المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعليق السياسي مؤامرة اجتثاث الإسلام في بلاد الحرمين



Abu Taqi
15-12-2021, 02:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

التعليق السياسي
مؤامرة اجتثاث الإسلام في بلاد الحرمين
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ فِى ٱلْأَذَلِّينَ}
بالتزامن مع فعاليات موسم الرياض 2021 والذي يضم أكثر من "7 آلاف فعالية، بينها 70 حفلة غنائية عربية، 6 حفلات غنائية عالمية، إضافة إلى 10 معارض عالمية، و350 عرضًا مسرحيًّا"، وبالتزامن أيضًا مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بدورته الأولى في جدة بالمملكة العربية السعودية، وبحضور عدد كبير من "نجوم" العالم من مختلف الدول الأوروبية و"نجوم" هوليوود، من ضمنهم شاذين ودعاة للنسوية والشذوذ الجنسي بحسب صحيفة (ميدل إيست آي)، وبالتزامن مع هذا الفجور الذي يهدف إلى "التحرر" و"حرية التعبير" انطلقت (الأربعاء) 8 كانون أول/ديسمبر، فعاليات أول مؤتمر دولي للفلسفة في الرياض «مؤتمر الرياض للفلسفة» الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، ويستمر لثلاثة أيام، ويجمع "نخبة" من المفكرين والمشتغلين في الحقل الفكري والفلسفي من داخل السعودية وخارجها. حيث قال الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر "إن السعودية واحدة من أكثر دول العالم تغيرًا، ولا تكاد تضاهيها دولة في سرعة الحراك النهضوي، وهو الأمر الذي ستكون له انعكاسات فلسفية وفكرية وثقافية مختلفة".
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد طرح في العام 2016 خطة إصلاحية تحت عنوان "رؤية 2030"، تعتمد على الاستثمارات في مجالات الترفيه وغيرها، وأعلن في تشرين أول/أوكتوبر 2018 أن "المملكة العربية السعودية في الخمس سنوات القادمة سوف تكون مختلفة تمامًا". مضيفًا "إذا نجحنا في الخمس سنوات القادمة ستلتحق بنا الدول" في المنطقة. وتابع قائلًا "هذه حرب السعوديين وهذه حربي التي أخوضها شخصيًّا".
وقد أجهز بالفعل خلال السنوات الخمس الماضية على الصورة الدينية التقليدية للسعودية، ولحقت به الأردن عبر (أفلام نتفليكس) الموجهة لإفساد الفتيات والشباب، وعبر برامج الحفلات الغنائية المحصنة رسميًا ضد وباء كورونا دون الفعاليات المجتمعية الأخرى!. كما لحقت بالسعودية تونس عبر محاربة أحكام الشريعة، ونشر الأفلام الملوثة مثل فيلم "ميدوسا السوداء" وما ينطوي عليه من فجور ومفاهيم نسوية هدامة.
وأما مؤتمر الفلسفة في السعودية فهو الأخطر على وعي الشباب المسلم، إذ يشمل "ورش عمل تتناول القضايا المعاصرة"، وتسلط الضوء على "دور الفلسفة في فهم العالم اليوم". ويضم المؤتمر أنشطة متنوعة، ومصممة لـ"غرس قيمة التفكير الفلسفي بين الأجيال الناشئة وتحفيز اهتمامهم به" بحسب ما هو معلن. وغرضهم من الفلسفة التي أوصوا مسبقًا بتدريسها في منهاج التعليم، هو تسميم الشخصية الإسلامية بل تدميرها، وإعادة تكوين الوعي لدى الشباب وصياغة تفكيرهم بما تنطوي عليه الفلسفة ومواردها المعرفية ومخرجاتها المناقضة للدين، نحو تحكيم العقل في التحسين والتقبيح عوضًا عن النصوص الشرعية، وتوهين صلة المسلمين بالدين ومرجعيته، وتلقيحهم بمنتجات الثقافة الغربية كمناهج البحث العلمي في "الدراسات الإنسانية" لا في العلوم الطبيعية والتجريبية. وكل ذلك من بوابة "الانفتاح على عالم اليوم" وفهمه بأدواته المعاصرة كفلسفة "التنوير" التي تقرر بأن العقل يمكنه الاستغناء بالعلم عن الدين. وتسويق ذلك كله لشباب المسلمين باعتباره إنجازات تدعو للفخار، وذلك لحملهم على تبني القيم والمفاهيم العلمانية والديمقراطية الليبرالية التي تقوم على نسبية الحقيقة ومركزية الإنسان، وإنكار مرجعية الوحي، والوصول من ذلك إلى القطيعة المعرفية مع الإسلام وقيمه وتاريخه، وتقبل الواقع الفاسد والخضوع للمستعمر وفكره الوافد، والإذعان للحكام العملاء والأنظمة التابعة. مستغلين سياسة "السماوات المفتوحة" في خلق التفاعل بين الثقافات، مغلفين إفسادهم للأمة بـ"الإصلاح والتجديد"، معتمدين على قطعان "النخب الثقافية" المنتحلة صفة "التنوير" لضرب الإسلام وتزييفه والتشكيك بثوابته.
أيها المسلمون..
