ابواحمد
20-02-2015, 11:02 PM
خطبة عامل لنهضة الامة ، في جمعة 3/جماد الاولى 1436هـ :
إن الحمد لله ............................... ... أما بعد عباد الله .
أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته والاستقامة على دينه ، والاهتداء بهدي نبيه ومنهجه .
وحري بنا في جمعتنا المباركة هذه ، أن نذكر أنفسنا والسامعين بشيء من حقائق القرآن وهدي الرحيم الرحمن ، فنتدبر معانيه ونستخلص منه الحقائق والعبر ، ونجد فيه ما يفسر لنا ما يروج ويموج في واقعنا من المصائب والنكبات والفتن ، حتى نتكشف أسبابها ، وندرك علاجها . وقد قيل إذا علم الداء عرف الدواء .
عباد الله .
يقول الحق عز وجل في محكم التنزيل: (فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون (؟) الذين أمنوا ولم يَلبِسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن ، وهم مهتدون) .
ففي الآية السابقة يقرر الحق عز وجل ، حقيقة شديدة الوضوح ، هي أن الإيمان بالله وتوحيده أساسُ الأمن والأمان ، وليس كما يفهم البعض أن الأمان قبل الإيمان ، أو يمكن أن يتحقق دون الإيمان ، فهذا فهم خاطئ . والحق أن الإيمان سببٌ للأمن والأمان .
وقد أحسن الشاعر _وإن من الشعر لحكمة_ غاية الإحسان في التعبير عن هذه الحقيقة ، حين قال:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان * ولا دينا لمن لم يحي دينا
ومن رام الحياة بغير دينٍ * فقد جعل الفناء لها قرينا
نعم عباد الله .
حين تقوم حياة الإيمان الواعي المستنير الصادق المخلص ، فتكون عقيدة التوحيد ، هي أساس تفكير الناس _محكومون وحكاما _ وأساس مشاعرهم وأحكامها ضابطة لسلوكهم ، وأساسا للحكم والتحاكم ، يحصل الانسجام بين الامة والدولة والحكام ، نتيجة للوحدة الفكرية والشعورية ، ووحدة الهدف والغاية للأمة والدولة والمجتمع .
فتسير الامة والدولة يقودها الحاكم ، نحو النهضة والعزة والمجد ، ويصل الجميع للسعادة ، ويعم الأمن والأمان والطمأنينة .
فبسيادة الإسلام بأحكامه ونظمه في الحكم والسياسة يستقر الحكم ، وتخلو الحياة من أزمات الحكم والشرعية ، وتخلو الحياة من الصراع الدائم بين الساسة على السلطة والرياسة والنفوذ .
وتتطهر السياسة من الشقاق والكذب والغش والنفاق ، ويسود الصدق والشفافية والوضوح ، وينصلح الرعاة والرعية ، ويسعد الصغير والكبير والضعيف والقوى ، والشريف والوضيع .
وبسيادة الإسلام ونظمه وأحكامه للاقتصاد ، يتحقق العدل والرفاهية لجميع أفراد الرعية صغيرهم وكبيرهم ، ضعيفهم وقويهم مسلمهم لان نظام الإسلام يجعل المال دولة بين الناس ، لا دولة بين الأغنياء كما هو الحال اليوم في ظل هذه النظم الرأسمالية الديمقراطية العلمانية القائمة .
لان تطبيق الإسلام يحقق للناس الكفاية ويعفهم عن ذل الحاجة ، حتى يغدو البذل والتعفف عن المادة ، لا التكالب عليها هو الخلق والقيمة السائدة داخل المجتمع . لأن الإنسان لا يخشى الفقر في ظل شرع الله ، الذي يفتح للناس سبل الكسب الشريف بجهودهم وبيسر وسهولة ، ويجعل بيت مال الأمة(أي بين مال المسلمين)أمانٌ لمن عجزوا عن الوصول للمال بجهدهم .
فيتحقق بذلك الأمان والطمأنينة في نفوس الناس على معيشتهم وقوت عيالهم .
وبسيادة أحكام الإسلام ونظمه للاجتماع ، تحقق المرأة منزلتها وتحفظ لها مكانتها ومنزلتها وكرامتها ، كأم ، وربة بيت ، وعرض مصان .
