مشاهدة النسخة كاملة : سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بعث للبشر فقط
الحاسر
01-04-2010, 12:20 AM
السلام عليكم و رحمة الله
هناك من الاخوة من يقول ان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بعث للانس و الجن ماهو الدليل انه صلى الله عليه و سلم بعث للجن؟ و اختص بسؤالي الاخ سليم
و بارك الله بكم
السلام عليكم و رحمة الله
هناك من الاخوة من يقول ان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بعث للانس و الجن ماهو الدليل انه صلى الله عليه و سلم بعث للجن؟ و اختص بسؤالي الاخ سليم
و بارك الله بكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله أخي الحاسر سوف اذكر هنا الأدلةمن الكتاب والسنة,فأمهلني بعض الوقت.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله أخي الحاسر سوف اذكر هنا الأدلةمن الكتاب والسنة,فأمهلني بعض الوقت.
أخي سليم القضية عقائدية و لا اظن السنة تسعفك في العقائد و يجب ان يكون الدليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة و تناقش النصوص القطعية في دلالتها أن سيدنا محمد بعث للبشر فقط !
السلام عليكم
الجن كما الإنس من مخلوقات الله,والجن يعي ويدرك ولديه القدرة على التفكير,وهذا يجعل منه محل التكليف,كما يقول الله تعالى في سورة الذاريات:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ",وهذا يدل على تكليف الجن ,وهو دليل قطعي الثبوت والدلالة على التكليف كي تثبت الحجة ,والجن أيضًا سوف يحاسب يوم القيامة كما يقول الله تعالى في سورة الرحمن:" سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ"أي سوف نقصد محاسبتكم يا أهل الثقلين من إنس وجان, والمحاسبة تدل على الطاعة أو المعصية أي اتباع الأحكام أو مخالفتها,ولكن هذا لا يجعلنا نفكر في الأحكام الشرعية الخاصة بالجن لإختلاف الطبائع, وكيفية صلاتهم وصيامهم وغيرها من الأحكام, وفي بحثها تعسف ومضيعة للوقت لعدم وجود ما يقطع بأدلتها.
إذن عدل الله وحكمته تقتضي ألا يعذب من غير تبليغ أو نذير, كما يقول رب العزة يفي سورة الإسراء:" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً", وهذه دلالتها قطعية وتعني أن الله لا يعذب حتى يرسل للمكلفين رسولًا يهديهم ويبيّن لهم السبيل,وقد بيّن الله لنا كيف أرسل الرسل للجن والإنس كما يقول في سورة الأنعام:" يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ",ودلالة الآية قطعية وأجمع المفسرون على أن الرسل للجن من الإنس ومنهم مجاهد وابن عباس, وحتى أن الكلبي قال:" كانت الرسل قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم يُبعثون إلى الإنس والجن جميعاً",ولم يذكر لنا القرآن رسولًا أو نبيًا من الجن لا تصريحًا ولا تلميحًا, وذلك إما سهوًا وذلك على الله المتعال محال, وإما لحصر الرسل بالإنس لكل من الإنس والجن.
وأما عن تفسيرات هذه الآية فنلاحظ أن الله تعالى قال " أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ",ولم يثن أي لم يقل "يأتكم رسل منكما" لأن المقصود هو من جملتكم لكن لا على أن يأتي كل رسول كل واحدة من الأمم ولا على أن أولئك الرسل عليهم السلام من جنس الفريقين معاً بل على أن يأتي كل أمة رسول خاص بها وعلى أن تكون من الإنس خاصة إذ المشهور أنه ليس من الجن رسل وأنبياء، ونظيره في هذا قوله تعالى في سورة الرحمن:" يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَان", فإنهما إنما يخرجان من الملح فقط.(الألوسي).
وكما أن القاعدة النحوية تقول أن الضمير يعود لأقرب المذكرين,والأقرب هنا هم الإنس.
ويقال إن كافة الرسل كانوا من الإنس لكن الله تعالى يلقي الداعية في قلوب قوم من الجن حتى يسمعوا كلام الرسل من الإنس ثم يأتوا قومهم من الجن فيخبروهم بما سمعوا من الرسول ينذرهم به,ولهذا يقال إنّ الرسل من الإنس والنذر من الجن,ونذر الجن هم رسل الرسل من الإنس كما سمى الله رسل عيسى عليه السلام رسلًا,كما في قوله تعالى في سورة يس:"إ ِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ",هنا سمى رسل الرسول عيسى عليه السلام رسلاً.
