المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس أمـنيّــة لحملة الدعوة



فرج الطحان
29-01-2010, 10:48 AM
الجزء الأو ل
الاعتقال. أسبابه.مراحله/أساليبه
ليعلم الشباب أن المعركة مع الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين معركة دائمة مستمرة، لا تتوقف أبداً، فالحزب يسعى لهدم هذه الأنظمة وإقامة الخلافة، وهذه الأنظمة تدافع عن نفسها، وتتخذ التدابير لحماية عروشها؛ لذلك كان من الطبيعي الاصطدام بالدولة، سواء أكان اصطداماً سياسياً عن طريق الأعمال السياسية وتعبئة الأمة للوقوف في وجه هذه الأنظمة، أو كان اصطداماً مع جلاديها وسجانيها في أقبية السجون وزنازين المخابرات.
غير أن حامل الدعوة، بما يحمل من عقائد ومفاهيم وما يتحلى به من شجاعة وصبر، قادر على التصدي لكل محاولات كسر صموده، وإبعاده عن ميدان المعركة، وقادر على ضرب أروع الأمثلة على المواجهة والتحدي والتصبر والتجلد..
وفي هذه العجالة نستعرض ما يمكن أن يتعرض له حامل الدعوة من اعتقال وسجن وتعذيب، لعلها تزيد من صلابة الشباب ونضاليتهم.. تاركاً هامشاً واسعاً للشباب للمشاركة في هذا الموضوع..
أخوكم
فرج الطحان

الاعـتقال
هو وسيلة شائعة ومستخدمة منذ القدم كعقوبة أو كوسيلة ضغط وابتزاز، وتلجأ إلية الأجهزة الأمنية من أجل عزل الشخص عن البيئة الخارجية والحياة العامة، وعن معارفه وأقاربه، وعن كل مصادر المعلومات، وصور الحياة العامة. حتى يشعر أنه أصبح وحيداً في هذا العالم، مما يجعله أكثر انقياداً لمحاكميه أو مستجوبيه، وأكثر استجابة للضغوط.

الغاية من دراسة هذا الموضوع
1_ اطلاع حامل الدعوة على ما ينتظره في السجون إذا ما وقع في الأسر نتيجة إهماله وعدم اتباعه لقواعد الأمن، وبالتالي يكون أكثر حذراً.
2_ إطلاع حامل الدعوة على بعض أساليب التحقيق والقواعد التي تساعده على الصمود وعدم الاعتراف.
3_ أن يعرف حامل الدعوة كم هو اهتمام الأجهزة الأمنية بالمعلومات وما تقوم به من تعذيب من أجل المعلومات، وبالتالي يدرك أهمية المعلومة فيحرص عليها، حتى لو كانت معلومة صغيرة أو مجتزئة؛ لأن الأجهزة الأمنية تستفيد منها، وستزيد من التعذيب لأخذ كامل المعلومة.
4_ أن يدرك حامل الدعوة أن الصمود ممكنٌ طالما وجد الإيمان والإرادة، وهو الوسيلة الوحيدة لإنقاذ نفسه من الانهيار والانهزام أمام الأجهزة الأمنية، وهو الوسيلة الوحيدة بمشيئة الله لحماية إخوانه والحزب من الأضرار التي ستلحق بهم نتيجة اعترافاته.
5_ كي يعرف حامل الدعوة معالم طريق العمل لاستئناف الحياة الإسلامية، وأنها طريق محفوف بالمخاطر، فيستعد لذلك.

