Abu Taqi
01-04-2021, 09:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
مبادرة السلام السعودية في اليمن والتلاعب بدماء المسلمين
ظن ابن سلمان أن بتلقيه الضوء الأخضر من أميركا بخوض معركة "الشرعية" في اليمن بعد تواطئه على تسليم صنعاء للحوثيين، ومنعه لحركة الإصلاح من الاستثمار في "الربيع العربي"، وسيره في تقسيم اليمن وفصل الجنوب بتعاون الإمارات وفق المشروع الأميركي، بالإضافة إلى اعتقاده أن بإمكانه حسم المعركة بسرعة، ظن أنه سيعزز فرصته في وراثة الحكم عن أبيه.
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن مشكلة النظام السعودي مع "السنة" أكبر من مشكلته مع "الشيعة" الذين يوفرون له مبرر الدعم من المؤسسة "السلفية" المعادية لـ"الشيعة"، وباعتبار أن أي تمثيل للعالم "السني" ومرجعيته الدينية يتجاوز الزعامة السعودية هو تهديد للنظام السعودي الذي يستمد شرعيته منها، رغم أن سنده الحقيقي هو الولايات المتحدة وريثة النفوذ البريطاني في المنطقة، والتي يحكم آل سعود بالوكالة عنها، ويستمدون بقاءهم في الحكم من رعايتهم لمصالحها، ولذلك تآمروا على إسقاط الرئيس المصري محمد مرسي، وصنفوا الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وتواطئوا على سيطرة الحوثي في اليمن تحوطًا من تمدد حركة الإصلاح اليمنية، وعكفوا أخيرًا على تقويض مرجعية الدين داخل المملكة، وأخذوا يعملون على صناعة شرعية حداثية ملائمة للمشروع الأميركي القائم على تفكيك المنظومة الثقافية لأهل المنطقة.
لقد ظن ابن سلمان أنه قادر على حسم معركة اليمن في غضون أسابيع، واتخاذها جسرًا إلى السلطة، تمامًا كما فعل بوتين في الشيشان، غير أن الولايات المتحدة قد أطالت عمر الحرب لفترة 6 سنوات، أزهقت فيها حتى الآن أرواح مئات الآلاف من المدنيين قتلًا وجوعًا ووباءً لتعميق الانقسام المجتمعي، وتقسيم اليمن وتسخيره في أجندتها السياسية للقرن الإفريقي ومضيق باب المندب، والإفادة منها في ابتزاز السعودية على صعيد الانفتاح الليبرالي والمصالح المادية كما فعل ترمب، حيث بدد ابن سلمان مئات المليارات من الدولارات، وانخفض الفائض السعودي قرابة ثلاثمائة مليار دولار، فضلًا عن المصالح السياسية التي قدمها خدمته لمشاريع أميركا في مصر والسودان والحل الإقليمي وحرب أسعار النفط؛ لانهاك قدرات روسيا، وكل ذلك لقاء وراثة العرش.
ومع مجيئ بايدن واتخاذه قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ركيزة أساسية في السياسة الخارجية، واتخاذها ذريعة لتفعيل التدخل في شؤون الدول، وفرض السياسات الأميركية عليها من بوابة القيم الإنسانية الكاذبة، وتعهده بإنهاء حرب اليمن، ومحاسبة ابن سلمان على جريمة اغتيال خاشقجي، تأقلم ابن سلمان سريعًا مع هذا التوجه، وأفرج عن المعتقلة لجين الهذلول مع إبقائه على سجناء الرأي من أصحاب التوجهات الإسلامية، وأعلن عن مبادرته لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن عبر الطرق "الدبلوماسية"، حيث تضمنت مبادرته "تخفيف حصار ميناء الحديدة"، والسماح بـ"إعادة فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات الإقليمية والدولية المباشرة"، وهو الأمر الذي رفضته جماعة الحوثي مسنودة بإيران، التي ما تزال تسخر كافة الأوراق للحصول على الرضا الأميركي ضمن رؤيتها لدورها الوظيفي، لا كما تراه الولايات المتحدة في هذه المرحلة واستحقاقها حيال الحل الإقليمي والتطبيع العربي الإسرائيلي، وهو الأمر الذي انعكس في تفاقم الأوضاع في العراق وسوريا ولبنان.
