عبد الواحد جعفر
18-11-2015, 10:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
دردشات سياسية
أولاً: هجمات باريس
قبل أن تبدأ التحقيقات الجنائية اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف وراء سلسلة الهجمات. وقال هولاند إن "ما حصل هو عمل حربي.. ارتكبته داعش ودُبِّر من الخارج بتواطؤ داخلي، على التحقيق إثبات ذلك".
ولم يكد فرنسوا هولاند ينتهي من اتهامه تنظيم "داعش" بتنفيذ الهجمات، حتى خرج التنظيم بعد ساعات قليلة من ذلك ليعلن تبنيه لتلك الهجمات في بيان حمل عنوان "غزوة باريس المباركة".
وقد ربط التنظيم الهجمات بمشاركة فرنسا في الحملة العسكرية على مواقعه في سوريا والعراق، وبررها بقوله: "إن هجماتنا في باريس ما هي إلا ردٌّ على حملة فرنسا على مقاتلينا وسب الرسول محمد". وفي الختام توعد التنظيم فرنسا بالمزيد من الهجمات لأنها على "رأس قائمة أهدافه".
وبسرعة شديدة تداعى حكام وزعماء العالم إلى إدانة هذه الهجمات والإعراب عن تضامنهم مع فرنسا والرئيس هولاند.
إن التوقيت المشبوه لهجمات باريس عشية اجتماع فيينا لبحث الأزمة السورية قد وجه نقاشات المجتمعين في اتجاه جعل أولوية "الحرب على الإرهاب" تسبق البحث في أي شيء آخر، وهو يخدم ما تسعى إليه روسيا فيما تتخذه مبرراً في دعمها الظاهر لنظام بشار، ويحشد الموقف الشعبي الأوروبي خلف زعماء أوروبا في تدخلهم بقوة في المنطقة الإسلامية لمحاربة "الإرهاب" الذي أخذ يضرب في عقر دارهم. وتحقيقُ ما تسعى إليه السياسة الروسية من إظهار مصداقية ما تتذرع به هو عينُ ما تطلبه سياسة واشنطن في مضيها لتنفيذ مشروعها في منطقتنا، الذي يتطلب تسخير قوى دول أوروبا وروسيا بدعوى (تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب) للمساعدة في الإمعان بإضعاف الأمة الإسلامية من خلال زيادة تفكيكها وتمزيقها وإنهاك طاقاتها البشرية والمادية، فضلاً عن إبعادها عن مصدر قوتها المتمثل في عقيدتها الإسلامية. ومن هنا جاء تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موافقاً لما تحدث به كيري ولافروف، والذي دعا فيه إلى "تنسيق المكافحة الدولية للإرهاب"، مضيفاً أنه "من الضروري أكثر من أي وقت مضى في الظروف التي نعيشها تنسيق المكافحة الدولية للإرهاب".
إنه من الواضح أن طبيعة الهجمات وتوقيتها سوف تكون لها تداعيات على السياسة الخارجية الفرنسية المتماهية مع المخططات الأميركية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبقية القضايا الدولية. كما أنها سوف ترفع من أمام الحكومة الفرنسية كل الموانع القانونية وضغط جمعيات "حقوق الإنسان" فيما يتعلق بسياسة الهجرة والتعاطي مع شؤون المسلمين المقيمين في فرنسا.
وعليه فقد وفَّرت هجمات باريس الأخيرة مزيداً من الدعم والتبرير لسياسة فرنسا الخارجية من أجل الإنخراط في الأعمال العسكرية التي تخطط لها أميركا في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ومن المعلوم أن فرنسا تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق منذ أيلول/سبتمبر 2014، وقد بدأت منذ شهر فقط في شن غارات جوية على مواقعه في سوريا. فما تريده أميركا من فرنسا وبقية الدول الأوروبية الكبرى هو المزيد من الإنغماس في أتون الحروب التي تشنها أميركا ضد المسلمين، وبخاصة بعد أن توفر لديهم الدعم السياسي والشعبي للقيام بذلك جرّاء أحداث كهجمات باريس الأخيرة.
