Abu Taqi
04-02-2023, 12:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
مجزرة جنين وتطورات قضية فلسطين
في استعراض للقوة لا يخلو من رسائل داخلية وخارجية نفذ الكيان الصهيوني المجرم عملية عسكرية في مخيم جنين صباح الخميس 26 كانون ثاني/يناير راح ضحيتها عدد من مقاتلي الفصائل الفلسطينية بين شهيد وجريح، بالإضافة إلى وقوع أضرار جسيمة في المباني، وذلك بدعوى ملاحقة مطلوبين من حركة الجهاد للسلطات الصهيونية، إلا أن الاغتيال الصهيوني لم يقتصر على حركة الجهاد بل طال نشطاء من حركة حماس التي كانَ بين الشّهداء التّسعة أربعةٌ من كوادرها.
وعلى إثر العملية ردت بعض الفصائل بصاروخين على قوات الاحتلال في محيط غزة، قابلها الكيان المجرم بغارات جوية ضربت مواقع للمقاتلين في القطاع. من جهته صرح نتنياهو بأنه لا ينوي التصعيد، واكتفى برفع حالة الاستعداد في محيط غزة تحوطًا لردود فعل الفصائل. أما نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، فقد أكد أنّ الاحتلال الإسرائيلي "سيدفع ثمن المجزرة التي نفذها في جنين ومخيمها"، وأنّ "رد المقاومة لن يتأخر".
إلا أن الرد قد يكون محدودًا، ويقتصر على بعض الضربات وليس تصعيدًا كبيرًا بالنظر إلى أن الظرف الدولي وموقف الولايات المتحدة الساعي إلى منع التصعيد والاكتفاء باحتواء حكومة نتنياهو المتطرفة، بسبب انشغال الولايات المتحدة بالتحضيرات العسكرية في مواجهة عملية عسكرية روسية مزعومة في هذا الربيع، وفي ظل انقسام أوروبا وتعنت ألمانيا حيال الدعم العسكري لأوكرانيا والذي جرى معالجته مؤخرًا.
ومن تتبع الظروف المحيطة بالعملية التي شنها نتنياهو على جنين يتضح أنها تندرج ضمن سياسات اليمين المتطرف الرافض لـ"حل الدولتين"، والداعي إلى تقسيم "الأماكن المقدسة" وتجاوز الاتفاق مع الأردن على "الوضع القائم" بشأن المقدسات عبر إعادة تفسيره لاتفاق سنة 2015، وهو ما حاول نتنياهو تضليل الأردن حياله خلال زيارته التي أراد أن يضمن فيها حياد الأردن إزاء تصعيده المقبل، وهي الزيارة التي حظيت باستقبال مريح في عمان، برغم تصريحات بن غفير الرافضة للوصاية الأردنية على المقدسات وتأكيده على اقتحام المسجد الأقصى مجددًا، وبرغم مواصلة اقتحام المتطرفين باحات الأقصى ورفع الأعلام الإسرائيلية أثناء زيارة نتنياهو للأردن. وهي السياسة التي تسابق فيها إسرائيل الزمن لفرض الأمر الواقع الذي يستحيل معه إقامة دولة فلسطينية، وبذلك تكرس إسرائيل فكرة الدولة اليهودية، وتفرض على الفلسطينيين ما تراه من حلول مآلها جعل التجمعات السكانية الفلسطينية الممزقة حكمًا ذاتيًّا، وضم بعض المناطق لدولة إسرائيل. ولا مانع لدى الكيان من نقل إدارة السكان في مناطق الحكم الذاتي لطرف ثالث هو الأردن، على أن تبقى السيادة على كامل فلسطين ليهود.
