عبد الواحد جعفر
10-09-2015, 12:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون أنقذوا أنفسكم
أميركا ومن خلفها الغرب الكافر يشنون حرب إبادة على الإسلام والمسلمين
تُصنف بعضُ الدوائر الغربية منطقة العالم الإسلامي بالمنطقة الرافضة للاندماج، والمقصود بذلك أنها المنطقة الرافضة للحضارة الغربية ومفاهيمها الرأسمالية. ولهذا السبب يشن الغرب الكافر وعلى رأسه أميركا أشرس حملة على الإسلام والمسلمين، ولا نبالغ إن قلنا أنها حملة لا مثيل لها في التاريخ، وأبعادها أكبر بكثير من أبعاد الحملات التقليدية التي كانت تشنها أوروبا على العالم الإسلامي فيما عُرف سابقاً بالحملات الصليبية.
وتستهدف هذه الحملة الشرسة الإسلام والعالم الإسلامي، فهي تستهدف الإسلام بضرب مفاهيمه تارة وبالتشكيك فيها تارة أخرى. بينما تستهدف العالم الإسلامي بتدمير مقدراته وتفكيك دوله وتبديد ثرواته ومقدراته، وإفساد شبابه وقتلهم.
أما محاورهذه الحملة الغربية الشرسة على الإسلام والمسلمين وبلادهم ومقدراتهم فإنها:
أولاً: الحرب على السُّنّة الشريفة وتحديداً الصحيحين أنموذجاً.
فقد ذكرت مؤسسة راند، وهي مركز أنشئ أساساً لتقديم خدمات البحث والتحليل للقوات المسلحة الأميركية ومقرها الرئيسي في كاليفورنيا ولها فرع في قطر تعنى بدراسات حول الإسلام ومكافحته، في تقرير لها صدر سنة 2004 أن الطعن فى القرآن من الصعوبة بمكان لمكانته فى القلوب والاهتمام بحفظه وتعليمه الأطفال والمسابقات السنوية فى كل البقاع الاسلامية؛ لذلك دعت في تقريرها إلى الطعن في الأحاديث بدعوى تنقية التراث مما علق به مع التركيز على صحيح البخاري.
ثانياُ: ضرب مفاهيم الإسلام، بضرب أنظمة الإسلام بما فيها النظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي ونظام الحكم.
إذ يجري اجترار مزاعم المستشرقين ومن تأثر بهم وتتلمذ على أيديهم من بعض مشايخ الأزهر وغيرهم أن الإسلام لم يأت بأحكام تفصيلية للحكم والاقتصاد. إذ زعموا أن الشريعة الإسلامية, شريعة روحية محضة, لا علاقة لها بالحكم والتنفيذ في أمور الدنيا!! وأن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم كانت بلاغاً للشريعة مجرداً عن الحكم والتنفيذ. وزعموا أيضاً أنه لا يمكن الاعتراف بأنه يوجد نظام اقتصادي إسلامي متكامل بآليات واضحة ومجربة فى دول أخرى بشكل فعال، بل تراهم يخلطون عمداً بين النظام الاقتصادي وعلم الاقتصاد؛ لتبرير نفيهم وجود نظام اقتصاد في الإسلام!!
أما ضرب النظام الاجتماعي في الإسلام فيجري تحت عناوين كثيرة منها "تحرير المرأة" و"تمكين المرأة" و"عمل المرأة"، كما يجري ضربه من خلال إفساد الأسرة وتفكيكها بإفساد اللبنة الأساسية فيها وهي المرأة، فهم يهدفون إلى هدم الأسرة والقضاء على الزواج بدءاً من مهاجمة فكرة الزواج المبكر وفكرة تعدد الزوجات، إلى الترويج لفكرة الزواج المدني، وانتهاءً بتدمير الزواج بالكلية بإشاعة الشذوذ وحمايته قانونياً!
