Abu Taqi
07-01-2021, 12:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
قراءة في المصالحة القطرية السعودية
اختتمت أمس الثلاثاء 5 كانون الثاني/يناير في مركز مرايا بمحافظة العلا في منطقة المدينة المنورة، أعمال القمة الـ41 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وتركزت القمة حول المصالحة السعودية القطرية التي هندسها كوشنر صهر الرئيس ترمب في زياراته لكل من قطر والسعودية في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، واستكملها يوم الإثنين 4 كانون ثاني/يناير الجاري بحسب نيويورك بوست.
والحقيقة أن المصالحة السعودية القطرية على النحو الذي جرى لم تكن تعبيرًا عن حل للإشكال الذي انطلقت المقاطعة لقطر بسببه، بقدر ما هو تعبير عن الإرادة الأميركية ومتطلبات المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة، واستحقاقات الانتخابات الإسرائيلية وصفقة القرن التي يقودها نتانياهو المهدد بالسقوط في الانتخابات المقبلة.
إذ لم يكن هناك حديث عن تنازلات قطرية بشأن الشروط التي وضعتها دول الحصار (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) نحو إغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق القاعدة التركية في قطر، وإنهاء الدعم للإخوان المسلمين، وتخفيض العلاقة مع إيران. ما يعني أن التقارب كان نتيجة اقتراب تبدل الإدارة الأميركية والتحضير للإدارة القادمة بشأن أدوار تلك الدول وعلاقاتها، كعلاقة قطر مع تركيا التي يتوعدها بايدن ما لم تخضع للإرادة الأميركية، بالإضافة إلى موقف بايدن من ابن سلمان، وموقفه من الاتفاق النووي مع إيران. وهنا تتقاطع الاستراتيجية الأميركية المُعدّة من قبل مؤسسات الدولة العميقة مع الترتيبات الجارية من قبل إدارة ترمب بما يخدم ملف تصفية قضية فلسطين، مع محاولة كافة الأطراف استغلال الوضع كلٌّ لصالحه.
فمن جهة ترمب والجمهوريين فإنهم يحاولون جني ثمار نشاطهم حتى الساعة الأخيرة من فترة حكمهم، ويسابقون الزمن في جلب السعودية إلى التطبيع في الوقت المتبقي، ولذلك لا يُستبعد أن تُوجه ضربات جوية أو صاروخية لبعض مواقع البرنامج النووي الإيراني، أو بعض المراكز الحساسة في إيران، في عمل عسكري مشترك من قبل أميركا وإسرائيل ضد إيران يخدم في توقيته الرئيسان ترمب، ونتانياهو، وبخاصة بعد تعرض الأخير لضربة قوية بانسحاب جدعون ساعر من الليكود وتأسيسه لحزب منافس وإبرامه تفاهمات مع الأحزاب اليمينية كحزب "يمينا" برئاسة المتطرف نفتالي بنيت.
فما لم يتمكن الطرفان في سباقهما مع الزمن من جلب السعودية للتطبيع فإن الملاذ الأخير لهما هو استدراج إيران لمواجهة عسكرية، تعرقل مسار تسليم السلطة في البيت الأبيض من جهة، وتعيد للمجتمع الإسرائيلي الهاجس الأمني الذي يعتبر مركز التنبه للكيان الغاصب، وتذكره بالأمان الذي وفره نتانياهو أثناء رئاسته من جهة أخرى.
وفي هذا السياق يمكن اعتبار فتح الأجواء السعودية القطرية دون الأجواء البحرينية والإماراتية في الوقت الراهن مؤشرًا على تخطيط ترمب ونتنياهو لضرب مواقع إيرانية محددة، واستفزازها للرد في العمق الإسرائيلي لحشد التأييد لنتانياهو، وعرقلة التفاوض حول الملف النووي الإيراني من خلال إضافة مسألة الصواريخ البالستية الإيرانية إلى طاولة المفاوضات، وهو المطلب الذي كان لافتًا وحاضرًا في القمة الخليجية، وهو أيضًا مطلب نتنياهو وترمب، الذي أوفد كوشنر لحضور القمة والإشراف على بنودها.
ومن اللافت أيضًا هو غياب الملك سلمان والسيسي وابن زايد عن القمة وتولي ابن سلمان رئاستها، مما يجعل القمة منصة لإظهار قيادية ابن سلمان تمهيدًا لتتويجه خلفًا لوالده، ورسالة لمنافسيه في الأسرة، واختبارًا لردود الفعل الداخلية، ولهذا بعث ابن سلمان برسالة تهنئة إلى بايدن بحضور كوشنر لاستمالته وكسب رضاه؛ لأن موقع الحكم في السعودية شأن أميركي خالص.
