المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قضية السفينة التي احتجزتها (اسرائيل)



ابو العبد
10-11-2009, 10:41 PM
كتب المُحرِّر الديبلوماسي* :‬

قضيّة السفينة »‬فرانكوب« ‬التي ‬اعترضتها القوات الإسرائيليّة في ‬المياه الدوليّة، ‬قرب جزيرة قبرص، ‬فجر الأربعاء ‬4 ‬الجاري ‬والتي ‬أكدت إسرائيل أنها كانت تحمل كميّات ضخمة من الأسلحة القادمة من إيران والمرسلة إلى »‬حزب الله« ‬عبر سورية، ‬هي ‬قضيّة تطرح العديد من التساؤلات في ‬هذه المرحلة الدقيقة التي ‬تشهدها المنطقة.‬
ولقد حظيت هذه القضيّة، ‬منذ لحظة الإعلان عنها، ‬باهتمام فعلي ‬ليس فقط في ‬الأوساط الديبلوماسيّة الدوليّة بل كذلك في ‬الأوساط الاستخباراتيّة والعسكريّة. ‬ومنذ صباح الخميس ‬5 ‬الجاري، ‬بدأت التقارير الأوليّة، ‬من إسرائيل ومن خارج إسرائيل، ‬تصل إلى بعض مواقع القرار، ‬مثل قيادة »‬حلف شمال الأطلسي« ‬في ‬بروكسيل. ‬ذلك أن الدخول في ‬تفاصيل هذه القضية ‬يثير علامات استفهام عدة بعضها ‬غير متوقع على الإطلاق.‬
ومع أن هذه القضيّة لم تنجلِ ‬بعد بوضوح، ‬فإن ثمّة مجموعة من المعطيات الأكيدة التي ‬بدأت تتجمّع حولها:‬
1- ‬السفينة لم تكن تحمل فقط شحنة مواد مدنيّة، ‬بل كانت هناك بالفعل شحنة أسلحة على متنها. ‬الجيش الإسرائيلي ‬استدعى الصحافة لمعاينة حمولة السفينة، ‬لكن ليس فقط الصحافة. ‬كان هناك أيضاً ‬ملحقون عسكريون أجانب، ‬من بينهم خبراء ذوو مستوى دولي، ‬عاينوا السفينة والأسلحة. ‬وقالوا في ‬تقاريرهم الأولى ان لا شك في ‬أن هذه الأسلحة ليست إسرائيليّة، ‬وأنها كانت بالفعل على متن السفينة. ‬بكلام آخر، ‬القضيّة ليست مجرّد »‬تركيبة« ‬إسرائيليّة لأهداف إعلاميّة وسياسيّة.‬
2- ‬الأسلحة التي ‬كانت على متن السفينة، ‬والتي ‬تقول التقديرات الإسرائيليّة إنها توازي »‬آلاف الأطنان«‬، ‬هي ‬أكبر شحنة أسلحة تضبطها إسرائيل في ‬تاريخها.‬
3- ‬إسرائيل حصلت على معلومات استخباراتيّة دقيقة تتعلق بهذه السفينة. ‬قوة الكوماندوس الخاصة التابعة لسلاح البحريّة الإسرائيلي ‬لم تهتم بهذه السفينة بمحض الصدفة كما أوحت بعض التصاريح الإسرائيليّة. ‬فهذه القوة عندما ‬غادرت الشاطئ الإسرائيلي ‬توجهت مباشرة نحو السفينة، ‬التي ‬كانت خارج المياه الإقليميّة الإسرائيليّة، ‬واعترضتها بينما كانت على بعد حوالى ‬180 ‬كيلومتراً ‬من سواحل إسرائيل، ‬وفتشتها ومن ثم اقتادتها إلى ميناء أشدود العسكري ‬الإسرائيل. ‬هذا ‬يؤكد ‬أن ثمّة اختراقا ‬استخباراتياً ‬من إسرائيل لشبكة إيصال الأسلحة من إيران إلى المشرق العربي.‬
