Abu Taqi
14-05-2021, 10:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
توسيع دائرة المواجهة على جبهة غزة
لوّح الجيش الإسرائيلي بإمكانية توسيع المواجهة مع المقاومة في غزة، وعزز حشوده على تخومها، وأعلن عن زيادة بنك أهدافه. وكما قلنا فإن هذه المعركة بالنسبة ليهود هي معركة تهويد القدس والمقدسات وفرض الأمر الواقع في ضوء التفاهمات السابقة لترمب ونتنياهو، كما أنها معركة شخصية لنتنياهو بامتياز، وذلك لتصدير أزمته إلى الخارج وقطع الطريق على منافسه رئيس حزب "يش عتيد- هناك مستقبل"، عضو الكنيست يائير ليبيد، ولذلك قد يلجأ نتنياهو إلى مغامرة خطرة وغير مضمونة النتائج في ظل فقدانه للغطاء الدولي والإقليمي، وشجاعة أهل فلسطين واستبسال المقاومة الفلسطينية ونوعيتها غير المسبوقة.
فقد يلجأ لإطالة المعركة وتوسيعها بريًّا وهو ما بدت ملامحه بالحشود والقصف المدفعي، رغم خطورتها عليه، في حال تمكنت المقاومة من أسر جنود إسرائيليين، وما ينطوي عليه من أثر شعبي سلبي كبير، قد يؤول إلى نسف رصيد نتنياهو الانتخابي تمامًا. إلا أن خيارات نتنياهو ضيقة ولا يملك سوى الرهان على إطالة أمد المعركة، التي قد تعطيه بحسب مقارباته فرصة لتحقيق إنجاز ميداني، نحو اغتيال قيادات بارزة في المقاومة، وإيقاع ضرر بالغ بأهل غزة والمقاومة؛ ليتقدم به إلى الرأي العام الإسرائيلي، وقد يذهب إلى انتخابات خامسة، في محاولة للفوز بأغلبية، وتشكيل الحكومة وتجنب المحاكمة.
حيث إن القانون الإسرائيلي لا يمنحه الحصانة ضد المحاكمة إلا في حال بقائه رئيسًا للوزراء. فهو يعمل على تعميق الشرخ الداخلي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبخاصة من خلال تشجيعه للمستوطنين على الاعتداء على الفلسطينيين في مدن الداخل الفلسطيني، والتي طالت 70 موقعًا، مما يضعف حظوظ ليبيد في تشكيل الحكومة؛ لأنه يراهن على أصوات أعضاء الكنيست العرب، وهو الأمر الذي من شأنه أن ينفر القوى الإسرائيلية المتحالفة معه، ويدفعهم إلى الابتعاد عنه خوفًا على قواعدهم الانتخابية.
وأما بشأن مطالبة أوروبا وروسيا والأمم المتحدة ومصر والأردن وقطر وتركيا بوقف القتال، ومطالبة أميركا بخفض التصعيد، فإنها ترمي إلى حرمان نتنياهو من تحقيق أهدافه وإعادته إلى المواجهة الشعبية التي تؤلب الرأي العام الداخلي والدولي عليه، فيما إذا أرغموه على وقف التصعيد، بينما تقوم الولايات المتحدة من جهة أخرى بإعاقة مجلس الأمن عن التدخل، بهدف توريط نتنياهو وتعميق أزمته وإظهاره بمظهر المتغوّل وليس المدافع عن النفس، وهو ما يحاول تسويقه دوليًّا.