ونتيجة للدور الذي مارسه الحوثي في حرب اليمن، وإتاحة المجال له لاستهداف السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة، اعتقد أنه قوة إقليمية ورقمًا صعبًا في معادلة النزاعات السياسية، مما دفع أميركا لإيقاعه في فخ مأرب حينما رفعت إدارة بايدن صفة "الإرهاب" عن حركة الحوثي، وصمتت على هجومه على مأرب، فسمحت للسعودية باستخدام أسلحتها المتقدمة لضرب مراكز وتعزيزات الحوثي بدرجة عالية جدًا من دقة الإصابة بعكس ما اعتادت عليه في عملياتها خلال السنوات السابقة، وهو ما كبد الحوثي خسائر بشرية كبيرة أثناء محاولاته السيطرة على المواقع الجبيلة الاستراتيجية لمحافظة مأرب، ثم عززت الولايات المتحدة تضييقها على الحوثي من خلال توسيع جبهة القتال في مناطق تعز وإب والجوف وحجة وصعدة، في الوقت الذي حصنت فيه حكومة "الشرعية" قواتها لصد هجوم الحوثي على مأرب وإرغامه على الدفع بتعزيزات قتالية أضعفت تواجده في المحافظات الشمالية الأخرى، مما أدى إلى سقوط تعز بيد "الشرعية" والتحامها مع الحديدة وانقلاب القبائل على الحوثي.
ويؤكد هذ التوجه الأميركي لإلجاء الحوثي على الخضوع للإملاءات الأميركية تصريح تيموثي ليندركينج، المبعوث الأميركي إلى اليمن، حيث أعلن بأنه قدم عرضًا لوقف إطلاق النار ورفضه الحوثيون؛ لأنهم "قرروا التركيز على نصر في مأرب كأولوية لهم".
كما يؤكد ذلك تنديد الولايات المتحدة بمعية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بهجوم الحوثيين المتواصل على مدينة مأرب والأراضي السعودية. ويندرج ذلك كله في إطار إيجاد مبرر للرأي العام الأميركي والعالمي وتلافي الحرج في التعامل مع ابن سلمان الذي أعلن بلنكين ضرورة التعامل معه، كما يندرج ذلك في إطار مساعي الولايات المتحدة لتقليم أذرع إيران وتحجيم دورها في المنطقة، وفك ارتباط الحوثي بإيران وتوثيق صلته بتيموثي ليندركينغ المبعوث الأميركي إلى اليمن، ودفع الحوثي للبدء في المفاوضات الموصلة إلى "حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة" وفق "قرار مجلس الأمن الدولي ظ¢ظ¢ظ،ظ¦، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل ظ¢ظ*ظ،ظ£"، والذي من مخرجاته تقسيم اليمن الى محافظات في إطار فدرالي.
ولهذا أعلنت الولايات المتحدة مع الدول الأوروبية في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية البريطانية أن "الجهود الدبلوماسية المتجددة لإنهاء الصراع بدعم من المبعوث الأممي والسعودية وسلطنة عُمان والمجتمع الدولي تقدم أفضل أمل لإنهاء هذه الحرب". وبهذا المعنى فإن المبادرة السعودية تعني أن هناك ضغوطًا أميركية على الحوثي لوقف الحرب، لكن رغبة الحوثي في تحقيق مكاسب على الأرض في مأرب، وخشيته من خسارة مكتسباته، ومحاولته السيطرة على موارد النفط والغاز، واستمرار سيطرته على ميناء الحديدة لاستخدام ذلك في المفاوضات النهائية، هو الذي قلب موازين القوة على الأرض لصالح السعودية وبعكس ما يشتهي الحوثي. مما حدا بالحوثي لتسريب المخابرة الهاتفية التي تشير إلى تواطئ أميركا مع الرئيس علي عبدالله صالح بخصوص العولقي، القيادي السابق في تنظيم القاعدة، بغية إحراج الجانب الأميركي، ومساومته على ممارسة الدور الخياني الذي كان يتولاه صالح لحساب المخابرات الأميركية، لقاء تخفيف الضغط عليه واحتفاظه بمكتسباته.
وهذا ما يفسر رفض المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام للمقترح الأميركي (المبادرة السعودية)، معتبرًا ذلك "مؤامرة" حيث قال: "ما أسماه المبعوث الأميركي بالمقترح لا جديد فيه ويمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام.. في المقترح لا وقف للحصار ولا وقف لإطلاق النار بل التفافات شكلية تؤدي لعودة الحصار بشكل دبلوماسي"، مضيفًا "أن يقدم مبعوث أميركي خطة أقل مما قدمها المبعوث الأممي فهذا غير مقبول.. ما لم يحصلوا عليه بالحرب والدمار لن يحصلوا عليه بالحوار".
