مشاهدة النسخة كاملة : الحزب المبدأي ومقتضيات المرحلة
أبوحفص
13-07-2008, 01:26 AM
أولا: بعد أن استكمل حزب التحرير بناءه الثقافي في نقطة ابتدائه بتجسيد مبدئه في أفراد، وتحويلهم إلى شخصيات إسلامية مركزة، تتجاوب عقلياتهم مع نفسياتهم، وبعد أن نجح في جعل الأمة تحس بوجود الدعوة، وبعد أن حاول أن يخاطب الأمة بالمبدأ في نقطة انطلاقه، ونجح في محاولته هذه، بنمو شخصيته، ووجود الميول الجماعية لدى أفراده، واستيقاظ الحكام والأوساط السياسية والأمة عليه كحزب سياسي معين له مبدأ معين، فانتقل إلى طرق باب المجتمع بضرب العلاقات فيه، أي بالتعرض لأعمال السلطة في تسيير العلاقات مستهدفا دخول المجتمع والإشراف على العلاقات فيه كإشراف الحكام والسياسيين سواء بسواء. وبعد أن انطلق طبيعيا إلى المجتمع فخاطبه بالمبدأ ليصهره به، وحاول أخذ قيادة الأمة لأجل تسلم السلطة وتطبيق المبدأ، أي انتقل إلى مرحلة استكمال بنائه السياسي بجعله قوة سياسية واسعة النفوذ دقيقة التنظيم ترتكز إلى جمهور الأمة وسواد الناس، أي انتقل إلى مرحلة التفاعل، وبعد أن تجمد المجتمع في وجه الحزب، بزيادة الأذى على شبابه، وعدم احتضان الأمة له، و بعد أن بدأ بطلب النصرة بقصد حماية الدعوة وتسلم الحكم، وبدأ بالتنظيم الشعبي، واستمر بالعملية الصهرية، وبعد أن تعملق الحزب، وانتقل من الناحية المحلية إلى الإقليمية ، وتحققت له العراقة الفكرية والسياسية. بعد هذا السير الرائع في معترك الحياة الفكرية والحزبية والسياسية، وبعد هذا الكفاح والنضال الطويلين ضد الأفكار والأعمال والأوضاع الشاذة، التي عرفتها الأمة منذ أزيل نظام الإسلام من حياتها، وتخلت عنه في ميادين الحياة والمجتمع والدولة، وبما أنه من طبيعة حزب التحرير _لأنه قائم على برنامج صحيح_ أنه يتطور، أي ينتقل من حال إلى حال، ويتشكل تبعا للوقائع في جسمه وفي المجتمع الذي يعيش فيه، فإنه لا بد من دراسة واقع الأمة الحالي، وما تقتضيه وتفرضه المرحلة التي يمر بها الحزب، حتى يكون على إطلاع تام على الواقع الذي يواجهه وهو ينتقل إلى مرحلته النهائية، التي يراد فيها أن توصل الحزب بشكل طبيعي وحتمي إلى الحكم، ليضطلع بمهمته العظيمة : تطبيق المبدأ ومراقبة الدولة و المجتمع في تطبيقه وحمله المبدأ إلى العالم بالدعوة والجهاد .
ثانيا: إن الحكم يؤخذ من الأمة عندما تتركز لديها أو لدى الفئة الأقوى فيها مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات، أي مجموعة من الأفكار عن الحياة تشكل وجهة نظر في الحياة. والحزب هو الجهة الوحيدة القادرة على إيجاد هذه المجموعة، لأنه كيان فكري فاعل. والكيفية التي توجد بها هذه المجموعة إنما هي العملية الصهرية التي يضطلع بها الحزب، أي عملية توحيد آراء الأمة وأفكارها ومعتقداتها توحيدا جماعيا إن لم يكن إجماعيا، على وجه يؤدي إلى توحيد عقيدتها ووجهة نظرها في الحياة و هدفها . وحجر الزاوية في العملية الصهرية هذه هو الاتصال الحي مع الأمة، والاتصال الحي هو الاتصال السائر مع وقائع الحياة مع الناس فرديا وجماهيريا بالأفكار، أي الاتصال بشكل طبيعي مع الناس بإنزال الأفكار على الوقائع المتجددة على نحو يوجد القناعة بمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي يراد استلام الحكم على أساسها، ويهز القناعة بما هو سائد من أفكار أساسية و عرضية تتحكم بالمجتمع. والاتصال الحي - الجماهيري – مع غيره من الاعمال هو الذي يؤدي إلى إيجاد رأي عام للأفكار ويؤدي إلى أخذ الحزب لقيادة الأمة، إذ أن أخذ القيادة إنما معناه جعل الناس يعملون بالأفكار وللأفكار، والاتصال الحي هو الذي يوجد قوة للأفكار، لأنه إنما يعني وضع الإصبع على الواقع الذي دلت عليه الأفكار التي تم بثها في المجتمع، أي هو الذي يحول الأفكار التي يبثها الحزب إلى مفاهيم تحرك الجماهير للعمل بها ولها، فإن أرادوا أن يعملوا لها انقادوا للذي دعا للأفكار، أي للحزب، أي لأفراد الحزب الذين يقومون بالاتصال الحي، لا سيما للأفراد الأقوياء.
ثالثا: على أن انقياد الأمة للحزب في الأفكار لا تتحقق الغاية منه إلا إذا تم تنظيم الأمة تنظيما ملحقا بتنظيم الحزب، فانقياد الأمة للحزب في الأفكار لا يوصل إلى الحكم ما لم تتحول هذه الأفكار إلى قوة جماهيرية منظمة موحدة الإرادة. على أن الإرادة فردية في الإنسان، لأنها مزيج من الفكر والشعور، وهما فرديان، أي يقوما في الفرد، فتوحيد الإرادة، وبعبارة أخرى إيجاد الإرادة العامة يوجب إيجاد أفكار ومشاعر أو جهة تمثل مجموعة من الأفكار والمشاعر تتوحد عليها أفكار الناس ومشاعرهم، فتوجد بوجود هذه الأفكار والمشاعر أو هذه الجهة الإرادة العامة في الجماهير، وتنقلهم من حالة القطيع إلى حالة التنظيم الشعبي. على أن النظرة العميقة لأعمال الإنسان في الدنيا تري بأنه يلزم للقيام بالعمل وجود القدرة والإرادة، فالإرادة هي الدافع مربوط بمفاهيم – أي أنها مزيج من الفكر والشعور - والقدرة هي كمون التحرك لإشباع الدافع. فبغياب الدافع مربوطا بالمفاهيم، أو بغياب كمون التحرك فلن يتحرك الإنسان، وبألفاظ أخرى لن يقوم بالعمال . والأعمال الجماهيرية من جنس أيصال الحزب إلى الحكم تخضع لهذا القيد. فلا بد من توفر القدرة العامة، ولابد من توفر الإرادة العامة عند الجماهير لأجل أن توصل الحزب إلى الحكم، فلا يكفي أن تنقاد الجماهير للحزب بأن يؤثر في أفكارها ومشاعرها ويحدد لها الغاية، بل لا بد من تنظيم التحرك الشعبي لتوجد القيادة الشعبية المنظمة. والقدرة العامة عند الجماهير مهما كان عددهم ضئيلا قادرة على إيصال الحزب إلى الحكم مهما كان الحكم قويا. وما يرى من عجز الأمم والشعوب - ومنها الأمة الإسلامية، والشعوب الإسلامية - على هز الحكم في بلدان العالم إنما هو ناتج عن ضعف الإرادة العامة في الأمة أو الشعب، وليس ناتجا عن عجز هذه الشعوب، والملاحظ من سيرة الأنظمة التي سقطت بفعل تحرك الشعوب التي تحكمها أنه لم يكن متصورا سقوط هذه الأنظمة إلا بالأعمال المادية لقوة هذه الأنظمة من الزاوية المادية، أي لقوة بطشها بشعوبها، ولكن تحرك الشعوب سرعان ما أسقط هذه الأنظمة وجعلها جزءا من التاريخ.