وبالإضافة إلى ذلك يتضح أيضًا من العملية العسكرية إصرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على عرقلة جهود استئناف المسار التفاوضي مع "الجانب الفلسطيني" لصالح "النهج الإبراهيمي" والتصعيد ضد إيران، والذي يكاد ينحصر اهتمام نتنياهو بهما، لا سيما وأن الرئيس عباس قد عرض على مستشار الأمن القومي الأميركي أثناء زيارته الأخيرة لرام الله استعداده للقاء نتنياهو الذي يتجاهل عباس وسلطته، والذي تمكن في السنوات العشر الأخيرة من إخراج ملف التفاوض الفلسطيني من الأجندة السياسية الإسرائيلية. ولعل التصريحات الأميركية حيال العملية العسكرية الإسرائيلية وزيارة وزير الخارجية الأميركي المرتقبة لإسرائيل والضفة الغربية ومصر تصب في قناة التهدئة والحفاظ على "الوضع القائم" ومنع التصعيد، حيث قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إن الوزارة "قلقة بعد العملية الإسرائيلية المميتة في مدينة جنين بالضفة الغربية". وأشارت أنه "من الواضح أن هناك احتمال أن تسوء الأمور من الناحية الأمنية، من حيث الاحتجاجات أو أي نوع آخر من الإجراءات". كما تهدف أيضًا إلى محاولة فتح قناة اتصال بين نتنياهو _وهو الأكثر براغماتية في التيار المتطرف في الحكومة_ وبين الرئيس عباس من بوابة استئناف التنسيق الأمني الذي مهد له الأخير بقرار وقفه عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على جنين. ذلك أن الولايات المتحدة لا تجد مصلحة بتفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط في ظل أولوياتها الدولية المتعلقة بروسيا والصين، والتفلت الأوروبي من التزامات الحرب الأوكرانية وبخاصة في الفترة الأخيرة. وهو الأمر الذي استغله نتنياهو لتنفيذ ضربة استعراضية قوية تنطوي على رسالة للخارج بأنه مستعد للمغامرة وتفجير أزمة شرق أوسطية تُربك الأولويات الدولية، وتنطوي أيضًا على رسالة للفصائل الفلسطينية، وبخاصة "حماس والجهاد"، تستعيد من خلالها قوة الردع وتحذر الفصائل من التعرض لأمن "إسرائيل"، أو التأثير على شعبية نتنياهو كما حصل في معركة "سيف القدس"، وبخاصة وأن مجزرة جنين التي نفذها الكيان المجرم تمثل ذروة التصعيد العسكري الذي بدأ بحملة "كاسر الأمواج" في آذار/مارس الماضي.
كما تنطوي العملية كذلك على رسالة للقواعد الشعبية الإسرائيلية المتطرفة تعكس قدرته على توفير الأمن، وتصرف الأنظار عن التراجع الاقتصادي والأجندة اليمينية الدينية لا سيما في ظل الاحتجاجات والتظاهرات والاتهامات والانتقادات الشعبية والإعلامية الموجهة لحكومته والمطالبة بإسقاطه. إذ إن نتنياهو يدرك أن التيار الليبرالي الإسرائيلي إنما يتولى تنفيذ أجندة الولايات المتحدة ورهانها في تقويض الرأي العام اليميني ودفعه للسلام وفق المنظور الأميركي وعبر ترسيخ المفاهيم الديمقراطية الليبرالية والنهج البراغماتي الواقعي. وهو ما دعا إليه مؤخرًا الرئيس السابق للشاباك الإسرائيلي يوفال ديسكين، والذي نشر مقالًا بصحيفة (يديعوت أحرونوت) قال فيه: "إنّ النضال الذي نخوضه يجب أنْ يكون بوتقة صهر تؤدي إلى إعادة ولادة القوى الليبرالية الصهيونيّة التي تعرف دورها التاريخيّ في الحفاظ على الصهيونية في إسرائيل"، وهو ما يتفق تمامًا مع موقف الحزب الديمقراطي الأميركي. مضيفًا إنّ "السبيل الأفضل والأسرع هو تعطيل الدولة أوْ أجزاءٍ منها من خلال الإضرابات، ومن الأفضل أنْ يحدث هذا بواسطة نقابة العُمّال (الهستدروت)، وإذا لم يحدث، يجب أن نفكر بأفكار خلّاقة من أجل تعطيل الدولة".
