المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دردشات حول سوريا وأحداث القدس وأحداث سيناء وأحداث اليمن وأحداث ليبيا



عبد الواحد جعفر
29-11-2014, 12:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

دردشات
أولاً: سوريا
يلاحظ أن هناك نشاطاً ملموساً للمعارضة في جنوب سوريا والتي سيطرت مؤخراً على منطقة الشيخ مسكين، يتزامن مع اشتداد المعارك في عين العرب وقرى الحسكة والتي لا يُتصور أن تنتهي لصالح أي من الطرفين في المستقبل القريب إلا في حالِ السماحِ بوجود المنطقة العازلة مع الحدود التركية، وإن حصلَ ذلك فإن تركيا ستكون مطمئنة إلى أن معظم المدن الكردية الثلاثِ ستكون ضمن المنطقة العازلة، ولن يبقى حينئذ إمكانية لبقاء منطقة حكم ذاتي للأكراد أو كيان مستقل عن الدولة السورية، حيث التخوفات التركية من تأثير ذلك على جنوب البلاد ذي الغالبية الكردية.
إن وجود منطقة عازلة على الحدود التركية السورية، أو بقاءَ الاقتتال بين تنظيم الدولة والأكراد يجعل من إمكانية بناء كيان كردي مستقل لأكراد سوريا الذين تعتبرهم تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني أمراً متعذراً في الوقت الحالي على الأقل، وإمكانية استمرار المعارك أمراً وارداً، وبخاصة وأن الأكراد سيستمرون في القتال، ولا يتوقع أن تمدهم القوى الغربية بقيادة أميركا بأسلحة كافية أو قادرة على حسمه. لذلك فإن تصريحات المسؤولين الأميركان حول استمرار القتال ضد "داعش" لسنوات سيكون الأكراد جزءاً من ذلك القتال الدامي والمستمر والذي يتوقع أن يحصد أرواح عشرات الآلاف من شباب المسلمين أكراداً وعرباً ومن عشرات الجنسيات الأخرى.
وفي الرقة فإن المنطقة في حال انفصال شبه كامل عن الدولة السورية، كما أن توسع المعارضة في جنوب سوريا قد يمكن من إعلان منطقة عازلة يبقي جنوب سوريا شبه منفصل عن الدولة السورية، وبخاصة مع وجود مخيمات لجوء ضمن الأراضي السورية تحت الرعاية الدولية، ومع دعم قوى المعارضة مؤخراً بحوالي ألفي مقاتل بعد أن تم تدريبهم خارج الأراضي السورية.
ويقترح الفرنسيون إعلان مصالحة بين النظام ومدينة حلب والمؤشرات تدل على قبول النظام البحث في تلك المصالحة، وإن كان لا يبدو أن هناك حماساً لدى حركات المعارضة للتجاوب مع المبادرة الفرنسية المدعومة أميركياً والتي تهدف على الأرجح لتثبيت الأوضاع القائمة في حلب كمقدمة للسير في الحل السياسي.
وقد تحدثت بعض المصادر مؤخراً عن تخفيف الدعم المالي الإيراني لحزب الله، وعن وجود خلافات مع القيادة السورية، بل ذكرت الأخبار هذا اليوم أن بوتين ولافروف قاما بدعوة سوريا إلى قبول الحوار مع المعارضة وتطبيق مقررات جنيف1 والتهيؤ لحضور جنيف3.
والذي يبدو من مؤشرات تُفهم من تصريحات مسؤولين أميركان تفيد بأن الحل في سوريا هو حل سياسي. وفي ضوء ما سبق ذكره يمكن تفسير توجه الحكومة السورية نحو إمكانية إجراء حوار مع المعارضة في المستقبل القريب برعاية دولية قد تسفر عن حل أقرب إلى المبادرة الخليجية في اليمن التي أبقت الرئيس في البلاد متزعماً الحزب الحاكم مع الاحتفاظ بثروته وتأمين أولاده وأقاربه وأتباعه، وجعل نائبه رئيساً للبلاد.
والحل السياسي في سوريا لو حصل فلن يشمل جميع أراضي البلاد، وسيبقى الجرح مفتوحاً في المستقبل المنظور، وستستمر المعارك بين أطراف عديدة مع بعض الاختلاف في شكل القتال وتوجهات أطرافه.