فهي في الإسلام ملكة متوجة يخدمها الرجل إلى بيتها ، لا سلعة للكسب و وسيلة للمتعة كما هو حالها اليوم في ظل النظم العلمانية الديمقراطية ، ويتيسر في ظل نظام الإسلام للشباب سبل العفاف بالزواج مثنى وثلاث ورباع .
فتتطهر الحياة من الفاحشة والفجور ، وتصبح العفة والفضيلة هي القيم السائدة في حياة المسلمين ، فيأمن الناس على أعراضهم وكرامتهم في حياتهم وبعد مماتهم .
وبسيادة أحكام الإسلام ونظمه للتعليم وقيام مناهجه وثقافته على الحقائق الفكرية الصادقة ، يتربى الجيل على الإيمان والتقوى .
فيأمن الناس على عقولهم وتفكيرهم من الضلال والانحراف والفساد ، ويسود الصدق . وتتحقق بذلك الوحدة الفكرية والشعورية ، و الروابط الإيمانية الأخوية الصادقة ، وتسود الثقة بين الناس ، ويأمن كل منهم الأخر على نفسه وعرضه وماله وحرماته .
وبسيادة أحكام الشرع وحدود الله ، يردع العصاة والمفسدون ، والجبابرة الطغاة . فيصان الأمن وتحرس الفضيلة ، وتصان الحرمات ، والأموال والدماء .
فتعيش البلاد وأهلها بإلايمان حياة أمنة مطمئنة ، يأتيها رزقها رغدا من كل مكان .
هذه بعض ثمار العيش في ظل عقيدة الإسلام ، وشرعها ونظامها للدولة والمجتمع .
وبالمقابل ، فحين تقوم الحياة على غير عقيدة الإيمان ، يخيم الشرك والأهواء والفساد .
ويسود الطواغيت والجبابرة والمفسدون ، الذين يشرعون أهوائهم ومصالحهم الخاصة ، دساتير وقوانين وأنظمة يفرضونها على رقاب العباد ، فيخرجون الناس من عبادة رب العباد وحده ، إلى عبادتهم . ومن نور دين الله إلى ظلماتهم ، ومن عدل شرع الله إلى جورهم .
فيعم الفقر والجوع والجور والخوف والقلق والتظالم والعدون وكثرة النزاع والتخاصم . ويشقى الناس جميعهم الصغار والكبار الرجال والنساء . وتتفشى الأمراض ، وتتحكم الأهواء ، وتحل الفوضى ، وتكثر الفتن والمحن والرزايا ، ويشيع القتل والسلب والنهب والفساد وشريعة الغاب .
نعم عباد الله .
كل ذلك يحل حين تقوم الحياة على عقيدة غير عقيدة الإيمان والتوحيد ، ويسود نظام غير نظام الحميد المجيد .
كما هو حالنا اليوم في ظل قيام الحكم والدساتير والقوانين التي إليها التحاكم وفصل التخاصم ، على عقيدة العلمانية فصل الدين عن الدولة وعلاقات المجتمع .
وقد بين الحق عز وجل حقيقة الفرق بين حياة الإيمان ، وحياة الشرك والكفر ، وثمار كل منها ، بأن ضرب للعقلاء في محكم التنزيل مثلا .
فقال سبحانه: (وضرب الله مثلاً ، قرية كااانت آااامنة مطمئنة ، يأتيها رزقها رغدا من كل مكان . فكفرت بأنعم الله . فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ، بما كانوا يصنعون).
أيها المسلمون عباد الله :
ما من شك إن الآية السابقة تفسر واقعنا بالأمس وما صار إليه حالنا اليوم ، تفسيرا عميقا واضحا جلي .
فقد عاش المسلمون منذ أن نشأت الامة تربطهم أخوة الإيمان ، وتجمعهم دولة الإسلام ، طوال اثني عشر قرن من الزمن ، تحكمهم بشرع الله .
تحرس الدين ، وترعى بأحكامه ونظمه شؤون أمة المسلمين .
فعاش المسلمون أمة ودولة ، حياة العزة والكرامة والسيادة ، فما عَرَفَ الفقر إليهم منفذا ، ولا وجَد الظلم والظالمين عليهم سبيلا ، ونالوا حياة السعادة ، والأمن والطمأنينة والسلام .
