مشاهدة النسخة كاملة : هل نصر الله يتوقف على قيام الخلافة الاسلامية ؟
بسم الله الرحمن الرحيم :
أرى أننا أصبحنا نتحدث في عموميات ، ولا نعرف الى أي مدى نختلف أو نتفق ، لذلك أرى أن نتحول الى جزئية بسيطة توضح فكرتي ، لو نجح الاتحاد المغاربي مثلا وهي دول عربية في تكوين كيان يشبه الاتحاد الاوروبي ، فهل ترون هذا المشروع يحقق طموحات العرب المسلمين في تلك البلاد ، أو ترونه انكفاءا وتهربا من مشروع الجامعة الاسلامية ؟ أم تروا أنه يجب على شعوب تلك المنطقة وشعوب الدول الاسلامية كآفة ان تنتظر الوحدة الاسلامية الشاملة التي أنا أتحفظ على القول بواقعيتها في هذا العصر ؟
علما بأن النصر من الله عزوجل لا يتوقف على توحد المسلمبن تحت راية الخلافة ، بل أنه لا يتوقف على ايمان أو كفر الدولة المنصورة ، بل بتوقف على العمل الدؤوب والارادة الصادقة ، وعلى تكريس العدل وحقوق الانسان في تلك الدولة ، فأنظروا معي الى نجاح الوحدة الأوروبية مع كفر أصحابها ، والولايات المتحدة الأمريكية ، بل أنظروا الى ازدهارها وقوتها حتى من دون توحد تلك الدول ، وهذه الواقعية موجودة حتى في كتب التراث الاسلامي للسلفيين وغيرهم فهاهو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول : ان الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ، ويخذل الدولة الظالمة وان كانت مسلمة ، أو بما معناه .
علما بأني أيضا لست ضد الطموح والعيش في حلم الوحدة الاسلامية اذا كان الشرع يوجب ذلك ، والقرآن الكريم يقره كهدف للمسلمين ، والقرآن بصلاحيته لكل زمان ومكان فيه كل ما يصلح حال المسلمين في كل عصر ، ولذلك ( يغفل) ذكر النظام السياسي لأنه يتغير بتغير الأزمنة والعصور ، وامر كهذا تريدون عسكرة العالم الاسلامي لأجله وتكريس الهمم له يحتاج الى نص قطعي لا يقبل التأويل ، فتخيلوا معي لو أن المسلمبن تجشموا الصعاب واراقوا الدماء وجروا على أنفسهم عداء الأمم الأخرى لأجل تحقيق هذا الهدف ظنا منهم انه المأمور به في الشرع ، ثم بعد ذلك فشلوا وتبين أن الأمر موضع خلاف وقابل للرد وانه غير واقعي وأنه غير مطلوب من الله عزوجل ، فهل هتاك في رأيكم ما يهون عليهم مصيبتهم عند ذلك ...
أبو محمد
03-12-2009, 04:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عربي،، لو أنك تحدد مرجعيتك في الحديث لكان البحث بالعموميات والجزئيات لا يختلف فالأصل واضح بين، ولكن للأسف أنت غير واضح المفاهيم. فلا المفاهيم الإسلامية ضابطك ولا مفاهيم القومية على ما فيها من هزال مرجعك، فأراك لا يضيرك المناداة بالقومية الإسلامية وبالإشتراكية الإسلامية مع أن الأمر أوضح من الشمس في رابعة النهار بأن الإسلام مبدأ لوحده بل ويرفض ويحارب ويناقض كل ما تدعو له سواء أدعوت لقومية إسلامية أو قومية خالصة؟!