بعد هذا الإدراك اليقيني لواقع القيادة الشعبية ، وبعد معرفة الداء أنه غياب الإرادة العامة صار لا بد من التفكير بكيفية إيجاد هذه الإرادة العامة، أي بكيفية إيجاد وحدة الأفكار والمشاعر أو وحدة الجهة التي تمثل هذه الأفكار والمشاعر عند الجماهير أي عند الأمة.
رابعا: إن القيادة بمعنى القدرة على التأثير في الأفكار والمشاعر مع تحديد الغاية، أي القدرة على ربط إرادة القائد بالمقود على وجه القناعة لأجل تحقيق غاية ، يلاحظ أنها أقوى ما تكون في حالة الانقياد لشخصية حقيقية تحمل مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات مبنية على الفكر الأساسي عند من يقاد، فالانقياد لشخصية حقيقية أقوى من الانقياد لشخصية معنوية، نتيجة لوجود مظهري السيادة و الخضوع في غريزة البقاء، والانقياد لشخصية حقيقية تحمل أفكارا عن الحياة مبنية على الفكر الأساسي عند من يقاد أقوى من الانقياد للشخصية الحقيقية بما هي شخص، وبمعنى أدق فالقيادة الفكرية أقوى من الزعامة الشخصية، لأن صورة الشخص قد تتزعزع، وقد تهتز، أما إذا كان الانقياد للأفكار التي يحملها الشخص فلا يمكن حدوث الزعزعة اللهم إلا بفقدان الثقة بأفكاره أو قدرته على أدائها، فالمقياس هنا هو الأفكار التي يحملها وقدرته على تمثل هذه الأفكار في قيادته للناس، وليس شخصه مجردا عن فكره. وبيان ذلك:
أن الإنسان فيه غريزة البقاء، وفيها مظهر السيادة، وبتأصل هذا المظهر لدى البعض لصفات معينة في شخصياتهم كالقوة، والقدرة على إدارة شؤون الناس فإنه يسعى لقيادة الناس، سواء بتأثير شخصيته أو أفكاره. على أن من مظاهر غريزة البقاء أيضا الخضوع للآخرين، لا سيما عند من لا يملكون قوة الشخصية أو يعجزون عن إدارة شؤونهم وشؤون غيرهم، فيخضعون لغيرهم ممن هم أقوى شخصية أو أكفأ قدرة على إدارة شؤونهم وشؤون الناس. فبوجود هذين النوعين من الناس : الذين يبرز فيهم مظهر السيادة، والذين يبرز فيهم مظهر الخضوع يتحقق طبيعيا وجود القيادة. على أن معظم النّاس هم ممن يؤثرون أن يخضعوا لغيرهم في إدارة شؤونهم، إما لعجز عندهم أو عدم فهم لمعنى إدارة الشؤون وتسيير الحياة، وقلة من الناس من يؤثرون قيادة الناس، لما في ذلك من مشقة وضنك، وإرهاق جسمي وعقلي، بالرغم من وجود اللذة العارمة من جراء وجود سلطة القيادة. على أن قدرة من يملكون الميل الطبيعي على القيادة على التأثير في الآخرين فكريا ونفسيا هو الذي يحقق لهم هذه القيادة فعلا، أي هو الذي يظهر قدرتهم التي تفوق الآخرين في التصرف في شؤونهم.
والشخصية الحقيقية تتمثل فيها طبيعيا هذه القدرة أكثر من الشخصية المعنوية، ذلك أن الشخصية المعنوية هي كيان، تأتلف فيه مجموعة من العناصر برابط معين، والعناصر في الشخصية المعنوية هي الأفراد بقطع النظر عن الرابط، فالذي يؤثر في الناس في الشخصية المعنوية ليس الأفراد أي الشخصيات الحقيقية بل هو الرابط الذي يربطهم. فالشخصية المعنوية من خصائصها أنها تذيب الناحية الفردية - الشخصية، بخلاف الشخصية الحقيقية التي تؤثر بوصفها إنسانا، لا بوصفها رابطا - سواء أكان أفكارا أم غيرها -.
والنتيجة اليقينية التي نخرج بها هو أن قيادة الناس من قبل شخصيات قيادية تحمل مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات مبنية على الفكر الأساسي عند من يقودونهم هو أعلى حالات القيادة مطلقا.
أبوحفص
24-07-2008, 11:03 PM
الاخوة الكرام
يا حبذا لو نناقش الموضوع قبل أن انزل الجزء الثاني من البحث .
و دمتم
الطارق
20-09-2008, 11:34 AM
السلام عليكم, لا شك ان هذا الموضوع له من الأهمية للفهم لكي يتسنى لحامل الدعوة ان يتقدم لتحقيق غايته عن بصيرة, ولذلك قبل ان يتم البناء عليه ارجو من الكاتب ان يوضح لي هذه الفكرة لأني أرى فيها عدم الوضوح ثانيا: إن الحكم يؤخذ من الأمة عندما تتركز لديها أو لدى الفئة الأقوى فيها مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات،فكلمة الأقوى هنا قد تدل على الجيش مثلا, وكذلك عندما تقول تتركز فيها او لدى الفئة الاقوى,بمعنى اننا لو استطعنا ان نركز هذه الفكرة في الفئة القوية دون الامة مرة اخرى كالجيش مثلا نستطيع ان ناخذ الحكم, فهذه فكرة ثانية تحتاج الى بلورة وبارك الله فيك. :(
الطارق
20-09-2008, 04:47 PM
السلام عليكم, لو كان هناك مجالا اضافيا لشرح هذه الفكرة تطبيق المبدأ ومراقبة الدولة و المجتمع في تطبيقه وحمله المبدأ إلى العالم بالدعوة والجهاد . , ما المقصود بالدعوة والجهاد؟
shareff
20-09-2008, 08:11 PM
السلام عليكم
المقصود هو دعوة الكفار الى الاسلام بشكل ملفت للنظر ،فإن دخلوا الاسلام فلا داعي للجهاد بداهة،اما ان رفضوا الدخول في الاسلام فتعلن الدولة الاسلامية الجهاد وتدخل ذلك البلد وتطبق على اهلها الاسلام حتى يروا نعمة الاسلام و نظامه ا لمثالي
والسلام
الطارق
21-09-2008, 12:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أخي شريف دعوة الكفار للدخول في الاسلام يكون من الجيش عندما يكون في تخوم البلاد المستهدفة وهذا أظنه داخل في احكام الجهاد ولكن عندما نقول بالدعوة والجهاد يتبادر الى الذهن ان هناك طريقتين لنشر الاسلام مع تسبيق الاول على تحرك الجيش وهذا ليس صحيح, قوموني ان اخطأت يا شباب وأرجو الدقة في الاجابة.
shareff
21-09-2008, 06:44 PM
أخي الكريم
ان الطريقة الاولى اي الدعوة تسبق تحريك الجيش وهذا مافعله الرسول حينما ارسال الرسل الى هرقل والمقوس وكسرى والله اعلم
والسلام
shareff
21-09-2008, 06:59 PM
اخي الطارق
المقصود بالفئة الاقوي ،تلك الفئه التي لها تأثير
اقوى في المجتمع أي في العلاقات و ما الجيش سوى القوة المادية التي يملكهاالمجتمع اي هو الاداة التي يسخرها المجتمع وهو اداة تنفيذية وليست فكرية ، ولذلك يعمل على تركيز المفاهيم والمقاييس والقناعات في المجتمع او في الفئة الاقوى منه.
