Abu Taqi
26-05-2019, 02:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
التصعيد الأميركي ضد إيران
أمس الجمعة 24/5/2019م أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه أمر بإرسال ألف وخمسمائة جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، منهم 600 جندي تم تمديد مدة بقائهم. ويأتي هذا القرار لينعش من جديد أجواء التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها من جانب وإيران من جانب آخر.
وكان قد تهيأ لبعض المراقبين وجزء من الرأي العام خلال الفترة القريبة الماضية أن الولايات المتحدة الأميركية باتت تعد العدة لضربة وشيكة لإيران، وبخاصة بعد تهديدات متبادلة بينهما، ازدادت حدتها بعد إعادة العقوبات الاقتصادية على طهران إثر إعلان ترمب انسحابه من الاتفاق النووي مع طهران في 18 أيار/مايو من العام الماضي، ثم تبدل الموقف بشكل سريع لاحتمال وقوع مواجهات بين إيران ودول الخليج وحلفائهم من العرب بدعم أميركي، وكانت الذريعة هي مهاجمة أربع سفن إماراتية في الخليج العربي، ثم الضربة التي وجهها الحوثيون إلى منشآت نفطية سعودية، حيث وجهت السعودية أصابع الاتهام نحو إيران، بل إن الجبير وزير الخارجية السعودي صرّح بأن قوات الحوثي هم جزء من الحرس الثوري الإيراني الذي وضعته الإدارة الأميركية مؤخرًا على قائمة الإرهاب.
ورغم تخوفات دول الخليج وإيران من إمكانيات حدوث مواجهات عسكرية إلا أن احتمالات حصول ذلك حاليًا ضعيفة، وتتوقف على توفير الذرائع والمبررات لتقديم التنازلات وإبرام الاتفاقيات، فإن توفر ذلك بالمفاوضات فهو الخيار المطلوب لكل الأطراف وهو الأكثر احتمالًا، وإذا تعذر ذلك فإنه من المتوقع حصول مواجهات محدودة، قد تقتصر على ضرب المفاعل النووي في إيران، وبعض الأهداف الحيوية الأخرى، ومقابل ذلك يتوقع أن يكون الرد الإيراني مركزًا على القواعد العسكرية الأميركية وبعض المواقع الحيوية في دول الخليج، مع محاولة تحريك حلفائه خارج حدود إيران.
إن التنازلات المطلوبة من إيران بخاصة تتعدى حدودها في مجملها، فالمطلوب من إيران سحب مليشياتها من سوريا ليكون ذلك مبررًا للأسد أو مرغمًا له على قبول الحلول المطروحة للأزمة السورية، فبشار الأسد الذي تم إرغامه على وقف حربه على إدلب مؤخرًا وأعلن وقف إطلاق النار من طرف واحد، سيتم إرغامه على قبول دستور جديد لجمهورية سوريا الفدرالية وإجراء تعديلات في النظام السوري الحالي، ولذلك فإن المطلوب من إيران إيقاف دعمها لنظام الأسد، ولا يتأتى ذلك إلا بتوفر مبرر كاف لإيران لوقف دعمها للنظام بالمال والسلاح ومن خلال تواجد المليشيات (الشيعية) على أراضي سوريا .
والضغط على إيران وتهديدها بنشوب حرب ولو كان ذلك شكليًا أو نشوب حرب محدودة فعلًا كفيل بأن تستند إيران إليه لإيقاف أو خفض دعمها لنظام بشار الأسد.
على أن دعم روسيا لنظام بشار لا يكفي وحده لأن التدخل الروسي يستند في معظمه إلى سلاحها الجوي دون التدخل البري الذي سيورطها وسيكلفها خسائر في الأرواح تتجنب حدوثها، ثم إن روسيا تقدم مصالحها وتفاهماتها مع الأميركان على الحفاظ على نظام مهترئ لا يشكل لها شيئًا.
