Abu Taqi
31-01-2018, 07:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
معارك عدن والانقلاب الأميركي على "الشرعية"
شهدت عدن مواجهات عنيفة بين ألوية الحماية الرئاسية الموالية لـ"حكومة الشرعية" من جهة وقوات "الحزام الأمني" التي تتبع "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن من جهة ثانية.
لقد وقعت هذه الاشتباكات تحت سمع ونظر "التحالف العربي"، وهذا يدل على أن "التحالف" متواطئ وشريك فيما يجري من مواجهات حالية في عدن. فـ"التحالف العربي" هو أداة أميركية في مخطط فصل جنوب اليمن عبر تمكين قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي كونته وتشرف عليه الإمارات، من إتمام سيطرته على الأجزاء المتبقية من عدن، وبخاصة منطقة كريتر (وسط عدن) بالإضافة إلى المناطق الشمالية والشرقية من المدينة التي تقع تحت سلطة "الحكومة الشرعية".
لقد كان من المفترض في هذا "التحالف العربي" المزعوم أن يقف إلى جانب "قوات الشرعية" التي يمثلها عبد ربه منصور هادي، وبخاصة وأن القوات الانفصالية هي التي اقتحمت مقرات رسمية للحكومة الشرعية بالاعتماد على آليات عسكرية تابعة لدولة الإمارات.
ولكن الحقيقة أن "التحالف العربي" أخذ موقف المتفرج واكتفى يوم السبت 27/1/2018 بدعوة كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية، إلى "التهدئة وضبط النفس"، وذلك عشية مظاهرات مرتقبة لأحد فصائل "الحراك الجنوبي" ضد حكومة بن دغر في محافظة عدن بدعوى "عدم توفر الخدمات".
وبلغة فيها التضليل والخديعة دعا "التحالف العربي" فرقاء عدن إلى اعتماد "لغة الحوار الهادىء" من أجل "دحر" الحوثيين ووضع حد لسيطرتهم على موارد اليمنيين وحياتهم.
ولم يكتف "التحالف العربي" بهذا الموقف التآمري على المسلمين في اليمن، وهو الذي يمارس فيهم القتل والتهجير وينشر بينهم الجوع والمرض نيابة عن دول الكفر، بل إنه اليوم يقترب من نهاية مهمته عبر الانقلاب على ما تبقى من "حكومة الشرعية" في عدن بعد أن نجح في الانقلاب على هذه الحكومة في صنعاء عندما مكن للحوثيين من السيطرة على العاصمة مستغلًا غباء المقبور علي عبدالله صالح وجبن حركة الإصلاح في التصدي للمشروع الأميركي سياسيًّا وعسكريًّا بما لها من دعم قبلي في نواحي صنعاء.
إن ما يجري اليوم في عدن هو استكمال للمسار الانقلابي الذي تقوده دولة الإمارات بالتفاهم مع السعودية وبالنيابة عن أميركا منذ أن تم الإعلان عن تأسيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" في أيار/مايو 2017 ودعوته لإقامة دولة جنوب اليمن، ثم ما تبع ذلك من إعلان زعيمه عيدروس الزبيدي يوم 14/10/2017 عن تشكيل "جمعية وطنية" لمحافظات الجنوب التي تضم محافظات عدن، لحج، أبين، الضالع، شبوة، حضرموت، المهرة، سقطرى، من إجمالي 22 محافظة يمنية. وهذا يؤكد أن السعودية زعيمة التحالف العربي تعلم يقينًا أن قوات عيدروس الزبيدي التي تحاول الانقلاب على "حكومة الشرعية" منذ يوم 28/1/2018 بدعم إماراتي ليست سوى وجه آخر لحركة الحوثي في تنفيذ مخطط تقسيم اليمن طبقًا لمشروع أميركا للشرق الأوسط الكبير.
والغريب في كل ما سبق، أنه رغم ثبوت كون مهمة "التحالف العربي" في اليمن هي تثبيت حكم الحوثي في الشمال والانقلاب على "شرعية" عبد ربه منصور هادي في الجنوب، وليس كما ادعى "التحالف العربي" بأنه دخل اليمن بحجة ارجاع "الشرعية" والقضاء على الحوثي والتصدي لنفوذ إيران، رغم ثبوت كل ذلك فلا تزال فئة كبيرة من السياسيين الداعمين للشرعية تدافع عن "التحالف العربي" وتتمسك بحكومة منصور هادي، أسيرة السعودية، رغم كل الخيانات والقتل والدمار الذي نتج عن ذلك "التحالف العربي".