4- ‬كانت فرقة الكوماندوس الإسرائيليّة تعتقد أنها ستجد على متن السفينة صواريخ مضادة للطائرات، ‬وصواريخ مضادة للدبابات، ‬فلم تجدها. ‬لكن منذ بعد ظهر الأربعاء ‬4 ‬الجاري، ‬قال مصدر في ‬الجيش الإسرائيلي ‬لملحق عسكري ‬غربي ‬في ‬تل أبيب إن المعلومات التي ‬سمحت باعتراض السفينة لم ‬يتم التعاطي ‬معها بشكل منهجي ‬منذ البداية، ‬لأن هذه المعلومات كانت تشير في ‬قسم آخر منها إلى الحمولة التي ‬ضبطت على متن السفينة، ‬ما ‬يوحي ‬بأن هذه المعلومات كانت دقيقة. ‬وبالتالي ‬يميل المحللون الإسرائيليون إلى الاعتقاد ‬أن شحنة صورايخ أرض - ‬جو متطوّرة قادمة من إيران قد »‬زمطت« ‬من المراقبة أخيراً ‬ووصلت إلى »‬حزب الله«‬، ‬ما قد ‬يشكل خطراً ‬على الطيران الإسرائيلي ‬الذي ‬يخرق دورياً ‬الأجواء اللبنانيّة.‬
5- ‬بعد »‬الخيبة« ‬الإسرائيليّة من عدم ضبط صواريخ أرض - ‬جو، ‬أدى تحليل نوعيّة الأسلحة التي ‬ضبطت إلى إثارة سلسلة من الأسئلة الغريبة. ‬وهذا بالتحديد ما زاد من اهتمام الأوساط الاستخباراتيّة الدوليّة بقضيّة السفينة. ‬ذلك أن الجزء الأكبر من الأسلحة التي ‬كانت على متن هذه السفينة لا ‬يتطابق مع حاجات »‬حزب الله« ‬في ‬مواجهة إسرائيل. ‬فالسواد الأعظم من الشحنة كان عبارة عن قذائف صاروخيّة وقذائف من عيار ‬122 ‬ملم وعيارات أخرى وقذائف هاون وقنابل ‬يدويّة وذخيرة لرشاشات كلاشينكوف. ‬بكلام آخر، ‬وحسب تعبير استخدمه أحد الملحقين العسكريين الغربيين الذين زاروا ميناء أشدود ‬يوم الأربعاء ‬4 ‬الجاري ‬وعاينوا الشحنة: »‬هذه ‬أسلحة لحرب أهليّة«.‬
6- ‬كما كان من المتوقع، ‬قامت إيران ومن ثم سورية ومن ثم »‬حزب الله« ‬بنفي ‬أي ‬علاقة لهم بشحنة الأسلحة هذه، ‬وباتهام إسرائيل بالقرصنة البحريّة. ‬ربما أن إيران وسورية و»حزب الله« ‬كانوا على علم بهذه الشحنة. ‬وربما أن الأمور أكثر تعقيداً ‬من ذلك. ‬صحيح أن مصدر الأسلحة هو إيران وأن لا شك في ‬هذه النقطة على ما ‬يبدو، ‬ما ‬يعني ‬أن إيران كانت على علم بهذه الشحنة. ‬غير أن طبيعة الأسلحة والطريقة التي ‬كانت تشحن بها، ‬تدفعان إلى التساؤل: ‬هل ‬كانت سورية بالفعل على علم بهذه الشحنة؟ وهل كان »‬حزب الله« ‬بالفعل على علم بهذه الشحنة؟
