المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط برنامج ندوة soref حول سياسة الشرق الأوسط بإدارة مايك



مؤمن
16-06-2009, 05:19 PM
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط
برنامج ندوة SOREF حول سياسة الشرق الأوسط بإدارة مايكل ستاين
المتحث: الجنرال كيث دايتون / المنسق الأمني الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
الخميس 7 أيار / مايو 2009

هذا النص نسخة طبق الأصل لخطاب الجنرال كيث دايتون الذي ألقاه في ندوة Soref التابعة لمعهد واشنطن في 7 أيار/مايو 2009. ويتولى الجنرال كيت دايتون حالياً منصب المنسق الأمني الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقد شغل هذا المنصب منذ العام 2005. ووافق حديثا ً على تمديد بقائه على رأس عمله لعامين آخرين.

لي الشرف أن أحظى بفرصة التحدث أمام هذا الحضور المتميز. اسمي كيث دايتون، وأنا أتولى رئاسة فريق صغير من الضباط الأمريكيين والكنديين والبريطانيين والأتراك، أرسل إلى الشرق الأوسط للمساعدة على إدخال بعض التنظيم على قوات أمن السلطة الفلسطينية.

يطلق على هذه المجموعة اسم فريق التنسيق الأمني الأمريكي، واختصاراً (ussc). لكننا في الواقع نشكل جهدا دوليا مشتركا. جميع أعضاء الفريق يتحدث بالإنجليزية، مع تفاوت بسيط في اللكنة [ضحك]. وآمل في هذه الأمسية أن أشارككم في أفكاري حول المواضيع التالية: السلام من خلال الأمن، ودور أمريكا في بناء قوات أمن السلطة الفلسطينية. ولكن تذكروا ، وأنا أواصل كلامي بأن أمريكا ليست وحدها، بل أيضاً معها كندا، والمملكة المتحدة، وتركيا من يعمل على هذه المهمة في الوقت الراهن.
الحديث إليكم حول هذا الفريق، الموجود معظمه هنا الليلة، هو بلا شك نتاج جهد ثمين قام به الباحثون في هذا المعهد. وهذا يذكرني بقصة سمعتها عن ونستون تشرشل. بالمناسبة أنا أحب القصص التي تروى عن تشرشل. وأنبهكم بأني سأروي قصتين في سياق حديثي. تقول الحكاية أنه ذات مرة حاصرت امرأة تشرشل واندفعت نحوه بصوت عال، قائلة "سيدي رئيس الوزراء ألا يثيرك أن تعلم أنه في كل مرة تلقي فيها خطاباً تمتلئ القاعة وتفيض بالحضور؟".

قال تشرشل، الحاضر البديهة دائماً: نعم سيدتي، هذا يثيرني، لكن كلما غامرني هذا الشعور، يتبادر لذهني لو أنني كنت على حبل المشنقة، بدل أن ألقي خطاباً، فسيكون الحشد ضعف مرترين" [ضحك]. حسن، الليلة سأكون مباشراً وصريحاً معكم، بصورة تتلاءم مع جندي خدم بلاده قرابة 39 عاماً. سأخبركم عما هو فريد في فريقنا، وما كنا نقوم به، وما آمل أن ننجزه في المستقبل.
سأتحدث عن الفرص المتاحة، وأعرج ملامسا التحديات. سأترك السياسة والسياسات (الاستراتيجيات) لمن هم أكثر معرفة مني بها، فالدول المنخرطة في هذا المشروع قد أرسلت ضباطاً ليكونوا جزءاً من فريق العمل على هذه المهمة، ودعوني أستخدم عبارات يرددها الباحثون في هذا المعهد عن السبب في ذلك "إن القوانين السارية في لاس فيغاس لا يمكن العمل بها في الشرق الأوسط"، وفي حين أن ما يجري في لاس فيغاس يبقى في لاس فيغاس، لكنه ليس صحيحاً أن ما يحدث في الشرق الأوسط يبقى في الشرق الأوسط.

ونحن جميعاً في فريق التنسيق الأمني، نشترك في القناعة بأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو من مصلحة وطنية لدولنا على التوالي، وبالتالي للعالم أجمع. دعوني في البداية أعرض بعض المبادئ الأساسية التي استند إليها في عملي هذا. أولاً وكما أسلفت، فإني أؤمن بعمق أن المساعدة على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني تصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.

ثانياً: أنا واحد ممن يؤمنون إيماناً راسخاً بحل الدولتين. دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل، وهو الحل الوحيد الذي يحقق الاحتياجات بعيدة المدى لدولة إسرائيل وكذلك أيضاً يحقق طموحات الشعب الفلسطيني. وشكل هذا التوجه وعلى مدا طويل عماد سياسة قيادتنا القومية، وأنا أشاركها هذا التوجه.

ثالثاً: دعوني أعلن بشكل واضح وجلي عن قناعتي الراسخة، علماً أنني أقول هذا لأصدقائي الإسرائيليين وبشكل مستمر، بأنه وكما قال الرئيس أوباما في العام الماضي، إن الروابط بين الولايات المتحدة وإسرائيل غير قابلة للانفصام لا اليوم، ولا غداً وستبقى إلى الأبد [تصفيق].

قبل أن أبدأ، أود أن يعلم كل شخص في هذه القاعة أنني أعتبر ـ وأنا مخلص فيما أقول ـ أن معهد واشنطن أشهر مراكز الدراسات المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط، ليس فقط في واشنطن، بل في العالم أيضاً [تصفيق]، لم أنته بعد، فأنا أقرأ تقارير المعهد، وأتحدث إلى الأصدقاء والباحثين فيه حول قضايا هامة. العاملون هنا في المعهد قادرون على منحك نصائح تتسم بعمق التحليل واللاانحياز. وأنا أعتمد عليها، وأشعر أحياناً أنني قد أفقد البوصلة من دونها.

إضافة لذلك ـ وبعضكم يجهل هذا ـ يتميز العاملون في المركز بنكران الذات. السيد مايك ايزنشتات، لابد أن يكون موجوداً معنا، هل أنت هنا يا مايك؟ مايك هلا وقفت؟ [تصفيق]، ما لا يعرفه بعضكم ـ لا يا مايك يجب أن تبقى واقفاً [ضحك] هذا أمر ـ ما لا يعرفه بعضكم أن مايك ايزنشتات عقيد احتياط في الجيش الأمريكي، وهو مسؤول كبير هنا في المعهد، وقد أنجز مهمة عملية كضباط تخطيط ضمن الكادر العامل معي في القدس [تصفيق]. أريد أن أخبركم أن الحكمة وسعة الإطلاع التي يتمتع بها مايك، قد ساهمت ولا تزال وبشكل فاعل في رسم الخطط الإستراتيجية المستقبلية لنا، ويجب علي يا مايك أن أقول لك إنني فخور بك، والمعهد فخور بك أيضاً، ولك الشكر الجزيل على كل خدماتك [تصفيق].

حسنا، دعونا نبدأ. لقد وصلت إلى المنطقة في شهر كانون الأول/ديسمبر 2005 قادماً من البنتاغون في واشنطن، حيث عملت نائباً لمدير قسم السياسة والتخطيط الإستراتيجي في هيئة الأركان. وقبل ذلك كنت في العراق، مكلفاً بمهمة البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية. قد يتساءل بعضكم فيما إذا كانت المهمة الموكلة إلي راهناً في الشرق الأوسط هي مكافأة على جهودي المبذولة في العراق أو ربما كانت فكرة لشخص ما استهدف معاقبتي [ضحك]. سيدي الوزير ولفوفتنز لن أطلب منك أن تقول لي أياً منها الأصوب [ضحك].

قبل ذلك كنت ملحقاً عسكرياً في سفارتنا في روسيا. لكن في قناعاتي كنت جندي مدفعية [تصفيق]. شكراً لكم، أنا أقدر هذا [ضحك]. وهذا مهم لأن رجل المدفعية تعلم كيفية "ضبط النيران"، فأنت تطلق الطلقة الأولى، بحيث تكون أكثر قرباً ممكناً من الهدف، مستخدماً كافة المعلومات المتوفرة حولك ثم تطبق تلك المعلومات على الطلقات التالية وتضبط الإحداثيات حتى تصيب الهدف.

