مشاهدة النسخة كاملة : المحافظون في بريطانيا: لن نكون حليفا أعمى لأمريكا
المحافظون في بريطانيا: لن نكون حليفا أعمى لأمريكا
القوات البريطانية في العراق- ارشيفقال المتحدث باسم السياسة الخارجية لحزب المحافظين البريطاني الاحد إن أي حكومة يشكلها الحزب في بريطانيا سترى الولايات المتحدة كأقرب حليف لها لكنهم لن يكونوا "حليفا أعمى" لواشنطن.
وقلل وليام هيج من شأن المخاوف من احتمال فقدان بريطانيا لنفوذها في أوروبا إذا فاز الحزب بالانتخابات المقررة في الثالث من يونيو حزيران.
وانتقد رئيس الوزراء السابق توني بلير في بريطانيا لقربه من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش خصوصا بشأن قراره بمشاركة آلاف الجنود البريطانيين في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.
وواجه بلير أسئلة صعبة في تحقيق بريطاني في الحرب على العراق في يناير كانون الثاني بشأن شرعية الحرب وما إذا كان قد ضلل الشعب بشأن أسبابها.
وقال هيج إن المحافظين في حالة انتخابهم سيحتفظون بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة لكنهم لن يكونوا حليفا أعمى.
وقال "ديفيد كاميرون "زعيم المحافظين" وأنا قلنا دائما إن علاقتنا مع امريكا يجب أن تكون قوية ولكن ليست عبودية. مسموح لنا بالاختلاف ومسموح لنا بعقد اتفاق بدلا من مجرد الموافقة على كل شيء. سيكون هذا منهجنا".
Abu Taqi
02-03-2010, 09:49 PM
حزب المحافظين في بريطانيا نطق بما ينطق به الشارع البريطاني وقال ما تقوله الصحافة وما تؤيده الأحداث الجارية ومع ذلك تجد من يحلل الأحداث على أساس انها صراع بريطاني أمريكي.
ابو كفاح
04-03-2010, 10:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ان بريطانيا تسير في ذيل السياسه الامريكيه ،لا بل ان بريطانيا تسير في فلك السياسه الامريكيه ،ومعنى ان تدور الدوله في الفلك هو فقدانها لجزء من استقلالها فيما يتعلق بالسياسه الخارجيه ،لذلك فان الشعب الانجليزي يحن الى الماضي ،يوم ان كانت هذه الدوله لا تغيب عنها الشمس ،ويوم ان كانت امريكا تحت نفوذها ،يوم ان كانت لا تسير الامور الدوليه الا اذا خدمت مصالحها ،فقد كانت الدوله الاولى ،وفرنسا هي التي تزاحمها ،فهل يستطيع حزب المحافظين اعادة عقارب الساعه الى الوراء ،اي هل يستطيع الآن على الاقل جعل بريطانيا تنعتق من الدوران في الفلك الامريكي ،حتى اذا نجح في ذلك يعود للعمل على مزاحمة امريكا في الموقف الدولي ،وبالتالي تعود بريطانيا للتأثير في الموقف الدولي والسياسه الدوليه !!؟
لقد بلغت امريكاما بلغت من تغلغل في الاحزاب الانجليزيه سواء حزب العمال او حزب المحافظين ،ولذلك اغلب الظن ان رفع هذه الشعارات له علاقه بمن سيفوز في الانتخابات القادمه ،ولا يظن ان حزب المحافظين الهرم قادر على اعادة عقارب الساعه الى الوراء،اضافة لان يكون هناك تبادل للادوار بين الحزبين الكبيرين في خدمة المصالح الامريكيه ،فحتى تعود الاحزاب البريظانيه قادره على فك التبعيه لامريكا ،تحتاج الى اعادة بناء وصياغه من جديد .
اما حديث البعض عن الصراع الانجلوامريكي وعيشهم في الماضي ،والتوهم بوجود هذا الصراع فلا يخرج عن امرين ،اولهما تضليل الامه عن الرؤيه الحقيقيه للسياسه الدوليه ،وبالتالي خدمة امريكا في تنفيذ سياساتها ،بحسن نيه او بسوئها ،وثانيهما الجهل في السياسه الدوليه جراء عدم التتبع للاحداث التي تجري او العيش في اوهام الماضي ،وعدم القدره بملاحظة المتغيرات الدوليه ،او الامرين معا ،وفي كل الاحوال يؤدي هذا الانحاف وسوء الفهم .