إن على هؤلاء أن يدركوا يقينًا أن ما يسمى بـ"حكومة الشرعية" ليست سوى واجهة مؤقتة تستعملها أميركا من أجل تركيز انفصال جنوب اليمن مثلما استعملتها مطية من أجل إعطاء مناطق كثيرة في شمال اليمن للحوثيين.
فرغم إدراك رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، أن ما يجري بمدينة عدن هو محاولة انقلاب مكتملة الأركان بقوله أنّ "في صنعاء يجري تثبيت الانقلاب على الجمهورية، وفي عدن يجري الانقلاب على الشرعية"، فإنه يطالب باستخذاء كبير بتدخل التحالف العربي المجرم للوقوف إلى جانب "الشرعية" قائلًا: "على التحالف والعرب جميعًا أن يتحرّكوا لإنقاذ الموقف، فالأمر بيدهم دون غيرهم. والأمل، كما نراه نحن في الحكومة، معقود على الإمارات العربية المتحدة، صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن".
وأكثر من هذا الاستعطاف الذي صدر عن رئيس الحكومة، نجد أن المتحدث الرسمي للحكومة الشرعية، راجح بادي، يكيل المديح للتحالف قائلًا أن الدعوة من قيادة تحالف دعم الشرعية بخصوص "التهدئة وضبط النفس والحوار"، "هو ما تؤكد عليه الحكومة مرارًا من أهمية عدم حرف بوصلة المعركة المصيرية للشرعية والتحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني الخطير، إلى صراع داخلي يشق الصف الوطني، ويخدم أذناب إيران وأدواتها ممثلة بمليشيا الحوثي الانقلابية"
لقد اتخذت أميركا من عميلتها إيران شماعة من أجل العمل على توطيد أركان المشروع الأميركي في اليمن والعراق وسوريا. واليوم بدأ السياسيون والإعلام في الغرب يضغطون على "التحالف العربي" بزعم غيرتهم على حماية المدنيين والدفاع عن حقوق الإنسان، والحال أن مهمة "التحالف العربي" قد قاربت على الإنتهاء بعد توفير أوضاع الانقلاب في الجنوب وتركيز الحوثي في الشمال.
إن أميركا وحلفاءها يرون أن الوقت حان لفصل الجنوب وإنهاء دور ما يسمى بحكومة "الشرعية" من خلال تفعيل دور الأمم المتحدة كوسيط غربي يقوم باقرار "شرعية" القوى المسيطرة على الأرض بقوة السلاح، ونعني بذلك الحوثيين في صنعاء والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.
فالمطالبة بإسقاط حكومة عبد ربه منصور هادي اليوم على يد المجلس الانتقالي الجنوبي بحجة "عدم توفير الخدمات" تشبه في أسلوبها كثيرًا تلك المطالب التي رفعها الحوثي في أيلول/سبتمبر 2014 بإسقاط حكومة هادي بذريعة "مقاومة الفساد". واليوم قد دخلت اليمن في مرحلة جديدة من محاولة صياغتها وفق المشروع الأميركي.
فبعد أن أنهت أميركا وظيفة علي عبدالله صالح بقتله على يد الحوثي جاء الدور حاليًّا للتخلص من المعارضين لمشروع الانفصال في الجنوب من أئمة المساجد والسياسيين وعناصر المقاومة الشعبية الذين لا يسيرون في ركاب الإمارات أو السعودية.
وفي سبيل تحقيق ذلك دعمت أميركا بعض قادة السلفية في الجنوب من الذين سخرتهم الإمارات بالمال والعتاد من أجل اقصاء الرافضين لمشروع الإنفصال مثل التجمع اليمني للإصلاح وحزب الرشاد.
ومن أهم هؤلاء السلفيين الموالين لأميركا نجد هاني بن بريك المرتبط عضويًّا بدولة الإمارات، وهو نائب رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" وفي نفس الوقت يتزعم قوات "الحزام الأمني"، القوة العسكرية الضاربة التي أسستها الإمارات في عدن بعدد يفوق عشرة آلاف مقاتل.
