المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دردشات حول تبادل الاسرى مع حزب الله



أبوحفص
20-07-2008, 02:08 AM
من الملاحظ أن تبادل الاسرى الاخير الذي تم بين حزب الله و "اسرائيل" و الذي عقب حرب تموزو التي تفجرت بدورها بذريعة اسر حزب الله للجنديين الاسرائيليين الذين ارجع الحزب جثتيهما إلى اسرائيل في عملية التبادل المذكورة ؛ الملاحظ أنه قد تم اعطاء هذه العملية وزن اعلامي و سياسي كبير على الطرفين الللبناني-العربي ، و الاسرائيلي . و على الرغم من أن عمليات تبادل اخرى قد تمت بين حزب الله و اسرائيل كان اخرها تبادل الحنان تنبباوم ، و غيرها مثل تبادل عام 85 مع الجبهة الشعبية-القيادة العامة ، و على الرغم من كون التبادل الاخير لم يرتفع لحجم التبادلات السابقة ، إلا أن هذه العملية لاقت اهتماما خاصا . و لا بد من فهم هذا الامر في ضوء من يجري في المنطقة ، و على الساحتين الاسرائيلية و اللبنانية بشكل خاص .
ففي لبنان ، اعتبرت عملية التبادل هذه استكمالا لل"النصر" الذي حققه حزب الله على اسرائيل في حرب تموز - حرب ال33 يوما عام 2006- ، و اعتبرت دليلا على نجاح "نهج المقاومة " الذي يدعو له حزب الله . في ذات الوقت الذي دعا فيه حسن نصر الله - الامين العام لحزب الله - الحكومات العربية إلى تحمل مسؤوليتها السياسية عن باقي الاسرى الفلسطينيين و العرب ، في اشارة إلى الدور الدبلوماسي الذي تدعى له هذه الانظمة ، و لا شك أن في هذا تبرير لموقف سوريا الذي بدا ينتقل - في العلن - من التسخين إلى الدبلوماسية و الدعوة إلى المفاوضات مع اسرائيل ، بل دعوة امريكا لرعاية هذه المفاوضات . كما انه - نصر الله - احال قضية تحرير مزارع شبعا و قرية الغجر إلى الدبلوماسية العربية ، في اشارة إلى انتهاء مبررات المواجهة مع اسرائيل بعد اغلاق ملف الاسرى . كما يلاحظ الغزل بين حزب الله و اعداء الامس و على راسهم جنبلاط حيث اعلن حزب الله عن رغبته في التعاون معه ، لا سيما بعد نجاح امريكا و عملائها من تمرير حكومة الوحدة الوطنية . و في هذا اشارة إلى أن الملف اللبانين دخل في مرحلة ترتيب الاوراق على الطريقة الامريكية بعد أن تم اقصاء الموارنة عن الساحة السياسية ، و تقليم اظافر جنبلاط و الحريري لصالح " الشيعة " ، الذين يراد لهم ان يلعبوا دور الوكيل الحصري لمصالح امريكا في المنطقة .
أما على الجانب الاسرائيلي ، فإنه يلحظ أن الساسة الاسرائيليين لم يألوا جهدا في إظهار الذل و الصغار الذي لحق بهم جراء هذه الصفقة ، في اشارة إلى نجاح حزب الله في تمريغ انف اسرائيل بالتراب ، و بالتالي فشل الاساليب العسكرية في التعاطي مع الملفات السياسية المفتوحة على طاولة البحث في اسرائيل ، كما تشير تصريحات الساسة اليهود إلى أن الضغوطات على اسرائيل قد آتت اكلها ، إذ ها هي تعقد صفقة مذلة مع الد اعدائها .

إن التبادل الاخير يشر إلى أن امريكا اخذة في دفع المنطقة إلى امرين : الاول تقوية دور ايران و حلفائها لاجل السيطرة على مناطق تواجد الشيعة ، وانهاء الدور التاريخي للسنة او غيرهم من الطوائف ، لاجل السير قدما في مشروع تفتيت المنطقة طائفيا . و الثاني انها سائرة في طريق الحل البدلوماسي بين العرب و اسرائيل ، على الاقل لاجل ايجاد ارضية للحل ، وإن لم تكن معنية بالحل كاملا في هذه اللحظة .

و دمتم .

