عبد الواحد جعفر
10-09-2016, 02:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الهجمة على الإسلام والتعديلات الأخيرة على مناهج التعليم في الأردن
لقد أسفرت الدولة في الأردن عن حقيقة موقفها من الحرب المعلنة على الإسلام، واختارت الانحياز إلى أعداء الأمة في الهجمة الشرسة على الإسلام، ضاربة عرض الحائط مبدأ الأمة وعقيدتها وهويتها. حيث قامت بإجراء تعديلات على المناهج الدراسية أقصت فيها آيات وأحاديث وأحكامًا شرعية، وتعقب مقصُّ التعديل أغلب ما يدلي إلى الإسلام بسبب في هذه المناهج.
ولم تكن هذه الخطوة وليدة لحظتها، بل سبق إجراء هذه التعديلات حملة مسعورة قادتها السفارة الأميركية تدعو إلى تعديل المناهج لتصبح أكثر "اعتدالًا" ومحرضة على المعلمين، وما تشير إليه من وجود منهاج خفي يدرسه المعلمون للطلاب بما يعكس خلفيتهم الثقافية الإسلامية، حيث جاء في وثيقة مسربة لويكيليكس صادرة عن السفارة الأميركية مؤرخة في 10/11/2009 وتحمل الرقم09amman2452 ما نصه: (إن محتوى المناهج جميعها بما في ذلك الاجتماعيات واللغة العربية والتاريخ تشمل على السواء الصورة النمطية السلبية عن الديانات والتعاليم الإسلامية غير المعتدلة)، وفي موضع آخر ورد ما نصه: (أن مادة الدراسات الإسلامية في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" تحتوي على إجازة قتل المرتدين والزناة. كما يعتقدون أيضاً أن المعلمين في المدارس الحكومية أصبحوا أقل اعتدالاً مما يؤدي إلى مواطنة أكثر راديكالية وأقل تسامحًاً).
وفي تقرير المناهج الدراسية ودورها في احترام الآخر الصادر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن والتي ألقاها المطران مارون لحام في مؤتمر التحديات التي تواجه "المسيحيين" العرب المنعقد في عمّان في 4/9/2013، جاء ما نصه: (المثل الثاني: المناهج المعدّلة، قامت وزارة التربية والتعليم بتغيير المناهج للصفوف الثلاثة الأولى: لكنّها ما زالت تربي على العنف واستخدام الدين استخدامًا خاطئًا: مثال على ذلك ما جاء في كتاب اللغة العربية، الجزء الثاني، الصف الثالث الأساسي، المعدّل، فتحت عنوان: اقرأ واستمتع: "نقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد توليه الخلافة، أنه قال: إذا رأيتم فيَّ اعوجاجًا، فقوّموني، فقام رجل، وقال لعمر، والله لو رأينا فيك اعوجاجًا، لقوّمناك بسيوفنا، فقال عمر، الحمد لله الذي جعل في أمة محمّد من يقوّم عمر بسيفه". فلم لا نربي أبناءنا وبناتنا على عقلية "الحوار والأخذ والعطاء الفكريين، بدل أن نعملهم الأخذ بالسيف لكل من يخالفنا الرأي؟). والتقرير حافلٌ بمطالب تعديل المنهاج الدراسي وإعطاء مساحة أوسع للفكر النصراني للدخول إلى المناهج، والكف عن اعتبار النصارى من "الأقليات" بل من "المكونات"!!
وكان لهذه الوثيقة المسربة وما تضمنتها من تعليمات، والتقرير الذي صدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، والدراسات التي أعدها علمانيون حاقدون باحتواء المناهج على أفكار "داعشية" في إشارة إلى النصوص الإسلامية، دورٌ بارزٌ في إلهام حفنة من الكتاب الصحفيين العلمانيين، لشن هجمة شرسة على المحتوى الإسلامي في مناهج التعليم، رغم أن المناهج مؤسسة في الأصل على فكرة فصل الدين عن الحياة، ولكنه يسوؤهم أن تحوي هذه المناهج بعض الآيات والأحاديث، والأفكار والأحكام الإسلامية، فكان لا بد من "تطهير" المناهج من هذه "المظاهر" الإسلامية، واجتثاث كل ما يتصل بالإسلام من جذوره، وتعزيز قيم العلمانية والحضارة الغربية التي لها حضور واضح ومميز في كتب التربية الوطنية، ونفض "الغبار" الكثيف عن هذه المناهج على حد تعبير كاتبة علمانية.
