نعيش به يبقى عاجزا عن عمل شىء
مما في ذلك حتى حماية هذه الحركة او هذا الحزب .
لذلك لا بد من الانتقال الى المواجهة اي المواجهة القائمة على السلاح والعنف وهذا لا يتم الا بوجود مليشيات مسلحة سواء من جسم هذه الحركة او الحزب او خارجه قادرة على مواجهة تلك القوى الغاشمة التي تريد القضاء على هذه الحركة ولا بد ايضا من تدخل عامة الناس في ذلك لتقوية شوكة هذه المليشيات
حتى لو وصل الامر الى ثورة عامة مسلحة من شانها ان يقتل الاخ اخية ويتبرأ الاب من ابنه
الأخ الطيب وليد
أتيت بمشاركتك الأولى لتذكيرك ان النقاش في بدايته حول تشكيل ميليشيا عسكرية من الحزب تعمل على حمايته وإيصاله للسلطة، وهذا الذي نعترض عليه في البداية ونقول أن الدعوة وطريقة الدعوة هي شرعية ولا نحيد عنها والرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بل ورفض استعمال السلاح عندما طلبوا منه ذلك.
والنقطة الثانية والتي أريد أن اؤكد عليها أن الوصول للدولة لا يكون إلا عن طريق القاعدة الشعبية والتي تتفق معي فيها أنه الضمانة الوحيدة للدولة، ولكن الوصول للحكم أي كسر الحاجز المادي الذي يحول بين الامة وبقيادة الحزب من ان تضع المفاهيم والمقاييس والقناعات موضع التطبيق قد يحتاج عدة اساليب منها العصيان المادي العام والثورة الجماهيرية الشعبية ومنها انقلاب عسكري لكسر هذا الحاجز المادي المتعنت. لذلك لا بد من بيان هذا بالشكل الوافي ولا نقول أن الحزب يقول أن الوصول للحكم لا بد أن يكون عن طريق الثورة المسلحة فهنا نكون وضعنا القارىء أما التخمين وخاصة عندما تنسب الأمر قولا لحزب.
وهذا ما أردته عندما طلبت منك ان تقرأ موضوع القاعدة الشعبية ومن ثم ربط الموضوع بنشرات العملية القيصرية التي تقتبس منها أقوالك ان الحزب يقول بالثورة المسلحة.
والله الموفق وحياك الله أخا عزيزا
وليد فهد
18-09-2010, 11:45 PM
الخلاف بيني وبين كلام حزب التحرير في الوصول الى الحكم هو لفظي ليس غير.
انا اقول ان القاعدة الجماهيرية ضرورية وهي الضمانة لاستمرار الدولة والمحافظة عليها من اخطار داخلية وخارجية لكن التاييد العام والحركة الجماهيرية المؤيدة لا توصل الى الحكم لان اصلا الجماهير في بلادنا مغلوبة على امرها وتحكمها فئات وقوى من خارج هذه الجماهير ومرتبطة بالخارج
لذلك لا بد من قوة مادية كافية كما قلت انت اخي الكريم وانا عبرت عن هذه القوى بانشاء ميليشيات
مسلحة ليس شرطا مع بدايات العمل بل يمكن بعد اخذ التاييد الشعبي وهذه المليشيات من شانها ان تواجه قوى الشر المختلفة التي تحول بين وصول الحركة الاسلامية والحكم عن طريق الثورة المسلحة
وحزب التحرير كما اسلفت قال نفس الكلام تقريبا لكنه يقول ايضا بالعملية القيصيرية التي في حقيقتها انقلاب عسكري من فئات عسكرية موجودة في الجيوش والقوى الامنية وهذه يمكن ان يعول عليها لكن الثورة المسلحة القائمة على الجماهير والمليشيات المسلحة يمكن ان تكون مثمرة اكثر
أبو فارس
19-09-2010, 01:51 AM
أيها الحبيب ما ذكره عبد الواحد صحيح ولا تعارض فقوله قيامه بالاعمال الفكرية يشمل تكوين الشخصيات لانه عمل فكري محض
أخي فهمت ما ذكره عبد الواحد.. ويوجد تعارض :) وقد بينت في ردي - إن قرأته بعمق - أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على الأعمال الفكرية المحضة.. إنما التربية مفهوم أشمل من عالم الأفكار.. وهذه هي مشكلة حزب التحرير والكثير من الحركات، وإذا أردتَ أن تدرك ما هو المعنى المقصود وما هي الأعمال التي قام بها قبل قيام الدولة فاقرأ - إن شئت - كتاب "كيف ندعو الناس؟" للأستاذ محمد قطب - حفظه الله - وحاول خلال قراءته أن تتجرد من أفكار حزب التحرير وصدقني ستجد الكثير مما تم التغافل عنه!
Abu Taqi
19-09-2010, 03:02 AM
الخلاف بيني وبين كلام حزب التحرير في الوصول الى الحكم هو لفظي ليس غير.
انا اقول ان القاعدة الجماهيرية ضرورية وهي الضمانة لاستمرار الدولة والمحافظة عليها من اخطار داخلية وخارجية لكن التاييد العام والحركة الجماهيرية المؤيدة لا توصل الى الحكم لان اصلا الجماهير في بلادنا مغلوبة على امرها وتحكمها فئات وقوى من خارج هذه الجماهير ومرتبطة بالخارج
لذلك لا بد من قوة مادية كافية كما قلت انت اخي الكريم وانا عبرت عن هذه القوى بانشاء ميليشيات
مسلحة ليس شرطا مع بدايات العمل بل يمكن بعد اخذ التاييد الشعبي وهذه المليشيات من شانها ان تواجه قوى الشر المختلفة التي تحول بين وصول الحركة الاسلامية والحكم عن طريق الثورة المسلحة
وحزب التحرير كما اسلفت قال نفس الكلام تقريبا لكنه يقول ايضا بالعملية القيصيرية التي في حقيقتها انقلاب عسكري من فئات عسكرية موجودة في الجيوش والقوى الامنية وهذه يمكن ان يعول عليها لكن الثورة المسلحة القائمة على الجماهير والمليشيات المسلحة يمكن ان تكون مثمرة اكثر
حياك الله أخي الكريم وليد فهد
نعم من خلال مشاركتك تتفق معنا ومع الأخ أبو فارس حول القاعدة الشعبية وأنها تسبق الحكم واستلامه، وأنت تقول أنك تختلف معهنا لفظا لا محتوى في الوصول إلى الحكم وانا اقول بل تختلف معنا بالطريقة، فأنت منذ البداية تجعل تشكيل الميليشيات جزء من الحزب للإعتماد عليها في حماية الدعوة والوصول للحكم بعد أن يتم تحقيق القاعدة الشعبية وسؤالي الآن لك:
هل كان الرسول عليه السلام عاجزا عن تشكيل ميليشيا مسلحة من الذين آمنوا معه من امثال عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب وغيرهم لحماية الدعوة في المقام الأول ومن ثم للوصول للحكم عن طريقهم لاحقا؟؟!!
