النبهاني
17-06-2008, 09:56 PM
جولة في علم البلاغة
بادئ ذي بدء ليس من الصواب ان نُهَوِلَ من صعوبة البلاغة وفهم البلاغة ، فإنما العلم بالتعلم ، وكل علم له من الصعوبة والإغلاق على الأفهام حظه ونصيبه ، وعلى الإنسان أن يشمر عن ساعد الجد ، وان يجتهد لكي يصيب ، ويستفيد .
وحيث أن البحث هو حول البلاغة ، وفهمها ، فإنني سأضرب صفحاً عن تعريف البلاغة ، وكنهها ، وغير ذلك من التعريفات وتوضيحات التعريفات ، بسبب أنها قد تميل بالفهم عن جادة الصواب ، وتضيف تعقيدات أُخرَ نحن في غنىً عنها ، وكثرتها قد تكون إمارةً أخرى لدى البعض على صعوبة هذا العلم .
ودعونا لا نطيل ، فالبلاغة في الأيجاز .
إن نصوص البلاغة هي نصوص أدبية ، فهي ليست نصوصاً فكرية أو سياسية أو فقهية ، وعليه ينبغي لفهمها أسلوب خاص .
إنَّ النصوص الأدبية؛ نصوص موضوعة للذة وهزِّ المشاعر، وإن حوت معارف يستفيد منها العقل ، ولذلك هي تُعنى بالألفاظ والتراكيب أكثر من عنايتها بالمعاني . والمعاني وإن كانت لا بد أن تكون مقصودة للشاعر والأديب ، ولكن القصد الأول هو الألفاظ والتراكيب .
صحيح أن الألفاظ تدل على معانٍ ، ولكن الشاعر والأديب يصبُّ جهده على الألفاظ والتراكيب لأداء هذه المعاني.
صحيحٌ أنهم يقولون أن البلاغة هي :
المعنى الجميل في اللفظ الجميل والتركيب الجميل .
ولكن الشاعر والأديب وإن عنى نفسه بتصيد المعاني ، ولكنه يتصيدها من أجل أن يصوغها في لفظ جميل وتركيب جميل . فاللفظ والتركيب أو صياغة المعاني إنما هي في الصورة التي يخرج بها هذا المعنى ، في ذلك اللفظ أو التركيب .
والغاية من النصوص الأدبية في الأصل هو إثارة القارئ والسامع ، وليس إعطاءه المعنى فحسب ، فالإثارة هي المقصود في الدرجة الأولى . ولذلك يختار الشاعر والأديب الألفاظ والتراكيب اختياراً ، ويقصد فيها أن تتصف عبارته بالتفخيم والتعميم ، والوقوف عند مواطن الجمال والتأثير ، وإثارة العواطف وإيجاد الإنفعالات . ولذلك تجد النصوص الأدبية تتميز بالعبارات التي تصاغ بها الأفكار وتخرج بها الصور . ثم العناية بالصور ، ثم باختيار الأفكار . فَهَمُّهُ من الأفكار أن يستطيع صوغها وإخراجها في صورة مثيرة ومؤثرة .فالأصل هو التعبير . وهو التصوير أو إخراج الصورة ، والأفكار أداةٌ أو وسيلة .فالتصوير ، والصورة . هما ما يعني الشاعر والأديب نفسه بهما . ويعني نفسه بالأفكار من حيث صلاحيتها للتصوير ، والصورة التي تخرج بها . لا من حيث صحتها وصدقها بل من حيث صلاحيتها للتصوير . لأن الغاية من النص ليس تعليم الناس للأفكار بل إثارة مشاعرهم . ولذلك تُصَبُّ العناية فيها على التصوير أي التعبير ، ولهذا فإن عنايتها بما يجري فيه هذا التعبير وهو الألفاظ والتراكيب لا بما يحويه هذا التعبير إلا من حيث صلاحيته للتصوير ؛ أي لأخراج هذه الصورة الرائعة المثيرة .