وتبرز هذه السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في عزل نتنياهو وتقويض خطته في المواقف الدولية المتماهية مع الموقف الأميركي المزدوج، وتبرز أيضًا في سحب البنتاغون 120 جنديًّا أميركيًّا من "إسرائيل"، وما يحمله ذلك من إشارات للداخل الإسرائيلي، كما تبرز كذلك في التعاطي الأميركي مع الوقائع الجارية في تصريحات البيت الأبيض، وتصريحات بلنكن وزير الخارجية الأميركي، الذي قال: "إن أميركا تؤمن بأنه من حق الإسرائيليين والفلسطينيين العيش بحرية وأمن بشكل متساوٍ". وتصريحات سفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن التي قالت: "نحث على وقف التصعيد لإنهاء الأزمة المستمرة في إسرائيل وغزة، ونشعر بالحزن على الأرواح البريئة التي سقطت في كلا الجانبين". وأضافت: "نعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن شعبها وأرضها، ونؤمن بالمثل أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى أن يكون قادرًا على العيش في أمن وأمان". وتبرز كذلك في موقف روسيا التي انتقدت على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف التطبيع العربي ودعت إلى حل الدولتين، وعلى لسان سيرجي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، الذي دعا "إسرائيل" إلى "وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية على الفور"، وقال: إن موسكو دعت إلى احترام "الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس". ما يعني أن هناك توجهًا حقيقيًّا لتعديل بعض قرارات ترمب من قبل بايدن، وهو ما فهمته روسيا وأوروبا والدول العربية وتركيا والسلطة الفلسطينية و"إسرائيل".
بالإضافة إلى الضغوط التي تمارسها المؤسسات الدولية؛ مثل مدعي عام الجنايات الدولية، والأمم المتحدة، التي صرحت بأنها "تشعر بالأسف لوفاة أطفال في غزة"، ومواقف الدول العربية وتصريحات تركيا وإيران عالية النبرة، بمعية ارتفاع الأصوات الداخلية الناقدة لنتنياهو، والتي تتهمه بتوظيف العملية لأغراض سياسية داخلية، سيما مع ارتفاع التكلفة المادية للحرب، وتصاعد التوتر على الجبهة الداخلية وبخاصة في مدينة اللد.
ومهما يكن من أمر، فإن الضغوط العربية والدولية على إسرائيل لا تعني أنهم يدعمون الفلسطينيين، وإنما يقومون بمحاولة لضبط الأحداث على إيقاع الحلول السياسية التي تقود إلى تصفية قضية فلسطين، بشكل لا تعيقه المزايدات السياسية الإسرائيلية الداخلية والحسابات الشخصية لنتنياهو.
وأما الموقف الخياني الخبيث للأنظمة العربية، وبخاصة موقف النظام المصري في العدوان الإسرائيلي على أهل فلسطين وغزة، فيهدف إلى منع الفلسطينيين وفصائل المقاومة من فرض إرادتهم، كما يهدف إلى تأطير تحركهم ومطالبهم، وتجيير صمودهم لصالح أعدائهم، وتبديد جهودهم وإضاعة مكتسباتهم، وإطفاء روح الجهاد وأمل الأمة في الانعتاق، وإجهاض أية بارقة أمل تحيي في المسلمين أمجادهم، وتفضح خَور الأنظمة العربية العميلة، بالإضافة إلى إلقاء طوق النجاة لقادة الكيان الصهيوني عند الحاجة، وضبط سلوكهم وفق إرادة أميركا، ومنعهم من تجاوز حدودهم، أو عرقلتهم للأجندة الأميركية أو التأثير على مصالحها، فإن لإسرائيل سوابق في تقديم مصالحها على مصالح بريطانيا وأوروبا وأميركا.
وقد برهنت قدرات المقاومة الفلسطينية، رغم تواضعها، على أن المسلمين قادرون على سحق الكيان الغاصب وتشريد قطعانه الهائجة وردهم على أعقابهم خاسرين. وما نأمله من المقاومة المسلحة وجماهير المسلمين في فلسطين وبصرف النظر عن السياق السياسي للمعركة هو أن يكونوا شوكة في حلوق الخونة وحائلًا دون المتاجرة بالقضية وتصفيتها، وأن يحذروا كل الحذر من ألاعيب السلطة والأنظمة المحيطة، في تحويل دمائهم وصمودهم إلى وقود لتحريك المفاوضات العبثية التي ترمي إلى تثبيت كيان يهود، تحت أية صيغة سلام، سواء بما يسمونه حل الدولتين، أم حل الدولة الواحدة، أم الحكم الذاتي. إن نتنياهو اليوم يخوض معركته هذه من دون غطاء دولي أو إقليمي كاف، ولذلك فإن المعطيات السياسية الإقليمية والدولية في صالح المقاومة، والتي تتلخص بموقف دول العالم من انتهاك إسرائيل للقانون الدولي بشأن القدس والمقدسات والأهالي بشكل سافر ومعيق للأجندة الأميركية بشأن تدويل المقدسات، وفي ظل شعار الديمقراطية الدولية وحقوق الإنسان التي ترفعها إدارة بايدن ولو كذبًا، حيث لم يسبق لأمريكا أن ساوت بين الضحايا الفلسطينيين وبين هلكى الصهاينة، مما ينطوي على رسالة تحذير لنتنياهو.