يجب أن يتحوط أبناؤكم إزاء ما يُحاك لهم بالوعي الفكري والسياسي والتعبئة والنفير للأمر الجلل والحرب الضارية على دينهم، ودفع الصيال الفكري والعسكري للكفار والذي بات يهدد بفناء الأمة ومستقبل أبنائها، بتواطؤ حكامها العملاء. فها هو محمد بن سلمان الذي اعترف في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست عام 2018 بتوظيف الدين وتجنيد الوهابية في أجندات خارجية وبتكليف من الغرب، قد أعلن الحرب على الإسلام في مهد الديانة الإسلامية ومضى في تنفيذ ما تعهد به لأسياده في البيت الأبيض، معتبرًا الحرب على الإسلام ودعاته حربه شخصيًا، وهو يوشك أن يقتلع ما بقي من معالم وشعائر دينية في أرض الحرمين كي تلحق به باقي البلاد الإسلامية كما وعد. متبعًا خطوات شريكه شيطان العرب محمد بن زايد الذي أحال الإمارات إلى بيت للعهر والفجور والخمور، والذي سخّر بمعية ابن سلمان وحكام الخليج أموال المسلمين في مكافحة الإسلام وشراء ذمم القادة والسياسيين والأكاديميين والإعلاميين، و"العلماء والشيوخ" الذين بلغ التفريط بالدين في بعضهم حد الترويج لفعاليات الرياض الفاجرة هذا الشهر، وهو ما قام به عادل الكلباني، إمام المسجد الحرام السابق، تمامًا كما فعل "الشيخ" عبد الفتاح مورو في تونس، بل وبلغ التمرغ في خنا الحكام عند الشيخ السديس إمام الحرم المكي حد الثناء على ترمب عدو الإسلام والمسلمين، وبلغت الخيانة للدين عند غيره من "الشيوخ" الذين لم يدخلوا جحر الضب فقط بل استطابوا العيش فيه، حد إباحة دماء المسلمين على أيدي الكفار في حرب الخليج، وتغليب الحكام على الشعوب وإلزامهم طاعتهم، وتسويغ مذابح المسلمين في "الثورات العربية"، وإباحة الخيانة والصلح والتحالف مع الكيان الصهيوني الغاصب والاعتراف ب"حقه" في الوجود. كما وسخّر أولئك الحكام الفجرة أموال المسلمين في تجنيد الجواسيس ودعم العملاء والقتلة، وتدمير بلاد المسلمين في "الربيع العربي"، وإعمار المشاريع التطبيعية مع الكيان الصهيوني، وحجبوها عن المسلمين المستضعفين في غزة وكشمير وبورما ومخيمات لجوء المشردين من النساء والأطفال بفعل سياساتهم الموجهة والمجرمة والطائشة، وباركوا قمع المسلمين الإيغور في الصين، وأقاموا دينًا "إبراهيميًّا" لمحو الحدود بين الإسلام والكفر وإدماج الكيان الصهيوني في المنطقة. كما بذلوا أموال المسلمين بسخاء وإسراف وتبذير، على بذخهم وحواشيهم، وعلى ناشري الثقافة الغربية من دعاة التغريب والطاعنين بالدين الإسلامي، وعلى مروجي الفاحشة والرذيلة والفسق والعهر والفجور من "الفنانين والفنانات" الذين صنعوا منهم رموزًا وقدوات.
وكل ذلك يجري ضمن حملة شرسة على الإسلام وثوابته وأصوله لا سيما على السنة النبوية التي تُجسد الحياة الإسلامية في جوانبها السياسية وبهائها الأخلاقي.
أيها المسلمون..
إن فاجعة الأمة في دينها بفعل التجفيف العقدي والتجريف القيمي مهولة، وخسائرها المادية المنهوبة لأعدائها وجِرائهم في بلاد المسلمين فادحة. فعلى العلماء والأحزاب والمؤثرين المخلصين لدينهم أن ينشروا الوعي على الإسلام وحرماته وواجبات المسلمين نحوه، وأن يبثوا في الأمة روح النضال، والتصدي للغرب الكافر الذي لا تكون مواجهته باستيراد طريقة عيشه أبدًا، أو باستسقاء ثقافته والتحالف معه ورهن البلاد لمصالحه مطلقًا!.
وعلى "العلماء" و"الشيوخ" أن يقتدوا بأسلافهم المشاعل الذين قدموا التضحيات، وأن يكفوا عن خيانة الدين وخذلانه بدعوى جواز أكل الميتة للمضطر، وأن يردوا إلى الحكام بضاعتهم من الميتة ولحم الخنزير وفتات موائدهم، بدل أن يقيموا عليها وليمة يتلذذون بأكلها ويدعون غير المضطرين للأكل منها.
وإذا كانوا جادين في نصرة دينهم وأمتهم فعليهم التلبس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يتخذوا منه لجامًا لردع الحكام والأنظمة الخائنة عن الباطل والتآمر، متسلحين بنصرة ربهم الذي قال {إن تنصروا الله ينصركم}، مستلهمين شجاعة العلماء الأوائل ومواقفهم، مستندين إلى رصيدهم من التأييد الشعبي. وهم قادرون على تجاوز حالة الذعر من الحكام بحق التوكل على الله والإيمان بقضائه وقدره، وبإدراكهم أن الحكام الظلمة يألمون كما نألم ويرجون من الله ما لا نرجوا. وإن قوى الأمة والفئات المؤثرة فيها قادرة على تجاوز الأدوار الّتي تفرضها منظومات الحكم الفاسد والحكام العملاء. بل إن العلماء المخلصين وحدهم قادرون على استنهاض همم الغافلين عن المكر والخداع وخيانة الحكام ومؤامراتهم، وقادرون بعون الله على قيادة الأمة وأخذ زمام المبادرة وإسقاط أنظمة الكفر وإقامة دين الله واستئناف الحياة الإسلامية إذا شحذوا لها الهمم وحشدوا لها القوى، لا يعوزهم في ذلك إلا الأخذ بالأسباب والوثوق بأحكام الله ونصره والتوكل عليه، وهو ما يليق بـ"العالِم" الذي يستحيي أن يراه الله مولاه حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره.
{الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله وكفى بالله حسيبًا}