لماذا لم يفعل الرسول عليه السلام ذلك مع الحاجة الماسة لذلك وتوفر المعطيات لذلك لأن العرب كانوا يعيشون والسيوف والأسلحة جزء منهم؟؟!
هل لأن ذلك لمن يكن من الطريقة أم لأنها لم تكن طريقة فاعلة آنذاك؟
وبارك الله بك يا طيب
Abu Taqi
19-09-2010, 03:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الكريم أبا فارس
ورد في مداخلتك التي أنكرت علي فيها فهمي أن الرسول طلب الحماية وأنه كان يريد أن يقيم فيهم دولته ويحكمهم بالإسلام بعد أن عرض عليهم الإسلام وطبعا بعد ان يسلموا ما يلي:
"أما القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب النصرة ليقيم دولةّ فهو قول مستهجن لا تدل عليه أي رواية من روايات السيرة، ولا يمكننا أن نعتمد على فهم "كفار" بني صعصعة أو غيرهم أن قالوا "أيكون لنا الأمر من بعدك". لأن فهمهم لخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم ليس دليلاً شرعيّا"
وسؤالي لك أخي الكريم، بماذا اجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال لهم "الأمر لله يضعه حيث يشاء" إذن هم فهموا أنه يطلب الحكم وأرادوا ان يكونوا ورثته في الحكم وأقرهم على فهمهم ولكنه رفض أن يعدهم بأن يكونوا الوارثين للحكم من بعدهم. ولو أن فهمهم مغلوط لكان وضح لهم الرسول عليه السلام مرادة من النصرة وأنها ليست للحكم مطلقا.
ما رأيك أخي الكريم بفهمي هذا؟
وتقبل الإحترام
عبد الواحد جعفر
19-09-2010, 07:34 AM
الأخ الكريم عبد الواحد جعفر.. أشكر لك المرور الكريم ولكن أريد التعليق على بعض النقاط التي تفضلتَ بها:
قلتَ - حفظكَ الله - : "بل اقتصار عمله على القيام بالأعمال الفكرية والسياسية في مكة يدل على الحصر".
الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقتصر على الأعمال الفكرية والسياسية في دعوته في مكة قبل قيام الدولة في المدينة، إنما كان الرسول عليه الصلاة والسلام "يربي" صحابته الكرام أي المجموعة المؤمنة معه ويرسخ فيها هذا الإيمان بالقدوة أولا وبالآيات والحديث والموعظة والمتابعة والتوجيه والمصاحبة وبالأحداث ... إلخ لا ينبغي علينا ترك عنصر من عناصر النشأة الأولى لقاعدة المجتمع الإسلامي الأول لأن في ذلك كبير الفائدة لنا للاقتداء بطريقة البناء. هذه ملاحظة تستحق أن تسجل، فأنا أجد أن مصطلح "التربية" الذي يعني: وسيلة تحويل الأفكار إلى سلوك واقعي في الحياة. أجد أنه مصطلح غائب وغيابه هذا غيّب الكثير من الحركان عن طبيعة المستوى الذي ينبغي للقاعدة الأولى أن تكون عليه من التربية ورسوخ الإيمان ومقتضياته في نفوسها. وكذلك على سبيل المثال "العامل الوجداني" في الدعوة والذي استخدم كثيرًا من قبل القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم في دعوة الكفار إلى الله وبيان حقيقة الدين لهم. فلماذا نذكر "العامل الفكري" ولا نولي اهتماما - يكون من ضمن الطريقة - للعامل الوجدناي الذي تدل القراءة الموضوعية أن آيات القرآن زاخرة فيه؟
تقول بعد ذلك أخي الكريم: " والمداومة على هذا الفعل مع وجود المشقة، دال أيضاً على الوجوب، كما هو مقرر في الأصول كذلك".
المداومة التي هي ثابتة صحيحة في السيرة هي على فعل "طلب النصرة بهدف الحماية وإتاحة المجال للرسول صلى الله عليه وسلم للبيان عن ربه". وهو فعل معلل بعلة "نصية" وليست "عقلية". فإذا أردنا أن نطلب النصرة اليوم سيكون بسبب ما تلاقيه الدعوة من خطر القتل ومحاولة إبادتها، ولكن الدعوة اليوم لا أجدها تلاقي خطر الإبادة رغم كل الشدة التي تلاقيها، وثانيًا فإن "طلب النصرة" مرتبط بواقع النظام القبلي حيث هو من عادات تلك الفترة، وهي عادة تتعلق كذلك بطبيعة التقاليد التي تواجدت في تلك الفترة. واليوم النظام الذي تعمل في خلاله الدعوة هو نظام مدني وفي دولة مؤسسات، الأمة - في غالبيتها العظمة - لم تعد قبائل تعيش خارج سلطان أي دولة. إنما تعيش الأمة في مجتمع مدني تحكمه طواغيت نصّبت وهدفها الأول منع قيام كيان للإسلام! وهناك عامل إضافي يجب ملاحظته من ضمن المتغيرات وهو أن المجتمع اليوم غالبيته من المسلمين الذين يحبون دين الله ويريدون العزة والمجد للإسلام والمسلمين، هذا واقع، بينما في مكة وأثناء أعمال طلب النصرة للحماية كان المسلمون قلة قليلة في المجتمع الذي يحيط بهم. أما حديث بني شيبان فحبذا أولا لو أطلعتنا على درجته من الصحة وسنده ومصدره، وفي النهاية الروايات تكررت في طلبالنصرة للحماية فحسب وهذا حديث واحد.
كل هذه العوامل - الجديرة بالاهتمام - تجعل من عملية محاولة اقتفاء أثر الرسول بحذافيره في تلك الفترة كما فعل بالضبط محاولة متعسفة لا تقرأ الواقع وتفهمه بعمق، ولا تنزل الحكم على الواقع بشكل صحيح.