أنواع الاعتقال
أولاً : اعتقال مستهدف:
حيث تجمع معلومات عن الشخص المراد اعتقاله وتدرس، وبناءً عليها يتقرر اعتقاله، وهناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذا الاعتقال وهي:
أ. الاعتقال من أجل التحقيق ويكون للأسباب التالية:
1_ اعتقال المتهمين وهم الذين تكون أسماؤهم ملتصقةً بقضية تحقق أجهزة المخابرات فيها.
2_ اعتقال المشتبه بهم للحصول على معلومات عن المعتقل نفسه وعن تنظيمه وعن العاملين معه.
ب. اعتقال احترازي:
حيث يجري اعتقال القيادات والكوادر والعناصر الناشطة وذوي الاسبقيات، وغالباً ما تكون قبيل ظروف سياسية غير عادية تمر بها البلاد، وعند وجود نية لدى الأجهزة الأمنية بالقيام بعمل استفزازي يثير نقمة الجماهير ولهذا النوع من الاعتقال عدة أسباب:
1_ إضعاف الحزب بعزل كوادره وأفراده وتحجيم نشاطهم.
2_ قطع الاتصالات بين أعضاء الحزب.
3_ إبعاد بعض الأعضاء والمسؤولين ليحل محلهم أشخاص أقل خبرة وكفاءة لإضعاف القدرة التنظيمية للحزب.
4_ التضييق على المطاردين ومحاصرتهم وذلك بتقليل أنصارهم والتقليل من البيوت التي قد تؤويهم وتساعدهم.
ج. الاعتقال الابتزازي
حيث يجري اعتقال بعض الشباب من دون تهمة واضحة ويكون الغاية منه ابتزازهم والضغط عليهم أو على أقربائهم ومن أسباب هذا الاعتقال:
1_ تجنيد الشاب المعتقل نفسه.
2_ تجنيد قريب له كالأب أو الأم أو الأخ أو الأخت أو الزوج أو الزوجة ….
3_ الضغط على قريب المعتقل كي يعترف.
4_ الضغط على المطارد كي يسلم نفسه.
5_ الضغط على المعتقل كي يعطيهم ما بحوزته من معلومات.
6_ التأثير فكريا على حامل الدعوة لتغيير قناعته وتشكيكه بالمبدأ فكرة وطريقة والتشكيك بقياداته الحزبية.
7_ إثارة الخوف عند المعتقل حتى يجري التأثير عليه لترك الدعوة.

ثانياً :- اعتقال عشوائي:
حيث يجري شن حملات اعتقال جماعية أو فردية ولكن تكون عشوائية؛ أي من دون جمع معلومات مسبقة عن المعتقلين وغالباً ما تكون بعد القيام يأعمال سياسية لافتة، أو توزيع منشورات مهمة سياسيا وتستهدف النظام بالنقد اللاذع. ومن أهداف هذا الاعتقال:
1_ إرهاب الأمة وإخافتها وإشعارها بالخطر الكامن في الانتماء للحزب أو تأييده.
2_ ضرب الحزب، وإحداث بلبلة في صفوفه تمنعه من الاستمرار.

طرق الاعتقال
1_ الاستدعاء بإشعار خطي حيث يتم استدعاء الشخص المراد اعتقاله يطلب منه الحضور لمكان محدد ووقت محدد.
2_ الاعتقال من الطريق بعد المراقبة الدقيقة لتحركات حامل الدعوة.
3_ المداهمة ( من البيت أو مكان العمل ) حيث تقوم أجهزة الأمنية بمحاصرة المكان ومداهمته .
4_ الاعتقال عن المعابر الحدودية ( مطارات ، حدود برية ، موانئ)..
5_ الاعتقال القيام بالأعمال السياسية أو توزيع المنشورات أو مخاطبة الجماهير.

أسلوب الاعتقال
(ونعني به طريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع حامل الدعوة أثناء الاعتقال)