والسلام
أبوحفص
22-09-2008, 03:17 AM
.إن السلطة إنما تكون في الأمّة أو في الفئة الأقوى من غيرها في المجتمع. فإذا أخذت الأمّة أو أخذت الفئة الأقوى من غيرها من باقي الفئات في المجتمع فقد أخذت السلطة بشكل حتمي وطبيعي. أما كيف تكمن السلطة في الأمّة أو في الفئة الأقوى فإن السلطة هي رعاية مصالح الناس، ونظرة الناس إلى الأعمال والأشياء أنها مصالح أو ليست بمصالح تختلف باختلاف نظرتهم إلى المصالح وتبعاً لتغيرها تتغير نظرتهم إلى المصالح، فإذا كان الناس متفقين في نظرتهم إلى المصالح كالاردن مثلاً كانت السلطة تكمن في الأمّة. وإذا لم توجد قوة خارجية أقوى منها فكرياً ومادياً تتسلط عليها فإنها في هذا البلد تقيم من يتولى رعاية شؤونها، أي تقيم السلطة التي تسيّر مصالحها أو تسكت عن من أقاموا أنفسهم لتسيير مصالحها. ولهذا فإن التفاعل مع الأمّة في هذه الحال يؤدي إلى أخذ السلطة. أما إذا كان الناس مختلفين في نظرتهم إلى المصالح كالعراق مثلاً فإنهم يصبحون فئات متعددة, وفي هذه الحال تكمن السلطة في الفئة الأقوى من هذه الفئات. فإذا لم توجد قوة خارجية أقوى من الفئة الأقوى من باقي فئات المجتمع فإن هذه الفئة الأقوى تقيم من يتولى رعاية شؤون البلد كلها أي تقيم السلطة التي تسيّر مصالحها وتسيّر مصالح جميع الفئات الأخرى وفق مصالحها، ولهذا فإن التفاعل مع هذه الفئة الأقوى وحدها يؤدي إلى أخذ السلطة. فالنظرة إلى الحياة هي الأساس في النظرة إلى المصالح، وهي الأساس في أخذ السلطة. وهذه النظرة إلى الحياة تتمثل في مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات لأنها ناتجة عن اعتناق فكرة سواء أكانت كلية أو غير كلية. فهذه المجموعة من الأفكار إذا أصبحت مفاهيم أثّرت على سلوك الناس وجعلت سلوكهم يسير بحسب هذه المفاهيم وتتغير نظرتهم إلى الحياة تبعاً لتغير هذه المفاهيم، ومن هنا تأتي نظرتهم إلى المصالح بحسب نظرتهم إلى الحياة وتتغير نظرتهم إلى المصالح تبعاً لتغيرها. ومن كان الطريق لإنشاء الدولة وتحوّل السلطان من تغيير مجموعة الأفكار المعينة عن الحياة وإيجاد أفكار أخرى غيرها لديها أي تغيير مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي لدى الأمّة وإيجاد مفاهيم ومقاييس وقناعات جديدة لديها، وبذلك تنشأ الدولة ويحوّل السلطان، فالأفكار المعينة عن الحياة التي تتمثل في مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات هي الأساس في تحويل السلطة وتقبّل الأمّة لهذه المجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات ولو إجمالاً هو الذي يوجِد الدولة أو يحوّل السلطة فيها. ومن هنا كانت مرحلة التفاعل توصِل الحزب إلى مرحلة الحكم أي إلى تسلم السلطة بشكل حتمي وطبيعي، ولذلك يسير الحزب في دور التفاعل وهو على يقين مبين عن دليل أن هذه المرحة توصل إلى الحكم بشكل حتمي وطبيعي.
أبوحفص
22-09-2008, 03:28 AM
بالنسبة للدعوة و الجهاد ، فنحن مأمورون بدعوة الناس إلى اعتناق الاسلام ، ومامورون بتطبيقه عليهم . اما دعوة الناس إلى اعتناق الاسلام فتكون بعرضه عليهم بشكل يلفت النظر ، يحقق مفهوم البلاغ المبين . و اعمال لفت النظر تكون باحسان تطبيق الاسلام ، كما تكون بنشر دعوته فكريا ، و تكون بالاعمال السياسية التي تسبق الاعمال العسكرية . فإذا ابت الدولة إلى الصراع الدموي ، فالجهاد . و الجهاد يكون لكسر الحواجر المادية التي تحول دون دخول الناس في الاسلام ، و تتمثل هذه الحواجز في الجدار السياسي الذي يعيش داخله المجتمع . فمتى فتحت البلاد ، تحطم هذا الجدار ، و اصبح دخول الافكار إلى المجتمع عملية ميسورة ، ان تمكنّا من الجدار الفكري . كما أن تطبيق الاسلام - وهذا هو الامر الاخر الذي طلب منا إلى جانب الدعوة - فإن الناس يلمسون صدق معالجات الاسلام ، فيدخلون فيه زرافات ووحدانا ، مصداقا لقوله تعالى : اذا جاء نصر الله و الفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا .
و على العموم ، نشكر الاخ الطارق على السؤال ، و نشكر الاخ شريف على الافادة . و ياحبذا نرى مزيدا من التفاعل .
ابو اسد الله
19-05-2009, 11:50 AM
على أن النظرة العميقة لأعمال الإنسان في الدنيا تري بأنه يلزم للقيام بالعمل وجود القدرة والإرادة، فالإرادة هي الدافع مربوط بمفاهيم – أي أنها مزيج من الفكر والشعور - والقدرة هي كمون التحرك لإشباع الدافع. فبغياب الدافع مربوطا بالمفاهيم، أو بغياب كمون التحرك فلن يتحرك الإنسان، وبألفاظ أخرى لن يقوم بالعمال .
ممكن شرح هذه العبارة ولك جزيل الشكر..
أبوحفص
27-05-2009, 05:18 AM
إن في الانسان طاقة حيوية تدفعه لاشباع جوعاته ، سواء اكانت غريزة ام حاجة عضوية ، فما ان تثار لديه احدى جوعاته فإنه يتحرك لاشباعها بدفع الطاقة الحيوية له للاشباع . و افعال الانسان كلها لا بد ان تنتج عن دافع حيوي يدفعه لاشباع احدى جوعاته.
على ان الانسان يتحرك للاشباع وفقا للامتزاج الحتمي بين الدوافع وبين مفاهيمه عن الاشياء ، مربوط بمفاهيمه عن الحياة . فكان الميل هو الامتزاج الحتمي بين الدوافع و مفاهيم الانسان عن الاشياء مربوط بمفاهيمه عن الحياة
.
و الارادة هي توجه ذلك الميل نحو قصد معين . اي ارتباط الميل بواقع معين ، تعينه مفاهيم الانسان . فما لم يرتبط الميل بواقع معين ، فإن الدافع لا ينتج تحركا للاشباع ، اي لا ينتج سلوكا ، بل يبقى دافعا ، و إن كان في وضع الاثارة، ذلك أن التحرك للاشباع يتطلب وجود ما يشبع منه ، إما وجوده فعلا ، او وجوده في الذهن متصورا.
فكانت الارادة ، اي ارتباط الميل بقصد معين ، ضرورية للتحرك ، أي لحصول الاشباع. على ان وجود الارادة وحدها لا يكفي للتحرك ، بل يلزم إلى جانبها قدرة التحرك ، اي كمون الطاقة الدافعة بحد كاف للتحرك . فإذا وجدت ارادة التحرك ، بارتباط الميل بواقع معين مشخص ، ولم يتوفر الحد الكافي من القدرة ، اي كمون الطاقة ، او الاساليب و الوسائل التي تساعد على الاشباع ، اي كان الانسان عاجزا عن الاشباع ، فإن هذه الارادة لا تنتج تحركا .
