Abu Taqi
13-08-2020, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
اتفاق الإمارات الخياني مع كيان يهود
لم يسبق اتفاق الإمارات مع كيان يهود أيَّة مقدمات لافتة تشير لوجود اتفاقية مرتقبة، بل تم الإعلان عن الاتفاق عبر تويتر من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيث غرد قائلاً: "اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا إسرائيل والإمارات العربية المتحدة". فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلًا عن تقارير في الولايات المتحدة: إسرائيل وافقت على تأجيل مسألة فرض السيادة مقابل فتح "إسرائيل" ممثلية لها في الإمارات.
وانه رغم إدراكنا لخيانة ووقاحة حكام بلاد المسلمين، فقد كان ملحوظًا تهالك حكام يهود على إمكانية التطبيع أو حصول أي قبول مهما قل لوجودهم في المنطقة سابقًا، إلا أن حكام بلاد المسلمين، ومنهم ذلك الخائن محمد بن زايد، باتوا يقبلون اليوم بالتطبيع الكامل مع يهود دون أي اعتبار يضعونه للأمة وإسلامها ومشاعرها، بل وقام نتنياهو بالحديث الصريح ومن منطلق القوة عن أن ما تم هو السلام مقابل السلام دون أي تنازل عن أي شيء؛ "السلام مقابل السلام من منطلق القوة هذا هو السلام الجديد الملتزم به" وزاد على استثمار ما جرى أمام الناخب الإسرائيلي باعتبارالاتفاقية انتصارًا قام بتحقيقه وعبر أحيانا بقوله (بمفرده).
والواقع أنه بالنظر إلى الظروف المحيطة بالاتفاق وتوقيته فإنه جاء عقب تعيين المنافس الرئاسي جو بايدن لكامالا هاريس المقربة من اللوبي الصهيوني "إيباك" نائبة له لخوض الانتخابات، ذلك أن تعيين إمرأة من أصول مهاجرة سمراء البشرة متزوجة من يهودي، ناشطة ضد العنصرية قريبة من اليمين الإنجيلي ومواقفه المؤيدة للكيان الصهيوني، ويدفع وقوفها بجانب بايدن تهمة اليسارية عنه، وتكتمل بها عناصر الجذب والاستقطاب اللازمة لخوض الانتخابات، كل ذلك يجعل ترشيحها لمنصب نائب الرئيس يمثل ضربة قوية لترمب في الانتخابات الرئاسية.
ولهذا سارع ترمب لمغازلة اليمين الإنجيلي واللوبي الصهيوني؛ بفتح الطريق لكيان يهود من أجل الدخول إلى الخليج العربي رسميًّا عبر الإمارات المتحمسة على الدوام لخدمة ترمب ونتنياهو والمعادية لإرادة الأمة، وبالتالي فإن الخطوة وإن كانت معدة مسبقًا، لكن توقيتها جاء في إطار حشد تأييد اليمين الإنجيلي واللوبي الصهيوني لترمب خشية أن تؤثر كامالا هاريس على قواعد ترمب الانتخابية. فمن الواضح أن كلًا من ترمب وبايدن يحتفظان بأوراق للتأثير على الناخبين كلما اقترب موعد الانتخابات، ومن ذلك استغلال الدولة العميقة في الولايات المتحدة وبخاصة المخابرات المركزية لقضية الجنرال السعودي الهارب سعد الجبري مؤخرًا للتعريض بعلاقة ترمب مع ابن سلمان، وكذلك استغلال ما أثير مؤخرًا بشأن دعم ترمب لحصار قطر واستثماره للحصار في تعزيز علاقة "إسرائيل" مع السعودية والإمارات للطعن بأداء ترمب، وهو ما يجعل خطوة ترمب بشأن اتفاق الإمارات مع الكيان الغاصب تزكية لأدائه عِوضَ أن يكون تهمة له.
ولهذا تعتبر خطوة الإمارات دعمًا لترمب في حملته الانتخابية حتى وإن كانت تندرج في إطار صفقة القرن القائمة على الحل الإقليمي. بالإضافة إلى أن هذه الخطوة لها ما بعدها على صعيد التمهيد لتحالف الدول العربية مع كيان يهود كما أن لها أثرًا في دعم نتنياهو لتجاوز مشاكله الداخلية، فطالما فاخر بتحقيق اختراقات مهمة على صعيد التطبيع والتحالف مع الزعماء العرب، حيث سبق وأن قال لرئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي": إن "دولًا عربية كثيرة أصبحت تعتبر إسرائيل حليفًا حيويًّا وليست عدوًا"، وتحدث أيضًا عن "الخبر السار بأن الآخرين (الدول العربية) يتجمعون حول إسرائيل بشكل لم يحدث في السابق، إنه أمر لم أتوقعه أبدًا في حياتي".
