المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ننجح بربط مصير الامة بنا ؟



أبوحفص
23-05-2008, 08:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد احرز حزب التحرير نصرا مؤزرا على الغرب الكافر باعادة فكرة الخلافة كفكرة سياسية للوجود ، بعد أن اطمأن الغرب إلى تحولها إلى فكرة دينية محضة ، تستهوي الباحثين عن لذة النصر في تاريخ الامة ، او في احاديث المهدي و الملاحم !! و لقد حقق نجاحا عظيما بربط الخلافة بذاته ربطا محكما ، بحيث لا تذكر الخلافة الا و يذكر الحزب او العكس .. ولكنه لم ينجح حتى اللحظة بربط مصير الامة و نهضتها بذاته في الاذهان ، أي انه لم ينجح حتى اللحظة في ان يجعل من نفسه مخلصا للامة من ويلات الاستعمار ، و لم ينجح حتى اللحظة في أن يجعل من نفسه رائدا لارتفاع الامة من الحضيض الذي ترزح فيه . و ما لم ينجح الحزب في ربط مصير الامة و نهضتها بذاته في الاذهان فإنه لن يتاتى له أن ياخذ قيادة الامة ، و ما لم ينجح الحزب في تصوير أفكاره و طريقته على انها المخرج الوحيد للامة من الازمة التي تعيشها فإنه من الوهم ان يتوقع ان تسلمه زمام امرها .. فالامة لا تسلم مصيرها لمن لا تثق بقدرته على قيادتها ، و انه لن يوديها المهالك إن تحققت له قيادتها .
لذا فقد اصبح حتميا أن نفكر بالكيفية التي تربط مصير الامة و نهضتها بالحزب كارتباطه بفكرة الخلافة . لاجل هذا افتتحت هذا الموضوع لعله من خلال النقاش نتلمس بعض الافكار النيرة من شباب الحزب المستنير .

أبو فارس
23-05-2008, 04:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أبو حفص..

أوافقك في الفكرة التي طرحتها. فإن الجماعة التي تنذر نفسها لإزالة الغربة الثانية للإسلام ولإعادة تحكيم شريعة الله يجب أن تكون ذات مواصفات معينة تمكنها من تلك المهمة الكبيرة. ومن أهم تلك المواصفات وجود ما نسميه "قضية مشتركة" بين الجماعة وبين جماهير الأمة الإسلامية. وعندما نتحدث عن "القضية المشتركة" لا نقصد بطبيعة الحال العاطفة القوية فحسب.. ولا الوجدانات الملتهبة.. كلا! إننا نتحدث عن "قاعدة جماهيرية" ذات ثقل في الأمة تؤمن حتى الصميم بمفهومات ومنهج الجماعة وتحتضن تلك الجماعة. ولن يكون ذلك إلا إذا اتبعت تلك الجماعة المنهج ذاته الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الجيل الأول الفريد.

ماذا فعل عليه الصلاة والسلام في ال 13 عاماً في المرحلة المكية؟

لقد أسس عن طريق التربية بالعقيدة "القاعدة الصلبة" من المهاجرين والأنصار. ولم يتعجل عليه الصلاة والسلام في "تجميع الجماهير" كما تفعل الاحزاب والجماعات الإسلامية المعاصرة! إنما بنى في مرحلة طويلة "القاعدة الصلبة" التي عليها سيتم بناء الأمة.. بناها على أسس متينة ومواصفات فائقة.. ثم بعد ذلك.. بعد أن كانت القاعدة على المستوى المطلوب بدأ بتوسعة القاعدة عن طريق دعوة الجماهير. بحيث تجد تلك الجماهير المتجمعة المربين الأكفاء في "القاعدة الصلبة" ليتولوا توسيع القاعدة بهم. فتنشأ بذلك "القاعدة الجماهيرية" من الأمة الإسلامية.

على أننا نحب أن نشير أنه ليس من الضروري أن تكون كل الأمة من تلك القاعدة كي نقيم حكم الله.. فذلك أمر محال! فحتى مجتمع المدينة المنورة لم يكن كله في الدرجة الفائقة، فكيف بنا نحن؟!

إنما نقول أن "القاعدة الجماهيرية" عليها أن تكون من القدرة والثقل في الواقع بحيث تستطيع رفع مجموع الأمة الإسلامية معها في مواجهة "الجاهلية المعاصرة". فليس الطريق انقلاباً عسكرياً يتسلم به الإسلاميون زمام الحكم ثم لا يجدون القاعدة الشعبية التي تسند حكمهم!

ليس هذا هو الطريق.. إنما على الدعاة أن يعلموا يقينا أنه لا نصرة لهم إلا من خلال الأمة الإسلامية.. عن طريق تصحيح مفهومات الأمة وتربية "قاعدة صلبة" على تلك المفهومات. فليست قضيتنا استلام حكم، إنما نبتغي نشأة جديدة لخير أمة أخرجت للناس..