بادئ ذي بدء ليس من الصواب ان نُهَوِلَ من صعوبة البلاغة وفهم البلاغة ، فإنما العلم بالتعلم ، وكل علم له من الصعوبة والإغلاق على الأفهام حظه ونصيبه ، وعلى الإنسان أن يشمر عن ساعد الجد ، وان يجتهد لكي يصيب ، ويستفيد .
وحيث أن البحث هو حول البلاغة ، وفهمها ، فإنني سأضرب صفحاً عن تعريف البلاغة ، وكنهها ، وغير ذلك من التعريفات وتوضيحات التعريفات ، بسبب أنها قد تميل بالفهم عن جادة الصواب ، وتضيف تعقيدات أُخرَ نحن في غنىً عنها ، وكثرتها قد تكون إمارةً أخرى لدى البعض على صعوبة هذا العلم .
ودعونا لا نطيل ، فالبلاغة في الأيجاز .
إن نصوص البلاغة هي نصوص أدبية ، فهي ليست نصوصاً فكرية أو سياسية أو فقهية ، وعليه ينبغي لفهمها أسلوب خاص .
إنَّ النصوص الأدبية؛ نصوص موضوعة للذة وهزِّ المشاعر، وإن حوت معارف يستفيد منها العقل ، ولذلك هي تُعنى بالألفاظ والتراكيب أكثر من عنايتها بالمعاني . والمعاني وإن كانت لا بد أن تكون مقصودة للشاعر والأديب ، ولكن القصد الأول هو الألفاظ والتراكيب .
صحيح أن الألفاظ تدل على معانٍ ، ولكن الشاعر والأديب يصبُّ جهده على الألفاظ والتراكيب لأداء هذه المعاني.
صحيحٌ أنهم يقولون أن البلاغة هي :
المعنى الجميل في اللفظ الجميل والتركيب الجميل .
ولكن الشاعر والأديب وإن عنى نفسه بتصيد المعاني ، ولكنه يتصيدها من أجل أن يصوغها في لفظ جميل وتركيب جميل . فاللفظ والتركيب أو صياغة المعاني إنما هي في الصورة التي يخرج بها هذا المعنى ، في ذلك اللفظ أو التركيب .
والغاية من النصوص الأدبية في الأصل هو إثارة القارئ والسامع ، وليس إعطاءه المعنى فحسب ، فالإثارة هي المقصود في الدرجة الأولى . ولذلك يختار الشاعر والأديب الألفاظ والتراكيب اختياراً ، ويقصد فيها أن تتصف عبارته بالتفخيم والتعميم ، والوقوف عند مواطن الجمال والتأثير ، وإثارة العواطف وإيجاد الإنفعالات . ولذلك تجد النصوص الأدبية تتميز بالعبارات التي تصاغ بها الأفكار وتخرج بها الصور . ثم العناية بالصور ، ثم باختيار الأفكار . فَهَمُّهُ من الأفكار أن يستطيع صوغها وإخراجها في صورة مثيرة ومؤثرة .فالأصل هو التعبير . وهو التصوير أو إخراج الصورة ، والأفكار أداةٌ أو وسيلة .فالتصوير ، والصورة . هما ما يعني الشاعر والأديب نفسه بهما . ويعني نفسه بالأفكار من حيث صلاحيتها للتصوير ، والصورة التي تخرج بها . لا من حيث صحتها وصدقها بل من حيث صلاحيتها للتصوير . لأن الغاية من النص ليس تعليم الناس للأفكار بل إثارة مشاعرهم . ولذلك تُصَبُّ العناية فيها على التصوير أي التعبير ، ولهذا فإن عنايتها بما يجري فيه هذا التعبير وهو الألفاظ والتراكيب لا بما يحويه هذا التعبير إلا من حيث صلاحيته للتصوير ؛ أي لأخراج هذه الصورة الرائعة المثيرة .