مؤمن
16-06-2009, 05:21 PM
هذا ما فعلناه، على وجه التحديد، أنا والفريق في الشرق الأوسط. لقد أصبحنا متعمقين في فهم سياق ودينامية الصراع من وجهة نظر الجانبين وذلك من خلال التفاعل اليومي معهما على أرض الواقع. وتبعاً لذلك ضبطنا تحديد الهدف. والآن، ظهر إلى الوجود مكتب التنسيق الأمني الأمريكي، في آذار 2005، كمجهود لمساعدة الفلسطينيين على إصلاح أجهزتهم الأمنية، حيث لم تكن قوات الأمن الفلسطينية تحت سلطة عرفات قادرة على إنجاز التماسك الداخلي، وليس لديهم مهمة أمنية واضحة أو فاعلة.
كانت الفكرة من تشكيل (ussc) فريق التنسيق الأمني الأمريكي، تشكيل كيان أو جهاز ينسق بين مختلف المانحين الدوليين في إطار خطة عمل واحدة تنهي حالة تضارب الجهود. وتعبئ المزيد من الموارد وتهدئ من مخاوف الإسرائيليين حول طبيعة قدرات قوات الأمن الفلسطينية. وكان على فريق التنسيق أن يساعد السلطة الفلسطينية على تحديد الحجم الصحيح لقواتها، وتقديم النصح لها فيما يتعلق بإعادة بنائها وتدريبها وتحسين قدراتها، لفرض حكم القانون وجعلهم مسؤولين أمام قيادة الشعب الفلسطيني الذي يخدمونه.

لماذا اختير ضابط أمريكي برتبة جنرال لقيادة عمل كهذا؟ حسن، هناك ثلاثة أسباب. الأول هو شعور صناع القرار السياسي الكبار أن ضابطاً برتبة جنرال سيحظى بثقة واحترام الإسرائيليين. ضعوا هذا في خانة "نعم". الثاني، هو أن مقام وهيبة الجنرال سيشكل رافعة للتعاون الفلسطيني مع دول عربية أخرى، بإمكانكم وضع هذا في خانة "نعم"، والفكرة الثالثة، أن للجنرال نفوذاً أكبر على عملية التداخل بين مختلف الوكالات في الحكومة الأمريكية. اثنان من ثلاثة ليس أمراً سيئاً [ضحك].

حسن، أين نحن الآن، أو من نحن وكيف نتلاءم في السياق الإقليمي؟ وهذا مهم بمعيار ما. وسنكون الليلة لطفاء "بخروجنا عن السائد والمتبع"، لندعكم تعرفون من نكون، لأننا لا نقوم بعمل كهذا في أغلب الأحيان. وكما قلت سابقاً نحن فريق متعدد الجنسيات. هذا مهم. العناصر الأمريكيون يخضعون لقيود السفر عندما يعملون في الضفة الغربية. لكن العناصر الكندية والبريطانية لا يخضعون لمثل هذه القيود.

في الواقع، معظم المجموعة الإنكليزية ـ ثمانية أفراد ـ تسكن في رام الله. ومن يعرف منكم شيئاً عن المهام في أعالي البحار، يعلم أن الولايات المتحدة لا تفهم أن العيش مع الناس الذين تعمل معهم أمر ثمين. أما الكنديون الذين يتجاوز عددهم ثمانية عشرة، فهم منظمون في فريق يدعى محاربي الطريق. ويتنقلون يومياً في مختلف أنحاء الضفة الغربية، يزورون قادة أمنيين فلسطينيين، يطلعون على الأوضاع المحلية، ويعملون مع فلسطينيين ويتحرون الأمزجة على أرض الواقع.

يوفر الكنديون للفريق مترجمين محترفين، وهم كنديون من أصول عربية وعلى صلة مباشرة مع السكان. الكنديون والبريطانيون هم عيوننا وآذاننا. وعندما ألتقي بقادة أمنيين فلسطينيين أو قادة عسكريين إسرائيليين، أحضر معي الكنديين والبريطانيين، وكوننا فريق متعدد الجنسيات مسألة مهمة جداً.

هناك نقطة مهمة أخرى، وهي أننا عملنا منذ البداية مع كافة أطراف الصراع باستثناء الإرهابيين. وهذا يعني أننا نتعامل بصورة يومية مع الفلسطينيين والإسرائيليين، هذا أمر فريد من نوعه في المنطقة. صدقوا أو لا تصدقوا. في أي يوم قد ألتقي في رام الله وزير الداخلية أو قائد قوات الأمن في السلطة الفلسطينية صباحاً، ثم ألتقي بالمدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية بعد ظهر نفس اليوم.

غالباً يزور فريقي وأنا الأردن ومصر، وحتى إنه سمح لنا بالتنسيق مع دول الخليج. شعارنا هو التحرك إلى الأمام بحرص وتنسيق كامل مع كل الأطراف. سأريكم في بضع دقائق كيف نعمل. نحن أيضاً مرتبطين بشبكة مع كافة المبعوثين في المنطقة العاملين في مجال الصراع العربي الإسرائيلي. فريقي وأنا على اتصال يومي مع مجموعة تدعى (Eupol Copps)، وهو فريق من رجال الشرطة الأوروبيين، الذين يعيشون هناك وهم مسؤولون عن إصلاح الشرطة المدنية الفلسطينية.

ونحن نعمل معهم أيضا بصورة مشتركة على إصلاح النظام القضائي. كذلك نحن على ارتباط وثيق مع جهود ممثل الرباعية الخاص، توني بلير وفريقه. ونحن أيضاً على صلة وثيقة بصديق لي من هيئة الأركان المشتركة، العميد بول سيلفا، في القوى الجوية الذي يتابع ويراقب خارطة الطريق ويرسل تقاريره مباشرة إلى وزيرة الخارجية كلينتون.

وكذلك نجتمع مع لاعبين دوليين آخرين في المنطقة في سياق عملية التنسيق التي تتراوح بين الاتصال بالدول كل على حده وبالمنظمات غير الحكومية وموظفي الأمم المتحدة. لكن ربما ما هو أكثر أهمية حول من نحن هو أننا نعيش في المنطقة. نحن لم ننزل بالمظلة لبضعة أيام ثم نعود إلى الوطن. بل نبقى ونقيم هناك في منطقة، حيث يشكل فهم الحقيقة على أرض الواقع وبناء علاقات مع مختلف الأطراف، حجر الزاوية في إنجاز عمل ما، يجب استثمار الوقت، وقد فعلنا ذلك.

كنت بعيداً عن الوطن، كما سمعتم، لأكثر من ثلاثة أعوام ونصف. وطاقم عملي يمددون إقامتهم وأحياناً تزيد مدة إقامتهم عن إقامتي. وإذا ما ذهب أحدهم إلى القنصلية الأمريكية في القدس في آخر الليل أو في عطلة نهاية الأسبوع، فسيرى بعض الأضواء في البناء. وغالباً ما يكون هؤلاء رفاقي. وأظن أن دزرائيلي هو القائل: "سر النجاح هو الثبات والإصرار على الهدف".

لذا دعوني أتحدث قليلا عن التاريخ ونحدد إلى أين وصلنا منذ آذار 2005. كان الجنرال كيب وارد أول قائد لفريق الأمن الأمريكي، وكانت مهمته البدء بعملية تدريب وتجهيز قوات الأمن الفلسطينية. لكن مهمته تعطلت، صراحة، بسبب عملية الفصل الإسرائيلي الأحادي في قطاع غزة عام 2005. ولم يقم بأي عمل على صعيد مهمته.

