Abu Taqi
09-10-2019, 01:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمة الإسلامية قادرة على التغيير
انتهى إضراب المعلمين في الأردن بعد قرابة شهر على بدايته, وكان واضحًا أن إرادة المعلمين ومن ساندهم من الشعب قهرت إرادة الدولة التي حاولت كسر إضرابهم بالترغيب والترهيب.
إن الأمة الإسلامية كانت وما تزال تعاني من تسلط أعدائها عليها مباشرة أو بواسطة أدواتها وأذنابها, وهي في ذات الوقت تغفل عن مكائد وفخاخ أعدائها الذين ما انفكوا يعملون على تضليلها, وكان من أبرز تلك الأضاليل المهلكة (إيهام الأمة أن سلطانها بيدها وما أن تحاول اختبار إرادتها وسلطانها حتى تصطدم بالعملاء واللصوص الذين صادروا إرادتها واستولوا على سلطانها وغرسوا فيها اليأس والقنوط والهزيمة). والحقيقة أن المسألة على غير ما يتوهم كثير من أبناء الأمة بأن لا حول لهم ولا قوة في تغيير أوضاعهم, وأن إرادتهم هي رهن الأنظمة البوليسية التي تتربع على أنفاسهم.
إن ما نشهده اليوم من تغييرات في الحياة والدولة والمجتمع ناتج عن الحركة الدائبة للأمة والإحساس الصادق بضرورة التغيير، إذ ما تلبث هذه الأحاسيس بالتبلور والنضوج، تؤججها الضغوط الهائلة على دينها وشؤون حياتها ومصيرها، حتى تلتف عليها الدول الماكرة وعلى رأسها أميركا لضرب تطلعاتها، وتجيير تحركها ليؤول إلى مزيد من الخراب والدمار. وهنا مكمن الخطر، إذ يتسلل إلى حركة الجماهير عملاء يجيرون حركتهم لما يريده أعداؤهم. ومن دون أن يعيَ القائمون على التغيير أن للتغيير سننًا لا بد من توفرها حتى يحدث وأن تغيير واقع الشعوب والأمم وبخاصة المنحطة منها ليس بالأمر السهل، ولا هو بالمتيسر لمن أراد، بل دونه جهود وتضحيات، وعقائدية وذكاء منقطع النظير؛ لتكون ثمرة التغيير في مأمن من الاختطاف، أو التجيير، ما لم يع القائمون على التغيير هذه السنن فلن ينجحوا في عملهم ولن تقوم لأمتهم قائمة.
إن وقوف المعلمين وتماسكهم ومساندتهم من قبل الشعب, وبغض النظر عن أي اعتبارات أخرى, أرغمت بالفعل الحكومة الأردنية على الخضوع لمطالبهم, رغم الضغوطات التي مارستها الدولة عليهم.
إن ما حصل هو أنموذج حي في تفعيل الأمة لإرادتها لو عزمت وحسمت أمرها لاستعادة سلطانها الذي سلبه الطغاة منها, ففرعون الذي لم يجد من يقف في وجه تألهه على شعب مصر قائلًا لهم (ما علمت لكم من إله غيري), انتهى غرقًا بعد أن وصلت المواجهة إلى حدود المفاصلة، فبالثبات والأخذ بالأسباب والاعتماد على الله وحده يتحقق النصر والظفر. وهذا مصير كل طغاة الأرض، فإن الأمة إذا تسلحت بالوعي وأرادت وضحَّت من أجل ما عزمت عليه, فلا بد أن تسترد سلطانها من الطغاة الغاصبين مهما طال الوقت أو غلت التضحيات.