فعلى المسلمين في فلسطين وبخاصة جنود المقاومة أن يرفضوا إملاءات النظام المصري ووساطته الخسيسة، وأن يتجاهلوا ضغوطه التي يحاول من خلالها أن يفرض على المقاومة مسار المعركة لتجيير نتائجها لصالح الحلول الاستسلامية المرتقبة وفق الأجندة الأميركية. وفي هذا السياق يمكن فهم الأصوات التي تنادي بإرسال قوات عسكرية لحماية الفلسطينيين، وهي دعوات خطيرة؛ لأنها تؤسس لتدويل المقدسات، وتأطير الحلول السياسية وتكريسها كخيار وحيد لمعالجة القضية، وتؤول إلى منع الفلسطينيين وسائر المسلمين من المبادرة وتحرير القدس وفلسطين في المستقبل، وتؤول إلى تأمين الحماية للكيان المجرم.
أيها المسلمون: إن مواجهة المقاومة الفلسطينية مهما بلغ أذاها بالكيان السرطاني المجرم لن تكون حربًا متكافئة بحال، وبخاصة وأن ضربات المقاومة قد جعلت كيان يهود كالكلب الجريح، وقد بدأ يُغلّظ هجومه الوحشي على أهل غزة مستهترًا بالمسلمين والعالم بأسره، والواجب هو أن يطرد المسلمون حكامهم العملاء حراس الكيان الصهيوني والمصالح الأميركية قبل طرد سفراء يهود، وذلك بتصحيح الأوضاع، وإقامة الدولة الإسلامية التي تذكرهم بخيبر وتنسيهم وساوس الشيطان بإذن الله.
2/شوال/1442هـ
14/5/2021م
متابعة سياسية
توسيع دائرة المواجهة على جبهة غزة
لوّح الجيش الإسرائيلي بإمكانية توسيع المواجهة مع المقاومة في غزة، وعزز حشوده على تخومها، وأعلن عن زيادة بنك أهدافه. وكما قلنا فإن هذه المعركة بالنسبة ليهود هي معركة تهويد القدس والمقدسات وفرض الأمر الواقع في ضوء التفاهمات السابقة لترمب ونتنياهو، كما أنها معركة شخصية لنتنياهو بامتياز، وذلك لتصدير أزمته إلى الخارج وقطع الطريق على منافسه رئيس حزب "يش عتيد- هناك مستقبل"، عضو الكنيست يائير ليبيد، ولذلك قد يلجأ نتنياهو إلى مغامرة خطرة وغير مضمونة النتائج في ظل فقدانه للغطاء الدولي والإقليمي، وشجاعة أهل فلسطين واستبسال المقاومة الفلسطينية ونوعيتها غير المسبوقة.
فقد يلجأ لإطالة المعركة وتوسيعها بريًّا وهو ما بدت ملامحه بالحشود والقصف المدفعي، رغم خطورتها عليه، في حال تمكنت المقاومة من أسر جنود إسرائيليين، وما ينطوي عليه من أثر شعبي سلبي كبير، قد يؤول إلى نسف رصيد نتنياهو الانتخابي تمامًا. إلا أن خيارات نتنياهو ضيقة ولا يملك سوى الرهان على إطالة أمد المعركة، التي قد تعطيه بحسب مقارباته فرصة لتحقيق إنجاز ميداني، نحو اغتيال قيادات بارزة في المقاومة، وإيقاع ضرر بالغ بأهل غزة والمقاومة؛ ليتقدم به إلى الرأي العام الإسرائيلي، وقد يذهب إلى انتخابات خامسة، في محاولة للفوز بأغلبية، وتشكيل الحكومة وتجنب المحاكمة.