7- ‬إذا كانت الأسلحة مرسلة من إيران إلى سورية، ‬ومنها إلى »‬حزب الله«‬، ‬فما الحاجة إذن إلى تخبئتها قبل وصولها إلى سورية؟ المطوب أخفاؤها إلى حد ما أثناء تمريرها في ‬ما بعد إلى لبنان. ‬لكن لا حاجة لعملية تهريب أسلحة بين إيران وسورية. ‬فهما دولتان مستقلتان ‬يحق لهما تبادل الأسلحة أو بيعها وشراءها بينهما. ‬بإمكان إيران إرسال طائرة نقل عسكرية إلى مطار دمشق. ‬أو وضع الأسلحة على باخرة إيرانيّة أو سوريّة رسميّة، ‬ورفض السماح للجيش الإسرائيلي ‬بالصعود على متنها. ‬وفي ‬حال خرق الجيش الإسرائيلي ‬العرف السائد في ‬المياه الدوليّة وصعد إلى الباخرة من دون موافقة ربانها، ‬فلماذا تخبئة الأسلحة إذن؟ كل ‬يوم تجتاز المياه المحيطة بإسرائيل بواخر محملة بالأسلحة رسمياً. ‬ولماذا كل هذا التعقيد في ‬شحنة أسلحة بين دولتين: ‬باخرة تابعة لشركة ألمانيّة... ‬ترفع علم أنتيغوا... ‬تحمل شحنة بليغة الثمن تتكون من ‬آلاف الأطنان ‬لكنها تسلم إلى قبطان روماني ‬ليس على علم بما على متنها؟ ‬تبادل الأسلحة بين الدول لا ‬يتم بتاتاً ‬بهذه الطريقة. ‬لذا، ‬يجب درس احتمالات أخرى ممكنة.‬
٨- ‬الاحتمال الأوّل هو أن ‬هذه الشحنة مرسلة من إيران إلى حزب الله ‬مباشرة. ‬وكان من المفترض أن تفرغ ‬في ‬مرفأ بيروت، ‬وربما ــــ وهذا احتمال أضعف ـــ في ‬مرفأ طرابلس. ‬على أي ‬حال، ‬منذ ظهر ‬يوم الأربعاء ‬4 ‬الجاري، ‬ذكر مصدر بحري ‬في ‬قبرص أنه كان مقرراً ‬أن ترسو السفينة في ‬لبنان. ‬ثم صرح موظف في ‬الشركة التي ‬تملك السفينة، ‬وهي ‬شركة ‬ريديري ‬غيرد بارتلز ‬الألمانية للشحن البحري ‬ومركزها في ‬ميناء هامبورغ، ‬قائلاً ‬إنه كان من المفترض أن تتوجه السفينة من مصر الى قبرص، ‬ثم الى لبنان وتركيا. ‬أي ‬أن خطها الرسمي ‬على ما ‬يبدو لم ‬يكن ‬يلحظ سورية. ‬هذا ‬يعني ‬أنه كان على السفينة أن تجتاز عمليات التدقيق التي ‬تقوم بها القوات الدوليّة التي ‬تراقب المياه الإقليميّة اللبنانيّة بموجب قرار مجلس الأمن الرقم ‬1701 ‬الذي ‬يحظـّر تهريب الأسلحة إلى لبنان. ‬عمليّات التدقيق هذه لا تصل إلى درجة التفتيش إلاّ ‬في ‬ما ندر. ‬إجمالاً، ‬تكتفي ‬القطع البحرية التابعة لقوات الأمم المتحدة باستجواب القبطان عبر الراديو. ‬فيعلن عن هويته وحمولته. ‬وفي ‬حال كان لدى هذه القوات شكوك واضحة، ‬فإنها تقوم بتفتيش الباخرة، ‬لكن بشكل سطحي. ‬وهي ‬لم تقم حتى اليوم بأي ‬عملية تفتيش عميقة (‬بمعنى اقتياد الباخرة إلى مرفأ بيروت وتفريغ ‬كل حمولتها بحثاً ‬عن أسلحة)‬، ‬بل هي ‬تبلغ ‬عن شكوكها إلى الأمن اللبناني ‬في ‬مرفأ بيروت. ‬وهو ‬يتصرف كما ‬يراه مناسباً. ‬إذاً، ‬هذا الاحتمال منطقي: ‬كان المطلوب فقط هو عدم إثارة شكوك قوية لدى القوات الدوليّة في ‬المياه الإقليميّة اللبنانيّة. ‬وهذا الاحتمال ‬يتطابق إلى حد ما مع ما تنقله المخابرات الإسرائيليّة دورياً ‬إلى العواصم الغربيّة حول أن مرفأ بيروت ومطار بيروت لا ‬يزالان خارج السيطرة الفعليّة للدولة اللبنانيّة، ‬وأن إيران توصل عبرهما المساعدات إلى ‬حزب الله.‬