إن اتخاذ الحوثيين وحكام السعودية وإيران لأبناء الأمة وقودًا في حروب خيانية رخيصة تستهلك مقدراتهم وتزهق أرواحهم هو جريمة لا يجوز المشاركة فيها والسكوت عليها. فقد أودت حرب اليمن لأجل عرش بن سلمان ومذهبية ونفعية الحوثيين بمئات آلاف القتلى، وعشرات مليارات الدولارات، التي ذهبت لخزينة الولايات المتحدة وشركائها، الذين يطالبون بوقف الحرب بعد أن أتخموا حساباتهم من أموال المسلمين. فبحسب موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، فإن قيمة مبيعات الأسلحة قد فاقت حجم المساعدات الإنسانية التي يمنون بها على أهل اليمن نحو 55 مرة، بواقع 86.7 مليار دولار لمبيعات السلاح، ونحو 1.56 مليار دولار مساعدات إنسانية بما يعادل 1.8% من قيمة صفقات السلاح، وذلك خلال البيانات التي نشرها معهد «ستوكهولم» الدولي لأبحاث السلام خلال عامي 2015 و2016.
وأن أميركا باعت بين أعوام 2009 –2016 التي شهدت حربًا ضد الحوثيين في عهد الملك عبد الله 2016 ما قيمته 65 مليار دولار، بينما بلغت المساعدات الإنسانية لليمن في تلك الفترة 305 مليون دولار. أما فرنسا، فقد أبرمت مع السعودية صفقات نحو 11.3 مليار دولار أمام مساعدات بلغت 12.3 مليون دولار. بينما حصلت بريطانيا على 4.85 مليار دولار أمام 733 مليون دولار مساعدات. وفي المقابل يموت المسلمون في اليمن جوعًا ووباءً وقتلًا بسلاح الكفار وأموال المسلمين، نتيجة لسكوتهم على باطل حكامهم وخيانتهم.
فأي تذكير أبلغ من عبث الحكام بمصائركم أيها المسلمون، فليس لكم من سفينة للنجاة سوى الوحدة التي يذكرنا بها شهر رمضان في كل عام فأدركوا وحدتكم في أخوة الإسلام ووحدة كيانكم ولا تنازعو فتفشلوا وتذهب ريحكم واستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم.
19/شعبان/1442هـ
1/4/2021م
متابعة سياسية
مبادرة السلام السعودية في اليمن والتلاعب بدماء المسلمين
ظن ابن سلمان أن بتلقيه الضوء الأخضر من أميركا بخوض معركة "الشرعية" في اليمن بعد تواطئه على تسليم صنعاء للحوثيين، ومنعه لحركة الإصلاح من الاستثمار في "الربيع العربي"، وسيره في تقسيم اليمن وفصل الجنوب بتعاون الإمارات وفق المشروع الأميركي، بالإضافة إلى اعتقاده أن بإمكانه حسم المعركة بسرعة، ظن أنه سيعزز فرصته في وراثة الحكم عن أبيه.
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن مشكلة النظام السعودي مع "السنة" أكبر من مشكلته مع "الشيعة" الذين يوفرون له مبرر الدعم من المؤسسة "السلفية" المعادية لـ"الشيعة"، وباعتبار أن أي تمثيل للعالم "السني" ومرجعيته الدينية يتجاوز الزعامة السعودية هو تهديد للنظام السعودي الذي يستمد شرعيته منها، رغم أن سنده الحقيقي هو الولايات المتحدة وريثة النفوذ البريطاني في المنطقة، والتي يحكم آل سعود بالوكالة عنها، ويستمدون بقاءهم في الحكم من رعايتهم لمصالحها، ولذلك تآمروا على إسقاط الرئيس المصري محمد مرسي، وصنفوا الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وتواطئوا على سيطرة الحوثي في اليمن تحوطًا من تمدد حركة الإصلاح اليمنية، وعكفوا أخيرًا على تقويض مرجعية الدين داخل المملكة، وأخذوا يعملون على صناعة شرعية حداثية ملائمة للمشروع الأميركي القائم على تفكيك المنظومة الثقافية لأهل المنطقة.