ثالثاً: نشر الفاحشة والفجور بين أبناء المسلمين، بإشاعة الزنا والشذوذ والخمر والمخدرات.
ولتحقيق ذلك هاجموا لباس المرأة المسلمة، فهاجموا الجلباب، والخمار (غطاء الرأس)، وأجاز بعض دعاة "الإسلام المعتدل" للمرأة لبس "البنطلون" في الحياة العامة، بل ومنعت بعض الدول العربية الفتاة من لبس الجلباب في المدرسة، تمهيداً لحظره في الحياة العامة، تأسياً بفرنسا الكافرة!. كما هاجموا فكرة الاختلاط وسعوا إلى فرضه في المدارس كما هو في الجامعات، واستعانوا بدعاة "الإسلام المعتدل" لتبرير ذلك وإعطائه "شرعية"!!
ولإشاعة الفواحش بين المسلمين ينشط الإعلام في نشر الرذيلة وتركيز مفاهيمها، كالأفلام التي تتحدث عن"الشذوذ" و"بنات الليل" و"بائعات الهوى" و"دور الدعارة" و"اللقطاء" و"أبناء الزنا" و"زنا المحارم" و"أبناء الشوارع" وما شاكل، والتي لا تخلو من الخلاعة وكشف العورات وإثارة الشهوات وعرض الخمور والمسكرات والحشيش والمخدرات. ذلك أن المقصود من مثل هذه الأفلام هو تعويد الناس عليها وإزالة كل أشكال الرفض لهذه الممارسات عن طريق التعاطف مع أصحابها؛ "أبطال" هذه الأفلام، والتماس الأعذار لهم بالفقر والجوع وأحياناً "ظلم" المجتمع!!
وإلا فما معنى أن يجري إنتاج فيلم مغربي عن الدعارة يشارك فيه ممثلون من أكثر من جنسية عربية، تظهر في الفيلم مشاهد عري وزنا؟! ويمتلئ الفيلم بالحركات الجنسية والاتصال الجنسي خارج الزواج؟! وما معنى أن تبث فضائية محلية في الأردن فقرة قصصية للأطفال تسرد ثلاث قصص جنسية وبطريقة مبتذلة للإثارة؟!
رابعاً: التشكيك بأحكام الإسلام ومعالجاته والعقوبات التي وضعها لمن يخالف أحكام الشرع من الحدود والجنايات والتعزير.
ومن ذلك ما يدعيه أعداء الإسلام من المنافقين والمرتدين وأسيادهم من مفكري الغرب ودهاقنته والمضبوعين بهم، أن معالجات الإسلام قاصرة! ولا يوجد في الإسلام معالجات لحوادث جديدة حصلت لم تكن في الحقب الماضية! علاوة على ادعائهم عدم صلاحية المعالجات الموجودة لمشاكل الإنسان!!
كما عمد هؤلاء إلى إبراز بعض المشايخ ممن يبحثون عن الأضواء ويجدونها في المواضيع المثيرة، ولو كانت في إنكار حد أو حكم شرعي ثابت، كبعض المشايخ الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، والذين آخر همهم تطبيق الشريعة، يبحثون في إنكار حد الردة وحد الرجم وحد السرقة، وأعظم ما يستشهدون به لتمرير فريتهم هذه أن هذه العقوبات "لا إنسانية"!!
خامساً: تغيير مناهج التعليم وإزالة كل ما يتعارض مع القيم الغربية من أفكار الإسلام، بل واعتبار هذه الأفكار أفكاراً "داعشية" إمعاناً في التضليل، ولجعل المناهج خالية تماماً من أفكار الإسلام وأحكامه وقيمه، واستبدال مفاهيم الحضارة الغربية وقيمها بما تبقى في مناهج التعليم من مفاهيم الإسلام وقيمه.
