Abu Taqi
20-08-2017, 09:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة سياسية
انقلاب محمد بن سلمان على ولاية العهد
مثلما كان متوقعًا منذ فترة فقد أعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز صباح يوم 21/6/2017 عن تعيين محمد بن سلمان وليًّا لعهد المملكة السعودية بعد أن قام بإعفاء محمد بن نايف من ولاية العهد ومنصبي وزير الداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء. وبهذا الشكل يكون الملك سلمان قد نجح وبدعم أميركي سابق في إيصال ابنه محمد وزير الدفاع إلى منصب ولي العهد بعد إزاحة غريمه محمد بن نايف من هذا المنصب.
لقد حدث هذا الانقلاب الثاني في عائلة آل سعود، بعد الانقلاب الأول على متعب بن عبدالله عام 2015، في ظل تطورات كبيرة تمر بها منطقة الخليج وأهمها:
أولًا: زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية في 21 أيار/مايو الماضي حيث ترأس قمة الرياض التي تمخضت عن إعلان "ناتو إسلامي" بقيادة أميركا من أجل محاربة الإسلام وتقسيم المسلمين تحت ذريعة "محاربة الإرهاب ومحاصرة إيران". وفي تلك الأثناء رشحت أخبار تفيد بأن الزيارة قد تم التحضير لها والاتفاق عليها خدمة لترمب وللتمهيد لتسليم الحكم لمحمد بن سلمان بعد والده. حيث لعبت الإمارات دورًا كبيرًا في الترويج لمحمد بن سلمان عبر شركات العلاقات العامة المتعاقدة مع الإمارات، باعتباره الحليف المناسب للرئيس ترمب في حربه على "الإرهاب" وفي صنع "السلام مع إسرائيل" وكذلك في الترويج لدوره في التصدي لعلماء الدين "المحافظين" الذين ينتقدون سعيه لإرضاء الغرب وخططه "الإصلاحية" في تقييد دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعم أنشطة هيئة الترفيه، وما يعنيه ذلك من إظهار الوجه العلماني للدولة السعودية.
وقد انتهت تلك القمة بحصاد ترمب مبالغ فلكية من أموال المسلمين بلغت 460 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد الأميركي المتردي. ويبدو الآن أن هذه المبالغ الكبيرة التي حصل عليها ترمب، وهي ما يقارب الدخل القومي للسعودية مدة ثلاث سنوات، قد كانت الثمن الذي دفعه محمد بن سلمان لأميركا من أجل الوصول إلى الحكم وإزاحة محمد بن نايف من ولاية العهد.
ثانيًا: الحملة السعودية الإماراتية بغطاء أميركي على قطر التي انطلقت في 5/6/2017 بحجة أن هذه الأخيرة تدعم "الإرهاب" (حماس والإخوان) وتتحالف مع إيران.
والحقيقة أن هذه الحملة كانت من أجل محاصرة "الإسلام السياسي" الذي سبق لأميركا أن أوكلت إلى قطر وتركيا مهمة احتوائه ودعمه إبان ما سمي بالربيع العربي، في حين أوكلت أميركا إلى الإمارات والسعودية مهمة احتواء ودعم التيار العلماني في ثورات الربيع العربي. وقد مثلت أجواء الحملة على قطر وحصارها فرصة مناسبة لانقلاب ابن سلمان من أجل محاصرة أي تحركات مضادة في العائلة المالكة بحجة تعرض البلاد لخطر خارجي.
ثالثًا: بعد أن نجحت أميركا في تحقيق الضغط الإقليمي على قطر من خلال السعودية والإمارات ومصر، أجبرت حكام قطر على دفع أتاوة مثل السعودية عبر توقيع وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية ووزير الدفاع الأميركي جون ماتيس يوم 14/6/2017 اتفاقية تسليم الدوحة 72 من طائرات "إف-15" بقيمة قدرها 12 مليار دولار. وتبعًا لذلك ظهر الرضى الأميركي على قطر عبر التمارين الأميركية القطرية البحرية المشتركة في الخليج. حيث وفرت تلك التمارين غطاءً لانقلاب محمد بن سلمان ورسالة ردع لغريمه الأمير نايف الذي يرتبط بعلاقة وطيدة بالشيخ تميم أمير قطر، كما بددت آمال ابن نايف في تلقي أي دعم قطري ضد خصومه في المملكة. وقد أظهر تجريد بن نايف من كل مناصبه مقدار الحقد الذي يحمله محمد بن سلمان على ابن عمه محمد بن نايف الذي تقول بعض الجهات الاستخبارية أنه كان يرتب مع حاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني للتخلص من محمد بن سلمان بمجرد وصوله إلى الحكم بعد وفاة سلمان نفسه. وهذا أيضًا أحد أسباب حصار قطر وقطع العلاقات معها بشكل هستيري من قبل محمد بن سلمان وبدعم من محمد بن زايد ودونالد ترمب، فكان حصار تميم بن حمد في قطر هو حصار لمحمد بن نايف في السعودية بالدرجة الأولى.
