Abu Taqi
24-11-2021, 05:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام الأردني يسابق الزمن للتحالف مع الكيان الغاصب
في خطوة تجاوزت التفاهمات التاريخية والتطبيع إلى التحالف وتسويق الاندماج الكامل مع الكيان المجرم، وتصوير العلاقة معه ضرورة شعبية حيوية واستراتيجية، أقدمت الحكومة الأردنية بتوقيع مذكرة نوايا مع الكيان الإسرائيلي المجرم تتعلق بعزم الطرفين على دراسة إمكانية تطوير مقترح يتألف من عنصرين؛ الأول: برنامج طاقة نظيفة في الأردن لتزويد العدو الإسرائيلي بالكهرباء، وهو ما أطلقوا عليه (الازدهار الأخضر)، والثاني: برنامج تحلية مياه مستدام في "إسرائيل" لتزويد الأردن بالمياه المحلاة (الازدهار الأخضر).
وقد جاءت هذه الخطوة المتقدمة والتي تنطوي على خِسّة وابتزاز رخيص بعد أن فرط النظام بحقوق الأردن المائية لصالح العدو الإسرائيلي، وبعد أن أهمل السدود الأردنية، بل وتواطأ على تجفيفها؛ لتبرير هذه الخطوة، وهو ما كشف عنه أحد النواب قبل يومين.
والمدقق في هذه الاتفاقية بعد مشاركة أردنية بمناورات عسكرية إسرائيلية في نهاية شهر تشرين أول/أكتوبر يجد فيها ستارًا لتعزيز أمن الكيان الإسرائيلي الغاصب وبقائه، واقتلاع فكرة العداء له واستئصالها من وعي الأمة. وما تجفيف مياه السدود وتبرير التعاون مع العدو عبر محطة التحلية المزعومة سوى ذر للرماد في العيون، إذ لو كان الأمر معالجة لشح المياه لما احتاج الأمر إلى إقامة محطة التحلية لدى الكيان المجرم؛ إذ يمكن إنشاؤها في مدينة العقبة.
إن حاجة العدو الإسرائيلي لهذه الاتفاقية أكبر من حاجة الأردن لها، بل إن خطر إقامة محطة تحلية المياه الأردنية في "إسرائيل" أكبر من خطورة شح المياه في الأردن. هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن الأردن يستطيع التغلب على مشاكله المائية عبر عدة حلول، أولها، وعلى رأسها، استرجاع حقوقه المائية من العدو الإسرائيلي بعد أن فرط النظام بها. وثانيها، العناية بالسدود وليس تجفيفها وتسييل مياهها لتبرير مثل هذا الاتفاقية، وبخاصة وأن هذا التسييل أضر بالمزارعين المحليين، ولم ينتج عنه أي ترميم أو شروع بصيانة للسدود ورفع الترسبات الترابية من قعرها، مما يشي بأن التفكير بإعادة تأهيل السدود ليس في حسبان النظام وإنما هو التمهيد وخلق المبررت لإبرام الاتفاقية. وثالثها، إقامة محطة تحلية لمياه البحر في العقبة إن لزم الأمر، وليس على الأراضي المغتصبة وتحت سيطرة عدونا ليتحكم في مياهنا كما يتحكم في إمدادات الغاز إلينا.
لم يعد مجالٌ للشك أن النظام الأردني الذي يقدم هذه الخدمة المجانية لعدونا؛ المتربص بنا وبأمننا وثقافتنا، لا تعنيه مصالح الشعب بقدر ما يعنيه بقاءه المرتبط بوظيفته والتزاماته تجاه المشروع الصهيوأميركي في المنطقة، وهو ما واظب على الوفاء بها منذ إنشائه. ورغم أن وسائل إعلام العدو الذي جند النظام نفسه حارسًا لكيانهم تطفح حقدًا ودعوات لتصفية قضية فلسطين، وتحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين، سعى النظام الأردني إلى تفكيك البناء المجتمعي التقليدي وتوهين الجبهة الداخلية لصالح ما أطلق عليه "الهوية الجامعة" التي أنتجتها اللجنة الملكية مؤخرًا، من أجل تشييد البنية التحتية لمشاريع تصفية "القضية الفلسطينية" !!