وعندما انتقلت القيادة إلي في كانون الأول/ديسمبر 2005، قال لي "حظاً سعيداً". وقليلاً كان تقديري لحجم الحظ الذي كنت بحاجة إليه، ذلك لأنه بعد شهر ربحت حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وتغيرت مهمتي بين ليلة وضحاها. وخلال الثمانية عشر شهراً التالية، واجهنا وضعاً من اثنين، إما حكومة "حمساوية" في الأراضي المحتلة أو حكومة وحدة، على رأسها شخص من حماس.

ونتيجة لذلك، ركزنا نشاطنا التنسيقي الدولي على المساعدة بالنهوض باقتصاد غزة، وعلى نطاق واسع من خلال التنسيق مع إسرائيل ومصر والفلسطينيين على المعابر الرئيسية، وتحديداً في معبري رفح وكارني. ونسقنا أيضا المساعدة التدريبية التي قدمها الكنديون والبريطانيون للحرس الرئاسي الفلسطيني، الذي كان يدير تلك المعابر الحدودية.

ولأن الحرس الرئاسي يقدم تقاريره مباشرة إلى الرئيس عباس، وليس خاضعاً لنفوذ حماس، أُعتبروا أطرافاً في اللعبة. لكن كافة قوى الأمن الأخرى عانت كثيراً من إهمال حماس لها، وعدم دفع رواتبها، واضطهادها، وفي الوقت نفسه واصلت حماس بناء قوات أمن خاصة بها بدعم سخي من إيران وسوريا. في حزيران 2007، كما أعتقد أنكم تعرفون، قامت حماس بانقلاب في قطاع غزة ضد قوات أمن السلطة الفلسطينية الشرعية.

وهكذا أطاح رجال الميلشيا الحمساويون المدعومين من إيران وسوريا، والمجهزين جيداً، والممولين جيداً والمسلحين جيداً، بقوات أمن السلطة الفلسطينية الشرعية، مع ضرورة الإشارة إلى أن هذه القوات لم تحصل على رواتب خلال ستة عشر شهرا وينقصها التجهيز والتدريب. أحفظوا هذا في ذاكرتكم. وبغض النظر عن كل هذا، صمدت القوات الفلسطينية خمسة أيام وفقدت بضع مئات من القتلى والجرحى. ولكن في النهاية مازالت حماس هي الرابحة، وبالتالي تغيرت مهمتي بصورة جد دراماتيكية.

وبعد أن عين محمود عباس، سلام فياض رئيساً لحكومة من التكنوقراط في حزيران 2007، انتقل مركز اهتمامنا من غزة إلى الضفة الغربية. في تموز أعلن الرئيس بوش عن طلب 86 مليون دولار من الكونغرس لتمويل برنامج مساعدات أمنية لقوات الأمن الفلسطينية. ووافق الكونغرس على الفور. وعدنا إلى اللعبة مرة أخرى. وما لم يقله الرئيس هو أن ميزانيتنا في الثمانية عشر شهراُ الأولى كانت صفراً. لم يكن لدينا مال. كنت عملياً منسقاً لجهود أناس آخرين. ولكن هذه المرة لدينا النقود في جيوبنا ولدينا مهمة جاهزون لإنجازها. ومنذ ذلك الوقت سلكنا سمتا ثابتاً في دعمنا لحكومة سلام فياض المعتدلة في الضفة الغربية.

وأمدنا الكونغرس والإدارة بـ 75 مليون دولار إضافيين نهاية العام. وبملغ 161 مليون دولار بات بإمكان فريق الأمن الأمريكي الاستثمار في مستقبل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين من خلال تحسين الأمن، إذن، ماذا فعلنا؟ وحتى لا نجازف بدفعكم إلى الشعور بالملل، فعلنا ذلك في أربع مجالات رئيسية. أولاً التدريب والتجهيز. ومع أننا عملنا بصورة وثيقة مع الحرس الرئاسي حتى الآن، ركزنا على تحويل قوات الأمن الوطني الفلسطينية إلى جندرما فلسطينية ـ قوة شرطة منظمة أو وحدات شرطة كما كانت ـ لتعزيز العمل الجاري من قبل الشرطة المدنية الخاضعة لنصائح الأوروبيين.

يستغرق برنامج التدريب مدة أربعة أشهر في مركز تدريب الشرطة الدولي في الأردن ـ ونختصرها بالأحرف (jiptc)، وهو خارج مدينة عمان. ويمتاز المركز بوجود كادر تدريبي أمريكي ـ أردني، ويتبع منهاج تدريب أمريكي مطور يركز على حقوق الإنسان والاستخدام الخاص للقوة، والسيطرة على تظاهرات الشغب، وكيفية التعامل مع الاضطرابات والقلاقل المدنية. ويركز التدريب أيضاً على تلاحم الوحدة وعلى القيادة.

والآن يمكن أن تتساءلوا. لماذا الأردن؟ الجواب بسيط. الفلسطينيون أرادوا التدرب في المنطقة، لكنهم أرادوا الابتعاد عن العشيرة والعائلة والتأثيرات السياسية. الإسرائيليون يثقون بالأردنيين، والأردنيون متلهفون للمساعدة. تجهيزاتنا كلها غير خطرة وهي منسقة مع الفلسطينيين والإسرائيليين. تأكدوا من فهم هذا. نحن لا نقدم شيئاً للفلسطينيين ما لم يتم التنسيق بشأنه مع دولة إسرائيل وبموافقة إسرائيلية. أحياناً هذه الإجراءات تزعجني ـ كان لدي شعر أكثف من هذا عندما بدأت ـ لكن لا يهم، فقد جعلنا الأمور تسير على ما يرام.

نحن لا نعطي بنادق أو ذخيرة، وتتراوح التجهيزات بين العربات والجوارب. لدينا الآن ثلاث فرق متخرجة، بمعدل خمس مائة رجل لكل منها من مركز التدريب الأمريكي الأردني، وهناك فرقة أخرى قيد التدريب، وتتلمذ الخريجون بكثافة على أيدي الأردنيين الذين عملوا بجد وحماس في هذه المهمة، منطلقين من الولاء للعلم الفلسطيني والشعب الفلسطيني.

ما الذي بنيناه، أقول هذا تواضعاً، ما فعلناه هو بناء رجال جدد. تتراوح متوسط أعمار الخريجين بين 20 و22 عاماً، وهؤلاء الشباب وضباطهم يعتقدون أن مهمتهم بناء دولة فلسطينية. وإذا كنتم لا تحبون فكرة الدولة الفلسطينية، فلن تحبوا بقية حديثي. ولكن إذا أحببتم فكرة دولة فلسطينية، فتابعوا الإصغاء.

مؤمن
16-06-2009, 05:22 PM
دعوني أقتبس لكم، على سبيل المثال، ملاحظات على التخرج من كلمة لضابط فلسطيني كبير في الخريجين، وهو يتحدث إليهم في اجتماع لهم في الأردن في الشهر الماضي. قال: ((أنتم يا رجال فلسطين قد تعلمتم هنا كيف تحققون أمن وسلامة الشعب الفلسطيني. أنتم تتحملون المسؤولية عن الشعب ومسؤولية أنفسكم. لم تأتوا إلى هنا لتتعلموا كيف تقاتلون إسرائيل، بل جئتم إلى هنا لتتعلموا كيف تحفظون النظام وتصونون القانون، وتحترمون حقوق جميع مواطنيكم، وتطبقون حكم القانون من أجل أن نتمكن من العيش بأمن وسلام مع إسرائيل)).

والآن لدى عودة شباب فلسطين الجدد هؤلاء، أظهروا حوافز وانضباط ومهنية، ويا له من تغير ـ وأنا لا أتباهى بهذا ـ فقد جعل هذا التغير ضباطاً في الجيش الإسرائيلي يسألونني في أغلب الأحيان "كم من هؤلاء الرجال الجدد تستطيع أن تصنع، وبأية سرعة، لأنهم الوسيلة التي ستؤدي إلى رحيلنا عن الضفة الغربية".