إن هذه الحملة التي تشنها هذه الأقلام المسعورة ليست منفصلة أبدًا عن الهجمة الدولية تحت قيادة أميركا على الإسلام والعالم الإسلامي، بل هي جزء من هذه الهجمة الشرسة، التي تريد فصل ارتباط الأمة بعقيدتها وهويتها، وتجفيف منابعها، فليس الأمر مقتصرًا على مناهج التعليم، وإن كانت الأبرز، بل يشمل ذلك أيضًا المساجد، وتعزيز سبل الرقابة عليها، والإعلام وطبيعة المواضيع التي يتناولها والقضايا التي يعالجها، في خطة شاملة ودقيقة، تهدف إلى أن يعتنق الناس "الدين الأميركي" والذي تسميه بحسب مؤسسة راند بـ"الإسلام الديموقراطي المدني"، وهو ما يسمونه بـ"الإسلام المعتدل"!، وهو يعني إفراغ الإسلام من مضمونه، وجعل أفكار الحضارة الغربية من ديمقراطية وتعددية وحريات عامة وحرية اقتصادية هي المضمون لهذا "الدين الجديد".
أيها المسلمون..
أمام هذا الهدف الفظيع لابد لنا من اليقظة وإدراك حقيقة ما يدبِّره لنا الكفار وأتباعهم. ثم إننا مَدْعُوّون اليوم للدفاع عن عقيدتنا وديننا، وعن وجودنا كأمة؛ لأن الأمم تبقى ببقاء عقائدها وتزول بزوالها. لقد آن أوان المفاصَلة بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبقاء دين الله أو القضاء عليه. فأميركا والغرب الكافر، وحكامنا، ومَن حولهم من سياسيين ومفكرين ورجال اقتصاد وإعلام وغيرهم من المضبوعين بالرأسمالية والمفتونين بطريقتها في العيش، وكل المنادين بـ"الدين الجديد" في خندق واحد هو خندق الباطل، والواعون المخلِصون من حَمَلة الدعوة الإسلامية ومعهم كل الغيورين على دينهم من أبناء الأمة الإسلامية في خندق الحق.
وإنها لمعركة فاصلة يتقرر فيها مصيرنا، إذ ليس بعدها إلا الحياة وعزة الدنيا والآخرة، أو الموت وخزي الداريْن لا قَدَّر الله. فكل مسلم مؤمن بالله ورسوله، وبالدين الذي جاء به محمد _صلى الله عليه وسلم_، مطالَب اليوم بالوقوف في خندق الحق، ولا خيار له في ذلك؛ لأنه لا مجال في هذه المعركة المصيرية للوقوف على الحياد.
ولا شك في أن خطر الفناء سيظل يتهددنا ما بقينا كالغنم السائبة بلا راعٍ يحميها ويَذُبّ عنها العوادي. والإسلام قد حدّد لنا راعينا، وبيّن أنه خليفة نبايعه على العمل بكتاب الله وسنّة رسوله.
أيها المسلمون في الأردن..
إن الدول تهاب الرأي العام، وتحسب له ألف حساب، والرأي العام يجب أن يكون ضد هذه الإجراءات التي تستهدف ضرب الإسلام وإخراجه من حياة المسلمين، ولا بد أن يتحول هذا الرأي العام إلى قوة حقيقية وخطوات عملية، حتى لو أدى ذلك إلى الإضراب عن الدراسة، وعدم إرسال أولادنا إلى المدارس ليدرسوا هذه المناهج التي تعلي من قيم حضارة عدونا الغرب الكافر، وتنال من أفكار وأحكام الإسلام وتشريعاته.
وعلينا كذلك مقاطعة ومهاجمة كل الفئات التي انخرطت في هذا المشروع من صحف وإعلاميين، ومن خبراء تربويين، وموظفين حكوميين، وكشفهم بالاسم حتى يكونوا منبوذين من الأمة. بل وملاحقتهم إعلاميًّا وقضائيًّا بجريمة التهجم على الإسلام والدعوة إلى الكفر الصراح.
وعلى المعلمين عدم تدريس هذه التعديلات، أو أي حكم لا ينبثق من العقيدة الإسلامية، أو أي فكر يخالفها، وأن يكون الرد على تعديلاتهم العض على الإسلام وأحكامه بالنواجذ.