بعض الأدلة من الكتاب على أن الرسل من الإنس:
1.قول الله تعالى في سورة الأنبياء:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ",والعالم كما عرفه العلماء :كل ما سوى الله عزوجل",يعني عالم الإنس والجن والملائكة ,وقال ابن عاشور في تفسير "العالمين:" والتعريف في { العالمين } لاستغراق كل ما يصدق عليه اسم العالم. والعالَم: الصنف من أصناف ذوي العلم، أي الإنسان، أو النوع من أنواع المخلوقات ذات الحياة كما تقدم من احتمال المعنيين في قوله تعالى:" الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ",وكيف يكون رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام رحمة للأنس والجن إن لم يكن بالرسالة؟ّ!, ونكّر الرحمة لتعظميها وسعتها.
2.قوله تعالى في سورة آل عمران:" إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ",فاصطفاؤهم على العالمين اي على كل ما سوى الله من عالم الإنس والجن في جعل الأنبياء من ذرية آدم وإبراهيم من بعده,ومنهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
3.قول الله تعالى في سورة الأحزاب:" وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً",في هذه الآيى ذكر الله لنا أنه أخذ الميثاق من النبيين من نسل آدم,ونلاحظ أنه عرّف النبيين والتعريف فيه استغراق لكافة النبيين والمرسلين,ولم يذكر أن الله أخذ ميثاق النبيين من الجن.
4.قول الله تعالى في سورة الأحقاف:" قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ",وهذا يدل على أن الجن كانوا على اتصال بالرسل والرسالات السابقة لرسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, وأنه كان بعضهم ممن منّ الله عليه بالإيمان يؤمن ويصدق رسالات الرسل, فهم أي الجن علموا أن كتابًا جديدًا _القرآن_نزل على رسول من بعد موسى عليهما السلام.
ولم يذكر سيدنا عيسى عليه السلام لأنه جاء مكملًا لشريعة موسى عليه السلام.
4.قوله تعالى في نفس سورة الأحقاف:" وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ",فالقائل هو الله عز من قائل وهو الذي صرف النفر من الجن
ليستمعوا القرآن فيفتح الله عليهم ويؤمنوا ويصبحوا نذر قومهم من الجن, فهؤلاء هم رسل الرسل, والله ذكر لنا الصرف على وجه الإخبار والإيضاح والبيان أن رسالتك سوف يتبعها ويؤمن بها الجن,وهذا دليل على أن رسولنا الكريم بُعث للجن كما بُعث للإنس .وقال ابن عاشور في تحريره وتنويره:" هذا تأييد للنبي صلى الله عليه وسلم بأن سخر الله الجن للإيمان به وبالقرآن فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدّقاً عند الثقلين ومعظَّماً في العالَمَيْن وذلك ما لم يحصل لرسول قبله".اهـ
وقوله تعالى:" وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ",أي أن النفر الذي استمع القرآن وهداه الله رجع لقومه من الجن ينذرونه عقاب الشرك,فكان النفر رسل الرسول للجن,ولهذا أطلق عليهم النذر لأنهم أنذروا قومهم,ولم يطلق عليهم رسلًا ولا أنبياء.
5.قوله تعالى في نفس السورة:" يٰقَوْمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَآمِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ", فهي دعوتهم للإيمان بدين الإسلام,وفيها تصريح بليغ باتباع داعي الله, وداعي الله هو الرسول عليه الصلاة والسلام,ودلالتها قطعيه في دعوة نذر الجن للجن بالإيمان بالقرآن والنبي العربي الأمي.
6.قول العزيز الجبار في سورة الجن:" قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً{1} يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا",فهذه الآية تدل وبكل وضوح أن نفرًا من الجن استمع إلى القرآن فأمن به واتبعوا التوحيد ولم يشركوا بالله أحدًا,والقرآن بما فيه من أحكام شرعية وعقيدة نقية أصبح منهج هذا القسم من الجن.
7.وجود الصالح والطالح من الجن المؤمن والكافر كما أخبرنا القرآن بدلالته القطعية في سورة الجن:" وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً".
8.الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو واحد أحد صمد,والحقيقة واحدة والإستقامة واحدة ودين الله واحد, ونبي هذا الدين واحد وهو رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام,وهو خيرالخلق وسيده, وخاتم أنبياء الله ورسله,ولا يجوز عقلًا ولا شرعًا أن تكون الرسالة الخاتمة في أكثر من نبي واحد,والرسالة والرسول وخاتم الأنبياء هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام,ولفظ المسلمين يطلق على كل من اتبع الدين الإسلامي الذي جاء به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام,بغض النظر عن عَالَم هذا المسلم,أكان من عالم الإنس أو من عالم الجن,وبما أن عالم الجن فيه مسلمون وكما يقول الله تعالى في كتابة العزيز في سورة الجن:" وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً",ودلالتها القطعية لا تخفى على أحد أن من الجن مسلمون وكفار ظالمون,فيكون سيدنا محمد بعث للجن بالرسالة التي بُعث بها للإنس.