المجال الثاني الذي ركزنا جهودنا عليه، قدرة وقابلية البناء في وزارة الداخلية. وهذا يبدو عملاً أرضياً، ولكنه حيوي بإطلاق، لأننا نحاول صياغة حكومة طبيعية. وزارة الداخلية في السلطة الفلسطينية مسؤولة عن كافة القوى الأمنية أمام رئيس الوزراء وأمام الرئيس. وعندما سقطت غزة سقطت معها وزارة الداخلية، ولم يكن هذا أمراً سيئاً، لأن الوزارة كانت تحت سيطرة حماس، وانصب تركيز الوزارة الحمساوية على إنشاء ما سمي القوة التنفيذية، التي كانت البديل الحمساوي لقوى الأمن الشرعية. وعندما سقطت الوزارة، كان سقوطها واحداً من الأمور الحسنة التي حدثت في حزيران/يونيو 2007.

الوزير المعين في حكومة فياض، لم يكن لديه ما يعمله عندما دخل مكتبه، وقد شكى لي ذلك، وقال إنه لا يملك حتى آلة كاتبة. فكروا في هذا. من يتكلم عن الآلات الكاتبة هذه الأيام؟ لكنه لا يملك حتى آلة كاتبة. في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة استثمرنا أموالاً كافية وعناصر كافية في جعل وزارة الداخلية ذراعاً قائدة للحكومة الفلسطينية ولديها ميزانية كافية، لتفكر بطريقة إستراتيجية وتخطط عملياتياً. كما قلت إنها مفتاح الوضع الطبيعي في فلسطين. ولم تعد القرارات الأمنية في فلسطين من صنع رجل واحد في منتصف الليل، وبهذا اجتزنا طريقاً طويلاً.

المجال الثالث هو البنية التحتية. من الصعب وصف الوضع البائس للتسهيلات الأمنية الفلسطينية التي واجهناها في البداية، لم تكن حقاًً ملائمة للسكن البشري. في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، عملنا مع المقاولين الفلسطينيين لبناء كلية للتدريب الفني للحرس الرئاسي في أريحا، وكذلك أيضاً قاعدة عمليات من نوع جديد يمكنها إسكان ـ كما هو واقع الحال الآن ـ ألف من القوى الأمنية الفلسطينية العائدين من الأردن على قمة تلة خارج مدينة أريحا.

ونخطط لبناء قاعدة عمليات أخرى في جنين وبموافقة ودعم كاملين من الجيش الإسرائيلي. ونحن أيضاً بصدد إعادة بناء مركز تدريب للجندرمة والشرطة الفلسطينية، في أريحا أيضا. وعلي أن أخبركم عن الشعور بالفخر والثقة الذي يبديه المستفيدون من هذا العمل، الذي كان مثار تقدير من الزوار الأمريكيين والحلفاء لهذه المواقع، بمن فيهم مبعوثين من الكونغرس. ولأول مرة أرى من العدل القول إن القوى الأمنية الفلسطينية تشعر بأنها الفريق الفائز.

والمجال الرابع الذي ركزنا عليه، هو تدريب القادة الكبار. يبدو هذا نوعاً من الغباء، لكنه في الواقع برنامج صغير، لكنه من وجهة نظري من المحتمل أن يكون واحدا من أعظم الفوائد المستدامة. لقد خرّجنا فعلاً نوعين من الرتب الرائد والمقدم والعقيد من خلال دورة أقرب إلى حلقة بحث لمدة ثمانية أسابيع، حيث لدينا ستة وثلاثون رجلاً من مختلف القوى الأمنية، وقد تعلموا كيف يعالجون القضايا اليومية، وكيف يعملون بصورة مشتركة واحترام للمعايير الدولية. إنه العمل الأكثر شعبية الذي قمنا به.

لقد حضرت حفلتي تخرج وكانتا أشبه بتخرج جامعي. فقد أحضروا عائلاتهم. وكافة قادتهم حضروا أيضاً والجميع باللباس الرسمي. إنه أمر يستحق المشاهدة، لأنهم يشعرون اليوم بأنهم يدخلون مجتمع الأمم من حيث معاملتهم كقادة كبار لشعب قد حان الوقت ليدير فعليا شؤونه وحياته كدولة.

وأجرينا امتحاناً أخيراً لهذه الدورة، وهو سؤال تتطلب الإجابة مقالا. ويتم اختيار سؤال من أصل عشرة أسئلة. ويمكن أن يدهشكم أن تعلموا أن المقال الأكثر شعبية، واختاره أكثر من 50%، هو سؤال "لماذا حقوق الإنسان مهمة في فلسطين؟"، والآن من كان يتوقع هذا؟ وهل تعرفون لماذا؟ لقد حصل القادة المتخرجون على الترقيةوعلى مواقع أكثر مسؤولية.

إن قائد الفرقة الجديدة لوحدة الأمن المتدربة في الأردن، الذي زرته في الأسبوع الماضي، وهو واحد من الخريجين في دورة القيادة، هو الآن فخور ومسرور بما تعلمه، وبأنه يطبق ما تعلمه في قيادته لوحدة جديدة مؤلفة من خمسة مائة رجل من الذين سيعودون إلى الضفة الغربية.

حسنا، ماذا لدينا نحن والفلسطينيون، وعلي أن أؤكد هنا، عما أنجزه الفلسطينيون؟ لأنني أوفر القوة لهم وبالتالي أساعدهم. لكنهم قاموا بالكثير بأنفسهم. دعونا نتحدث عن الوقائع على الأرض. إن فريق الأمن الأمريكي بالشراكة مع الفلسطينيين والأردنيين والإسرائيليين قد مضى على عمله ثمانية عشر شهراً والنتائج تفوق أكثر توقعاتنا تفاؤلا، وهي على صلة وثيقة بعنوان حديثنا "السلام عبر الأمن"، الحقائق على الأرض تغيرت وسوف تستمر بالتغير.

أنا لا أعلم كم واحدا منكم يدرك أن الفلسطينيين، في السنة ونصف الماضية، قد انخرطوا في سلسلة ما يدعونه الهجوم الأمني عبر الضفة الغربية، وبمنتهى الدهشة بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وبسلسلة من الجهود المتواصلة لاستعادة حكم القانون في الضفة الغربية وإعادة بناء السلطة الفلسطينية. بدءاً بنابلس ثم جنين والخليل وبيت لحم. لقد أثاروا اهتمام المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، بقراراتهم وانضباطهم ودوافعهم والنتائج التي حقوقها.

وعلي أن أخبركم، أن الشباب الذين تدربوا في الأردن هم المفتاح. لنتوقف قليلاً عند الخليل، لأن أي واحد منكم إذا كان يعلم شيئاً عن الخليل، يعرف أنها مكان صعب، إنها أكبر مدينة في الضفة الغربية، وفيها عدد كبير من المستوطنين، وهم عدوانيون، وهي مكان مقدس لليهود والعرب. منذ عام، رفض جيش الدفاع الإسرائيلي أي اقتراح يسمح للسلطة الفلسطينية بتعزيز حاميتها في الخليل، وهي قوة لا يزيد عديدها عن400 شرطي ودركي، مع أنها أكبر مدينة في الضفة الغربية.

أردنا أن نعزز قوتهم ببعض المتخرجين من البرنامج الأردني، قالوا لا، ولكن أداء هؤلاء الخريجين في جنين، حيث كانت أول مكان لانتشارهم، كان جد مؤثر، بحيث إنه بعد ستة أشهر لم يسمح الجيش الإسرائيلي فقط بتعزيز القوة في الخليل، بل قادها أيضاً. وكانت هناك قرى في محافظة الخلل لم يشاهدوا شرطياً فلسطينياً بالزي الرسمي منذ العام 1967. فكروا في هذا. ليس بعد الآن.

