المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعارضة الأردنية في الخارج ترفع وتيرة هجومها على الملك عبد الله



Abu Taqi
22-08-2020, 10:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

المعارضة الأردنية في الخارج ترفع وتيرة هجومها على الملك عبد الله

تنطلق المعارضة الأردنية في كفاحها النظام من أسس وطنية هابطة ومفرِّقة، وتستبعد الإسلام كليًّا من معركتها مع النظام. وحتى مطالبها "الوطنية" تصب في التغييرات المطلوبة أميركيًّا في الأردن من أجل إعادة هيكلة النظام بما يتلاءم مع مخرجات صفقة القرن، من مثل التغييرات الدستورية المتعلقة بصلاحيات الملك ومجلس النواب وحكومة ذات ولاية، والتي تستجيب بمجملها لتسوية ملف اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم مع فارق يتعلق بالحقوق السياسية لما يسمى بـ"المكون الفلسطيني"، والذي تسعى الولايات المتحدة وكيان يهود لتوطينه وإعطائه "الحقوق السياسية" في الأردن، بينما ترفض المعارضة منحه أكثر من الحقوق المدنية حتى الآن.
ولأن التغيير يستوجب تفكيك سند النظام من القوى الأمنية والعشائرية، وإضعاف الملكية لصالح حكومة ذات ولاية لزم أن يتبناه شخصيات "شرق أردنية"، وهذا ما جعل المكون الرئيس في الكتلة الصلبة للحراك الأردني ونواة المعارضة هم أبناء العشائر مع غياب شبه كامل لأبناء المخيمات الفلسطينية عن الحراك.
ويذكرنا الهجوم اللاذع الذي شنه المعارض الأردني علاء الفزاع في الأيام الأخيرة، وتهديده بكشف المزيد من الفضائح ضد الملك عبد الله بالمعارضيْن السعوديين محمد المسعري وسعد الفقيه اللذيْن نشطا قبيل اتفاق الإمارات بالترويج جهالة بأن الولايات المتحدة تعمل على نقل السلطة إلى الأمير أحمد بن عبد العزيز ويُشيعان بأن الأمير محمد بن نايف قد قتل، ويأتي ذلك في إطار الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الحكام للهرولة في التطبيع والتحالف مع كيان يهود بعد أن كسرت المحرمات من بوابة الإمارات.
نحن مع محاسبة الحكام على فسادهم وخيانتهم، ولكن لا يصح أن تقبل المعارضة بأن تسخرها الولايات المتحدة عن تواطئ أو غباء، وتتخذها عصًا تهش بها على الأغنام، وتلوح بها كبديل عنهم لإجبار الحكام على كسر المحرمات، وعقد التحالفات مع الكيان الصهيوني، واتخاذه ملاذًا آمنًا ودرعًا واقيًا من السقوط!
في الحقيقة إن أسلوب الولايات المتحدة في التعاطي مع المعارضة والحكام هو في غاية الخبث، بحيث جعلت إرادتها هي إرادة المعارضة وجعلت استجابة الحكام تبدو استجابة لإرادة الشعوب. وأما الملك عبد الله فلا شك أنه يسير على إيقاع السياسة الأميركية منذ مجيئه إلى الحكم، واتضح ذلك أكثر مع انطلاق "الربيع العربي"، حيث صرَّح أن "الربيع العربي" هو فرصة لإحداث التغيير، وساهم في إضعاف الدولة في كل الجوانب، لا سيما تفكيك العشائر من أجل مساواة "الرؤوس" لمكونات الشعب، والوصول من ذلك إلى ملكية دستورية وحكومة برلمانية بعد توطين اللاجئين وتغيير قانون الانتخاب بما يحقق توازن بين مكونات الشعب، مقابل الحصول على ضمانة لنقل السلطة إلى ولده، بينما تتخذ المعارضة من قضية التوريث نقطة ضعف وترتكز إليها في سجالها مع الملك ملوحة بورقة الأمير حمزة.
والحال أن خصام المعارضة مع الملك هو خصام في باطل لأنه ينطلق من أساس "وطني" ضيق، قال صلى الله عليه وسلم: ".. ومَن خاصمَ في باطلٍ وهو يعلَمُه، لم يزَلْ في سخَطِ اللهِ حتَّى ينزِعَ". والأصل هو أن يتخطى أهل الأردن الناحية الوطنية وأن ينطلقوا في كفاحهم من منطلق عقدي "المسلم أخو المسلم" {إنما المؤمنون أخوة}، وأن يكون عملهم لله وليس للوطنية.
والعمل لله يوجب الوحدة على أساس العقيدة، والتابعية لغير المسلمين، وأن لا يضيرهم من يحكمهم طالما يحكم بكتاب الله وسنة نبيه وليس باسم "المكون الفلسطيني" أو "الشرق أردني". وهو ما دعا إليه سيد الثقلين: "اسمعوا وأطيعوا ولو ولي عليكم عبد حبشي". كما يوجب أن يكون أهل الأردن بمختلف مكوناتهم "الديموغرافية" في خندق واحد ضد كيان يهود وأميركا وعملائها. قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
على أن العمل في محاسبة الحكام على جرائمهم وظلمهم، ينبغي أن لا يلتقي مصلحيًّا بأي شكل من الأشكال مع أية دولة طامعة في بلادنا، مهما كانت قوية وقادرة على تمكين العاملين. كما لا ينبغي أن يخوض العاملون في محاسبة الحكام من دون أن يتسلحوا بالوعي الفكري على الإسلام والوعي السياسي على الوضع الداخلي والدولي، ومعرفة المخططات التي تعمل لها وتسعى لتنفيذها الدول الطامعة في بلادنا.
إن الدول الكافرة والطامعة في بلادنا إنما تستعمل من أبناء الأمة عملاء لها في الحكم وخارج الحكم، وتتخذ ممن هم خارج الحكم أداة للضغط على الحكام، ومتى وجدت أن الحاكم لم يعد قادرًا على القيام بالمهام الموكولة له، فإنها تستبدل غيره من المعارضة به، غير مأسوف عليه، أو تمكن الحاكم من البطش بالمعارضة إن صارت عبئًا عليها. لذلك ننصحكم بأن لا تكونوا أداة بيد الكفار، وأن تتحللوا من أي التزام معهم، وأن يكون التزامكم فقط تجاه دينكم وأمتكم، وما تمليه عليكم العقيدة الإسلامية من السعي لرفع الظلم والقهر، والسعي لجعل الإسلام وحده موضع تطبيق في الحياة والدولة والمجتمع.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
3/محرم/1442هـ حزب التحرير
22/8/2020م ولاية الأردن