Abu Taqi
25-08-2020, 11:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
إلى الأمة الإسلامية
ما تزال الولايات المتحدة تغذي الصدمة القوية التي أطلقتها من بوابة الإمارات لتصفية قضية فلسطين بعد أن قامت بتطويع الشرق الأوسط أنظمة وشعوبًا لاستيعاب المخرجات الأخيرة التي هندستها عبر "الربيع العربي". حيث أوصلت أبناء الأمة إلى الشلل التام عن مواجهة الأنظمة العميلة من خلال البطش والتنكيل والترويع والإذلال، ووفرت للأنظمة المناخ الملائم للإمعان في كسر إرادة شعوبها، وتجاوز محرماتها، وارتكاب أفظع الخيانات، وهي التطبيع، والتحالف مع أشد أعدائهم وهم اليهود. فقد تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤخرًا حول الاتفاق بين الإمارات وكيان يهود لتطبيع العلاقات بينهما، ومما قاله إن قادة دول أخرى يتصلون به متسائلين عن سبب عدم دعوتهم للاتفاق، مشيرًا إلى أن ملوكًا ورؤساء دول وحكومات ومستبدين كانوا يتصلون به لثَنْيه عن قرار نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، ولكنه تجاهلهم وشدد على أن الحفل الذي أقيم بمناسبة فتح السفارة في القدس، دحض كل المزاعم بحدوث تداعيات خطيرة للقرار.
وبالأمس وصل وزير الخارجية الأميركي في سياق جولته في الشرق الأوسط لتعزيز ما يسمونه "جهود السلام العربية الإسرائيلية"، وسيتبعه لاحقًا كبير مستشاري الرئيس ترمب وصهره جاريد كوشنر إلى العديد من الوجهات، وقد حطت رحاله اليوم في الخرطوم قادما في رحلة مباشرة من الكيان اليهودي، عازمًا على زيارة عدد من دول الخليج العربي، في مقدمتها البحرين والإمارات، بينما من المتوقع أن يزور كوشنر وفريقه "إسرائيل" والبحرين وعمان والسعودية والمغرب، في رحلتهم التي يتوقع أن تبدأ نهاية هذا الأسبوع.
ورغم أن زيارة بومبيو وكوشنر ومن قبلها رعاية الرئيس الأميركي للاتفاق الإسرائيلي الإماراتي تأتي في سياق خدمة ترمب في حملته الانتخابية القادمة، فضلًا عن خدمتها لنتنياهو في صراعه الداخلي، إلا أن الأخطر في هذه الأحداث أنها تخدم تنفيذ ما يسمى بصفقة القرن التي تستهدف إنهاء قضية فلسطين، والاستسلام التام لأميركا، والصلح مع يهود المحتلين، وتتعداه إلى الحرب على الإسلام والمسلمين، وهو ما صرح به سفير الإمارات في واشنطن على صفحات يدعوت أحرنوت بقوله: "التوسع الإسلامي يشجع التطرف ويقوض الاستقرار" واصفًا جهاد المسلمين وتاريخهم بـ"الإرث البشع من العداء والنزاعات".
إن أميركا التي دبرت هذا الصلح بين الكيان اليهودي والإمارات، والتي يهرع إليها الحكام ويصورونها بالحكم النزيه، هي العدو الذي احتضن الكيان اليهودي بعد أن مكنته بريطانيا من الوجود، ومن الاستيلاء على مزيد من الأرض سنة 1967، وهي نفسها التي عرقلت الانسحاب من هذه الأراضي، وباعت العرب والفلسطينيين الأوهام بدولة ناجزة مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع الكيان الغاصب، وهي التي نكثت كل عهودها ووعودها ومكنت "إسرائيل" من فرض الأمر الواقع على العرب جميعًا، وليس الفلسطينيين فحسب، لا لشيء إلا لاستضعافها لهم وذلتهم على يد عملائها من الحكام. وهي التي ستجبر الدول العربية على تذويب اللاجئين الفلسطينيين في بلدانهم؛ لتسدل الستار نهائيًّا على قضية فلسطين، وحتى يظل الكيان اليهودي خالصًا ليهود.