فغياب الملك سلمان عن القمة يعد سابقة، أما غياب ابن زايد وملك البحرين والسيسي الذي دُعي إلى القمة فلإدراكهم أن القمة متعلقة بابن سلمان؛ ولهذا نقلت القمة من البحرين إلى السعودية، وذلك لارتباطها باستحقاقات المرحلة الانتقالية الأميركية والانتخابات الإسرائيلية وليست لحل الخلاف ورأب الصدع، ولذلك اكتفوا بتبرير موقفهم بقبولهم الإطار العام للمصالحة، وهو ما عبر عنه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش بقوله إن "الفكرة الأساسية للمطالب كانت محاولة وضع قواعد عدم التدخل في الشؤون الداخلية". فتعلق القمة بالمرحلة الانتقالية الأميركية هو البعد الأساسي والواقع الفعلي الذي تعكسه سرعة التوافق وملابسات القمة وظروفها ومخرجاتها، ويظهر أن حضور كوشنر للقمة هو من أجل طمأنة ابن سلمان على مستقبله ووقوف الجمهوريين معه في وراثة الحكم بعد رحيل ترمب، مما يعني التهيئة لدخول السعودية وقطر على خط التطبيع، وهو الأمر الذي بشرت بحصوله في هذا العام صحيفة الشرق الأوسط التابعة للسعودية والتي وصفت عام 2021 بعام السلام، فضلًا عن أن بيان القمة الختامي قد أكد على توحيد المواقف السياسية، بمعنى توحدها في الموقف من التطبيع؛ لأن باقي المواقف الخليجية مصممة أميركيًّا ليتنافسوا ويؤدي كل طرف دوره ضمن سياسة احتواء المنطقة بمختلف أطرافها المتنازعة والمتباينة أيديولوجيًّا. والموقف من التطبيع يستدعي تسوية الخلافات العربية العربية قبل تدشين مرحلة من التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
ولا فرق هنا بين الإدارات الأميركية فيمن ينفذ الاستراتيجية المتعلقة بالكيان الصهيوني باعتبار أنها مما أوكل لترمب الاشتغال عليه حتى نهاية حكمه، والبناء عليها ممن سيخلفه، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن توقيت دخول السعودية وقطر مسار التطبيع في حال رحيل ترمب، يتوقف على نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي ستوفر للسعودية وقطر مساحة من الوقت، من أجل تفعيل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتغطية تطبيعهما بمظلة المفاوضات وموافقة السلطة الفلسطينية وتأمين الموقف الأردني بالدعم اللازم، كما يتوقف على الهوامش السياسية التي يتيحها رحيل ترمب وأسلوبه الصارم والصلب والمتعجل، ومجيء بايدن وأساليبه الدبلوماسية الناعمة التي تميل إلى الواقعية أكثر منها لفرض الواقع في الشأن الفلسطيني. غير أن تهيئة الأجواء لضرب إيران، في حال تقرر ضربها، دون إعاقة من القوى المؤثرة في صناعة القرار الأميركي، مقيدة بما يخدم الأمن القومي الأميركي وعدم عرقلة الإدارة القادمة، وهي محل جدل في الولايات المتحدة بين الجمهوريين والديموقراطيين، لا سيما وأن تحذيرًا شديد اللهجة قد ورد في خطاب صادر عن وزراء الدفاع الأميركيين السابقين من بينهم تشيني ورامسفيلد والذي ينص صراحة على أن "الفترة الانتقالية مرحلة خطرة قد يستغلها البعض، خاصة وأن القوات الأميركية عاملة في عدة جهات، إلا أنه على (المعينين سياسيًّا) الامتناع عن أي أعمال سياسية قد تعرقل الإدارة القادمة".
ولهذا لا يمكن الجزم بتوجيه ضربة لإيران رغم وجود الشواهد الكثيرة التي تنبئ بقدومها؛ لأنها أقرب إلى المصالح الشخصية منها إلى المصالح القومية، وهو ما قد يمنعه صناع القرار في الولايات المتحدة تلافيًا لعواقب قد تعرقل الإدارة القادمة، ومن المؤشرات البارزة على ذلك هو إفشاء الكاظمي رجل المخابرات الأميركية لإيران محاولة إسرائيل القيام بعمل يستهدف القوات الأميركية داخل العراق، وقيام إيران في ضوء هذه المعلومات بالتحذير من جر إسرائيل المنطقة إلى حرب.
