Abu Taqi
21-09-2020, 10:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
ما يجري في المنطقة هو اتفاقيات تحالف ضد الإسلام والمسلمين وليس تطبيعًا
من تتبع تصريحات القادة العرب واليهود، وبنود اتفاقية الإمارات مع "إسرائيل" نجد الاتفاقية تستهدف الأمة الإسلامية وليس فلسطين وحدها، وهو ما عبر عنه تصريح نتنياهو بأن ما جرى "هو نقطة تحول هائلة في تاريخ إسرائيل والشرق الأوسط"، كما تهدف إلى ضمان أمن "إسرائيل" وتثبيتها ودعمها اقتصاديًّا، وهو ما أكده نتنياهو بقوله: "إن اتفاقات السلام مع أبوظبي والمنامة ستدر على الاقتصاد الإسرائيلي مليارات الدولارات من الاستثمارات والتعاون الاقتصادي".
إن أخطر ما في الاتفاقية أنها أعادت النظر في تعريف العدو، فقد نزعت عن "إسرائيل" صفة العدو، وأضفت عليها صفة "الحليف" و"الشريك" في كافة المجالات، بما فيها التنسيق بين الإمارات و"إسرائيل" للتأثير في الإدارة الأميركية، وثنيها عن دعم أي مسار يتيح لأهل المنطقة ممارسة إرادتهم، كما جعلت تلك الاتفاقية الإسلام والمسلمين والخلافة عدوًا وتحديًّا، وإن كانت قد جسدته في "إيران وتركيا والحركات الإسلامية".
وقد جاءت دعوة ترمب ونتنياهو العرب والمسلمين للصلاة في القدس لتؤكد يهودية المدينة وسيادة "إسرائيل" عليها كعاصمة موحدة للكيان الغاصب. فقد نشر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد مقالًا في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، قبل يوم واحد من التوقيع على الاتفاقيتين، اعتبر فيه أن "تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ... وإعلان البحرين عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل ... فرصة لمقاربة جديدة لمواجهة تحديات المنطقة". وأضاف أن "هناك دولًا غير عربية وقوى فاعلة غير حكومية تدافع عن شكل ما من أشكال التطرف". وأنهم "يشعرون بالحنين إلى الإمبراطوريات المفقودة أو الهوس بخلافة جديدة"، وأن "التوقيع على اتفاق السلام هذا الأسبوع هو الرد المناسب".
ليس أشد خطرًا على وعي الأمة من ازدواجية المقاييس أو فقدانها، فعدم شرعية "إسرائيل" يساوي عدم شرعية الأنظمة الاستبدادية التي تتحالف مع أعدائهم ولا تحكم بشريعتهم، وتطبيع من "يدعم" الفلسطينيين مع "إسرائيل"، مثل تركيا وقطر، كتطبيع من يحاصر أهل فلسطين كمصر والسعودية والإمارات والبحرين.
ومن يراهن على قطر فهو واهم، فقد تضمن البيان الختامي للجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي القطري الأميركي إقرارًا بصفقة القرن كإطار لحل تفاوضي لقضية فلسطين.
وكذلك من يراهن على قيس سعيّد والقوى الإسلامية البرلمانية في تونس فهو أشد وهمًا، فقد فشل دعاة التغيير عبر البرلمانات مرتين في تمرير مشروع تجريم التطبيع أمام البرلمان التونسي، علاوة على ما ينطوي عليه صمت كافة القوى السياسية التونسية وتواطؤهم بمن فيهم حركة النهضة على تعيين خميس الجهمي رئيس مكتب الاتصال التونسي في "تل أبيب" على رأس السياسة الخارجية التونسية في عهد السبسي، وما يترتب عليه من رهن للسياسة الخارجية في يد مُطبّع وعميل.
وأما قيس سعيد الذي قال في حملته الانتخابية "التطبيع خيانة" فلم يدعم مشروع إدانة التطبيع الإماراتي في الجامعة العربية، بل قام بتعيين "المُطبّع" طارق الأدب الرجل الثاني في مكتب تونس بـ"تل أبيب"، سفيرًا لتونس لدى الأمم المتحدة، مما يشي بتواطؤه وتذليله للعقبات أمام التطبيع في المستقبل.