إن الذي لا تدركه أميركا وكل ملة الكفر أن الأمة الإسلامية مهما مورس عليها من إرهاب عصابات الحكم التي يمدونها بحبل منهم, وكافة أشكال التضليل، ترفض رفضًا باتًّا أن تكون في صف واحد مع كيان يهود, وأن هؤلاء الدمى التي تسمى حكامًا لا يمثلون الأمة في قريب أو بعيد، وسيبقى صلحهم وسلامهم حبرًا على ورق وجهودهم ستذهب سدىً، مهما أنفقوا من أموال واشتروا من ذمم رخيصة، وأن التطبيع مع الأمة لن يحلموا به ما دام الإسلام ينبض في عروق أبنائها.
إن ما قامت به الإمارات مؤخرًا، وما تعتزم أن تقوم به بعض عصابات الحكم في المنطقة خدمة لأسيادهم إنما يستهدف ترويضكم للقبول بالتعايش مع كيان يهود المغتصِب, وقد سبق للمقبور السادات أن اعتبر أن المسألة مجرد حاجز نفسي بيننا وبين كيان يهود هذا, متجاهلًا اغتصابهم أرض فلسطين وتدنيسهم مقدساتهم، وقتلهم بمجازر يندى لها جبين الإنسانية كلها النساء والأطفال والشيوخ، ومتجاهلًا أيضًا ما وقر في قلوب المسلمين مما ورد في القرآن الكريم من حديث عن كفرهم وغدرهم وقتلهم الأنبياء بغير حق.
أيها المسلمون..
إن الحكام اليوم قد سقطت كل الأوراق التي كانوا يتسترون بها، وانكشفت حقيقة كونهم منفصلين تمامًا عن الأمة فكرًا ومشاعر، وأن الأمة الإسلامية قد كفرت بهم وتنتظر بشوق اليوم الذي تتخلص فيه منهم. وإن نذالتهم وتسابقهم على خدمة أسيادهم لن تمحوها الأمة من ذاكرتها، وسوف تقتص منهم على كل ما يمارسونه من جرائم بحقها، وأن الأقنعة المزيفة التي كان بعضهم يختبئ خلفها ما عادت تسترهم, وإن انتقامها من الخونة ومن يسندهم لا جرم آت عاجلًا غير آجل, وأن ترمب وغيره من طواغيت الأرض حينها لن ينفعوهم بشيء.
أيها المسلمون..
إن مما قاله الرئيس الأميركي أن الحفل الذي أقيم بمناسبة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وحذره بعض الحكام من تبعاته وتجاهلهم بدوره معبرًا إن نجاح الحفل دحض كل المزاعم بحدوث تداعيات خطيرة للقرار، إنما يشير إلى مدى استهتاره بردة فعل الأمة الإسلامية، وأنه مدعاة للتجاهل، معتمدًا على بطش عصابات الحكم في بلاد المسلمين حال احتجاج الأمة على سلوكهم الخياني وخدمتهم لأسيادهم أعداء الإسلام والمسلمين، فهل سيسكت المسلمون عن هذا الاستقواء عليهم من قبل هذه الدمى التي تسمى حكامًا، والتي باتت تتسابق على هذه الخيانة الخطيرة (التطبيع) في سعار محموم يتجاهل أي وجود للأمة ورجالاتها؟!
أيها المسلمون..
إن حكام الجور عبيد أميركا ومن يسندهم من أبناء الأمة من مؤثرين وكبار المسؤولين مدنيين وعسكريين إنما يحتاجون وقفة منكم، فكل من يسند الحكام من أبناء الأمة، ولم يسمعهم صوتكم الرافض لما يرتكبونه من جرائم في حقها ومقدساتها ومصيرها، ومنها ما يسمى التطبيع مع كيان يهود، إنما يشاركهم في ذلك كله وستضعه الأمة في مصاف الخونة الذين ينافقون للطواغيت ويحمونهم، ولن تنفعهم أمام الله والأمة حجتهم الدائمة أنهم مجرد موظفين ومأمورين. وإن رد الأمة الحقيقي على جرائم الحكام النكراء، ومن يقدم الإسناد لهم، سيكون صادمًا لهم وكانسًا لعروشهم العفنة. وإن أسيادهم الذين ما انفكوا يستهترون ويهزؤون بالأمة وطاقاتها وقدراتها، سيرون منها ما يثبت لهم أنها أكبر من تلك الدمى والأقزام التي يتلاعبون بها، دون تقدير حقيقي لما سيؤول إليه مصير أفعالهم القذرة، ومصير أدواتهم التي تهرول للتطبيع بل والتحالف مع كيان يهود.
{إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله, فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}
6/محرم/1442هـ حزب التحرير
25/8/2020م
بيان
إلى الأمة الإسلامية
ما تزال الولايات المتحدة تغذي الصدمة القوية التي أطلقتها من بوابة الإمارات لتصفية قضية فلسطين بعد أن قامت بتطويع الشرق الأوسط أنظمة وشعوبًا لاستيعاب المخرجات الأخيرة التي هندستها عبر "الربيع العربي". حيث أوصلت أبناء الأمة إلى الشلل التام عن مواجهة الأنظمة العميلة من خلال البطش والتنكيل والترويع والإذلال، ووفرت للأنظمة المناخ الملائم للإمعان في كسر إرادة شعوبها، وتجاوز محرماتها، وارتكاب أفظع الخيانات، وهي التطبيع، والتحالف مع أشد أعدائهم وهم اليهود. فقد تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤخرًا حول الاتفاق بين الإمارات وكيان يهود لتطبيع العلاقات بينهما، ومما قاله إن قادة دول أخرى يتصلون به متسائلين عن سبب عدم دعوتهم للاتفاق، مشيرًا إلى أن ملوكًا ورؤساء دول وحكومات ومستبدين كانوا يتصلون به لثَنْيه عن قرار نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، ولكنه تجاهلهم وشدد على أن الحفل الذي أقيم بمناسبة فتح السفارة في القدس، دحض كل المزاعم بحدوث تداعيات خطيرة للقرار.
وبالأمس وصل وزير الخارجية الأميركي في سياق جولته في الشرق الأوسط لتعزيز ما يسمونه "جهود السلام العربية الإسرائيلية"، وسيتبعه لاحقًا كبير مستشاري الرئيس ترمب وصهره جاريد كوشنر إلى العديد من الوجهات، وقد حطت رحاله اليوم في الخرطوم قادما في رحلة مباشرة من الكيان اليهودي، عازمًا على زيارة عدد من دول الخليج العربي، في مقدمتها البحرين والإمارات، بينما من المتوقع أن يزور كوشنر وفريقه "إسرائيل" والبحرين وعمان والسعودية والمغرب، في رحلتهم التي يتوقع أن تبدأ نهاية هذا الأسبوع.
ورغم أن زيارة بومبيو وكوشنر ومن قبلها رعاية الرئيس الأميركي للاتفاق الإسرائيلي الإماراتي تأتي في سياق خدمة ترمب في حملته الانتخابية القادمة، فضلًا عن خدمتها لنتنياهو في صراعه الداخلي، إلا أن الأخطر في هذه الأحداث أنها تخدم تنفيذ ما يسمى بصفقة القرن التي تستهدف إنهاء قضية فلسطين، والاستسلام التام لأميركا، والصلح مع يهود المحتلين، وتتعداه إلى الحرب على الإسلام والمسلمين، وهو ما صرح به سفير الإمارات في واشنطن على صفحات يدعوت أحرنوت بقوله: "التوسع الإسلامي يشجع التطرف ويقوض الاستقرار" واصفًا جهاد المسلمين وتاريخهم بـ"الإرث البشع من العداء والنزاعات".
إن أميركا التي دبرت هذا الصلح بين الكيان اليهودي والإمارات، والتي يهرع إليها الحكام ويصورونها بالحكم النزيه، هي العدو الذي احتضن الكيان اليهودي بعد أن مكنته بريطانيا من الوجود، ومن الاستيلاء على مزيد من الأرض سنة 1967، وهي نفسها التي عرقلت الانسحاب من هذه الأراضي، وباعت العرب والفلسطينيين الأوهام بدولة ناجزة مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع الكيان الغاصب، وهي التي نكثت كل عهودها ووعودها ومكنت "إسرائيل" من فرض الأمر الواقع على العرب جميعًا، وليس الفلسطينيين فحسب، لا لشيء إلا لاستضعافها لهم وذلتهم على يد عملائها من الحكام. وهي التي ستجبر الدول العربية على تذويب اللاجئين الفلسطينيين في بلدانهم؛ لتسدل الستار نهائيًّا على قضية فلسطين، وحتى يظل الكيان اليهودي خالصًا ليهود.