قد يقول قائل إن الشعوب قد خسرت المعركة فيما سُمي بثورات الربيع العربي وتعمق خلافها وتفتيتها على أساس مذهبي وطائفي وعرقي مما يحول دون وحدتها, فضلًا عن بقاء أنظمة الكفرالمجرمة بعد استبدال وجوه الحكام، وذلك كله بعد أن تجرأت وثارت على حكامها, والحقيقة أن تلك الثورات قد استُغفِلت فيها الأمةُ وضُلِّلَت حين تم استغلال نقمتها على الأنظمة الطاغوتية لتنفيذ مؤامرة كبرى (مشروع الشرق الأوسط الكبير) صنعتها أميركا لإعادة صياغة المنطقة الإسلامية لزيادة إضعافها والحيلولة دون انعتاقها من قبضتها.
إن الأمة الإسلامية هي خير أمة أخرجت للناس بشهادة رب العالمين, وخيريتها تكمن في إيمانها بالله, وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر (كنتم خير أمة أخرجت للناس, تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر, وتؤمنون بالله), وهي التي رضيت أن تحمل رسالة ربها لتبلغها للناس كافة, وتنقذهم ونفسها من ظلم الكفر وظلامه، وتقاسمهم الهدى الذي أنعمه الله عليها. فحري بهذه الأمة التي رضيت حمل رسالة الإسلام للناس أن تعي دينها الذي حملت ثقل أمانته وتبليغه, وأن ترفض أن يكون للكافرين على المؤمنين سبيلا. فالأمة إنما تحتاج إلى الوعي على دينها والصبر والإصرار, والوعي على خطط أعدائها ومكائدهم, كما تحتاج إلى تفعيل إرادتها واستنفار رجالها لانتزاع السلطان الذي هو ملكها، وسَلَبَهُ الطواغيت والعملاء في غفلة منها.
إن الناس في الأردن ومعظم بلاد المسلمين يعانون من الفقر والبطالة وليس فئة المعلمين وحدهم، وهم جميعًا يعانون من ظلم الحكام المجرمين, والأهم من ذلك كله أن الناس قد أُكرهوا على استبعاد دينهم وفصله عن حياتهم, ففقدوا عزتهم وكرامتهم ومجدهم وتوفيق الله لهم بعد أن (نسوا الله فأنساهم أنفسهم).
إن الأمّة الإسلامية اليوم قادرة على السير في سياسة ذاتية ثابتة تعتمد فيها على نفسها لاستعادة سلطانها، وعلى إمكانياتها وحدها في شق طريقها في السياسة الدولية، وقادرة على الاستفادة من أوضاع العلاقات بين الدول. وهذه السياسة الذاتية الثابتة حين تلاحَظ فيها أوضاع العلاقات بين الدول تجعلُ الكفاح السياسي في سبيل تحرير نفسها واستعادة سلطانها منتِجًا فعالًا؛ لذلك كان لزامًا عليها، نبذ الخوف الموهوم من قوة أعدائها، وأنهم قوة لا تُغلب، والذي تعمل أميركا، ومن خلفها دول الغرب، والعملاء في بلادنا العربية والإسلامية، على تركيزه في النفوس؛ لإيصال الأمّة إلى حالة من اليأس والقنوط، والقناعة بأنها غير قادرة على التحرر، واستعادة سلطانها، حتى تستسلم، وتقبل خانعة ذليلة، بالأوضاع التي أوجدها وسيوجدها في الشرق الأوسط بعامة والمنطقة العربية بخاصة، والاعتراف بحق كيان يهود بالوجود والتصالح معه، وتبادل جميع العلاقات.