وكانوا فعلا قرية أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان .
وقد كانوا يفتحون العالم ولا يجرؤ عليهم كافر ولا فاجر ، ويقهرون الظالمين ولا يُقهرون ، ويَغزون حاملين الخير للبشرية والنور والهدى والعدل ، ولا يغزون .
وكذلك كانت ثمار حياة الإيمان ، عزا وكرامة وسيادة ونصرا وخيرا يحملونه نورا وهدا للناس في الأرض .
حتى إذا أهمل المسلمون الدين علما وعملا ، أصاب الجهل وقلة الوعي والعمى عامتهم ، فأزلهم الشيطان وزين لهم سوء أعمالهم ، فانحرفوا عما يفرضه الإيمان وشريعة الإسلام من أخوة وألفة ووحدة ، وتفرقوا شيعا على أساس روابط جاهلية وعصبيات من مخلفات الوثنية ، كالمناطقية الوطنية ، والقومية القبلية ، والطائفية المذهبية البغيضة .
فانقلب الحال رأسا لعقب ، وتسلط عليهم الأشرار من المنافقين والكفار ، فساموا المسلمين سوء العذاب ، وانتهكت الأعراض وضاعت المقدسات ، ونهبت الثروات .. وغير ذلك من ألوان الهوان والذل .
حتى وصل بنا الحال بسبب الجهل بالدين وأتباع شرائع المغضوب عليهم والضالين ، أن صار أعداء الإسلام والمسلمين ، يسخرون السذج وبلهاء الغافلين من أبناء الأمة ، في خدمة مخططاتهم ومؤامراتهم ، وفي قتل المسلمين من إخوانهم ، ظانين عملهم لجهلهم وقلة وعيهم جهادا في سبيل الله وإعلاءً لكلمته ، محتسبين أنفسهم شهداء نزال ، وما هم والله إلا صرعى غفلة وجهل وضلال .
نعم ، فهم ليسو سوى أدوات رخيصة ، تستغل في تنفيذ المخططات والمؤامرة الاستعمارية ، لتمزيق اليمن وأهله كجزء من بلاد الإسلام ، وما يقومون به قتل لإخوانهم في الدين ، ليس سوى أعمال إجرامية لا يغفرها الله لمن لم يبادر للتوبة والإنابة.
وما يسخرهم من يسخرهم فيها إلا لتنفيذ أجندة شيطانية أمريكية صهيونية ، يراد منها إقناع الجهلة المضللين والمغفلين من العامة ، بفشل الدولة المركزية وعجزها عن تحقيق الأمن ، حتى يتقبل الجمهور الدستور الاتحادي العلماني الجديد الذي اعد في فرنسا ، ويسعى لتطبيقه في بلد الإيمان والحكمة وأهلها المسلمون ، لاستكمال مؤامرة مبعوث الشيطان(جمال بن عمر)التي مررها من خلال مؤتمر الحوار الوطني، وفرض فيها العلمانية والفدرالية والوصاية الدولية على اليمن لتمزيقه وأهله ودينه .
أيها المسلمون ،
يا من وصفكم الرسول الكريم ، بالأيمان والحكمة، أين غيرتكم على دينكم وبلادكم ووحدتكم التي هي فرض ربكم وشرع نبيكم ؟
ومتى تتحركوا للقيام بواجبكم ومسؤوليتكم أمام الله في التصدي للمؤامرة ، وإسقاطها ، لا بحمل السلاح اليوم ، بل بكشف وفضح حقيقتها للناس، وكشف حقيقة دستور بريمر الثاني(مبعوث الشيطان ) بن عمر ، وأدوات الكافر المستعمر من العملاء والخونة العاملين لتضليل البسطاء وإغرائهم بالفدرلة ، وتشويه الإسلام لتكريس العلمنة ، لتمزيق البلاد ووحدتها وضرب دينها ؟
فهبوا لواجبكم أمرين بالمعروف ناهين عن المنكر ، حتى لا يمرر دستور المؤامرة والخيانة على الجهلة الغافلين من أبناء شعبنا دون وعي منهم .