والحقيقة أن التمهيد لعزل ابن نايف عن ولاية العهد قد بدأ منذ أن أصدر الملك سلمان أوامره الملكية في 22/4/2017 والتي تضمنت أهم حلقات حصاره ومنعه هو ورجاله من التحرك في المستقبل. فقد تضمنت تلك القرارات تعيين أحمد بن فهد بن سلمان (ابن شقيق محمد بن سلمان) نائبًا لحاكم المنطقة الشرقية التي يترأسها سعود بن نايف (شقيق محمد بن نايف) وتعيين خالد بن سلمان (شقيق محمد بن سلمان) سفيرًا للسعودية في الولايات المتحدة، وهذا يعني حصر التواصل مع حكام أميركا ضمن عائلة سلمان فقط. كما تضمنت تلك القرارات تعيين عبد العزيز بن سلمان (شقيق محمد بن سلمان) وزيرًا للطاقة، وهذا يعني إبقاء ملف شركة أرامكو التي يرأسها محمد بن سلمان نفسه وملف خصخصة جزء منها (5%) لتغطية عجز الميزانية ضمن عائلة سلمان أيضًا. وكان ختام تلك القرارت الصادرة في 22/4/2017 هو إنشاء "مركز الأمن الوطني" الذي يرتبط مباشرة بالديوان الملكي، ويعتبر هذا المركز في حقيقته أداة لمزاحمة وإضعاف عمل وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها محمد بن نايف، وأصبح يتولاها بعد التعديل الجديد ابن شقيقه، عبد العزيز بن سعود بن نايف. وقد نجم عن ذلك كله إحكام محمد بن سلمان قبضته على جميع أدوات الحكم المتمثلة في الدعم الأميركي والسيطرة على المؤسسة العسكرية والاستخبارات ووسائل الإعلام فضلًا عن لجم هيئة العلماء وشراء ولاء أغلب أفراد العائلة بمن فيهم فرع السديرية.
ويمكننا القول بأن محمد بن سلمان قد نجح في إحكام قبضته على أهم وسائل الحكم وهي ولاء العائلة (هيئة البيعة) والقوة العسكرية (وزارة الدفاع) والدعم الأجنبي (أميركا)، وهذه كلها سوف تساعده في اعتلاء عرش السعودية سواء تنازل أبوه سلمان عن الحكم أم بقي حتى وفاته، وبخاصة أنه يمارس الحكم الفعلي للسعودية منذ سنوات. أما متعب بن عبد الله ووزارة الحرس الوطني التي يترأسها أو قبيلة شمر التي تدين بالولاء له بسبب أبيه فلا يمكنهم فعل شيء يذكر حتى مع وجود بعض الحراك الشعبي مثل حراك 7 رمضان. إن اختيار أميركا لمحمد بن سلمان على حساب محمد بن نايف يعني دخول السعودية في مرحلة تاريخية جديدة ومصيرية، فابن سلمان هذا معروف عنه أنه شخصية متهورة وتتصف بالمجازفة، إلى درجة أن بات يطلق عليه لقب "أمير الفوضى". وهذا هو عين ما يريده صناع القرار والاستخبارات في أميركا وهم يخططون لتقسيم السعودية منذ مدة طويلة ضمن مشروعهم الإجرامي المتمثل في الشرق الأوسط الكبير. ومن غير المستبعد أن تستعين أميركا في تسريع عملية الفوضى والتفتيت داخل السعودية بولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بعد أن يقوم هذا الأخير بانقلاب مشابه في الإمارات بـ"دواعي مرضية" على أخيه خليفة بن زايد آل نهيان الذي اختفى من الظهور منذ أكثر من سنة.
