المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متابعة سياسية اجتماع رؤساء أركان دول التحالف "الإسلامي" لمكافحة "الإرهاب" في الرياض



Abu Taqi
17-12-2023, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

متابعة سياسية
اجتماع رؤساء أركان دول التحالف "الإسلامي" لمكافحة "الإرهاب" في الرياض
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَظ°ئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي غڑ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
في أجواء الحرب والإبادة لأهل غزة انعقد في مدينة الرياض يوم الأربعاء الثالث عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر ظ¢ظ*ظ¢ظ£ اجتماعٌ لروظ”ساء الاظ”ركان في الدول الاظ”عضاء والدول الداعمة للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة "الاظ•رهاب"، بغرض التحضير لاجتماع وزراء الدفاع لتلك الدول، والمزمع عقده في شهر شباط/فبراير ظ¢ظ*ظ¢ظ¤.
وكان قد تم الإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في ظ،ظ¤ كانون أول/ديسمبر ظ¢ظ*ظ،ظ¥، وعقد أولى اجتماعاته في ظ¢ظ¦ تشرين ثاني/ نوفمبر ظ¢ظ*ظ،ظ§. حيث أكد البيان الختامي للاجتماع الأول أن "الإرهاب أصبح يمثل تحديًّا وتهديدًا مستمرًا ومتناميًا للسلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي". وأوضح البيان مجالات عمل التحالف ومنها محاربة الإرهاب الفكري "بجميع مفاهيمه وتصوراته الفكرية"، ومحاربته في المجال الإعلامي عبر توظيف الاعلام في محاصرة الداعين إليه والتضييق عليهم، والتصدي لرموز الفكر "الإرهابي" وتجفيف مصادر تمويله. واتفق وزراء التحالف على أهمية دور (مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في تنسيق الجهود العسكرية وتكاملها وتبادل المعلومات والاستخبارات وعقد الدورات التدريبية والتمارين المشتركة واللازمة للقضاء على "التنظيمات الإرهابية".
وتبرز خطورة هذا الاجتماع في انعقاده في الوقت الذي يتعرض فيه أهلنا في غزة لإبادة وعدوان وحشي، وهو الظرف الذي يملي فيه الواجب على رؤساء أركان الجيوش الإسلامية المؤتمرين في الرياض أن يلجموا هذا الإرهاب الصهيوني لو كان فيهم بقية من دين أو مروءة أو كرامة. ولكن هيهات لمن استمرؤُوا العبودية وتكونت عقيدتهم العسكرية في الكليات الحربية الأميركية ومردوا على النفاق لحكامهم، والاستئساد على شعوبهم، أن يفزعوا لنجدة إخوانهم الذين استنصروهم في الدين. والسبب في قعودهم مع الخوالف وخذلانهم لأهل فلسطين هو دناءتهم وانفصالهم عن الأمة وعقيدتها، واستحكام الفردية الأنانية الرأسمالية في وعيهم وسلوكهم حتى مُسِخت فطرتهم الإنسانية بحيث لم تعد تهزهم مشاهد ذبح الأطفال واستغاثة ثكالى المسلمين. ولله درّ خالد بن الوليد الذي استنجد به عياض بن غنم الفهري رضي الله عنهما عندما حاصرته قبائل غسان وكلب وتنوخ الموالية للفرس، فرد عليه خالد بأقصر رسالة "إياك أريد، لبِّثْ قليلًا تأتِك الحلائب، يحملن آسادًا عليها القاشب، كتائب تتبعها كتائب" ولما سمعت القبائل بقدوم خالد أصابها الهلع وانسحبت، بينما فتح خالد جبهة أخرى لمواجهة الكفار في معركة دومة الجندل وهزموهم. أما اليوم فبينما يدنس اليهود الصهاينة المحتلون المسجدَ الأقصى، ويتلوا جنودهم صلواتهم التلمودية على منابر المساجد في جنين وغزة ويقصفون المستشفيات ويحرثونها بمجنزراتهم، ويجبلون ترابها بدماء النازحين والمرضى والأطباء ويدفنونهم أحياءَ كما حصل أمس في مستشفى كمال عدوان، ويقصفون المدارس والمساجد ومراكز الإيواء وسيارات الإسعاف ويسقطون قرابة ظ§ظ* ألفًا من المسلمين بين شهيد وجريح في غزة والضفة الغربية، وينكلون بالآلاف من الشيوخ والشباب والصبايا والأطفال ويذيقونهم الذل والعذاب في السجون. وبينما ترتفع صرخات ومناشدات المسلمين لهذه الجيوش بالتحرك للجم قطعان المستوطنين، ونصرة الأقصى، وفك الحصار وإيقاف الهجمات الوحشية والهمجية على أهلنا في فلسطين، وإيصال المساعدات إلى غزة، في الوقت الذي كشف فيه المجاهدون عجز الكيان الصهيوني وهشاشة كيانه، يجتمع هؤلاء القادة العسكريون الجبناء من آسيا وأفريقيا ودول الخليج، متسلحين بقدر وافر من الخِسة والنذالة والخيانة التي يأنف عن ارتكابها كفار قريش، لعرض "استراتيجية التحالف اللااظ•سلامي وإبراز اظ•نجازاته ومبادراته في محاربة الإسلام والعاملين له، وعرض رصيدهم المخزي في مكافحة المجاهدين، وقطع شرايين التعبئة العقدية والمدد المالي والظهير الشعبي عنهم بدعوى مكافحة الإرهاب قبّحهم الله.