قلت لك سابقا أنك تظن بأن الوحدة تأتي شاملة لكل الأمة من أول يوم ولذلك تجاهلت قولي أن الوحدة الإسلامية تبدأ بنقطة ارتكاز تقوم الدولة بها ثم تسعى لضم البلاد الأقرب فالأقرب، هذا من الناحية العملية والواقعية وإلا كنت تتجاهل واقع الوحدة والتوحد! أما على الصعيد الفكري فمشروع الوحدة والجامعة الأسلامية من البداية يكون هدفه الأمة كلها لأنه مشروع إسلامي وهذا حكم شرعي يستند إلا دليل شرعي فلا قومية تربط بين الناس في الأسلام، فالأخوة الأسلامية المبنية على العقيدة الأسلامية هي الرابطة الوحيدة التي تجمع كل شعوب ومكونات الأمة الأسلامية.
أنا باقي مشاركتك فلا علاقة لها بمضوعنا هذا.
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الكريم أبو محمد :
أنا لا انتمي الى أي حزب ولا أقلد أي مفكر اسلامي معين ، أنا هنا أتكلم كمسلم لا يرى تناقضا بين اسلاميتي وعروبتي ، ولا افهم ما هي المشكلة التي تدعوا الى الفصل بين الاسلام والعروبة ، فلاسلام نشأ في أرض العرب والرسول عليه السلام عربي والقرآن عربي ، وأنا أفضل أن نتجرد من أي انتماءات خلال نقاشنا هذا ، وننظر الى الأمور ببساطة مستنيدين الى صريح القرآن وما يمليه العقل ، فأنا لا أرى في القرآن ما يلزمني بالعمل على انشاء ( الخلافة الاسلامية ) ، ويمكن فهم العلاقة بين الله والانسان كفرد في القرآن وتطبيقها في جميع مناحي الحياة ، فمثلا لو كنت رئيسا لدولة فهذا لا يعتبر امتيازا يخرجني من نطاق الاوامر القرآنية ما دمت مسلما ، وكل ما عليّ أن أفعله أن أمتنع عن اجراء أي اتفاقية لا ترضي الله ورسوله كاتفاقية دفاع مشترك مع عدو للاسلام أو صفقة تجارية مع عدو يستعملها لاغتصاب حقوق المسلمين ، وأن أمتنع عن ظلم أي فرد أو أقلية في بلادي اذا كان ذلك في نطاق صلاحياتي القانونية ، الخ من المحرمات في الاسلام ، ولا أرى ما يوجب عليّ أن أغير نظام الانتخابات لأني لا أرى ما يوجب تحريمه ، ولا أن أغير النظام النيابي لأني لا ارى ما يوجب تحريمه ، الخ من تفاصيل نظام عملي كرئيس للدولة ، والأمر سهل يمكن تشبيهه بادارة الشركة ، فمدير الشركة يراعي دينه في معاملاته ، ولا يخرجه منصبه عن نطاق الأوامر الدينية ، ......الخ . فهذه النظرة البسيطة هي من صميم القرآن الذي يقول ( وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ) .......
السلام عليكم ورحمة الله .
أبو محمد
03-12-2009, 04:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
من طلب منك أن تكون حزبيا أو منتميا لحزب، كل ما نريده حتى نستطيع الحوار أن تكون ذو مرجعية محددة، إما إسلامية أو غير ذلك، أما واقع حالك فغير ذلك تماما، تلقي الأحكام ولا تبين الدليل الشرعي وتقول مسلم وأعمال إسلامية، لا أحد يطالب بفصل الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية، ونقصد بالطاقة العربية هنا اللغة فقط، ولكننا نرفض أن تكون العروبة الرابط بين أبناء الأسلام لأن ذلك مناقض لمفاهيم الأسلام وحرام شرعا وأظن أن الأخ أبا العبد قد بين لك حرمة ذلك بالأدلة الشرعية؟
تكثر من القول لا أجد بصريح القرآن، لم يبن القرآن شيئا في هذا.....الخ أقول، وما ذنب الأسلام إن قصر عقلك على الأستنباط والفهم، فمعظم الأحكام الشرعية مبنية على غلبة الظن!!!