28/رمضان/1438هـ
23/6/2017م
متابعة سياسية
انقلاب محمد بن سلمان على ولاية العهد
مثلما كان متوقعًا منذ فترة فقد أعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز صباح يوم 21/6/2017 عن تعيين محمد بن سلمان وليًّا لعهد المملكة السعودية بعد أن قام بإعفاء محمد بن نايف من ولاية العهد ومنصبي وزير الداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء. وبهذا الشكل يكون الملك سلمان قد نجح وبدعم أميركي سابق في إيصال ابنه محمد وزير الدفاع إلى منصب ولي العهد بعد إزاحة غريمه محمد بن نايف من هذا المنصب.
لقد حدث هذا الانقلاب الثاني في عائلة آل سعود، بعد الانقلاب الأول على متعب بن عبدالله عام 2015، في ظل تطورات كبيرة تمر بها منطقة الخليج وأهمها:
أولًا: زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية في 21 أيار/مايو الماضي حيث ترأس قمة الرياض التي تمخضت عن إعلان "ناتو إسلامي" بقيادة أميركا من أجل محاربة الإسلام وتقسيم المسلمين تحت ذريعة "محاربة الإرهاب ومحاصرة إيران". وفي تلك الأثناء رشحت أخبار تفيد بأن الزيارة قد تم التحضير لها والاتفاق عليها خدمة لترمب وللتمهيد لتسليم الحكم لمحمد بن سلمان بعد والده. حيث لعبت الإمارات دورًا كبيرًا في الترويج لمحمد بن سلمان عبر شركات العلاقات العامة المتعاقدة مع الإمارات، باعتباره الحليف المناسب للرئيس ترمب في حربه على "الإرهاب" وفي صنع "السلام مع إسرائيل" وكذلك في الترويج لدوره في التصدي لعلماء الدين "المحافظين" الذين ينتقدون سعيه لإرضاء الغرب وخططه "الإصلاحية" في تقييد دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعم أنشطة هيئة الترفيه، وما يعنيه ذلك من إظهار الوجه العلماني للدولة السعودية.
وقد انتهت تلك القمة بحصاد ترمب مبالغ فلكية من أموال المسلمين بلغت 460 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد الأميركي المتردي. ويبدو الآن أن هذه المبالغ الكبيرة التي حصل عليها ترمب، وهي ما يقارب الدخل القومي للسعودية مدة ثلاث سنوات، قد كانت الثمن الذي دفعه محمد بن سلمان لأميركا من أجل الوصول إلى الحكم وإزاحة محمد بن نايف من ولاية العهد.
ثانيًا: الحملة السعودية الإماراتية بغطاء أميركي على قطر التي انطلقت في 5/6/2017 بحجة أن هذه الأخيرة تدعم "الإرهاب" (حماس والإخوان) وتتحالف مع إيران.
والحقيقة أن هذه الحملة كانت من أجل محاصرة "الإسلام السياسي" الذي سبق لأميركا أن أوكلت إلى قطر وتركيا مهمة احتوائه ودعمه إبان ما سمي بالربيع العربي، في حين أوكلت أميركا إلى الإمارات والسعودية مهمة احتواء ودعم التيار العلماني في ثورات الربيع العربي. وقد مثلت أجواء الحملة على قطر وحصارها فرصة مناسبة لانقلاب ابن سلمان من أجل محاصرة أي تحركات مضادة في العائلة المالكة بحجة تعرض البلاد لخطر خارجي.
ثالثًا: بعد أن نجحت أميركا في تحقيق الضغط الإقليمي على قطر من خلال السعودية والإمارات ومصر، أجبرت حكام قطر على دفع أتاوة مثل السعودية عبر توقيع وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية ووزير الدفاع الأميركي جون ماتيس يوم 14/6/2017 اتفاقية تسليم الدوحة 72 من طائرات "إف-15" بقيمة قدرها 12 مليار دولار. وتبعًا لذلك ظهر الرضى الأميركي على قطر عبر التمارين الأميركية القطرية البحرية المشتركة في الخليج. حيث وفرت تلك التمارين غطاءً لانقلاب محمد بن سلمان ورسالة ردع لغريمه الأمير نايف الذي يرتبط بعلاقة وطيدة بالشيخ تميم أمير قطر، كما بددت آمال ابن نايف في تلقي أي دعم قطري ضد خصومه في المملكة. وقد أظهر تجريد بن نايف من كل مناصبه مقدار الحقد الذي يحمله محمد بن سلمان على ابن عمه محمد بن نايف الذي تقول بعض الجهات الاستخبارية أنه كان يرتب مع حاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني للتخلص من محمد بن سلمان بمجرد وصوله إلى الحكم بعد وفاة سلمان نفسه. وهذا أيضًا أحد أسباب حصار قطر وقطع العلاقات معها بشكل هستيري من قبل محمد بن سلمان وبدعم من محمد بن زايد ودونالد ترمب، فكان حصار تميم بن حمد في قطر هو حصار لمحمد بن نايف في السعودية بالدرجة الأولى.