ولا يخفى أن مصطلح "الإرهاب" إنما يُطلقونه على الإسلام، وعلى كل نشاط يرتكز إلى الشرع الإسلامي؛ وبخاصة إذا كان يحمل صفة تنظيمية. ويطلقون وصف "الإرهابي" على كل مسلم يحمل الدعوة إلى الإسلام، حتى بات وصف "الإرهاب" و"الإرهابيين" مرادفًا في قاموسهم السياسي للإسلام والمسلمين. ولا يفرقون في محاربتهم للدعوة وحملتها بين "الجهاديين" وبين من يصفونهم بجماعات "الإسلام السياسي". وكل ذلك خدمة للكافر المستعمر ومصالحه، وحفاظًا على امتيازاتهم النفعية التي اكتسبوها من أموال الأمة سُحتًا.
والواضح من الرؤية الاستراتيجية لهذا التحالف، والذي أسسه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد أن أخذ على عاتقه اجتثاث الإسلام من أرض الحرمين، إنما جاء استجابة لأوامر الولايات المتحدة وحملتها المسعورة على الإسلام والمسلمين. ولا سيما بعدما ارتوى جنودها من دماء المسلمين في أفغانستان والعراق وسوريا، وبات يستوجب إيكال الأعمال القذرة للحكام القذرين أنفسهم، حيث قتلت أميركا في حربها على الإسلام بذريعة "الإرهاب" 2 مليون مسلم منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 بحسب صحيفة مدل إيست آي. ولا شك أن اختيار السعودية لتولي ملف الحرب على الإسلام بذريعة مكافحة "الإرهاب" الذي كانت تموله بمعية دول الخليج، يُبرر تفكيك مظاهر الإسلام ومعتقداته وأفكاره لصالح الليبرالية في باقي البلاد الإسلامية بحكم أنها تدعي تمثيل الإسلام وحمل لوائه.
إن استئناف اجتماعات هذا "التحالف الإسلامي" المزعوم بعدما توقف 8 سنوات، وفي أجواء الحرب مع الكيان الصهيوني، ومساعي التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني ودعمه بجسر جوي من دولة الإمارات (بحسب موقع والا العبري)، وفي ظل نقمة المسلمين على أميركا والغرب وعلى الكيان المحتل، إنما يهدف إلى تفعيل استراتيجيات مواجهة الإسلام والمسلمين، وينطوي على رسالة إلى الشعوب بأنهم بالمرصاد لمن تسول له نفسه بالجهاد أو التمرد على الحكام، في ظل تنامي الرأي العام لصالح الإسلام والمقاومة والجهاد على إثر حرب الإبادة على غزة. كما يهدف إلى تيئيس المسلمين من جيوشهم وتعميق العقيدة العسكرية الموجهة ضد الشعوب في وعي الجيوش المسلمة المختطفة وتأكيدها، وصرفهم عن مهمتهم الأصيلة في الدفاع عن الأمة وعقيدتها وأرضها وثرواتها وأموالها، وبخاصة بعد أن عرَّى قلة من المجاهدين الكيان المجرم الذي دفع بـ ظ¦ فرق عسكرية؛ أي بحجم جيش هتلر في عملية بارباروسا لغزو روسيا ولم يظفر بأي تقدم معتبر، فضلًا عن الخسائر الجسيمة التي لحقت به على أيدي المجاهدين الأبطال وبأسلحة خفيفة وحرب غير متكافئة. فيما تغط جيوش الأمة وأنظمتها الخائنة في سبات عميق، رغم أنها تنفق مليارات الدولارات على السلاح الذي لم يستعمل إلا للبطش بالمسلمين. حيث انفقت السعودية وحدها قرابة ظ£.