Abu Taqi
06-08-2020, 01:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
أولًا: تفجير مرفأ بيروت
إن ملابسات تفجير بيروت بدءًا بنقل المواد قبل 6سنوات، وتخلي صاحب السفينة عن سفينته وحمولتها، وتركها في لبنان دون أن تتخذ الحكومة اللبنانية إجراءات السلامة، رغم علمها بخطورة الأمر من تجارب سابقة في الولايات المتحدة والصين، يدفع الى الترجيح _رغم عدم اكتمال المعلومات والتحقيق_ أن يكون التفجير مقصودًا ومخططًا له وليس طبيعيًّا. وبخاصة وأنه جاء في ظروف داخلية وإقليمية ليست في صالح حزب الله وإيران وسوريا، ولا في صالح الحكومة التي جاء بها حزب الله من أجل الالتفاف على الاحتجاجات ومطالبها السياسية المغلفة بمطالب معيشية.
ان المطلوب أميركيًّا وإسرائيليًّا هو سلاح حزب الله، وتقويض النفوذ الإيراني في لبنان، من أجل إعادة هيكلة الأنظمة المحيطة بكيان يهود بما يتلاءم مع متطلبات صفقة القرن؛ لأن أذرع إيران في سوريا والعراق واليمن تستمد قوتها من صمود حزب الله اللبناني أمام الضغوط الأميركية، وطالما بقي حزب الله مهيمنًا على الحكومة اللبنانية فلن يسمح بتغيير النظام الطائفي الذي يغذي تفوقه ومصالحه الضيقة.
فحزب الله مثلًا يرفض تسوية أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ لأن تجنيسهم وتوطينهم بموجب صفقة القرن يُحدث خللًا "ديموغرافيًّا" لصالح المكون السني، ويُضعف قبضة الحزب على الدولة؛ ولذلك يرفض حزب الله مركزة الهوية الوطنية محل الهوية الطائفية للنظام، ويؤيده في ذلك حلفاؤه النصارى وعلى رأسهم الجنرال عون رئيس الجمهورية.
وبصرف النظر عن حقيقة التفجير، رغم الشواهد على تدبيره، ومن ذلك محاولة احتوائه من قبل الحكومة ورئيس الجمهورية، فإن الحدث سيؤول إلى مزيد من الاحتقان بسبب تداعياته الاقتصادية والأمنية التي أفقدت الشعب الثقة بالحلول الداخلية , بل وقد تمتد تداعياته الى شرق المتوسط وثرواته.
وأخيرًا لا بد من التنويه أنه بات يرتفع صوت نشطاء لبنانيين عبر الإعلام الغربي كشبكة بي بي سي نيوز يناشدون أوروبا وأميركا التدخل لإعادة بناء النظام على أسس جديدة.
ثانيًّا: كسر شوكة نقابة المعلمين في الأردن
من أهم النظريات السياسية للتحكم بالشعوب هي نظريات الفيلسوف مكيافيللي في كتاب الأمير. حيث رأى أن استراتيجية الحاكم مبنية على أساس توقع الفوضى وتهديد سلطانه، ولا بد من إعداد القوة لردع الشعب، وجعل علاقة الحاكم بشعبه قائمة على الابتزاز؛ "الأمن مقابل السلطة"، وجعل الخضوع للحاكم من لوازم أمن المجتمع تحت ستار توفير الأمن للشعب، ولم يكتف بذلك بل أوصى "الأمير" بأن "يكون وحشًا كاسرًا في فكر الثعلب وخبثه وبطش الأسد وبأسه.. لفرض الأمن والقانون".
ولهذا لا يُتصور أن يقدم الحاكم للشعب تنازلًا يزيل هيبته؛ لأن تنازله يصبح سابقة تشجع الشعب على التمرد وتطيح بنظامه.
إن فهم عقلية الأنظمة المستبدة هو مفتاح لفهم القرارات والأحداث كقضية المعلمين في الأردن، إذ لم يرُق للحكومة الأردنية أن تفرض نقابة المعلمين إرادتها بشأن حقوقها، سيما وأن الحكومة مقبلة على تنازلات تتعلق بصفقة القرن ومقتضياتها، ومن ذلك تغيير الدستور بما في ذلك صلاحيات الملك والقانون الانتخابي بعد توطين الفلسطينيين ومنحهم الحقوق السياسية إلى جانب الحقوق المدنية.
وللتحكم في الشعب استغلت الحكومة الأردنية قوانين الدفاع التي أتاحت جائحة كورونا العمل بها؛ للاستدراك على موقفها من قضية المعلمين، الذين يشكلون تجمعًا منظمًّا قررت كسر شوكتهم وتشريد من خلفهم.