الأخ الفاضل، تحية طيبة، وبعد،،
أولاً: يبدو أن الخلاف في لفظ الأعمال الفكرية، فأنت تجعل الأعمال الفكرية أمراً منفصلاً تماماً، عما أسميته أنت بالجانب التربوي والوجداني، والحقيقة أن المقصود بالأعمال الفكرية، كل عمل يتصل بالفكر من جهة شرحه أو حفظه أو تنزيله على الواقع أو ضبط السلوك به أو تحريك المشاعر به .. الخ؛ وبالتحديد الأعمال الفكرية هي كل ما يتصل بالفكر.
وما يقابل الأعمال الفكرية والسياسية ليس التربية النفسية أو الوجدانية، إذ ما يقابل الأعمال الفكرية، هو الأعمال المادية.. أي القيام بأعمال مادية من قتل أو تدمير أو ما شاكل ذلك.
أما أن مصطلح "التربية" غائب عن الحزب، فإذا عرفنا التربية كما عرفتها أنت "وسيلة تحويل الأفكار إلى سلوك واقعي في الحياة" أو قلنا أنها تصحيح المفاهيم وضبط السلوك، فإن هذا الأمر هو أهم ما يتميز به حزب التحرير، وإذا كنت مطلعاً على ثقافة الحزب، فإنك ستدرك أنه وفي حلقات الحزب الأولى يبدأ تصحيح المفاهيم، ويبدأ ضبط السلوك بهذه المفاهيم..
وهذه أول فقرة يدرسها أي دارس لثقافة الحزب من كتاب نظام الإسلام:
(ينهض الإنسان بما عنده من فكر عن الحياة والكون والإنسان، وعن علاقتها جميعها بما قبل الحياة الدنيا وما بعدها. فكان لابد من تغيير فكر الإنسان الحاضر تغييرا أساسيا شاملا، وإيجاد فكر آخر له حتى ينهض، لأن الفكر هو الذي يوجد المفاهيم عن الأشياء، ويركز هذه المفاهيم. والإنسان يكيف سلوكه في الحياة بحسب مفاهيمه عنها، فمفاهيم الإنسان عن شخص يحبه تكيف سلوكه نحوه، على النقيض من سلوكه مع شخص يبغضه وعنده مفاهيم البغض عنه، وعلى خلاف سلوكه مع شخص لا يعرفه ولا يوجد لديه أي مفهوم عنه، فالسلوك الإنساني مربوط بمفاهيم الإنسان، وعند إرادتنا أن نغير سلوك الإنسان المنخفض ونجعله سلوكا راقيا لا بد أن نغير مفهومه أولا، { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }).
ثانياً: موضوع "المداومة"، فإن حصرك للمداومة بطلب النصرة بقصد الحماية حصر لا دليل عليه، والحديث ليس عن طلب النصرة فحسب، بل الحديث عن الطريقة لإقامة الدولة الإسلامية، والتي هي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه داوم على هذه الطريقة ملتزما بحذافيرها ضمن منهج واضح تماماً ولم يحد عنه قيد شعرة، رغم محاولات متحمسة من بعض الصحابة لتغيير المنهج واتباع أسلوب العمل المادي (القتال)، وجعله من أحكام الطريقة، كما أراد كثير من الصحابة فعل ذلك، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم المأمور من الله يقول لهم دائما: "لم نؤمر بذلك":؛ أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كابد المشقة والأذى من قريش ثلاثة عشر عاماً لم يستعمل فيها السلاح ولم يأذن باستعماله كمنهج وحكم من أحكام الطريقة لأحدٍ من أصحابه، رغم توفر دواعي ذلك، سواء من حيث الأذى البليغ، ونوازع النفس البشرية بالانتقام، أو من حيث القدرة البشرية والمادية على فعل ذلك، فالصحابة كانوا فرساناً وأهل حرب، لكنهم امتنعوا عن ذلك امتثالاً لأمر رسول الله، فكان استعمال العمل المادي لإقامة الدولة الإسلامي لا يجوز مطلقاً، لا عن ضعف أو جبن أو قلة حيلة، وإنما التزام كامل بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامة دولة الإسلام.
ثالثاً: حصر طلب النصرة بـ"الحماية" فحسب، أيضاً حصر لا دليل عليه مطلقاً، وحوداث طلب النصرة كلها تشير إلى أن النصرة كانت تطلب لأمرين، لحماية الدعوة ولأخذ الحكم، وانظر إن شئت إلى ما دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين بني عامر بن صعصعة، وبينه وبين بني شيبان، وبينه وبين ثقيف، وبينه وبين الرهط الخزرجي، فالمنعة لم تكن مجرد حماية شخصية، المنعة حماية للدعوة وهي في موضع دعوة إليها أو في موضع تطبيق.
ولا علاقة لطلب النصرة بما أسميته خطر الإبادة؛ لأن طلب النصرة متعلق بإقامة الدولة، وهي حكم من أحكام الطريقة، وليس متعلقاً فقط بحماية المسلمين، وهذا مبني على فهمك أن طلب النصرة محصور في حماية الدعوة ليس غير، وهو فهم خاطئ، ولا دليل عليه.
كما أن مفهوم طلب النصرة لم يكن معهوداً عند العرب، فلم تكن النصرة تطلب لأخذ الحكم وتسلمه، ولذلك كان طلبه لها صلى الله عليه وسلم يستقبل بالرفض والإستهجان، في حين كان معهوداً عند العرب، إجارة الضعيف أو المهدد بالقتل، وكانت العرب تسارع إلى إجارة الضعيف وإغاثة الملهوف، ولم تكن تتردد في ذلك مطلقاً.. فربط الموضوع بالناحية القبلية فحسب خطأ كذلك.
هذا ما أحببت أن أناقشك به، وبارك الله فيك
أبو فارس
19-09-2010, 02:05 PM
أخي الكريم عبد الواحد جعفر.. حياكَ الله وحفظك من كل شر..