٩- ‬في ‬حال صح هذا الاحتمال الأوّل، ‬فإن السؤال الذي ‬يطرح نفسه هو التالي: ‬لماذا ‬يستجلب ‬حزب الله ‬أسلحة من هذا النوع، ‬معظمها ‬يصلح لـحرب أهليّة ‬أو لحرب شوارع مع جيش نظامي، ‬وهذا ما ‬يعرف الحزب تماماً ‬أنه لن ‬يواجهه مع الإسرائيليين؟ هل ‬يستجلب حزب الله ‬هذه الأسلحة لتسليح حلفائه؟
٠١- ‬الاحتمال الثاني ‬هو أن هذه الشحنة كانت مرسلة من إيران إلى سورية. ‬وما ‬يفسر تخبئة الأسلحة تحت مواد مدنيّة هو أن هذه الشحنة مرسلة لاستخدام ما داخل سورية. ‬فالمعلومات تتزايد منذ فترة عن أن لإيران شبكاتها الخاصة في ‬سورية، ‬داخل النظام السوري ‬وخارجه. ‬وإذا صح هذا الاحتمال فهذا ‬يعني ‬أن الكلام عن مخطط إيراني ‬ما ‬يهدد النظام السوري ‬ليس وهميّاً.‬

ابو العبد
10-11-2009, 10:48 PM
١١- ‬الاحتمال الثالث، ‬والمستبعد إلى حد ما، ‬هو أن هذه ‬الشحنة مرسلة من إيران إلى سورية ومنها إلى ‬حزب الله ‬من دون علم النظام السوري. ‬فلقد سبق أخيراً ‬أن اكتشفت المخابرات السوريّة أن أسلحة متطوّرة قد وصلت إلى‬حزب الله ‬في ‬لبنان عبر سورية من دون علم السلطات السوريّة. ‬طبعاً، ‬كانت كمية تلك الأسلحة محدودة وأهميتها كانت تكمن في ‬تقنيّتها العالية. ‬لكن هل من الممكن تفريغ ‬هذه الكميّة الهائلة من الأسلحة في ‬مرفأ سوري ‬ومن ثم نقلها إلى لبنان من دون أن ‬يعلم أحد لا في ‬سورية ولا على الحدود اللبنانيّة؟
٢١- ‬الاحتمال الرابع هو أن تكون هذه الشحنة مرسلة من إيران إلى ‬حماس‬، ‬غير أن البحرية الإسرائيليّة راقبت الباخرة وهي ‬تصعد شمالاً ‬شرقاً ‬من مرفأ دمياط المصري ‬ولم تحاول في ‬أي ‬لحظة الاقتراب من ‬غزة أو التوقف في ‬عرض البحر لتفريغ ‬جزء من حمولتها في ‬قوارب صغيرة لكي ‬يتم تهريبها في ‬ما بعد إلى ساحل ‬غزة، ‬كما سبق وحدث. ‬وظلت الباخرة تحت المراقبة الإسرائيليّة حتى اللحظة التي ‬كانت ستبدأ بالاقتراب من المياه اللبنانيّة ومن ثم السوريّة. ‬إذاً، ‬احتمال ‬غزة مستبعد كلياً.‬