العامل
05-03-2010, 10:38 PM
ربما يسأل سائل - اذا كانت بريطانيا لم ترغب في الانصهار في الاتحاد الاوربي اي لاتريد الذوبان في اوربا نفسها فكيف نفهم انها تدور في فلك امريكا؟
ربما يسأل سائل - اذا كانت بريطانيا لم ترغب في الانصهار في الاتحاد الاوربي اي لاتريد الذوبان في اوربا نفسها فكيف نفهم انها تدور في فلك امريكا؟
أظن أخي القول أنها تدور في فلك أمريكا قول غير دقيق.
ولا حتى هي تابعة لأمريكا.
بريطانيا دولة مستقلة و لكن ما يقصده الشباب أنه لم يعد لها دور في تسيير السياسة الدولة وهذا صحيح فهي سقطت منذ 1961 و الحزب قال حين ينتهي عملاء بريطانيا سترجع دولة صغيرة وهذا هو الصحيح.
لذلك تفسير كل حدث انه أمريكي خطا و كل حدث أنه صراع أمريكي وانجليزي خطا.
بل يؤخذ كل حدث و يفسر في سياقة.
ابو كفاح
06-03-2010, 04:01 PM
أظن أخي القول أنها تدور في فلك أمريكا قول غير دقيق.
ولا حتى هي تابعة لأمريكا.
بريطانيا دولة مستقلة و لكن ما يقصده الشباب أنه لم يعد لها دور في تسيير السياسة الدولة وهذا صحيح فهي سقطت منذ 1961 و الحزب قال حين ينتهي عملاء بريطانيا سترجع دولة صغيرة وهذا هو الصحيح.
لذلك تفسير كل حدث انه أمريكي خطا و كل حدث أنه صراع أمريكي وانجليزي خطا.
بل يؤخذ كل حدث و يفسر في سياقة.
بسم الله الرحمن الرحيم
ا ن التلقي الفكري يوجب فهم الكلام كما تدل عليه الالفاظ والجمل ،لا ان يتم تفسيره بأنه يقصد كذا ،وخاصة اذا كان التفسير من غير الكاتب ،فالقول ان بريطانيا تدور في فلك امريكا هو قول صحيح ،وكل المؤشرات السياسيه تنطق به ، وتبعية بريطانيا لامريكا واضحه والادله اكثر من تحصى ،فبريطانيا بعد تفرد امريكا ،وسيطرة امريكا على اماكن نفوذها وانهاء عملائها ،لم تعمل لبقائها دولة مستقله ،كما حصل مع روسيا ، وانما سارت مع امريكا في تنفيذ سياساتها ،من اجل الحصول على الفتات ومن اجل بقاء شكلي في المسرح الدولي ،بل ان امريكا هي التي تعمل على حل مشكلة ايرلندا لها ،كذلك دعمها لحزب العمال ووصوله للحكم منذ سنة 1999 ،مما يدلل على مدى التغلغل الامريكي في الساحه السياسيه البريطانيه ، وخاصة الاحزاب ،اضافة ان بريظانيا سارت في طريق الانتجار السياسي بسيرها مع امريكا ،فهي سارت لتنفيذ مخططات امريكا ، وتحقيق مصالحها ، دون ان تملك اي قدره في مزاحمة امريكا ، اي انها لم تسر في الطريق الذي يحفظ لها استقلالها ،ناهيك عن تدخل امربكافي شؤونها ، وحتى تدخلها في احزابها الرئيسيه خاضة حزب العمال ،الذي جعل برطانيا تدور في فلك امريكا .