إن هذا الاعتداء السافر على جنين ومخيمها، وقتل الشباب بدم بارد، وزيادة وتيرة الاقتحامات وسياسة هدم البيوت، لن تزيد المسلمين في فلسطين إلا تحديًّا لهذا الاحتلال الغاشم، ووقودًا دائمًا يُشعل الهمم ويوقظ ذاكرة الأجيال القادمة؛ أن هذا الاحتلال لن يبقى جاثمًا على صدر هذه الأمة، ما بقي المسلمون يؤمنون بكتاب ربهم وسنة نبيهم، وأن زواله سيكون على أيديهم، بعد أن يصححوا الأوضاع، ويهدموا الأنظمة التي تحيط بهذا الكيان المسخ، وتوفر له الحماية وسبل البقاء، مقابل بقائها. وحينها لن يبقى لكيان يهود وجود في المنطقة، وبخاصة وأن وجوده مرهون بوجود هذه الأنظمة المجرمة.
إننا نوجه رسالتنا إلى الفصائل المقاتلة، والتي كرَّست تنسيق إعلان المقاومة بضوء أخضر من دول في المنطقة أخذت على عاتقها دور ضابط الارتباط بهذه الفصائل. فإننا ندعوها لنبذ العلاقة مع هذه الدول، وعدم الركون إليها، أو الاعتماد عليها، فإن هذه العلاقة إنما بنيت مع الفصائل من أجل توجيهها الوجهة التي تريدها أميركا وإسرائيل. فالحذر الحذر من أن تكون الفصائل أداة لتطويع التيار الصهيوني المتطرف وحمله على تنفيذ المخطط الأميركي الذي يهدف إلى تصفية قضية فلسطين عبر إقامة كيان مسخ بجانب الكيان الغاصب، وإسدال الستار على قضية فلسطين للأبد.
إننا ندعو الفصائل لتكون شوكة في حلق الخائنين وسدًا منيعًا أمام الحلول الاستسلامية التطبيعية، وأن لا يركنوا إلى الذين ظلموا، فإنهم لا يألونهم إلا خبالًا، ولا يوردونهم إلا موارد الهلاك.
5/رجب المحرم/1444هـ
27/1/2023م
متابعة سياسية
مجزرة جنين وتطورات قضية فلسطين
في استعراض للقوة لا يخلو من رسائل داخلية وخارجية نفذ الكيان الصهيوني المجرم عملية عسكرية في مخيم جنين صباح الخميس 26 كانون ثاني/يناير راح ضحيتها عدد من مقاتلي الفصائل الفلسطينية بين شهيد وجريح، بالإضافة إلى وقوع أضرار جسيمة في المباني، وذلك بدعوى ملاحقة مطلوبين من حركة الجهاد للسلطات الصهيونية، إلا أن الاغتيال الصهيوني لم يقتصر على حركة الجهاد بل طال نشطاء من حركة حماس التي كانَ بين الشّهداء التّسعة أربعةٌ من كوادرها.
وعلى إثر العملية ردت بعض الفصائل بصاروخين على قوات الاحتلال في محيط غزة، قابلها الكيان المجرم بغارات جوية ضربت مواقع للمقاتلين في القطاع. من جهته صرح نتنياهو بأنه لا ينوي التصعيد، واكتفى برفع حالة الاستعداد في محيط غزة تحوطًا لردود فعل الفصائل. أما نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، فقد أكد أنّ الاحتلال الإسرائيلي "سيدفع ثمن المجزرة التي نفذها في جنين ومخيمها"، وأنّ "رد المقاومة لن يتأخر".
إلا أن الرد قد يكون محدودًا، ويقتصر على بعض الضربات وليس تصعيدًا كبيرًا بالنظر إلى أن الظرف الدولي وموقف الولايات المتحدة الساعي إلى منع التصعيد والاكتفاء باحتواء حكومة نتنياهو المتطرفة، بسبب انشغال الولايات المتحدة بالتحضيرات العسكرية في مواجهة عملية عسكرية روسية مزعومة في هذا الربيع، وفي ظل انقسام أوروبا وتعنت ألمانيا حيال الدعم العسكري لأوكرانيا والذي جرى معالجته مؤخرًا.