حيث إن القانون الإسرائيلي لا يمنحه الحصانة ضد المحاكمة إلا في حال بقائه رئيسًا للوزراء. فهو يعمل على تعميق الشرخ الداخلي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبخاصة من خلال تشجيعه للمستوطنين على الاعتداء على الفلسطينيين في مدن الداخل الفلسطيني، والتي طالت 70 موقعًا، مما يضعف حظوظ ليبيد في تشكيل الحكومة؛ لأنه يراهن على أصوات أعضاء الكنيست العرب، وهو الأمر الذي من شأنه أن ينفر القوى الإسرائيلية المتحالفة معه، ويدفعهم إلى الابتعاد عنه خوفًا على قواعدهم الانتخابية.
وأما بشأن مطالبة أوروبا وروسيا والأمم المتحدة ومصر والأردن وقطر وتركيا بوقف القتال، ومطالبة أميركا بخفض التصعيد، فإنها ترمي إلى حرمان نتنياهو من تحقيق أهدافه وإعادته إلى المواجهة الشعبية التي تؤلب الرأي العام الداخلي والدولي عليه، فيما إذا أرغموه على وقف التصعيد، بينما تقوم الولايات المتحدة من جهة أخرى بإعاقة مجلس الأمن عن التدخل، بهدف توريط نتنياهو وتعميق أزمته وإظهاره بمظهر المتغوّل وليس المدافع عن النفس، وهو ما يحاول تسويقه دوليًّا.
وتبرز هذه السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في عزل نتنياهو وتقويض خطته في المواقف الدولية المتماهية مع الموقف الأميركي المزدوج، وتبرز أيضًا في سحب البنتاغون 120 جنديًّا أميركيًّا من "إسرائيل"، وما يحمله ذلك من إشارات للداخل الإسرائيلي، كما تبرز كذلك في التعاطي الأميركي مع الوقائع الجارية في تصريحات البيت الأبيض، وتصريحات بلنكن وزير الخارجية الأميركي، الذي قال: "إن أميركا تؤمن بأنه من حق الإسرائيليين والفلسطينيين العيش بحرية وأمن بشكل متساوٍ". وتصريحات سفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن التي قالت: "نحث على وقف التصعيد لإنهاء الأزمة المستمرة في إسرائيل وغزة، ونشعر بالحزن على الأرواح البريئة التي سقطت في كلا الجانبين". وأضافت: "نعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن شعبها وأرضها، ونؤمن بالمثل أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى أن يكون قادرًا على العيش في أمن وأمان". وتبرز كذلك في موقف روسيا التي انتقدت على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف التطبيع العربي ودعت إلى حل الدولتين، وعلى لسان سيرجي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، الذي دعا "إسرائيل" إلى "وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية على الفور"، وقال: إن موسكو دعت إلى احترام "الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس". ما يعني أن هناك توجهًا حقيقيًّا لتعديل بعض قرارات ترمب من قبل بايدن، وهو ما فهمته روسيا وأوروبا والدول العربية وتركيا والسلطة الفلسطينية و"إسرائيل".
بالإضافة إلى الضغوط التي تمارسها المؤسسات الدولية؛ مثل مدعي عام الجنايات الدولية، والأمم المتحدة، التي صرحت بأنها "تشعر بالأسف لوفاة أطفال في غزة"، ومواقف الدول العربية وتصريحات تركيا وإيران عالية النبرة، بمعية ارتفاع الأصوات الداخلية الناقدة لنتنياهو، والتي تتهمه بتوظيف العملية لأغراض سياسية داخلية، سيما مع ارتفاع التكلفة المادية للحرب، وتصاعد التوتر على الجبهة الداخلية وبخاصة في مدينة اللد.
ومهما يكن من أمر، فإن الضغوط العربية والدولية على إسرائيل لا تعني أنهم يدعمون الفلسطينيين، وإنما يقومون بمحاولة لضبط الأحداث على إيقاع الحلول السياسية التي تقود إلى تصفية قضية فلسطين، بشكل لا تعيقه المزايدات السياسية الإسرائيلية الداخلية والحسابات الشخصية لنتنياهو.
