Abu Taqi
12-11-2020, 10:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
فوز بايدن والمراهنات عليه
الرئيس الأميركي هو الوكيل الرسمي الذي "ينتخبه الشعب" نيابة عن عصابة الرأسماليين الذين يوفرون مليارات الدولارات لحملته الانتخابية لقاء رعايته لمصالحهم وشركاتهم العابرة، وهذا يجعل من الشعب مجرد أداة لاقتراع الرئيس، وغلاف لتقنيع إرادة القوى الرأسمالية وصناع القرار وحمايتها بإرادة الشعب، ويكشف زيف الديمقراطية الليبرالية التي يُسبِّح الليبراليون العرب بحمدها بكرةً وعشيًّا.
وقد أشار إلى فساد هذا النظام المجرم الذي يتحكم فيه طغمة من أصحاب الأموال، أحد المرشحين عن الحزب الديمقراطي للترشيحات الرئاسية لسنة 2016 بيرني ساندرز حيث قال: "إن الولايات المتحدة بحاجة إلى "ثورة سياسية" للطبقة العاملة لاستعادة السيطرة على الحكومة من أصحاب المليارات". كما أشار إلى ذلك جيريمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني في تعهده بقلب ما سماه "النظام المزيف"، ووضع السلطة والثروة "في أيدي الشعب".
وأما انقسام الشعب الأميركي، فليس حالة طارئة على دولة لقيطة قامت على إبادة سكانها الأصليين، وأقامت نظامها على العنصرية وتفوق الجنس الأبيض، وسنت القوانين الضامنة لسيادتهم الآدمية وتحكمهم بالسلطة، كالقوانين المتعلقة بحق الاقتراع وقوانين المجمع الانتخابي وغيرها.
وانقسام الشعب الأميركي وإن كان يبدو تعبيرًا عن حرية الإرادة؛ لكنه ينطوي على تمزق في الهوية وهشاشة مجتمعية وقيمية لارتباطه بمعتقدات وشعارات المرشحين المعبرة عما يعتمل في مفاهيم أعماق المجتمع وأسطحه.
وقوى الدولة العميقة التي أنفقت أكثر من 11 مليار دولار على حملات المرشحيْن رغم انقسامها بين فئات متعددة مثل (المجمع العسكري)، و(المخابرات المركزية)، و(قوى الضغط ومراكز البحوث الاستراتيجية)، وتكتل القوى السياسية المالية والدينية كـ(تكتل عائلة ميرسير وكوخ مع ترمب)، وتكتل قوى رؤوس الأموال المنافسة مثل (جورج سورس بيل جيتس وأبل)، لكن أجنحتها المؤثرة ومن ضمنهم الملياردير بلومبيرج الذي أنفق ٨٧٦ مليون دولار على حملته الانتخابية ثم انسحب لصالح بايدن ودعم حملته بـ350 مليون دولار، وشركة "تويتر" التي رفعت عن ترمب صفة "الرئيس الأميركي"، واستبدلت صفة "الرئيس45" به قبل انتهاء رئاسته الرسمية، هي ذاتها التي أوصلت بايدن صاحب الوعود الكاذبة لإعادة "الطبقة الوسطى"، العصيّة على الوجود في ظل تغول الشركات الكبرى ونظام التملك الاحتكاري والنظام المالي الربوي المجرم، وفي ظل النظام العنصري الذي تواطأ فيه بايدن وأوباما على امتصاص نقمة الأقليات "السود خاصة"
إن كل الوعود التي أطلقها بايدن عقب فوزه ومنها إعطاء الحقوق وتفعيل العدالة العرقية وإنهاء العنصرية المؤسساتية ودعم الطبقة الوسطى التي قضى عليها النظام الرأسمالي الليبرالي، سبقه إليها أوباما الذي خذلهم وشارك في ظلمهم. فكل ما ورد على لسان بايدن عقب فوزه بالرئاسة هو اعتراف بظلم المبدأ الرأسمالي والحضارة العلمانية والديموقراطية الليبرالية.