22/جمادى الأولى/1442هـ
6/1/2021
متابعة سياسية
قراءة في المصالحة القطرية السعودية
اختتمت أمس الثلاثاء 5 كانون الثاني/يناير في مركز مرايا بمحافظة العلا في منطقة المدينة المنورة، أعمال القمة الـ41 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وتركزت القمة حول المصالحة السعودية القطرية التي هندسها كوشنر صهر الرئيس ترمب في زياراته لكل من قطر والسعودية في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، واستكملها يوم الإثنين 4 كانون ثاني/يناير الجاري بحسب نيويورك بوست.
والحقيقة أن المصالحة السعودية القطرية على النحو الذي جرى لم تكن تعبيرًا عن حل للإشكال الذي انطلقت المقاطعة لقطر بسببه، بقدر ما هو تعبير عن الإرادة الأميركية ومتطلبات المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة، واستحقاقات الانتخابات الإسرائيلية وصفقة القرن التي يقودها نتانياهو المهدد بالسقوط في الانتخابات المقبلة.
إذ لم يكن هناك حديث عن تنازلات قطرية بشأن الشروط التي وضعتها دول الحصار (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) نحو إغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق القاعدة التركية في قطر، وإنهاء الدعم للإخوان المسلمين، وتخفيض العلاقة مع إيران. ما يعني أن التقارب كان نتيجة اقتراب تبدل الإدارة الأميركية والتحضير للإدارة القادمة بشأن أدوار تلك الدول وعلاقاتها، كعلاقة قطر مع تركيا التي يتوعدها بايدن ما لم تخضع للإرادة الأميركية، بالإضافة إلى موقف بايدن من ابن سلمان، وموقفه من الاتفاق النووي مع إيران. وهنا تتقاطع الاستراتيجية الأميركية المُعدّة من قبل مؤسسات الدولة العميقة مع الترتيبات الجارية من قبل إدارة ترمب بما يخدم ملف تصفية قضية فلسطين، مع محاولة كافة الأطراف استغلال الوضع كلٌّ لصالحه.
فمن جهة ترمب والجمهوريين فإنهم يحاولون جني ثمار نشاطهم حتى الساعة الأخيرة من فترة حكمهم، ويسابقون الزمن في جلب السعودية إلى التطبيع في الوقت المتبقي، ولذلك لا يُستبعد أن تُوجه ضربات جوية أو صاروخية لبعض مواقع البرنامج النووي الإيراني، أو بعض المراكز الحساسة في إيران، في عمل عسكري مشترك من قبل أميركا وإسرائيل ضد إيران يخدم في توقيته الرئيسان ترمب، ونتانياهو، وبخاصة بعد تعرض الأخير لضربة قوية بانسحاب جدعون ساعر من الليكود وتأسيسه لحزب منافس وإبرامه تفاهمات مع الأحزاب اليمينية كحزب "يمينا" برئاسة المتطرف نفتالي بنيت.
فما لم يتمكن الطرفان في سباقهما مع الزمن من جلب السعودية للتطبيع فإن الملاذ الأخير لهما هو استدراج إيران لمواجهة عسكرية، تعرقل مسار تسليم السلطة في البيت الأبيض من جهة، وتعيد للمجتمع الإسرائيلي الهاجس الأمني الذي يعتبر مركز التنبه للكيان الغاصب، وتذكره بالأمان الذي وفره نتانياهو أثناء رئاسته من جهة أخرى.
وفي هذا السياق يمكن اعتبار فتح الأجواء السعودية القطرية دون الأجواء البحرينية والإماراتية في الوقت الراهن مؤشرًا على تخطيط ترمب ونتنياهو لضرب مواقع إيرانية محددة، واستفزازها للرد في العمق الإسرائيلي لحشد التأييد لنتانياهو، وعرقلة التفاوض حول الملف النووي الإيراني من خلال إضافة مسألة الصواريخ البالستية الإيرانية إلى طاولة المفاوضات، وهو المطلب الذي كان لافتًا وحاضرًا في القمة الخليجية، وهو أيضًا مطلب نتنياهو وترمب، الذي أوفد كوشنر لحضور القمة والإشراف على بنودها.
ومن اللافت أيضًا هو غياب الملك سلمان والسيسي وابن زايد عن القمة وتولي ابن سلمان رئاستها، مما يجعل القمة منصة لإظهار قيادية ابن سلمان تمهيدًا لتتويجه خلفًا لوالده، ورسالة لمنافسيه في الأسرة، واختبارًا لردود الفعل الداخلية، ولهذا بعث ابن سلمان برسالة تهنئة إلى بايدن بحضور كوشنر لاستمالته وكسب رضاه؛ لأن موقع الحكم في السعودية شأن أميركي خالص.