وأما الأدلة من السنة وإن لم تكن قطعية الثبوت إلا أنه يستأنس بها في هذا المقام:
1. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها، وقال له: (ولا تأتيني بعظم ولا روثة). ولما سأل أبو هريرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك عن سرِّ نهيه عن العظم والروثة، قال: (هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين –
ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم: أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعماً
2.وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال: (أتاني داعي الجن فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن). قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقال: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة علف لدوابكم). فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم).صحيح مسلم
3.عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: (خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا فقال: (لقد قرأتها على الجن ، فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت على قوله: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) قالوا: ولا بشيء من نعمتك ربنا نكذب، فلك الحمد) سنن الترمذي.
4.وعن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (... إن بالمدينة جناً أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئاً، فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنما هو شيطان). صحيح مسلم
5.فقد روى البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي...وذكر منها: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة. قال الحافظ ابن حجر: في الفتح: وأما قوله: وبعثت إلى الناس عامة، فوقع في رواية مسلم: وبعثت إلى كل أحمر وأسود، الإنس والجن، وعلى الأول التنصيص على الإنس من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى، لأنه مرسل إلى الجميع، وأصرح الروايات في ذلك وأشملها رواية أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم وأرسلت إلى الخلق كافة.
هذا والله أعلم
السلام عليكم
وعلى هذا الرابط يمكنكم تنزيله:
http://dc110.4shared.com/img/255640089/7217de24/____.pdf?rnd=0.7913076402207507 (http://www.4shared.com/file/255640089/7217de24/____.html)
الحاسر
03-04-2010, 09:54 PM
بارك الله بك اخ سليم
اولا ان قاعدة (العقائد لا تؤخذ الاعن يقين ) هي بحق فلتر يحافظ على نظافة العقيدة وتحل كثيرا من المشكلات التي اعاقت النهضة لانها تخرج المسلمين من دوامة الجدل العقيم واعتبرها احد محاور النهضة. صحيح ان مسالة مبعث سيدنا محمد (ص) الى الجن قد لا تقدم و لاتؤخر شئ ولكن الايمان بالظني حرام .
وبالنسبة للنقاط التي ذكرتها:
لا اختلف معك ان الجن مكلف ومخاطب بالاحكام فمنهم الاخيار و منهم الاشرار ولابد من مبلغ يبلغهم رسالات ربهم. ولكن يجب ان لا نسى هنا ان الجن وما يتعلق به من المغيبات فلا نستطيع ان نحكم على واقعه بالحس وكل ما نعلمه عنه ما جاء بالقران.
(و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين) ليست دليل اخي الكريم انه بعث للجن فكلمة رحمة لها اكثر من معنى و لا يجوز حصرها بالرسالة و ايضا كلمة العالمين تشمل الملائكة فهل صلى الله عليه وسلم بعث للملائكة ؟؟ ما اظن احد قال هذا الكلام.
والنقطة 2 و 3 ليستا دليل كذلك.
و النقطة 4 يفهم من الاية الكريمة اخبار من الله تعالى انه سمعوا القران و اخبروا قومهم فلا يعني انه دليل قاطع انه رسول بعث للجن وباقي النقط كذلك.
ولكن ما رأيك بقوله تعالى: قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً [الإسراء : 95]
اليس الله يبعث الرسول او النبي الى جنسه؟
وكذلك قوله تعالى
{يا معشر الجن والانس الم ياتكم رسل( منكم) يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على انفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين}
والاية الكريمة:
{الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ان الله سميع بصير }
وبارك الله بكم.
السلام عليكم
وبارك الله فيك أخي الفاضل الحاسر على ردك...
وردي على ما سقته من تعقيبات:
أولًا لم أحد طرفة عين ولا قيد إنملة عن قاعدة اليقين في العقيدة,وأن الظن لا يغني من الحق سيئًا.
وانطلقت في مسألة بعث الرسول عليه الصلاة والسلام للجن من هذا الباب,فنحن المسلمون نؤمن وعلى يقين أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام آخر الرسل وخاتم الأنبياء,أي أنه هو آخر رسول من مخلوقات الله لمخلوقاته,ورسالته آخر رسالة للعالم.
وأما تعقيباتك أخي الحاسر فإليك_بعون الله_ بيانها:
1.قول الله تعالى في سورة الأنبياء:"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ",وأن الرحمة لا يمكن حصرها بالرسالة,الحقيقة أنني لم أقرأ في أحدالتفاسير أن الرحمة هي غير الرسالة,فكل التفاسير جاءت على هذا المنوال أو على جزءٍ منه أو على حكم مرده الى الإسلام,وكفى قول الله في الآية:أرسلناك" لتدل على أن الرحمة تتعلق ببعثه ورسالته,ولأن العبرة بالرسالة.