15/ذي الحجة/1441هـ
5/8/2020م
متابعة سياسية
أولًا: تفجير مرفأ بيروت
إن ملابسات تفجير بيروت بدءًا بنقل المواد قبل 6سنوات، وتخلي صاحب السفينة عن سفينته وحمولتها، وتركها في لبنان دون أن تتخذ الحكومة اللبنانية إجراءات السلامة، رغم علمها بخطورة الأمر من تجارب سابقة في الولايات المتحدة والصين، يدفع الى الترجيح _رغم عدم اكتمال المعلومات والتحقيق_ أن يكون التفجير مقصودًا ومخططًا له وليس طبيعيًّا. وبخاصة وأنه جاء في ظروف داخلية وإقليمية ليست في صالح حزب الله وإيران وسوريا، ولا في صالح الحكومة التي جاء بها حزب الله من أجل الالتفاف على الاحتجاجات ومطالبها السياسية المغلفة بمطالب معيشية.
ان المطلوب أميركيًّا وإسرائيليًّا هو سلاح حزب الله، وتقويض النفوذ الإيراني في لبنان، من أجل إعادة هيكلة الأنظمة المحيطة بكيان يهود بما يتلاءم مع متطلبات صفقة القرن؛ لأن أذرع إيران في سوريا والعراق واليمن تستمد قوتها من صمود حزب الله اللبناني أمام الضغوط الأميركية، وطالما بقي حزب الله مهيمنًا على الحكومة اللبنانية فلن يسمح بتغيير النظام الطائفي الذي يغذي تفوقه ومصالحه الضيقة.
فحزب الله مثلًا يرفض تسوية أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ لأن تجنيسهم وتوطينهم بموجب صفقة القرن يُحدث خللًا "ديموغرافيًّا" لصالح المكون السني، ويُضعف قبضة الحزب على الدولة؛ ولذلك يرفض حزب الله مركزة الهوية الوطنية محل الهوية الطائفية للنظام، ويؤيده في ذلك حلفاؤه النصارى وعلى رأسهم الجنرال عون رئيس الجمهورية.
وبصرف النظر عن حقيقة التفجير، رغم الشواهد على تدبيره، ومن ذلك محاولة احتوائه من قبل الحكومة ورئيس الجمهورية، فإن الحدث سيؤول إلى مزيد من الاحتقان بسبب تداعياته الاقتصادية والأمنية التي أفقدت الشعب الثقة بالحلول الداخلية , بل وقد تمتد تداعياته الى شرق المتوسط وثرواته.
وأخيرًا لا بد من التنويه أنه بات يرتفع صوت نشطاء لبنانيين عبر الإعلام الغربي كشبكة بي بي سي نيوز يناشدون أوروبا وأميركا التدخل لإعادة بناء النظام على أسس جديدة.
ثانيًّا: كسر شوكة نقابة المعلمين في الأردن
من أهم النظريات السياسية للتحكم بالشعوب هي نظريات الفيلسوف مكيافيللي في كتاب الأمير. حيث رأى أن استراتيجية الحاكم مبنية على أساس توقع الفوضى وتهديد سلطانه، ولا بد من إعداد القوة لردع الشعب، وجعل علاقة الحاكم بشعبه قائمة على الابتزاز؛ "الأمن مقابل السلطة"، وجعل الخضوع للحاكم من لوازم أمن المجتمع تحت ستار توفير الأمن للشعب، ولم يكتف بذلك بل أوصى "الأمير" بأن "يكون وحشًا كاسرًا في فكر الثعلب وخبثه وبطش الأسد وبأسه.. لفرض الأمن والقانون".
ولهذا لا يُتصور أن يقدم الحاكم للشعب تنازلًا يزيل هيبته؛ لأن تنازله يصبح سابقة تشجع الشعب على التمرد وتطيح بنظامه.
إن فهم عقلية الأنظمة المستبدة هو مفتاح لفهم القرارات والأحداث كقضية المعلمين في الأردن، إذ لم يرُق للحكومة الأردنية أن تفرض نقابة المعلمين إرادتها بشأن حقوقها، سيما وأن الحكومة مقبلة على تنازلات تتعلق بصفقة القرن ومقتضياتها، ومن ذلك تغيير الدستور بما في ذلك صلاحيات الملك والقانون الانتخابي بعد توطين الفلسطينيين ومنحهم الحقوق السياسية إلى جانب الحقوق المدنية.
وللتحكم في الشعب استغلت الحكومة الأردنية قوانين الدفاع التي أتاحت جائحة كورونا العمل بها؛ للاستدراك على موقفها من قضية المعلمين، الذين يشكلون تجمعًا منظمًّا قررت كسر شوكتهم وتشريد من خلفهم.
15/ذي الحجة/1441هـ
5/8/2020م