وكما قلنا ، فإن ذلك لا يقتضي منا حمل السلاح اليوم ، وإن لزم وجب ، بل يقتضي قيامنا بواجب الأمر بالمعروف ، والتزام أخوة الإسلام ، ووحدة البلاد والأمة ، والعمل لتطبيق شرع الله لتنكشف الغمة ، وبالنهي عن منكر الرأسمالية والفدرالية العلمانية ، وما يخدمها من أفكار مناطقية ضيقة ، وطائفية بغيضة ، وغيرها من الأفكار الضالة والمنحرفة والعصبيات الجاهلية .
وأيُّ دينٍ يا عباد الله ، وأيَ خيرٍ فيمن يرى محارم الله تنتهك ، وحدوده تُضيع ، ودينه يترك ، وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها ، وهو بارد القلب ، ساكت اللسان ، شيطان أخرس ، فالساكت عن الحق شيطان اخرس ، كما أن المتكلم بالباطل ، شيطان ناطق ولا فرق .
وهل تكون مصيبة الإسلام ، وهل تحل النكبات بالأمة وأبنائها وبلادها ، إلا بسبب القاعدين عن واجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والذين إذا سلمت لهم مآكلهم ومشاربهم ، فلا يبالون بعدها بما جرى على الدين والأمة .
ولو نُوزعوا في بعض حطام الدنيا ، من مال أو جاه ، بذلوا وتبذلوا ، وجدوا واجتهدوا ، في إنكار ما حل بهم ، واستعملوا مراتب الإنكار الثلاثة باللسان واليد والقلب ؟؟.
وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ، ومقته لهم ، قد بُلوا في الدنيا بأعظم بليةٍ وهم لا يشعرون ، وذلك هو موت قلوبهم .
نعم عباد الله ،
فإن القلب كلما كانت حياته أتم ، كان غضبه لله ورسوله أقوى ، وانتصاره للإسلام والأمة أكمل وأتم .
فاعتصموا بحل الله جميعا ، ولا تفرقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم ، إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته إخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم بالإسلام منها . والحذر الحذر من أن يكون المسلم من القاعدين عن نصرة دينه وأمته ، أو من السائرين وراء من بدل نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار .
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين ، فاستغفروه .
إن الحمد لله ............................... ... أما بعد عباد الله .
أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته والاستقامة على دينه ، والاهتداء بهدي نبيه ومنهجه .
وحري بنا في جمعتنا المباركة هذه ، أن نذكر أنفسنا والسامعين بشيء من حقائق القرآن وهدي الرحيم الرحمن ، فنتدبر معانيه ونستخلص منه الحقائق والعبر ، ونجد فيه ما يفسر لنا ما يروج ويموج في واقعنا من المصائب والنكبات والفتن ، حتى نتكشف أسبابها ، وندرك علاجها . وقد قيل إذا علم الداء عرف الدواء .
عباد الله .
يقول الحق عز وجل في محكم التنزيل: (فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون (؟) الذين أمنوا ولم يَلبِسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن ، وهم مهتدون) .
ففي الآية السابقة يقرر الحق عز وجل ، حقيقة شديدة الوضوح ، هي أن الإيمان بالله وتوحيده أساسُ الأمن والأمان ، وليس كما يفهم البعض أن الأمان قبل الإيمان ، أو يمكن أن يتحقق دون الإيمان ، فهذا فهم خاطئ . والحق أن الإيمان سببٌ للأمن والأمان .
وقد أحسن الشاعر _وإن من الشعر لحكمة_ غاية الإحسان في التعبير عن هذه الحقيقة ، حين قال:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان * ولا دينا لمن لم يحي دينا
ومن رام الحياة بغير دينٍ * فقد جعل الفناء لها قرينا
نعم عباد الله .
حين تقوم حياة الإيمان الواعي المستنير الصادق المخلص ، فتكون عقيدة التوحيد ، هي أساس تفكير الناس _محكومون وحكاما _ وأساس مشاعرهم وأحكامها ضابطة لسلوكهم ، وأساسا للحكم والتحاكم ، يحصل الانسجام بين الامة والدولة والحكام ، نتيجة للوحدة الفكرية والشعورية ، ووحدة الهدف والغاية للأمة والدولة والمجتمع .