1) بالنسبة للأعمال الفكرية فأنت لا زلت لا تفهم ما أقصده! المشكلة أنّك محصور بفهمك للمصطلحات بالمدلولات التي أعطاها لها حزب التحرير، لا أريد الدخول في قضية تفرد الحزب بمدلولات خاصة لمصطلحات معروفة، ولكن دقق معي؛ أنا أتحدث عن مرحلة تتجاوز إيجاد المفاهيم عند المسلم، يعني لو وُجدت المفاهيم عن المسلم وفهمها فهمًا عميقًا فإن ذلك هو المرحلة الأولى، تكون معها وبعدها وتستمر مرحلة "التربية"، والتي تعني ترسيخ هذه المفاهيم في واقع النفوس حتى تصبح واقعًا راسخًا في حياتها. هذا منا قصدته من أنها وسيلة تحويل المفاهيم إلى سلوك واقعي في الحياة. لأن النفس البشرية ليست كالحاسوب؛ بمجرد أن "تبرمجها" بالمفاهيم تعمل وفقها، إن الإنسان ينسى.. وتدفعه شهواته.. فالتربية بمختلف مستوياتها تأتي لترسيخ "تطبيق" هذه المفاهيم حتى تصبح عادة متأصلة في النفس مهما كان ضغط الواقع والأهواء. أضرب لكَ مثالاً: يمكنك أن توصل مفهوم "الرزق" لإنسان مسلم وإقناعه به حتى يصبح عنده مفهومًا بديهيًّا يسرد لكَ عليهِ كل الأدلة الشرعية وينقض خلافها! هذا الرجل إذا لم يتأصل في نفسه مفهوم الرزق عن طريق "التربية" المستمرة الدائبة فإنه قد يعمل وفق مفهومه في بحبوحة العيش، ولكن عندما يزداد ضغط الواقع ويحدث أن فلانًا من الناس نازعه في عمل ما فهل يبقى على نفس المستوى؟ إن مستويات ضغط الواقع العالية تحتاج إلى تربية على مستوى عالٍ لترسيخ المفاهيم لتصبح طباعًا قوية التأصّل في النفس، وهذا هو المستوى المطلوب في تربية القاعدة الصلبة لمجمل مفاهيم الإسلام. إقرأ كتاب "كيف ندعو الناس؟" فهو يتوسع في القضية ويتحدث بالتفصيل كيف نشأت القاعدة البشرية الأولى للمسلمين وما هي مواصفاتها حتى تحتذى في دعوتنا المعاصرة.
يتبع..
أبو فارس
19-09-2010, 02:22 PM
2) بالنسبة لحصري لطلب النصرة من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بطلب "الحماية" فهو عليه الكثير من الادلة، ويمكنك فتح كتاب سيرة ابن هشام وترى روايات ابن إسحاق في الهدف الذي جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب نصرة تلك القبائل وقوله في عدة روايات بالنص "حتى أبيّن عن ربي". وقد جمع الدكتور محمد المسعري - حفظه الله - الروايات التي تتحدث عن طلب النصرة في كتيّب أعاد إصداره في هذا العام (2010) وهو يسردها بالتفصيل مع سند كل رواية ويخلص إلى نتائج ناصعة جديرة بالفهم الاهتمام.
وبالنسبة للقتال والعمل المادي فلا أؤيّده لدلالة أحداث السيرة، فلا خلاف بيننا، بل ربما ظننتَ كلام الأخ فهد هو كلامي. وعلى أية حال سيأتي في ردّ لاحق تفصيل حول عدم استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم لمنهج القتال في طور الاستضعاف والدروس المستفادة من ذلك.
3) حتى لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد طلب النصرة لأجل التمكين وإقامة كيان للمسلمين يتمثل في "دولة" فإن هناك متغيرات قد أشرتُ إليها تجعلنا لا نستطيع في واقعنا المعاصر فعل ما فعله صلى الله على وسلم بالحذافير، لأن "الواقع" الذي انطبقت عليه بعض الأعمال لم يعد موجودًا! ولا زلت مصرًّا على أن:
1) طبيعة النظام القبلي وعدم تواجد كيان سياسي يحكم الجزيرة في تلك الفترة هو الذي يسمح بقضية طلب النصرة من قبيلة لأجل التمكين لرضى هذه القبيلة ودون قتال ولا أعمال مادية.
2) الثابت من السيرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم بأعمال مادية قبل قيام الدولة، إنما قامت الدولة برضى الأنصار وبعد تشكل قاعدة جماهيرية منهم تملك التوجيه والتأثير الأقوى في المجتمع المديني.
3) طلب النصرة من القبائل اليوم غير مجدٍ لقيام دولة! فالأمر يحتاج إلى قوى أعظم، وإذا أردنا فعلا أن نطبق أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم بحذافيرها فهلمّ نطلب النصرة من قبائل العراق أو الجزيرة الكبيرة!! ولذلك يجد البحث عن القوة التي تمكن للدعوة وبذات الوقت تمتنع كما امتنعت الدعوة الأولى عن القيام بأعمال مادية - دموية.
4) لا مناص للقول بأن القوة الموجودة اليوم ستكون من "الأمة"! وهي ليست الجيوش، لأن الجيوش إذا أرادت استلام الحكم سيكون ذلك بأعمال مادية وربما دموية وهو مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم! فلا مناص من تربية قاعدة جماهيرية على مفاهيم الإسلام وترسيخ مقتضيات الإيمان فيها حتى تشكل قوة تملك التأثير والتوجيه القوي في مجتمع من المجتمعات ثم يأذن الله بفرج من عنده حين تستكمل تلك الشروط! ويكون استلام الحكم طبيعيًّا!
أبو فارس
19-09-2010, 02:25 PM
وبدلا من القول بأن الأمة اليوم قلوبها عصافير كما قال أحدهم مرة! بدلا من هذا القول فلماذا لا نسعى لتغيير مفاهيم هذه العصافير وتربيتها على مقتضيات الإسلام حتى تصبح أسودًا؟! لماذا نجعل الواقع "مبرّرًا" لمنهجنا بدلا من "تغييره" وفق منهج نبوي كريم؟!
وليد فهد
19-09-2010, 06:25 PM
اخي الكريم ابو تقي:
يا ريت كنا نعيش في الواقع نفسه الذي كان نعيش به الرسول الكريم . هناك اختلاف من وجهة نظري
وهو:
ان واقع المسلمين الان واقع احتلال وعبودية واستعمار فزعماء بلاد الاسلام والعرب ليس من جنس شعوبهم فهم وجيوشهم وقواهم الامنية هدفهم قمع الناس واستمرار بقاءهم مستعمرين من قبل الغرب وقوى الظلام الاخرى ولهذا فان القاعدة الجمهاهيرية من المستحيل ان توصل الى الحكم لان هذه القاعدة ستواجه بالحديد والنار من قبل الجيش وقوى الامن المختلفة ولهذا لا بد من قوى مادية اخري تواجه قوى الشر .