إن الذي لا تدركه أميركا وكل ملة الكفر أن الأمة الإسلامية مهما مورس عليها من إرهاب عصابات الحكم التي يمدونها بحبل منهم, وكافة أشكال التضليل، ترفض رفضًا باتًّا أن تكون في صف واحد مع كيان يهود, وأن هؤلاء الدمى التي تسمى حكامًا لا يمثلون الأمة في قريب أو بعيد، وسيبقى صلحهم وسلامهم حبرًا على ورق وجهودهم ستذهب سدىً، مهما أنفقوا من أموال واشتروا من ذمم رخيصة، وأن التطبيع مع الأمة لن يحلموا به ما دام الإسلام ينبض في عروق أبنائها.
إن ما قامت به الإمارات مؤخرًا، وما تعتزم أن تقوم به بعض عصابات الحكم في المنطقة خدمة لأسيادهم إنما يستهدف ترويضكم للقبول بالتعايش مع كيان يهود المغتصِب, وقد سبق للمقبور السادات أن اعتبر أن المسألة مجرد حاجز نفسي بيننا وبين كيان يهود هذا, متجاهلًا اغتصابهم أرض فلسطين وتدنيسهم مقدساتهم، وقتلهم بمجازر يندى لها جبين الإنسانية كلها النساء والأطفال والشيوخ، ومتجاهلًا أيضًا ما وقر في قلوب المسلمين مما ورد في القرآن الكريم من حديث عن كفرهم وغدرهم وقتلهم الأنبياء بغير حق.
أيها المسلمون..
إن الحكام اليوم قد سقطت كل الأوراق التي كانوا يتسترون بها، وانكشفت حقيقة كونهم منفصلين تمامًا عن الأمة فكرًا ومشاعر، وأن الأمة الإسلامية قد كفرت بهم وتنتظر بشوق اليوم الذي تتخلص فيه منهم. وإن نذالتهم وتسابقهم على خدمة أسيادهم لن تمحوها الأمة من ذاكرتها، وسوف تقتص منهم على كل ما يمارسونه من جرائم بحقها، وأن الأقنعة المزيفة التي كان بعضهم يختبئ خلفها ما عادت تسترهم, وإن انتقامها من الخونة ومن يسندهم لا جرم آت عاجلًا غير آجل, وأن ترمب وغيره من طواغيت الأرض حينها لن ينفعوهم بشيء.
أيها المسلمون..
إن مما قاله الرئيس الأميركي أن الحفل الذي أقيم بمناسبة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وحذره بعض الحكام من تبعاته وتجاهلهم بدوره معبرًا إن نجاح الحفل دحض كل المزاعم بحدوث تداعيات خطيرة للقرار، إنما يشير إلى مدى استهتاره بردة فعل الأمة الإسلامية، وأنه مدعاة للتجاهل، معتمدًا على بطش عصابات الحكم في بلاد المسلمين حال احتجاج الأمة على سلوكهم الخياني وخدمتهم لأسيادهم أعداء الإسلام والمسلمين، فهل سيسكت المسلمون عن هذا الاستقواء عليهم من قبل هذه الدمى التي تسمى حكامًا، والتي باتت تتسابق على هذه الخيانة الخطيرة (التطبيع) في سعار محموم يتجاهل أي وجود للأمة ورجالاتها؟!
أيها المسلمون..
إن حكام الجور عبيد أميركا ومن يسندهم من أبناء الأمة من مؤثرين وكبار المسؤولين مدنيين وعسكريين إنما يحتاجون وقفة منكم، فكل من يسند الحكام من أبناء الأمة، ولم يسمعهم صوتكم الرافض لما يرتكبونه من جرائم في حقها ومقدساتها ومصيرها، ومنها ما يسمى التطبيع مع كيان يهود، إنما يشاركهم في ذلك كله وستضعه الأمة في مصاف الخونة الذين ينافقون للطواغيت ويحمونهم، ولن تنفعهم أمام الله والأمة حجتهم الدائمة أنهم مجرد موظفين ومأمورين. وإن رد الأمة الحقيقي على جرائم الحكام النكراء، ومن يقدم الإسناد لهم، سيكون صادمًا لهم وكانسًا لعروشهم العفنة. وإن أسيادهم الذين ما انفكوا يستهترون ويهزؤون بالأمة وطاقاتها وقدراتها، سيرون منها ما يثبت لهم أنها أكبر من تلك الدمى والأقزام التي يتلاعبون بها، دون تقدير حقيقي لما سيؤول إليه مصير أفعالهم القذرة، ومصير أدواتهم التي تهرول للتطبيع بل والتحالف مع كيان يهود.
{إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله, فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}
6/محرم/1442هـ حزب التحرير
25/8/2020م