فكان وجود الارادة وحدها ، او القدرة وحدها لا يكفي للقيام بالافعال ، بل لا بد من وجود الارادة و القدرة معا لكي يقوم الاتسان بعمل معين ، بقطع النظر عن الغاية من الفعل ، إذ البحث هنا هو في الافعال ، كيف يقوم بها الانسان ؟ لا عن غايات الافعال .
ابواحمد
29-09-2009, 07:48 PM
ورد في الجزء الاول مماطرحته اخي الكريم ابا حفص عبارة (على أن انقياد الأمة للحزب في الأفكار لا تتحقق الغاية منه إلا إذا تم تنظيم الأمة تنظيما ملحقا بتنظيم الحزب)لم استطع تصور مفهومها بدقه ولذلك اطرح عليك السوال الاتي: ماذا يعني تنظيم الامة تنظيما ملحقا بتنظيم الحزب ؟وماهي طريقة ذلك؟
وزادكم الله نورا وهدى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
gareeb
04-10-2010, 12:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي ابي حفص
ما ارقى هذه الكلمات وما اجمل دلالاتها ... واود ان اشاركك النقاش بها ان سمحت لي ولكن اود مدخلا لذلك , وهي اسئله انتظر جوابها منك لفتح النقاش بعمق ودقه لهذه الافكار العظيمه...
١. ما هي اهداف كل مرحلة من مراحل الحزب.
٢. ما هي اهداف كل نقطه من نقاط التقاء المراحل.
٣. ما معنى الاراده الصحيحه.
٤. متى يتحول الحزب من كتله حزبيه ويكتمل بنائه ليصبح حزبا متكاملا
٥. متى تطلب النصره
ان هذه الاسئله ليست اختبارا وانما هي عباره عن المدخل المهم لوضع بعض النقاط على بعض حروف الكلمات التي تم طرحها في بحثك القيم الرائع فارجوا منك او من الاخوه االتفضل بالاجابه للمشاركه في نقاش هادف لعل الله ان يهدينا الى سبل الرشاد
واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمبن
سياسي
04-10-2010, 12:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي ابي حفص
ما ارقى هذه الكلمات وما اجمل دلالاتها ... واود ان اشاركك النقاش بها ان سمحت لي ولكن اود مدخلا لذلك , وهي اسئله انتظر جوابها منك لفتح النقاش بعمق ودقه لهذه الافكار العظيمه...
1. ما هي اهداف كل مرحلة من مراحل الحزب.
2. ما هي اهداف كل نقطه من نقاط التقاء المراحل.
3. ما معنى الاراده الصحيحه.
4. متى يتحول الحزب من كتله حزبيه ويكتمل بنائه ليصبح حزبا متكاملا
5. متى تطلب النصره
ان هذه الاسئله ليست اختبارا وانما هي عباره عن المدخل المهم لوضع بعض النقاط على بعض حروف الكلمات التي تم طرحها في بحثك القيم الرائع فارجوا منك او من الاخوه االتفضل بالاجابه للمشاركه في نقاش هادف لعل الله ان يهدينا الى سبل الرشاد
واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمبن
الغاية من المرحلة الثقافية هي : تجسيد المبدأ في أشخاص وطريقة تحقيق الغاية هي التثقيف .
أما الغاية من مرحلة التفاعل فهي : إفهام الأمة مبدأ الحزب ليكون مبدأها والتفاعل مع الأمة هو طريقة تحقيق هذه الغاية .
وأما الغاية من مرحلة الحكم فهي : تطبيق المبدأ على الأمة تطبيقا كاملا وطريقة الحزب في تحقيق هذه الغاية ، هي تسلم زمام الحكم عن طريق الأمة تسلما كاملا .
-----------
تُسمّى بداية كل مرحلة والمكان الذي تبدأ فيه المرحلة نقطة ، فنقطة الابتداء هي بداية مرحلة الثقافة والمكان الذي تبدأ فيه هذه المرحلة ، ونقطة الانطلاق هي بداية مرحلة التفاعل والمكان الذي تبدأ فيه ، ونقطة الارتكاز هي بداية المرحلة الثالثة والمكان الذي تبدأ فيه
ولا يقال الغاية من النقطة بل هي نقاط يمر بها الحزب المبدأي طبيعيا فنقطة الابتداء هي الفترة التي تبدأ الكتلة بالتكون و تبدأ بالعمل بعد الدراسة والتفكير و البحث و التتبع.
ونقطة الانطلاق يبدأ يعد نفسه ويركز قواه لكي يدخل المجتمع وينطلق للتفاعل فيه.
ونقطة الارتكاز هي المكان الذي يركز الحزب نفسه فيه وينظم أمره لكي يتسلم الحكم.
يقول الحزب : وأما في نقطة الارتكاز فيتم التحضير فيها لتسلم زمام الحكم عن طريق الأمة تسلما كاملا . إلا أن عملية التحضير للتمكين من الدخول في محتوى المرحلة الثالثة والذي هو دور الحكم وتطبيق المبدأ قد تحتاج إلى دور واحد أو أكثر وذلك حسب ما تقتضيه الظروف والأوضاع
اما حول موضوع الارادة الصححية يقول اخونا عبد الواحد جعفر: لمقصود بالوعي الصحيح هنا، هو الوعي بشكل تفصيلي على الفكرة التي يراد إيجادها في المجتمع، على أن تكون الفكرة واضحة، وأن تكون لها طريقة تنفيذ. فنسبة الصحيح إلى الوعي نسبة لما يجب أن يكون عليه الوعي، لا الوعي ذاته. كذلك الإرادة، إذ نسبة الصحة إليها لا لذاتها، فالإرادة هي الإرادة، ولكن لما يجب أن تكون عليها، من إرادة لتحقيق الفكرة الواضحة وفقاً لطريقة تنفيذها.
-------------------
تحول الكتله لحزب تكون في دور التفاعل يقول الحزب:
إلا أن سير الكتلة الحزبية في معترك الحياة إنما يكون في نقطة الانطلاق ، عبر ثلاثة أدوار هي : محاولة المخاطبة ، والبدء في طرق باب المجتمع ، ثم طرق باب المجتمع . ونتيجة لسير الكتلة في نقطة الانطلاق عبر هذه الأدوار الثلاثة يجري تحوّل الكتلة الحزبية إلى حزب مبدئي متكامل ، يعمل للنهضة الصحيحة ، حيث يصبح عندما يدخل في محتوى المرحلة أي في دور التفاعل بوتقة تصهر الأمة ، وتولى في الأمة العملية الصهرية ومنها بناء القاعدة الشعبية .
------------------
تطلب النصرة بعد النجاح في مرحلة التفاعل.
عبد الواحد جعفر
04-10-2010, 01:28 PM
تطلب النصرة بعد النجاح في مرحلة التفاعل.
الأخ الكريم، سياسي، تحية طيبة، وبعد:
بارك الله فيك على إجابتك الأخ غريب، وجزاك الله خيراً
هناك ملاحظة على سؤال متى تطلب النصرة، وإجابتك إياه بقولك: "تطلب النصرة بعد النجاح في مرحلة التفاعل"
والحقيقة أن النصرة حكم من أحكام الطريقة، وسببه هو تجمد المجتمع واشتداد الأذى على حملة الدعوة، والغاية منها أمران: حماية الدعوة، واستلام الحكم.
والحزب بدأ بطلب النصرة في بداية الستينيات، وقبل أن يحصل الظن بحصول التجاوب سنة 1964؛ أي قبل حصول الظن بالنجاح في مرحلة التفاعل. وكان يطلبها للأمرين معاً، لحماية الدعوة، ولاستلام الحكم.
غير أنه لا يستلم الحكم إلا إذا نجح في أخذ قيادة الأمة؛ أي في جعل الأمة تلتف حول الفكرة التي يحملها الحزب، وحول رجالات الحزب على اعتبار أنهم قادتها لتحقيق الغاية بإقامة الخلافة.