فتسير الامة والدولة يقودها الحاكم ، نحو النهضة والعزة والمجد ، ويصل الجميع للسعادة ، ويعم الأمن والأمان والطمأنينة .
فبسيادة الإسلام بأحكامه ونظمه في الحكم والسياسة يستقر الحكم ، وتخلو الحياة من أزمات الحكم والشرعية ، وتخلو الحياة من الصراع الدائم بين الساسة على السلطة والرياسة والنفوذ .
وتتطهر السياسة من الشقاق والكذب والغش والنفاق ، ويسود الصدق والشفافية والوضوح ، وينصلح الرعاة والرعية ، ويسعد الصغير والكبير والضعيف والقوى ، والشريف والوضيع .
وبسيادة الإسلام ونظمه وأحكامه للاقتصاد ، يتحقق العدل والرفاهية لجميع أفراد الرعية صغيرهم وكبيرهم ، ضعيفهم وقويهم مسلمهم لان نظام الإسلام يجعل المال دولة بين الناس ، لا دولة بين الأغنياء كما هو الحال اليوم في ظل هذه النظم الرأسمالية الديمقراطية العلمانية القائمة .
لان تطبيق الإسلام يحقق للناس الكفاية ويعفهم عن ذل الحاجة ، حتى يغدو البذل والتعفف عن المادة ، لا التكالب عليها هو الخلق والقيمة السائدة داخل المجتمع . لأن الإنسان لا يخشى الفقر في ظل شرع الله ، الذي يفتح للناس سبل الكسب الشريف بجهودهم وبيسر وسهولة ، ويجعل بيت مال الأمة(أي بين مال المسلمين)أمانٌ لمن عجزوا عن الوصول للمال بجهدهم .
فيتحقق بذلك الأمان والطمأنينة في نفوس الناس على معيشتهم وقوت عيالهم .
وبسيادة أحكام الإسلام ونظمه للاجتماع ، تحقق المرأة منزلتها وتحفظ لها مكانتها ومنزلتها وكرامتها ، كأم ، وربة بيت ، وعرض مصان .
فهي في الإسلام ملكة متوجة يخدمها الرجل إلى بيتها ، لا سلعة للكسب و وسيلة للمتعة كما هو حالها اليوم في ظل النظم العلمانية الديمقراطية ، ويتيسر في ظل نظام الإسلام للشباب سبل العفاف بالزواج مثنى وثلاث ورباع .
فتتطهر الحياة من الفاحشة والفجور ، وتصبح العفة والفضيلة هي القيم السائدة في حياة المسلمين ، فيأمن الناس على أعراضهم وكرامتهم في حياتهم وبعد مماتهم .
وبسيادة أحكام الإسلام ونظمه للتعليم وقيام مناهجه وثقافته على الحقائق الفكرية الصادقة ، يتربى الجيل على الإيمان والتقوى .
فيأمن الناس على عقولهم وتفكيرهم من الضلال والانحراف والفساد ، ويسود الصدق . وتتحقق بذلك الوحدة الفكرية والشعورية ، و الروابط الإيمانية الأخوية الصادقة ، وتسود الثقة بين الناس ، ويأمن كل منهم الأخر على نفسه وعرضه وماله وحرماته .
وبسيادة أحكام الشرع وحدود الله ، يردع العصاة والمفسدون ، والجبابرة الطغاة . فيصان الأمن وتحرس الفضيلة ، وتصان الحرمات ، والأموال والدماء .
فتعيش البلاد وأهلها بإلايمان حياة أمنة مطمئنة ، يأتيها رزقها رغدا من كل مكان .
هذه بعض ثمار العيش في ظل عقيدة الإسلام ، وشرعها ونظامها للدولة والمجتمع .
وبالمقابل ، فحين تقوم الحياة على غير عقيدة الإيمان ، يخيم الشرك والأهواء والفساد .
ويسود الطواغيت والجبابرة والمفسدون ، الذين يشرعون أهوائهم ومصالحهم الخاصة ، دساتير وقوانين وأنظمة يفرضونها على رقاب العباد ، فيخرجون الناس من عبادة رب العباد وحده ، إلى عبادتهم . ومن نور دين الله إلى ظلماتهم ، ومن عدل شرع الله إلى جورهم .