اما تفسير الاحداث بانها صراع (امريكي بريطاني ) فهذا خطأمحض لان الصراع يحتاج لدوله تزاحم الدوله الاولى ،وليس لدوله تعمل على تحقيق مصالح الدوله الاولى ، ولا تملك من امرها شيئا ،وهي فاقده لاي مخطط يناقض المخططات الامريكيه ،فمرحلة الصراع قد انتهت والموقف الآن هو تفرد امريكا في الموقف الدولي ليس غير ،واما تفسير الاحداث الدوليه بانها اعمال امريكيه فهذا صحيح لان اي حدث دولي يجب ان يكون للدوله الاولى رأي وموقف فيه ، ولا يتأتى لنا فهم الحدث دون ادراك موقف وعلاقة الدوله الاولى فيه ، اما الاحداث المحليه فقد لا يكون في بعض الاحيان علاقه للدوله الاولى فيها ، اما القول بأن بريطانيا عادت دولة مستقله ،لانتهاء عملائها ،فخذا استنتاج منطقي ،وليس فهما اساسه منطق الاحساس ،
وهناك نشره للحزب قد صدرت تبين كبف ان بريطانا تابعه لامريكا وانها تسير بفلك السياسه الامريكيه مما يعني مدى الهبوط الذي آلت اليه بريطانيا .
العامل
06-03-2010, 11:34 PM
=ابو كفاح;3434
وهناك نشره للحزب قد صدرت تبين كبف ان بريطانا تابعه لامريكا وانها تسير بفلك السياسه
يبدوا ان هذه النشرة مثل تلك التي تقول فيها "ودخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان بهدف إرهاب دول الخليج ودفعهـا للاحتماء بأميركا"ربما...........
ابو كفاح
07-03-2010, 12:11 AM
=ابو كفاح;3434
وهناك نشره للحزب قد صدرت تبين كبف ان بريطانا تابعه لامريكا وانها تسير بفلك السياسه
يبدوا ان هذه النشرة مثل تلك التي تقول فيها "ودخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان بهدف إرهاب دول الخليج ودفعهـا للاحتماء بأميركا"ربما...........
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدوا ان الاخ العامل (معذرة )لا يعمل عقله في الكلام ،بقدر ما يعمله في الانتقاد وليته يكتب سطرين حتى نفهم ماذا يريد ، نريد سماع رأيك في الموضوع مفصلا بشواهده واماراته السياسيه ،حتى نستطيع الاخذ والرد معك .....!!؟ .
شو معنى دولة تدور في فلك أمريكا هل بريطانيا دولة عميلة لأمريكا ؟
هذا بداية للنقاش لأنني لا أسلم بكل ما أنت قلته.
Abu Taqi
07-03-2010, 03:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
لقد ورد في كتاب مفاهيم سياسية أن الدولة المستقلة هي الدولة التي تتصرف في سياستها الخارجية والداخلية كما تشاء حسب مصلحتها، أما الدولة التي تدور في الفلك فهي الدولة التي تكون مرتبطة في سياستها الخارجية مع دولة أخرى إرتباط مصلحة لا تبعية. فإذا أخذنا هذا التعريف ونزلناه على بريطانيا منذ تولي حزب العمال الحكم نجدها قد خطت لنفسها طريقا واضحا في تأمين مصالحها من خلال ربط سياستها بالمخططات والمصالح الأميركية.
هل تتفق معي بالتعريف السابق لكل من الدولة المستقلة والدولة التي تدور بالفلك؟
بريطانيا ليست دولة عميلة، فالدولة العميلة لها واقع غير واقع الدولة التي تدور في الفلك.
هات يا مؤمن بين لنا كيف أن بريطانيا دولة مستقلة؟ كل الشواهد تبين لنا كيف أن بريطانيا ربطت سياستها الخارجية بسياسة أمريكا لكي تحافظ على وجودها الدولي الشكلي وحماية بعض مصالحها، مثل العراق، أفغانستان، الحرب على الإرهاب واليمن..إلخ
حياك الله
ابو العبد
07-03-2010, 11:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدوا ان الاخ العامل (معذرة )لا يعمل عقله في الكلام ،بقدر ما يعمله في الانتقاد وليته يكتب سطرين حتى نفهم ماذا يريد ، نريد سماع رأيك في الموضوع مفصلا بشواهده واماراته السياسيه ،حتى نستطيع الاخذ والرد معك .....!!؟ .
