المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الرأي العام المنبثق عن وعي عام والعمل العام



Abu Taqi
01-05-2008, 07:04 PM
إن الرأي العام المنبثق عن وعي عام له مدلول تصوَّره البعض أنه عمل عام وليس رأيا عاما أي انضباط بالإسلام من قبل مجموع الناس ، والحقيقة أن معنى هذا القول "الرأي العام المنبثق عن وعي عام" أن تلمس الأمة بمجموعها ضرورة الاحتكام إلى الإسلام ضرورة لا تدفعهم إليها عاطفة عاصفة أو رغبة آنية ملحة وإنما يدفعهم إدراكهم بأن حياتهم وولاءهم يجب أن يكون للإسلام وحده وهو أمر لا يعني أن يباشر الناس تطبيق الأحكام الشرعية على أنفسهم ، وإنما معناه أن يوجد الولاء للإسلام لا لغيره وهذا لا يظهر أثره ملموسا في الحياة العملية إلا في التطبيق . ذلك أن المجتمع هو العلاقات الدائمية بين الناس ، والعلاقات إنما تنشأ على المصالح ، وأما الذي يحدد نوع العلاقات فهو الأفكار التي يحملها الناس عن مصالحهم والمشاعر المتيقظة لديهم عن هذه المصالح ، ثم النظام الذي ينظم هذه العلاقات بين الناس . وعليه فإن العلاقات الدائمية لا توجَد على أساس ما يحمل الناس من أفكار ومشاعر فقط ، وإنما توجَد أيضا من النظام المطبق على الناس ، أي أن المفاهيم السائدة في المجتمع لا توجِد وحدها علاقات دائمية بين الناس ، إذا لم توجَد منهم سلطة تسيطر على هذه العلاقات وتسيرها . فلا يمكن أن يتم عمليا تغيير العلاقات القائمة فعلا بعلاقات أخرى من غير إزالة السلطة التي تسيطر على هذه العلاقات وتسيرها ، حتى لو حصل بالفعل الانقلاب في الأفكار والمشاعر الموجودة في المجتمع

عمر
01-05-2008, 07:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

طيب. كيف يمكن قياس الراي العام؟ و هل للاسلام راي عام لدى الامه اليوم؟ اليس تكوين راي عام اتجاه مفهوم معين يؤدي الى تطبيقها كنظام بشكل تلقائي اذا كانت من الافكار المنبثقه عنها نظام فيصبح النظام هو صوره لما تحويه الامه من افكار و مفاهيم

Abu Taqi
01-05-2008, 09:39 PM
الرأي العام أو العرف العام هو الأفكار التي يحملها مجموع الناس عن مصالحهم ، والمشاعر المتيقظة لديهم عن هذه المصالح ، وبعبارة أخرى هو الأفكار والمشاعر السائدة في الجماعة بوصفها جماعة . وكون الرأي عاما لا يعني الغموض أو الإبهام أو الافتقار إلى البلورة ، وإنما يعني أن هذا الرأي سائد في الجماعة بوصفها جماعة . والعمل لإيجاد الرأي العام يكون بكيفية محددة وهي إيجاد الوعي العام عند الأمة على الإسلام.

ووجود الرأي العام المنبثق عن الوعي العام عند الأمة على الإسلام يدل عليه ثلاثة أمور هي :

أولا : حصول الانقلاب الفكري والشعوري في المجتمع .
ثانيا : توحيد هدف الأمة وتوحيد عقيدتها السياسية ووجهة نظرها في الحياة .
ثالثا : بدء تحول فكرة إيجاد الإسلام في واقع الحياة من قوة روحية في الأمة إلى قوة مادية .

ولحملة الدعوة والعاملين في صناعة الرأي العام والتغيير بالمجتمعات دراسة كتيب حزب التحرير "محاولة أخذ القيادة".

والسلام عليكم

Abu Taqi
02-05-2008, 08:33 PM
لمعرفة إنْ كان يوجد رأي عام منبثق عن وعي عام عن الأسلام عند الأمة لا بد من تطبيق المقياس الدال على جود الرأي العام، وهذا المقياس كا ذكرت سابقا يتشكل من ٣ مسائل وهي:

أولا : حصول الانقلاب الفكري والشعوري في المجتمع .
ثانيا : توحيد هدف الأمة وتوحيد عقيدتها السياسية ووجهة نظرها في الحياة .
ثالثا : بدء تحول فكرة إيجاد الإسلام في واقع الحياة من قوة روحية في الأمة إلى قوة مادية .

-أن حصول الأنقلاب الفكري والشعوري في المجتمع واقع ملموس ويمكن ملاحظته من خلال رأي الناس في الحوادث الجارية، الأجتماعات العامة، إقبال الناس على المحاضرات الأسلامية أو ذات الصلة، أقبال الناس على الجماعات الأسلامية التي تنادي بالأسلام نظام حياة، نفور الناس عن الأحزاب التي تنادي بالعلمانية، الأشتراكية، القومية......الخ، عدم إقبال الناس على الكتب غير الأسلامية وإقبالهم على الكتب الأسلامية...............الخ

-لقد دلت الوقائع والحوادث الجارية خاصة البارزة منها على تجاوب مشاعر المسلمين مع أفكار الإسلام الأساسية عن الحياة مما يعني أن الأمة الإسلامية قد تقبلت مجموع المفاهيم والمقاييس والقناعات الإسلامية ، أي دلت هذه الحوادث على توحيد هدف الأمة وتوحيد عقيدتها السياسية ووجهة نظرها في الحياة.
ومن الأدلة على ذلك الأنتخابات التي تجري في كل بلاد المسلمين كالتي جرت بالجزائر، الأردن، تركيا، مصر والبحرين فالجمهور انتخب "الأسلاميين" ليس للأمامة في الصلاة بل لأنهم -الأمة- أخذوا الأسلام عقيدة منها نظم الحياة.