فالكل يسير في التطبيع والتحالف، منهم من وقّع ومنهم من ينتظر، بمن فيهم إيران التي تغزل في اتجاه التطبيع، حيث قال وزير خارجيتها جواد ظريف في تغريدة له نشرها الخميس 17 أيلول/سبتمبر في حسابه على تويتر: "بمناسبة العام الجديد أتمنى لجميع اليهود الإيرانيين، بل لجميع اليهود (في العالم) السرور وقبل ذلك الصحة، وسنة سعيدة". وأضاف: "أبناء آدم وابراهيم وموسى هم أخوة وأخوات يستحقون أن يعيشوا في ظل سلام ديمقراطي - وليست صفقة تجارية".
بينما اعتبر رئيس الوزراء العراقي التطبيع الإماراتي شأنًا خاصًّا لا يجوز التدخل فيه. وأما على الصعيد السوري فقد زار المعارض البارز في الإئتلاف الوطني السوري كمال اللبواني "إسرائيل" منذ فترة، ودعا قيادي من أكراد سوريا إلى إقامة علاقات طبيعية مع "إسرائيل"، فيما دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى "حياد لبنان" الذي يستبطن رسائل واضحة بشأن السلام مع "إسرائيل".
وقد يظن البعض أن خيمة العزاء التي أقامتها السلطة الفلسطينية والأردن تعبر عن حزن واعتراض على الحل الإقليمي، والحقيقة أنهم يدركون أن الحل القادم سيكون على حسابهم، فضلًا عن أنهم وجدوا في الحل الإقليمي طوق نجاة لرفع المسؤولية والحرج عن أنفسهم، ومتى طبَّع الكيان السعودي فإنه من المرجح دخول كثير من البلاد الإسلامية إلى التطبيع من بوابتها على قاعدة الفصل بين المصالح الوطنية للدول وبين القضية الفلسطينية وهو ما دعا إليه كوشنر.
إن حل قضية فلسطين لا يأتي إلا عن طريق وحدة الأمة واستقلالها بكيان يحكمها إسلامنا العظيم، وإعلان النفير والجهاد، وهو بمقدور أمتنا المكلومة والمغلوبة على أمرها، وما خلا ذلك وهم وخداع وتثبيت للكيان اللقيط المجرم.
{يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}
4/صفر/1442هـ
21/9/2020م
متابعة سياسية
ما يجري في المنطقة هو اتفاقيات تحالف ضد الإسلام والمسلمين وليس تطبيعًا
من تتبع تصريحات القادة العرب واليهود، وبنود اتفاقية الإمارات مع "إسرائيل" نجد الاتفاقية تستهدف الأمة الإسلامية وليس فلسطين وحدها، وهو ما عبر عنه تصريح نتنياهو بأن ما جرى "هو نقطة تحول هائلة في تاريخ إسرائيل والشرق الأوسط"، كما تهدف إلى ضمان أمن "إسرائيل" وتثبيتها ودعمها اقتصاديًّا، وهو ما أكده نتنياهو بقوله: "إن اتفاقات السلام مع أبوظبي والمنامة ستدر على الاقتصاد الإسرائيلي مليارات الدولارات من الاستثمارات والتعاون الاقتصادي".
إن أخطر ما في الاتفاقية أنها أعادت النظر في تعريف العدو، فقد نزعت عن "إسرائيل" صفة العدو، وأضفت عليها صفة "الحليف" و"الشريك" في كافة المجالات، بما فيها التنسيق بين الإمارات و"إسرائيل" للتأثير في الإدارة الأميركية، وثنيها عن دعم أي مسار يتيح لأهل المنطقة ممارسة إرادتهم، كما جعلت تلك الاتفاقية الإسلام والمسلمين والخلافة عدوًا وتحديًّا، وإن كانت قد جسدته في "إيران وتركيا والحركات الإسلامية".
وقد جاءت دعوة ترمب ونتنياهو العرب والمسلمين للصلاة في القدس لتؤكد يهودية المدينة وسيادة "إسرائيل" عليها كعاصمة موحدة للكيان الغاصب. فقد نشر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد مقالًا في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، قبل يوم واحد من التوقيع على الاتفاقيتين، اعتبر فيه أن "تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ... وإعلان البحرين عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل ... فرصة لمقاربة جديدة لمواجهة تحديات المنطقة". وأضاف أن "هناك دولًا غير عربية وقوى فاعلة غير حكومية تدافع عن شكل ما من أشكال التطرف". وأنهم "يشعرون بالحنين إلى الإمبراطوريات المفقودة أو الهوس بخلافة جديدة"، وأن "التوقيع على اتفاق السلام هذا الأسبوع هو الرد المناسب".