لم يعد خافيًا أنه ومنذ الحرب العالمية على الإسلام، والتي يسمونها الحرب على "الإرهاب" ونحن نخضع إلى عملية تضليل وتزييف فاجرة تصرف الأمة عن قضاياها المصيرية وطريق تحررها ونهضتها، وتجعل سيطرة الغرب المستعمر وقاعدته العسكرية الإسرائيلية أبدية على بلادنا وتحويل نظرة المسلمين إلى الحياة تحويلًا جذريًّا يربط مصيرهم بمصير المستعمرين ربط عبيدٍ بأسياد، يتجبرون بهم ويتحكمون بمصيرهم ومستقبلهم.
إن ما نخشاه والحالة هذه أن يستيقظ أهل الأردن يومًا ليجدوا أن بلدهم بات حديقة خلفية لعدوهم الإسرائيلي، وأن هذا العدو المجرم يتحكم في كل كبيرة وصغيرة من أسباب عيشهم. إذ إن ما يجري من إلهاء وإفقار مبرمج لأهل الأردن وإثقال لكاهلهم بالضرائب، وارتفاع الأسعار، إنما هو لتركيع الشعب وإذلاله لعدوه وإخضاعه لإرادته. وهذا كثير على رجال الأردن وإخوانهم في فلسطين، الذين اختبروا جُبن اليهود وسطروا أعظم البطولات في معركة الكرامة وقدموا أجلّ التضحيات في القدس بباب العامود وفي كل ربوع فلسطين.
أيها الوجهاء والمؤثرون في الأردن
إلى متى نظل موضع انفعال، لا فاعلين؟! أمَا آن لنا أن ندرك أمورنا، ونتدبر شؤوننا، لا سيما وقد فتح الناس أعينهم وكُشف الغطاء عن بصائرهم؟! ألسنا من الناس حتى يصلنا هذا الإدراك؟! لقد استطاعت دول الكفر تركيز إسرائيل في المنطقة، وهاهي تعيد صياغة المنطقة صياغة تضمن السيطرة الأبدية وتحُول دون الانعتاق. فهل نظل في غفلة عما يدور حولنا، وحبل المشنقة يلتف حول أعناقنا؛ لنكون تحت رحمة يهود؟!!
لقد آن لنا أن نعيَ الأمور على حقيقتها، وآن لنا أن ندرك ما يجري بشأننا بين الغرب الكافر وعلى رأسه أميركا وربيبتها إسرائيل وعلى أيدي العملاء، فإن الدنيا كلها قد تفتحت والخداع السياسي لم يعد ينطلي على أحد، والكل يعرف أن الأنظمة جميعًا، تتسابق لنيل رضى السيد الأميركي، وكلبه المطيع كيان يهود، وإن كانت القضية في الأساس ليست إسرائيل ولا فلسطين ولا الأردن، وإنما صراع على تركيز السيطرة على المسلمين وعلى بلاد الإسلام في إطار عمل خبيث هو تأبيد سيطرة الغرب الكافر على بلادنا، تركيزاً أبدياً يحُول دون أي انعتاق؛ لذلك فإنّا ندعوكم لتقفوا الموقف الذي تمليه عليكم عقيدتكم الإسلامية، ليس لزجر الحكام وقطيع المطبعين عن أن يجعلوا ليهود علينا سبيلًا، بل ندعوكم للمسارعة في تصحيح الأوضاع، والمبادرة بإزالة هذه الأنظمة، وإلاّ فسيحل الخراب والدمار.