أما تنازلات إيران الأخرى فمن أهمها إيقاف أو تخفيف دعمها للحوثيين، وذلك أن السعودية التي فشلت في الانتصار في حرب اليمن تسعى لإنهاء تلك الحرب التي تكلفها حسب بعض التقارير مائتي مليون دولار في اليوم الواحد فضلًا عن تضرر منشآتها النفطية بعد استهداف الحوثي لها، فهي والحوثي يبحثون عن مبرر لوقف الحرب، بل يُتصور أن السعودية دفعت أموالا ضخمة للأميركان من أجل إيقافها وبخاصة بعد موافقتها على إمكانية التدخل الأميركي لحمايتها ودول الخليج الأخرى.
وتخفيف الدعم للحوثيين إن قبل به الإيرانيون بالمفاوضات أو حتى الحرب المحدودة يعتبر تنازلًا عمليًا يتيح لاميركا عبر الأمم المتحدة فرض ما خططت له بشأن اليمن من إعلانه جمهورية فدرالية تحمل في داخلها تقسيمًا عمليًا لليمن بعد أن أنهكت الأطراف المتنازعة داخله والدول التي تدعمها في الإقليم في حرب عبثية خدمت مصلحة أميركا، ويكون ترمب بذلك قد تجاوب كذلك مع دعوة مئات من أعضاء الكنغرس قبل أشهر لإنهاء حرب اليمن مما يحقق له نصرًا انتخابيًا جديدًا.
فمساهمة إيران في حل أزمة سوريا وازمة اليمن وإيقاف أو تخفيض دعمها لحماس والجهاد بغية تمرير صفقة القرن، ومساهمتها في زيادة ارتماء دول الخليج في الحضن الأميركي بعد التهديدات بإمكانية نشوب حرب تشمل الخليج، وقبول إيران التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية حول الملفات العالقة وأهمها الملف النووي فيما يخص السعي لتخصيب اليورانيوم بعد الضغوطات الاقتصادية الخانقة على إيران وبخاصة في مجال تصدير النفط، كل ذلك يوضع في خانة التنازلات ولكنها تنازلات مبررة، وهي تصب كذلك في خدمة أهداف أميركا وترمب وحزبه في الانتخابات القادمة.
إن ضرب السفن الخليجية الأربع التي لم تظهر التحقيقات بعد من وراءها، رغم أن الجيش الأميركي قد أعلن أن إيران تقف خلفها، وضرب المنشآت النفطية السعودية يتوقع أن يكون الأميركان وراء ذلك كله بغية الإسراع في تحقيق إنجازات لمشاريع أميركا وإدارة ترمب وحزبه.
أما القمتان التي دعت إليهما السعودية فهما من مستلزمات مسرحية التأزيم في منطقة الخليج، بإظهار وجود حلف قوي في وجه إيران، وإمعانا في تحويل العداء في المنطقة الموجه ضد اليهود ودولتهم إلى إيران وأتباع المذهب (الشيعي)، فضلًا عن أن مثل تلك المؤتمرات ومؤتمر البحرين ستهيئ لتنفيذ بعض متطلبات ما يسمى بصفقة القرن بشقيها السياسي والاقتصادي.
لقد أمعنت أميركا والغرب الكافران في سفك دماء أبناء أمتنا وتدمير بلادنا ونهب مقدراتها والأخطر من ذلك كله الهجمة الشرسة على دين هذه الأمة، فإلى متى ستبقى أمتنا ألعوبة بيد أميركا والغرب الكافرين؟! ومتى سيصحو الغافلون من أصحاب التأثير والقوة من أبنائها المخلصين على ما تفعله الأدوات الرخيصة من أذناب الكفار الذين سخروا أنفسهم لخدمة أعداء الله وإذلال أمتنا الكريمة؟! وهل سيبقى الخوف من سطوة أميركا وأذنابها مسيطرًا حتى الأمة وأبناؤها المخلصون ينظرون؟!