لقد ظن ابن سلمان أنه قادر على حسم معركة اليمن في غضون أسابيع، واتخاذها جسرًا إلى السلطة، تمامًا كما فعل بوتين في الشيشان، غير أن الولايات المتحدة قد أطالت عمر الحرب لفترة 6 سنوات، أزهقت فيها حتى الآن أرواح مئات الآلاف من المدنيين قتلًا وجوعًا ووباءً لتعميق الانقسام المجتمعي، وتقسيم اليمن وتسخيره في أجندتها السياسية للقرن الإفريقي ومضيق باب المندب، والإفادة منها في ابتزاز السعودية على صعيد الانفتاح الليبرالي والمصالح المادية كما فعل ترمب، حيث بدد ابن سلمان مئات المليارات من الدولارات، وانخفض الفائض السعودي قرابة ثلاثمائة مليار دولار، فضلًا عن المصالح السياسية التي قدمها خدمته لمشاريع أميركا في مصر والسودان والحل الإقليمي وحرب أسعار النفط؛ لانهاك قدرات روسيا، وكل ذلك لقاء وراثة العرش.
ومع مجيئ بايدن واتخاذه قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ركيزة أساسية في السياسة الخارجية، واتخاذها ذريعة لتفعيل التدخل في شؤون الدول، وفرض السياسات الأميركية عليها من بوابة القيم الإنسانية الكاذبة، وتعهده بإنهاء حرب اليمن، ومحاسبة ابن سلمان على جريمة اغتيال خاشقجي، تأقلم ابن سلمان سريعًا مع هذا التوجه، وأفرج عن المعتقلة لجين الهذلول مع إبقائه على سجناء الرأي من أصحاب التوجهات الإسلامية، وأعلن عن مبادرته لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن عبر الطرق "الدبلوماسية"، حيث تضمنت مبادرته "تخفيف حصار ميناء الحديدة"، والسماح بـ"إعادة فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات الإقليمية والدولية المباشرة"، وهو الأمر الذي رفضته جماعة الحوثي مسنودة بإيران، التي ما تزال تسخر كافة الأوراق للحصول على الرضا الأميركي ضمن رؤيتها لدورها الوظيفي، لا كما تراه الولايات المتحدة في هذه المرحلة واستحقاقها حيال الحل الإقليمي والتطبيع العربي الإسرائيلي، وهو الأمر الذي انعكس في تفاقم الأوضاع في العراق وسوريا ولبنان.
ونتيجة للدور الذي مارسه الحوثي في حرب اليمن، وإتاحة المجال له لاستهداف السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة، اعتقد أنه قوة إقليمية ورقمًا صعبًا في معادلة النزاعات السياسية، مما دفع أميركا لإيقاعه في فخ مأرب حينما رفعت إدارة بايدن صفة "الإرهاب" عن حركة الحوثي، وصمتت على هجومه على مأرب، فسمحت للسعودية باستخدام أسلحتها المتقدمة لضرب مراكز وتعزيزات الحوثي بدرجة عالية جدًا من دقة الإصابة بعكس ما اعتادت عليه في عملياتها خلال السنوات السابقة، وهو ما كبد الحوثي خسائر بشرية كبيرة أثناء محاولاته السيطرة على المواقع الجبيلة الاستراتيجية لمحافظة مأرب، ثم عززت الولايات المتحدة تضييقها على الحوثي من خلال توسيع جبهة القتال في مناطق تعز وإب والجوف وحجة وصعدة، في الوقت الذي حصنت فيه حكومة "الشرعية" قواتها لصد هجوم الحوثي على مأرب وإرغامه على الدفع بتعزيزات قتالية أضعفت تواجده في المحافظات الشمالية الأخرى، مما أدى إلى سقوط تعز بيد "الشرعية" والتحامها مع الحديدة وانقلاب القبائل على الحوثي.
ويؤكد هذ التوجه الأميركي لإلجاء الحوثي على الخضوع للإملاءات الأميركية تصريح تيموثي ليندركينج، المبعوث الأميركي إلى اليمن، حيث أعلن بأنه قدم عرضًا لوقف إطلاق النار ورفضه الحوثيون؛ لأنهم "قرروا التركيز على نصر في مأرب كأولوية لهم".
كما يؤكد ذلك تنديد الولايات المتحدة بمعية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بهجوم الحوثيين المتواصل على مدينة مأرب والأراضي السعودية. ويندرج ذلك كله في إطار إيجاد مبرر للرأي العام الأميركي والعالمي وتلافي الحرج في التعامل مع ابن سلمان الذي أعلن بلنكين ضرورة التعامل معه، كما يندرج ذلك في إطار مساعي الولايات المتحدة لتقليم أذرع إيران وتحجيم دورها في المنطقة، وفك ارتباط الحوثي بإيران وتوثيق صلته بتيموثي ليندركينغ المبعوث الأميركي إلى اليمن، ودفع الحوثي للبدء في المفاوضات الموصلة إلى "حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة" وفق "قرار مجلس الأمن الدولي ظ¢ظ¢ظ،ظ¦، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل ظ¢ظ*ظ،ظ£"، والذي من مخرجاته تقسيم اليمن الى محافظات في إطار فدرالي.