مؤمن
16-06-2009, 05:23 PM
وقد تحدث في هذا الموضوع صراحة الجنرال «كيث دايتون» مسؤول الاتصال العسكري الأمريكي المقيم في تل أبيب، في جلسة استماع عقدتها في أواخر مايو الماضي لجنة الشرق الأوسط بالكونجرس الأمريكي. وفي شهادته ذكر الجنرال دايتون أن للولايات المتحدة تأثيراً قوياً علي جميع تيارات حركة فتح، وأن الأوضاع ستنفجر قريباً في قطاع غزة، وستكون عنيفة، وبلا رحمة. وقال إن وزارة الدفاع الأمريكية والمخابرات المركزية ألقيتا بكل ما تملكان من ثقل، في جانب حلفاء الولايات المتحدة وإسرئيل داخل حركة فتح.



كما أن تعبئة الأجهزة الأمنية والعسكرية، التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية ضد حماس، يمثل خياراً استراتيجياً للإدارة الأمريكية الحالية. وهو ما يفسر أن الكونجرس لم يتردد في اعتماد مبلغ ٥٩ مليون يورو، لتدريب الحرس الرئاسي في بعض دول الجوار، وإعداده لخوض مواجهة عسكرية ضد حركة حماس.



أضاف المعلق السياسي للصحيفة الألمانية أن التيار الأمريكي ـ الإسرائيلي، داخل فتح، لم ينجح، رغم كل الدعم السخي الذي قدم إليه، في كسر شوكة حماس. وهو ما دفع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلي استدعاء خبرتها السابقة في جمهورية السلفادور، وتوجيهها للعناصر الفتحاوية المرتبطة بها، لتشكيل فرق الموت لاغتيال قادة وكوادر حماس.



وتحدث راينهارت في هذه النقطة عن خيوط كثيرة تربط بين فرق الموت والحرس الرئاسي الفلسطيني والمستشار الأمني النائب محمد دحلان، ونسب إلي خبيرة التخطيط السياسي بالجامعات الإسرائيلية «د.هيجا ياو مجارتن» قولها إن دحلان مكلف من وكالة المخابرات المركزية وأجهزة أمريكية أخري، بتنفيذ مهمة محددة، هي تصفية أي مجموعات مقاومة لإسرائيل داخل وخارج حركة حماس.



في ١٠ يناير الماضي، وجه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية رسالة إلي رئيس السلطة أبومازن، نصها كما يلي:



نهديكم أطيب التحيات، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد. لقد توافرت لنا بعض المعلومات، في الآونة الأخيرة، تشير إلي خطة أمنية تهدف إلي الانقلاب علي الحكومة والخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني. ويمكن إيجاز هذه المعلومات في النقاط التالية:



- إدخال كميات ضخمة جداً من السلاح لصالح حرس الرئاسة، من بعض الجهات الخارجية، بمعرفة ومباركة من أمريكا وإسرائيل.



- تشكيل قوات خاصة من الأمن الوطني، تقدر بالآلاف، لمواجهة الحكومة الفلسطينية والقوة التنفيذية واعتماد «مقر أنصار في غزة» مقراً مركزياً لها.



- تجهيز هذه القوات بالسيارات والدروع والسلاح والذخيرة وصرف الرواتب كاملة للموالين.



- تعقد اجتماعات أمنية حساسة لعدد من ضباط الأمن الفلسطيني في مقر السفارة الأمريكية، حيث تناقش فيها خطط العمل.



- البدء في إجراءات إقالة لعدد من الضباط واستبدال شخصيات أخري بهم، مع العلم أن لجنة الضباط هي المختصة بهذه الشؤون، كذلك تعيين النائب محمد دحلان من طرفكم شفوياً كقائد عام للأجهزة الأمنية، وفي ذلك مخالفة قانونية.



- تهديد الوزراء ورؤساء البلديات بالقتل، حيث تم الاعتداء علي الوزير وصفي قبها وزير الأسري، وإعلامه عبر مرافقه أن الاعتداء القادم سيقتله. وكذلك تم تكليف أحد ملياردي فتح من غزة بتصفية الوزير عبد الرحمن زيدان ـ وزير الأشغال والإسكان ـ مقابل ٣٠ ألف دولار.



الأخ الرئيس: بناء علي ما سبق، وغيره الكثير من المعلومات التي نمتلكها، فإننا نعبر عن بالغ أسفنا إزاء ما ورد، حيث إن ذلك يهدد النظام السياسي الفلسطيني، والنسيج الوطني والاجتماعي، ويعرض القضية برمتها للخطر.



في الوقت الذي أرسل فيه السيد إسماعيل هنية هذا الخطاب إلي أبومازن، كانت أمامه معلومات محددة حول بعض تفصيلات الإعداد للخطة الأمنية، التي منها علي سبيل المثال: تعيين محمد دحلان قائداً عاماً للأجهزة الأمنية ـ اختيار ١٥ ألف عنصر من الموالين، لتشكيل قوة خاصة في الأمن الوطني لمواجهة حماس ـ دخول١٥٠ سيارة جيب مزودة بأجهزة الاتصال اللاسلكي ـ توفير ٢٠٠٠ مدفع كلاشينكوف إضافة إلي ثلاثة ملايين رصاصة ـ توفير الملابس الخاصة والدروع للقوة الجديدة ـ إعادة بناء جميع الأجهزة الأمنية وإقالة ١٥ من قادتها واستبدال آخرين موالين بهم ـ إقالة ١٨٥ من ضباط الأمن الوطني لتنقية صفوف الجهاز من غير الموثوق في موالاتهم.

يوم ٦/٦ نشرت صحيفة «هاآرتس» أن جهات في حركة فتح توجهت أخيراً إلي المؤسسة الأمنية في إسرائيل، طالبة السماح للحركة بإدخال كميات كبيرة من العتاد العسكري والذخيرة من إحدي دول الجوار إلي غزة، لمساعدة الحركة في معركتها ضد حركة حماس. وأضافت الصحيفة أن قائمة الأسلحة والوسائل القتالية تشمل عشرات الآليات المصفحة والمئات من القذائف المضادة للدبابات من نوع «آر.بي.جي»،



وآلاف القنابل اليدوية وملايين الرصاصات. كما ذكرت أن مسؤولي فتح تقدموا بطلباتهم في لقاءات مباشرة مع مسؤوليين إسرائيليين، كما أن المنسق الأمني الأمريكي الخاص في المناطق الفلسطينية المحتلة الجنرال كيث دايتون نقل طلباً مماثلاً إلي إسرائيل.

مؤمن
16-06-2009, 05:24 PM
أضافت الصحيفة أن إسرائيل سمحت لـ«فتح» في السابق بتلقي كميات من الأسلحة شملت ٢٥٠٠ بندقية وملايين الرصاصات.. وقد تقرر إدخال الآليات المصفحة التي لا تعتبر سلاحاً يشكل خطراً علي الدولة العبرية. لكنها استبعدت الموافقة علي طلب تلقي قذائف صاروخية، لخشيتها من أن تقع في يد حماس.



نقلت الصحيفة عن الرئيس أبومازن قوله، في أحاديث مغلقة، إن أمله خاب من رفض إسرائيل السماح بإدخال الأسلحة المطلوبة لفتح، وأضافت أن ثمة خلافاً في الرأي داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بخصوص الموضوع، خصوصاً أن غالبية خبراء جهاز الأمن العام (شاباك) ومكتب تنسيق شؤون الاحتلال يعتقدون أن فتح ضعيفة للغاية في القطاع، وقد تنهار في المواجهة مع حماس.



في ١٣/٦ ذكرت صحيفة «معاريف» نقلاً عن مصادر في الأجهزة الأمنية، أن سقوط مواقع الأمن التابعة للسلطة في أيدي حماس، يدلل علي خطأ الرأي القائل بوجوب تقديم الدعم العسكري لحركة فتح، لأن ذلك السلاح سيعد غنيمة تقع في أيدي حماس.