ومن المؤشرات التي تدل على وحدة هدف الأمة بأنه إقامة الخلافة أن الحركات الإسلامية التي تهدف إلى أخذ قيادة جمهرة المسلمين صارت ترفع شعار الخلافة الإسلامية ، أو شعار الإسلام هو الحل ، بغض النظر عن مدى إخلاص القائمين على هذه الحركات، والحركات الأسلامية التي لا علاقة لها بأقامة بالخلافة صارت تدعي أن طريقتها في النهاية تصب بمصلحة أقامة الخلافة حتى أن الحركات الإسلامية التي ظهرت في البلاد الإسلامية التي كانت خاضعة للحكم الشيوعي فيما كان يُعرف بالاتحاد السوفياتي سابقا ، رفعت هي الأخرى شعار الخلافة ونادت به ، وكان شعار الذين قتلوا الخائن السادات ( الخلافة أو الموت ) .
أما ارتباط مشاعر المسلمين بأخوة الإسلام ، فإن تجاوب المسلمين في جميع أرجاء العالم الإسلامي مع الأحداث البارزة التي حصلت في مختلف البلاد الإسلامية ليدل على أن الأمة الإسلامية مجموعة إنسانية واحدة تربطها عقيدة واحدة ينبثق عنها نظامها . ففي حرب الخليج الثانية خرجت المسيرات وعمت المظاهرات وعقدت الندوات وألقيت المحاضرات في أنحاء العالم الإسلامي تطالب الحكام بإعلان الجهاد ضد الكفرة المعتدين ، وقد انهالت المساعدات ، وهبَّ الآلاف من أبناء هذه الأمة متطوعين للجهاد .
وحمل الدعوة هو الأساس الذي تقوم عليه علاقة الأمة الإسلامية بغيرها من الشعوب والأمم وطريقة تنفيذه الجهاد ، وقد أكدت الحوادث الكثيرة حقيقة الأمة الإسلامية أنها أمة مجاهدة وأنه يوجد عندها الاستعداد للتضحية والعطاء ، وأن الشهادة في سبيل الله أغلى أمنية عند المسلمين في كل مكان . وعلى الرغم من أساليب التضليل التي مورست على الأمة عشرات السنين فيما يتعلق بحل مشكلة احتلال اليهود لفلسطين إلا أن الوقائع الجارية تدل على أن مشاعر الأمة الإسلامية إنما تتجاوب مع النداء للجهاد ولا تتجاوب مع الصلح مع إسرائيل ، فقد أعربت الأمة بأسرها عن مشاعر البهجة والسرور لمقتل الخائن السادات على يد نفر من أبناء هذه الأمة بسبب ارتكابه جريمة الصلح مع إسرائيل ، وقد تكرر موقف الأمة بالتأييد والمؤازرة لما قام به سليمان خاطر في مصر ولما قام به أحمد الدقامسه في الباقورة في الأردن ، فالأمة تؤيد كل عمل وموقف يتخذ في معاداة اليهود كما تنبذ كل حاكم يعلن الولاء أو يظهر الذل والاستخذاء أمام اليهود .

-هناك عدد من المؤشرات التي تدل على أن فكرة إيجاد الإسلام في واقع الحياة قد بدأت بالتحول فعلا من قوة روحية إلى قوة مادية ، أي أن الفكرة الإسلامية بوصفها فكرة سياسية صارت قوة تقف في مواجهة القوى الأخرى المعادية . واستكمال هذا التحول هو الذي ينقل الفكرة الإسلامية إلى التطبيق الفعلي في واقع الحياة .

فانظر الى مفهوم الخلافة، فقد صار هذا المفهوم على ألسنة الناس، وتشكلت حركات جديدة تدعو لأقامة الخلافة. ونتيجة تعطيل الجهاد تشكلت حركات تدعو الى الجهاد ونتيجة لكل ذلك صار الكفار يضعون الخطط للحيلولة دون وصول هذه المفاهيم الى سدة الحكم وصار الحكام يتملقون الرأي العام بتدعيم مواقفهم بعلماء السلاطين وحين نشبت أزمة الخليج ، تحول حاكم العراق بين عشية وضحاها من بعثي لا يؤمن بالإسلام ، إلى " مؤمن !! " يضع عبارة " الله أكبر " على علم العراق ويتحدث عن " جمع المؤمنين " و " جمع الكفار " .
وقد أصبح الغرب الكافر يلجأ إلى تسويق أفكاره في بلاد المسلمين على اعتبار أنها أفكار إسلامية أو لا تخالف الإسلام ، فيروّج للديمقراطية على أنها الشورى ، أو أنها ضد القمع والاستبداد ، ولا يجرؤ أن يروّج لها باعتبارها تعطي حق التشريع للإنسان وتنكره على خالق الإنسان ، كما اندفع الغرب بقوة في محاولة تمييع المجتمع من ناحية الإسلام حتى يتمكن من إخراج الإسلام من المجتمع ، فإلى جانب الديمقراطية صار يروج عن طريق عملائه تحت اسم الإسلام لفكرة وحدة الأديان ، والتسامح الديني ، والوسطية الإسلامية ، والتعددية السياسية ، وكذلك لمّا أدرك الغرب الكافر أن الأمة قد توحّد هدفها بأنه الحكم بما أنزل الله ، لجأ إلى تمييع هذا الهدف سواء عن طريق بث فكرة التدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية أو المشاركة في الحكومات القائمة في العالم الإسلامي ، أو عن طريق إظهار بعض الدول أنها تطبق الإسلام كما في الباكستان وفي إيران وفي السودان.