مع تحياتي لك وللأخوة جميعاً
سياسي
04-10-2010, 01:35 PM
الأخ الكريم، سياسي، تحية طيبة، وبعد:
بارك الله فيك على إجابتك الأخ غريب، وجزاك الله خيراً
هناك ملاحظة على سؤال متى تطلب النصرة، وإجابتك إياه بقولك: "تطلب النصرة بعد النجاح في مرحلة التفاعل"
والحقيقة أن النصرة حكم من أحكام الطريقة، وسببه هو تجمد المجتمع واشتداد الأذى على حملة الدعوة، والغاية منها أمران: حماية الدعوة، واستلام الحكم.
والحزب بدأ بطلب النصرة في بداية الستينيات، وقبل أن يحصل الظن بحصول التجاوب سنة 1964؛ أي قبل حصول الظن بالنجاح في مرحلة التفاعل. وكان يطلبها للأمرين معاً، لحماية الدعوة، ولاستلام الحكم.
غير أنه لا يستلم الحكم إلا إذا نجح في أخذ قيادة الأمة؛ أي في جعل الأمة تلتف حول الفكرة التي يحملها الحزب، وحول رجالات الحزب على اعتبار أنهم قادتها لتحقيق الغاية بإقامة الخلافة.
مع تحياتي لك وللأخوة جميعاً
صحيح كلامك أخي وكان لابد أن اذكر هذا ولكن في الاعم الاغلب يقصدون النصرة لتسلم الحكم.
وحقيقة ان النصرة من اعمال التفاعل والحزب يفرق بين ايجاد الاستعداد لنصرة الحزب والدعوة وهذا يكون اثناء التفاعل وبين اخذ النصرة لتسلم الحكم وهذا يكون بعد النجاح في التفاعل.
والحزب ساق دليل المسالة هذه من السيرة
.
وبارك الله فيك
السلام عليكم
الأخ الكريم، سياسي، تحية طيبة، وبعد:
بارك الله فيك على إجابتك الأخ غريب، وجزاك الله خيراً
هناك ملاحظة على سؤال متى تطلب النصرة، وإجابتك إياه بقولك: "تطلب النصرة بعد النجاح في مرحلة التفاعل"
والحقيقة أن النصرة حكم من أحكام الطريقة، وسببه هو تجمد المجتمع واشتداد الأذى على حملة الدعوة، والغاية منها أمران: حماية الدعوة، واستلام الحكم.
والحزب بدأ بطلب النصرة في بداية الستينيات، وقبل أن يحصل الظن بحصول التجاوب سنة 1964؛ أي قبل حصول الظن بالنجاح في مرحلة التفاعل. وكان يطلبها للأمرين معاً، لحماية الدعوة، ولاستلام الحكم.
غير أنه لا يستلم الحكم إلا إذا نجح في أخذ قيادة الأمة؛ أي في جعل الأمة تلتف حول الفكرة التي يحملها الحزب، وحول رجالات الحزب على اعتبار أنهم قادتها لتحقيق الغاية بإقامة الخلافة.
مع تحياتي لك وللأخوة جميعاً
اخي الكريم جزيت خيرا ، لكن الاسئلة التي تطرح نفسه :
هل اذا استطاع الحزب الحصول على كسب لقيادات في مراكز القوى سبقي الحزب هذه القيادات الى ان تكتمل مرحلة التفاعل ؟
وكيف يجوز للحزب ان يطلب النصرة قبل التفاعل وااكتماله؟
وماذا لو اخذ الحزب النصرة قبل التفاعل اي انه تسلم حكم ، ما المشكلة في ذلك ؟ فالحزب اذا استلم الحكم ، يغير الاوضاع ولا يقف احد امامه ؟
وشكرا ، و السؤال للجميع
عبد الواحد جعفر
25-07-2012, 05:07 PM
السلام عليكم
اخي الكريم جزيت خيرا ، لكن الاسئلة التي تطرح نفسه :
هل اذا استطاع الحزب الحصول على كسب لقيادات في مراكز القوى سبقي الحزب هذه القيادات الى ان تكتمل مرحلة التفاعل ؟
وكيف يجوز للحزب ان يطلب النصرة قبل التفاعل وااكتماله؟
وماذا لو اخذ الحزب النصرة قبل التفاعل اي انه تسلم حكم ، ما المشكلة في ذلك ؟ فالحزب اذا استلم الحكم ، يغير الاوضاع ولا يقف احد امامه ؟
وشكرا ، و السؤال للجميع
الأخ عمر، تحية طيبة، وبعد،،
من طبيعة أسئلتك يبدو أنك غير مدرك لواقع طلب النصرة، ولذلك لا بد من بيان ما يلي:
من تتبع سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم نجد أنه كان في مرحلة الثقافة يدعو عشيرته الأقربين، ومن يتوسم فيهم الخير، ويطلب منهم يكتموا إسلامهم، ويثقفهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم، ولم تك قريش تنال من النبي صلى الله عليه وسلم رغم وجدها منه، على مفارقته دين الآباء والأجداد، ولكنها بدأت بإيذائه بعد أن أخذ يهاجم ما عليه المجتمع من عقائد زائفة ومفاهيم خاطئة وعادات وتقاليد فاسدة، فأدركت قريش خطر محمد ودعوته عليها، وعلى ما هي عليه عند العرب، فأخذت تؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتؤذي صحبه الكرام، فوثبت كل قبيلة على من معها من اصحاب رسول الله يفتنونهم عن دينهم، وكم حاول أن ينالوا من شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لولا وقوف عمه أبي طالب في وجههم، وحمايته له، حتى ولو تعرض مركزه في القوم ومصالحه للخطر، وحتى لو عودي كما عودي محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم. وقد كانت حماية أبي طالب لرسولنا الكريم كفيلة بمنع الأذى عنه، وتخويف قريش من القيام بأي عمل عدائي تجاهه.
وبعد وفاة عمه أبي طالب أخذت قريش تنال من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما لم تكن تحلم به في حياته، فأخذ رسولنا الكريم يطلب النصرة ويعرض نفسه الكريمة على القبائل، فكان ما كان من ذهابه إلى ثقيف في الطائف، ودخوله مكة في جوار المطعم بن عدي، ثم تواصل عمله في عرض نفسه الكريمة على القبائل، بنو حنيفة، كلب، بنو شيبان، بنو عامر بن صعصعة، إلى أن قيض الله له رهطاً خزرجياً من المدينة قدم مكة حاجاً مع قومهم، فعرض الرسول الكريم نفسه عليهم، فآمنوا به، وتعهدوا أن يكلموا قومهم في شأنهم، وبدأت تباشر النصر تهب من قبل المدينة، إذ جاء في العام التالي إثنا عشر رجلاً بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة الأولى على الإسلام. ثم عادوا في العام القابل بضع وسبعون نفساً من مسلمي الأوس والخزرج في المدينة، وبايعوا النبي الكريم البيعة الحربية، وهي بيعة الحكم والسلطان، ثم ارتحلوا مع قومهم، وأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجهز أمور الهجرة، ويدفع بالمسلمين في مكة للهجرة إلى المدينة، وبعد حوالي شهرين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق إلى المدينة المنور، وفي المدينة استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استقبالاً عظيماً يليق بالقادة والزعماء. فبنى رسول الله المسجد وآخى بين المهاجرين والأنصار، وكتب وثيقة المدينة وأخذ يتصرف تصرفات الحاكم، فأخذ يولي ويعزل، ويرسل السرايا ويبث العيون.
وهكذا أقام النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.