ولهذا أعلنت الولايات المتحدة مع الدول الأوروبية في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية البريطانية أن "الجهود الدبلوماسية المتجددة لإنهاء الصراع بدعم من المبعوث الأممي والسعودية وسلطنة عُمان والمجتمع الدولي تقدم أفضل أمل لإنهاء هذه الحرب". وبهذا المعنى فإن المبادرة السعودية تعني أن هناك ضغوطًا أميركية على الحوثي لوقف الحرب، لكن رغبة الحوثي في تحقيق مكاسب على الأرض في مأرب، وخشيته من خسارة مكتسباته، ومحاولته السيطرة على موارد النفط والغاز، واستمرار سيطرته على ميناء الحديدة لاستخدام ذلك في المفاوضات النهائية، هو الذي قلب موازين القوة على الأرض لصالح السعودية وبعكس ما يشتهي الحوثي. مما حدا بالحوثي لتسريب المخابرة الهاتفية التي تشير إلى تواطئ أميركا مع الرئيس علي عبدالله صالح بخصوص العولقي، القيادي السابق في تنظيم القاعدة، بغية إحراج الجانب الأميركي، ومساومته على ممارسة الدور الخياني الذي كان يتولاه صالح لحساب المخابرات الأميركية، لقاء تخفيف الضغط عليه واحتفاظه بمكتسباته.
وهذا ما يفسر رفض المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام للمقترح الأميركي (المبادرة السعودية)، معتبرًا ذلك "مؤامرة" حيث قال: "ما أسماه المبعوث الأميركي بالمقترح لا جديد فيه ويمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام.. في المقترح لا وقف للحصار ولا وقف لإطلاق النار بل التفافات شكلية تؤدي لعودة الحصار بشكل دبلوماسي"، مضيفًا "أن يقدم مبعوث أميركي خطة أقل مما قدمها المبعوث الأممي فهذا غير مقبول.. ما لم يحصلوا عليه بالحرب والدمار لن يحصلوا عليه بالحوار".
إن اتخاذ الحوثيين وحكام السعودية وإيران لأبناء الأمة وقودًا في حروب خيانية رخيصة تستهلك مقدراتهم وتزهق أرواحهم هو جريمة لا يجوز المشاركة فيها والسكوت عليها. فقد أودت حرب اليمن لأجل عرش بن سلمان ومذهبية ونفعية الحوثيين بمئات آلاف القتلى، وعشرات مليارات الدولارات، التي ذهبت لخزينة الولايات المتحدة وشركائها، الذين يطالبون بوقف الحرب بعد أن أتخموا حساباتهم من أموال المسلمين. فبحسب موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، فإن قيمة مبيعات الأسلحة قد فاقت حجم المساعدات الإنسانية التي يمنون بها على أهل اليمن نحو 55 مرة، بواقع 86.7 مليار دولار لمبيعات السلاح، ونحو 1.56 مليار دولار مساعدات إنسانية بما يعادل 1.8% من قيمة صفقات السلاح، وذلك خلال البيانات التي نشرها معهد «ستوكهولم» الدولي لأبحاث السلام خلال عامي 2015 و2016.
وأن أميركا باعت بين أعوام 2009 –2016 التي شهدت حربًا ضد الحوثيين في عهد الملك عبد الله 2016 ما قيمته 65 مليار دولار، بينما بلغت المساعدات الإنسانية لليمن في تلك الفترة 305 مليون دولار. أما فرنسا، فقد أبرمت مع السعودية صفقات نحو 11.3 مليار دولار أمام مساعدات بلغت 12.3 مليون دولار. بينما حصلت بريطانيا على 4.85 مليار دولار أمام 733 مليون دولار مساعدات. وفي المقابل يموت المسلمون في اليمن جوعًا ووباءً وقتلًا بسلاح الكفار وأموال المسلمين، نتيجة لسكوتهم على باطل حكامهم وخيانتهم.
فأي تذكير أبلغ من عبث الحكام بمصائركم أيها المسلمون، فليس لكم من سفينة للنجاة سوى الوحدة التي يذكرنا بها شهر رمضان في كل عام فأدركوا وحدتكم في أخوة الإسلام ووحدة كيانكم ولا تنازعو فتفشلوا وتذهب ريحكم واستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم.
19/شعبان/1442هـ
1/4/2021م