هذه المؤشرات البارزة تدل بشكل واضح على أن فكرة إيجاد الإسلام في واقع الحياة قد بدأت بالتحول فعلا من قوة روحية في الأمة إلى قوة مادية ، وأن تيار الإسلام أصبح يقف في وجه القوى الأخرى المعادية ، وأن الإسلام أصبح عند المسلمين دينا منه الدولة ، والعقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين ارتبطت بأفكار الحياة وأنظمة التشريع ، أي أصبحت العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين عقيدة سياسية . فما على الحزب إلا أن يعمل على استكمال هذا التحول حتى يتم نقلها إلى التطبيق الفعلي في واقع الحياة .

Abu Taqi
02-05-2008, 08:41 PM
إذا تشكل رأي عام على فكرة معينة كالعقيدة الأسلامية فلا يمكن أنْ ترى ذلك الرأي العام بالعلاقات لأن الذي يوجد هذه المفاهيم في العلاقات هو التطبيق الفعلي ولا يتم التطبيق الفعلي الا إذا استطاعت الأمة تسليم السلطة لمن يمثل مفاهيمها وهذا بطبيعة الحال لا يتم إلا إذا استطاع من يعمل لذلك من أخذ قيادة الأمة، فالأمم لا تستطيع تنظيم نفسها بنفسها ولا تستطيع رسم الطريق بنفسها واضحا نقيا، لذلك كان لزاما على العاملين الواعين المخلصين استكمال العمل بمحاولة أخذ قيادة الأمة وجعلها تلتف حولهم وتنظر إليهم بوصفهم حكاما وإن لم يحكموا.

Abu Taqi
02-05-2008, 08:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

طيب. كيف يمكن قياس الراي العام؟ و هل للاسلام راي عام لدى الامه اليوم؟ اليس تكوين راي عام اتجاه مفهوم معين يؤدي الى تطبيقها كنظام بشكل تلقائي اذا كانت من الافكار المنبثقه عنها نظام فيصبح النظام هو صوره لما تحويه الامه من افكار و مفاهيم

هكذا أكون أجبت على اسألتك أخي عمر والله تعالى أعلم واحكم

عمر
05-05-2008, 01:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك على هذا الشرح الوافي .

فما ردك على من يقول ان المد الديني في المنطقه مرده الى:

- ردة فعل طبيعيه" كأي امه من الامم "اتجاه المحن و الازمات التي تعصف بها ان تلجأ لما لديها من مخزون روحي و معنوي.و لا تختص بالامه المسلمه وحدها
- الحياة الماديه العصريه التي تسيطر على الانسان ادت الى ظهور المد الديني في جميع ارجاء المعموره بحثا عن المعنى و هدف من الحياة
- توظيف الحس الديني في خدمة اغراض الدول الكبرى ساعد في انتشاره في المنطقه

- فشل سياسات الدول القطريه سبب في ان تبحث شعوب المنطقه لها عن امجاد سابقه و حلول اخرى.

كل تلك الاسباب جعلت وصف "الصحوه الدينيه ",في مجملها, بانها ردة فعل عاطفيه غير محددة الاهداف او الافكار. لم تصل بعد الى ان تكون راي عام منبثق عن وعي عام حسب التعريف السابق(أن تلمس الأمة بمجموعها ضرورة الاحتكام إلى الإسلام ضرورة لا تدفعهم إليها عاطفة عاصفة أو رغبة آنية ملحة وإنما يدفعهم إدراكهم بأن حياتهم وولاءهم يجب أن يكون للإسلام وحده ) اما الشواهد التي سيقت فكل شاهد منها له تفسيره الخاص و ليس بالضروره ان ينم عن راي عام منبثق عن وعي عام. و الى الان,و الله اعلم, لم تتحقق مرحلة (حصول الانقلاب الفكري والشعوري في المجتمع) . كلنا نعلم كيف يتم الخلط بين الافكار الاسلاميه و غير الاسلاميه و يتقبلها الناس بكل رضى حتى انه اصبح من الطبيعي بيننا ان نسمع احدهم اذا اراد ان يمدح نظام معين ان يصفه " بالنظام الديمقراطي" او ان يدافع الفرد عن وطنيته او قوميته.. بكل حماسه و كذلك سهولة جر الامه لكثير من المغامرات الداميه و ان ينعت من يقتل من غير المسلمين انه شهيد .,اليست هذه شواهد ملموسه على انعدام الوعي و الاندفاع نحو العواطف,. ..و اذا احدهم اراد ان يدافع عن فكره وصفه بالمعتدل او المتحرر و هذا الكلام ليس فقط بين المثقفين بل حتى بين العامه . حتى في الجريده الرسميه او على الفضائيات , و حتى المتاسلمه منها, اصبح من الطبيعي ان تقرا او تسمع احدهم ينتقد حكم شرعي معروف من الدين بالضروره و يعتبر راي اخر! يجب ان يحترم .
كون هذه الافكار "غير الاسلاميه " و يوجد من يعتنقها و يتحدث فيها و يدعو اليها و كونها غير مستهجنه بين الناس هذا دليل على امرين الاول ان الفكره الاسلاميه النقيه الصافيه غير واضحه في الاذهان الناس ,الثاني ليس لدينا الا عواطف و ردود فعل تلقائيه على الاوضاع الحاليه و لم ترقى الى مستوى الوعي . و للمزيد من الايضاح لو قام احد المسلمين بين جمع عام او حتى خاص و تحدث عن موضوع محاسبة الحاكم في الاسلام مثلا . ما هي النسبه المئوية في عدم تعرض السلطات الرسميه له كنتيجه لهذا الحديث ؟ اعتقد انها نسبه ضعيفه جدا و انتم ادرى!.و هنا اتساءل عن عدد الافراد الذين شاركو في التضييق على هذا الداعيه . اليسوا من ابناء هذه الامه؟! بل منهم من يواظب على الصلوات في المسجد . فاين هو ادنى الوعي؟! لا احد ينكر ان الامه في مجملها مياله للاسلام و لكن هذا لا يكفي . فهل ما زال ينطبق واقع التعريف المذكور اعلاه على واقعنا المعاصر؟!.