نعم إن هذا الخوف وهمٌ وخيال، وقد أثبت الواقع أنه وهمٌ وخيال، فالأمة جربت مواجهة الدول الغربية ويهود وجها لوجه في فلسطين والعراق وأفغانستان، وأدركت أن لا طاقة لهم للدخول في حرب مفتوحة مستمرة مع أمة تستهين بالمهج والأرواح، وتعتبر الشهادة في سبيل الله أغلى أمانيها، وقد لمست لمس اليد أن الشعوب التي تواجهها هي شعوب جبانة، تعبد الحياة والمال، وأن الخوف يأخذ عليهم كل مأخذ، ولا هاجس لهم إلاّ الأمن، وهم لن يحصلوا عليه، ولن يشعروا به مطلقًا، ويكفي عزوفهم عن اللحاق بالجبهات العسكرية لمواجهة المسلمين، واختباؤهم في قواعد محصنة، والاعتماد على الخونة من المسلمين ليقوموا بما لم يقدروا عليه في كسر إرادة المسلمين، وإخضاعهم بالقوة لما يريدون تحقيقه من هذه المواجهة الحيَّة معهم، يكفي ذلك للدلالة على مدى جبنهم وخوفهم. وإن ما فعله المقاومون في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان من عمليات بطولية ونوعية لأسطع مثال على أن الخوف من الغرب وكيان يهود ليس إلا وهمٌ وخيال.
ولذلك نقول لكم مخلصين: إنكم تملكون مقومات الأمة الكبرى، والدولة الكبرى، لو صحت عزائمكم في استعادة سلطانكم بالطريقة الصحيحة بعيدا عن الاغترار بالأضاليل التي تنادي بها أميركا، وأنكم في وفرة واكتفاء ذاتي بما تملكون من إمكانيات وثروات، وتملكون المال والرجال، وجيوشا تُعَد بالملايين من الجنود، والتي لها عمق استراتيجي يصل إلى تركيا والباكستان وإندونيسيا، وأنتم عندكم أشجع الرجال، فهم أبناء الأمّة الإسلامية، أتباع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وأحفاد الغُرّ المَيامين، عمر وعلي وأبي عبيدة وخالد وسعد وموسى بن نصير وطارق وصلاح الدين والفاتح. فلنجمع قوانا، ولنترك خلافاتنا، ولا نجعل لشياطين الإنس أي مدخل بيننا، يحول دون رص الصف ومواجهة مخططات الكفار، ولا شك أن الله ناصرنا إن نحن فعلنا ذلك ونصرنا ديننا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) .
10/صفر/1441هـ حزب التحرير
9/10/2019م ولاية الأردن
الأمة الإسلامية قادرة على التغيير
انتهى إضراب المعلمين في الأردن بعد قرابة شهر على بدايته, وكان واضحًا أن إرادة المعلمين ومن ساندهم من الشعب قهرت إرادة الدولة التي حاولت كسر إضرابهم بالترغيب والترهيب.
إن الأمة الإسلامية كانت وما تزال تعاني من تسلط أعدائها عليها مباشرة أو بواسطة أدواتها وأذنابها, وهي في ذات الوقت تغفل عن مكائد وفخاخ أعدائها الذين ما انفكوا يعملون على تضليلها, وكان من أبرز تلك الأضاليل المهلكة (إيهام الأمة أن سلطانها بيدها وما أن تحاول اختبار إرادتها وسلطانها حتى تصطدم بالعملاء واللصوص الذين صادروا إرادتها واستولوا على سلطانها وغرسوا فيها اليأس والقنوط والهزيمة). والحقيقة أن المسألة على غير ما يتوهم كثير من أبناء الأمة بأن لا حول لهم ولا قوة في تغيير أوضاعهم, وأن إرادتهم هي رهن الأنظمة البوليسية التي تتربع على أنفاسهم.
إن ما نشهده اليوم من تغييرات في الحياة والدولة والمجتمع ناتج عن الحركة الدائبة للأمة والإحساس الصادق بضرورة التغيير، إذ ما تلبث هذه الأحاسيس بالتبلور والنضوج، تؤججها الضغوط الهائلة على دينها وشؤون حياتها ومصيرها، حتى تلتف عليها الدول الماكرة وعلى رأسها أميركا لضرب تطلعاتها، وتجيير تحركها ليؤول إلى مزيد من الخراب والدمار. وهنا مكمن الخطر، إذ يتسلل إلى حركة الجماهير عملاء يجيرون حركتهم لما يريده أعداؤهم. ومن دون أن يعيَ القائمون على التغيير أن للتغيير سننًا لا بد من توفرها حتى يحدث وأن تغيير واقع الشعوب والأمم وبخاصة المنحطة منها ليس بالأمر السهل، ولا هو بالمتيسر لمن أراد، بل دونه جهود وتضحيات، وعقائدية وذكاء منقطع النظير؛ لتكون ثمرة التغيير في مأمن من الاختطاف، أو التجيير، ما لم يع القائمون على التغيير هذه السنن فلن ينجحوا في عملهم ولن تقوم لأمتهم قائمة.