فيعم الفقر والجوع والجور والخوف والقلق والتظالم والعدون وكثرة النزاع والتخاصم . ويشقى الناس جميعهم الصغار والكبار الرجال والنساء . وتتفشى الأمراض ، وتتحكم الأهواء ، وتحل الفوضى ، وتكثر الفتن والمحن والرزايا ، ويشيع القتل والسلب والنهب والفساد وشريعة الغاب .
نعم عباد الله .
كل ذلك يحل حين تقوم الحياة على عقيدة غير عقيدة الإيمان والتوحيد ، ويسود نظام غير نظام الحميد المجيد .
كما هو حالنا اليوم في ظل قيام الحكم والدساتير والقوانين التي إليها التحاكم وفصل التخاصم ، على عقيدة العلمانية فصل الدين عن الدولة وعلاقات المجتمع .
وقد بين الحق عز وجل حقيقة الفرق بين حياة الإيمان ، وحياة الشرك والكفر ، وثمار كل منها ، بأن ضرب للعقلاء في محكم التنزيل مثلا .
فقال سبحانه: (وضرب الله مثلاً ، قرية كااانت آااامنة مطمئنة ، يأتيها رزقها رغدا من كل مكان . فكفرت بأنعم الله . فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ، بما كانوا يصنعون).
أيها المسلمون عباد الله :
ما من شك إن الآية السابقة تفسر واقعنا بالأمس وما صار إليه حالنا اليوم ، تفسيرا عميقا واضحا جلي .
فقد عاش المسلمون منذ أن نشأت الامة تربطهم أخوة الإيمان ، وتجمعهم دولة الإسلام ، طوال اثني عشر قرن من الزمن ، تحكمهم بشرع الله .
تحرس الدين ، وترعى بأحكامه ونظمه شؤون أمة المسلمين .
فعاش المسلمون أمة ودولة ، حياة العزة والكرامة والسيادة ، فما عَرَفَ الفقر إليهم منفذا ، ولا وجَد الظلم والظالمين عليهم سبيلا ، ونالوا حياة السعادة ، والأمن والطمأنينة والسلام .
وكانوا فعلا قرية أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان .
وقد كانوا يفتحون العالم ولا يجرؤ عليهم كافر ولا فاجر ، ويقهرون الظالمين ولا يُقهرون ، ويَغزون حاملين الخير للبشرية والنور والهدى والعدل ، ولا يغزون .
وكذلك كانت ثمار حياة الإيمان ، عزا وكرامة وسيادة ونصرا وخيرا يحملونه نورا وهدا للناس في الأرض .
حتى إذا أهمل المسلمون الدين علما وعملا ، أصاب الجهل وقلة الوعي والعمى عامتهم ، فأزلهم الشيطان وزين لهم سوء أعمالهم ، فانحرفوا عما يفرضه الإيمان وشريعة الإسلام من أخوة وألفة ووحدة ، وتفرقوا شيعا على أساس روابط جاهلية وعصبيات من مخلفات الوثنية ، كالمناطقية الوطنية ، والقومية القبلية ، والطائفية المذهبية البغيضة .
فانقلب الحال رأسا لعقب ، وتسلط عليهم الأشرار من المنافقين والكفار ، فساموا المسلمين سوء العذاب ، وانتهكت الأعراض وضاعت المقدسات ، ونهبت الثروات .. وغير ذلك من ألوان الهوان والذل .
حتى وصل بنا الحال بسبب الجهل بالدين وأتباع شرائع المغضوب عليهم والضالين ، أن صار أعداء الإسلام والمسلمين ، يسخرون السذج وبلهاء الغافلين من أبناء الأمة ، في خدمة مخططاتهم ومؤامراتهم ، وفي قتل المسلمين من إخوانهم ، ظانين عملهم لجهلهم وقلة وعيهم جهادا في سبيل الله وإعلاءً لكلمته ، محتسبين أنفسهم شهداء نزال ، وما هم والله إلا صرعى غفلة وجهل وضلال .
نعم ، فهم ليسو سوى أدوات رخيصة ، تستغل في تنفيذ المخططات والمؤامرة الاستعمارية ، لتمزيق اليمن وأهله كجزء من بلاد الإسلام ، وما يقومون به قتل لإخوانهم في الدين ، ليس سوى أعمال إجرامية لا يغفرها الله لمن لم يبادر للتوبة والإنابة.