و الله من وراء القصد

Abu Taqi
05-05-2008, 07:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك على هذا الشرح الوافي .

فما ردك على من يقول ان المد الديني في المنطقه مرده الى:

- ردة فعل طبيعيه" كأي امه من الامم "اتجاه المحن و الازمات التي تعصف بها ان تلجأ لما لديها من مخزون روحي و معنوي.و لا تختص بالامه المسلمه وحدها- إن المجتمعات التي يزداد بها الظلم والفساد تكون الأقرب والأكثر إحساسا بضرورة التغيير مما يدفعها حتما الى التفكير، ولما كانت الأمة الأسلامية لديها أصلا عقيدة روحية سياسية وتاريخ عظيم رجعت لها تلتمس منها الحل بعد انْ فشلت كل الحلول التي طرحت وجربت عليها، ولذلك لا يقال إن طرح الأسلام هو الحل أو حتمية وجود الدولة أساس وجود الأسلام وعودته الى معترك الحياة، وحل لكل مشاكل الأمة التي تحس بها، لا يقال من جراء المحن والأزمات وعودة الى المخزون الروحي، فضلا إلى أن عودة الأمة الى مخزونها الروحي كلام غير دقيق مهما عرفنا المخزون الروحي فلو كنت تريد الى ما يحقق لها قيمة روحية كانت عودتها فقط الى العبادة وإنْ كنت تريد الروح بمعنة صلة الله فأنها تظهر بالعبادة كما تظهر بالجهاد. والواقع المشاهد أنْ الأمة تحركت على أساس عقيدة الأسلام الروحية والسياسية، والا ما علاقة التفاف الناس حول كل من يرفع شعار الأسلام في الأنتخابات وهي عملية سياسية بحتة بالمخزون الروحي؟؟!!
وما علاقة توجه المجاهدين من كل مكان فيه مسلمين الى الجهاد في العراق، الشيشان، أفغانستان....الخ بالمخزون الروحي؟؟!!

- الحياة الماديه العصريه التي تسيطر على الانسان ادت الى ظهور المد الديني في جميع ارجاء المعموره بحثا عن المعنى و هدف من الحياة-

- توظيف الحس الديني في خدمة اغراض الدول الكبرى ساعد في انتشاره في المنطقه-

لا يمكن توظيف الحس الديني عند امة لا يوجد لديها حس دافع أي محرك يدفعها للتضحية وبذل الأموال وبمعنى آخر حس يتحول إلى إدراك دافع لها، فعلى سبيل المثال: الغرب يعاني معاناة شديدة من الكحول والمخدرات والأمراض الناتجة عن ذلك مثل الأيدز، فلو بذلت الدول الغربية كل ما اوتيت من قوة لاسغلال الدين عند شعوبهم فأنهم حتما سيفشلون على الرغم من أن دينهم فيه بعض التعليمات أو التلميحات التي تمنع هذه الأشياء وذلك لأن واقع الشعوب عندهم أنها تفصل حقيقة الدين عن الحياة فلا يوجد عندهم لا حس ولاأدراك ديني فمن المحال تحريكه، أما عند المسلمين فالأمر مختلف من ناحيتين: الأولى: أن استغلال الدول الكبرى لحس المسلمين بدينهم كان في الأمور غير الروحية (العبادات) بل لقد كان واحدا من أهم استغلالات الدول الكبرى للحس الديني عند المسلمين هو الجهاد مما يدل على أن الحس الديني هو حس ديني سياسي اي إحساس تحول الى إدراك! الثانية: لو لم يكن عند الأمة الأسلامية ذلك الحس الديني السياسي لما استطاعت الدول الكبرى تحريكها مستغلة الدين بشكل سياسي

- فشل سياسات الدول القطريه سبب في ان تبحث شعوب المنطقه لها عن امجاد سابقه و حلول اخرى.

هذه النقطة أظنها تتبع النقطة الأولى

-كل تلك الاسباب جعلت وصف "الصحوه الدينيه ",في مجملها, بانها ردة فعل عاطفيه غير محددة الاهداف او الافكار. لم تصل بعد الى ان تكون راي عام منبثق عن وعي عام حسب التعريف السابق(أن تلمس الأمة بمجموعها ضرورة الاحتكام إلى الإسلام ضرورة لا تدفعهم إليها عاطفة عاصفة أو رغبة آنية ملحة وإنما يدفعهم إدراكهم بأن حياتهم وولاءهم يجب أن يكون للإسلام وحده )-

بل إن الأمة حددت أهدفها وأفكارها، ولن نسرد الأهداف التي توحدت عليها ولا الأفكار لأني ذكرتها سابقا ولكن، لا يقصد بحال من الأحوال أن تكون الأمة قد أدركت تفاصيل التفاصيل مثل المفكرين والقيادين بل إن هذا الأمر محال، ولكن الرأي العام على الأفكار الرئيسية وبعض تفصيلاتها قد حصل، ومن الضرورة بمكان ذكر أن الأمة لن تستعمل المصطلحات بالدقة كما المفكرين، فتقول تطبيق الشريعة وتريد الدولة على مقايسها وقناعاتها ومفاهيمها. فلا يقال أنها لا تعي لمجرد أنها لا تدرك تفاصيل التفاصيل! والتعريف ينطبق على حال الأمة تمام الأنطباق، وذلك انه هناك فرق بين الرأي العام والتحرك العام، فالتحرك العام من الجماهير لا يتم بدون تنظيم الأمة وراء قيادة مخلصة تثق الأمة بها وتراها تضحي من أجلها وتجعل من نفسها جسرا لتمر الأمة عليه.