يوم الجمعة ١٥/٦، وهو اليوم التالي مباشرة لاستيلاء حماس علي مواقع الأجهزة الأمنية في غزة، ذكرت النسخة العبرية لموقع «هاآرتس»، علي موقعها علي شبكة الإنترنت، أن كلا من الإدارة الأمريكية والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفق علي خطة عمل محددة لإسقاط حكم حماس، عن طريق إيجاد الظروف التي تدفع الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة لثورة ضد الحركة. وأشارت الصحيفة إلي أن خطة العمل، التي تم التوصل إليها بين «الجانبين» تضمنت الخطوات الآتية:



١ـ حل حكومة الوحدة، وإعلان حالة الطوارئ، لنزع الشرعية عن كل مؤسسات الحكم التي تسيطر عليها حماس حالياً في قطاع غزة.



٢ـ فصل غزة عن الضفة الغربية والتعامل مع القطاع كمشكلة منفردة، بحيث تقوم الإدارة الأمريكية وعباس بالتشاور مع إسرائيل والقوي الإقليمية والاتحاد الأوروبي لعلاج هذه المشكلة، ولا تستبعد الخطة أن يتم إرسال قوات دولية إلي القطاع.



٣ـ تقوم إسرائيل بالإفراج عن عوائد الضرائب، وتحويلها إلي عباس، الذي يتولي استثمارها في زيادة «رفاهية» الفلسطينيين في الضفة، إلي جانب محاولة الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بتحسين ظروف الأهالي في الضفة، لكي يشعر الفلسطينيون في قطاع غزة بأن أوضاعهم لم تزدد إلا سوءًا في ظل سيطرة حركة حماس.



٤ـ اتفاق عباس والإدارة الأمريكية علي وجوب شن حملات اعتقال ضد نشطاء حماس في الضفة الغربية، من أجل ضمان عدم نقل ما جري في القطاع إلي الضفة.



٥ـ إحياء المسار التفاوضي بين إسرائيل والحكومة، التي سيعينها عباس في أعقاب قراره حل حكومة الوحدة الوطنية.



أشارت الصحيفة إلي أن أبومازن حرص علي إطلاع مصر والأردن علي القرارات التي توصل إليها قبل إعلانها، مشيرة إلي أن أبومازن طالب الدولتين بتأييد قراراته وقطع أي اتصال مع حكومة حماس في القطاع.



في الوقت ذاته، خرج كبار المسؤولين في إسرائيل عن طورهم، وهم يشيدون بقرار أبومازن حل الحكومة وإعلانه الطوارئ. فقال وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس ـ قبل تعيين باراك مكانه ـ إن ذلك القرار ساهم في تقليص الآثار السلبية جداً لسيطرة حماس علي القطاع، واعتبر أن الخطوة تمثل مصلحة استراتيجية عليا لإسرائيل.

مؤمن
16-06-2009, 05:24 PM
من ناحية أخري، ذكرت صحيفة «معاريف» في عدد الجمعة ١٥/٦، أنه في ظل قرار أبومازن حل حكومة الوحدة الوطنية، فإن إسرائيل تدرس بإيجابية إمكانية الإفراج عن مستحقات الضرائب التي تحتجزها، لكي تحولها إلي الحكومة الجديدة. وأشارت الصحيقة إلي أن إسرائيل قد تعلن عن قطاع غزة ككيان عدو، ومن غير المستبعد أن يتم قطع الكهرباء والماء عن القطاع، خصوصاً إذا استمر إطلاق الصواريخ منه.



علي صعيد آخر، قال الجنرال عاموس جلعاد، مدير الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلي، والمسؤول عن بلورة السياسة الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة، إن إسرائيل تحتاج أكثر من أي وقت مضي لمساعدة الدول العربية، وتحديدًا مصر، في مواصلة خنق حركة حماس، سيما بعد إنجازها السيطرة علي كامل قطاع غزة، معتبراً أنه في حال لم يتم نزع الشرعية عن وجود حركة حماس في الحكم،



فإن هذا ستكون له تداعيات سلبية جداً علي إسرائيل. وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية ظهر الجمعة ١٥/٦ ، قال جلعاد إن الدول العربية «المعتدلة» مطالبة بنزع أي شرعية عربية أو دولية عن حكومة الوحدة الوطنية وعدم إجراء أي اتصالات معها، وأن الحصار العربي لحكومة الوحدة الوطنية هو مطلب أساسي وحيوي لنجاح الحصار علي الحكومة الفلسطينية.



أضاف الرجل أن أبومازن أصبح مهماً للغاية لإسرائيل الآن، إذ هو وحده الذي يستطيع تقليص الآثار السلبية لسيطرة حماس علي غزة. كذلك قال بنيامين إليعازر وزير البني التحتية، في تصريحات للإذاعة إن علي إسرائيل أن تتحوط للوضع الدراماتيكي الجديد بكل حذر.



وشدد علي وجوب بذل كل جهد ممكن لإقناع الدول العربية بالوقوف إلي جانبها في حربها ضد حماس. في ذات الوقت أشار عوديد جرانوت، معلق الشؤون العربية في القناة الأولي للتليفزيون الإسرائيلي، ظهر الجمعة إلي أن قرار أبومازن حل حكومة الوحدة الوطنية يمثل مصلحة لإسرائيل من حيث أنه يعني إسدال الستار علي اتفاق مكة..



أظنك لا تستطيع الآن أن تقول إنك لم تعثر علي إجابة السؤال الذي طرحته في البداية.

مؤمن
16-06-2009, 05:25 PM
رسالة إلى الجنرال كيث دايتون !كمال جابر
___________________________________________

كان لا بد حتى يتم فهم مضمون الرسالة ومغزاها ، والقصد من ورائها ، والهدف الباعث لكتابتها ، أن نوجز بالتعريف بكاتب الرسالة والمرسلة إليه ، والظرف الذي يحكم الموقف الذي يجمعهما ، فأنت أيها الجنرال ، ممثلا للدولة الأقوى على وجه الأرض ، أما مهامك المكلف بها فتقوم على أساس مواجهة بعض قوى الشعب الفلسطيني التي تمانع في تصفية القضية الفلسطينية ، هذه القوى هي مجاميع شعبية لم تمتلك مقومات الكيان المستقل ، وهي خاضعة للحصار المشدد منذ ثلاث سنين برا وبحرا وجوا ، فضلا عن الحصار السياسي والإعلامي والمعنوي .

أما أنا فمجرد فلسطيني بسيط تستهويني آثار التاريخ وعبق الحضارة المنقوشة في ثنايا وطني المحتل ، بحيث لا تستطيع كل المغريات المادية -التي يقدمها فاقدو القيم النبيلة- أن تجذبني من واقعي الجميل المنسجم مع الذات باتجاه الجدة التي تجعل مني أداة لتصفية أحلامي ، فضلا عن عدم الإستجابة لتصديق الإدعاءات بأن منتجكم الجديد قادر على حسم المعركة بوضوح لصالح صهيون ، فالخلل الفاحش الذي يكشف عن طرفي المقابلة لا يمكن له أن يحدد مصيرها ، طالما كنت تمثل القوة بلا حق ، فيما أمثل الحق التليد ولو افتقرت للقوة المادية اللازمة، وربما خامرت مخيلتي مشاهد روعة النصر الذي سننجزه حتما ، طالما احترقت الأوراق التي بأيديكم بحيث لم يبق أمامكم من خيار سوى قيادة المعركة بأنفسكم وبشكل مباشر .

وهنا دعني أسالك ، ما الحاجة الداعية لكي تتصدر الإشراف المباشر ، والقيادة الفعلية للقوات الأمنية المسماة فلسطينية في الضفة حاليا ، وفي غزة أيضا ما بعد فوز حماس وما قبل الحسم؟ هل تُشير هذه المبادرة إلى مستوى التقدم في المشاريع التي فصلتموها على مقاس المصلحة الصهيونية ، أم أن ذلك يدل دلالة واضحة على تراجعها ، وتنامي خيبة الأمل إزاء فرصها في النجاح ؟ ألم تكن الأجندات التي تضعونها على مسار الخارطة السياسية التي تخص المنطقة هي النافذة فيما مضى دون الحاجة لتولي أم إنفاذها من قبلكم مباشرة ؟ فإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك حقا، فإن أبرز دلالة على هذه الخطوة المتقدمة من قبلكم يدل على الشعور بالإنحدار للأسفل مصحوبا بالتراجع للخلف في ميادين إثبات الوجود وتكريس الحضور الدولية ،كما تدل على حقيقة فقد الثقة بقدرة القوى المحلية للقيام بالواجبات المطلوبة منها كما ينبغي ، لكن قلي بربك ، هل يُجدي التحايل على حقيقة تقهقر مشاريعكم الأمريكية المتصهينة ، في تضليل الرأي العام من خلال الإعلان عن الزج بسلاح جديد في ميدان المعركة التي تستهف فلسطين شعبا وتاريخا وقضيةً وحقوقا ، وأن اسم هذا السلاح هو (الفلسطيني الجديد)!!