وحزبكم قال نفس الكلام في ان الذي يتصور ان الذي يريد ان يصل الى الحكم عن طريق القاعدة الشعبية هو واهم وغبي وساذج ومخادع ومضل وقال بالنص: فان الامل باخذ الحكم عن طريق الراي العام والتاييد العام هو سراب وخداع "
الرسول الكريم كان يعيش في قبائل باعتبارها دول لكن حكامها من جنس شعوبهم وبالتالي عندما يقتنع حكام قبيلة معينة وزعماءها كان الوصول الى الحكم سهل وطبيعي
سياسي
20-09-2010, 11:48 AM
أولا : القاعدة الشعبية والوصول الى الحكم
ورد في جواب السؤال الصادر بتاريخ 20\3\1970م أن وجود القاعدة الشعبية لا يوصل إلى الحكم ، وأن عدم وجودها لا يمنع من الوصول إلى الحكم ، فقد ورد ما نصه : -
(( أما الكتاب المفتوح فهو يعني أن الأردن إجمالا مع الحزب ، الشعب والجيش والفدائيين . هذا ما يعنيه الكتاب المفتوح ، ولكن كون الناس مع الحزب ويؤيدونه لا يعني أنهم يوصلونه للحكم ، ولا يعني أنهم قادرون على تسليم الحكم . فالرأي العام ، والتأييد العام ، لا يوصل للحكم وإنما الذي يوصل للحكم هو القوة المادية القادرة التي تستعد لأن تموت في سبيل توصيل الحزب للحكم وما عدا ذلك فإن الأمل بأخذ الحكم عن طريق الرأي العام والتأييد العام هو سراب وخداع .
نعم إن الحزب المبدئي لا يقبل أخذ الحكم إلا إذا وجدت له قاعدة شعبية ، أي تجاوب معه الناس ولكن وجودها لا يوصل إلى الحكم ، كما أن عدم وجودها لا يمنع من الوصول إلى الحكم .
فالمسألة بالنسبة لأخذ الحكم من حيث هو ، هي شيء واحد معروف وهو : وجود قوة مادية كافية وقادرة على أخذ الحكم بالقوة عن طريق ثورة مسلحة أو انقلاب عسكري . أما تسلم الحزب المبدئي للحكم ، فهو إيجاد التجاوب مع الأمة أي إيجاد القاعدة الشعبية أولا ثم بعد إيجادها توفر الشيء المعروف بداهة وهو وجود قوة مادية كافية وقادرة على أخذ الحكم . فالكتاب المفتوح يقول أن الأردن صارت قاعدة شعبية ، ولا يقول أن الحزب يملك القوة المادية والقادرة على أخذ الحكم )) .
ما أورده الحزب في هذا النص من أن وجود القاعدة الشعبية لا يوصل إلى الحكم ، ومن أن عدم وجودها لا يمنع من الوصول إلى الحكم ، إنما هو من قبيل وصف الواقع لا من قبيل معالجة الواقع أي ليس هو حكما شرعيا استنبطه الحزب من الأدلة الشرعية وإنما هو مجرد وصف للواقع ، فالحزب لم يقل لا في هذا الجواب ولا في غيره أن الوصول إلى الحكم عن طريق القاعدة الشعبية حرام ، كما لم يقل بأن عدم وجود القاعدة الشعبية لا يمنع شرعا من الوصول إلى الحكم ، بل قال أن القاعدة الشعبية لا توصل إلى الحكم وأن عدم وجودها لا يمنع من الوصول إلى الحكم ، وفرق كبير بين معالجة الواقع وبين التعبير عن الواقع ، فالعبارة هي تعبير عن واقع وليست هي معالجة للواقع ، وهذا ينطبق أيضا على ما قاله بالنسبة لأخذ الحكم (( فالمسألة بالنسبة لأخذ الحكم من حيث هو ، هي شيء واحد معروف وهو : وجود قوة مادية كافية وقادرة على أخذ الحكم بالقوة عن طريق ثورة مسلحة أو انقلاب عسكري )) فهذا الذي ورد في هذه العبارة ليس هو الحكم الشرعي في مسألة أخذ الحكم وإنما هو من قبيل وصف الواقع .
ذلك أن الحزب قد قام بدراسة واقع معين كان قائما في ذلك الوقت ، وقام بدراسة إمكانية أخذ الحكم في ظل ذلك الواقع ، فتوصل بعد التفكير في ذلك الواقع إلى أن القاعدة الشعبية التي وجدت للحزب في الأردن ، والقوة المادية التي كانت متوفرة والتي هي قوة الجيش وقوة الفدائيين وقوة تأييد الشعب لم تكن كافية وقادرة على أخذ الحكم وحمايته ، فالحكم على الواقع الذي كان قائما في ذلك الوقت هو : أن القاعدة الشعبية التي وجدت للحزب في الأردن على الرغم من أنها تتكون من تأييد الشعب والجيش والفدائيين إلا أنها لا تستطيع إيصال الحزب إلى الحكم وحمايته بعد أخذه ، لكن لو أرادت مثلا دولة أخرى أخذ الحكم في الأردن وتسليمه لفئة أو حزب ليس له قاعدة شعبية في الأردن ، وكانت هذه الدولة تملك من القوى ما يفوق القوى التي يمتلكها الأردن فإنها تستطيع ذلك . فمسألة أن القوى سواء المؤيدة للحزب أو حتى قوى البلد بمجموعها لا تستطيع أخذ الحكم في ذلك البلد أو لا تستطيع أن تحميه بعد أخذه هي مسألة حكم على واقع ، وهذا ما يمكن أن يحدث في الواقع عقلا وشرعا .
من هنا فإن ما ورد في جواب السؤال لا يصح تعميمه أو إطلاقه على كل واقع في كل مكان وكل زمان ، والذي يؤكد ذلك هو أن الجواب جاء ردا على سؤال محدد حول ما ورد في الكتاب المفتوح الذي وجهه الحزب للملك حسين بتاريخ 7\10\1969م بخصوص القاعدة الشعبية التي وجدت للحزب في الأردن وعن إمكانية أخذ الحزب للحكم ، لذلك ورد في الجواب :- (( فالكتاب المفتوح يقول أن الأردن صارت قاعدة شعبية ، ولا يقول أن الحزب يملك القوة المادية والقادرة على أخذ الحكم )) .