سليم
20-07-2008, 05:07 PM
السلام عليكم
بارك الله بك أخي الفاضل أبا حفص على هذا التعليق القيم...بالفعل وكما يبدو هو كذلك...فأمريكا إن أرادت أن ترفع من حدث سياسي تسخر له عملاءها وتدفع وسائل إعلامها إلى تلميعه وإظهاره بغير مظهره الحقيقي,والطامة في تقبل الناس لهذه المهازل.

رياض الرزقي
28-07-2008, 02:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أستغربه من تحليلات الحزب التي يبهرني صدقها الواقعي من جهة و تناقضها مع السائد و الواقع من جهة أخرى: كيف لمن يرفع شعار قادمون " للأقصى و شعار الشيطان اأكبر لأمريكا أن يكون خادما لمصلحة أمريكا من جهة أخرى؟ إلى أي حد يصل التناقض بين الخطاب و الواقع؟ إلى حد اللامعقول؟ سؤال وحيد أغيثوني بالإجابة عنه: هل هؤلاء القادة على وعي بسياستهم أم مثلهم مثل قواعدهم مغفّلون؟ ألهذه الدرجة أضحت السياسة من المعميات؟؟؟؟
و جزاكم الله خيرا

أبوحفص
29-07-2008, 02:25 AM
الاخ الكريم رياض

صدقني لا فرق ، العميل هو من يخدم مصالح الاستعمار عن سوء او حسن نية ، على انه لا يوجد في السياسة شيء اسمه حسن نية ، فالطريق للجحيم معبد بحسن النوايا ، و سوء النوايا من حسن الفطن !! قد يكون للقادة حساباتهم الخاصة التي تدفعهم لخدمة مصالح الاستعمار باي مبرر كان : تقاطع المصالح ام اختلال ميزان القوى .. الخ .. و على اية حال فحساباتهم تلك شريرة لانها تدفع بهم وبالامة إلى أن يكونوا ادوات لاعدائهم .

رياض الرزقي
31-07-2008, 12:31 AM
بسم الله
شكرا أخي على الردّ و لكن القصية ليست عن الدوافع أو الأسباب لكن ألا يعني هذا أن العالم الحقيقي - أو إن صح القول - الواقع أمسى محجوبا خلف وقائع و أفكار بل حتى مفاهيم كلها مزيفة يعيش عليها \ و في طياتها كثير ممن يعتبرون أنفسهم مثقفين ؟ ناهيك عن عامة الناس؟
أليس هذا القول مبالغا فيه و ادعاء لامتلاك الحقيقة ... و أين الحقيقة في السياسة؟ و قد أمسى القادة و الحكومات دمى بأيدى القوى السياسية العالمية؟
شكرا و معذرة إن أثقلت عليك
و جزاك الله خيرا

رياض الرزقي
31-07-2008, 12:31 AM
بسم الله
شكرا أخي على الردّ و لكن القضية ليست عن الدوافع أو الأسباب لكن ألا يعني هذا أن العالم الحقيقي - أو إن صح القول - الواقع أمسى محجوبا خلف وقائع و أفكار بل حتى مفاهيم كلها مزيفة يعيش عليها \ و في طياتها كثير ممن يعتبرون أنفسهم مثقفين ؟ ناهيك عن عامة الناس؟
أليس هذا القول مبالغا فيه و ادعاء لامتلاك الحقيقة ... و أين الحقيقة في السياسة؟ و قد أمسى القادة و الحكومات دمى بأيدى القوى السياسية العالمية؟
شكرا و معذرة إن أثقلت عليك
و جزاك الله خيرا

أبوحفص
31-07-2008, 08:18 PM
اخي الكريم

إن سلاح الغرب الذي يواجهنا به هو التضليل ، فهو بارع في التضليل السياسي و الفكري ، تماما كما أن الامة "بارعة" في الوقوع فريسة للتضليل ، بل إن الغرب مستعد ليضلل نفسه في سبيل تضليلنا ، فالتضليل و المغالطة في الحقائق هي اعتى اسلحة الغرب . يقول تشرتشل : لا تصدق كل ما تسمع و نصف ما ترى . لاجل ذلك كان لا بد من الشك في كل ما يرد من الغرب ، لا سيما في السياسة . على أن المتجرد عن ضغط العواطف ، و اتجاه التيار العام يستطيع أن يرى ما نرى .. فالمسالة كلها محصورة في الشك فيما يرد من الغرب ، و التجرد فضلا عن الوعي السياسي منقطع النظير .