فيجري استبدال مفاهيم التعايش والتعددية واحترام الآخر وحرية الاعتقاد وما إلى ذلك، بمفهوم الجهاد في الإسلام. كما يجري استبدال تاريخ الحضارات القديمة بتاريخ الخلافة الإسلامية وفتوحاتها. كما يجري استبدال مشاعر الوطنية والقطرية والتغني بحدود سايكس بيكو بمفاهيم الوحدة الإسلامية. حتى اللغة العربية لم تسلم هي الأخرى من العبث. كيف لا وقد اعتُبرت الشواهد النحوية المقتبسة من القرآن الكريم، والحديث الشريف، "إرهاباً فكرياً"؟!! واعتبر تعزيز دروس اللغة العربية بالثقافة الإسلامية تكريساً للون واحد في المجتمع؟!! أإلى هذا الحد وصل حقدهم على الإسلام وحضارته وقيمه؟!!
والأنكى من ذلك شطب عناوين لكتب بحجة احترام التعددية والاعتراف بوجود عرب غير مسلمين وتحديداً "النصارى" كما في ورد في تقرير مفصل صدر عن المركز الكاثوليكي للدراسة والإعلام، حيث اعترضت الدراسة على تسمية كتاب التاريخ للصف التاسع في الأردن، بـ"التاريخ العربي الإسلامي"، وطالب التقرير بإضافة حرف "و" إلى اسم الكتاب؛ ليصبح اسمه: "التاريخ العربي والإسلامي. فكان لهم ما أرادوا وجرى تغيير اسم الكتاب إلى "التاريخ"!!. كما طالب التقرير الكاثوليكي بتضمين المناهج المدرسية "آيات" مقتبسة من أناجيلهم المحرَّفة، إلى جانب تلك المقتبسة من القرآن الكريم والحديث الشريف.
سادساً: احتلال بلاد المسلمين وإثارة الفتن وتأليب المسلمين بعضهم على بعض ليقتل بعضهم بعضاً.
ومن ذلك ما فعلته أميركا وبالتعاون مع بريطانيا وسائر الدول الغربية وعملائها في الدول العربية من غزو منطقة الخليج، واحتلالها تحت ذريعة "تحرير الكويت" وما تبع ذلك من حصار فظيع لأهلنا في العراق، وما افتعلته أميركا من هجمات الحادي عشر من سبتمبر؛ لتبرر غزوها للعالم الإسلام، فكان أن احتلت أفغانستان 2001، ثم احتلت العراق 2003 وفعلت بأهلنا في أفغانستان والعراق الأفاعيل، وعلى رأسها إذكاء الفتنة بين المسلمين؛ وتحويل الحقد من أن يكون حقداً على هذا العدو الغازي، إلى أن يكون حقدَ أبناء البلد بعضهم على بعض لتوقد فتنة من سباتها، وتؤجج ناراً كادت أن تنطفئ، وتشعل حروباً بين المسلمين يندى لها الجبين.
لم يكف الغرب الكافر وعلى رأسه أميركا ما فعلوه بأفغانستان والعراق، بل عمدت أميركا إلى تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير والقائم على الفوضى والحروب والاقتتال وتدمير البلدان وإشعال الفتن وتخريب الديار.. وهاهي تستمر في حقدها ومكرها وكيدها للمسلمين بعد أن أغرقت المنطقة بالحروب والدمار والدماء.
أيها المسلمون..
منذ بزغ فجر هذا الدين وهو في صراع عنيف مع الكفر بكافة صوره وأشكاله وكافة أديانه ومذاهبه، يكون فكرياً في كثير من الأحيان، يتعرض للعقائد والأفكار والأحكام والأنظمة التي وضعها البشر ليضلوا بها عن سبيل الله، فيكشف زيفها وفسادها وبطلانها ومصادمتها للعقل والواقع ومشاكل الإنسان. ويتحول في بعضه إلى صراع مادي دموي عندما يقف أصحاب السلطان في وجهه لمنعه من الوصول إلى الناس، فيحطم هذه الحواجز، ويكسر هذا الحصار، بالقوة المادية المنضبطة بالشرع، والتي تهدف إلى هداية الناس لا إلى قتلهم ونهب وامتصاص ثرواتهم.