19/ربيع الثاني/1443هـ حزب التحرير
24/11/2021م ولاية الأردن
النظام الأردني يسابق الزمن للتحالف مع الكيان الغاصب
في خطوة تجاوزت التفاهمات التاريخية والتطبيع إلى التحالف وتسويق الاندماج الكامل مع الكيان المجرم، وتصوير العلاقة معه ضرورة شعبية حيوية واستراتيجية، أقدمت الحكومة الأردنية بتوقيع مذكرة نوايا مع الكيان الإسرائيلي المجرم تتعلق بعزم الطرفين على دراسة إمكانية تطوير مقترح يتألف من عنصرين؛ الأول: برنامج طاقة نظيفة في الأردن لتزويد العدو الإسرائيلي بالكهرباء، وهو ما أطلقوا عليه (الازدهار الأخضر)، والثاني: برنامج تحلية مياه مستدام في "إسرائيل" لتزويد الأردن بالمياه المحلاة (الازدهار الأخضر).
وقد جاءت هذه الخطوة المتقدمة والتي تنطوي على خِسّة وابتزاز رخيص بعد أن فرط النظام بحقوق الأردن المائية لصالح العدو الإسرائيلي، وبعد أن أهمل السدود الأردنية، بل وتواطأ على تجفيفها؛ لتبرير هذه الخطوة، وهو ما كشف عنه أحد النواب قبل يومين.
والمدقق في هذه الاتفاقية بعد مشاركة أردنية بمناورات عسكرية إسرائيلية في نهاية شهر تشرين أول/أكتوبر يجد فيها ستارًا لتعزيز أمن الكيان الإسرائيلي الغاصب وبقائه، واقتلاع فكرة العداء له واستئصالها من وعي الأمة. وما تجفيف مياه السدود وتبرير التعاون مع العدو عبر محطة التحلية المزعومة سوى ذر للرماد في العيون، إذ لو كان الأمر معالجة لشح المياه لما احتاج الأمر إلى إقامة محطة التحلية لدى الكيان المجرم؛ إذ يمكن إنشاؤها في مدينة العقبة.
إن حاجة العدو الإسرائيلي لهذه الاتفاقية أكبر من حاجة الأردن لها، بل إن خطر إقامة محطة تحلية المياه الأردنية في "إسرائيل" أكبر من خطورة شح المياه في الأردن. هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن الأردن يستطيع التغلب على مشاكله المائية عبر عدة حلول، أولها، وعلى رأسها، استرجاع حقوقه المائية من العدو الإسرائيلي بعد أن فرط النظام بها. وثانيها، العناية بالسدود وليس تجفيفها وتسييل مياهها لتبرير مثل هذا الاتفاقية، وبخاصة وأن هذا التسييل أضر بالمزارعين المحليين، ولم ينتج عنه أي ترميم أو شروع بصيانة للسدود ورفع الترسبات الترابية من قعرها، مما يشي بأن التفكير بإعادة تأهيل السدود ليس في حسبان النظام وإنما هو التمهيد وخلق المبررت لإبرام الاتفاقية. وثالثها، إقامة محطة تحلية لمياه البحر في العقبة إن لزم الأمر، وليس على الأراضي المغتصبة وتحت سيطرة عدونا ليتحكم في مياهنا كما يتحكم في إمدادات الغاز إلينا.
لم يعد مجالٌ للشك أن النظام الأردني الذي يقدم هذه الخدمة المجانية لعدونا؛ المتربص بنا وبأمننا وثقافتنا، لا تعنيه مصالح الشعب بقدر ما يعنيه بقاءه المرتبط بوظيفته والتزاماته تجاه المشروع الصهيوأميركي في المنطقة، وهو ما واظب على الوفاء بها منذ إنشائه. ورغم أن وسائل إعلام العدو الذي جند النظام نفسه حارسًا لكيانهم تطفح حقدًا ودعوات لتصفية قضية فلسطين، وتحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين، سعى النظام الأردني إلى تفكيك البناء المجتمعي التقليدي وتوهين الجبهة الداخلية لصالح ما أطلق عليه "الهوية الجامعة" التي أنتجتها اللجنة الملكية مؤخرًا، من أجل تشييد البنية التحتية لمشاريع تصفية "القضية الفلسطينية" !!