أما الشخصية السلفية الثانية فهي عادل عبده فارع الذبحاني المكنى "أبو العباس"، الذي يتركز عمله في مدينة تعز حيث يسعى للتخلص من خصوم الإمارات وتقييد حركتهم، وبخاصة عناصر حزب الإصلاح والموالين لـ"الشرعية". وقد نجح "أبو العباس" في تصدر المشهد العسكري والسياسي في مدينة تعز بعد أن أنشأ كتائب "حماة العقيدة" بدعم عسكري ومالي من الإمارات وبعد أن وطد تعاونه مع "تنظيم القاعدة" في تعز من أجل محاصرة نفوذ حركة الإصلاح.
إن ما يحز في النفس هو تكرار وقوع المسلمين في فخ الكافر العلماني عن طريق عملائه في السعودية والإمارات واليمن وإيران، الذين يظهرون العداوة لبعضهم في وسائل الإعلام مع أنهم في الواقع مجرد أدوات وبيادق لدول الكفر في تمرير مخططاتها.
ومما يزيد في التضليل للمسلمين هو هذه الفئة من بعض مشايخ السلفية المدخلية والوهابية الذين ليسوا سوى شيوخ ضلال وعملاء تضليل سخروا معرفتهم بالشرع من أجل تثبيط المسلمين وحملهم على السير في تنفيذ مخططات الكفار باسم "وجوب طاعة ولي الأمر".
ولا يجب أن ينخدع المسلمون بوضع أميركا والسعودية لـ"أبي العباس" أو غيره من عملاء أميركا على قائمة الإرهاب، فهذه القوائم كما تكون وسائل للضغط على الخصوم فإنها أيضًا تكون من أهم الوسائل في إبعاد شبهة العمالة عن الخونة والمتآمرين.
إننا لا نجد أحسن من قول الله تعالى في وصف المرتبطين بعملاء أميركا: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}.
13/جمادى الآخرة/1439هـ
30/1/2018م
متابعة سياسية
معارك عدن والانقلاب الأميركي على "الشرعية"
شهدت عدن مواجهات عنيفة بين ألوية الحماية الرئاسية الموالية لـ"حكومة الشرعية" من جهة وقوات "الحزام الأمني" التي تتبع "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن من جهة ثانية.
لقد وقعت هذه الاشتباكات تحت سمع ونظر "التحالف العربي"، وهذا يدل على أن "التحالف" متواطئ وشريك فيما يجري من مواجهات حالية في عدن. فـ"التحالف العربي" هو أداة أميركية في مخطط فصل جنوب اليمن عبر تمكين قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي كونته وتشرف عليه الإمارات، من إتمام سيطرته على الأجزاء المتبقية من عدن، وبخاصة منطقة كريتر (وسط عدن) بالإضافة إلى المناطق الشمالية والشرقية من المدينة التي تقع تحت سلطة "الحكومة الشرعية".
لقد كان من المفترض في هذا "التحالف العربي" المزعوم أن يقف إلى جانب "قوات الشرعية" التي يمثلها عبد ربه منصور هادي، وبخاصة وأن القوات الانفصالية هي التي اقتحمت مقرات رسمية للحكومة الشرعية بالاعتماد على آليات عسكرية تابعة لدولة الإمارات.
ولكن الحقيقة أن "التحالف العربي" أخذ موقف المتفرج واكتفى يوم السبت 27/1/2018 بدعوة كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية، إلى "التهدئة وضبط النفس"، وذلك عشية مظاهرات مرتقبة لأحد فصائل "الحراك الجنوبي" ضد حكومة بن دغر في محافظة عدن بدعوى "عدم توفر الخدمات".
وبلغة فيها التضليل والخديعة دعا "التحالف العربي" فرقاء عدن إلى اعتماد "لغة الحوار الهادىء" من أجل "دحر" الحوثيين ووضع حد لسيطرتهم على موارد اليمنيين وحياتهم.