وفي الوقت نفسه تعرَّض الإسلام ومن أول يوم لهجوم عنيف؛ دمويٍ في كثير من الأحيان للقضاء عليه واستئصال شأفته، ولدفع معتنقيه للعودة عنه والرجوع إلى ملة الكفر؛ و فكريٍ في بعض الأحيان، سرعان ما يخسر الباطل الجولة فيه. أما هذه الأيام فإن الهجوم على الإسلام على الصعيدين معاً، حربٍ دموية مدمرة لا هوادة فيها، وحربٍ فكرية فظيعة لهدم الإسلام من نفوس الناس واستبدال الحضارة الغربية به.
يقول الحق تبارك وتعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردُّوكم عن دينكم إن استطاعوا} ويقول: {إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبداً}. وفي هذه الآيات يخبرنا الله عن حقيقة من حقائق الصراع، أن الكفار لن يتوانوا عن مهاجمة الإسلام ولا عن قتل المسلمين لإرجاعهم إلى ملة الكفر، وسينفقون في سبيل ذلك الأموال، وسيضعون الخطط وينتهجون السياسات التي تكفل لهم تحقيق أهدافهم من القضاء على الإسلام وإبادة أهله؛ ولكنه أيضاً يخبرنا بحقيقة أخرى من حقائق هذا الصراع، وهي أن كيدهم هذا إلى خسران، {وما كيد فرعون إلا في تباب} وأن أموالهم هذه سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون، وإلى جهنم يُحشرون. يقول الحق سبحانه وتعالى: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون والذين كفروا إلى جهنم يُحشرون}.
فاللهَ اللهَ يا شباب الإسلام أن يؤتى الإسلامُ من قِبلكم، أو يَرى أعداء الإسلام منكم ذلة أو هواناً، وكونوا على خطى نبيكم صلى الله عليه وآله سلم عندما حمل الدعوة سافراً متحدياً كل شيء: متحدياً العادات والتقاليد والأفكار السقيمة والمفاهيم المغلوطة، متحدياً حتى الرأي العام إذا كان خاطئاً، ولو تصدى لكفاحه، متحدياً العقائد والأديان، ولو تعرَّض لتعصُّب أهلِها، ونقمةِ الجامدين على ضلالها. وتأسُّوا بنبيكم عندما ضحى هو وصحبه الكرام بالدنيا وملذاتها ليظهر هذا الدين أو يهلك دونه.
أيها المسلمون..
إن الغرب الكافر وعلى رأسه أميركا يقوم بهجمة شرسة على الإسلام والمسلمين، ويستعمل في ذلك العملاء والمضبوعين ومشايخ السلاطين، وغير هؤلاء في المنطقة. وإن الوقوف في وجه هذه الهجمة إنّما يكون بالوقوف في وجه حضارة الغرب الكافر؛ الحضارة الرأسمالية ومفاهيمها التي تناقض الإسلام. وهذا الوقوف في وجه هذه الهجمة لا يتأتى إلاّ بالوعي الكامل على الإسلام والعمل على إيجاده في معترك الحياة، والوعي على مخططات الكفار لإبعاد المسلمين عن دينهم وإسلامهم. فلنُعِدّ للغرب الكافر وعلى رأسه أميركا الإعداد الصحيح، وهو الوعي على الإسلام وحمله بطريق الكفاح لإقامة الخلافة، وإقامة الدولة الإسلامية بالاعتماد على الأمة وقواها المادية؛ أي بالأسلوب الذاتي وحده. فإلى الخلافة وإلى الدولة الإسلامية ندعوكم أيها المسلمون.
{وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}
25/ذي القعدة/1436هـ حزب التحرير
9/9/2015م ولاية الأردن
أيها المسلمون أنقذوا أنفسكم
أميركا ومن خلفها الغرب الكافر يشنون حرب إبادة على الإسلام والمسلمين
تُصنف بعضُ الدوائر الغربية منطقة العالم الإسلامي بالمنطقة الرافضة للاندماج، والمقصود بذلك أنها المنطقة الرافضة للحضارة الغربية ومفاهيمها الرأسمالية. ولهذا السبب يشن الغرب الكافر وعلى رأسه أميركا أشرس حملة على الإسلام والمسلمين، ولا نبالغ إن قلنا أنها حملة لا مثيل لها في التاريخ، وأبعادها أكبر بكثير من أبعاد الحملات التقليدية التي كانت تشنها أوروبا على العالم الإسلامي فيما عُرف سابقاً بالحملات الصليبية.
وتستهدف هذه الحملة الشرسة الإسلام والعالم الإسلامي، فهي تستهدف الإسلام بضرب مفاهيمه تارة وبالتشكيك فيها تارة أخرى. بينما تستهدف العالم الإسلامي بتدمير مقدراته وتفكيك دوله وتبديد ثرواته ومقدراته، وإفساد شبابه وقتلهم.
أما محاورهذه الحملة الغربية الشرسة على الإسلام والمسلمين وبلادهم ومقدراتهم فإنها:
أولاً: الحرب على السُّنّة الشريفة وتحديداً الصحيحين أنموذجاً.
فقد ذكرت مؤسسة راند، وهي مركز أنشئ أساساً لتقديم خدمات البحث والتحليل للقوات المسلحة الأميركية ومقرها الرئيسي في كاليفورنيا ولها فرع في قطر تعنى بدراسات حول الإسلام ومكافحته، في تقرير لها صدر سنة 2004 أن الطعن فى القرآن من الصعوبة بمكان لمكانته فى القلوب والاهتمام بحفظه وتعليمه الأطفال والمسابقات السنوية فى كل البقاع الاسلامية؛ لذلك دعت في تقريرها إلى الطعن في الأحاديث بدعوى تنقية التراث مما علق به مع التركيز على صحيح البخاري.
ثانياُ: ضرب مفاهيم الإسلام، بضرب أنظمة الإسلام بما فيها النظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي ونظام الحكم.
إذ يجري اجترار مزاعم المستشرقين ومن تأثر بهم وتتلمذ على أيديهم من بعض مشايخ الأزهر وغيرهم أن الإسلام لم يأت بأحكام تفصيلية للحكم والاقتصاد. إذ زعموا أن الشريعة الإسلامية, شريعة روحية محضة, لا علاقة لها بالحكم والتنفيذ في أمور الدنيا!! وأن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم كانت بلاغاً للشريعة مجرداً عن الحكم والتنفيذ. وزعموا أيضاً أنه لا يمكن الاعتراف بأنه يوجد نظام اقتصادي إسلامي متكامل بآليات واضحة ومجربة فى دول أخرى بشكل فعال، بل تراهم يخلطون عمداً بين النظام الاقتصادي وعلم الاقتصاد؛ لتبرير نفيهم وجود نظام اقتصاد في الإسلام!!
أما ضرب النظام الاجتماعي في الإسلام فيجري تحت عناوين كثيرة منها "تحرير المرأة" و"تمكين المرأة" و"عمل المرأة"، كما يجري ضربه من خلال إفساد الأسرة وتفكيكها بإفساد اللبنة الأساسية فيها وهي المرأة، فهم يهدفون إلى هدم الأسرة والقضاء على الزواج بدءاً من مهاجمة فكرة الزواج المبكر وفكرة تعدد الزوجات، إلى الترويج لفكرة الزواج المدني، وانتهاءً بتدمير الزواج بالكلية بإشاعة الشذوذ وحمايته قانونياً!