ودمتم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
تكثر من القول لا أجد بصريح القرآن، لم يبن القرآن شيئا في هذا.....الخ أقول، وما ذنب الأسلام إن قصر عقلك على الأستنباط والفهم، فمعظم الأحكام الشرعية مبنية على غلبة الظن!!!
ودمتم
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي أبو محمد حياك الله :
أنا معك في أن الأحكام الشرعية في أغلبها مبنية على غلبة الظن ، ولا يمكن لموضوع خطير ومصيري كأمر الخلافة الا أن يكون مبنيا على نص قطعي ، وهذا ما حاولت أن أوضحه في مقالي ، فالأحكام تتفاوت في ظنيتها أو يقينيتها على حسب اهميتها ، ففي فضائل الأعمال والترغيب والترهيب يعمل الفقهاء بالاحاديث الضعيفة - وان كان لي تحفظا على ذلك -، ولا يأخذون في القضايا الكبرى للأمة والعقيدة الا بالمتواتر والقطعي، وليس مهما يا أخي أن أستعرض فهمي لطرق الاستنباط والدخول في متاهة هذه التفاصيل ، وانما مرادي أن أوضح الفكرة بشكل عام وبسيط .
تحياتي ...
ابو عمر الحميري
25-03-2010, 07:15 PM
اخي الكريم عربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الضروري ان تحدد الاساس الذي تنطلق منه للنقاش وانت كرجل مسلم تؤمن بالاسلام كعقيدة ينبثق عنها نظام فينبغي ان يكون الاساس الذي يتم عليه النقاش هو العقيدة الاسلامية والاحكام الشرعية المنبثقة عنها وان تكون عي المرجع الوحيد للنقاش فكل فكر يتناقض مع الاسلام فينبغب ان ينبذ ويطرح جانيا كالفكر القومي والعروبي والوطني .
اما وحدة المسلمين في دولة واحدة يحكمها خليفة واحد يبايعه المسلمون على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله فينبغي ان لايكون حلما في الخيال بل هي فرض فرضه الله على المسلمين كما فرض الله عليهم الصلاة والصيام والحج والزكاة يحرم التقاعس عنه فإن التقاعس عن هذا الفرض هو اثم كبير يحاسي عليه رب العلمين حسابا شديدا ويعذب عليه عذابا اليما وقانا الله وإياكم من شر ذلك اليوم ولبقانا نضرة وسرورا وادخلنا وإياكم جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين انه سميع مجيب وبارك الله فيكم .
ابو كفاح
25-03-2010, 09:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث عن النصر كثيرا ما يطرح هذه الايام ،ومع الاسف يعمل على تضليل الناس في هذا المفهوم الشرعي ،فالاصل تحديد معنى النصر ،حتى نعرف ان كانت عودة الخلافه تعني حصول النصر ام لا،والقرآن تحدث عن النصر في آيات عده ،وكذلك تحدث القرآن عن الاستخلاف والتمكين ،وبالتدقيق في معنى النصر ان تعلق الامر بالقتال نجد ان معنى النصر هو حصول الغلبه على الاعداء في القتال ،فالذي يغلب في القتال هو المنتصر سواء حقق اهدافه ام لم يحققها ،فحصول الغلبه في القتال يعني الانتصار وتحقيق الاهداف مبالغه في الانتصار ،ولذلك نقول ان المسلمين انتصروا في معركة بدر ،وان المسلمين هزموا في معركة احد، ونقول ان الصحابه انتصروا لما ذهبوا لفتح القسطنطينيه بالرغم من عدم فتحها وذلك لكونهم حاصروا القسطنطينيه اي ان الغلبه كانت لهم ،مع كونهم لم يحققوا الهدف وهو فتح القسطنطينيه ،ويبوء بالهزيمه من لا يلاقي من يطلبه للقتال ويفر من وجهه ولو لم يحصل القتال،فالرسول عليه السلام يقول (نصرت بالرعب من مسيرة شهر )فاعتبره عليه السلام نصرا بالرغم من عدم حصول المواجه والقتال ،ولذلك عندما يغير الطيران فوق القصور ويدمر بعض المنشآت ولا يواجه ولا يرد على العدو يكون هو المنتصر واي ادعاء خلاف هذا يكون يمييعا للموقف ، وتخاذلعن القتال .