-اما الشواهد التي سيقت فكل شاهد منها له تفسيره الخاص و ليس بالضروره ان ينم عن راي عام منبثق عن وعي عام.-

أرجو أن تطرح تفسيرك لهذه الشواهد.

-و الى الان,و الله اعلم, لم تتحقق مرحلة (حصول الانقلاب الفكري والشعوري في المجتمع) . كلنا نعلم كيف يتم الخلط بين الافكار الاسلاميه و غير الاسلاميه و يتقبلها الناس بكل رضى حتى انه اصبح من الطبيعي بيننا ان نسمع احدهم اذا اراد ان يمدح نظام معين ان يصفه " بالنظام الديمقراطي" أو أن يدافع الفرد عن وطنيته او قوميته بكل حماسه.


إن المثال الذي سقته غير دقيق فليس مجرد لفظ الديمقراطية من الأمة قبولها بها، فالأمر يجب أن يتعدى اللفظ الى القبول بواقعه، فالامة تحت تأثير الأعلام الذي يستعين بمن يوصفون ويقدمون على أنهم علماء المسلمين فيصورون الديمقراطية على أنها الشورى، والأمة تستعمل الديمقراطية للدلالة على الأنتخاب وليس التشريع وكثير من افكار الكفر بين الأمة هذه حالها, والحال على العكس من مفاهيم الأسلام فالأمة تبنت واقع المفهوم ولو تغير اللفظ الدال عليه.

-و كذلك سهولة جر الأمة لكثير من المغامرات الداميه و ان ينعت من يقتل من غير المسلمين انه شهيد .,اليست هذه شواهد ملموسه على انعدام الوعي و الاندفاع نحو العواطف

- هناك فرق بين الرأي العام المنبثق عن وعي عام وبين وعي الأمة السياسي ووعيها على مخططات الكفار، فكل ما ذكرت في النقطة السابقة -باستثناء الشهيد- يدل على نقص الوعي السياسي وتمرير المخططات وذلك ناتج ابتداء عن عدم وجود قيادة مخلصة في السلطة وعدم وجود قيادة حقيقة لحزب على أساس فكري يبين لها المخططات المراد تمريرها. اما إطلاق شهيد على الكافر فهي ليست مسألة للبحث ولا مثال لتمثيل الواقع لأنه في الحقيقة غير موجود الا على الأعلام حسب اطلاعي وهو قليل جدا.

-و اذا احدهم اراد ان يدافع عن فكره وصفه بالمعتدل او المتحرر و هذا الكلام ليس فقط بين المثقفين بل حتى بين العامه . حتى في الجريده الرسميه او على الفضائيات , و حتى المتاسلمه منها

- فأذا كان فكر الأمة إسلاميا ووصفتْه أنه غير دكتاتوري وغير ظالم ويقوم على العدل ولا يجبر الناس على الدخول في الأسلام من باب لا إكراه في الدين ويقوم على محاسبة الحاكم فهذا الوصف صحيحا وهي تعي ذلك الواقع ولكنها تعبر عن ذلك الواقع بألفاظ زينت لها وقدمت لها على انها تصف الواقع الذي تريد وأن هذه الألفاظ من الأسلام ولها شواهد قرأنية. أما الفضائيات والصحف الرسمية فهي بمجملها لا تعبر عن واقع المجتمع والأمة بل تتحدث عن الواقع وتناقشه بطريقة لحرفه عما هو عليه اما الصحف المتأسلمة فهي جزء من الأمة فتنطق بما تنطق به الأمة دون تصحيح للألفاظ لأن القائمين عليها ليسوا مفكرين بل كتاب فقط.

-اصبح من الطبيعي ان تقرا او تسمع احدهم ينتقد حكم شرعي معروف من الدين بالضروره و يعتبر راي اخر! يجب ان يحترم-

في العالم الأسلامي لا يوجد ذلك الشيء على الأطلاق مع الأحترام، ففي أي ممكان يتاح للأمة أن تعبر عن رأيها فلا تسمح ولا تقبل ذلك ولو تجرأ أحد على ذلك أمام جمهور ما وكانت له حماية تمنعه فأنها تسقطه من قاموسها, أما التهجم على الأسلام في الفضائيات فأن الأمة لا تستطيع التعبير عن رأيها, انظر الى الوزير المصري الذي أساء للحجاب على سبيل المثال

-كون هذه الافكار "غير الاسلاميه " و يوجد من يعتنقها و يتحدث فيها و يدعو اليها و كونها غير مستهجنه بين الناس هذا دليل على امرين الاول ان الفكره الاسلاميه النقيه الصافيه غير واضحه في الاذهان الناس ,الثاني ليس لدينا الا عواطف و ردود فعل تلقائيه على الاوضاع الحاليه و لم ترقى الى مستوى الوعي.

- لقد وضحت ذلك مسبقا

-و للمزيد من الايضاح لو قام احد المسلمين بين جمع عام او حتى خاص و تحدث عن موضوع محاسبة الحاكم في الاسلام مثلا . ما هي النسبه المئوية في عدم تعرض السلطات الرسميه له كنتيجه لهذا الحديث ؟ اعتقد انها نسبه ضعيفه جدا و انتم ادرى!

الأمر ليس بهذه الطريقة! السؤال هو، ما هو موقف الأمة من السلطات التي تلاحق حملة الدعوة (المخابرات)؟ أما عدم تحركهم على فرض ذلك فله مسألتين، الأولى حتى تتحرك الأمة لا بد أن يكون الشخص المتكلم يمثل من له قيادة فكرية بالأمة أو أن يكون فرض نفسه عليها وانه فعلا يمثل الفكرة، ثانيا: وهو الأهم عدم الخلط بين الرأي العام والعمل العام وتحرك الجماهير بشكل عام دون قيادة.