ثالثاً: نشر الفاحشة والفجور بين أبناء المسلمين، بإشاعة الزنا والشذوذ والخمر والمخدرات.
ولتحقيق ذلك هاجموا لباس المرأة المسلمة، فهاجموا الجلباب، والخمار (غطاء الرأس)، وأجاز بعض دعاة "الإسلام المعتدل" للمرأة لبس "البنطلون" في الحياة العامة، بل ومنعت بعض الدول العربية الفتاة من لبس الجلباب في المدرسة، تمهيداً لحظره في الحياة العامة، تأسياً بفرنسا الكافرة!. كما هاجموا فكرة الاختلاط وسعوا إلى فرضه في المدارس كما هو في الجامعات، واستعانوا بدعاة "الإسلام المعتدل" لتبرير ذلك وإعطائه "شرعية"!!
ولإشاعة الفواحش بين المسلمين ينشط الإعلام في نشر الرذيلة وتركيز مفاهيمها، كالأفلام التي تتحدث عن"الشذوذ" و"بنات الليل" و"بائعات الهوى" و"دور الدعارة" و"اللقطاء" و"أبناء الزنا" و"زنا المحارم" و"أبناء الشوارع" وما شاكل، والتي لا تخلو من الخلاعة وكشف العورات وإثارة الشهوات وعرض الخمور والمسكرات والحشيش والمخدرات. ذلك أن المقصود من مثل هذه الأفلام هو تعويد الناس عليها وإزالة كل أشكال الرفض لهذه الممارسات عن طريق التعاطف مع أصحابها؛ "أبطال" هذه الأفلام، والتماس الأعذار لهم بالفقر والجوع وأحياناً "ظلم" المجتمع!!
وإلا فما معنى أن يجري إنتاج فيلم مغربي عن الدعارة يشارك فيه ممثلون من أكثر من جنسية عربية، تظهر في الفيلم مشاهد عري وزنا؟! ويمتلئ الفيلم بالحركات الجنسية والاتصال الجنسي خارج الزواج؟! وما معنى أن تبث فضائية محلية في الأردن فقرة قصصية للأطفال تسرد ثلاث قصص جنسية وبطريقة مبتذلة للإثارة؟!
رابعاً: التشكيك بأحكام الإسلام ومعالجاته والعقوبات التي وضعها لمن يخالف أحكام الشرع من الحدود والجنايات والتعزير.
ومن ذلك ما يدعيه أعداء الإسلام من المنافقين والمرتدين وأسيادهم من مفكري الغرب ودهاقنته والمضبوعين بهم، أن معالجات الإسلام قاصرة! ولا يوجد في الإسلام معالجات لحوادث جديدة حصلت لم تكن في الحقب الماضية! علاوة على ادعائهم عدم صلاحية المعالجات الموجودة لمشاكل الإنسان!!
كما عمد هؤلاء إلى إبراز بعض المشايخ ممن يبحثون عن الأضواء ويجدونها في المواضيع المثيرة، ولو كانت في إنكار حد أو حكم شرعي ثابت، كبعض المشايخ الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، والذين آخر همهم تطبيق الشريعة، يبحثون في إنكار حد الردة وحد الرجم وحد السرقة، وأعظم ما يستشهدون به لتمرير فريتهم هذه أن هذه العقوبات "لا إنسانية"!!
خامساً: تغيير مناهج التعليم وإزالة كل ما يتعارض مع القيم الغربية من أفكار الإسلام، بل واعتبار هذه الأفكار أفكاراً "داعشية" إمعاناً في التضليل، ولجعل المناهج خالية تماماً من أفكار الإسلام وأحكامه وقيمه، واستبدال مفاهيم الحضارة الغربية وقيمها بما تبقى في مناهج التعليم من مفاهيم الإسلام وقيمه.