والحقيقة أن التمهيد لعزل ابن نايف عن ولاية العهد قد بدأ منذ أن أصدر الملك سلمان أوامره الملكية في 22/4/2017 والتي تضمنت أهم حلقات حصاره ومنعه هو ورجاله من التحرك في المستقبل. فقد تضمنت تلك القرارات تعيين أحمد بن فهد بن سلمان (ابن شقيق محمد بن سلمان) نائبًا لحاكم المنطقة الشرقية التي يترأسها سعود بن نايف (شقيق محمد بن نايف) وتعيين خالد بن سلمان (شقيق محمد بن سلمان) سفيرًا للسعودية في الولايات المتحدة، وهذا يعني حصر التواصل مع حكام أميركا ضمن عائلة سلمان فقط. كما تضمنت تلك القرارات تعيين عبد العزيز بن سلمان (شقيق محمد بن سلمان) وزيرًا للطاقة، وهذا يعني إبقاء ملف شركة أرامكو التي يرأسها محمد بن سلمان نفسه وملف خصخصة جزء منها (5%) لتغطية عجز الميزانية ضمن عائلة سلمان أيضًا. وكان ختام تلك القرارت الصادرة في 22/4/2017 هو إنشاء "مركز الأمن الوطني" الذي يرتبط مباشرة بالديوان الملكي، ويعتبر هذا المركز في حقيقته أداة لمزاحمة وإضعاف عمل وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها محمد بن نايف، وأصبح يتولاها بعد التعديل الجديد ابن شقيقه، عبد العزيز بن سعود بن نايف. وقد نجم عن ذلك كله إحكام محمد بن سلمان قبضته على جميع أدوات الحكم المتمثلة في الدعم الأميركي والسيطرة على المؤسسة العسكرية والاستخبارات ووسائل الإعلام فضلًا عن لجم هيئة العلماء وشراء ولاء أغلب أفراد العائلة بمن فيهم فرع السديرية.
ويمكننا القول بأن محمد بن سلمان قد نجح في إحكام قبضته على أهم وسائل الحكم وهي ولاء العائلة (هيئة البيعة) والقوة العسكرية (وزارة الدفاع) والدعم الأجنبي (أميركا)، وهذه كلها سوف تساعده في اعتلاء عرش السعودية سواء تنازل أبوه سلمان عن الحكم أم بقي حتى وفاته، وبخاصة أنه يمارس الحكم الفعلي للسعودية منذ سنوات. أما متعب بن عبد الله ووزارة الحرس الوطني التي يترأسها أو قبيلة شمر التي تدين بالولاء له بسبب أبيه فلا يمكنهم فعل شيء يذكر حتى مع وجود بعض الحراك الشعبي مثل حراك 7 رمضان. إن اختيار أميركا لمحمد بن سلمان على حساب محمد بن نايف يعني دخول السعودية في مرحلة تاريخية جديدة ومصيرية، فابن سلمان هذا معروف عنه أنه شخصية متهورة وتتصف بالمجازفة، إلى درجة أن بات يطلق عليه لقب "أمير الفوضى". وهذا هو عين ما يريده صناع القرار والاستخبارات في أميركا وهم يخططون لتقسيم السعودية منذ مدة طويلة ضمن مشروعهم الإجرامي المتمثل في الشرق الأوسط الكبير. ومن غير المستبعد أن تستعين أميركا في تسريع عملية الفوضى والتفتيت داخل السعودية بولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بعد أن يقوم هذا الأخير بانقلاب مشابه في الإمارات بـ"دواعي مرضية" على أخيه خليفة بن زايد آل نهيان الذي اختفى من الظهور منذ أكثر من سنة.
28/رمضان/1438هـ
23/6/2017م