و هنا اتساءل عن عدد الافراد الذين شاركو في التضييق على هذا الداعيه . اليسوا من ابناء هذه الامه؟! بل منهم من يواظب على الصلوات في المسجد . فاين هو ادنى الوعي؟! لا احد ينكر ان الامه في مجملها مياله للاسلام و لكن هذا لا يكفي . فهل ما زال ينطبق واقع التعريف المذكور اعلاه على واقعنا المعاصر؟!.

أظن أن قدمت رأي بوضوح

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و الله من وراء القصد

Abu Taqi
05-05-2008, 10:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ عمر حفظه الله،،،،
بما يتعلق بموضوع الرأي العام المنبثق عن وعي عام.

على الرغم من أن الرأي العام ليس عملا عاما الا أني أوجه لك الأسئلة التالية:

١- كيف تفسر انتشار ما يسمى البنوك الأسلامية والحسابات الأسلامية في البنوك الربوية الكبرى مثل اتش اس بي سي والبنك البريطاني الأسلامي، وطرق التمليك للبيوت من قبل البنوك بما يسمى "الأيجار الذي ينتهي بالتمليك".

٢- كيف تفسر انتشار حتى ما يسمى شركات التأمين الأسلامية والمدراس الأسلامية.

٣- كيف تفسر انتشار الفضائيات التي تقوم أساسا على السؤال والجواب حتى في دول الغرب التي يكثر فيها المسلمون مثل بريطانيا، مع ملاحظة أن الأسئلة غالبا ما تدور حول الشؤون الأقتصادية ويكون السؤال ما هو حكم الشرع في كذا وكذا؟

٤- كيف تفسر البرامج التي تبث على الفضائيات وتدور حول مسألة معينة مثل فلسطين، ويطلب من المشاهدين المشاركة وطرح الحلول، وتكون عادة حلولا إسلامية بحته.

٥- كيف تفسر إقبال الناس على أخبار المسلمين بالعالم والتعليقات من القراء بالآلاف وتكون عادة تعليقات إسلامية بحتة.

هذه مجموعة لا ترتبط لا من قريب ولا من بعيد "بالمخزون الروحي".

والسلام عليكم

عمر
06-05-2008, 01:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الازمات و المحن التي تمر بها الامه :تكون, ناتجه عن الوافد الخارجي اما على شكل اعتداءات العسكريه او على شكل غزو الثقافي. اضافة الى الحتمية التقدم و الانتقال الى المجتمعات الحداثيه . كل تلك الاسباب خلقت عند الامه المعتدى عليها, او التي في طور التحديث رده و نزوح نحو هويتها القديمه ,مهما كانت تلك الهويه, خوفا على نفسها من الفناء بفقدان الهويه. فهكذا طبيعة الامم.و بما ان الاسلام هو مصدر رئيسي لهويه كثير من الشعوب فكان من الطبيعي بروز شعار" الحل هو لاسلام " نتيجة" لتوتر المقدس المتمثل بالاسلام" ثم ما تلبث هذه المجتمعات الا ان تجد لنفسها حل يقوم على التسويه, تلفيقا و توفيقا, الواعيه او غير الواعيه بين ما هو جديد و بين هويتها الاصليه القديمه. مثال ذلك اليابان و تركيا.

اما فشل سياسات الدوله القطريه : عجز الدول الناميه عن الانتقال الصحيح نحو التحديث ,و العباء الماديه التي خلقها الاستعمار المباشر على تلك الدول من استغلال ثروات و تكبيل تلك الدول بالديون , و تحالف الطبقه الحاكمه المتغربه مع حكومات الدول الكبرى. كل تلك العوامل ادت لافقار تلك الشعوب و تخلفها كل ذلك دفعها للالتفاف حول أي جماعه تتبنى مطالبهم و تظهر سخطها على تلك الاوضاع حتى و لو كانت لا تملك مشروع حقيقي يلبي حجات تلك الافواه الجائعة و حيث انهم جلهم اميين فما وجدوا الا نصوص فقهيه متفرقه هنا و هناك و حكاوي تاريخيه تدغدغ احلامهم و تبني لهم قصور في الهواء.


كما فهمت من التعقيب ان القضيه هي ازمه في توظيف المصطلحات ليس غير.

هل من فرق بين انسان ينكر حكم شرعي و يتبع هواه بشكل سافر و لا يكترث للراي الشرعي و انسان يخلق لنفسه مبررات من الشرع و يوظف قواعده الفقهيه و نصوصه الشرعيه ليبرر لنفسه مخالفه معينه تحقيقا لغرض خاص او مسايره للواقع( و هذا واقع معظم الجماعات الاسلاميه حتى انك لا تكاد تجد فرق بين خطاب بعض الجماعات الاسلاميه و خطاب أي حزب يساري ) معتبرا نفسه على هدي"الاسلام الصحيح"
هل من أي فرق بين الفريقين من ناحية تشكل او عدم تشكل راي العام على الاسلام .

اما اذا كانت الصحف و الفضائيات لا تمثل الامه فلا اقل انها تخلق فكر مشوه و تخرب وعي و لا يخفى تاثيرها على احد و مجرد وجود مثل هذا الاعلام المروج لتلك الافكار دليل على عدم نضج الراي العام على الاسلام و افكاره.


