المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متابعة سياسية حول التوتر بين تركيا واليونان وتوجه الحكومة الاردنبة نحو الحظر



Abu Taqi
14-08-2020, 10:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

متابعة سياسية
التوتر بين تركيا واليونان
توجه الحكومة الاردنبة نحو الحظر

أولًا: تصاعد التوتر في شرق المتوسط بين تركيا واليونان
ارتفعت في الأيام الأخيرة حدة التوترات والتصعيد شرق المتوسط بين تركيا واليونان بما يقترب من سياسة حافة الهاوية. ولا يخفى على المتابع للأحداث أن الولايات المتحدة هي التي تقف وراء الأزمة منذ سماحها لحكومة السراج التابعة لها بتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع تركيا. وهو الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب كلامية بين تركيا واليونان وفرنسا، ووضع تركيا في حقل من الألغام، وفي مرمى سهام الدول التابعة للولايات المتحدة كمصر والإمارات اللتين حرصتا على المشاركة في مناورات عسكرية مع "إسرائيل" واليونان في الأعوام التي أعقبت محاولة الانقلاب على أردوغان.
أما تركيا فتنطلق من مصالحها القومية وحقوقها في ثروات البحر المتوسط، علاوة على أنها تعتقد أن حماية وطن اليابسة التركية لا ينفصل عن حماية "الوطن الأزرق" ومياهها الإقليمية، سيما وأن قضية شرق المتوسط مرتبطة بالأمن القومي لجهة بحر إيجة، الذي تريد اليونان ابتزاز تركيا من خلاله بشأن القضية القبرصية، بالإضافة إلى التحكم بطرق التجارة التركية، ونهب حقوق تركيا في غاز المتوسط.
ومن جهتها لا تمانع أميركا من النشاط التركي شرق المتوسط وليبيا، بهدف خلق نقاط ساخنة تدير من خلالها دول حوض البحر الأبيض واحتواء تركيا، تمهيدًا لاستعادتها بالإضافة إلى إيجاد مبرر لجلب حلف الناتو كمظلة لحل الخلافات.
ولهذا فإن غض أميركا بصرها عن نشاط تركيا في ليبيا وشرق المتوسط يهدف إلى رفع ثمن سكوت الولايات المتحدة التي تسعى لاستعادة تركيا إلى بيت الطاعة، فيما تساعدها اليونان في ذلك من خلال التصعيد إلى حافة الهاوية أو قيامها باحتكاك عسكري محدود وغير مستبعد مع تركيا.
ومن جانب آخر تريد الولايات المتحدة أن تُثبت لفرنسا وألمانيا عجزهما عن حماية مصالحهما، وتحاول أن تُرغمهما على الاستعانة بها والبقاء في حضنها بعد أن سئمت من محاولاتهما القفز من حضنها، والتفلت من قيودها، واتخاذ سياسة تراعي مصالحهما، التي تعتبر ثانوية في السياسات الأميركية الموجهة نحو الشرق الأوسط وروسيا والصين. وهو ما حذر منه الدبلوماسي الفرنسي السابق سفير فرنسا في واشنطن جيرارد آرود الذي غرد مؤخرًا على حسابه بقول مفزع للأوروبيين: "تظهر ردود فعل بعض الخبراء الأوروبيين، وخاصة في ألمانيا، أنهم لا يفهمون أن عالم ما بعد أميركا يعني الفوضى. الفوضى انتصار للحيوانات آكلة اللحوم" وهي إشارة واضحة إلى ضرورة الإذعان للولايات المتحدة وعدم الخروج من عباءتها.
لقد سبق أن أبدت ألمانيا نوعًا من التذمر من سياسة الولايات المتحدة، كما أبدت تقاربًا مع روسيا في الملف الليبي، بخلاف ما تريده الولايات المتحدة حيال البعثة الأممية، فقد صرح السفير الألماني لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن، في 31 يوليو/تموز المنصرم، إن "الولايات المتحدة يجب ألا تمنع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من تعيين مبعوث جديد في ليبيا". فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريح صحفي في 30 تموز/يوليو، أنه "تم ترشيح وزير خارجية الجزائر، ورئيس وزارة خارجية غانا السابق، إلا أن واشنطن رفضت دعمهما"، واستنتج أن "الأميركيين يُحاولون تهميش الأمين العام السيد أنطونيو غوتيريش".
وخلال زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلى دول وسط أوروبا "شديدة العداء لروسيا" بهدف شق الصف الأوروبي حول الموقف من روسيا والتحريض على الصين قبيل انعقاد مؤتمر "تقنية g5" في تشرين الأول/أكتوبر المقبل توجه وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى موسكو وسان بطرسبورغ، وصرح بأن "العلاقات الألمانية الروسية أهم من أن يستهتر بها"، مشيرًا إلى أنه "فقط بمشاركة موسكو يمكن تحقيق نتائج في قضايا مهمة مثل تسوية النزاعات في أوكرانيا وليبيا وسوريا، بالإضافة إلى دور روسيا الرئيسي في حل قضية الحد من التسلح". بينما شدد وزير الخارجية الألماني مع نظيره الروسي سيرجي لافروف على "أهمية مواصلة تنفيذ مشروع الغاز _السيل الشمالي2_ بالرغم من معارضة الولايات المتحدة له، وفرضها عقوبات على الشركات العاملة فيه".
وأما بالنسبة لفرنسا فهي تلهث كالكلب المتحمس في محاولة لأخذ زمام المبادرة داخل أوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد بدا ذلك واضحًا في الملف اللبناني بعد تفجير مرفأ بيروت، كما بدا واضحًا في التصدي لتركيا في أزمتها مع اليونان.
وبالتالي فإن تسخين جبهة شرق المتوسط يخدم أهداف الولايات المتحدة بشأن التحكم بأوروبا ومنعها من الانفراد بسياساتها حيال روسيا والصين. وكون تركيا واليونان وفرنسا الداعمة لها، أعضاء في حلف الناتو، فإن من شأن التصعيد أن يؤول إلى بحث الخلافات في إطار الحلف، مما يعزز مرجعيته لأمن الدول الأوروبية. وهو الأمر الذي عبر عنه البنتاغون مؤخرًا بقوله: إنه "يشعر بالقلق من انتشار البحرية الفرنسية في شرق البحر المتوسط ضد تركيا" ، كما عبر عنه في "حثه لحلفاء الناتو على إيجاد حل من شأنه أن يخفض التوترات".