وبناءً على ذلك، لا بد من الانتباه إلى ما يلي:
أولاً: إن طلب النصرة حكم شرعي من أحكام الطريقة، وهو كيفية دائمة لأخذ الحكم، ولا يجوز أخذ الحكم دون أخذ النصرة، فإما أن تنصر الأمة كلها الحزب، وإما أن تنصر الفئة الأقوى في المجتمع الحزب، وإما أن يجمع الحزب القوى لأخذ الحكم.
ثانياً: طلب النصرة يكون لأمرين معاً؛ لحماية الدعوة حتى تتمكن من التفاعل مع الأمة تفاعلاً طبيعياً يؤدي إلى فهمها مبدئه والتفافه حوله. وتكون أيضاً لأخذ الحكم، ولكن الحزب لا يأخذ الحكم إلا بعد وجود القاعدة الشعبية.
ثالثاً: تطلب النصرة في دور التفاعل لتمكين الحزب من مخاطبة الأمة والتفاعل معها. وإنه وإن كان يطلب من أهل النصرة أن يحموه ويمكنوه من الحكم، لكنه لا يأخذ الحكم لا بعد تجاوب الأمة معه، فإن حصل تجاوب الأمة مع الحزب، طلب من أهل النصرة أن يمكنوه من أخذ الحكم، وحماية الحكم.
رابعاً: في حال تمكن الحزب من أخذ بعض أهل النصرة إلى جانبه، فإنه يثقفهم بالإسلام ويجعلهم على استعداد لتقديم نصرتهم وقت يطلبها الحزب منهم، طال هذا الوقت أم قصر.
خامساً: لا يجوز للحزب أخذ الحكم قبل اكتمال التفاعل؛ اي قبل حصول التجاوب، وقد بين خطر ذلك من ناحية تكتلية في كتيب "التكتل الحزبي". على أن طلب النصرة _كما بينت أعلاه_ حكم شرعي من أحكام الطريقة، يجب التأسي به بالنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فهو لم يقبل أخذ الحكم إلا بنصرة القبيلة كلها؛ أي باعتناق القبيلة كلها الإسلام واستعدادها لحماية الحكم، وهذا ما حصل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة. لذلك لا يجوز أخذ الحكم قبل اكتمال التفاعل مطلقاً، وإن حصل ذلك ينظر: فإن كان قد أخذ الحكم من أهل النصرة وهم الممثلون الحقيقيون للأمة، فإن الخليفة الذي بايعه هؤلاء يكون حاكماً شرعياً للمسلمين وجب على جميع المسلمين طاعته، سواء اكتمل التفاعل أم لم يكتمل، ويكون الحزب قد خالف الطريقة في هذه الجزئية، وإنه وإن كان مخالفة الطريقة حراماً، لكن مبايعة الحاكم صحيحة وشرعية، فيكون هذا الحاكم خليفة شرعاً للمسلمين، وتجب على الجميع طاعته.
وأما إن أخذ الحكم من غير أهل النصرة؛ أي من بعض أفراد في الجيش، أو بعض المتنفذين الذي لا يمثلون إلا أنفسهم، فإنه يكون مغتصباً للحكم، ويطبق عليه حكم الحاكم المتغلب، وهو مغتصب للحكم يطبق في حقه حكم الغاصب، كأي غاصب لأي حق من صاحبه صغيراً كان أم كبيراً، تافهاً كان أم عظيماً، فكله غصب ويطبق فيه حكم الغاصب. وحكم الغاصب أن عليه أن يرد ما غصبه لصاحبه، وأن تغلظ العقوبة على الغاصب، وأنه يُقاتل لرده عن أخذ المغصوب ولاسترجاعه منه قتالاً بالسيف ولو أدى لقتله. إلا إذا قبلت به الأمة وتحقق رضاها به حاكماً عليها، فحينها يصبح خليفة شرعاً للمسلمين.
والسلام عليكم
السلام عليكم
منكم نتعلم اخي الكريم
وبناءً على ذلك، لا بد من الانتباه إلى ما يلي:
أولاً: إن طلب النصرة حكم شرعي من أحكام الطريقة، وهو كيفية دائمة لأخذ الحكم، ولا يجوز أخذ الحكم دون أخذ النصرة، فإما أن تنصر الأمة كلها الحزب، وإما أن تنصر الفئة الأقوى في المجتمع الحزب، وإما أن يجمع الحزب القوى لأخذ الحكم.
ثانياً: طلب النصرة يكون لأمرين معاً؛ لحماية الدعوة حتى تتمكن من التفاعل مع الأمة تفاعلاً طبيعياً يؤدي إلى فهمها مبدئه والتفافه حوله. وتكون أيضاً لأخذ الحكم، ولكن الحزب لا يأخذ الحكم إلا بعد وجود القاعدة الشعبية.
ثالثاً: تطلب النصرة في دور التفاعل لتمكين الحزب من مخاطبة الأمة والتفاعل معها. وإنه وإن كان يطلب من أهل النصرة أن يحموه ويمكنوه من الحكم، لكنه لا يأخذ الحكم لا بعد تجاوب الأمة معه، فإن حصل تجاوب الأمة مع الحزب، طلب من أهل النصرة أن يمكنوه من أخذ الحكم، وحماية الحكم.
رابعاً: في حال تمكن الحزب من أخذ بعض أهل النصرة إلى جانبه، فإنه يثقفهم بالإسلام ويجعلهم على استعداد لتقديم نصرتهم وقت يطلبها الحزب منهم، طال هذا الوقت أم قصر.
خامساً: لا يجوز للحزب أخذ الحكم قبل اكتمال التفاعل؛ اي قبل حصول التجاوب، وقد بين خطر ذلك من ناحية تكتلية في كتيب "التكتل الحزبي". على أن طلب النصرة _كما بينت أعلاه_ حكم شرعي من أحكام الطريقة، يجب التأسي به بالنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فهو لم يقبل أخذ الحكم إلا بنصرة القبيلة كلها؛ أي باعتناق القبيلة كلها الإسلام واستعدادها لحماية الحكم، وهذا ما حصل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة. لذلك لا يجوز أخذ الحكم قبل اكتمال التفاعل مطلقاً، وإن حصل ذلك ينظر: فإن كان قد أخذ الحكم من أهل النصرة وهم الممثلون الحقيقيون للأمة، فإن الخليفة الذي بايعه هؤلاء يكون حاكماً شرعياً للمسلمين وجب على جميع المسلمين طاعته، سواء اكتمل التفاعل أم لم يكتمل، ويكون الحزب قد خالف الطريقة في هذه الجزئية، وإنه وإن كان مخالفة الطريقة حراماً، لكن مبايعة الحاكم صحيحة وشرعية، فيكون هذا الحاكم خليفة شرعاً للمسلمين، وتجب على الجميع طاعته.
وأما إن أخذ الحكم من غير أهل النصرة؛ أي من بعض أفراد في الجيش، أو بعض المتنفذين الذي لا يمثلون إلا أنفسهم، فإنه يكون مغتصباً للحكم، ويطبق عليه حكم الحاكم المتغلب، وهو مغتصب للحكم يطبق في حقه حكم الغاصب، كأي غاصب لأي حق من صاحبه صغيراً كان أم كبيراً، تافهاً كان أم عظيماً، فكله غصب ويطبق فيه حكم الغاصب. وحكم الغاصب أن عليه أن يرد ما غصبه لصاحبه، وأن تغلظ العقوبة على الغاصب، وأنه يُقاتل لرده عن أخذ المغصوب ولاسترجاعه منه قتالاً بالسيف ولو أدى لقتله. إلا إذا قبلت به الأمة وتحقق رضاها به حاكماً عليها، فحينها يصبح خليفة شرعاً للمسلمين.