ومن تتبع الظروف المحيطة بالعملية التي شنها نتنياهو على جنين يتضح أنها تندرج ضمن سياسات اليمين المتطرف الرافض لـ"حل الدولتين"، والداعي إلى تقسيم "الأماكن المقدسة" وتجاوز الاتفاق مع الأردن على "الوضع القائم" بشأن المقدسات عبر إعادة تفسيره لاتفاق سنة 2015، وهو ما حاول نتنياهو تضليل الأردن حياله خلال زيارته التي أراد أن يضمن فيها حياد الأردن إزاء تصعيده المقبل، وهي الزيارة التي حظيت باستقبال مريح في عمان، برغم تصريحات بن غفير الرافضة للوصاية الأردنية على المقدسات وتأكيده على اقتحام المسجد الأقصى مجددًا، وبرغم مواصلة اقتحام المتطرفين باحات الأقصى ورفع الأعلام الإسرائيلية أثناء زيارة نتنياهو للأردن. وهي السياسة التي تسابق فيها إسرائيل الزمن لفرض الأمر الواقع الذي يستحيل معه إقامة دولة فلسطينية، وبذلك تكرس إسرائيل فكرة الدولة اليهودية، وتفرض على الفلسطينيين ما تراه من حلول مآلها جعل التجمعات السكانية الفلسطينية الممزقة حكمًا ذاتيًّا، وضم بعض المناطق لدولة إسرائيل. ولا مانع لدى الكيان من نقل إدارة السكان في مناطق الحكم الذاتي لطرف ثالث هو الأردن، على أن تبقى السيادة على كامل فلسطين ليهود.
وبالإضافة إلى ذلك يتضح أيضًا من العملية العسكرية إصرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على عرقلة جهود استئناف المسار التفاوضي مع "الجانب الفلسطيني" لصالح "النهج الإبراهيمي" والتصعيد ضد إيران، والذي يكاد ينحصر اهتمام نتنياهو بهما، لا سيما وأن الرئيس عباس قد عرض على مستشار الأمن القومي الأميركي أثناء زيارته الأخيرة لرام الله استعداده للقاء نتنياهو الذي يتجاهل عباس وسلطته، والذي تمكن في السنوات العشر الأخيرة من إخراج ملف التفاوض الفلسطيني من الأجندة السياسية الإسرائيلية. ولعل التصريحات الأميركية حيال العملية العسكرية الإسرائيلية وزيارة وزير الخارجية الأميركي المرتقبة لإسرائيل والضفة الغربية ومصر تصب في قناة التهدئة والحفاظ على "الوضع القائم" ومنع التصعيد، حيث قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إن الوزارة "قلقة بعد العملية الإسرائيلية المميتة في مدينة جنين بالضفة الغربية". وأشارت أنه "من الواضح أن هناك احتمال أن تسوء الأمور من الناحية الأمنية، من حيث الاحتجاجات أو أي نوع آخر من الإجراءات". كما تهدف أيضًا إلى محاولة فتح قناة اتصال بين نتنياهو _وهو الأكثر براغماتية في التيار المتطرف في الحكومة_ وبين الرئيس عباس من بوابة استئناف التنسيق الأمني الذي مهد له الأخير بقرار وقفه عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على جنين. ذلك أن الولايات المتحدة لا تجد مصلحة بتفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط في ظل أولوياتها الدولية المتعلقة بروسيا والصين، والتفلت الأوروبي من التزامات الحرب الأوكرانية وبخاصة في الفترة الأخيرة. وهو الأمر الذي استغله نتنياهو لتنفيذ ضربة استعراضية قوية تنطوي على رسالة للخارج بأنه مستعد للمغامرة وتفجير أزمة شرق أوسطية تُربك الأولويات الدولية، وتنطوي أيضًا على رسالة للفصائل الفلسطينية، وبخاصة "حماس والجهاد"، تستعيد من خلالها قوة الردع وتحذر الفصائل من التعرض لأمن "إسرائيل"، أو التأثير على شعبية نتنياهو كما حصل في معركة "سيف القدس"، وبخاصة وأن مجزرة جنين التي نفذها الكيان المجرم تمثل ذروة التصعيد العسكري الذي بدأ بحملة "كاسر الأمواج" في آذار/مارس الماضي.