ولم يكتف "التحالف العربي" بهذا الموقف التآمري على المسلمين في اليمن، وهو الذي يمارس فيهم القتل والتهجير وينشر بينهم الجوع والمرض نيابة عن دول الكفر، بل إنه اليوم يقترب من نهاية مهمته عبر الانقلاب على ما تبقى من "حكومة الشرعية" في عدن بعد أن نجح في الانقلاب على هذه الحكومة في صنعاء عندما مكن للحوثيين من السيطرة على العاصمة مستغلًا غباء المقبور علي عبدالله صالح وجبن حركة الإصلاح في التصدي للمشروع الأميركي سياسيًّا وعسكريًّا بما لها من دعم قبلي في نواحي صنعاء.
إن ما يجري اليوم في عدن هو استكمال للمسار الانقلابي الذي تقوده دولة الإمارات بالتفاهم مع السعودية وبالنيابة عن أميركا منذ أن تم الإعلان عن تأسيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" في أيار/مايو 2017 ودعوته لإقامة دولة جنوب اليمن، ثم ما تبع ذلك من إعلان زعيمه عيدروس الزبيدي يوم 14/10/2017 عن تشكيل "جمعية وطنية" لمحافظات الجنوب التي تضم محافظات عدن، لحج، أبين، الضالع، شبوة، حضرموت، المهرة، سقطرى، من إجمالي 22 محافظة يمنية. وهذا يؤكد أن السعودية زعيمة التحالف العربي تعلم يقينًا أن قوات عيدروس الزبيدي التي تحاول الانقلاب على "حكومة الشرعية" منذ يوم 28/1/2018 بدعم إماراتي ليست سوى وجه آخر لحركة الحوثي في تنفيذ مخطط تقسيم اليمن طبقًا لمشروع أميركا للشرق الأوسط الكبير.
والغريب في كل ما سبق، أنه رغم ثبوت كون مهمة "التحالف العربي" في اليمن هي تثبيت حكم الحوثي في الشمال والانقلاب على "شرعية" عبد ربه منصور هادي في الجنوب، وليس كما ادعى "التحالف العربي" بأنه دخل اليمن بحجة ارجاع "الشرعية" والقضاء على الحوثي والتصدي لنفوذ إيران، رغم ثبوت كل ذلك فلا تزال فئة كبيرة من السياسيين الداعمين للشرعية تدافع عن "التحالف العربي" وتتمسك بحكومة منصور هادي، أسيرة السعودية، رغم كل الخيانات والقتل والدمار الذي نتج عن ذلك "التحالف العربي".
إن على هؤلاء أن يدركوا يقينًا أن ما يسمى بـ"حكومة الشرعية" ليست سوى واجهة مؤقتة تستعملها أميركا من أجل تركيز انفصال جنوب اليمن مثلما استعملتها مطية من أجل إعطاء مناطق كثيرة في شمال اليمن للحوثيين.
فرغم إدراك رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، أن ما يجري بمدينة عدن هو محاولة انقلاب مكتملة الأركان بقوله أنّ "في صنعاء يجري تثبيت الانقلاب على الجمهورية، وفي عدن يجري الانقلاب على الشرعية"، فإنه يطالب باستخذاء كبير بتدخل التحالف العربي المجرم للوقوف إلى جانب "الشرعية" قائلًا: "على التحالف والعرب جميعًا أن يتحرّكوا لإنقاذ الموقف، فالأمر بيدهم دون غيرهم. والأمل، كما نراه نحن في الحكومة، معقود على الإمارات العربية المتحدة، صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن".
وأكثر من هذا الاستعطاف الذي صدر عن رئيس الحكومة، نجد أن المتحدث الرسمي للحكومة الشرعية، راجح بادي، يكيل المديح للتحالف قائلًا أن الدعوة من قيادة تحالف دعم الشرعية بخصوص "التهدئة وضبط النفس والحوار"، "هو ما تؤكد عليه الحكومة مرارًا من أهمية عدم حرف بوصلة المعركة المصيرية للشرعية والتحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني الخطير، إلى صراع داخلي يشق الصف الوطني، ويخدم أذناب إيران وأدواتها ممثلة بمليشيا الحوثي الانقلابية"
لقد اتخذت أميركا من عميلتها إيران شماعة من أجل العمل على توطيد أركان المشروع الأميركي في اليمن والعراق وسوريا. واليوم بدأ السياسيون والإعلام في الغرب يضغطون على "التحالف العربي" بزعم غيرتهم على حماية المدنيين والدفاع عن حقوق الإنسان، والحال أن مهمة "التحالف العربي" قد قاربت على الإنتهاء بعد توفير أوضاع الانقلاب في الجنوب وتركيز الحوثي في الشمال.