فبعد يوم واحد من هجمات باريس صرَّح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قائلاً: "نحن في حرب، سنتحرك ونضرب هذا العدو" الجهادي "من أجل تدميره"، ولفت فالس إلى أن "هذه الحرب تخاض على التراب الوطني وفي سوريا".
وبالفعل قام الطيران الفرنسي يوم 15 تشرين ثاني/نوفمبر بقصف كثيف على مدينة الرقة. وذكرت قناة فرانس 24 أن طائرات حربية فرنسية حلقت مساء السبت 14 تشرين ثاني/نوفمبر في أجواء مدينة سرت. ومن المتوقع أن تسند أميركا لدول حلف الأطلسي وعلى رأسها فرنسا تدخلاً عسكرياً واسعاً قد يشمل تدخلاً برياً وبحرياً في ليبيا بحجة محاربة تمدد تنظيم الدولة في شمال إفريقيا.
إن من تداعيات هجمات باريس هي أنها ستؤثر مباشرة على وضع المسلمين في فرنسا وبقية دول أوروبا، ولن يشفع لهم أن من بين الذين سقطوا في هذه الهجمات عدد كبير منهم. فهذه الهجمات سوف تزيد من مشاعر الكراهية تجاه المسلمين في أوساط شرائح المجتمع الفرنسي الذي تتفشى فيه سلفاً أفكار (الإسلاموفوبيا). وسيكون الرابح السياسي الأكبر من هذه الهجمات داخل المشهد السياسي الفرنسي ليس فقط أقصى اليمين الفرنسي الممثل في حزب "الجبهة الوطنية" برئاسة مارين لوبان، بل أيضا بقية الأحزاب بما في ذلك الحزب الإشتراكي الحاكم والحزب الجمهوري المعارض.
فبمجرد وقوع هجمات باريس بدأت تتعالى الأصوات بالدعوة لطرد المسلمين والعرب واعتبارهم "السبب الرئيسي لكوارث الإرهاب والقتل"، ومن ثم الدعوة إلى "ضرورة مكافحة العدو الداخلي" الذي يتمثل في مسلمي فرنسا. فبعد يوم واحد من هذه الهجمات شدد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تصريح لقناة "تي أ ف 1" على وجوب "أن نعيش قيمنا. علينا أن نقضي على أعداء الجمهورية ونطرد كل هؤلاء الأئمة المتطرفين، وهو أمر نقوم به، وننتزع الجنسية من أولئك الذين يهزأون بما تمثله الروح الفرنسيةـ وهذا ما نقوم به أيضاً".
إن المشاعر المنتشرة في كره الإسلام والمسلمين لا تقتصر على فرنسا فقط بل تشمل كثيراً من دول الإتحاد الأوروبي. حتى أن فسورن اسبرسن؛ العضو في البرلمان الدنماركي ومقرر الشؤون الخارجية عن حزب الشعب أقر ببرود ضرورة قصف المناطق التي يتواجد فيها تنظيم الدولة حتى لو أدى لقتل نساء وأطفال .
ومن تداعيات هجمات باريس توقع أن يطغى موضوعها على جدول أعمال قمة المناخ المزمع حدوثها في آخر هذا الشهر. وإذا ما حصل ذلك فإنه سوف يكون انتصاراً للدول الصناعية، وعلى رأسها أميركا وفرنسا، في الهروب من أي التزامات فعلية بخفض نسبة الإنبعاث الحراري والتلوث البيئي الناتج عن مصانعها.