ثانيًا: توجه الحكومة الأردنية للحظر
قال وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة "إنه في ظل الحالة الوبائية الحالية وإذا ما زادت الحالات المصابة بفيروس كورونا بشكل كبير جدًا ويشكل خطرًا على الحالة الصحية فقد تلجأ اللجان الصحية ووزارة الصحة الى التوصية بفرض حظر". وفيما يتعلق بمصفوفة الإجراءات الصحية قال الوزير العضايلة "إن خلية الأزمات قد تلجأ مع وزارة الصحة إلى تعديلها وبما يراعي المصلحة العامة".
الشعب ليس غبيًّا، بل قادر على أن يدرك أن المصلحة العامة تعني مصلحة النظام الذي يريد تكييف شروط الحظر "مصفوفة الإجراءات الصحية" مع توجه الحكومة للقمع وتكميم الأفواه وتمديد قانون الدفاع.
فهناك قناعة لدى أبسط الناس أن التوجه نحو الحظر يسير مطردًا مع احتجاجات المعلمين المدعومة بظهير شعبي.
ومطردًا كذلك مع الانقسامات داخل الأسرة الملكية حول وراثة المُلك بين ولي العهد الأمير حسين وعمه الأمير حمزة بن الحسين التي بات يسمع صداها في الشارع الأردني والإعلام الغربي، وارتباط ذلك كله بضرورة كسر شوكة الشعب وتركيعه بالتجويع والبطش إزاء الترتيبات المطلوبة من الأردن بشأن صفقة القرن، التي ستفرض واقعًا جديدًا يعطي الكيان الغاصب سيادة على الأرض، وتتقاسم السلطتان الأردنية والفلسطينية إدارة سكان الضفتين وتصفية ملف اللاجئين الفلسطينيين بمنحهم الحقوق السياسية عبر حكومة برلمانية وملكية دستورية أو محدودة الصلاحيات.
24/ذي الحجة/1441هـ
14/8/2020م