وفي الحقيقة أن ما يجري بين كيان يهود ودول عربية ليس تطبيعًا بل تحالف، وإن ما تم الإعلان عنه أقل بكثير من حقيقة العلاقة بين الكيان وحكام الإمارات العبيد؛ لأن التطبيع قائم في السر والعلن، فقد سبق وأن فتحت "إسرائيل" ممثلية لها في أبو ظبي سنة 2015، في إطار وكالة الطاقة الدولية للطاقة المتجددة، كما وقع التطبيع "الإسرائيلي" مع الإمارات وقطر ضمن فعاليات رياضية في الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى ما كشفه موقع «ميدل إيست آي» حول التطبيع التجاري من خلال استيراد شركة مستقبل الإمارات "التي يملك الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ما لا يقل عن 40% منها، مع الشركة الأردنية (حجازي وغوشة)، الماشية من أستراليا وأميركا ثم تسليمها إلى إسرائيل عبر ميناء إيلات؛ لتعتبر بذلك الشركة الإماراتية من أكبر موردي اللحوم للسوق الإسرائيلية".
لقد باتت خدمة الخونة من حكام بلاد المسلمين لدول الكفر وحكامها دون أدنى حياء أو خجل من الأمة! ونقول من الأمة وليس من الله؛ ذلك أنهم قطعوا علاقتهم بالله منذ أن رضوا أن يكونوا عبيدًا لدول الكفر، ولم يكن ذلك ممكنًا دون احتقارهم لأمتهم واستهتارهم بها لسكوتها شبه المطبق عن الأخذ على أيدي أولئك المارقين.
ولا بد أن يدرك المنتفعون والخاذلون لدينهم الذين يحمون حكام البغي والجور ويسندونهم أنهم إنما يشاركون أولئك الخونة المجرمين خياناتهم وإجرامهم، وأنه لن ينفعهم معذرتهم عن خياناتهم أمام الله وأمام الأمة ما لم يكفُّوا عن حراسة تلك العروش الذليلة، ويفسحوا الطريق أمام الأمة وقواها لاستعادة مجدها ومكانتها بين الأمم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
23/ذي الحجة/1441هـ
13/8/2020م
متابعة سياسية
اتفاق الإمارات الخياني مع كيان يهود
لم يسبق اتفاق الإمارات مع كيان يهود أيَّة مقدمات لافتة تشير لوجود اتفاقية مرتقبة، بل تم الإعلان عن الاتفاق عبر تويتر من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيث غرد قائلاً: "اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا إسرائيل والإمارات العربية المتحدة". فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلًا عن تقارير في الولايات المتحدة: إسرائيل وافقت على تأجيل مسألة فرض السيادة مقابل فتح "إسرائيل" ممثلية لها في الإمارات.
وانه رغم إدراكنا لخيانة ووقاحة حكام بلاد المسلمين، فقد كان ملحوظًا تهالك حكام يهود على إمكانية التطبيع أو حصول أي قبول مهما قل لوجودهم في المنطقة سابقًا، إلا أن حكام بلاد المسلمين، ومنهم ذلك الخائن محمد بن زايد، باتوا يقبلون اليوم بالتطبيع الكامل مع يهود دون أي اعتبار يضعونه للأمة وإسلامها ومشاعرها، بل وقام نتنياهو بالحديث الصريح ومن منطلق القوة عن أن ما تم هو السلام مقابل السلام دون أي تنازل عن أي شيء؛ "السلام مقابل السلام من منطلق القوة هذا هو السلام الجديد الملتزم به" وزاد على استثمار ما جرى أمام الناخب الإسرائيلي باعتبارالاتفاقية انتصارًا قام بتحقيقه وعبر أحيانا بقوله (بمفرده).
والواقع أنه بالنظر إلى الظروف المحيطة بالاتفاق وتوقيته فإنه جاء عقب تعيين المنافس الرئاسي جو بايدن لكامالا هاريس المقربة من اللوبي الصهيوني "إيباك" نائبة له لخوض الانتخابات، ذلك أن تعيين إمرأة من أصول مهاجرة سمراء البشرة متزوجة من يهودي، ناشطة ضد العنصرية قريبة من اليمين الإنجيلي ومواقفه المؤيدة للكيان الصهيوني، ويدفع وقوفها بجانب بايدن تهمة اليسارية عنه، وتكتمل بها عناصر الجذب والاستقطاب اللازمة لخوض الانتخابات، كل ذلك يجعل ترشيحها لمنصب نائب الرئيس يمثل ضربة قوية لترمب في الانتخابات الرئاسية.
