المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متابعة سياسية حول الضربة الأميركية المحتملة لسوريا



Abu Taqi
13-04-2018, 12:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

متابعة سياسية
حول الضربة الأميركية المحتملة لسوريا
صرح الرئيس الأميركي اليوم الخميس 12/4/2018 في تغريدة جديدة له على تويتر: "أنه لم يقل أبدًا متى سيقع الهجوم على سوريا" وأضاف ترمب أن الضربة "قد تكون قريبة جدًا أو لا تحصل أبدًا". وهذا يعني أن التهديد الأميركي "المتحدي" لروسيا بتنفيذ ضربات ردًا على الهجوم الكيميائي قد يكون مجرد بروباغاندا إعلامية متفق عليها مع روسيا نفسها.
وعلى كل حال فلو حصلت هذه الضربة الأميركية فإن من المرجح أن تكون أهدافها هي التالية:
1- وضع الخطوط الحمر لروسيا لعدم تجاوز التفاهمات مع الإدارة الأميركية حول دورها في الملف السوري وبخاصة فيما يتعلق بمواقع النفط في دير الزور والرقة، وتحجيم الدور الإيراني وبخاصة في مناطق التماس في الجنوب مع "إسرائيل". وتثبيت الاتهام على روسيا في قضية الجاسوس سكريبال من خلال إظهارها بأنها شريك مع نظام بشار في قصف دوما بالسلاح الكيميائي وكذلك رفضها تمرير قرار إنشاء لجنة تحقيق دولية حول استعماله.
2- إظهار أميركا بأنها دولة "حقوق إنسان وقيم إنسانية" تدافع عن حق المدنيين في الحياة وتنتقم لهم من حاكم "حيوان يستمتع" بقتل شعبه؛ وكأن أميركا نسيت مجازرها في العراق وسوريا وأفغانستان. واسترجاع مصداقية أميركا عند المعارضة السورية التي أصبحت في توافق شبه تام مع المخططات التركية في حفظ أمنها القومي والحدودي وتوفير ظروف عودة اللاجئين إلى مناطق درع الفرات وعفرين.
3 - توجيه رسالة لتركيا بأن أميركا ما تزال تملك إرادة الحرب عند تعرض مصالحها للخطر، وبخاصة في ظل إصرار تركيا على إخراج وحدات الحماية الكردية من منبج وتأمين شرق الفرات.
4- تحميل بشار الأسد جرائم القتل الجماعي في سوريا، وهي مقدمة لاستبداله على الأرجح بسهيل الحسن بعد نزع ما تبقى عند النظام من أسلحة كيميائية ضمن اتفاق مع روسيا على ذلك.
وعلى أي حال فإن التهديد الأميركي بضربات جوية للنظام كانت كفيلة بإخلاء بشار لقواعده العسكرية من الطائرات ولجوء ضباطه الكبار ومسؤوليه للاختباء! بل كانت كفيلة بتحريك روسيا لبوارجها الحربية بعيدًا عن الساحل السوري!!. وهذا يؤكد مرة أخرى أن أميركا لا تزال متحكمة بحيثيات الحرب في سوريا، وما خلافها مع روسيا أو تركيا سوى على مواقع النفوذ والسيطرة وتجاوز التفاهمات .
وإن مثل هذه الضربات الأميركية المحتملة أو الفعلية إنما يأتي من أجل رسم مواقع النفوذ الأميركي بقوة السلاح وليس بالمفاوضات أو الحلول السياسية التي لن تكون سوى مجرد تحصيل حاصل وإقرار مكتوب لما وصل إليه مدى حذاء الجندي الأميركي وضربات صواريخه وطائرته الحربية.
وليس غريبًا على من اعتاد الخيانة لدينه وأمته، واستمرأ الذل والهوان أمام الكفار فيما يخططون لدمار الأمة الإسلامية أن يبقى ليس صامتًا وحسب، بل أداة رخيصة ينفذ الكفار من خلالها ما يكيدون به لأمتنا.
أما ما هو غريب فهو عدم تحرك المخلصين من أجل إنقاذ أمتهم وسحب البساط من تحت أرجل المتآمرين وأذنابهم، والعمل الجاد لاقتعاد الأمة الإسلامية لمكانتها الحقيقية بين الأمم لتحمل لهم رسالة الإسلام، وتزيح عنهم رجس الطاغوت وجرائمه في حق الأمم والشعوب.

25/رجب/1439هـ
12/4/2018م