أبو محمد
23-05-2008, 09:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعليقا على كيفية ربط الأمة وقضيتها المصيرية بالحزب.

أرى انه لا بد من تحديد مفهوم الربط ذاته، فعملية الربط هذه هي نجاح الحزب بأخذ قيادة الأمة أخذا يتعدى العواطف والمشاعر الملتهبة. لذلك اقول، إن البحث يكون أولا في كيفية نقل الأمة من التفكير بالصغائر إلى التفكير بعظيم امورها، وبعد ذلك لا بد ان نربطها بنا على أننا نمثل هذه القضية تمثيلا حقيقيا وأننا وقفنا أنفسنا لقضيتها وخدمتها، واننا جزء من هذه القضية لا ينفصل.

اما كيف يتم هذا النقل أولا، فهو بطريق واحد لا ثاني له وهو بناء العقيدة بناء صلبا لتكون المحرك لها بكل سكنة من سكناتها فضلا عن حركتها، وهذا البناء ليس بناء أكاديميا بشرح العقيدة فقط بل بربط الأحكام الشرعية منزلة على وقائع لترى الأمة عقيدتها رؤية سياسية وتجعل محور حياتها هذه العقيدة التي راتها صالحة ومقنعة للعقل وموافقة للفطرة.

فعلى سبيل المثال، يطرح موضوع الفقر فكريا ببيان سببه المباشر بأنه جراء تطبيق نظام الكفر الراسمالي المناقض لعقيدتها تناقضا صارخا وببيان فساده وفساد وجهة النظر المبني عليها، ويطرح البديل المبني على عقيدتها الصلبة عندها طرحا سليما لا لأنه يحقق الرفاه للأمة فقط بل لأنه أسلام يحقق الرفاه وغيره كفر، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول " قولوها تدين لكم العرب والعجم" فهو صلى الله عليه وسلم يطرح مسألة وهي العلو في الدنيا، ولكن هذا العلو على أساس أنه إسلام ليس غير وانه به العلو وبغيره الذلة.

وهذا يتطلب الوعي على أفكار الأسلام وعيا منقطع النظير والأتصال الحي بالناس لترى صدق هذه الأفكار في حاملها وتراه صادقا عندما ادعى أنه وقف نفسه لقضيتها المصيرية.

ولنا لقاء

ابواحمد
20-06-2008, 10:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله
نشكر الجميع على هذا الطرح العميق
وننتظر ان ينتهي الحوار الي بلورة افكار عملية لتحقيق النجاح في موضوع ربط الامة بالفكرة وحاملها (حزب التحرير ) لنبذل الجهد في السعي لذلك
راجين الاجروالجزاء من الله .والسلام عليكم

مؤمن
24-06-2008, 11:23 PM
مع كل الإحترام للاخ أبو حفص الموضوع من حيث العنوان غير دقيق و الأصل أن يكون كيف نعمل على ربط الأمة بأفكار الحزب ربطاً فكريا محكما .
لو كانت الخلافة فكرة سياسية عند المسلمين لنقادوا للحزب و هذا دليل أنها ليست سياسية .
ربط الأمة بالحزب يكون من حيث كيف يأخذ حزب التحرير قيادة الأمة و أخذ القيادة يعني أن يستطيع الحزب أن يقود الناس بمفاهيم المبدأ كما يفهمه حزب التحرير لا كما يفهمه عطا أبو رشته أو الإخوان المسلمين أو غيرهم بل بفهم حزب التحرير.
لذلك ربط الأمة بفكر الحزب يعني احداث وعي عام عليه ينبثق عنه رأي عام و هذا سيمكن الحزب إن احكم عمله من قيادة الأمة فالأصل ارتباط الأمة و الحزب بالمبدأ .
و إن شاء الله سيكون لنا تعليق هنا لاحقا
مودتي للجميع

أبوحفص
27-06-2008, 07:30 PM
الاخ العزيز مؤمن ، ادرك تماما ان الامة لم تحمل فكرة الخلافة بعد كفكرة سياسية ، لذلك قلت أن الحزب نجح باعادة فكرة الخلافة كفكرة سياسية إلى الوجود ، ولم اقل انه نجح باعادتها فكرة سياسية في في اوساط الامة ، أي كجزء من الراي العام . اما بالنسبة للعنوان ، فلك ان تضع العنوان الذي تحب ما دام المضمون واحدا ، و بتمون يا عزيز .

ابواحمد
01-07-2008, 10:55 AM
هل يعني ذلك اخي مؤمن ان اخذ قيادة الامة هو معنى ربط الامة بفكرة الحزب ،
ولكن ماهي مقومات النجاح في اخذ قيادة الامة وكيف يمكن قياس ذلك النجح ؟ وجزاكم الله خير والسلام عليكم