المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متابعة سياسية p,g توضيح مفهوم الصراع الدولي



Abu Taqi
01-09-2020, 05:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

متابعة سياسية
توضيح مفهوم الصراع الدولي
الصراع الدولي هو صراع إرادات القوى المؤثرة في العلاقات الدولية، ويهدف إلى إخضاع الخصم أو إفنائه لأسباب عقدية، أو نفعية، أو قومية.
ويرى المفكرون السياسيون أن الصراع يمر بمراحل، ويصفون تلك المراحل بالدورة الحياتية للصراع، حيث تبدأ بالتصعيد والتصاعد نتيجة انعدام الثقة والكراهية التي تغذيها النزعات العقدية والقومية والنفعية، ثم يأخذ الصراع بالتقلص تبعًا لحسن النوايا والثقة والتفاهم، ثم يتجه نحو الاستقرار والتلاشي والزوال، وقد يحل مكانه التعاون والتشارك، ما يعني أنه ليس هناك حالة صراع دائمية إلا إذا كان الباعث عليها عقديًّا غير قابل للتنازل أو الزوال بالتقادم.
ويتوقف زوال الصراع وتبدل العلاقات الدولية على زوال الباعث على الصراع، أو تحقق الهدف الذي نشب الصراع لأجله كتصفية نفوذ الخصم، أو إعادة تقييم أحد أطراف الصراع أو كليهما للمصالح في ضوء معطيات الواقع، كتفاهم الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق على تقويض نفوذ بريطانيا وفرنسا، وتقاسم القرارات الدولية بمعزل عن المؤسسات الدولية وبمنأى عن شركائهم في المعسكرين.
ويمكن أن يزول الصراع أيضًا في حال عدول أحد أطرافه عن تهديد مصالح الآخر إلى تأمين مصالحه، أو استسلام أحد طرفي الصراع وانهزامه نتيجة تراجع قوته وتعاظم قوة خصمه. والأمثلة على الصراعات الدولية التي نشأت وتلاشت كثيرة، منها الصراع الديني في أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت، والصراع القومي والاستعماري بين الدول الأوروبية في الحروب العالمية، والصراع الإيديولوجي بين الاتحاد السوفياتي وأميركا، وصراع النفوذ والمصالح بين أميركا وبريطانيا وفرنسا قبل تفرد الولايات المتحدة في الموقف الدولي.
إلا أن ذلك لا يمنع من تبدل الصراع إلى تنافس سيما بعد أن وجد سلاح الردع النووي، والتنافس بين القوى الرأسمالية حتمي؛ لأن المنفعة هي المتحكم بسياساتهم.
والتنافس يخلق بطبيعته نزاعات، ولكن النزاع هو مجرد دوامة تقع في مجرى العلاقات، وتُحدث فيها اضطرابًا يمكن استدراكه بالدبلوماسية وأدوات الردع المختلفة.
وهذا ما يصدق في واقع العلاقات الدولية بعد ظهور السلاح النووي، وسباق التسلح، وبعد تفرد الولايات المتحدة في الموقف الدولي، وتغولها على القوى المنافسة بشكل مسعور، وبخاصة بعد وصول ترمب إلى البيت الأبيض.

13/محرم/1442هـ
1/9/2020م