بوفيصيل
03-02-2016, 02:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بالسلطان يصلح المجتمع ويصلح الافراد
ان الواقع الفاسد المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية منذ أن هدمت دولة الخلافة الإسلامية على يد المجرم مصطفى كمال حتى هذه اللحظة إنما يدعو إلى العمل والتغيير، وقد دفع الكثير من أبناء الأمة الإسلامية يتبنى فكرة الإصلاح والتغيير حيث ان فكرة الإصلاح هذه تراود أذهان كل العاملين للإصلاح والتغيير وهما فريقان اثنان:
فريق يقوم على فكرة إصلاح الفرد، وعند هذا الفريق إذا صلح الفرد صلح المجتمع، فيطلبون من الأب ان يصلح أبناءه ومن الزوج ان يصلح زوجته ومن المعلم ان يصلح تلاميذه ومن القريب ان يصلح قريبه وبهذا يصلح المجتمع عندهم. ونسي هذا الفريق ان من يطلبون منه الإصلاح قد يكون فاسدا ولا يرضى بالإصلاح وأنه ان وافق على ان يكون مصلحا فقد لا يقبل منه الآخر ويصر على فساده وعناده ويرفض الاستجابة للمصلح. وهذا هو الواقع المحسوس الملموس الواضح للعيان، فما أكثر من يريدون الإصلاح ويعملون له في هذه الأيام ومع كل هذا نرى المجتمع يزداد فسادا يوما بعد يوم. والمدارس خير مثال على ذلك فالجهل مستشر والطلاب لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ولا الفهم ولا الإدراك ولا الأدب ولا العلم إلا من رحم ربي.
وأما الفريق الآخر فتقوم فكرته على العمل لإصلاح المجتمع، وعندهم إذا صلح المجتمع صلح الفرد فالمجتمع هو الذي يؤثر في الفرد التأثير المنتج والأقوى، وتأثير الفرد في المجتمع هو الأضعف، وواقعنا الحالي خير دليل على ذلك.
فالرسول صلى الله عليه وسلم عمل على إصلاح المجتمع من أول ايام الدعوة الإسلامية، وفهمت قريش والعرب ذلك منه فعرضت عليه الملك والمال والنساء على أن يترك دعوته فقالوا له أمام عمه أبي طالب: ان كان يريد ملكا ملكناه وأن كان يريد مالا اعطيناه وأن كان يريد زواجا زوجناه، فقال له عمه لقد انصفك قومك فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله او تنفرد هذه السالفة.
فالرسول صلى الله عليه وسلم استهدف الحكم والسلطان بدعوته، وعمل جهده على ان يكون له الحكم والسلطان، وهذا ما كان، عندما تمكن من إقامة الدولة الإسلامية في المدينة وتطبيق الإسلام فيها على الناس جميعا، وكان فيها الأمر الناهي، وكان هو الحاكم بين، وكان له الأمر ووضع الوثيقة التي تنظم علاقة المسلمين واليهود التي سميت بالصحيفة، اى كتب كتابا بين أهل المدينة جميعا بين فيه لكل فريق من المؤمنين ويهود ما له وما عليه، وكان في المدينة من يهود: بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، فلما نقضوا عهدهم وخالفوا الاتفاق الذي ابرموه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلاهم من ديارهم وصادر آلة حربهم وقتل فريقا منهم لأنه كان صاحب الأمر والسلطان في المدينة. فبالسلطان يصلح الأمر ويصلح المجتمع ويصلح الأفراد وتستقيم الأمور وبدونه يبقى الناس هملا والأمر فوضى وقديما قال الشاعر:-
والبيت لا يبتنى إلا له عمد**ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراه لهم**ولا سراه إذا جهالهم سادوا
تهدى الأمور بأهل الرأى ما صلحت**وإذا تولت فبالاشرار تنقاد
فالذي غفل عنه الناس في هذه الأيام أن من يسوس الناس وتولى أمرهم طغمة فاسدة كلها شر ومكر وخداع وفساد، أمسكت بزمام الأمر وتولت الحكم وعاثت في الناس فسادا. فقام كثير ممن يعتبرون أنفسهم من المصلحين يعملون على إصلاح الفرد، وبقيت الطغمة الحاكمة على حالها مهيمنة على الأمور مع تغيير بعض الوجوه وتنوع الأساليب وبعد أن كانت تصل الطغمة الحاكمة على ظهر الدبابة والانقلابات العسكرية فقد وصلت في هذه الأيام عن طريق الثورات وأشباه الشعوب
والمصلحون يدورون في حلقة مفرغة لأنهم اشتغلوا بأنفسهم وذويهم وتركوا الحكام يعيثون في الأرض فسادا، وواقع منطقة العالم الإسلامي خير شاهد على ذلك وصدق من قال
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها**ان كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا
01-02-2016
منقول
بالسلطان يصلح المجتمع ويصلح الافراد
ان الواقع الفاسد المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية منذ أن هدمت دولة الخلافة الإسلامية على يد المجرم مصطفى كمال حتى هذه اللحظة إنما يدعو إلى العمل والتغيير، وقد دفع الكثير من أبناء الأمة الإسلامية يتبنى فكرة الإصلاح والتغيير حيث ان فكرة الإصلاح هذه تراود أذهان كل العاملين للإصلاح والتغيير وهما فريقان اثنان:
فريق يقوم على فكرة إصلاح الفرد، وعند هذا الفريق إذا صلح الفرد صلح المجتمع، فيطلبون من الأب ان يصلح أبناءه ومن الزوج ان يصلح زوجته ومن المعلم ان يصلح تلاميذه ومن القريب ان يصلح قريبه وبهذا يصلح المجتمع عندهم. ونسي هذا الفريق ان من يطلبون منه الإصلاح قد يكون فاسدا ولا يرضى بالإصلاح وأنه ان وافق على ان يكون مصلحا فقد لا يقبل منه الآخر ويصر على فساده وعناده ويرفض الاستجابة للمصلح. وهذا هو الواقع المحسوس الملموس الواضح للعيان، فما أكثر من يريدون الإصلاح ويعملون له في هذه الأيام ومع كل هذا نرى المجتمع يزداد فسادا يوما بعد يوم. والمدارس خير مثال على ذلك فالجهل مستشر والطلاب لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ولا الفهم ولا الإدراك ولا الأدب ولا العلم إلا من رحم ربي.
وأما الفريق الآخر فتقوم فكرته على العمل لإصلاح المجتمع، وعندهم إذا صلح المجتمع صلح الفرد فالمجتمع هو الذي يؤثر في الفرد التأثير المنتج والأقوى، وتأثير الفرد في المجتمع هو الأضعف، وواقعنا الحالي خير دليل على ذلك.
فالرسول صلى الله عليه وسلم عمل على إصلاح المجتمع من أول ايام الدعوة الإسلامية، وفهمت قريش والعرب ذلك منه فعرضت عليه الملك والمال والنساء على أن يترك دعوته فقالوا له أمام عمه أبي طالب: ان كان يريد ملكا ملكناه وأن كان يريد مالا اعطيناه وأن كان يريد زواجا زوجناه، فقال له عمه لقد انصفك قومك فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله او تنفرد هذه السالفة.
فالرسول صلى الله عليه وسلم استهدف الحكم والسلطان بدعوته، وعمل جهده على ان يكون له الحكم والسلطان، وهذا ما كان، عندما تمكن من إقامة الدولة الإسلامية في المدينة وتطبيق الإسلام فيها على الناس جميعا، وكان فيها الأمر الناهي، وكان هو الحاكم بين، وكان له الأمر ووضع الوثيقة التي تنظم علاقة المسلمين واليهود التي سميت بالصحيفة، اى كتب كتابا بين أهل المدينة جميعا بين فيه لكل فريق من المؤمنين ويهود ما له وما عليه، وكان في المدينة من يهود: بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، فلما نقضوا عهدهم وخالفوا الاتفاق الذي ابرموه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلاهم من ديارهم وصادر آلة حربهم وقتل فريقا منهم لأنه كان صاحب الأمر والسلطان في المدينة. فبالسلطان يصلح الأمر ويصلح المجتمع ويصلح الأفراد وتستقيم الأمور وبدونه يبقى الناس هملا والأمر فوضى وقديما قال الشاعر:-
والبيت لا يبتنى إلا له عمد**ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراه لهم**ولا سراه إذا جهالهم سادوا
تهدى الأمور بأهل الرأى ما صلحت**وإذا تولت فبالاشرار تنقاد
فالذي غفل عنه الناس في هذه الأيام أن من يسوس الناس وتولى أمرهم طغمة فاسدة كلها شر ومكر وخداع وفساد، أمسكت بزمام الأمر وتولت الحكم وعاثت في الناس فسادا. فقام كثير ممن يعتبرون أنفسهم من المصلحين يعملون على إصلاح الفرد، وبقيت الطغمة الحاكمة على حالها مهيمنة على الأمور مع تغيير بعض الوجوه وتنوع الأساليب وبعد أن كانت تصل الطغمة الحاكمة على ظهر الدبابة والانقلابات العسكرية فقد وصلت في هذه الأيام عن طريق الثورات وأشباه الشعوب
والمصلحون يدورون في حلقة مفرغة لأنهم اشتغلوا بأنفسهم وذويهم وتركوا الحكام يعيثون في الأرض فسادا، وواقع منطقة العالم الإسلامي خير شاهد على ذلك وصدق من قال
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها**ان كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا
01-02-2016
منقول