إن وقوف المعلمين وتماسكهم ومساندتهم من قبل الشعب, وبغض النظر عن أي اعتبارات أخرى, أرغمت بالفعل الحكومة الأردنية على الخضوع لمطالبهم, رغم الضغوطات التي مارستها الدولة عليهم.
إن ما حصل هو أنموذج حي في تفعيل الأمة لإرادتها لو عزمت وحسمت أمرها لاستعادة سلطانها الذي سلبه الطغاة منها, ففرعون الذي لم يجد من يقف في وجه تألهه على شعب مصر قائلًا لهم (ما علمت لكم من إله غيري), انتهى غرقًا بعد أن وصلت المواجهة إلى حدود المفاصلة، فبالثبات والأخذ بالأسباب والاعتماد على الله وحده يتحقق النصر والظفر. وهذا مصير كل طغاة الأرض، فإن الأمة إذا تسلحت بالوعي وأرادت وضحَّت من أجل ما عزمت عليه, فلا بد أن تسترد سلطانها من الطغاة الغاصبين مهما طال الوقت أو غلت التضحيات.
قد يقول قائل إن الشعوب قد خسرت المعركة فيما سُمي بثورات الربيع العربي وتعمق خلافها وتفتيتها على أساس مذهبي وطائفي وعرقي مما يحول دون وحدتها, فضلًا عن بقاء أنظمة الكفرالمجرمة بعد استبدال وجوه الحكام، وذلك كله بعد أن تجرأت وثارت على حكامها, والحقيقة أن تلك الثورات قد استُغفِلت فيها الأمةُ وضُلِّلَت حين تم استغلال نقمتها على الأنظمة الطاغوتية لتنفيذ مؤامرة كبرى (مشروع الشرق الأوسط الكبير) صنعتها أميركا لإعادة صياغة المنطقة الإسلامية لزيادة إضعافها والحيلولة دون انعتاقها من قبضتها.
إن الأمة الإسلامية هي خير أمة أخرجت للناس بشهادة رب العالمين, وخيريتها تكمن في إيمانها بالله, وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر (كنتم خير أمة أخرجت للناس, تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر, وتؤمنون بالله), وهي التي رضيت أن تحمل رسالة ربها لتبلغها للناس كافة, وتنقذهم ونفسها من ظلم الكفر وظلامه، وتقاسمهم الهدى الذي أنعمه الله عليها. فحري بهذه الأمة التي رضيت حمل رسالة الإسلام للناس أن تعي دينها الذي حملت ثقل أمانته وتبليغه, وأن ترفض أن يكون للكافرين على المؤمنين سبيلا. فالأمة إنما تحتاج إلى الوعي على دينها والصبر والإصرار, والوعي على خطط أعدائها ومكائدهم, كما تحتاج إلى تفعيل إرادتها واستنفار رجالها لانتزاع السلطان الذي هو ملكها، وسَلَبَهُ الطواغيت والعملاء في غفلة منها.
إن الناس في الأردن ومعظم بلاد المسلمين يعانون من الفقر والبطالة وليس فئة المعلمين وحدهم، وهم جميعًا يعانون من ظلم الحكام المجرمين, والأهم من ذلك كله أن الناس قد أُكرهوا على استبعاد دينهم وفصله عن حياتهم, ففقدوا عزتهم وكرامتهم ومجدهم وتوفيق الله لهم بعد أن (نسوا الله فأنساهم أنفسهم).