إلا أننا لو أردنا تعميم ما ورد في جواب السؤال على كل واقع وإطلاقه من غير قيد فإننا سوف نجد أنه لا ينطبق على كثير من الوقائع ، وأول هذه الوقائع التي لا ينطبق عليها هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأخذ الحكم بالقوة ، فلم يأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم الحكم بثورة مسلحة أو بانقلاب عسكري بل أخذه بالرضا والاختيار من قبل ممثلي أهل المدينة التمثيل الحقيقي وذلك بعد أن أوجد القاعدة الشعبية في المدينة وبعد أن استكمل الاستعداد للبيعة على الحرب عند زعماء هذه القاعدة وقادتها ، فبايعوه في العقبة الثانية بيعة الحرب ، فأخذ الحكم بهذه البيعة ، ووجود القاعدة الشعبية هو الذي مكنه من تسلم الحكم بالرضا والاختيار من قبل من يمثلون أهل المدينة التمثيل الحقيقي ، فتسلم الحكم دون أن تراق قطرة دم ، وحتى لما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فإنه لم يضطر إلى استعمال القوة لأجل تمكينه من مباشرة الحكم في المدينة إذ لم تقف في وجهه أية قوة سواء من الداخل أو من الخارج ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أخذ الحكم من قبل ممثلي أهل المدينة التمثيل الحقيقي أي أخذه بالرضا والاختيار وليس بالقوة ، وكانت حماية السلطان الذي أقامه في المدينة من الداخل والخارج حماية إسلام من قوة المسلمين باعتبارها قوة إسلامية بحتة .
أما في الواقع الحاضر فكما نجد أن الحكم يتم أخذه في بعض البلدان بالقوة سواء عن طريق ثورة شعبية مسلحة أو عن طريق انقلاب عسكري نجد أيضا أن الحكم في بلدان أخرى لا يؤخذ بالقوة ، فالحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري في الولايات المتحدة مثلا لا يستعمل أي منهما الثورة المسلحة أو الانقلاب العسكري لأجل الوصول إلى السلطة ، وهذا هو واقع الحال في بريطانيا أو في فرنسا أو في غيرهما من الدول الأوروبية ، وبغض النظر عن الوسائل والأساليب التي تستعمل في تضليل الرأي العام ، فإن أي حزب من الأحزاب الموجودة في تلك الدول يستطيع عن طريق الرأي العام وحده الوصول إلى الحكم .
لكل ذلك لم يصح تعميم أو إطلاق ما ورد في جواب السؤال المذكور بالنسبة لأخذ الحكم سواء من ناحية القاعدة الشعبية أو من ناحية القوة المادية ، فما ورد في مثل هذا النص (( ولكن وجودها لا يوصل إلى الحكم ، كما أن عدم وجودها لا يمنع من الوصول إلى الحكم )) ، أو هذا النص (( فالمسألة بالنسبة لأخذ الحكم من حيث هو ، هي شيء واحد معروف وهو : وجود قوة مادية كافية وقادرة على أخذ الحكم بالقوة عن طريق ثورة مسلحة أو انقلاب عسكري )) أو هذا النص (( فالرأي العام ، والتأييد العام ، لا يوصل للحكم وإنما الذي يوصل للحكم هو القوة المادية القادرة التي تستعد لأن تموت في سبيل توصيل الحزب للحكم وما عدا ذلك فإن الأمل بأخذ الحكم عن طريق الرأي العام والتأييد العام هو سراب وخداع )) ، لا يصح التعامل معه كنص شرعي أو حتى كحكم شرعي بل يجب أن يفهم على أساس أنه حكم على واقع معين بغض النظر عن انطباق هذا الحكم أو عدم انطباقه على واقعه .
والذي يؤكد ذلك ما نص عليه الحزب في مواضع أخرى ، فقد نص في جواب سؤال صادر بتاريخ 27\2\1974م على ما يلي :-
( وإقامة دولة أي دولة ، في جماعة أي جماعة ، لها قوانين ونواميس ، وهي أن تتقبل تلك الجماعة أو الفئة الأقوى فيها للمفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقوم عليها تلك الدولة ، وما لم تتقبل تلك المفاهيم والمقاييس لا يمكن أن تقوم فيها الدولة ، ولو تسلط عليها متسلطون ، وتولى السلطة فيها أقوياء . فالأصل في إقامة الدولة هو تقبل الجماعة أو الفئة الأقوى لتلك المفاهيم والمقاييس والقناعات ، فالخطوة الأولى هي المفاهيم والمقاييس والقناعات . هذه هي نواميس الجماعات ، وهذه هي قوانين الحكم والسلطان . فهذه القوانين مشاهدة منظورة ، فمحاولة تجاهلها ، وأخذ السلطة بالقوة والقهر ، لا يمكن أن يوجد الدولة ، وإن كان يمكن أن يوجد المتسلطين إلى حين ) .
فهذا النص يتحدث عن نواميس الجماعات ، وعن قوانين الحكم والسلطان ، أي هو بحث في واقع الجماعات وواقع الحكم والسلطان ، وما ورد فيه يختلف عما ورد في جواب السؤال محل البحث فهو يقول : ( فهذه القوانين مشاهدة منظورة ، فمحاولة تجاهلها ، وأخذ السلطة بالقوة والقهر ، لا يمكن أن يوجد الدولة ، وإن كان يمكن أن يوجد المتسلطين إلى حين ) .
سياسي
20-09-2010, 11:49 AM
وفي جواب السؤال الصادر بتاريخ 20\6\1969م ورد ما نصه :- (( أما بالنسبة لطلب النصرة فإن الحزب أثناء دور الثقافة في سنة 1953م بناء على أسئلة كثيرة عن كيفية أخذ الحزب للحكم أصدر نشرة بين فيها أن الحزب يأخذ الحكم عن طريق الأمة ، أما الأسلوب العملي لأخذ الحكم فإنه لا يمكن معرفته إلا في حينه ، فعندما ينتهي الحزب من دور التفاعل وتتجاوب الأمة معه يرى حينئذ ، وحينئذ فقط ما يلزم لذلك من أساليب فيتبعها ، فقد يأخذ الحكم عن طريق العصيان المدني وقد يأخذه عن طريق الإضراب وعن طريق المظاهرات ، أو عن طريق عدم التعاون مع السلطة ، وقد يأخذه عن طريق انقلاب عسكري يقوم به غيره ، أو غير ذلك .
هذه خلاصة ما ذكرته النشرة من أن الأسلوب العملي في ذلك الوقت لم يكن بالإمكان معرفته ، ولا يعرف إلا في حينه . ومنذ ذلك التاريخ سار الشباب وسار الحزب لإيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام في الأمة وترك أمر أسلوب أخذ الحكم لحينه ، إلا أنه في أثناء دور التفاعل وجد أمران شديدان )) .
