مشاهدة النسخة كاملة : سؤال من فضلك
الحاسر
27-08-2010, 04:43 PM
السلام عليكم اخ سليم
هل كلمة تتنزل الملائكة في سورة القدر تفيد التكرار؟
و بارك الله بك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أخي الحاسر هذه اللفظة تفيد التكرار,أي تكرار نزول الملائكة,وقيل فيها:
نوزل الملائكة للتسليم على المؤمنين وقيل لأن الله تعالى جعل فضيلة هذه الليلة في الاشتغال بطاعته في الأرض فهم ينزلون إليها لتصير طاعاتهم أكثر ثواباً كما أن الرجل منا يذهب إلى مكة لتصير طاعته كذلك فيكون المقصود من الأخبار بذلك ترغيب الإنسان في الطاعة.
قال الرازي:"المسألة الثانية: أن قوله تعالى: { تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } يقتضي ظاهره نزول كل الملائكة، ثم الملائكة لهم كثرة عظيمة لا تحتمل كلهم الأرض، فلهذا السبب اختلفوا فقال بعضهم: إنها تنزل بأسرها إلى السماء الدنيا، فإن قيل الإشكال بعد باق لأن السماء مملوءة بحيث لا يوجد فيها موضع إهاب إلا وفيه ملك، فكيف تسع الجميع سماء واحدة؟ قلنا: يقضي بعموم الكتاب على خبر الواحد، كيف والمروي إنهم ينزلون فوجاً فوجاً فمن نازل وصاعد كأهل الحج فإنهم على كثرتهم يدخلون الكعبة بالكلية لكن الناس بين داخل وخارج، ولهذا السبب مدت إلى غاية طلوع الفجر فلذلك ذكر بلفظ: { تُنَزَّلَ } الذي يفيد المرة بعد المرة.
والقول الثاني: وهو اختيار الأكثرين أنهم ينزلون إلى الأرض وهو الأوجه، لأن الغرض هو الترغيب في إحياء هذه الليلة، ولأنه دلت الأحاديث على أن الملائكة ينزلون في سائر الأيام إلى مجالس الذكر والدين، فلأن يحصل ذلك في هذه الليلة مع علو شأنها أولى، ولأن النزول المطلق لا يفيد إلا النزول من السماء إلى الأرض، ثم اختلف من قال: ينزلون إلى الأرض على وجوه: أحدها: قال بعضهم: ينزلون ليروا عبادة البشر وحدهم واجتهادهم في الطاعة وثانيها: أن الملائكة قالوا:
{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبّكَ }
[مريم: 64] فهذا يدل على أنهم كانوا مأمورين بذلك النزول فلا يدل على غاية المحبة."اهـ
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.