فيجري استبدال مفاهيم التعايش والتعددية واحترام الآخر وحرية الاعتقاد وما إلى ذلك، بمفهوم الجهاد في الإسلام. كما يجري استبدال تاريخ الحضارات القديمة بتاريخ الخلافة الإسلامية وفتوحاتها. كما يجري استبدال مشاعر الوطنية والقطرية والتغني بحدود سايكس بيكو بمفاهيم الوحدة الإسلامية. حتى اللغة العربية لم تسلم هي الأخرى من العبث. كيف لا وقد اعتُبرت الشواهد النحوية المقتبسة من القرآن الكريم، والحديث الشريف، "إرهاباً فكرياً"؟!! واعتبر تعزيز دروس اللغة العربية بالثقافة الإسلامية تكريساً للون واحد في المجتمع؟!! أإلى هذا الحد وصل حقدهم على الإسلام وحضارته وقيمه؟!!
والأنكى من ذلك شطب عناوين لكتب بحجة احترام التعددية والاعتراف بوجود عرب غير مسلمين وتحديداً "النصارى" كما في ورد في تقرير مفصل صدر عن المركز الكاثوليكي للدراسة والإعلام، حيث اعترضت الدراسة على تسمية كتاب التاريخ للصف التاسع في الأردن، بـ"التاريخ العربي الإسلامي"، وطالب التقرير بإضافة حرف "و" إلى اسم الكتاب؛ ليصبح اسمه: "التاريخ العربي والإسلامي. فكان لهم ما أرادوا وجرى تغيير اسم الكتاب إلى "التاريخ"!!. كما طالب التقرير الكاثوليكي بتضمين المناهج المدرسية "آيات" مقتبسة من أناجيلهم المحرَّفة، إلى جانب تلك المقتبسة من القرآن الكريم والحديث الشريف.
سادساً: احتلال بلاد المسلمين وإثارة الفتن وتأليب المسلمين بعضهم على بعض ليقتل بعضهم بعضاً.
ومن ذلك ما فعلته أميركا وبالتعاون مع بريطانيا وسائر الدول الغربية وعملائها في الدول العربية من غزو منطقة الخليج، واحتلالها تحت ذريعة "تحرير الكويت" وما تبع ذلك من حصار فظيع لأهلنا في العراق، وما افتعلته أميركا من هجمات الحادي عشر من سبتمبر؛ لتبرر غزوها للعالم الإسلام، فكان أن احتلت أفغانستان 2001، ثم احتلت العراق 2003 وفعلت بأهلنا في أفغانستان والعراق الأفاعيل، وعلى رأسها إذكاء الفتنة بين المسلمين؛ وتحويل الحقد من أن يكون حقداً على هذا العدو الغازي، إلى أن يكون حقدَ أبناء البلد بعضهم على بعض لتوقد فتنة من سباتها، وتؤجج ناراً كادت أن تنطفئ، وتشعل حروباً بين المسلمين يندى لها الجبين.
لم يكف الغرب الكافر وعلى رأسه أميركا ما فعلوه بأفغانستان والعراق، بل عمدت أميركا إلى تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير والقائم على الفوضى والحروب والاقتتال وتدمير البلدان وإشعال الفتن وتخريب الديار.. وهاهي تستمر في حقدها ومكرها وكيدها للمسلمين بعد أن أغرقت المنطقة بالحروب والدمار والدماء.
أيها المسلمون..
منذ بزغ فجر هذا الدين وهو في صراع عنيف مع الكفر بكافة صوره وأشكاله وكافة أديانه ومذاهبه، يكون فكرياً في كثير من الأحيان، يتعرض للعقائد والأفكار والأحكام والأنظمة التي وضعها البشر ليضلوا بها عن سبيل الله، فيكشف زيفها وفسادها وبطلانها ومصادمتها للعقل والواقع ومشاكل الإنسان. ويتحول في بعضه إلى صراع مادي دموي عندما يقف أصحاب السلطان في وجهه لمنعه من الوصول إلى الناس، فيحطم هذه الحواجز، ويكسر هذا الحصار، بالقوة المادية المنضبطة بالشرع، والتي تهدف إلى هداية الناس لا إلى قتلهم ونهب وامتصاص ثرواتهم.