و اسأل: و هل يلزم من اخذ القياده من الامه ان تتبنى الامه اجتهادات الحزب؟ و هل اذا اخذت جماعه اسلاميه اخرى (تختلف عن الحزب فيما يتبناه )القياده من الامه و اقامة الدوله هل سيعترف بها الحزب؟

و اخيرا كيف يمكن الحصول على نسخه من كتيب "محاولة اخذ القيادة"

عمر
09-05-2008, 01:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفائده من الراي العام اذا كان لا يملك فكر صافي واضح المعاني
و الامثله التي ذكرت يا اخي ابو تقي, نعم موجوده و لها واقع .نعم هي دلائل على وجود راي عام , بالاضافه الى انها وقائع تدل على دقة راصدها, في الوقت نفسه فان هذه الاعمال هي دليل على انحراف الوعي و عدم وضوح الفكره الصافيه . اليس كذلك؟ و اذا كان هذا صحيح فاي فائده تجنى من فهم منحرف؟!
و الله اعلم

ابو مقياس
10-05-2008, 12:00 AM
-لقد دلت الوقائع والحوادث الجارية خاصة البارزة منها على تجاوب مشاعر المسلمين مع أفكار الإسلام الأساسية عن الحياة مما يعني أن الأمة الإسلامية قد تقبلت مجموع المفاهيم والمقاييس والقناعات الإسلامية ، أي دلت هذه الحوادث على توحيد هدف الأمة وتوحيد عقيدتها السياسية ووجهة نظرها في الحياة.

ماذا تعني بقولك المفاهيم والمقاييس والقناعات اليس المعني الي حدا ما متشابه ام هناك اختلاف

عمر
22-05-2008, 07:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخ ابو تقي

لماذا لا تجيب عن تساؤلات هذا الموضوع او انك ليس لديك رد؟؟
و جزاك الله خيرا

أبو محمد
27-05-2008, 05:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكم جميعا،،،

لم أرى تعليق الأخ عمر على أسئلة الأخ أبي تقي!!

لا بد من تركيز البحث وتبيان وجه الخطأ في كل فكرة تطرح، فالأخ عمر يقول أن لكل حادثة ساقها الأخ أبو تقي تفسيرها الخاص، ولكنه لم يسق تفسيره الخاص لها!!!

ولم يعلق على أيضا الأخ عمر على الحوادث الخمس التي ساقها أبو تقي!!!!

والسلام عليكم

أبو فارس
12-06-2008, 10:41 PM
السلام عليكم..

أظن أن الخلاف القائم اليوم في منهج العمل لاستئناف الحياة الإسلامية هو خلاف يسببه الاختلاف في تقدير مدى بعد الأمة عن الإسلام.
إن أي حركة أو حزب أو جماعة أو تكتل تبتغي استئناف الحياة الإسلامية تحتاج إلى تقدير مدى بعد الأمة عن الإسلام الصحيح. كالطبيب الحاذق عندما يأتي ليعالج المريض: يشخص المرض ثم يضع العلاج بناءً على نوع المرض ومدى توغله في جسم المريض.

إننا أحياناً لا نفرق بين "المظاهر الإسلامية" وبين وجود الإسلام في واقع النفوس وواقع العلاقات بشكل يمكننا في التفكير بالوثوب للمرحلة المقبلة في العمل لاستئناف الحياة الإسلامية. نحتاج أن نحدد أموراً إذا وجدت في الأمة يتم بعدها التفكير في استلام الحكم لتطبيق الإسلام في واقع الحياة، ليصبح لا أفكار الأمة ومشاعرها فحسب، بل ونظامها كذلك.

ينبغي لنا أن نكشف عن الأساس ذاته في بناء الأمة، هل هو سليمٌ أم تهرأ في أثناء مسيرة الامة التاريخية؟ ومن ثم فهل سيكون العمل هو الترميم أم إعادة البناء؟!

ليس الفساد -ابتداء- ينحصر في السلوك الإسلامي، إنما هو فساد في المفهومات، مفهومات الإسلام في حس الامة. وعلاج ذلك أشد وأشق مما لو كانت السلوكيات هي الفاسدة فقط. لأننا نحتاج إلى جهد مضاعف في علاج المفهومات والسلوك من بعدها.

ولننظر إلى مفهوم لا إله إلا الله كيف أصبح في حس الامة.. لقد تحول من مفهوم شامل يربط الإنسان بمنهج حياة متكامل، يشمل الحياة كلها: عبادتها وعملها، سياستها واقتصادها، روابطها الاجتماعية وروابطها الفكرية كلها فى آن، ويؤدى أداءً حياً واعياً.. تحول من ذلك إلى مجرد الكلمة المنطوقة مصحوبة بالشعائر التعبدية والأخلاقيات الحميدة أحياناً.

كانت عوامل كثيرة قد أثرت فى إفساد مفهومات الإسلام الأساسية فى حس الناس، فلم يعودوا على وعى بها فى صورتها الصحيحة التى أنزلت بها من عند الله، ووعاها ومارسها الجيل الأول رضوان الله عليهم، والأجيال التى تلته.

ولا نفصل في الأسباب كثيرا، إنما نذكر أهمها باختصار:

"الفكر الإرجائي": والذي نصطلح عليه عندما نتحدث عن ذلك المرض الفتاك الذي أصاب الأمة قديما ثم حديثا، وهو الذي يجعل المسلم راضيا عن إسلامه مادام ينطق بالشهادتين ويصدق بالرسالة. أو على أكثر الحالات مادام قائما بالشعائر التعبدية. ولنكن صرحاء مع أنفسنا، ألا نصادف هذا المرض يوميا في حياتنا عن جموع هائلة من المسلمين.. أو الذين ولدوا مسلمين؟!

"الفكر الصوفي": الذي نلخصه بأنه يطمع العبد في رضى مولاه دون القيام بالتكاليف الشرعية، لأنه يدله على باب حلفيّ للوصول! ومادام قد ضمن رضوان الله تعالى فلم المشقة والجهد والجهاد لاستئناف الحياة الإسلامية؟! أليس المطلوب عند المسلم نوال رضوان الله؟!

فضلاً عن "الاستبداد السياسي" منذ بني أمية، فبني العباس، فالمماليك، فالعثمانيين، الذي صرف الناس عن الاشتغال بالأمور العامة، ووجههم إلى الاهتمام بشئونهم الخاصة، وحصر مفهوم العبادة فى الشعائر التعبدية، والفضائل الفردية التى لا تتدخل فى شئون المجموع.