ظ£ظھ من إجمالي الإنفاق العالمي على التسلح؛ أي ما يعادل ظ§ظ¥ مليار دولار لتحتل المركز الخامس عالميًّا متفوقة على تسلح الكيان الغاصب. وتنفق كل من السعودية والكويت وقطر وعمان والأردن ما بين ظ¥-ظ§ظھ من إجمالي الدخل القومي على التسلح؛ وهو ضعف ما تنفقه أميركا كنسبة من الدخل. ويُعرف هذا المؤشر بالعبء العسكري (military burden)، بينما تتصدر ظ¦ دول عربية قائمة الترتب في التسلح العالمي حيث أنفقت دول الشرق الأوسط ظ،ظ¨ظ¤ مليار دولار على التسلح في العام ظ¢ظ*ظ¢ظ¢ فقط. كما تحتل السعودية المركز الثاني وقطر المركز الثالث ومصر المركز السادس في قائمة أكبر مستوردي الأسلحة في العالم للفترة ما بين ظ¢ظ*ظ،ظ¨-ظ¢ظ*ظ¢ظ¢، وهو ما يعني أن هذه الدول لا تفتقر إلى القوة والعتاد لمواجهة الكيان الصهيوني وداعميه كما تزعم، لكنها الخيانة والعمالة للكافر المستعمر. وكان يكفي هذه الجيوش العفنة لو كانوا ينتمون إلى هذه الأمة أن يعطلوا سلاح الجو الصهيوني والملاحة الجوية والبحرية للجم يهود عن عدوانهم، ولا سيما وأن المجاهدين في غزة قد كفوهم مؤنة الالتحام بجيش يهود الجبان على الأرض، والذي ألجأته خسائره الكبيرة في الفترة الأخيرة إلى فتح الطريق لمفاوضات الأسرى مجددًا. ولا يُستبعد بعد هذا الصمود من أهل غزة وبسالة مجاهديها أن ينعطف العدو الصهيوني في استراتيجية الحرب نحو المقترح الأميركي الذي قدمه مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، ويقصر عملياته العسكرية على استهداف قادة المقاومة ووقف الحرب البرية.
لقد بات واجب إزالة هذه الكيانات المتحالفة ضد الإسلام والمسلمين، والحارسة للكيان الصهيوني مُلحًا أكثر من أي وقت مضى، وبات يحتم التضحية والكفاح المستمر دون تردد أو تقاعس من كل مسلم، كلٌّ بحسب موقعه، وبخاصة ضباط الجيوش والأجهزة الأمنية الذين يملي عليهم الواجب طاعة ربهم، وتلبية نداء أمتهم، وعصيان الحكام ومحاسبتهم، وتصحيح الأوضاع الناشزة التي لا بد أن تزول، حتى ينجوا من محاسبة الأمة لهم، وغضب الله عليهم. فلو لم تكن العقيدة العسكرية لهذه الجيوش ووظيفتها محصورة في محاربة الإسلام وحملة دعوته وحماية الحكام والأنظمة العلمانية وقمع الشعوب لما وقعت مأساة غزة اليوم! إذ هاهم المجاهدون يترجمون عقيدة الجندي المسلم في ميدان المعركة في أبهى صورها، وها هي نتائجها التي تثلج الصدور. فمن كان يتوقع أن يُذل بضعة آلاف محاصرين منذ سنة ظ¢ظ*ظ*ظ¦ أعتى آلة عسكرية في المنطقة لـ ظ§ظ، يومًا ويصمدوا في وجهها؟!
إننا ندعو مَن كان فيهم بقية من شرف ومروءة ورجولة ودين من ضباط جيوش البلاد الإسلامية أن يستجيبوا لربهم ويلبوا نداء أمتهم بنصرة أهلهم في غزة وعموم الأرض المحتلة، وأن لا يكونوا كالذين قال الله فيهم: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}.
4/جمادى الآخرة/1445هـ
17/12/2023م