_ الأسلوب الأول هو الاعتقال الهادئ ومن دون عنف.
_ الأسلوب الثاني هو استخدام العنف أثناء الاعتقال وأثناء نقل المعتقل إلى دائرة المخابرات أو السجن وسبب العنف هو:
1_ الضغط على المعتقل لأخذ اعتراف أولي منه أو معلومات قد تفيد في التحقيق بالاستفادة من مفاجأته وقبل أن يستجمع أفكاره.
2_ التشويش عليه حتى لا يستطيع ترتيب أفكاره أو وضع خطة لأقواله أو استحضار غطاء لأعماله.
3_ الإيحاء للمعتقل بأنه خطير وأن لديهم معلومات أكيدة عنه.
4_ قد يكون المقصود من العنف إرهاب الناس المتواجدين في منطقة الاعتقال وتخويفهم وابتزازهم.
5_ لزرع الرعب في نفس المعتقل حيث يقول في نفسه إذا كانت هذه البداية فكيف ستكون النهاية.
6_ قد يستمر الضرب أثناء النقل وعند الوصول إلى دائرة المخابرات أو السجن وقد يوضع في زنزانة ضيقة وقذرة لشل إرادته وتحطيم نفسيته وتهيئته للانهيار السريع.

الأمور المؤثرة على طريقة الاعتقال
1_ نوعية الشخص المراد اعتقاله وخطورته ومركزه.
2_ الغاية من الاعتقال (سبب الاعتقال والتهمة).
3_ طبيعة المنطقة التي سيجري اعتقاله فيها .

فرج الطحان
29-01-2010, 10:52 AM
الجزء الثاني
التحقيق
أسبابه، مراحله، أساليبه

1_ أسلوب التهديد:
ويتم ذلك بعد دراسة مستفيضة لنفسية المعتقل، ومعرفة نقاط ضعفه. حيث يجري تهديد المعتقل بالأمور التي تشكل ضغطاً كبيراً عليه، وهذه الأمور تختلف من شخص لآخر. فمن الناس من تكون نقاط ضعفه في مدة السجن فيلجأ المحقق لتهديده بإطالة فترة سجنه إذا لم يعترف. ومن الناس من تكون نقطة ضعفه في تهديده بعرضه، أو في التعذيب الجسدي، أو في التهديد بالتشويه أو … ومتى ما عرف المحقق نقطة ضعف المعتقل بدأ يبتزه من خلاله.
2_ الحيلة ..
حيث يلجأ المحقق لخداع المعتقل بأن أحد المعتقلين قد اعترف عليه ولهذه الطريقة عدة أساليب منها:
أ_ الدبلجة:
أن يتم إحضار أحد المعتقلين، ويبدأ المحقق يسأله عن أمور يكون جوابها نعم ويقوم بتسجيل صوته وبعدها يسأله عن بعض نشاطات معتقل آخر ويكون السؤال هل عمل فلان كذا؟
وبعدها تدخل إجابات نعم فتصبح الصيغة: هل فلان صلة بالعمل الفلاني أو منطقة كذا ؟ يكون الجواب المدبلج نعم. وهل كنت معه أو رأيته؟ نعم .. وهكذا ..
ويكون المعتقلين من نفس المنطقة أو المحلية.