{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}
7/ذي الحجة/1437هـ حزب التحرير
9/9/2016م ولاية الأردن
الهجمة على الإسلام والتعديلات الأخيرة على مناهج التعليم في الأردن
لقد أسفرت الدولة في الأردن عن حقيقة موقفها من الحرب المعلنة على الإسلام، واختارت الانحياز إلى أعداء الأمة في الهجمة الشرسة على الإسلام، ضاربة عرض الحائط مبدأ الأمة وعقيدتها وهويتها. حيث قامت بإجراء تعديلات على المناهج الدراسية أقصت فيها آيات وأحاديث وأحكامًا شرعية، وتعقب مقصُّ التعديل أغلب ما يدلي إلى الإسلام بسبب في هذه المناهج.
ولم تكن هذه الخطوة وليدة لحظتها، بل سبق إجراء هذه التعديلات حملة مسعورة قادتها السفارة الأميركية تدعو إلى تعديل المناهج لتصبح أكثر "اعتدالًا" ومحرضة على المعلمين، وما تشير إليه من وجود منهاج خفي يدرسه المعلمون للطلاب بما يعكس خلفيتهم الثقافية الإسلامية، حيث جاء في وثيقة مسربة لويكيليكس صادرة عن السفارة الأميركية مؤرخة في 10/11/2009 وتحمل الرقم09amman2452 ما نصه: (إن محتوى المناهج جميعها بما في ذلك الاجتماعيات واللغة العربية والتاريخ تشمل على السواء الصورة النمطية السلبية عن الديانات والتعاليم الإسلامية غير المعتدلة)، وفي موضع آخر ورد ما نصه: (أن مادة الدراسات الإسلامية في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" تحتوي على إجازة قتل المرتدين والزناة. كما يعتقدون أيضاً أن المعلمين في المدارس الحكومية أصبحوا أقل اعتدالاً مما يؤدي إلى مواطنة أكثر راديكالية وأقل تسامحًاً).
وفي تقرير المناهج الدراسية ودورها في احترام الآخر الصادر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن والتي ألقاها المطران مارون لحام في مؤتمر التحديات التي تواجه "المسيحيين" العرب المنعقد في عمّان في 4/9/2013، جاء ما نصه: (المثل الثاني: المناهج المعدّلة، قامت وزارة التربية والتعليم بتغيير المناهج للصفوف الثلاثة الأولى: لكنّها ما زالت تربي على العنف واستخدام الدين استخدامًا خاطئًا: مثال على ذلك ما جاء في كتاب اللغة العربية، الجزء الثاني، الصف الثالث الأساسي، المعدّل، فتحت عنوان: اقرأ واستمتع: "نقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد توليه الخلافة، أنه قال: إذا رأيتم فيَّ اعوجاجًا، فقوّموني، فقام رجل، وقال لعمر، والله لو رأينا فيك اعوجاجًا، لقوّمناك بسيوفنا، فقال عمر، الحمد لله الذي جعل في أمة محمّد من يقوّم عمر بسيفه". فلم لا نربي أبناءنا وبناتنا على عقلية "الحوار والأخذ والعطاء الفكريين، بدل أن نعملهم الأخذ بالسيف لكل من يخالفنا الرأي؟). والتقرير حافلٌ بمطالب تعديل المنهاج الدراسي وإعطاء مساحة أوسع للفكر النصراني للدخول إلى المناهج، والكف عن اعتبار النصارى من "الأقليات" بل من "المكونات"!!
وكان لهذه الوثيقة المسربة وما تضمنتها من تعليمات، والتقرير الذي صدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، والدراسات التي أعدها علمانيون حاقدون باحتواء المناهج على أفكار "داعشية" في إشارة إلى النصوص الإسلامية، دورٌ بارزٌ في إلهام حفنة من الكتاب الصحفيين العلمانيين، لشن هجمة شرسة على المحتوى الإسلامي في مناهج التعليم، رغم أن المناهج مؤسسة في الأصل على فكرة فصل الدين عن الحياة، ولكنه يسوؤهم أن تحوي هذه المناهج بعض الآيات والأحاديث، والأفكار والأحكام الإسلامية، فكان لا بد من "تطهير" المناهج من هذه "المظاهر" الإسلامية، واجتثاث كل ما يتصل بالإسلام من جذوره، وتعزيز قيم العلمانية والحضارة الغربية التي لها حضور واضح ومميز في كتب التربية الوطنية، ونفض "الغبار" الكثيف عن هذه المناهج على حد تعبير كاتبة علمانية.