االاخ الكريم ابو كفاح ارى ان سؤال الاخ الفاضل العامل وجيه وكان الاولى ان نرد عليه واذا كانت مداخلته غير واضحة نطلب منه التوضيح ومن غير المقبول الرد بهذه الطريقة
اخي العامل هل قرات النشرة التي تتحدث عن دوران بريطانيا في فلك امريكا حتى يكون ردك بهذه الطريقة
ايضااخي الكريم اين الخلل في النشرة التي تحدثت عن دخول القوات السوفيتية الى افغاستان بهدف ا رهاب دول الخليج ودفعها للاحتماء في امريكا
ابو العبد
07-03-2010, 11:58 PM
ربما يسأل سائل - اذا كانت بريطانيا لم ترغب في الانصهار في الاتحاد الاوربي اي لاتريد الذوبان في اوربا نفسها فكيف نفهم انها تدور في فلك امريكا؟
اخي العامل عدم رغبة بريطانيا في الانصهار في الاتحاد الاوروبي حجة على من يقول بوجود صراع بين امريكا واوروبا بقيادة بريطانيا وفرنسا حيث ان امريكا لاتريد لهم الوحدة لذلك حتى الان الوحدة السياسية لاوروبا متعثرة وامريكا اضعفت الاتحاد الاوروبي من خلال ادخال دول اوروبا الشرقية للاتحاد حتى ان وحدة العملة الاوروبية اليورو مهددة بالانهيار وبخاصة بعد الازمة الاقتصادية في اليونان والحديث عن دول اوروبية اخرى مهددة في الانهيار الاقتصادي لقدعلق بعض المحللين السياسيين على ازمة اليونان الاقتصادية وعلاقتها في عملة اليورو الموحدة بما يلي * لكن بعيدا عن جدلية العلاقة بين السياسة والاقتصاد، فأن اليورو دخل خلال الأسابيع القليلة الماضية، في أكبر أزمة حقيقية يواجهها منذ خروجه للعالم، وهى أزمة الديون اليونانية، التي كشفت الاتحاد الأوروبي كله أمام نفسه والعالم، فلأول مرة يجتمع زعماء الاتحاد ليكون السؤال المطروح على مائدتهم هو "هل ننقذ اليونان أم لا ننقذها؟"، ومجرد طرح السؤال في حد ذاته يشير إلى أزمة حقيقية في بنية الاتحاد، تكشف جزءا من طبيعته الهشة، وهى المتعلقة بالمبادئ التي تأسس الاتحاد من أجلها، والتي تتحدث في البداية عن وحدة الثقافة الغربية، قبل أن تتحدث عن المصالح المشتركة، وعن وحدة المصير، فعندما جاء وقت اختبار هذه المبادئ في الأزمة اليونانية، ظهر واضحا أن دول الاتحاد يمكنها أن تترك العنصر الضعيف في القطيع، ليأكله الذئب، دون أن تمد يدها بالمساعدة، وهو ما يشكك في إمكانية استمرار هذا الاتحاد من الأساس، لاسيما إذا تكررت أزمة اليونان مع دول أخرى.*
أبو محمد
14-05-2010, 12:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
نقلا عن الجزيرة نت
قالت صحيفة واشنطن بوست إن هناك قناعة متزايدة في الولايات المتحدة بأن على بريطانيا تحت قيادة رئيس الوزراء الجديد ديفد كاميرون أن تتلمس طريقها بنفسها فيما يتعلق بالقضايا الدولية.
وأضافت قائلة إنه ليس من الضروري أن يكون ذلك بمنأى عن الولايات المتحدة تماما، كما لا ينبغي لبريطانيا أن تكون ملتصقة على الدوام بحليفتها، إلى الحد الذي جعل العديدين يصفونها بالشريك الصغير في السنوات العشر الماضية.
ولعل هذه الصفة تجلت بنحو واضح في ذروة الحرب على العراق، عندما كان تحالف رئيس وزراء بريطانيا آنذاك توني بلير مع الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش موضع استهزاء واسع، باعتباره أشبه بتبعية الكلب لصاحبه.