وأما الموقف الخياني الخبيث للأنظمة العربية، وبخاصة موقف النظام المصري في العدوان الإسرائيلي على أهل فلسطين وغزة، فيهدف إلى منع الفلسطينيين وفصائل المقاومة من فرض إرادتهم، كما يهدف إلى تأطير تحركهم ومطالبهم، وتجيير صمودهم لصالح أعدائهم، وتبديد جهودهم وإضاعة مكتسباتهم، وإطفاء روح الجهاد وأمل الأمة في الانعتاق، وإجهاض أية بارقة أمل تحيي في المسلمين أمجادهم، وتفضح خَور الأنظمة العربية العميلة، بالإضافة إلى إلقاء طوق النجاة لقادة الكيان الصهيوني عند الحاجة، وضبط سلوكهم وفق إرادة أميركا، ومنعهم من تجاوز حدودهم، أو عرقلتهم للأجندة الأميركية أو التأثير على مصالحها، فإن لإسرائيل سوابق في تقديم مصالحها على مصالح بريطانيا وأوروبا وأميركا.
وقد برهنت قدرات المقاومة الفلسطينية، رغم تواضعها، على أن المسلمين قادرون على سحق الكيان الغاصب وتشريد قطعانه الهائجة وردهم على أعقابهم خاسرين. وما نأمله من المقاومة المسلحة وجماهير المسلمين في فلسطين وبصرف النظر عن السياق السياسي للمعركة هو أن يكونوا شوكة في حلوق الخونة وحائلًا دون المتاجرة بالقضية وتصفيتها، وأن يحذروا كل الحذر من ألاعيب السلطة والأنظمة المحيطة، في تحويل دمائهم وصمودهم إلى وقود لتحريك المفاوضات العبثية التي ترمي إلى تثبيت كيان يهود، تحت أية صيغة سلام، سواء بما يسمونه حل الدولتين، أم حل الدولة الواحدة، أم الحكم الذاتي. إن نتنياهو اليوم يخوض معركته هذه من دون غطاء دولي أو إقليمي كاف، ولذلك فإن المعطيات السياسية الإقليمية والدولية في صالح المقاومة، والتي تتلخص بموقف دول العالم من انتهاك إسرائيل للقانون الدولي بشأن القدس والمقدسات والأهالي بشكل سافر ومعيق للأجندة الأميركية بشأن تدويل المقدسات، وفي ظل شعار الديمقراطية الدولية وحقوق الإنسان التي ترفعها إدارة بايدن ولو كذبًا، حيث لم يسبق لأمريكا أن ساوت بين الضحايا الفلسطينيين وبين هلكى الصهاينة، مما ينطوي على رسالة تحذير لنتنياهو.
فعلى المسلمين في فلسطين وبخاصة جنود المقاومة أن يرفضوا إملاءات النظام المصري ووساطته الخسيسة، وأن يتجاهلوا ضغوطه التي يحاول من خلالها أن يفرض على المقاومة مسار المعركة لتجيير نتائجها لصالح الحلول الاستسلامية المرتقبة وفق الأجندة الأميركية. وفي هذا السياق يمكن فهم الأصوات التي تنادي بإرسال قوات عسكرية لحماية الفلسطينيين، وهي دعوات خطيرة؛ لأنها تؤسس لتدويل المقدسات، وتأطير الحلول السياسية وتكريسها كخيار وحيد لمعالجة القضية، وتؤول إلى منع الفلسطينيين وسائر المسلمين من المبادرة وتحرير القدس وفلسطين في المستقبل، وتؤول إلى تأمين الحماية للكيان المجرم.
أيها المسلمون: إن مواجهة المقاومة الفلسطينية مهما بلغ أذاها بالكيان السرطاني المجرم لن تكون حربًا متكافئة بحال، وبخاصة وأن ضربات المقاومة قد جعلت كيان يهود كالكلب الجريح، وقد بدأ يُغلّظ هجومه الوحشي على أهل غزة مستهترًا بالمسلمين والعالم بأسره، والواجب هو أن يطرد المسلمون حكامهم العملاء حراس الكيان الصهيوني والمصالح الأميركية قبل طرد سفراء يهود، وذلك بتصحيح الأوضاع، وإقامة الدولة الإسلامية التي تذكرهم بخيبر وتنسيهم وساوس الشيطان بإذن الله.
2/شوال/1442هـ
14/5/2021م