ب_ عمل سيناريو اعتراف وهمي :
بالاشتراك مع طاقم المحققين ومع الشرطة والحرس: ويكون الهدف من السيناريو إقناع حامل الدعوة أن زميله المعتقل بنفس القضية قد اعترف عليه. وذلك بإشعار حامل الدعوة أن زميله قد نُقل من الدائرة أوجرى تحويله إلى السجن، ويكون ذلك عن طريق الحرس أو عن طريق المحقق نفسه، حيث يسرب لحامل الدعوة أن زميله جرى تحويله إلى السجن (دون إشعار حامل الدعوة أن التسريب لهذه المعلومة مقصود ومرتب).
وبعد بضعة أيام يقومون بتسريب خبر للشاب عن طريق عميل بهيئة معتقل، حيث يقول العميل للشاب بعد أن يتعرف عليه ـ أه أنت فلان !.. لقد رأيت فلان يقصد زميله وهو يسلم عليك وهو متعب نفسياً لأنه وقع في شركهم وهو نادم جداً لأنه اعترف على كل شيء.
لقد خُدع، وهو الآن منهار وفي نفسية مهزوزة، كان يردد سامحني يا فلان (أي الشاب) لأنه اعترف عليك بكل شيء.
وبعدها يقوم المحققون بإحضار حامل الدعوة، ويقولون له كل شيء انتهى .. صاحبك انهار، وهو الآن يكتب اعترافه، وسوف نجعلك تراه بعينك، ولكن لا تتكلم، ويجعلوه ينظر إلى زميله وهو يجلس على الطاولة ويكتب ، وأمامه فنجان قهوة .. (طبعاً يكون يكتب أمور عادية طلبوا منه أن يكتبها) ثم تعصب أعين الشاب ويُجلس في مكان، بعدها يقوم المحقق بتعصيب أعين زميله وأخذه على مقربة من الشاب، ويقوم المحقق بسؤال زميله الذي كان يكتب على مسمع من المعتقل الآخر( دون أن يشعر أن الشاب موجود في المكان)
هل كتبت كل شيء ؟
فيقول نعم .
ويُسأل هل بقي شيء آخر لم تذكره ؟
فيقول لا .
ويسأله المحقق وبالنسبة لفلان (الشاب) هل كتبت كل شيء عنه ؟
فيقول نعم .
فيقولون له يعطيك العافية اذهب وارتاح .
وفي الحقيقة، هذا الشخص لم يكتب ولم يعترف إلا بأمور عادية كأن يكون كتب لهم قصة حياته، وما يعرفه عن الشاب من معلومات عادية ..
ولكن بهذه الطريقة يدخلون الشك لنفس الشاب أن صديقه قد انهار فعلاً، وقد يسألون صديقه وعلى مسمعه أيضاً كيف المحققين معك. حتى يؤكدوا للمعتقل الآخر أنه فعلاً كان عند المحققين وأنه انهار هناك (وقد يكون عرض على المحققين فعلاً ولكنه لم يعترف ولم يذكر شيئاً) وبعدها يدخلوا المعتقل الآخر إلى غرفة التحقيق، وكأنهم ضامنون اعترافه ويعطونه ورقة وقلماً ويحضرون له قهوة، ويطلبون منه أن يكتب كل شيء وبهدوء حتى يرتاح كما ارتاح زميله.
وفي حال لم يعترف يزيدوا التعذيب. حتى يشعروه أنهم فعلاً تأكدوا منه الآن وأنه لن ينفعه الإنكار.

ج. الفتاشات:
وذلك باستعمال بعض المعلومات التي تكون عند المحقق سواء نتيجة مراقبة الشاب مراقبة دقيقة وجمع معلومات دقيقة عنه، وعن الأشخاص الذين يلتقيهم والأعمال التي يقوم بها، أو عن طريق اعترافات آخرين، وربما تكون تخمينية أو نتيجة أن أسلوب الحزب معروف في كسب الناس أو تثقيفهم، ولا يخرج عن إطار معين، وتكون هذه المعلومات عادية ولكنها توقع في نفس المعتقل، وتجعله يشك بل وأحياناً يتأكد أن المحقق يعرف عنه كل شيء.
كأن يسأله المحقق (ما علاقتك بفلان؟ أو أنت عضو/مسؤول في الحزب؟ أو أنك قمت بكذا يوم كذا؟ …. ) ومع أنها أمور عادية إلا أنها تنطلي على البعض الذين ليس لديهم خبرة، أو بالأحرى الذين يكونون ينتظرون مبرراً أو نصف مبرر للاعتراف بحجة أنه وجد كل شيء عند المخابرات.