ولهذا سارع ترمب لمغازلة اليمين الإنجيلي واللوبي الصهيوني؛ بفتح الطريق لكيان يهود من أجل الدخول إلى الخليج العربي رسميًّا عبر الإمارات المتحمسة على الدوام لخدمة ترمب ونتنياهو والمعادية لإرادة الأمة، وبالتالي فإن الخطوة وإن كانت معدة مسبقًا، لكن توقيتها جاء في إطار حشد تأييد اليمين الإنجيلي واللوبي الصهيوني لترمب خشية أن تؤثر كامالا هاريس على قواعد ترمب الانتخابية. فمن الواضح أن كلًا من ترمب وبايدن يحتفظان بأوراق للتأثير على الناخبين كلما اقترب موعد الانتخابات، ومن ذلك استغلال الدولة العميقة في الولايات المتحدة وبخاصة المخابرات المركزية لقضية الجنرال السعودي الهارب سعد الجبري مؤخرًا للتعريض بعلاقة ترمب مع ابن سلمان، وكذلك استغلال ما أثير مؤخرًا بشأن دعم ترمب لحصار قطر واستثماره للحصار في تعزيز علاقة "إسرائيل" مع السعودية والإمارات للطعن بأداء ترمب، وهو ما يجعل خطوة ترمب بشأن اتفاق الإمارات مع الكيان الغاصب تزكية لأدائه عِوضَ أن يكون تهمة له.
ولهذا تعتبر خطوة الإمارات دعمًا لترمب في حملته الانتخابية حتى وإن كانت تندرج في إطار صفقة القرن القائمة على الحل الإقليمي. بالإضافة إلى أن هذه الخطوة لها ما بعدها على صعيد التمهيد لتحالف الدول العربية مع كيان يهود كما أن لها أثرًا في دعم نتنياهو لتجاوز مشاكله الداخلية، فطالما فاخر بتحقيق اختراقات مهمة على صعيد التطبيع والتحالف مع الزعماء العرب، حيث سبق وأن قال لرئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي": إن "دولًا عربية كثيرة أصبحت تعتبر إسرائيل حليفًا حيويًّا وليست عدوًا"، وتحدث أيضًا عن "الخبر السار بأن الآخرين (الدول العربية) يتجمعون حول إسرائيل بشكل لم يحدث في السابق، إنه أمر لم أتوقعه أبدًا في حياتي".
وفي الحقيقة أن ما يجري بين كيان يهود ودول عربية ليس تطبيعًا بل تحالف، وإن ما تم الإعلان عنه أقل بكثير من حقيقة العلاقة بين الكيان وحكام الإمارات العبيد؛ لأن التطبيع قائم في السر والعلن، فقد سبق وأن فتحت "إسرائيل" ممثلية لها في أبو ظبي سنة 2015، في إطار وكالة الطاقة الدولية للطاقة المتجددة، كما وقع التطبيع "الإسرائيلي" مع الإمارات وقطر ضمن فعاليات رياضية في الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى ما كشفه موقع «ميدل إيست آي» حول التطبيع التجاري من خلال استيراد شركة مستقبل الإمارات "التي يملك الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ما لا يقل عن 40% منها، مع الشركة الأردنية (حجازي وغوشة)، الماشية من أستراليا وأميركا ثم تسليمها إلى إسرائيل عبر ميناء إيلات؛ لتعتبر بذلك الشركة الإماراتية من أكبر موردي اللحوم للسوق الإسرائيلية".
لقد باتت خدمة الخونة من حكام بلاد المسلمين لدول الكفر وحكامها دون أدنى حياء أو خجل من الأمة! ونقول من الأمة وليس من الله؛ ذلك أنهم قطعوا علاقتهم بالله منذ أن رضوا أن يكونوا عبيدًا لدول الكفر، ولم يكن ذلك ممكنًا دون احتقارهم لأمتهم واستهتارهم بها لسكوتها شبه المطبق عن الأخذ على أيدي أولئك المارقين.
ولا بد أن يدرك المنتفعون والخاذلون لدينهم الذين يحمون حكام البغي والجور ويسندونهم أنهم إنما يشاركون أولئك الخونة المجرمين خياناتهم وإجرامهم، وأنه لن ينفعهم معذرتهم عن خياناتهم أمام الله وأمام الأمة ما لم يكفُّوا عن حراسة تلك العروش الذليلة، ويفسحوا الطريق أمام الأمة وقواها لاستعادة مجدها ومكانتها بين الأمم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
23/ذي الحجة/1441هـ
13/8/2020م