إن من الحقائق التي ينبغي الإقرار بها، ان ما جرى من هجمات في باريس يفوق قدرات تنظيم بحجم "تنظيم الدولة"؛ لأن سلسلة تلك الهجمات اختارت التوقيت السياسي المرتبط بالتحركات السياسية والعسكرية في سوريا، واختارت كذلك أهدافها بدقة، وبخاصة مع حضور الرئيس الفرنسي في "ستاد دي فرانس" لمشاهدة مباراة في كرة القدم. وإن مثل هذه الاختيارات لتدل على قدرة عالية في جمع المعلومات الدقيقة، لا يقدر عليها إلا أجهزة استخبارات دولية متمرسة ولها كل الإمكانيات اللوجستية للقيام بهكذا هجمات وتفجيرات في أكبر العواصم الغربية حراسة بالجيش والشرطة وكاميرات المراقبة. فضلاً عن إدراك كبير بشؤون السياسة الدولية ومدى القدرة على الإستفادة من هذه الهجمات في تمرير المخططات الأميركية في مكانها وزمانها.
وإن من الحقائق التي ينبغي تعيين موقف تجاهها هو نجاح أميركا بالفعل في تشويه مفهوم الدولة الإسلامية وتجييش الوعي الجمعي عند شعوب أوروبا وأميركا ضد "خطر الإسلام والمسلمين" على الحضارة الغربية ونمط عيشهم الديمقراطي الرأسمالي. وهذا ما عبر عنه باراك أوباما بالقول أن ما شهدته باريس من هجمات مساء الجمعة "ليست فقط اعتداءات ضد باريس" بل "اعتداء ضد الإنسانية جمعاء وقيمنا العالمية".
وبهذا الشكل تمضي الدول الغربية وفي مقدمتها أميركا وفرنسا وبريطانيا ولحقت بهم روسيا مؤخراً في قتل المسلمين بالجملة نساءً ورجالاً وأطفالاً دون أن تتحرك في شعوب أميركا وأوروبا وروسيا أي أحاسيس بالذنب أو العار مما تفعله حكوماتهم، بعد أن نجحت وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي مع المدارس والجامعات في غسل أدمغة تلك الشعوب وزرع (الإسلاموفوبيا) بينها بشكل لم يسبق له مثيل حتى أيام الحروب الصليبية القديمة.
دردشات سياسية
أولاً: هجمات باريس
قبل أن تبدأ التحقيقات الجنائية اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف وراء سلسلة الهجمات. وقال هولاند إن "ما حصل هو عمل حربي.. ارتكبته داعش ودُبِّر من الخارج بتواطؤ داخلي، على التحقيق إثبات ذلك".
ولم يكد فرنسوا هولاند ينتهي من اتهامه تنظيم "داعش" بتنفيذ الهجمات، حتى خرج التنظيم بعد ساعات قليلة من ذلك ليعلن تبنيه لتلك الهجمات في بيان حمل عنوان "غزوة باريس المباركة".
وقد ربط التنظيم الهجمات بمشاركة فرنسا في الحملة العسكرية على مواقعه في سوريا والعراق، وبررها بقوله: "إن هجماتنا في باريس ما هي إلا ردٌّ على حملة فرنسا على مقاتلينا وسب الرسول محمد". وفي الختام توعد التنظيم فرنسا بالمزيد من الهجمات لأنها على "رأس قائمة أهدافه".
وبسرعة شديدة تداعى حكام وزعماء العالم إلى إدانة هذه الهجمات والإعراب عن تضامنهم مع فرنسا والرئيس هولاند.