٣١- ‬هناك ‬تساؤلات عدة حول مجمل الرحلة التي ‬قامت بها السفينة. ‬فمثلاً، ‬نشرت الصحف الإسرائيليّة الصادرة صباح الخميس ‬5 ‬الجاري ‬أن السفينة أبحرت من إيران ‬وتوقفت أوّلاً ‬في ‬اليمن ‬قبل أن تعبر قناة السويس. ‬ثم، ‬ورد في ‬بيان لشركة تتبع السفن ‬أي ‬أي ‬لايف ‬أن السفينة كانت متواجدة بين لبنان وقبرص في ‬31 ‬تشرين الأوّل/ ‬أكتوبر الماضي. ‬وأنها كانت متوجهة إلى ميناء دمياط في ‬ما بعد. ‬بينما ‬يؤكد الإسرائيليون أنهم اعترضوها في ‬4 ‬الشهر الجاري ‬وهي ‬صاعدة من دمياط، ‬ما ‬يعني ‬أنها كانت قرب قبرص في ‬31 ‬الشهر الفائت وعادت إلى قرب قبرص في ‬4 ‬الجاري. ‬لماذا؟ هل كانت السفينة تنتظر الفرصة السانحة لدخول المياه اللبنانيّة؟
٤١- ‬أفرج الإسرائيليون بسرعة استثنائيّة عن السفينة وعن طاقمها. ‬صحيح أن كل شيء أظهر أن الطاقم لم ‬يكن على علم بالحمولة. ‬لكن سرعة الإفراج عن السفينة الألمانيّة الملكية توحي ‬بأن ‬مصدر المعلومات اشترط ذلك على الإسرائيليين.‬
هذه هي ‬الملاحظات الأوليّة والمقلقة حول قضيّة السفينة ‬فرانكوب. ‬وكل شيء ‬يشير الى أن هذه القضية ستظل محاطة بهالة من الغموض، ‬على ‬غرار قضية السفينة ‬كارين آي ‬التي ‬اعترضتها القوات الإسرائيليّة في ‬3 ‬كانون الثاني/ ‬يناير ‬2002 ‬في ‬البحر الأحمر وفتشتها فاكتشفت على متنها خمسين طناً ‬من الأسلحة وخصوصاً ‬صواريخ كاتيوشا وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون وألغاماً ‬و٥‬،١ ‬طن من المتفجرات. ‬واتهم ‬يومها الرئيس الفلسطيني ‬الراحل ‬ياسر عرفات بأنه كان على علم بهذه الأسلحة الآتية من إيران. ‬واستخدمت إسرائيل قضية هذه الباخرة سياسياً ‬وعلى مدى سنوات لعزله.‬
للتنويه فقط: ‬هذه المرة الأمر لا ‬يتعلق بخمسين طناً ‬بل بـآلاف الأطنان


بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال المطروح هل ضبط السفينة كان محض صدفة وبخاصة في هذا التوقيت ام ان لها ابعاد سياسية ؟

ابو طلال
11-11-2009, 03:47 PM
نتنياهو يريد تحقيقاً دولياً في السفينة

لم تخف إسرائيل منذ اللحظة الأولى نيتها تحويل سفينة «فرانكوب» إلى صاروخ موجه ضد تقرير المحقق الدولي ريتشارد غولدستون، وبلغ الأمر برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مطالبة العالم باعتبار عملية نقل الاسلحة المزعومة من ايران الى حزب الله «جريمة حرب»، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق دولية بشأنها. ولكن ما حاولت إسرائيل إخفاءه، هو أنها باتت جزءاً من كارتل أمني دولي، يمنحها «تفويضاً» بإعلان أن البحر المتوسط او على الاقل نصفه الشرقي مياه إسرائيلية خاصة، وليس مياها دولية، وهو ما بدا واضحاً بشكل خاص في الصمت الدولي عن القرصنة الإسرائيلية المكشوفة.