ليس أشد خطرًا على وعي الأمة من ازدواجية المقاييس أو فقدانها، فعدم شرعية "إسرائيل" يساوي عدم شرعية الأنظمة الاستبدادية التي تتحالف مع أعدائهم ولا تحكم بشريعتهم، وتطبيع من "يدعم" الفلسطينيين مع "إسرائيل"، مثل تركيا وقطر، كتطبيع من يحاصر أهل فلسطين كمصر والسعودية والإمارات والبحرين.
ومن يراهن على قطر فهو واهم، فقد تضمن البيان الختامي للجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي القطري الأميركي إقرارًا بصفقة القرن كإطار لحل تفاوضي لقضية فلسطين.
وكذلك من يراهن على قيس سعيّد والقوى الإسلامية البرلمانية في تونس فهو أشد وهمًا، فقد فشل دعاة التغيير عبر البرلمانات مرتين في تمرير مشروع تجريم التطبيع أمام البرلمان التونسي، علاوة على ما ينطوي عليه صمت كافة القوى السياسية التونسية وتواطؤهم بمن فيهم حركة النهضة على تعيين خميس الجهمي رئيس مكتب الاتصال التونسي في "تل أبيب" على رأس السياسة الخارجية التونسية في عهد السبسي، وما يترتب عليه من رهن للسياسة الخارجية في يد مُطبّع وعميل.
وأما قيس سعيد الذي قال في حملته الانتخابية "التطبيع خيانة" فلم يدعم مشروع إدانة التطبيع الإماراتي في الجامعة العربية، بل قام بتعيين "المُطبّع" طارق الأدب الرجل الثاني في مكتب تونس بـ"تل أبيب"، سفيرًا لتونس لدى الأمم المتحدة، مما يشي بتواطؤه وتذليله للعقبات أمام التطبيع في المستقبل.
فالكل يسير في التطبيع والتحالف، منهم من وقّع ومنهم من ينتظر، بمن فيهم إيران التي تغزل في اتجاه التطبيع، حيث قال وزير خارجيتها جواد ظريف في تغريدة له نشرها الخميس 17 أيلول/سبتمبر في حسابه على تويتر: "بمناسبة العام الجديد أتمنى لجميع اليهود الإيرانيين، بل لجميع اليهود (في العالم) السرور وقبل ذلك الصحة، وسنة سعيدة". وأضاف: "أبناء آدم وابراهيم وموسى هم أخوة وأخوات يستحقون أن يعيشوا في ظل سلام ديمقراطي - وليست صفقة تجارية".
بينما اعتبر رئيس الوزراء العراقي التطبيع الإماراتي شأنًا خاصًّا لا يجوز التدخل فيه. وأما على الصعيد السوري فقد زار المعارض البارز في الإئتلاف الوطني السوري كمال اللبواني "إسرائيل" منذ فترة، ودعا قيادي من أكراد سوريا إلى إقامة علاقات طبيعية مع "إسرائيل"، فيما دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى "حياد لبنان" الذي يستبطن رسائل واضحة بشأن السلام مع "إسرائيل".
وقد يظن البعض أن خيمة العزاء التي أقامتها السلطة الفلسطينية والأردن تعبر عن حزن واعتراض على الحل الإقليمي، والحقيقة أنهم يدركون أن الحل القادم سيكون على حسابهم، فضلًا عن أنهم وجدوا في الحل الإقليمي طوق نجاة لرفع المسؤولية والحرج عن أنفسهم، ومتى طبَّع الكيان السعودي فإنه من المرجح دخول كثير من البلاد الإسلامية إلى التطبيع من بوابتها على قاعدة الفصل بين المصالح الوطنية للدول وبين القضية الفلسطينية وهو ما دعا إليه كوشنر.
إن حل قضية فلسطين لا يأتي إلا عن طريق وحدة الأمة واستقلالها بكيان يحكمها إسلامنا العظيم، وإعلان النفير والجهاد، وهو بمقدور أمتنا المكلومة والمغلوبة على أمرها، وما خلا ذلك وهم وخداع وتثبيت للكيان اللقيط المجرم.
{يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}
4/صفر/1442هـ
21/9/2020م