وفي الوقت نفسه تعرَّض الإسلام ومن أول يوم لهجوم عنيف؛ دمويٍ في كثير من الأحيان للقضاء عليه واستئصال شأفته، ولدفع معتنقيه للعودة عنه والرجوع إلى ملة الكفر؛ و فكريٍ في بعض الأحيان، سرعان ما يخسر الباطل الجولة فيه. أما هذه الأيام فإن الهجوم على الإسلام على الصعيدين معاً، حربٍ دموية مدمرة لا هوادة فيها، وحربٍ فكرية فظيعة لهدم الإسلام من نفوس الناس واستبدال الحضارة الغربية به.
يقول الحق تبارك وتعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردُّوكم عن دينكم إن استطاعوا} ويقول: {إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبداً}. وفي هذه الآيات يخبرنا الله عن حقيقة من حقائق الصراع، أن الكفار لن يتوانوا عن مهاجمة الإسلام ولا عن قتل المسلمين لإرجاعهم إلى ملة الكفر، وسينفقون في سبيل ذلك الأموال، وسيضعون الخطط وينتهجون السياسات التي تكفل لهم تحقيق أهدافهم من القضاء على الإسلام وإبادة أهله؛ ولكنه أيضاً يخبرنا بحقيقة أخرى من حقائق هذا الصراع، وهي أن كيدهم هذا إلى خسران، {وما كيد فرعون إلا في تباب} وأن أموالهم هذه سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون، وإلى جهنم يُحشرون. يقول الحق سبحانه وتعالى: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون والذين كفروا إلى جهنم يُحشرون}.
فاللهَ اللهَ يا شباب الإسلام أن يؤتى الإسلامُ من قِبلكم، أو يَرى أعداء الإسلام منكم ذلة أو هواناً، وكونوا على خطى نبيكم صلى الله عليه وآله سلم عندما حمل الدعوة سافراً متحدياً كل شيء: متحدياً العادات والتقاليد والأفكار السقيمة والمفاهيم المغلوطة، متحدياً حتى الرأي العام إذا كان خاطئاً، ولو تصدى لكفاحه، متحدياً العقائد والأديان، ولو تعرَّض لتعصُّب أهلِها، ونقمةِ الجامدين على ضلالها. وتأسُّوا بنبيكم عندما ضحى هو وصحبه الكرام بالدنيا وملذاتها ليظهر هذا الدين أو يهلك دونه.
أيها المسلمون..
إن الغرب الكافر وعلى رأسه أميركا يقوم بهجمة شرسة على الإسلام والمسلمين، ويستعمل في ذلك العملاء والمضبوعين ومشايخ السلاطين، وغير هؤلاء في المنطقة. وإن الوقوف في وجه هذه الهجمة إنّما يكون بالوقوف في وجه حضارة الغرب الكافر؛ الحضارة الرأسمالية ومفاهيمها التي تناقض الإسلام. وهذا الوقوف في وجه هذه الهجمة لا يتأتى إلاّ بالوعي الكامل على الإسلام والعمل على إيجاده في معترك الحياة، والوعي على مخططات الكفار لإبعاد المسلمين عن دينهم وإسلامهم. فلنُعِدّ للغرب الكافر وعلى رأسه أميركا الإعداد الصحيح، وهو الوعي على الإسلام وحمله بطريق الكفاح لإقامة الخلافة، وإقامة الدولة الإسلامية بالاعتماد على الأمة وقواها المادية؛ أي بالأسلوب الذاتي وحده. فإلى الخلافة وإلى الدولة الإسلامية ندعوكم أيها المسلمون.
{وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}
25/ذي القعدة/1436هـ حزب التحرير
9/9/2015م ولاية الأردن