وقد تم الإعلان في إسرائيل عن أن القرار باعتراض السفينة، اتخذ خارج نطاق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية. وتم حصر القرار على الصعيد الوزاري بنتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك. وجرت الإشارة إلى أن نتنياهو «أبلغ» الأميركيين والأوروبيين بأمر السفينة، قبل سيطرة القوات الإسرائيلية عليها. ومن الواضح أن هذا التنسيق المسبق كان من بين أسباب عدم صدور أي صوت مندد او على الاقل محذر من مخاطر العملية الإسرائيلية على الملاحة البحرية في المتوسط من جانب الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، خصوصاً أن الجانبين ينشران أساطيلهما في المنطقة اما لمناورات مشتركة مع البحرية الاسرائيلية، واما لتخفيف اعباء المراقبة عنها.
وأفادت إسرائيل التي احتجت رسميا لدى الأمم المتحدة، من الصمت الدولي. فغيّرت بسرعة روايتها عن العملية، من الرواية الأولى التي تحدثت عن «اشتباه» دورية اعتيادية في سفينة تجارية والصعود إليها برضا القبطان، بل وتعاونه في الدخول إلى ميناء اسدود طوعاً. وعادت لتعلن أن شحنة السلاح التي ضبطت على ظهر السفينة، كانت تخضع لرقابة منذ أسابيع، وأن كميناً نصب لها في عرض البحر بعد خروجها من ميناء دمياط المصري. وجرى الحديث عن بطولة قوات الكوماندوس البحري «شييطت 13» التي أنجزت «مأثرة» لسلاح البحرية الإسرائيلية استناداً إلى معلومات استخباراتية. بل أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي، وجّه رسائل تقدير، ليس فقط الى سلاح البحرية، وإنما كذلك الى جهاز الموساد، في إشارة مهمة إلى الجهة التي تنظم العلاقات الأمنية مع الدول الأخرى.
وخلافاً لمحاولات إسرائيلية سابقة لاستغلال عمليات عسكرية، تجندت المؤسسة السياسية والعسكرية أمس للاستفادة من الأمر. وعقد رئيس الحكومة ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين وقائد سلاح البحرية اليعزر ماروم، مؤتمراً صحافياً مشتركاً في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب. واستهل نتنياهو كلامه بامتداح «وزير الدفاع، رئيس الأركان، قائد سلاح البحرية، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أذرعة الأمن والاستخبارات المختلفة في دولة إسرائيل، خصوصاً الموساد».
وقال إنه كانت على ظهر السفينة «كمية سلاح هائلة» وإن «هذا السلاح مرسل من النظام الإيراني من ميناء بندر عباس، إلى سوريا، حيث يفترض أن ينقل من هناك إلى حزب الله. والمقوم الأساس في هذه الشحنة، هي صواريخ هدفها الوحيد المساس بالمدنيين وقتل أكبر عدد منهم».
وقرّر نتنياهو أن ارسال سفينة السلاح، هو «جريمة حرب». وقال إن «هذه جريمة حرب كان ينبغي للجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة أن تحقق فيها وأن تبحثها وأن تدينها». واضاف أنه «كان على مجلس الأمن الدولي أن يعقد جلسة خاصة لمناقشة جريمة الحرب هذه، فالأمر هنا ينطوي على انتهاكات فظة لقرارات مجلس الأمن. ولكن بدلاً من ذلك اختاروا أن يجتمعوا ليدينوا الجيش ودولة إسرائيل، وأن يحاولوا ضعضعة حقنا المشروع في الدفاع عن النفس».