3_ أسلوب الصفقة :
حيث يجري إقناع المعتقل بأن يعترف للمحقق، مقابل أن يقوم المحقق بالتدخل للإفراج عنه، أو تخفيف الحكم عنه، ويساعده في صياغة الاعتراف حيث تكون تهمه كلها بسيطة، وكانت نتيجة إكراه وضغط من قبل آخرين، وأنه يتعهد بعدم العودة لمثل هذه الأعمال وأنه نادم على ما بدر منه، وأنه سيترك الحزب ويستنكره.
وهنا يقوم المحقق بإقناع المعتقل بأن المحقق لا يهمه أن يُسجن المعتقل فترة طويلة أو قصيرة، وأن مهمته تقتصر على الحصول على الاعتراف لذلك سيبذل كل جهده بأن تكون مدة الحكم بسيطة، إن لم يفرج عنه.
ويقنعه أيضاً أن لتقرير المحقق الأثر الكبير في الحكم، وأن المخابرات تستطيع أن تُدخل من تشاء إلى السجن ومن دون تهم ولفترات كبيرة، وتستطيع أن تخرج منه من تشاء حتى التهم الكبيرة.
وقد يعرض المحقق على الشاب أن يعمل معهم مخبراً مقابل أن يجري الإفراج عنه من المخابرات وأن لا يجري تحويله إلى السجن، وأنه بمجرد موافقته على العمل معهم وتوقيعه على إقرار بذلك فإنهم سيفرجون عنه، وانه سيعود إلى أهله.
وقد يجري ابتزاز المعتقل عن طريقة صفقة، بأن يفرجوا مثلا عن بطاقته الشخصية المحتجزة لديهم أو يعطونه حسن سلوك أو ما شاكل ذلك مقابل توفير معلومات عن الحزب لهم، وفق آلية يجري ترتيبها معه لاحقاً.
فعلى حامل الدعوة أن يدرك أنهم يريدون ابتزازه للوصول إلى ما يريدون، فعليه أن يتقي الله، وأن يعتصم به، وأن لا تلين له قناة في رفض عروضهم حتى لو كان في مسيس الحاجة لها.