ثانياً: أحداث القدس
من الواضح أن الاستفزازات الإسرائيلية للمسلمين بدخول الأقصى كانت مقصودة، فقد قام جنود الجيش الإسرائيلي بحماية المستوطنين وتأمين دخولهم لساحات الأقصى، في الوقت الذي منعوا فيه المصلين من الدفاع عن الأقصى مسهلين بذلك دخول المستوطنين. وكانت محاولة اغتيال الحاخام الإسرائيلي المنسوبة لأسير محرر من حماس والذي قتلته قوات العدو قد زادت من تفجير الأوضاع في القدس، وبخاصة وأن الحاخام المذكور كان يحرض المستوطنين بشكل متواصل على اقتحام الأقصى ويدعو إلى بناء الهيكل على أنقاض قبة الصخرة المشرفة.
وتأتي الأحداث الأخيرة في القدس محركة لملفي القدس والمستوطنات، وتفسر في سياق الضغط الأميركي لتليين موقف اليمين الإسرائيلي الذي ما يزال متصلباً في مواقفه تجاه تدويل الأماكن المقدسة ويواصل المطالبة بتسمين المستوطنات. ومن الجدير ذكره أن ما يجري في القدس والتهديد بالتصعيد لإمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة يتزامن مع اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين الذي يفسر بذات السياق من زيادة الضغط الدولي على "إسرائيل" حتى تعجل بقبول حل الدولتين قبل أن تجد نفسها مجبرة على هذا الحل بحكم الواقع لا بفعل المفاوضات.
وأمام التهديد باندلاع انتفاضة ثالثة والتحريض على الانتقام من المستوطنين فإن المقصود بذلك هو إخافة المستوطنين الذين يشكلون قلب اليمين وتحميلهم المسؤولية عما سيعانيه الشعب الإسرائيلي جراء وقوفهم أمام حل الدولتين.

ثالثاً: أحداث سيناء
لم تكن بصمات المخابرات المصرية بعيدة عما يجري في سيناء، وبخاصة بعد هدم عشرات المنازل القريبة من الحدود مع غزة، وعلاوة على إظهار تشديد التضييق على حماس بعد اتهامها بتدريب "الجهاديين" بوضع عقبة جديدة أمام حفر الأنفاق، إلا أن ما يجري من أحداث في سيناء من قتل وتشريد وظلم للأهالي بذريعة مكافحة الإرهاب، إنما يجري استكمالاً لتشويه صورة الحكم بالإسلام "الخلافة" في أعين المصريين بعد قتل أبنائهم واتهام أنصار الشريعة أنهم وراء مجزرة جنود الحاجز الثلاثين، وبخاصة وأن التنظيم المذكور قد أعلن مبايعته للبغدادي.
كما يجري تركيز ما يطلقون عليه عقيدة الجيش المصري الرامية إلى تحويل عدائه إلى الداخل بدلاً من الخارج، ولا يستبعد حصول ما سبق للسيسي أن حذر منه أثناء توليه لوزارة الدفاع من أن زيادة التشديد على أهالي سيناء قد يدفعهم إلى المطالبة بالاستقلال؛ وبخاصة وأن المعاملة الوحيدة التي يلقاها سكان سيناء من قبل الدولة هي التهميش على مستوى رعاية الشؤون في الصحة والتعليم والسكن بالإضافة إلى القبضة الأمنية من أجل حماية أمن "إسرائيل" والوفاء بنصوص اتفاقية كامب ديفيد.
إن تفتيت بلاد المسلمين يقع ضمن أهداف مشروع الشرق الأوسط الكبير، وتشويه صورة الإسلام تقع كذلك ضمن أهداف المشروع، ولا يستبعد مع ذلك إمكانية تحويل سيناء لمنطقة جذب لـ"الجهاديين" لتشكيل ضغط جديد على اليمين الإسرائيلي، وإمكانية دفع الجيش المصري للتدخل المكشوف في ليبيا إلى جانب حفتر بذريعة احتضان الأراضي الليبية لـ"الإرهابيين" الوافدين إلى سيناء.