إن التوقيت المشبوه لهجمات باريس عشية اجتماع فيينا لبحث الأزمة السورية قد وجه نقاشات المجتمعين في اتجاه جعل أولوية "الحرب على الإرهاب" تسبق البحث في أي شيء آخر، وهو يخدم ما تسعى إليه روسيا فيما تتخذه مبرراً في دعمها الظاهر لنظام بشار، ويحشد الموقف الشعبي الأوروبي خلف زعماء أوروبا في تدخلهم بقوة في المنطقة الإسلامية لمحاربة "الإرهاب" الذي أخذ يضرب في عقر دارهم. وتحقيقُ ما تسعى إليه السياسة الروسية من إظهار مصداقية ما تتذرع به هو عينُ ما تطلبه سياسة واشنطن في مضيها لتنفيذ مشروعها في منطقتنا، الذي يتطلب تسخير قوى دول أوروبا وروسيا بدعوى (تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب) للمساعدة في الإمعان بإضعاف الأمة الإسلامية من خلال زيادة تفكيكها وتمزيقها وإنهاك طاقاتها البشرية والمادية، فضلاً عن إبعادها عن مصدر قوتها المتمثل في عقيدتها الإسلامية. ومن هنا جاء تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موافقاً لما تحدث به كيري ولافروف، والذي دعا فيه إلى "تنسيق المكافحة الدولية للإرهاب"، مضيفاً أنه "من الضروري أكثر من أي وقت مضى في الظروف التي نعيشها تنسيق المكافحة الدولية للإرهاب".
إنه من الواضح أن طبيعة الهجمات وتوقيتها سوف تكون لها تداعيات على السياسة الخارجية الفرنسية المتماهية مع المخططات الأميركية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبقية القضايا الدولية. كما أنها سوف ترفع من أمام الحكومة الفرنسية كل الموانع القانونية وضغط جمعيات "حقوق الإنسان" فيما يتعلق بسياسة الهجرة والتعاطي مع شؤون المسلمين المقيمين في فرنسا.
وعليه فقد وفَّرت هجمات باريس الأخيرة مزيداً من الدعم والتبرير لسياسة فرنسا الخارجية من أجل الإنخراط في الأعمال العسكرية التي تخطط لها أميركا في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ومن المعلوم أن فرنسا تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق منذ أيلول/سبتمبر 2014، وقد بدأت منذ شهر فقط في شن غارات جوية على مواقعه في سوريا. فما تريده أميركا من فرنسا وبقية الدول الأوروبية الكبرى هو المزيد من الإنغماس في أتون الحروب التي تشنها أميركا ضد المسلمين، وبخاصة بعد أن توفر لديهم الدعم السياسي والشعبي للقيام بذلك جرّاء أحداث كهجمات باريس الأخيرة.
فبعد يوم واحد من هجمات باريس صرَّح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قائلاً: "نحن في حرب، سنتحرك ونضرب هذا العدو" الجهادي "من أجل تدميره"، ولفت فالس إلى أن "هذه الحرب تخاض على التراب الوطني وفي سوريا".
وبالفعل قام الطيران الفرنسي يوم 15 تشرين ثاني/نوفمبر بقصف كثيف على مدينة الرقة. وذكرت قناة فرانس 24 أن طائرات حربية فرنسية حلقت مساء السبت 14 تشرين ثاني/نوفمبر في أجواء مدينة سرت. ومن المتوقع أن تسند أميركا لدول حلف الأطلسي وعلى رأسها فرنسا تدخلاً عسكرياً واسعاً قد يشمل تدخلاً برياً وبحرياً في ليبيا بحجة محاربة تمدد تنظيم الدولة في شمال إفريقيا.
إن من تداعيات هجمات باريس هي أنها ستؤثر مباشرة على وضع المسلمين في فرنسا وبقية دول أوروبا، ولن يشفع لهم أن من بين الذين سقطوا في هذه الهجمات عدد كبير منهم. فهذه الهجمات سوف تزيد من مشاعر الكراهية تجاه المسلمين في أوساط شرائح المجتمع الفرنسي الذي تتفشى فيه سلفاً أفكار (الإسلاموفوبيا). وسيكون الرابح السياسي الأكبر من هذه الهجمات داخل المشهد السياسي الفرنسي ليس فقط أقصى اليمين الفرنسي الممثل في حزب "الجبهة الوطنية" برئاسة مارين لوبان، بل أيضا بقية الأحزاب بما في ذلك الحزب الإشتراكي الحاكم والحزب الجمهوري المعارض.