إن الأمّة الإسلامية اليوم قادرة على السير في سياسة ذاتية ثابتة تعتمد فيها على نفسها لاستعادة سلطانها، وعلى إمكانياتها وحدها في شق طريقها في السياسة الدولية، وقادرة على الاستفادة من أوضاع العلاقات بين الدول. وهذه السياسة الذاتية الثابتة حين تلاحَظ فيها أوضاع العلاقات بين الدول تجعلُ الكفاح السياسي في سبيل تحرير نفسها واستعادة سلطانها منتِجًا فعالًا؛ لذلك كان لزامًا عليها، نبذ الخوف الموهوم من قوة أعدائها، وأنهم قوة لا تُغلب، والذي تعمل أميركا، ومن خلفها دول الغرب، والعملاء في بلادنا العربية والإسلامية، على تركيزه في النفوس؛ لإيصال الأمّة إلى حالة من اليأس والقنوط، والقناعة بأنها غير قادرة على التحرر، واستعادة سلطانها، حتى تستسلم، وتقبل خانعة ذليلة، بالأوضاع التي أوجدها وسيوجدها في الشرق الأوسط بعامة والمنطقة العربية بخاصة، والاعتراف بحق كيان يهود بالوجود والتصالح معه، وتبادل جميع العلاقات.
نعم إن هذا الخوف وهمٌ وخيال، وقد أثبت الواقع أنه وهمٌ وخيال، فالأمة جربت مواجهة الدول الغربية ويهود وجها لوجه في فلسطين والعراق وأفغانستان، وأدركت أن لا طاقة لهم للدخول في حرب مفتوحة مستمرة مع أمة تستهين بالمهج والأرواح، وتعتبر الشهادة في سبيل الله أغلى أمانيها، وقد لمست لمس اليد أن الشعوب التي تواجهها هي شعوب جبانة، تعبد الحياة والمال، وأن الخوف يأخذ عليهم كل مأخذ، ولا هاجس لهم إلاّ الأمن، وهم لن يحصلوا عليه، ولن يشعروا به مطلقًا، ويكفي عزوفهم عن اللحاق بالجبهات العسكرية لمواجهة المسلمين، واختباؤهم في قواعد محصنة، والاعتماد على الخونة من المسلمين ليقوموا بما لم يقدروا عليه في كسر إرادة المسلمين، وإخضاعهم بالقوة لما يريدون تحقيقه من هذه المواجهة الحيَّة معهم، يكفي ذلك للدلالة على مدى جبنهم وخوفهم. وإن ما فعله المقاومون في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان من عمليات بطولية ونوعية لأسطع مثال على أن الخوف من الغرب وكيان يهود ليس إلا وهمٌ وخيال.
ولذلك نقول لكم مخلصين: إنكم تملكون مقومات الأمة الكبرى، والدولة الكبرى، لو صحت عزائمكم في استعادة سلطانكم بالطريقة الصحيحة بعيدا عن الاغترار بالأضاليل التي تنادي بها أميركا، وأنكم في وفرة واكتفاء ذاتي بما تملكون من إمكانيات وثروات، وتملكون المال والرجال، وجيوشا تُعَد بالملايين من الجنود، والتي لها عمق استراتيجي يصل إلى تركيا والباكستان وإندونيسيا، وأنتم عندكم أشجع الرجال، فهم أبناء الأمّة الإسلامية، أتباع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وأحفاد الغُرّ المَيامين، عمر وعلي وأبي عبيدة وخالد وسعد وموسى بن نصير وطارق وصلاح الدين والفاتح. فلنجمع قوانا، ولنترك خلافاتنا، ولا نجعل لشياطين الإنس أي مدخل بيننا، يحول دون رص الصف ومواجهة مخططات الكفار، ولا شك أن الله ناصرنا إن نحن فعلنا ذلك ونصرنا ديننا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) .
10/صفر/1441هـ حزب التحرير
9/10/2019م ولاية الأردن