كما تنطوي العملية كذلك على رسالة للقواعد الشعبية الإسرائيلية المتطرفة تعكس قدرته على توفير الأمن، وتصرف الأنظار عن التراجع الاقتصادي والأجندة اليمينية الدينية لا سيما في ظل الاحتجاجات والتظاهرات والاتهامات والانتقادات الشعبية والإعلامية الموجهة لحكومته والمطالبة بإسقاطه. إذ إن نتنياهو يدرك أن التيار الليبرالي الإسرائيلي إنما يتولى تنفيذ أجندة الولايات المتحدة ورهانها في تقويض الرأي العام اليميني ودفعه للسلام وفق المنظور الأميركي وعبر ترسيخ المفاهيم الديمقراطية الليبرالية والنهج البراغماتي الواقعي. وهو ما دعا إليه مؤخرًا الرئيس السابق للشاباك الإسرائيلي يوفال ديسكين، والذي نشر مقالًا بصحيفة (يديعوت أحرونوت) قال فيه: "إنّ النضال الذي نخوضه يجب أنْ يكون بوتقة صهر تؤدي إلى إعادة ولادة القوى الليبرالية الصهيونيّة التي تعرف دورها التاريخيّ في الحفاظ على الصهيونية في إسرائيل"، وهو ما يتفق تمامًا مع موقف الحزب الديمقراطي الأميركي. مضيفًا إنّ "السبيل الأفضل والأسرع هو تعطيل الدولة أوْ أجزاءٍ منها من خلال الإضرابات، ومن الأفضل أنْ يحدث هذا بواسطة نقابة العُمّال (الهستدروت)، وإذا لم يحدث، يجب أن نفكر بأفكار خلّاقة من أجل تعطيل الدولة".
إن هذا الاعتداء السافر على جنين ومخيمها، وقتل الشباب بدم بارد، وزيادة وتيرة الاقتحامات وسياسة هدم البيوت، لن تزيد المسلمين في فلسطين إلا تحديًّا لهذا الاحتلال الغاشم، ووقودًا دائمًا يُشعل الهمم ويوقظ ذاكرة الأجيال القادمة؛ أن هذا الاحتلال لن يبقى جاثمًا على صدر هذه الأمة، ما بقي المسلمون يؤمنون بكتاب ربهم وسنة نبيهم، وأن زواله سيكون على أيديهم، بعد أن يصححوا الأوضاع، ويهدموا الأنظمة التي تحيط بهذا الكيان المسخ، وتوفر له الحماية وسبل البقاء، مقابل بقائها. وحينها لن يبقى لكيان يهود وجود في المنطقة، وبخاصة وأن وجوده مرهون بوجود هذه الأنظمة المجرمة.
إننا نوجه رسالتنا إلى الفصائل المقاتلة، والتي كرَّست تنسيق إعلان المقاومة بضوء أخضر من دول في المنطقة أخذت على عاتقها دور ضابط الارتباط بهذه الفصائل. فإننا ندعوها لنبذ العلاقة مع هذه الدول، وعدم الركون إليها، أو الاعتماد عليها، فإن هذه العلاقة إنما بنيت مع الفصائل من أجل توجيهها الوجهة التي تريدها أميركا وإسرائيل. فالحذر الحذر من أن تكون الفصائل أداة لتطويع التيار الصهيوني المتطرف وحمله على تنفيذ المخطط الأميركي الذي يهدف إلى تصفية قضية فلسطين عبر إقامة كيان مسخ بجانب الكيان الغاصب، وإسدال الستار على قضية فلسطين للأبد.
إننا ندعو الفصائل لتكون شوكة في حلق الخائنين وسدًا منيعًا أمام الحلول الاستسلامية التطبيعية، وأن لا يركنوا إلى الذين ظلموا، فإنهم لا يألونهم إلا خبالًا، ولا يوردونهم إلا موارد الهلاك.
5/رجب المحرم/1444هـ
27/1/2023م