فبمجرد وقوع هجمات باريس بدأت تتعالى الأصوات بالدعوة لطرد المسلمين والعرب واعتبارهم "السبب الرئيسي لكوارث الإرهاب والقتل"، ومن ثم الدعوة إلى "ضرورة مكافحة العدو الداخلي" الذي يتمثل في مسلمي فرنسا. فبعد يوم واحد من هذه الهجمات شدد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تصريح لقناة "تي أ ف 1" على وجوب "أن نعيش قيمنا. علينا أن نقضي على أعداء الجمهورية ونطرد كل هؤلاء الأئمة المتطرفين، وهو أمر نقوم به، وننتزع الجنسية من أولئك الذين يهزأون بما تمثله الروح الفرنسيةـ وهذا ما نقوم به أيضاً".
إن المشاعر المنتشرة في كره الإسلام والمسلمين لا تقتصر على فرنسا فقط بل تشمل كثيراً من دول الإتحاد الأوروبي. حتى أن فسورن اسبرسن؛ العضو في البرلمان الدنماركي ومقرر الشؤون الخارجية عن حزب الشعب أقر ببرود ضرورة قصف المناطق التي يتواجد فيها تنظيم الدولة حتى لو أدى لقتل نساء وأطفال .
ومن تداعيات هجمات باريس توقع أن يطغى موضوعها على جدول أعمال قمة المناخ المزمع حدوثها في آخر هذا الشهر. وإذا ما حصل ذلك فإنه سوف يكون انتصاراً للدول الصناعية، وعلى رأسها أميركا وفرنسا، في الهروب من أي التزامات فعلية بخفض نسبة الإنبعاث الحراري والتلوث البيئي الناتج عن مصانعها.
إن من الحقائق التي ينبغي الإقرار بها، ان ما جرى من هجمات في باريس يفوق قدرات تنظيم بحجم "تنظيم الدولة"؛ لأن سلسلة تلك الهجمات اختارت التوقيت السياسي المرتبط بالتحركات السياسية والعسكرية في سوريا، واختارت كذلك أهدافها بدقة، وبخاصة مع حضور الرئيس الفرنسي في "ستاد دي فرانس" لمشاهدة مباراة في كرة القدم. وإن مثل هذه الاختيارات لتدل على قدرة عالية في جمع المعلومات الدقيقة، لا يقدر عليها إلا أجهزة استخبارات دولية متمرسة ولها كل الإمكانيات اللوجستية للقيام بهكذا هجمات وتفجيرات في أكبر العواصم الغربية حراسة بالجيش والشرطة وكاميرات المراقبة. فضلاً عن إدراك كبير بشؤون السياسة الدولية ومدى القدرة على الإستفادة من هذه الهجمات في تمرير المخططات الأميركية في مكانها وزمانها.
وإن من الحقائق التي ينبغي تعيين موقف تجاهها هو نجاح أميركا بالفعل في تشويه مفهوم الدولة الإسلامية وتجييش الوعي الجمعي عند شعوب أوروبا وأميركا ضد "خطر الإسلام والمسلمين" على الحضارة الغربية ونمط عيشهم الديمقراطي الرأسمالي. وهذا ما عبر عنه باراك أوباما بالقول أن ما شهدته باريس من هجمات مساء الجمعة "ليست فقط اعتداءات ضد باريس" بل "اعتداء ضد الإنسانية جمعاء وقيمنا العالمية".
وبهذا الشكل تمضي الدول الغربية وفي مقدمتها أميركا وفرنسا وبريطانيا ولحقت بهم روسيا مؤخراً في قتل المسلمين بالجملة نساءً ورجالاً وأطفالاً دون أن تتحرك في شعوب أميركا وأوروبا وروسيا أي أحاسيس بالذنب أو العار مما تفعله حكوماتهم، بعد أن نجحت وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي مع المدارس والجامعات في غسل أدمغة تلك الشعوب وزرع (الإسلاموفوبيا) بينها بشكل لم يسبق له مثيل حتى أيام الحروب الصليبية القديمة.