فغياب الملك سلمان عن القمة يعد سابقة، أما غياب ابن زايد وملك البحرين والسيسي الذي دُعي إلى القمة فلإدراكهم أن القمة متعلقة بابن سلمان؛ ولهذا نقلت القمة من البحرين إلى السعودية، وذلك لارتباطها باستحقاقات المرحلة الانتقالية الأميركية والانتخابات الإسرائيلية وليست لحل الخلاف ورأب الصدع، ولذلك اكتفوا بتبرير موقفهم بقبولهم الإطار العام للمصالحة، وهو ما عبر عنه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش بقوله إن "الفكرة الأساسية للمطالب كانت محاولة وضع قواعد عدم التدخل في الشؤون الداخلية". فتعلق القمة بالمرحلة الانتقالية الأميركية هو البعد الأساسي والواقع الفعلي الذي تعكسه سرعة التوافق وملابسات القمة وظروفها ومخرجاتها، ويظهر أن حضور كوشنر للقمة هو من أجل طمأنة ابن سلمان على مستقبله ووقوف الجمهوريين معه في وراثة الحكم بعد رحيل ترمب، مما يعني التهيئة لدخول السعودية وقطر على خط التطبيع، وهو الأمر الذي بشرت بحصوله في هذا العام صحيفة الشرق الأوسط التابعة للسعودية والتي وصفت عام 2021 بعام السلام، فضلًا عن أن بيان القمة الختامي قد أكد على توحيد المواقف السياسية، بمعنى توحدها في الموقف من التطبيع؛ لأن باقي المواقف الخليجية مصممة أميركيًّا ليتنافسوا ويؤدي كل طرف دوره ضمن سياسة احتواء المنطقة بمختلف أطرافها المتنازعة والمتباينة أيديولوجيًّا. والموقف من التطبيع يستدعي تسوية الخلافات العربية العربية قبل تدشين مرحلة من التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
ولا فرق هنا بين الإدارات الأميركية فيمن ينفذ الاستراتيجية المتعلقة بالكيان الصهيوني باعتبار أنها مما أوكل لترمب الاشتغال عليه حتى نهاية حكمه، والبناء عليها ممن سيخلفه، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن توقيت دخول السعودية وقطر مسار التطبيع في حال رحيل ترمب، يتوقف على نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي ستوفر للسعودية وقطر مساحة من الوقت، من أجل تفعيل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتغطية تطبيعهما بمظلة المفاوضات وموافقة السلطة الفلسطينية وتأمين الموقف الأردني بالدعم اللازم، كما يتوقف على الهوامش السياسية التي يتيحها رحيل ترمب وأسلوبه الصارم والصلب والمتعجل، ومجيء بايدن وأساليبه الدبلوماسية الناعمة التي تميل إلى الواقعية أكثر منها لفرض الواقع في الشأن الفلسطيني. غير أن تهيئة الأجواء لضرب إيران، في حال تقرر ضربها، دون إعاقة من القوى المؤثرة في صناعة القرار الأميركي، مقيدة بما يخدم الأمن القومي الأميركي وعدم عرقلة الإدارة القادمة، وهي محل جدل في الولايات المتحدة بين الجمهوريين والديموقراطيين، لا سيما وأن تحذيرًا شديد اللهجة قد ورد في خطاب صادر عن وزراء الدفاع الأميركيين السابقين من بينهم تشيني ورامسفيلد والذي ينص صراحة على أن "الفترة الانتقالية مرحلة خطرة قد يستغلها البعض، خاصة وأن القوات الأميركية عاملة في عدة جهات، إلا أنه على (المعينين سياسيًّا) الامتناع عن أي أعمال سياسية قد تعرقل الإدارة القادمة".
ولهذا لا يمكن الجزم بتوجيه ضربة لإيران رغم وجود الشواهد الكثيرة التي تنبئ بقدومها؛ لأنها أقرب إلى المصالح الشخصية منها إلى المصالح القومية، وهو ما قد يمنعه صناع القرار في الولايات المتحدة تلافيًا لعواقب قد تعرقل الإدارة القادمة، ومن المؤشرات البارزة على ذلك هو إفشاء الكاظمي رجل المخابرات الأميركية لإيران محاولة إسرائيل القيام بعمل يستهدف القوات الأميركية داخل العراق، وقيام إيران في ضوء هذه المعلومات بالتحذير من جر إسرائيل المنطقة إلى حرب.
22/جمادى الأولى/1442هـ
6/1/2021