إن الأنظمة الرأسمالية هي الأنظمة الوحيدة التي تضع الشعب أمام ازدواجية انتخابية نتيجتها واحدة، فترمب هو وكيل عن الرأسماليين وبايدن وكيل عنهم هو الآخر. والحزبان اللذان يتداولان السلطة يؤمنان بنفس المبدأ الفاسد ويخضعان لسلطة المال، فعن أي عدالة زائفة يتحدثون؟! إلا إذا كانت هلوسة أو تخديراً للشعوب وتغطية لعوار مبدئهم وطريقة عيشهم ونظرتهم إلى الحياة التي يفرضونها على العالم بالحديد والنار؟!
إن بايدن الذي استهل بفوزه سُذّج المسلمين، ولم يبق سوى أن ينشدوا له "طلع البدر علينا" هو الذي أمطرت إدارته مع أوباما المسلمين بالقنابل 8 سنوات بلا توقف، وقصفت البلاد العربية بوابل من الثورات المزيفة ومزقتها وجعلتها قاعًا صفصفًا وهشيمًا تذروه الرياح، وهي التي ستواصل استعباد المسلمين، وتقوية ألد أعدائهم اليهود والذين أشركوا من العلمانيين وأشياعهم المنحرفين من أبناء جلدتنا، وهي التي دعمت ستدعم الحكام العملاء المستبدين في بلاد المسلمين، وهو ما اعترف به بايدن مؤخرًا حيال دعمه للمعارضة التركية العلمانية المتطرفة.
وما دام حكام أميركا من الديموقراطيين والجمهوريين وجهان لعملة واحدة، ووكلاء لعصابة إجرامية واحدة، فمن السذاجة أن يراهن عليها أبناء المسلمين بدلًا من أن يراهنوا على أنفسهم، وينفضوا عنهم غبار الذلة والمسكنة.
ولذا فإن من يراهن على بايدن من المسلمين عليه أن يفحص عقله وعقيدته؛ لأن الله عز وجل يقول في كتابه {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}
23/ربيع الأول/1442هـ
9/11/2020م
متابعة سياسية
فوز بايدن والمراهنات عليه
الرئيس الأميركي هو الوكيل الرسمي الذي "ينتخبه الشعب" نيابة عن عصابة الرأسماليين الذين يوفرون مليارات الدولارات لحملته الانتخابية لقاء رعايته لمصالحهم وشركاتهم العابرة، وهذا يجعل من الشعب مجرد أداة لاقتراع الرئيس، وغلاف لتقنيع إرادة القوى الرأسمالية وصناع القرار وحمايتها بإرادة الشعب، ويكشف زيف الديمقراطية الليبرالية التي يُسبِّح الليبراليون العرب بحمدها بكرةً وعشيًّا.
وقد أشار إلى فساد هذا النظام المجرم الذي يتحكم فيه طغمة من أصحاب الأموال، أحد المرشحين عن الحزب الديمقراطي للترشيحات الرئاسية لسنة 2016 بيرني ساندرز حيث قال: "إن الولايات المتحدة بحاجة إلى "ثورة سياسية" للطبقة العاملة لاستعادة السيطرة على الحكومة من أصحاب المليارات". كما أشار إلى ذلك جيريمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني في تعهده بقلب ما سماه "النظام المزيف"، ووضع السلطة والثروة "في أيدي الشعب".
وأما انقسام الشعب الأميركي، فليس حالة طارئة على دولة لقيطة قامت على إبادة سكانها الأصليين، وأقامت نظامها على العنصرية وتفوق الجنس الأبيض، وسنت القوانين الضامنة لسيادتهم الآدمية وتحكمهم بالسلطة، كالقوانين المتعلقة بحق الاقتراع وقوانين المجمع الانتخابي وغيرها.
وانقسام الشعب الأميركي وإن كان يبدو تعبيرًا عن حرية الإرادة؛ لكنه ينطوي على تمزق في الهوية وهشاشة مجتمعية وقيمية لارتباطه بمعتقدات وشعارات المرشحين المعبرة عما يعتمل في مفاهيم أعماق المجتمع وأسطحه.