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}
20/رمضان/1440هـ
25/5/2019م
متابعة سياسية
التصعيد الأميركي ضد إيران
أمس الجمعة 24/5/2019م أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه أمر بإرسال ألف وخمسمائة جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، منهم 600 جندي تم تمديد مدة بقائهم. ويأتي هذا القرار لينعش من جديد أجواء التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها من جانب وإيران من جانب آخر.
وكان قد تهيأ لبعض المراقبين وجزء من الرأي العام خلال الفترة القريبة الماضية أن الولايات المتحدة الأميركية باتت تعد العدة لضربة وشيكة لإيران، وبخاصة بعد تهديدات متبادلة بينهما، ازدادت حدتها بعد إعادة العقوبات الاقتصادية على طهران إثر إعلان ترمب انسحابه من الاتفاق النووي مع طهران في 18 أيار/مايو من العام الماضي، ثم تبدل الموقف بشكل سريع لاحتمال وقوع مواجهات بين إيران ودول الخليج وحلفائهم من العرب بدعم أميركي، وكانت الذريعة هي مهاجمة أربع سفن إماراتية في الخليج العربي، ثم الضربة التي وجهها الحوثيون إلى منشآت نفطية سعودية، حيث وجهت السعودية أصابع الاتهام نحو إيران، بل إن الجبير وزير الخارجية السعودي صرّح بأن قوات الحوثي هم جزء من الحرس الثوري الإيراني الذي وضعته الإدارة الأميركية مؤخرًا على قائمة الإرهاب.
ورغم تخوفات دول الخليج وإيران من إمكانيات حدوث مواجهات عسكرية إلا أن احتمالات حصول ذلك حاليًا ضعيفة، وتتوقف على توفير الذرائع والمبررات لتقديم التنازلات وإبرام الاتفاقيات، فإن توفر ذلك بالمفاوضات فهو الخيار المطلوب لكل الأطراف وهو الأكثر احتمالًا، وإذا تعذر ذلك فإنه من المتوقع حصول مواجهات محدودة، قد تقتصر على ضرب المفاعل النووي في إيران، وبعض الأهداف الحيوية الأخرى، ومقابل ذلك يتوقع أن يكون الرد الإيراني مركزًا على القواعد العسكرية الأميركية وبعض المواقع الحيوية في دول الخليج، مع محاولة تحريك حلفائه خارج حدود إيران.
إن التنازلات المطلوبة من إيران بخاصة تتعدى حدودها في مجملها، فالمطلوب من إيران سحب مليشياتها من سوريا ليكون ذلك مبررًا للأسد أو مرغمًا له على قبول الحلول المطروحة للأزمة السورية، فبشار الأسد الذي تم إرغامه على وقف حربه على إدلب مؤخرًا وأعلن وقف إطلاق النار من طرف واحد، سيتم إرغامه على قبول دستور جديد لجمهورية سوريا الفدرالية وإجراء تعديلات في النظام السوري الحالي، ولذلك فإن المطلوب من إيران إيقاف دعمها لنظام الأسد، ولا يتأتى ذلك إلا بتوفر مبرر كاف لإيران لوقف دعمها للنظام بالمال والسلاح ومن خلال تواجد المليشيات (الشيعية) على أراضي سوريا .
والضغط على إيران وتهديدها بنشوب حرب ولو كان ذلك شكليًا أو نشوب حرب محدودة فعلًا كفيل بأن تستند إيران إليه لإيقاف أو خفض دعمها لنظام بشار الأسد.
على أن دعم روسيا لنظام بشار لا يكفي وحده لأن التدخل الروسي يستند في معظمه إلى سلاحها الجوي دون التدخل البري الذي سيورطها وسيكلفها خسائر في الأرواح تتجنب حدوثها، ثم إن روسيا تقدم مصالحها وتفاهماتها مع الأميركان على الحفاظ على نظام مهترئ لا يشكل لها شيئًا.