إن أميركا وحلفاءها يرون أن الوقت حان لفصل الجنوب وإنهاء دور ما يسمى بحكومة "الشرعية" من خلال تفعيل دور الأمم المتحدة كوسيط غربي يقوم باقرار "شرعية" القوى المسيطرة على الأرض بقوة السلاح، ونعني بذلك الحوثيين في صنعاء والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.
فالمطالبة بإسقاط حكومة عبد ربه منصور هادي اليوم على يد المجلس الانتقالي الجنوبي بحجة "عدم توفير الخدمات" تشبه في أسلوبها كثيرًا تلك المطالب التي رفعها الحوثي في أيلول/سبتمبر 2014 بإسقاط حكومة هادي بذريعة "مقاومة الفساد". واليوم قد دخلت اليمن في مرحلة جديدة من محاولة صياغتها وفق المشروع الأميركي.
فبعد أن أنهت أميركا وظيفة علي عبدالله صالح بقتله على يد الحوثي جاء الدور حاليًّا للتخلص من المعارضين لمشروع الانفصال في الجنوب من أئمة المساجد والسياسيين وعناصر المقاومة الشعبية الذين لا يسيرون في ركاب الإمارات أو السعودية.
وفي سبيل تحقيق ذلك دعمت أميركا بعض قادة السلفية في الجنوب من الذين سخرتهم الإمارات بالمال والعتاد من أجل اقصاء الرافضين لمشروع الإنفصال مثل التجمع اليمني للإصلاح وحزب الرشاد.
ومن أهم هؤلاء السلفيين الموالين لأميركا نجد هاني بن بريك المرتبط عضويًّا بدولة الإمارات، وهو نائب رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" وفي نفس الوقت يتزعم قوات "الحزام الأمني"، القوة العسكرية الضاربة التي أسستها الإمارات في عدن بعدد يفوق عشرة آلاف مقاتل.
أما الشخصية السلفية الثانية فهي عادل عبده فارع الذبحاني المكنى "أبو العباس"، الذي يتركز عمله في مدينة تعز حيث يسعى للتخلص من خصوم الإمارات وتقييد حركتهم، وبخاصة عناصر حزب الإصلاح والموالين لـ"الشرعية". وقد نجح "أبو العباس" في تصدر المشهد العسكري والسياسي في مدينة تعز بعد أن أنشأ كتائب "حماة العقيدة" بدعم عسكري ومالي من الإمارات وبعد أن وطد تعاونه مع "تنظيم القاعدة" في تعز من أجل محاصرة نفوذ حركة الإصلاح.
إن ما يحز في النفس هو تكرار وقوع المسلمين في فخ الكافر العلماني عن طريق عملائه في السعودية والإمارات واليمن وإيران، الذين يظهرون العداوة لبعضهم في وسائل الإعلام مع أنهم في الواقع مجرد أدوات وبيادق لدول الكفر في تمرير مخططاتها.
ومما يزيد في التضليل للمسلمين هو هذه الفئة من بعض مشايخ السلفية المدخلية والوهابية الذين ليسوا سوى شيوخ ضلال وعملاء تضليل سخروا معرفتهم بالشرع من أجل تثبيط المسلمين وحملهم على السير في تنفيذ مخططات الكفار باسم "وجوب طاعة ولي الأمر".
ولا يجب أن ينخدع المسلمون بوضع أميركا والسعودية لـ"أبي العباس" أو غيره من عملاء أميركا على قائمة الإرهاب، فهذه القوائم كما تكون وسائل للضغط على الخصوم فإنها أيضًا تكون من أهم الوسائل في إبعاد شبهة العمالة عن الخونة والمتآمرين.
إننا لا نجد أحسن من قول الله تعالى في وصف المرتبطين بعملاء أميركا: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}.
13/جمادى الآخرة/1439هـ
30/1/2018م