وما يسخرهم من يسخرهم فيها إلا لتنفيذ أجندة شيطانية أمريكية صهيونية ، يراد منها إقناع الجهلة المضللين والمغفلين من العامة ، بفشل الدولة المركزية وعجزها عن تحقيق الأمن ، حتى يتقبل الجمهور الدستور الاتحادي العلماني الجديد الذي اعد في فرنسا ، ويسعى لتطبيقه في بلد الإيمان والحكمة وأهلها المسلمون ، لاستكمال مؤامرة مبعوث الشيطان(جمال بن عمر)التي مررها من خلال مؤتمر الحوار الوطني، وفرض فيها العلمانية والفدرالية والوصاية الدولية على اليمن لتمزيقه وأهله ودينه .
أيها المسلمون ،
يا من وصفكم الرسول الكريم ، بالأيمان والحكمة، أين غيرتكم على دينكم وبلادكم ووحدتكم التي هي فرض ربكم وشرع نبيكم ؟
ومتى تتحركوا للقيام بواجبكم ومسؤوليتكم أمام الله في التصدي للمؤامرة ، وإسقاطها ، لا بحمل السلاح اليوم ، بل بكشف وفضح حقيقتها للناس، وكشف حقيقة دستور بريمر الثاني(مبعوث الشيطان ) بن عمر ، وأدوات الكافر المستعمر من العملاء والخونة العاملين لتضليل البسطاء وإغرائهم بالفدرلة ، وتشويه الإسلام لتكريس العلمنة ، لتمزيق البلاد ووحدتها وضرب دينها ؟
فهبوا لواجبكم أمرين بالمعروف ناهين عن المنكر ، حتى لا يمرر دستور المؤامرة والخيانة على الجهلة الغافلين من أبناء شعبنا دون وعي منهم .
وكما قلنا ، فإن ذلك لا يقتضي منا حمل السلاح اليوم ، وإن لزم وجب ، بل يقتضي قيامنا بواجب الأمر بالمعروف ، والتزام أخوة الإسلام ، ووحدة البلاد والأمة ، والعمل لتطبيق شرع الله لتنكشف الغمة ، وبالنهي عن منكر الرأسمالية والفدرالية العلمانية ، وما يخدمها من أفكار مناطقية ضيقة ، وطائفية بغيضة ، وغيرها من الأفكار الضالة والمنحرفة والعصبيات الجاهلية .
وأيُّ دينٍ يا عباد الله ، وأيَ خيرٍ فيمن يرى محارم الله تنتهك ، وحدوده تُضيع ، ودينه يترك ، وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها ، وهو بارد القلب ، ساكت اللسان ، شيطان أخرس ، فالساكت عن الحق شيطان اخرس ، كما أن المتكلم بالباطل ، شيطان ناطق ولا فرق .
وهل تكون مصيبة الإسلام ، وهل تحل النكبات بالأمة وأبنائها وبلادها ، إلا بسبب القاعدين عن واجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والذين إذا سلمت لهم مآكلهم ومشاربهم ، فلا يبالون بعدها بما جرى على الدين والأمة .
ولو نُوزعوا في بعض حطام الدنيا ، من مال أو جاه ، بذلوا وتبذلوا ، وجدوا واجتهدوا ، في إنكار ما حل بهم ، واستعملوا مراتب الإنكار الثلاثة باللسان واليد والقلب ؟؟.
وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ، ومقته لهم ، قد بُلوا في الدنيا بأعظم بليةٍ وهم لا يشعرون ، وذلك هو موت قلوبهم .
نعم عباد الله ،
فإن القلب كلما كانت حياته أتم ، كان غضبه لله ورسوله أقوى ، وانتصاره للإسلام والأمة أكمل وأتم .
فاعتصموا بحل الله جميعا ، ولا تفرقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم ، إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته إخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم بالإسلام منها . والحذر الحذر من أن يكون المسلم من القاعدين عن نصرة دينه وأمته ، أو من السائرين وراء من بدل نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار .
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين ، فاستغفروه .