وقوى الدولة العميقة التي أنفقت أكثر من 11 مليار دولار على حملات المرشحيْن رغم انقسامها بين فئات متعددة مثل (المجمع العسكري)، و(المخابرات المركزية)، و(قوى الضغط ومراكز البحوث الاستراتيجية)، وتكتل القوى السياسية المالية والدينية كـ(تكتل عائلة ميرسير وكوخ مع ترمب)، وتكتل قوى رؤوس الأموال المنافسة مثل (جورج سورس بيل جيتس وأبل)، لكن أجنحتها المؤثرة ومن ضمنهم الملياردير بلومبيرج الذي أنفق ٨٧٦ مليون دولار على حملته الانتخابية ثم انسحب لصالح بايدن ودعم حملته بـ350 مليون دولار، وشركة "تويتر" التي رفعت عن ترمب صفة "الرئيس الأميركي"، واستبدلت صفة "الرئيس45" به قبل انتهاء رئاسته الرسمية، هي ذاتها التي أوصلت بايدن صاحب الوعود الكاذبة لإعادة "الطبقة الوسطى"، العصيّة على الوجود في ظل تغول الشركات الكبرى ونظام التملك الاحتكاري والنظام المالي الربوي المجرم، وفي ظل النظام العنصري الذي تواطأ فيه بايدن وأوباما على امتصاص نقمة الأقليات "السود خاصة"
إن كل الوعود التي أطلقها بايدن عقب فوزه ومنها إعطاء الحقوق وتفعيل العدالة العرقية وإنهاء العنصرية المؤسساتية ودعم الطبقة الوسطى التي قضى عليها النظام الرأسمالي الليبرالي، سبقه إليها أوباما الذي خذلهم وشارك في ظلمهم. فكل ما ورد على لسان بايدن عقب فوزه بالرئاسة هو اعتراف بظلم المبدأ الرأسمالي والحضارة العلمانية والديموقراطية الليبرالية.
إن الأنظمة الرأسمالية هي الأنظمة الوحيدة التي تضع الشعب أمام ازدواجية انتخابية نتيجتها واحدة، فترمب هو وكيل عن الرأسماليين وبايدن وكيل عنهم هو الآخر. والحزبان اللذان يتداولان السلطة يؤمنان بنفس المبدأ الفاسد ويخضعان لسلطة المال، فعن أي عدالة زائفة يتحدثون؟! إلا إذا كانت هلوسة أو تخديراً للشعوب وتغطية لعوار مبدئهم وطريقة عيشهم ونظرتهم إلى الحياة التي يفرضونها على العالم بالحديد والنار؟!
إن بايدن الذي استهل بفوزه سُذّج المسلمين، ولم يبق سوى أن ينشدوا له "طلع البدر علينا" هو الذي أمطرت إدارته مع أوباما المسلمين بالقنابل 8 سنوات بلا توقف، وقصفت البلاد العربية بوابل من الثورات المزيفة ومزقتها وجعلتها قاعًا صفصفًا وهشيمًا تذروه الرياح، وهي التي ستواصل استعباد المسلمين، وتقوية ألد أعدائهم اليهود والذين أشركوا من العلمانيين وأشياعهم المنحرفين من أبناء جلدتنا، وهي التي دعمت ستدعم الحكام العملاء المستبدين في بلاد المسلمين، وهو ما اعترف به بايدن مؤخرًا حيال دعمه للمعارضة التركية العلمانية المتطرفة.
وما دام حكام أميركا من الديموقراطيين والجمهوريين وجهان لعملة واحدة، ووكلاء لعصابة إجرامية واحدة، فمن السذاجة أن يراهن عليها أبناء المسلمين بدلًا من أن يراهنوا على أنفسهم، وينفضوا عنهم غبار الذلة والمسكنة.
ولذا فإن من يراهن على بايدن من المسلمين عليه أن يفحص عقله وعقيدته؛ لأن الله عز وجل يقول في كتابه {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}
23/ربيع الأول/1442هـ
9/11/2020م