ولم يخف نتنياهو الربط بين ضبط السفينة وتقرير غولدستون، فقال ان تداول الأمم المتحدة في تقرير غولدستون «لن يردعنا أو يمنعنا عن مواصلة العمل للدفاع عن مواطني إسرائيل. وأعتقد أن الوقت حان لأن تقر الأسرة الدولية، أو على الأقل الدول المسؤولة بينها، بالحقيقة ولا تسمح بدعم الأكاذيب». وشدّد على أن «مواطني إسرائيل يعرفون الحقيقة، وهي أن الجيش الإسرائيلي هو جيش أخلاقي ليس هناك جيش أكثر أخلاقية منه، ونحن نعرف أن من يحول بين مجرمي الحرب أو جرائم الحرب الموجّهة ضد مواطني إسرائيل، هو الجيش وأذرع إسرائيل الأمنية».
واعتبر يادلين أن تهريب السلاح في السفينة «مجرد نموذج واحد لأذرع الأخطبوط الإيراني. هناك الكثير من رجال الإرهاب الذين يتلقون التدريب في إيران. هناك عمليات تهريب في الجو، والبحر، والبر». وكشف يادلين النقاب عن أن السفينة لم تكن تحمل أسلحة فقط، بل حملت أيضاً أموالاً لتمويل العمليات الإرهابية.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان قد أمر بدعوة كل السفراء المعتمدين في إسرائيل والملحقين العسكريين لمشاهدة شحنة الأسلحة وتسلم تقارير وافية عنها. وقال إن هذه الشحنة «أكثر من دليل دامغ» على الجريمة الإيرانية في أفغانستان وباكستان وفي غزة وجنوب لبنان.
وفي محاولة إسرائيلية للربط بين محتويات السفينة و«حزب الله»، عرض المتحدث العسكري على الصحافيين صوراً لصاروخ أطلق على إسرائيل الأسبوع الماضي من الجنوب اللبناني من عيار 107 ملمتر، وقال إن صواريخ مثله وجدت على ظهر «فرانكوب». وتابع ان ما تم ضبطه هو 2000 صاروخ 107 ملمتر و600 صاروخ «غراد» و8400 قذيفة و3000 قذيفة مدفعية و20 ألف قنبلة يدوية وحوالى نصف مليون طلقة بندقية كلاشينكوف. وقال إن هناك كتابات بالروسية والصينية على قسم من صناديق الأسلحة ويجري التأكد من زمن إنتاجها. وأفرجت إسرائيل عن السفينة وطاقمها بعدما «تأكد» لها أنه لا ضلع لهم بعمــلية تهريـب الأسلحة.
ورغم الضجة الإعلامية الكبيرة التي حاولت إسرائيل إثارتها على الصعيد العالمي، إلا أن الصدى كان محدوداً لدرجة أشعرت المسؤولين الإسرائيليين بخيبة الأمل. فالعناوين الكبيرة في الصحف الإسرائيلية لم تغط على الاهتمام العالمي بتقرير غولدستون. ولعل هذا كان وراء محاولة استخدام المدفعية الثقيلة بعقد مؤتمر صحافي موسع بحضور نتنياهو وتوجيه اتهامات كبيرة لإيران ولـ «حزب الله».
وفي دمشق، قال مصدر مطلع في وزارة الخارجية السورية «ان هدف إسرائيل من هذه العملية حرف أنظار العالم وتحويلها عن النقاش الدائر بشأن تقرير غولدستون.

ابو طلال
11-11-2009, 03:59 PM
***
هذه قصة مفبركة سواء فعلتها يهود او غيرها . ولامعنى سياسي لها او عسكري لها فلدى حزب الله ما يكفيه ولدى ايران مستودعات اخرى وسورية زعمت انها هي التي صدرت شحنة تجارية لايران وليس العكس بلسان وليد المعلم بعد ساعتين من نشر الخبر

.[/quote]

القول انه لا معنى سياسي لحادثة السفينة غير دقيق بل على العكس له بعد سياسي وعلى اقل تقدير تزامن الامر مع مناقشة تقرير غولدستون