وكذلك ورد في النشرة الصادرة بتاريخ 27\1\1972م ما نصه :-
(( حين كان شباب الحزب يسألون ، في أوائل العقد الأول من سيره عن كيفية أخذ الحكم كان الحزب يجيبهم بكل صراحة : إن هذا أسلوب يقرره نوع العمل ، وحين يحصل التجاوب من الأمة ينظر حينئذ في العمل ويقرر الأسلوب الذي يقرره نوع ذلك العمل ، في ذلك الوقت فقد يكون القيام بعصيان مدني ، وقد يكون القيام بمظاهرة كاسحة ، وقد يكون القيام بثورة عارمة ، وقد يكون القيام بانقلاب عسكري وقد يكون بغير ذلك ، وقد أصدر نشرة في هذا الشأن وزعها على شبابه في ذلك الوقت وذلك في أواسط الخمسينات ، إلا أن الحزب بعد أن دخل دور التفاعل سنة 1960م وكان ما كان من تجمد المجتمع ، ومن ازدياد الاضطهاد الوحشي أعاد النظر في دراسة السيرة النبوية ليلتمس طريقة توضح عمليا وواقعيا الوصول إلى إقامة الدولة فعلا . واهتدى بعد الدراسة والفكر والبحث إلى أنه وإن كان أخذ الحكم أسلوبا ، ولكن إقامة الدولة من حيث هي طريقة وليست أسلوبا ، واهتدى إلى أن الطريقة العملية الواقعية للوصول إلى إقامة الدولة فعلا هي طلب النصرة ، فإن الرسول عليه السلام بعد أن تجمد المجتمع أمامه في مكة ، وازداد الاضطهاد الوحشي عليه وعلى أصحابه ، أخذ يضم إلى حمل الدعوة طلب النصرة ، فصار يطلب النصرة من أهل القوة والنجدة . لذلك فإن الحزب غير مخير في كيفية إقامة الدولة بل هو مجبور على أن يسلك طريقا معينا ، وهو مقيد بهذا الطريق لأنها حكم شرعي ، وهي طريقة وليست أسلوبا ، لذلك قرر أن يتبع طريق طلب النصرة وأصدر نشرة في أوائل سنة 1961م وزعها على المسؤولين وأمرهم بالعمل بها . وصار يحاول طلب النصرة )) .
فما ورد في هذين النصين يؤكد على أن الحزب كان ينظر للانقلاب العسكري كأسلوب عملي محتمل لأخذ الحكم ، إلا أنه لما اهتدى لطلب النصرة أوائل سنة 1961م وجد أن الطريقة العملية الواقعية التي عينها الشرع لأخذ الحكم إنما هي طلب النصرة من أهل النصرة ، فصار أخذ الحكم حكما من أحكام الطريقة لا أسلوبا يقرره نوع العمل ، وهذا يدل دلالة قاطعة على أن ما ورد في عبارة (( فالمسألة بالنسبة لأخذ الحكم من حيث هو ، هي شيء واحد معروف وهو : وجود قوة مادية كافية وقادرة على أخذ الحكم بالقوة عن طريق ثورة مسلحة أو انقلاب عسكري )) ليس هو الحكم الشرعي في موضوع أخذ الحكم أي ليس هو الطريقة الشرعية لأخذ الحكم لأن طريقة أخذه هي البيعة على الحرب من أهل النصرة وهذا ما يتبناه الحزب منذ أن اهتدى لطلب النصرة كطريقة لأخذ الحكم .
وحتى لا يتوهم أحذ أن أخذ الحكم بالقوة سواء عن طريق ثورة مسلحة أو عن طريق انقلاب عسكري هو الطريقة التي عينها الشرع لأخذ الحكم نص الحزب في نشرة بعنوان " كيف تنهض الأمة الإسلامية " على ما يلي :-
(( غير أن إقامة الحكم على فكرة لا تعني القيام بانقلاب عسكري وأخذ الحكم وإقامته على الفكرة فإن هذا لا يوجد نهضة ولا يمكن الثبات في الحكم وإنما يعني إفهام الأمة أو الفئة الأقوى في الشعب الفكرة المراد إنهاض الأمة عليها وجعلها تبني حياتها عليها وتتجه في معترك الحياة على أساس هذه الفكرة وحينئذ يقوم الحكم عن طريق الأمة على هذه الفكرة وبذلك تحصل النهضة قطعا .فالأصل في النهضة ليس أخذ الحكم وإنما هو جمع الأمة على الفكرة وجعلها تتجه في حياتها على هذه الفكرة ثم يؤخذ الحكم ويقام على تلك الفكرة وأخذ الحكم ليس غاية ولا يصح أن يكون غاية ، وإنما هو طريقة للنهضة عن طريق إقامته على الفكرة فهو يؤخذ ليقام على الفكرة حتى تحصل النهضة )) .
وهذه النشرة صادرة بعد جواب السؤال محل البحث أي بعد سنة 1970م ، إذ أنها كما سبق الإشارة إليه وإن كانت غير مؤرخة إلا أنه ورد فيها ما يقطع بأنها صادرة سنة 1972م .
على أن الحزب لو اشترط في جواب السؤال محل البحث وجود القوة المادية الكافية والقادرة على حماية الحكم من الداخل والخارج لكان هذا الشرط صحيحا وينطبق على كل سلطان في كل زمان وفي كل مكان .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنه يجب التفريق بين أخذ الحكم من حيث هو أخذ وبين التمكين من مباشرة الحكم ، أما أخذ الحكم فإنه لا يكون بأي حال من الأحوال بالقوة لأن السلطان للأمة فيجب أن يؤخذ في كل الأحوال بالرضا والاختيار من الأمة وطريقة أخذه من الأمة هي البيعة سواء في حال وجود الدولة أو في حال بناء الدولة ، ففي حال وجود الدولة تؤخذ البيعة من الأمة أو من أهل الحل والعقد فيها ، وأما في حال بناء الدولة - كما هو واقع الحال الآن – فإن البيعة تؤخذ من قبل أهل النصرة ، وتكون بيعة حرب ، وأهل النصرة هم ممثلو الأمة التمثيل الحقيقي في الحكم كما في استعمال قوتها المادية ، لذلك تتحقق في بيعتهم بيعة الأمة ، فالبيعة هي الطريقة الشرعية لأخذ الحكم أو السلطان في كل زمان ومكان وبغض النظر عن اختلاف الظروف والأوضاع .
من هنا فإن أخذ الحكم من حيث هو لا يصح أن يتم بالقوة ولا في أي حال من الأحوال وإلا كان اغتصابا للسلطان فلا يكون سلطانا إسلاميا لافتقاره إلى قاعدة السلطان للأمة .