يبدو أن الأمريكي (الجديد) مصابا بعقدة نقص حادة تجاه كل شيء يلحق به صفة القديم ، وربما تشكلت هذه العقدة الراسخة على إثر قيامه بارتكاب فظائع ومجازر طالت عشرات ملايين البشر من الأمريكيين (القدماء) ، وربما حدثته نفسه بلعنة ضحايا الملايين البريئة التي أُهدرت دماؤها وانتهكت إنسانيتها ، فأراد النأي بنفسه عن مسؤولية ما اقترفت يداه من قبائح ، فكان لا بد من تحميل كل ذلك للقديم كونه المتسبب في ذلك ، والشواهد الدالة على كره الامريكي الجديد (الذي بنى امباراطوريته على الجماجم والأشلاء في أنحاء المعمورة) لكل ما هو قديم كثيرة ، فبالأمس القريب رفع مجرم حربكم ووزير (العدوان وإخضاع الشعوب ) ، رامسفيلد صوته عاليا بتقريع بعضا من الأمم الأوربية واصفا إياها ب(أوروبا القديمة) لأن مواقفها لم تتطابق مع مواقف إدارته في نوايا العدوان المبيت على العراق (القديم) .

ولما كانت سياسات الأمريكي الجديد تقوم على أسس ثابته تجاه كل ما هو قديم ، اقتضى الأمر منه أن يستخلص العبر من نتائج تطبيق هذه السياسة في هذه الساحة أو تلك ، الأمر الذي يتطلب حضور الإستعداد لفهم الدرس الذي أودى برامسفيل من مركزه قبل انتهاء مدته القانونية ، وإعادة ترتيب المواقف بما ينسجم مع العبر المستخلصة ، ولكنك يا جنرال دايتون تؤكد لي مرة أخرى عندما تقوم بتقسيم الشعب الفلسطيني لجديد وقديم ، كوسيلة ناجعة لإخضاعه ، وإنجاح السياسات القائمة على الرؤية الصهيوأمريكية ، أن البدائل والخيارات المتاحة أمامكم لتركيع الشعب الفلسطيني الأبي هي ضئيلة للغاية ، وهذا الضيق في الخيارات والشح في البدائل هو ما يشفع لتجاوز اخذ العبر من تجربة رامسفيلد التي قامت على أساس نظرية القديم والجديد ، وهو ما يدل للمرة الثالة على أن استحداث حالة الفلسطيني الجديد هو دليل ضعف وتراجع لا دليل إبداع وقوة !

نعم يا جنرال دايتون ، إن السبب الرئيس للثبات الملفت للشعب الفلسطيني ، هو شعوره بأن جذوره ممتدة في هذه الأرض آلاف السنين ، وأنه عندما يقف منتصبا على قدميه في مواجهة الإحتلال البغيض ، فإنه يستشعر أن أجيالا لا حصر لها ممن سبقوه للتشرف بالعيش فيها ، هم سنده وعونه الذي لا ينضب ، فالفلسطيني الحق وإن شئت فالقديم ، يستلهم مدد الخالق وعنايته ، وهو يذب عن الثغر المقدس ، المرفوع الشأن في القرآن (دستور المسلم) ، وفي حس ووجدان كل المسلمين على وجه الأرض ، فهل تراك تظن بأنك صانع إضافة هامة في معادلة الصراع على الأرض المقدسة ، وماذا عساه يفيد حبل الفلسطيني الجديد عندما يضاف لسائر الحبال المسخرة لخدمة كيان اليهود على أرض فلسطين ، في الوقت الذي بدأت فيه الحبال الأشد قوة تضعف وتهتريء ، وهل بمقدور الفلسطيني الجديد المنبثق وفقا لرؤى استعمارية بات العجز يتسلل إلى كياناتها ، فضلا عن ضحالة امتدادها التاريخي ، وقلة بضاعتها في رعاية الأخلاق وقيم العدالة والحرية وصيانة الحقوق والمباديء، هل تراه قادرا على إحداث اختراق في الوجدان الفلسطيني المتشكل من مزيج فريد من المشاعر الدافقة بحب الأرض ومعاني التعلق بها وبترابها وحجارتها جنبا إلى جنب مع عمق التاريخ وجلاله ، وبشرى المستقبل الواثق ؟

الا تشعر بعار العمل كمرتزقة يا جنرال دايتون ؟

قد تقول لي إن لنا مع اليهود مصالح مشتركة في إخضاع كل المناوئين للكيان اليهودي على أرض فلسطين ، قد لا اختلف معك ! ولكن ألا تعتقد بأن مصطلح المصالح المشتركة هو الوصفة المناسبة للتغطية على تحذير أحد رؤساء أمريكا السابقين من تحول أبناء الشعب الأمريكي لمجرد خدم في مزارع اليهود ؟ وإذا كنت تحتج بالمصالح المشتركة الدافعة للعمل لتثبيت كيان اليهود في فلسطين ، ألا تدرك بأنك متجند في خدمة مشاريع استعمارية ، تغذيها تصورات توراتية (قديمة) جدا ، بل وبالية وتثير التقزز والإشمئزاز لحجم المغالطات والاوهام والخزعبلات التي تقوم عليها ؟

هكذا هو الامريكي دائما ، متناقض وذو مقاييس مزدوجة للتعاطي مع الأمور ، لأنه لا يستند لقيم الحق أو المنطق وهو يخوض غمار الحياة ، ولأنه يفتقر للمرجعية المبدأية التي ترشده للطريق الصحيح ، فيبدو كثور منفلت من عقاله ينطلق بعنف تجاه ما يظن أنها مصالحه ، وعجبا لمصالح لا تحدد مضمونها قيم الخير والحرية الإنسانية، وإذا استدركت وقلت ، إن ما أقوم به من جهد يسهم في تحقيق المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني أيضا , أقول لك إذا كان صنيعتكم محمود عباس ، هو من يعتبر نفسه راعي الوطن والوطنية ، وهو المخول بتحديد معانيها ، وتشخيص المصالح المعبرة عنها ، وتقرير المسالك المفضية لتحقيقها، فلا عجب أن تكون أنت أيها الأمريكي الجديد قائدا للمشروع الوطني الفلسطيني ، وعندها فهل تستطيع إنكار أنك مرتزقة ومن طراز فريد ؟!



دايتون يحاول زيادة قوات حفظ النظام الفلسطينية إلى عشر فرق

Top of Form

مؤمن
16-06-2009, 05:26 PM
معاريف – أمير بوحبوط

تتضمن خطة الجنرال الأميركي كيت دايتون لصد حماس وفرض النظام في مناطق السلطة الفلسطينية زيادة قوات حفظ النظام في السلطة الفلسطينية إلى عشر كتائب، مقابل ثلاثة تعمل اليوم.

قبل سنتين تسلم الجنرال كيت دايتون المسؤولية عن تدريب كتائب حفظ النظام في أجهزة الأمن الفلسطينية. وقد درب دايتون حتى الآن ثلاث كتائب من الشرطة، نشرت في المنطقة وتعمل على إعادة القانون والنظام، بما يرضي كبار مسؤولي جهاز الأمن في إسرائيل وضباطا كبارا في قيادة المنطقة الوسطى. وقد صادقت إسرائيل للسلطة الفلسطينية مؤخرا على تدريب كتيبة أخرى.