وتحول التوكل إلى تواكل سلبى دون الأخذ بالأسباب، وتحولت عقيدة القضاء والقدر إلى تخاذل وتقاعس، بعد أن كانت عقيدة إقدام وجرأة فى مواجهة الأعداء والأحداث.

وانفرج الطريق بين العمل للدنيا والعمل للآخرة، بعد أن كان طريقاً واحداً أوله فى الدنيا وآخره فى الآخرة: ((وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا))(القصص: 77)0 ((هو الذى جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور))(الملك: 15)00 فأهمل مجموع الأمة طريق الدنيا، من علم وقوة وتمكن فى الأرض وعمارة لها وتحسين لأحوالها، وانصرفوا إلى ما ظنوا أنه يقربهم إلى الله، من حلقات الذكر وهيمان الوجد، بينما انصرف مجموعة من شرار الناس إلى الدنيا بمغرياتها، من أموال وبنين وزينة وزخرف وترف وتسلط على الناس، ونسوا البعث والنشور، والحساب والجزاء، فعاثوا فساداً فى الأرض، والأمة فى قبوعها السلبى لا تتعرض له بسوء!

وهذه الأمراض كلها، التى أفرغت الدين من محتواه الحى،وأفرغت لا إله إلا الله من شحنتها الفاعلة، كانت تستلزم البدء بتصحيح مفهوم لا إله إلا الله، وتربية قاعدة صلبة راسخة البناء تمثل بدورها نواة الأمة الإسلامية المرجوّ إعادة بنائها..

لا أريد الغطالة لئلا يتضخم الموضوع، إلى هنا نقف للراحة والنقاش فيما عرضته لنتفق خطوة خطوة على ما نريد أن نصل إليه، والبقية تأتي في وضع معيار إسلامي لمدى جاهزية الامة للعمل الجاد لستلام الحكم.

أبو فارس
12-06-2008, 10:46 PM
وأرجو التفاعل مع الموضوع، لأنه موضوع يهم الأمة الإسلامية كلها، ويشارك في تحديد مصيرها بإذن الله تعالى..

عمر
13-06-2008, 12:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اعتقد اننا نغفل جانب مهم في فهم المجتمعات المعاصره و المتمثل في اليات الدوله الحديثه و اثر سطوتها على مواطنيها.فاصبحت تتحكم في تفاصيل حياة الفرد, الذي يعيش في نطاقها, فترسم له اماله و احلامه حتى اليات المعارضه و سخط عليها...عبر و سائلها التي تطال كل مواطن من مواطنيها فهي كتنين في هيمنتها على حياة الفرد او قفص حديدي يسجن الانسان و يخضعه لاجراءات تتنافى مع انسانيته. و لذلك على رغم السخط الذي نكنه لدولنا نجد انفسنا مشاركين في الحفاظ على تلك الكيانات شئنا ام ابينا فلا سبيل لنا الا في العيش ضمن نطاقها.
و بناء عليه فمن الصعب اخذ القياده قصد التغيير داخل مجتمع يخضع لمثل تلك دول. فطرق او وسائل التغيير في المجتمعات القبليه يختلف, و الله اعلم عن و سائل التغيير في المجتمعات التي تعيش في الدوله الحديثه و لذلك لن نجد امثال السعدين رضي الله عنهما و الذي سنجده هو موظفين يعملون داخل مؤسسات بيرقراطيه لا هم لهم الا الالتزام باخلاقيات العمل و ارضاء المسؤول و اي مخالف لتلك الهياكل التنظيميه او قوانين العمل هو اما خارج عن القانون فيطرد او يودع في السجن او انه غير مرغوب فيه فيبعد.و لن نجن الكثير من تربية الفرد الصالح و الذي سيجد نفسه في نهاية المطاف غير قادرفي الحفاظ على التزاماته الايمانيه حتى الشخصيه منها و لذلك سيشرع بالتوفيق و التلفيق بينها و بين اجراءات الدوله الحديثه و في نهاية المطاف سيرضخ لها . فما هي الا كالاله الضخمه فرضت علينا ايام غفلتنا من الخارج . و لن نستطيع ان نوقفها الا برحمة من الله.
اعتقد ان الفكر الارجائي و الصوفي لهما اشكال جديده مختلفه نوعا ما عن ما سبق, فمن تلك الاشكال الجديده الاعتقاد السائد ان بالدعاء او بالمال ممكن ان نسقط عنا اعظم الفروض , و الحساب الكمي التراكمي للحسنات بالتسبيح , و نوال الاجر الفوري المادي على عمل الصالحات ...
و الله من وراء القصد

الحاسر
13-06-2008, 11:54 PM
الاخ عمر
السلام عليكم
من بعد قراءة مقالك احب اعرف كيف توفق بين ما يقوله الحزب (فكرته بالنهوض) و بين واقع المجتمعات المعاصرة, بمعنى اخر ما هو الحل برأيك؟
و بارك الله بكم

عمر
18-06-2008, 09:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الحاسر
في الحقيقه لا اعلم عن كيفية التوفيق
و لا اعرف ما الحل .
و ما احاول توضيحه هو قراءه لواقع الدوله الحديثه و ما يميزها

و الله من وراء القصد

أبو محمد الراشد
22-06-2008, 11:07 PM
جزاكم الله خيراً ..

Abu Taqi
28-02-2009, 11:29 PM
السلام عليكم

أخي الكريم الموضوع لم يحذف أذا كنت تقصد هذا الموضوع،،،،،،،،،،،،

جزيت خيرا

ابواحمد
01-03-2009, 10:30 AM
هذا الموضوع فعلامااقصده ،ويبدو ان التحديثات التي جرت على صفحة المنتدى لم تمكنني من ملاحظته عمومالك الشكر والسلام عليكم