وتمضي الصحيفة إلى القول إنه لا المسؤولون الأميركيون ولا البريطانيون يعتقدون أن حزب المحافظين بزعامة كاميرون, الذي شكل حكومة ائتلافية مع حزب الديمقراطيين الأحرار, سيجري تغييرات ذات مغزى على السياسة الخارجية لاسيما في أفغانستان, أو على تعامله مع الخطر النووي الإيراني المتنامي.
وأشارت إلى أن الرئيس باراك أوباما عندما هاتف كاميرون الثلاثاء مهنئا إياه بالفوز ومؤكدا خصوصية العلاقة بين البلدين, كان ذلك من باب الضرورة الدبلوماسية، بالنظر إلى تاريخ التحالف الطويل بين الولايات المتحدة وبريطانيا, إلا أن الواقع ربما يوحي بأن هذا المفهوم تجاوز حدود النفع المرجو منه.
ووصفت تعبير "العلاقة الخاصة" بأنه حقيقة وخيال معاً، ويعود هذا المصطلح إلى عهد ونستون تشرشل عقب الحرب العالمية الثانية.
ومنذ ذلك الحين ساد اعتقاد لدى القادة البريطانيين بأنه ليس ثمة أهم من علاقات بلادهم بالولايات المتحدة، وقد أقام الرؤساء الأميركيون على تعاقبهم علاقات شخصية مع نظرائهم البريطانيين.
وقد شكك كل من كاميرون ورئيس الديمقراطيين الأحرار نك كليغ -الذي تولى منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الائتلافية الجديدة- في مفهوم "العلاقة الخاصة".
ففي خضم الحرب على العراق, حذر كاميرون آنذاك من أن العلاقات بين بلاده وأميركا باتت أحادية الجانب.
كما أبدى كليغ أيضا ارتيابه علنا من مصطلح "العلاقة الخاصة", فقد حذر زعيم الديمقراطيين الأحرار الولايات المتحدة إبان حملته الانتخابية من أن تركن إلى مواقف بريطانيا دوما.
وثمة مؤشرات أخرى تدل على التغيير، فقد وصف وزير الخارجية البريطاني الجديد ويليام هيغ أمس الولايات المتحدة بأنها "الشريك الذي لا غنى عنه", لكنه أضاف أنه هو وكاميرون متفقان على أن العلاقات يجب أن تظل "قوية لكنها غير خانعة".
ابو طلال
22-05-2010, 06:43 PM
متابعة سياسية
التحدّيات الكثيرة التي تواجه بريطانيا
لم ترزح المملكة المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية تحت هذا العبء الهائل من المشاكل السياسية والدستورية والاقتصادية والعسكرية والجغرافية الاستراتيجية المستعصية.
وضعت النتائج غير الحاسمة للانتخابات العامة التي أجريت في 6 أيار (مايو) الجاري والتي لم يفز فيها أي حزب بالأكثرية المطلقة، هذه المشاكل كافة تحت المجهر، ما أثار قلق الطبقة السياسية برمّتها. وتحدّث زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، الذي أسف لعدم تحقيق انتصار كان يعتقد أنه في متناول يده، عن وجود «نظام سياسي متصدّع».
غير أنّ المفاجأة غير المتوقعة تمثلت في إمساك زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي نيك كليغ بتوازن القوى بين حزب العمّال وحزب المحافظين. فحاز الديموقراطيون الليبراليون على 23 في المئة من الأصوات، إلا أنهم لم يحصلوا الا على 57 مقعداً في مجلس العموم، أي أقل من عُشر أعضاء المجلس، الأمر الذي يدل بوضوح على عدم عدالة النظام الانتخابي الحالي الذي يقوم على فوز المرشح الذي يحصل على اعلى نسبة من الاصوات، مهما كانت هذه النسبة.