وأما التمكين من مباشرة الحكم فقد يحصل الاضطرار إلى استعمال القوة لأجل تمكين الخليفة من مباشرة السلطان أي الحكم ، إذ قد يوجد موانع أو عراقيل أو عقبات تحول دون مباشرة الخليفة للحكم سواء أوجدت مثل هذا العقبات ابتداء أي قبل قيام الخليفة بمباشرة شؤون الحكم أو وجدت بعد مرور وقت من مباشرته شؤون الحكم ، وقد لا يوجد مثل هذه العراقيل مطلقا . فالرسول صلى الله عليه وسلم حين انتقل إلى المدينة لم يضطر إلى استعمال القوة لأجل تمكينه من مباشرة شؤون الحكم فيها إذ لم يوجد ما يحول دون مباشرته شؤون الحكم ، وأما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد اضطر إلى استعمال القوة لأجل إخضاع القبائل العربية لسلطان الدولة الإسلامية برئاسته فخاض معها ما أطلق عليه في التاريخ الإسلامي بحروب الردة .
يتبع
وليد فهد
24-09-2010, 04:27 PM
كتب السياسي:
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنه يجب التفريق بين أخذ الحكم من حيث هو أخذ وبين التمكين من مباشرة الحكم ، أما أخذ الحكم فإنه لا يكون بأي حال من الأحوال بالقوة لأن السلطان للأمة فيجب أن يؤخذ في كل الأحوال بالرضا والاختيار من الأمة وطريقة أخذه من الأمة هي البيعة سواء في حال وجود الدولة أو في حال بناء الدولة ، ففي حال وجود الدولة تؤخذ البيعة من الأمة أو من أهل الحل والعقد فيها ، وأما في حال بناء الدولة - كما هو واقع الحال الآن – فإن البيعة تؤخذ من قبل أهل النصرة ، وتكون بيعة حرب ، وأهل النصرة هم ممثلو الأمة التمثيل الحقيقي في الحكم كما في استعمال قوتها المادية ، لذلك تتحقق في بيعتهم بيعة الأمة ، فالبيعة هي الطريقة الشرعية لأخذ الحكم أو السلطان في كل زمان ومكان وبغض النظر عن اختلاف الظروف والأوضاع .
من هنا فإن أخذ الحكم من حيث هو لا يصح أن يتم بالقوة ولا في أي حال من الأحوال وإلا كان
اغتصابا للسلطان فلا يكون سلطانا إسلاميا لافتقاره إلى قاعدة السلطان للأمة .
هذا الكلام الذي يتكلم به السياسي مخالف للحكم الشرعي وللواقع صحيح ان السلطان للامة في الاسلام لكن هذا ضمن دولة الاسلام فاي انسان يستولي على الحكم ويعزل الحاكم المسلم بدون وجه حق فهو
اعتصب الحكم واعتدى على الامة وسلطانها ويجب على الامة ان تنازعه في سللطانها لكن في واقعنا اليوم الامر مختلف فالامة الاسلامية مغلوبة على امرها يحكمها مجموعة من اللصوص والقتلة ويطبقون عليها قوانيين اجنبية وضعية والامة حتى تنازلت عن حق منازعتهم بل انجرت وراءهم في كثير من الامور
وبالتالي اقامة الحكم الاسلامي لا يتم برضا الامة او سخطها انما يجب اقامته لانه واجب شرعا
على كل مسلم حتى ان الامة الاسلامية تحارب اذا رفضت تطبيق الاسلام عليها او ادعت انها صاحبت السلطان في ذلك ولا يشترط في هذه الحالة حتى ما يعرف بالبيعة فالحركة التى تنجح في اقامة الدولة هي صاحبة الحق في تطبيق الاسلام وفرضه على الناس
Abu Taqi
24-09-2010, 10:19 PM
السلام عليكم
أخي الحبيب وليد فهد
هل من الممكن أن تشرح لنا ما هو الحكم الشرعي الذي خالفه الأخ (سياسي)؟ بمعنى آخر أن تبين الحكم الشرعي وتبين وجه المخالفة ولا نكتفي بإلقاء الكلام هكذا دون بعض التفاصيل الضرورية وذلك ليستفيد القارىء من مشاركتك!
ولكي ألفت نظرك يا طيب، مشاركة سياسي عن إقامة دولة إسلامية على أساس فكرةالإسلام وليس تحكيم وتطبيق القوانين الإسلامية ولا أيضا تطبيق الشريعة الإسلامية ولذلك هو فرق بين الحكم وبين الدولة.
وأيضا هو وضح أنه حتى يوضع الإسلام موضع التطبيق لا بد من البيعة سواء في حال وجود الدولة وذلك من أهل الحل والعقد أم من الممثلين الحقيقيين للأمة وهم أهل النصرة في حالنا هذه. وإلا كيف تريد أن تحكم شرع الله دون بيعة من الأمة أو أهل الحل والعقد فيها أو أهل النصرة الذين يمثلون الأمة التمثيل الحقيقي؟ هكذا بإنقلاب عسكري كانقلاب البعث وتحكيم الشرع بالحديد والنار؟
حياك الله يا طيب وبارك الله بالأخ سياسي على مشاركته الطيبة
وليد فهد
24-09-2010, 11:20 PM
قلنا ان الحركة الاسلامية او الحزب يعمل على اخذ التاييد الجماهيري ولكن هذا التاييد الجماهيري لا يمكن ان يوصل الى الحكم وبالتالي لا بد من استخدام القوة المادية من اجل اخذ الحكم سواء بانقلاب عسكري او ثورة مسلحة او او حرب عصابات لااضعاف الدولة او غير ذلك من الوسائل يعني المهم توفير القوة المادية
ومتى استطاعت الحركة الاسلامية او هذه الجماعة او تلك من الوصول الى الحكم فانها تطبق الاسيلام دفعة واحدة شاء من شاء وابى من ابى ويكون زعيم هذه الجماعة هو الحاكم بدون منازع لان هذه الجماعة لها الحق الوحيد في تنصيب نفسها وبعد ذلك تبدأ في تعزيز الجبهة الداخلية لضمان قوة الدولة واستمرارها
اما الحديث عن سلطان الامة او الممثل الحقيقي لها فهذا الكلام غريب وليس له واقع ولا هو موضوع النقاش هنا
فلو استعرضنا مصر ام سوريا هل يوجد للشعب في سوريا ممثل حقيقي والجواب لا بالطبع فكل فرد مسؤول عن نفسه
لكن بعد وجود الدولة يمكن ان يقوم الشعب بانتخاب اعضاء يشكلون مجلس ما يحاسب الحاكم ويكون ممثل عن الامة في ايصال امورها اواضاعها واحتياجتها الى الحاكم
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.