إضافة إلى ذلك قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) إن الجنرال دايتون والسلطة الفلسطينية يعتزمان إقامة قوة اكبر من هذه. وأضاف بأن "هذا لن يتوقف عند الكتيبة الرابعة، فهم يتحدثون عن عشر كتائب بالإجمال".

ويعتقد مسؤولون في جهاز الأمن أن تطبيق الخطة الأميركية الفلسطينية سيمتد طيلة السنتين المقبلتين، وحسب الضابط الكبير فان زيادة قوات حفظ النظام الفلسطينية في مناطق السلطة الفلسطينية لا يفترض أن تشكل تهديدا للجيش الإسرائيلي. وأضاف الضابط أن برامج التدريب منسقة مع الجيش الإسرائيلي، وفي أعقاب دروس الماضي تجتاز القوة المهنية عملية ترشيح خشية التعاون مع محافل الإرهاب.

وقد واجه دايتون مؤخرا مشكلة في الميزانية منعته من تدريب القوات ودفع الرواتب الشهرية لها ولهذا فقد سافر إلى واشنطن لجمع الأموال.

وأكد المسؤولون في جهاز الأمن مؤخرا إقامة 26 محطة شرطة أخرى في المنطقة بهدف تعزيز قدرة الحركة والتنسيق للكتائب.

وتقول مصادر إسرائيلية إن قوات حفظ النظام الفلسطينية "لديها ما يكفي من الوسائل القتالية، بما فيها مسدسات، وبنادق من نوع كلاشينكوف، ومركبات، ودروع، وسترات واقية وأجهزة اتصال". وبالنسبة لتحسين البنية التحتية الاستخبارية قال الضابط الكبير إن الحديث يدور عن مسألة أميركية. كما أوضح بان كل طلب لنقل كتيبة أخرى من الشرطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية سيدرس على حدة.

وقال مصدر أمني بان "نموذج جنين، الذي بموجبه انتشرت قوات حفظ نظام فلسطينية وأعادت القانون والنظام إلى الشوارع هو النموذج المركزي. وهذا لا يمنع الجيش الإسرائيلي من أداء نشاطه ضد الإرهاب ولكنه بالتأكيد النموذج الذي نريد أن نراه في كل منطقة يهودا والسامرة. وفي الأسبوعين الأخيرين قتل خمسة مخربين في أحداث وكذلك أربعة شرطة".



الحاكم العام للضفة الغربية المحتلة

كثيرون هم الذين يتحدثون عن سلطة وقانون وشرعية في الضفة الغربية، وكثيرون أيضاً من يكتبون عن حكومة ووزراء ومدراء، وأكثر منهم من تناولوا دور الجنرال كيث دايتون في الضفة الغربية، لكن أحداً لم يتوقف عند الكلمة الأخيرة التي ألقاها دايتون في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط الشهر الماضي وتحديداً في 07/05/2009، هذه الكلمة التي حددت وبوضوح دوره "القيادي" ودور غيره "الانصياعي"، ووضعت ملامح المرحلة المقبلة عبر خطته القادمة، التي يمكن أن يُطلق عليها خطة الحكم للسنوات القليلة القادمة.

لقد كان دايتون شديد الصراحة والوضوح، لم يغلف كلماته بأي تنميق، الهدف الرئيسي واضح، التنسيق واضح، التبعية واضحة، المستهدف واضح، وحتى اقتباساته أثناء حديثه كانت واضحة المصدر والمغزى، تماماً كما كان واضحاً في كلمة سابقة له أمام الكونغرس الأمريكياستعرض فيها ما سمي وقتها بخطة دايتون – دحلان، والتي سقطت بتحرك استباقي وقائي في قطاع غزة في حزيران 2007.

ربما لم يضف الجنرال دايتون جديداً لما يعرفه الجميع عن دور ما يُسمى بالأجهزة الأمنية التابعة لعبّاس - فيّاض – اللهم إلا من يضع يديه أمام عينيه ليقول لا أرى - ، لكنه ورغم عدم وجود الجديد أكّد عديد الأمور لمن لا يزال لديه شك أو تشكيك، وفسّر وقائع قبل كلمته – الضفة أثناء العدوان على غزة مثلاً – وأمور أخرى تلت هذه الكلمة – جريمي قلقيلية مثلاً.

بالطبع من افتضح أمرهم سيشككون بالرواية جملة وتفصيلا، كما فعل عدنان الضميري عندما واجهه العبد لله وألجمه بالوقائع والحقائق يوم الجمعة 29/05/2009، ليشكك بمصدرها العبري ويبدأ بممارسة ما لايجيد غيره أمثاله من هجوم شخصي ترفعت عن الرد عليه، ورغم أنني رددت عليه في حينها على مبدأ "من فمك أدينك"، إلا أن التاريخ والأيام علمتنا أن المصادر العبرية هي من تأتي بأخبار من يتبعون لها في محمية المقاطعة، ورغم تكذيبهم لعديد الأخبار إلا أنهم عادوا وتراجعوا عند افتضاح أمرهم كل مرة، وهو ما سبق ووثقناه في أكثر من مرة أيضاً، المهم أن هؤلاء أنفسهم سيشككون بدايتون، وسيصرخون بأعلى صوتهم ليقل ما يشاء، هذا غير صحيح، لكن هل يجرؤ أحدهم كائناً من كان أن يصدر تكذيباً رسمياً لما قيل؟ بل هل يجرؤ حتى على مجرد التعليق علناً على ما ورد؟ الاجابة المؤكدة هي "لا"، ودون النفي أو التكذيب للحاكم الفعلي في الضفة الغربية كيث دايتون تبقى زمرة أوسلو مجرد بيادق يحركها دايتون وفريقه لحماية "اسرائيل"، نعم لحماية "اسرائيل" الهدف الأول والأخير لما يقوم به في ظل معادلة "السلام من خلال الأمن" التي يطرحها.

انزعج البعض من تسمية قوات الأمن الدايتونية، والسلطة الدايتونية، وغيرها من التسميات، ونقول أنهم محقون تماماً في انزعاجهم ورفضهم لهذه التسمية، لماذا؟ لأن التسمية توحي بوجود كيان قائم تابع، لكن الحقيقة أن الموجود على أرض الواقع هو حاكم عام فعلي للضفة الغربية اسمه الجنرال كيث دايتون، مع طاقم حكم متعدد الجنسيات، بميزانية وخطة عمل وأهداف مستقبلية، مع وجود من ينفذ أوامره ويزيد عليها لاثبات الولاء، وهؤلاء لا يستحقون حتى الوصف لا دايتونيون ولا غيرها، لأنهم لاشيء بالمطلق!

بصراحة شديدة لا نُعيب على دايتون أوغيره أن يقوم بما يقوم به، فهذه استراتيجية بلاده وخططها لحماية حلفائها، لكن العيب والعار هو لمن ارتضى أن يمتطيه دايتون وفريقه لتحقيق تلكم المآرب، من أسماهم دايتون بالفلسطينيين الجدد، أي كل فلسطيني تجرد من أخلاقه وشرفه وضميره وآدميته، كيف لا وقد قالوها بصراحة وبالصوت والصورة: أوامرهم مشددة بعدم اطلاق رصاصة على جندي أو "مستوطن" اسرائيلي مهما فعل، مبدين استعدادهم لمواجهة الأخ وابن العم، وقالها قبلهم مستوزرهم أن الهدف من التدريب ليس مواجهة "اسرائيل"!
ملايين تصرف، وعشرات الآلاف يتدربون للتجرد من كل القيم وعلى مواجهة أبناء شعبهم، وعشرات منحوا رتب وألقاب ينسقون مع الاحتلال وقياداته، خطط ترسم، برامج توضع، دراسات في مشارق الأرض ومغاربها، أبحاث من كل حدب وصوب، لم تفلح في السابق في كسر شعبنا للتنازل عن حقوقه، ولن تفلح اليوم أو في المستقبل في ذلك، هذا أكد الأكيد.