لم يعد خافيًا أنه ومنذ الحرب العالمية على الإسلام، والتي يسمونها الحرب على "الإرهاب" ونحن نخضع إلى عملية تضليل وتزييف فاجرة تصرف الأمة عن قضاياها المصيرية وطريق تحررها ونهضتها، وتجعل سيطرة الغرب المستعمر وقاعدته العسكرية الإسرائيلية أبدية على بلادنا وتحويل نظرة المسلمين إلى الحياة تحويلًا جذريًّا يربط مصيرهم بمصير المستعمرين ربط عبيدٍ بأسياد، يتجبرون بهم ويتحكمون بمصيرهم ومستقبلهم.
إن ما نخشاه والحالة هذه أن يستيقظ أهل الأردن يومًا ليجدوا أن بلدهم بات حديقة خلفية لعدوهم الإسرائيلي، وأن هذا العدو المجرم يتحكم في كل كبيرة وصغيرة من أسباب عيشهم. إذ إن ما يجري من إلهاء وإفقار مبرمج لأهل الأردن وإثقال لكاهلهم بالضرائب، وارتفاع الأسعار، إنما هو لتركيع الشعب وإذلاله لعدوه وإخضاعه لإرادته. وهذا كثير على رجال الأردن وإخوانهم في فلسطين، الذين اختبروا جُبن اليهود وسطروا أعظم البطولات في معركة الكرامة وقدموا أجلّ التضحيات في القدس بباب العامود وفي كل ربوع فلسطين.
أيها الوجهاء والمؤثرون في الأردن
إلى متى نظل موضع انفعال، لا فاعلين؟! أمَا آن لنا أن ندرك أمورنا، ونتدبر شؤوننا، لا سيما وقد فتح الناس أعينهم وكُشف الغطاء عن بصائرهم؟! ألسنا من الناس حتى يصلنا هذا الإدراك؟! لقد استطاعت دول الكفر تركيز إسرائيل في المنطقة، وهاهي تعيد صياغة المنطقة صياغة تضمن السيطرة الأبدية وتحُول دون الانعتاق. فهل نظل في غفلة عما يدور حولنا، وحبل المشنقة يلتف حول أعناقنا؛ لنكون تحت رحمة يهود؟!!
لقد آن لنا أن نعيَ الأمور على حقيقتها، وآن لنا أن ندرك ما يجري بشأننا بين الغرب الكافر وعلى رأسه أميركا وربيبتها إسرائيل وعلى أيدي العملاء، فإن الدنيا كلها قد تفتحت والخداع السياسي لم يعد ينطلي على أحد، والكل يعرف أن الأنظمة جميعًا، تتسابق لنيل رضى السيد الأميركي، وكلبه المطيع كيان يهود، وإن كانت القضية في الأساس ليست إسرائيل ولا فلسطين ولا الأردن، وإنما صراع على تركيز السيطرة على المسلمين وعلى بلاد الإسلام في إطار عمل خبيث هو تأبيد سيطرة الغرب الكافر على بلادنا، تركيزاً أبدياً يحُول دون أي انعتاق؛ لذلك فإنّا ندعوكم لتقفوا الموقف الذي تمليه عليكم عقيدتكم الإسلامية، ليس لزجر الحكام وقطيع المطبعين عن أن يجعلوا ليهود علينا سبيلًا، بل ندعوكم للمسارعة في تصحيح الأوضاع، والمبادرة بإزالة هذه الأنظمة، وإلاّ فسيحل الخراب والدمار.
19/ربيع الثاني/1443هـ حزب التحرير
24/11/2021م ولاية الأردن