ثالثاً : - أسلوب التشكيك
ويهدف هذا الأسلوب إلى تشكيك المعتقل بعدة أمور سنذكرها : -
( ليس بالضرورة أن يتبع المحقق هذا الأسلوب قبل غيره من الأساليب. كما أنه لا يتَّبِع أسلوباً معيناً بمعزل عن باقي الأساليب، فيستخدم جميع الأساليب وطوال فترة التحقيق، ولكن يكون التركيز أكثر على الأسلوب الذي يشعر أنه مؤثر على المعتقل).
1_ تشكيكه بنفسه وبصموده:
حيث يتم إشعار المعتقل بأن الاعتراف شيء حتمي، ومُسلم فيه، وأن المحقق ليس في عجلة من أمره، ويقومون بالسخرية منه وبأنه بسيط في تفكيره، وأنه يحمل السلم بالعرض ويريد أن يقاوم المخرز بكفه، ويتم تسريب بعض الكلمات على مسمعه (بأنه بسيط وكان ضحية أناس خدعوه ببعض الأفكار الزائفة، وهم الآن مرتاحون في بيوتهم وهو المسكين هنا يُعذب من أجلهم، ومن أجل أن يقال عنه بطل)، وأنه لا يريد أن يعترف خشية أن يقال عنه جبان .. وأنه كباقي الذين سبقوه في التحقيق لم يعترفوا إلا بعد فترة حتى يجدوا مبررا أمام الناس بأنهم لم يحتملوا التعذيب.
وهذا الكلام يكون الهدف منه عدة أمور:
أ . تشكيك المعتقل بنيته في العمل (هل صمودي ليقال عني أني صمدت أم لله تعالى)..
ب. لجعله يفكر جاداً أن الكثيرون فعلاً اعترفوا وخرجوا وقد أعذرهم الناس وكان ذلك بعد عدة أيام من اعتقالهم، فتبدأ وساوس الشيطان تفعل فعلها وتقول له أنت احتملت أكثر منهم فلو اعترفت بشيء بسيط لا أحد يلومك.. ويبدأ التفكير باعتراف جزئي وعن نفسه فقط. وينتهي باعتراف كلي وعن كل من يعرف وكل ما يتوقع هذا إذا لم يسقط !!.
2_ التشكيك بإخوانه:
ويكون ذلك بالتركيز على بعض الأمثلة والمصطلحات (ناس تأكل الدجاج وناس تقع في السياج) ويخاطبون المعتقل بصيغة أنه مُوَرط توريط، وأنه مجرد ضحية لأناس انتهازيين دفعوا به إلى السجن، وهم الآن في بيوتهم وهو يعذب من أجلهم.
ويحاولون إدخال فكرة أن لو كان مسؤوله تعذب مكانه لاعترف !! …
فضلاً عن أنهم يحاولون إقناعه، أن الذين يعمل معهم مخترقين، وهو في السجن بناءً على معلومات تسربت من الذين يعمل معهم.
3_ التشكيك بالقيادة والمسؤولين:
وذلك من خلال الحديث عن ترف أو بذخ القيادات، وأنها لم تضحِ ولم تقدم، وأنهم كملوك الشطرنج، وهو كالبيدق فقط للدفاع عن الملك والتضحية من أجله، ويحاولون أن يشككوا في إخلاص القيادة، ويحاولون إقناعه بأن هناك حسابات شخصية في الحزب. ويحاولون زرع بعض النظريات مثل (فكر أنت لنفسك ولا تدع الآخرين يفكروا لك).
وأنك الآن تحت التعذيب وقد تخرج مشوهاً، أو قد تقتل، و يتيتم أطفالك، وأنت ترى كثيرين من الشباب الذين دخلوا السجن كيف دمرت حياتهم، وشرد أطفالهم ونساؤهم، وتخلى عنهم أقرب الناس إليهم، وكيف أن زوجته وأطفاله يعيشون عالة على غيرهم، وقيادة حزبه بعيدة عن الأذى والاعتقال.
4_ التشكيك بالأفكار والمفاهيم التي حمل الدعوة من أجلها:
وذلك عن طريق مناقشة المعتقل بالأفكار التي يطرحها أعداء الحزب والمشككين فيه، واستخدام أطروحاتهم سهاما للنيل من عزيمة الشاب، ويركزون على المعتقلين الجدد الذين لم يتمركز لديهم الوعي بعد، والذين ليس لديهم الحُجة أو القدرة على النقاش، وذلك لزرع بذور الشك في ما يحماون من أفكار ومفاهيم.
كما ويثيرون قضية أن االحكام مسلمين يصومون ويصلون، وأنهم يطبقون الإسلام في جوانب كثيرة، وأن بلادهم محاصرة، وأن الغرب لديه القدرة على محو المسلمين عنوجه الأرض، علاوة على أنهم اولياء أمور المسلمين وأن طاعتهم واجبة والخروج عليهم حرام، ثم يبدأون بالاستدلال على صحة كلامهم بأحاديث الصبر على الحاكم المسلم حتى لو ظلم وجلد الظهور، وكل ذلك ليشككوا الشاب في قضيته وليفتوا في عزيمته حتى ينهار.

فرج الطحان
29-01-2010, 10:55 AM
أترك هذا الموضوع مفتوحا للمشاركة من قبل الشباب، وبخاصة أصحاب الخبرة منهم، ولإثراء الموضوع بتجارب مختلفة، سائلين المولى عز وجل أن يحمي هذه الدعوة وشبابها من أعدائها المتسلطين، وأن يثبتهم على الحق، وأن يجري الحق على ألسنتهم ومواقفهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه..
أخوكم
فرج الطحان

المستخلف
29-01-2010, 02:14 PM
بارك الله فيكم، التجارب تفيد الشباب وتقوي العزيمة حين تعلم انه ما اصابك الا ما اصاب من سبقوك وحين تتذكر مواقفهم القوية فتستحيي الا ان تسلك سلوكهم وتحذو حذوهم وان كنت من اصحاب الهمة والعزيمة ضربت نموذجا أقوى في التحدي والصبر في سبيل الله ودعوته، فبانتظار اجابة الأخ فرج من قبل بقية الشباب...