لهذا السبب، لجأ الحزب الديموقراطي الليبرالي إلى تنظيم حملات متعدّدة على مدى عقود من أجل اعتماد نظام انتخابي يقوم على التمثيل النسبي. ويبدو أنّ هذا الحزب في صدد المطالبة بإجراء هذا التغيير الجذري أو أقلّه إجراء استفتاء حول هذه المسألة. فبطريقة أو بأخرى، بات نظام الحزبين، الذي طالما ساد السياسة البريطانية لوقت طويل، في حكم الميت، الأمر الذي أدى إلى اعتماد سياسة الائتلاف!
لا يطالب الحزب الديموقراطي الليبرالي باعتماد التمثيل النسبي فحسب بل يريد تطوير علاقات أوثق مع أوروبا من العلاقات التي يطمح إليها حزبا المحافظين والعمّال. كما أنّ هذا الحزب يبدي تسامحاً أكبر تجاه الأقليات الإثنية ومثليي الجنس ويسعى إلى تقليص الاعتماد الكبير على الولايات المتحدة.
لقد عارض الحزب الحرب التي شنّها حزب العمّال في العراق والتي وُصف على أثرها رئيس الوزراء حينها توني بلير بأنه «كلب أميركا المدلل». إلا أنّ حزب المحافظين دعم بدوره هذه الحرب. وكان الحزب الديموقراطي الليبرالي الحزب الوحيد الذي تصرّف بطريقة مناسبة حيال هذا الموضوع. وهو اليوم يعارض الحرب في أفغانستان ويريد أن تنسحب القوات البريطانية منها في أسرع وقت ممكن. ويطرح اعتماد هذا النوع من السياسات الجذرية مشكلة كبيرة أمام شركاء الحزب الديموقراطي الليبرالي في الائتلاف الحكومي.
غير أنّ الأزمة المالية الحادة التي تعاني منها بريطانيا تطغى على الخلافات كافة المرتبطة بالسياسات. ويقارب العجز الهائل في الموازنة الـ 170 بليون جنيه إسترليني بحلول عام 2010 - 2011 أي حوالى 11 في المئة من الدخل القومي. وإن لم تكن بريطانيا ترغب في معاناة تجربة اليونان المريرة التي طلبت ذليلة من شركائها في الاتحاد الأوروبي ومن صندوق النقد الدولي مساعدتها، فعليها أن تفرض تخفيضات كبيرة على نفقات الحكومة. ولا شك في أن الضمانات الاجتماعية والقطاع العام سيكونان في مقدم الضحايا.
بالتالي، ستتقلّص الفوائد التي يحصل عليها كبار السن والمرضى والعاطلون من العمل وسيتقلص عدد موظفي الحكومة وعدد اساتذة المدارس وعدد الممرضات في المستشفيات. كما سيتمّ إرجاء المشاريع الأساسية الخاصة بالبنى التحتية إلى يوم آخر وسيتمّ رفع الضرائب. لم تعد بريطانيا بلداً ثرياً بعد الآن. وينبغي عليها أن تخفّف مصاريفها ليس لبضعة أشهر فحسب بل لعدة سنوات مقبلة.
هل يمكن حصول ذلك من دون حدوث اضطرابات اجتماعية وإضرابات وصراع بين الطبقات الاجتماعية ومناوشات في الشارع؟ تتشارك بريطانيا في هذا المشهد القاتم مع إسبانيا والبرتغال وإرلندا وفرنسا وبالطبع اليونان حيث أدت الأزمة إلى بروز وضع شبه ثوري.
تنظر بلدان مثل السويد وهولندا وألمانيا على وجه الخصوص، التي تحرز جميعها نجاحاً اقتصادياً، بازدراء شبه متخفٍّ الى البلدان التي فشلت في ضبط موازنتها واتخذت خيارات اقتصادية خاطئة. ولا يحبذ الألمان إنفاق الأموال التي تعبوا في جنيها على دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي أقل فاعلية منهم. فعندما خضعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل للضغوط الدولية ووافقت على مضض على مساعدة اليونان، تمّت معاقبتها خلال الانتخابات المحلية التي أجريت في الأسبوع الماضي في مقاطعة نورث راين ويستفاليا. إذ مني حزب ميركل المسيحي الديموقراطي بخسارة كبيرة، الأمر الذي أدى إلى خسارتها الأكثرية في المجلس الأعلى في البرلمان.