وسؤالك أن العالم يشمل عالم الملائكة كما يشمل عالم الإنس والجن,ولم أقل غير هذا, وجواب سؤالك في قول الله تعالى في سورة الذاريات:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ", فعالم الجن وعالم الإنس هم المكلفون وعليهم يقتضي بعث الرسل والأنبياء.
2.لم أفهم وجه نفيك للنقطتين 2و3 وأنهما ليستا دليل؟؟
3.وأما النقطة الرابعة فالآية من سورة الأحقاف تقول صراحة بصرف الله ذلك النفرمن الجن ليستمعوا القرآن ,والصرف يعني الحث والدفع والتوجيه إلى وجهة معينة,وكأنهم أُمروا أن يستمعوا القرآن ,وتدل أيضًا على أن هذا النفر_ وهو عدد دون العشرين_أصبحوا نذر أقوامهم أو رسل الرسول لأقوامهم,إذ العبرة في تبليغ رسالة الرسل وليس العبرة في تبيلغ الرسول كل الأقوام والإعراق والشعوب أو أفرادهم فردًا فردًا, وهكذا فعل الرسول مع أهل الأرض من البشر حتى وصلتنا رسالته ونحن أبناء هذا اليوم.
4.وسؤالك عن قوله تعالى في سورة الإسراء:"قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً ",فجوابه:
** نعم هذا قد يدل على أن الله يبعث من الملائكة رسلًا,ولم أنف ذلك في كلامي حيث أن مسألتنا كانت في بعث الرسول عليه الصلاة والسلام للجن كما بُعث للبشر.
والحقيقة أنك نبهتني لدليل اخر قوي من القرآن على أن الله لم يرسل من الجن رسلًا,وهو قول الله تعالى في سورة الحج:"اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ",هذه الآية ذكرت صراحة أن الله يرسل من الملائكة رسلًا وذكرت أيضًا بعطف شبه جملة على شبه جملة"من الناس" على "من الملائكة"يعني أن الرسل من الناس أيضًا ولم تذكر الجن من قريب ولا بعيد من حيث بعث رسل منهم لأنفسهم,وهذا يدل على حصر الرسل بالملائكة والبشر,فالملائكة هم الواسطة بين الله والرسل, ورسل البشر الواسطة بين الملائكة والناس.
*إن مناسبة الآية وسياقها والآية التي سبقتها تبين لنا أن المقصود هو رد شبه الكفار بأن الله يبعث من الناس رسلًا,وردًا على طعنهم بأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام جاء ونغص عليهم معيشتهم حينما كانوا في طمأنينة وسلام,وقال الألوسي في نفسيرها:" قُلْ } لهم أولاً من قبلنا تبييناً للحكمة وتحقيقاً للحق المزيح للريب { لَّوْ كَانَ } أي لو وجد { فِى ٱلأَرْضِ } بدل البشر { مَلَـٰئِكَةٌ يَمْشُونَ } كما يمشي البشر ولا يطيرون إلى السماء فيسمعوا من أهلها ويعلموا ما يجب علمه { مُطْمَئِنّينَ } ساكنين مقيمين فيها، وقال الجبائي: أي مطمئنين إلى الدنيا ولذاتها غير خائفين ولا متعبدين بشرع لأن المطمئن من زال الخوف عنه { لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مّنَ ٱلسَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً } يعلمهم ما لا تستقل قدرهم بعلمه ليسهل عليهم الاجتماع به والتلقي منه وأما عامة البشر فلا يسهل عليهم ذلك لبعد ما بين الملك وبينهم فلا يبعث إليهم وإنما يبعث إلى خواصهم لأن الله تعالى قد وهبهم نفوساً زكية وأيدهم بقوى قدسية وجعل لهم جهتين جهة ملكية بها من الملك يستفيضون وجهة بشرية بها على البشر يفيضون، وجعل كل البشر كذلك مخل بالحكمة، وإنزال الملك عليهم على وجه يسهل التلقي منه بأن يظهر لهم بصورة بشر كما ظهر جبريل عليه السلام مراراً في صورة دحية الكلبـي. "اهـ
وأعود وأكرر أن القصد من كلامي هو اثبات أن رسولنا الكريم هو أخر الرسل ورسالته أخر الرسالات ,وحقيق على العالمين أن يتبعوا ما جاء به من الدين,من الإنس والجن إلى أن يرث الله الأرض ومن وما عليها.
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.