إن هذه الحملة التي تشنها هذه الأقلام المسعورة ليست منفصلة أبدًا عن الهجمة الدولية تحت قيادة أميركا على الإسلام والعالم الإسلامي، بل هي جزء من هذه الهجمة الشرسة، التي تريد فصل ارتباط الأمة بعقيدتها وهويتها، وتجفيف منابعها، فليس الأمر مقتصرًا على مناهج التعليم، وإن كانت الأبرز، بل يشمل ذلك أيضًا المساجد، وتعزيز سبل الرقابة عليها، والإعلام وطبيعة المواضيع التي يتناولها والقضايا التي يعالجها، في خطة شاملة ودقيقة، تهدف إلى أن يعتنق الناس "الدين الأميركي" والذي تسميه بحسب مؤسسة راند بـ"الإسلام الديموقراطي المدني"، وهو ما يسمونه بـ"الإسلام المعتدل"!، وهو يعني إفراغ الإسلام من مضمونه، وجعل أفكار الحضارة الغربية من ديمقراطية وتعددية وحريات عامة وحرية اقتصادية هي المضمون لهذا "الدين الجديد".
أيها المسلمون..
أمام هذا الهدف الفظيع لابد لنا من اليقظة وإدراك حقيقة ما يدبِّره لنا الكفار وأتباعهم. ثم إننا مَدْعُوّون اليوم للدفاع عن عقيدتنا وديننا، وعن وجودنا كأمة؛ لأن الأمم تبقى ببقاء عقائدها وتزول بزوالها. لقد آن أوان المفاصَلة بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبقاء دين الله أو القضاء عليه. فأميركا والغرب الكافر، وحكامنا، ومَن حولهم من سياسيين ومفكرين ورجال اقتصاد وإعلام وغيرهم من المضبوعين بالرأسمالية والمفتونين بطريقتها في العيش، وكل المنادين بـ"الدين الجديد" في خندق واحد هو خندق الباطل، والواعون المخلِصون من حَمَلة الدعوة الإسلامية ومعهم كل الغيورين على دينهم من أبناء الأمة الإسلامية في خندق الحق.
وإنها لمعركة فاصلة يتقرر فيها مصيرنا، إذ ليس بعدها إلا الحياة وعزة الدنيا والآخرة، أو الموت وخزي الداريْن لا قَدَّر الله. فكل مسلم مؤمن بالله ورسوله، وبالدين الذي جاء به محمد _صلى الله عليه وسلم_، مطالَب اليوم بالوقوف في خندق الحق، ولا خيار له في ذلك؛ لأنه لا مجال في هذه المعركة المصيرية للوقوف على الحياد.
ولا شك في أن خطر الفناء سيظل يتهددنا ما بقينا كالغنم السائبة بلا راعٍ يحميها ويَذُبّ عنها العوادي. والإسلام قد حدّد لنا راعينا، وبيّن أنه خليفة نبايعه على العمل بكتاب الله وسنّة رسوله.
أيها المسلمون في الأردن..
إن الدول تهاب الرأي العام، وتحسب له ألف حساب، والرأي العام يجب أن يكون ضد هذه الإجراءات التي تستهدف ضرب الإسلام وإخراجه من حياة المسلمين، ولا بد أن يتحول هذا الرأي العام إلى قوة حقيقية وخطوات عملية، حتى لو أدى ذلك إلى الإضراب عن الدراسة، وعدم إرسال أولادنا إلى المدارس ليدرسوا هذه المناهج التي تعلي من قيم حضارة عدونا الغرب الكافر، وتنال من أفكار وأحكام الإسلام وتشريعاته.
وعلينا كذلك مقاطعة ومهاجمة كل الفئات التي انخرطت في هذا المشروع من صحف وإعلاميين، ومن خبراء تربويين، وموظفين حكوميين، وكشفهم بالاسم حتى يكونوا منبوذين من الأمة. بل وملاحقتهم إعلاميًّا وقضائيًّا بجريمة التهجم على الإسلام والدعوة إلى الكفر الصراح.
وعلى المعلمين عدم تدريس هذه التعديلات، أو أي حكم لا ينبثق من العقيدة الإسلامية، أو أي فكر يخالفها، وأن يكون الرد على تعديلاتهم العض على الإسلام وأحكامه بالنواجذ.
{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}
7/ذي الحجة/1437هـ حزب التحرير
9/9/2016م ولاية الأردن