ولعلّ الصدمة الكبيرة التي تواجه الشعب البريطاني تكمن في أنّ الأزمة المالية تدل على أن بريطانيا لم تعد قوة عظمى. وعلى رغم أن التراجع في سلطة بريطانيا بدا واضحاً على مرّ العقود الأخيرة، إلا أنّ معظم الشعب لم يعر هذا الأمر اهتماماً. كانت سلطة بريطانيا تتراجع منذ المحنة المضنية والمكلفة التي خبرتها خلال الحرب العالمية الثانية وإثر عملية تصفية الاستعمار التي تلتها. وساهمت الانتخابات التي أجريت في بداية هذا الشهر في توضيح ملامح المشهد لا سيما أن الوقت قد حان لمراجعة الأمور.
لم تتفوّق ألمانيا فحسب على بريطانيا بل تبعد عنها الاضواء ايضاً كل من الصين والهند وروسيا والبرازيل والولايات المتحدة طبعاً التي بدأت تسجل معدل نمو جيّد وصل إلى 3.5 في المئة وتتيح فرصاً متعددة للعمل. وسيترتب على بريطانيا التي لا تزال تعاني من الركود أن تتأقلم مع موقع متواضع في عالم يتغيّر بسرعة.
شكلت حرب العراق خطاً فاصلاً. فكانت بمثابة عمل امبريالي كارثي شاركت فيه الولايات المتحدة تحت ضغوط المحافظين الجدد الموالين لإسرائيل وارتكبت بريطانيا خطأ كبيراً في الانضمام إليه. وبدت هذه الحرب مكلفة أكثر من حرب السويس التي شنت عام 1956 ضد جمال عبدالناصر في مصر. ففي ذلك الوقت انضمت كلّ من بريطانيا وفرنسا إلى إسرائيل في الحرب التي شنتها ضد حاكم عربي بعد أن تمّ إقناعهما بأن هذا الأخير يشكل خطراً على مصالحهما. وتسبب فشل حرب السويس بتراجع فادح في تأثير بريطانيا في الشرق الأوسط كما يحصل اليوم بسبب حرب العراق.
يرغب الحزب الديموقراطي الليبرالي في خروج بريطانيا في أسرع وقت ممكن من أفغانستان التي تعتبر مغامرة امبريالية فاشلة. فلا يساهم قتل المسلمين في أفغانستان وباكستان سوى في تأجيج غضب المسلمين وفي استقدام التوترات من جنوبي آسيا إلى بريطانيا وأميركا. وتمثّل الدليل على ذلك أخيراً في محاولة الشاب الباكستاني - الأميركي فيصل شهزاد تفجير سيارة مفخخة في ساحة التايمز في نيويورك.
وستكون القوات المسلحة عرضة ايضاً لعملية التوفير في النفقات. وتبعاً لذلك ينتظر أن يتقلّص عدد حاملات الطائرات والغواصات النووية والطائرات النفاثة السريعة وعدد أفراد الجيش البريطاني الصغير أصلاً. كما يجب أن تتمّ مناقشة ما اذا كانت بريطانيا قادرة على تحمل تكاليف قوة ردع نووي مستقلة. وتشكل هذه احدى النتائج الجيوسياسية المترتبة على هذه الأزمة.
يجب على حكومة بريطانيا المقبلة أن تعالج هذه المجموعة الكبيرة من المشاكل. وما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو عدم تمتع أي حزب بالقوة الكافية لفرض آرائه على البرلمان وعلى البلد. في انتظار بريطانيا إذاً مرحلة طويلة من التسويات القاسية التي من شأنها توجيه ضربة إضافية إلى نفوذ بريطانيا وصورتها.
ويكمن المخرج من الأزمة في أن تقوم أوروبا بتخطي مشاعرها القومية الضيقة والتوحد من أجل تشكيل قارة قوية قادرة على موازاة ثروة وسلطة الولايات المتحدة والصين والبلدان الصاعدة الأخرى. لكن من المستبعد أن يختار البريطانيون على رغم نقاط قوتهم وضعفهم حلاً جذرياً مماثلاً.
باتريك سيل
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.