والسلام عليكم
1- ما المقصود بقولك ان يجمع الحزب القوى لاخذ الحكم ؟
2- نحن نعلم ان طلب النصرة يكون بعد تحجر المجتمع ، وانت تقول ان النصرة لها امرين الاول حماية الدعوة هل تقصد ان يحمي من ينصرون الدعوة حملة الدعوة ليقوم بعمله ، بان يقف اهل النصرة في وجه الفئة الحاكمة مثلا في حال تعرضها لحملة الدعوة ؟
3- يتعلق بالنقطة الرابعة مسالة الاتصال بأهل النصرة ، حيث يقول الحزب في ذلك :
الفرق بين الاتصال لطلب النصرة والاتصال للسير في الدعوة هو أن الاتصال لطلب النصرة يكفي فيه شرح الفكرة إجمالاً، وهي إقامة الخلافة لإعادة سلطان الإسلام ونظام الإسلام، ثم طلب أن يعتنق الشخص هذه الفكرة وأن يسير مع حزب التحرير لتحقيق ذلك، أي لإقامة الخلافة وإعادة سلطان الإسلام. أما الاتصال لأجل السير في الدعوة فإنه قد بُينت كيفيّته في نشرة الحلقات من حيث شرح الدعوة والنقاش فيها وحل العُقد وبيان الفكرة، ثم بعد التأكد من إدراك الشخص للدعوة وقناعته بها وحل عُقَدَه يًضم إلى حلقة إن كان غير مشكوك فيه. ثم إن طلب النصرة لا يكون إلا ممن لهم القدرة على النصرة ولديهم شهامة ونجدة، كالجيش ورؤساء القبائل والرجالات البارزة وأمثالهم. أما الاتصال للسير بالدعوة فيكون مع جميع الناس، وطلب النصرة يحاوَل فيه الحصول على نصرة الرجل للحزب بالوسائل التي تحقق استجابته للنصرة، أما الاتصال للسير بالدعوة فيكون بنقاشه بالمفاهيم ومهاجمة مفاهيمه المغلوطة ولو أدّى إلى النقد اللاذع. وطلب النصرة لا يحتاج إلا إلى جلسة واحدة أو جلستين، أما السير بالدعوة فلا مانع أن تأخذ جلسات. وإذا تمت الاستجابة للنصرة فإن طالب النصرة لا يُلزم المستجيب بالسير في حلقة، بل قد يُلزَم أن يسير بحلقة وقد يلزَم أن يكتم أمره ويبعد عن شبهة الاتصال، أما السير بالدعوة فلا بد أن يكون في حلقة.
لماذا قال الحزب ان الاتصال لطلب النصرة يكفي فيه ان يكون على افكار الاسلام العامة و الخلافة بينما الاتصال للكسب يجلس معه جلسات مطولة مع ان الاصل هو الذي يمكن ان يتبادر الى الذهن لان الذي يطلب منه النصرة يطلب منه ان يضع روحه على كفه وهو الي يجب ان يقوى ايمانه ؟؟؟
ايضا ان الحزب مثلا قال ان الجيش فيه القوة ولكن الجيش الا ترى اخي ان الضباط و الالوية الذين فيه لا يمثلون الامة حقيقة فكيف يطلب منهم النصرة ؟
لم افهم قول الحزب " طلب النصرة يحاوَل فيه الحصول على نصرة الرجل للحزب بالوسائل التي تحقق استجابته للنصرة " هلا وضحته اخي الكريم ؟
وتقبل تحياتي .
عبد الواحد جعفر
26-07-2012, 10:48 AM
السلام عليكم
منكم نتعلم اخي الكريم
1- ما المقصود بقولك ان يجمع الحزب القوى لاخذ الحكم ؟
2- نحن نعلم ان طلب النصرة يكون بعد تحجر المجتمع ، وانت تقول ان النصرة لها امرين الاول حماية الدعوة هل تقصد ان يحمي من ينصرون الدعوة حملة الدعوة ليقوم بعمله ، بان يقف اهل النصرة في وجه الفئة الحاكمة مثلا في حال تعرضها لحملة الدعوة ؟
3- يتعلق بالنقطة الرابعة مسالة الاتصال بأهل النصرة ، حيث يقول الحزب في ذلك :
الفرق بين الاتصال لطلب النصرة والاتصال للسير في الدعوة هو أن الاتصال لطلب النصرة يكفي فيه شرح الفكرة إجمالاً، وهي إقامة الخلافة لإعادة سلطان الإسلام ونظام الإسلام، ثم طلب أن يعتنق الشخص هذه الفكرة وأن يسير مع حزب التحرير لتحقيق ذلك، أي لإقامة الخلافة وإعادة سلطان الإسلام. أما الاتصال لأجل السير في الدعوة فإنه قد بُينت كيفيّته في نشرة الحلقات من حيث شرح الدعوة والنقاش فيها وحل العُقد وبيان الفكرة، ثم بعد التأكد من إدراك الشخص للدعوة وقناعته بها وحل عُقَدَه يًضم إلى حلقة إن كان غير مشكوك فيه. ثم إن طلب النصرة لا يكون إلا ممن لهم القدرة على النصرة ولديهم شهامة ونجدة، كالجيش ورؤساء القبائل والرجالات البارزة وأمثالهم. أما الاتصال للسير بالدعوة فيكون مع جميع الناس، وطلب النصرة يحاوَل فيه الحصول على نصرة الرجل للحزب بالوسائل التي تحقق استجابته للنصرة، أما الاتصال للسير بالدعوة فيكون بنقاشه بالمفاهيم ومهاجمة مفاهيمه المغلوطة ولو أدّى إلى النقد اللاذع. وطلب النصرة لا يحتاج إلا إلى جلسة واحدة أو جلستين، أما السير بالدعوة فلا مانع أن تأخذ جلسات. وإذا تمت الاستجابة للنصرة فإن طالب النصرة لا يُلزم المستجيب بالسير في حلقة، بل قد يُلزَم أن يسير بحلقة وقد يلزَم أن يكتم أمره ويبعد عن شبهة الاتصال، أما السير بالدعوة فلا بد أن يكون في حلقة.
لماذا قال الحزب ان الاتصال لطلب النصرة يكفي فيه ان يكون على افكار الاسلام العامة و الخلافة بينما الاتصال للكسب يجلس معه جلسات مطولة مع ان الاصل هو الذي يمكن ان يتبادر الى الذهن لان الذي يطلب منه النصرة يطلب منه ان يضع روحه على كفه وهو الي يجب ان يقوى ايمانه ؟؟؟
ايضا ان الحزب مثلا قال ان الجيش فيه القوة ولكن الجيش الا ترى اخي ان الضباط و الالوية الذين فيه لا يمثلون الامة حقيقة فكيف يطلب منهم النصرة ؟
لم افهم قول الحزب " طلب النصرة يحاوَل فيه الحصول على نصرة الرجل للحزب بالوسائل التي تحقق استجابته للنصرة " هلا وضحته اخي الكريم ؟
وتقبل تحياتي .
أخي الفاضل، تحية طيبة، وبعد،،
ليس الموضوع عالم ومتعلم، بل كلنا حملة دعوة، يستفيد بعضنا من بعض.
بالنسبة لسؤالك الأول: جمع القوى يطلق بشكل عام ويراد منه جمع أية قوة قادرة لوحدها أو مع غيرها على أخذ الحكم والسيطرة عليه، سواء كانت هذه القوة جماعة أو لم تكن، وسواء كانت نظامية أو غير نظامية أي ميلشيات أو قوى تابعة لقبائل أو عشائر قوية أو غير ذلك.
غير أن الحزب قبل حصول التجاوب لا يطلب النصرة ولا يجمع القوى إلا من هم الجماعة أو من يمثل الجماعة، لأن طلب النصرة في دور التفاعل هو لحماية الدعوة ولأخذ الحكم، ولا يؤخذ الحكم إلا بطريقته الشرعية، وهو تسلمه ممن يملك الحكم والسلطان، أي من الأمة أو من ينوب عن الأمة أو عن الفئة الأقوى في المجتمع. لذلك فإن الحزب وقبل الظن بحصول التجاوب لم يكن يطلب النصرة ولا يجمع القوى سوى القوى التي يتحقق بها رضا الأمة واختيارها.