أما تنازلات إيران الأخرى فمن أهمها إيقاف أو تخفيف دعمها للحوثيين، وذلك أن السعودية التي فشلت في الانتصار في حرب اليمن تسعى لإنهاء تلك الحرب التي تكلفها حسب بعض التقارير مائتي مليون دولار في اليوم الواحد فضلًا عن تضرر منشآتها النفطية بعد استهداف الحوثي لها، فهي والحوثي يبحثون عن مبرر لوقف الحرب، بل يُتصور أن السعودية دفعت أموالا ضخمة للأميركان من أجل إيقافها وبخاصة بعد موافقتها على إمكانية التدخل الأميركي لحمايتها ودول الخليج الأخرى.
وتخفيف الدعم للحوثيين إن قبل به الإيرانيون بالمفاوضات أو حتى الحرب المحدودة يعتبر تنازلًا عمليًا يتيح لاميركا عبر الأمم المتحدة فرض ما خططت له بشأن اليمن من إعلانه جمهورية فدرالية تحمل في داخلها تقسيمًا عمليًا لليمن بعد أن أنهكت الأطراف المتنازعة داخله والدول التي تدعمها في الإقليم في حرب عبثية خدمت مصلحة أميركا، ويكون ترمب بذلك قد تجاوب كذلك مع دعوة مئات من أعضاء الكنغرس قبل أشهر لإنهاء حرب اليمن مما يحقق له نصرًا انتخابيًا جديدًا.
فمساهمة إيران في حل أزمة سوريا وازمة اليمن وإيقاف أو تخفيض دعمها لحماس والجهاد بغية تمرير صفقة القرن، ومساهمتها في زيادة ارتماء دول الخليج في الحضن الأميركي بعد التهديدات بإمكانية نشوب حرب تشمل الخليج، وقبول إيران التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية حول الملفات العالقة وأهمها الملف النووي فيما يخص السعي لتخصيب اليورانيوم بعد الضغوطات الاقتصادية الخانقة على إيران وبخاصة في مجال تصدير النفط، كل ذلك يوضع في خانة التنازلات ولكنها تنازلات مبررة، وهي تصب كذلك في خدمة أهداف أميركا وترمب وحزبه في الانتخابات القادمة.
إن ضرب السفن الخليجية الأربع التي لم تظهر التحقيقات بعد من وراءها، رغم أن الجيش الأميركي قد أعلن أن إيران تقف خلفها، وضرب المنشآت النفطية السعودية يتوقع أن يكون الأميركان وراء ذلك كله بغية الإسراع في تحقيق إنجازات لمشاريع أميركا وإدارة ترمب وحزبه.
أما القمتان التي دعت إليهما السعودية فهما من مستلزمات مسرحية التأزيم في منطقة الخليج، بإظهار وجود حلف قوي في وجه إيران، وإمعانا في تحويل العداء في المنطقة الموجه ضد اليهود ودولتهم إلى إيران وأتباع المذهب (الشيعي)، فضلًا عن أن مثل تلك المؤتمرات ومؤتمر البحرين ستهيئ لتنفيذ بعض متطلبات ما يسمى بصفقة القرن بشقيها السياسي والاقتصادي.
لقد أمعنت أميركا والغرب الكافران في سفك دماء أبناء أمتنا وتدمير بلادنا ونهب مقدراتها والأخطر من ذلك كله الهجمة الشرسة على دين هذه الأمة، فإلى متى ستبقى أمتنا ألعوبة بيد أميركا والغرب الكافرين؟! ومتى سيصحو الغافلون من أصحاب التأثير والقوة من أبنائها المخلصين على ما تفعله الأدوات الرخيصة من أذناب الكفار الذين سخروا أنفسهم لخدمة أعداء الله وإذلال أمتنا الكريمة؟! وهل سيبقى الخوف من سطوة أميركا وأذنابها مسيطرًا حتى الأمة وأبناؤها المخلصون ينظرون؟!
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}
20/رمضان/1440هـ
25/5/2019م