اما اذا كان الحديث عن الاستخلاف والتمكين ،فالآيه واضحه ان الاستخلاف والتمكين لا يكون الا بتطبيق الاسلام كاملا في معترك الحياه ،والرسول عليه السلام هو الذي حقق التمكين والاستخلاف للاسلام والامه ،وكان هذا التحقيق باقامة الحكم على اساس الاسلام في كل امر من امور الحياه ،والدليل على ذلك آية (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا.....)فلا يقال عن عمل الامه اليوم ما لم يحصل الاستخلاف والتمكين اي عودة الخلافه لتطبيق الاسلام ان الامه انتصرت مهما كانت النجاحات الجزئيه اثناء العمل للوصول لهذا الهدف ناهيك ان الامه لها عقود والاسلام غير مطبق عليها ،بل تحكم بغير ما انزل الله في كل بلاد الاسلام .
اما ان الخلافه كنظام حكم معين هل ورد ذلك بالقرآن ام لا ،فهذا الطرح غريب فالخلافه بقيت منذ ان اوجدها الرسول عليه السلام في المدينه المنوره الى ان هدمها الكافر في عام 1924 ،كذلك فان آيات الحكم بما انزل الله هي دعوة لتطبيق الاسلام ولا يكون ذلك الا بالخلافه اي الدوله الاسلاميه ،والرسول بين ان الخلفاء هم حكام هذه الامه في اكثر من حديث ،ومعلوم ان الاحاديث يستدل بها على الاحكام الشرعيه كالقرآن سواء بسواء ،وانا استغرب من يقول انه لو كان حاكما لن يوقع اي اتفاقيه لا ترضي الله ورسوله وهو لا يدرك شكل نظام الحكم في الاسلام ،فعندما نقول ان الاسلام لا يقول بالوراثه في الحكم ،اي اننا نرفض النظام الملكي ،فشكل نظام الحكم احكام شرعيه تؤخذ من الكتاب والسنه وليس من العقل او الواقع ،واما الحديث عن القوميه العربيه ، فالاسلام هو الذي ذمها وحرمها ،باعتبارها لا تصلح لان تربط بين بني البشر ،كذلك هذه القوميه لا تنبثق عنها معالجات لحل مشاكل الناس ،فالقوميه عندما وصلت للحكم اخذت الاحكام من الشرق والغرب ،فهي فكرة قبليه توجد التخاصم بين القبيله على السياده ،اي انها غير قادره على صهر القوميات في بوتقة معينه ،اما الاعتزاز باللغه العربيه باعتبارهالغة القرآن فهذا ليس خاصا بالعرب بل بكل المسلمين ،وغير العرب اتقنوا اللغه العربيه باعتبارها لغة الاسلام وليس لغة العرب .
ان الاهتمام باللغه العربيه امر يوجبه الاسلام ،ولذلك يجب ان تكوناللغه العربيه هي لغة الدوله الرسميه ،ويحرم الكتابه بغيرها للامم والحكام ،فهي اللغه التي يتوقف عليها فهم الاسلام ،وبدونها يتوقف الاجتهاد الذي هو طريقة استنباط الاحكام ،وهذا هو الهدف من مزج الطاقه العربيه (اللغه العربيه)بالطاقه الاسلاميه(الاسلام) ولذلك نجد ان الاسلام لم يفرق بين البشر الا بالتقوى ،ولم يجعل للعرب فضل على غيرهم من الامم والشعوب .
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.