أما بعد الظن بحصول التجاوب، فإن الحزب كان يطلب النصرة ويجمع القوى ممن هم جماعة أو يمثلون الجماعة، ومن غيرهم ممن هم ليسوا جماعة أو لا يمثلون جماعة، وذلك لأن الظن بحصول التجاوب يعني أن الرضا متحقق في الأمة، ولم يبق إلا السيطرة على الحكم وتسلم زمامه.
وعلى ذلك فإن الشرط الذي ذكره الحزب فيمن تطلب منهم النصرة هو شرط شرعي في حال لم يحصل التجاوب، أما إذا حصل التجاوب فإن هذا الشرط قد تحقق والغاية منه قد وجدت وهو تحقق رضا الأمة بقيادة الحزب لها.
جاء في منشورات الحزب ما نصه "علاوة على أن طلب النصرة طريقة مؤقتة بوجود الدولة واستغنائها عن النصرة بنصرة الأمّة كلها كما حصل بالنسبة للأنصار".
أما سؤالك الثاني: المقصود بنصرة الحماية هو أن يمكن من يقدم نصرة الحماية الحزب من العمل دون تعريضه للأذى، وذلك كما فعل عبد السلام عارف في الستينات مع الحزب.
أما سؤالك الثالث: ما تفضلت به من تفريق الحزب بين كسب الشخص للدراسة في حلقة وبين كسب الشخص لنصرة الحزب صحيح، ولكنه كان قبل أن يتبلور واقع طلب النصرة تبلوراً تاماً؛ لذلك جاء في منشورات حزب التحرير ما نصه:
"والسؤال الذي قد يخطر بالبال هو هل إذا استجابت هذه الجماعة إلى الدعوة واستعدت لنصرتها بكل ما تملك فهل لا بد أن تدرس في حلقات تفرض نفسها على الحزب كأي عضو أم يكتفي منها باعتناق الفكرة وشرحها لها؟ والجواب على ذلك هو إن كونها لا بد أن تكون من المسلمين فلا كلام في ذلك لان الإسلام شرط أساسي في طلب النصرة، فلا بد أن تكون الجماعة من المسلمين حتى يجوز شرعاً أن يقبل منها النصرة أما كونها لا بد أن تدرس في حلقات فلا شك في ذلك أيضاً ولا كلام فيه، لأن الموضوع نصرة كتلة فلا بد أن يكونوا منها فعلاً، أي لا بد أن يدخلوا في الكتلة بالبدء بالدراسة في حلقاتها، ولأن الفكرة لا بد من تفهمها لمن يريد أن ينصرها والشرح وحده دون الدراسة في حلقة لا يمكن أن يؤدي إلى الفهم العميق، لذلك لا بد أن تدرس هذه الجماعة في حلقات أولاً بعد أن يدرس من يمثل الجماعة في حلقات، حتى يعرف أنها استجابت لما دعوناها إليه أن تصدق بالفكرة وتتفهمها وتأخذ على عاتقها نصرتها والدفاع عنها، وإما كونها تفرض نفسها وتصبح أعضاء في الحزب فذلك ليس شرطاً لقبول نصرتها بل مجرد الدراسة في الحلقات كاف لقبول نصرتها واعتبارها من القوى وقبول التبرعات منها شأن كل دارس فالدراسة شرط أساسي، ومن هذه الدراسة من يفرض نفسه يصبح عضوا في الحزب ومن لا يفرض نفسه لا يصبح عضواً ولكنه محسوب من قوى الحزب ويسقط عنه الإثم الذي يترتب على عدم الدخول في تكتل ما دام المانع من اعتباره عضواً أتيا من قبل الحزب لا من قبله، ولذلك كانت الدراسة في حلقة كافية للدلالة على أنه اعتنق فكرة الكتلة وسار مع الكتلة ولسقوط الإثم عنه.
هذا ما ظهر من دراسة السيرة ودراسة واقع الدعوة الآن ولذلك صار لا بد من إتباع المنهج الجديد في السير بالدعوة فعلا شباب الدعوة من حزبيين ودارسين أن يتفهموا ذلك ويعملوا به".
أما سؤالك الأخير حول توضيح قول الحزب: "طلب النصرة يحاوَل فيه الحصول على نصرة الرجل للحزب بالوسائل التي تحقق استجابته للنصرة" يعني باختصار أن ينزل الناس منازلهم، وأن يجري الاهتمام بما يليق بما هم عليه، حتى يجري كسبهم للدعوة. لذلك على الشباب الجد والاجتهاد في حمل أهل النصرة على نصرة الحزب بما يستطيعون إلى ذلك من سبيل.
والسلام عليكم
السلام عليكم
نعم كلنا حملة دعوةيستفيد بعضنا من بعض فبارك الله بك ، لقد كفيت ووفقت في الاجابة على الاسئلة ، ارجوا ان يكون ذلك في ميزان حسناتك .
وليتك تتحدث قليل عن ما فعله عبد السلام عارف :
وذلك كما فعل عبد السلام عارف في الستينات مع الحزب.
وهنالك سؤال يحيرني : هو انه في حال تم الحصول على النصرة وتم توفير وجمع القوى للاطاحة بنظام الحكم ، هل يجوز لاهل النصرة وهم من الحزب ان يقوم بضرب فرق و الوية يمكن او يغلب الظن على انها ستكون معارضة للانقلاب قبل ان تبدأ بالقتال مع القوة المنشقة من الجيش و التي تنوي الاطاحة بنظام الحكم ؟؟ وما الدليل على ذلك ؟؟
سامحني على كثرة الاسئلة ، وتقبل تحياتي .
عبد الواحد جعفر
26-07-2012, 04:39 PM
السلام عليكم
نعم كلنا حملة دعوةيستفيد بعضنا من بعض فبارك الله بك ، لقد كفيت ووفقت في الاجابة على الاسئلة ، ارجوا ان يكون ذلك في ميزان حسناتك .
وليتك تتحدث قليل عن ما فعله عبد السلام عارف :
وذلك كما فعل عبد السلام عارف في الستينات مع الحزب.
وهنالك سؤال يحيرني : هو انه في حال تم الحصول على النصرة وتم توفير وجمع القوى للاطاحة بنظام الحكم ، هل يجوز لاهل النصرة وهم من الحزب ان يقوم بضرب فرق و الوية يمكن او يغلب الظن على انها ستكون معارضة للانقلاب قبل ان تبدأ بالقتال مع القوة المنشقة من الجيش و التي تنوي الاطاحة بنظام الحكم ؟؟ وما الدليل على ذلك ؟؟
سامحني على كثرة الاسئلة ، وتقبل تحياتي .
ما فعله عارف في الستينات هو أنه ترك شباب الحزب يحملون الدعوة دون أن يتعرض لهم، وكان قبل ذلك قد طلب الحزب منه النصرة.
أما سؤالك الآخر: فإن معنى الحصول على النصرة هو تحقق البيعة الحربية، إذ أن النصرة تعني _هنا_ البيعة الحربية، فإذا تحققت البيعة الحربية، أي البيعة على الحكم والسلطان وحرب الأبيض والأسود من الناس، فإن المبايَع يكون خليفة للمسلمين، ويجب على جميع المسلمين أن يبايعوا هذا الخليفة ويطيعوه. وكل من يتمرد عليه يعتبر باغياً وخارجاً، وكل من يقاتله يقاتل، ولو أدى إلى قتله، وسواء أكان هؤلاء قوة منشقة من الجيش أو عائلة من العوائل أو قبيلة من القبائل.
والسلام عليكم
بارك الله بك اخي الكريم عبد الواحد جعفر .
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.