رابعاً: أحداث اليمن
دخول الحوثيين لصنعاء كان بدعم مكشوف من الحرس الجمهوري الموالي لعلي عبد الله صالح وضباط آخرين تابعين له، كما كان بتواطؤ مع الرئيس هادي الذي أمر الجيش والداخلية بتسهيل دخولهم إلى صنعاء، وبرعاية ابن عمر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن الذي أشرف على إجراء اتفاق السلم والشراكة الوطنية بعد دخولهم للعاصمة.
ويبدو أن الذي أغرى الحوثيين للسير ضمن هذه المسرحية فوق تأمين دعم صالح والرئيس هادي وتشجيع إيران وضمان صمت السعودية هو طمعهم بتحقيق أهداف أهمها أن يكون لهم تأثير حاسم على القرار السياسي، وأن يضموا إلى "إقليم أزال" الذي حدده لهم مؤتمر الحوار الوطني منفذاً بحرياً ومورداً اقتصادياً يفتقد إليهما الإقليم.
وتمدد الحوثيين في أكثر من مدينة هو في الحقيقة مقتل لهم بل إن قدراتهم الذاتية لا تمكنهم من إحكام قبضتهم على العاصمة صنعاء التي يبلغ تعداد سكانها مليونين ونصف المليون نسمة، وما وصل إليه الحوثيون من تمدد مع انحسار تدخل الجيش والأمن هو فخ وقعوا فيه. ولا يتوقع أن يتمكن الحوثيون حتى على المدى القصير من ضبط حالة الانفلات الأمني واضطراب أوضاع البلاد ودخولها في حالة أشبه بالفوضى تدفع للبحث عن منقذ.
على أن أميركا تريد من تحرك الحوثيين دعم فكرة الهلال الشيعي، وتخطط ليصبحوا بحزبهم "أنصار الله" أشبه بواقع حزب الله في لبنان؛ أي أن يكون لهم هيمنة على القرار السياسي، وأن تدفع حركة الحوثيين الأخيرة البلاد إلى أبعد من الفدرلة؛ أي إلى الكونفدرالية التي تعني الاستقلال ضمناً، والذي يجعل ذلك ممكناً هو إيصال اليمن إلى واقع الدولة الفاشلة.
ويبدو أن علي صالح قد قبل الدخول في تلك المسرحية ليبقى له نصيب من القرار السياسي القادر على الضغط والتأثير، وذلك لحلمه أن يفوز ابنه أحمد برئاسة الجمهورية حيث يشغل الآن موقع سفير اليمن في الإمارات بعد أن جُرِّد من منصبه كقائد للحرس الجمهوري.
والظاهر أن السعودية ودول الخليج لم تكن على علم وحسب بل داعمة لما حدث؛ لقطع الطريق على التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمون" من التغول في الدولة اليمنية. وكان مستهجناً أن تجري الأمم المتحدة اتفاق السلم والشراكة بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء لولا ترتيب أميركا لذلك، وهو ما يفسر كذلك موقف السفراء الأجانب في عدم رحيلهم بعد دخول الحوثيين ويشير ذلك إلى علمهم بما جرى.
ويبدو أن الحوثيين سيوافقون على الانسحاب بعد تأمين سيطرة واضحة لهم على القرار السياسي، وبعد أخذ الموافقة على توسيع إقليم أزال ليضاف إليه محافظة حجة حتى تحظى بمنفذ بحري ويمتد شرقاً للجوف الغنية بالنفط. ولا يتوقع تسليمهم السلاح الذي استولوا عليه من معسكرات الجيش بل يتوقع بقاء السلاح بحوزتهم ليزيد من قدراتهم أمام خصومهم ويساعدهم على فرض إرادتهم أمام دولة يراد لها إن استمر بقاؤها أن تبلغ من الضعف وعدم السيطرة لتكون دولة فاشلة بحق فيسهل تفكيكها واستقلال أجزائها وفي أحسن الأحوال أن يكون الرابط بين تلك الأجزاء شكلياً حتى لو أطلق عليه وصف (اتحاد) فدرالي أو كنفدرالي كما تخطط أميركا لليمن وبقية بلاد المسلمين.

>> يتبع

عبد الواحد جعفر
29-11-2014, 12:01 PM
خامسا: أحداث ليبيا
أمس الاربعاء26/11 وأثناء زيارته إلى فرنسا ولقائه هولاند أبدى عبد الفتاح السيسي إمكانية التدخل في ليبيا ضمناً بحجة دعم الشرعية التي إن لم تدعم فإن الإرهاب سيخل باستقرار المنطقة، والسيسي الذي يرغب بتوجيه أنظار أهل مصر عن أزمته الداخلية إلى الخارج، يريد أن يمهد لتبرير تدخله العسكري في ليبيا _خدمة لمخططات أميركا_ الذي أكده أكثر من مصدر بقصف الطيران الحربي المصري لمواقع تابعة لقوات فجر ليبيا وغيرها من القوى المقاومة لقوات حفتر التي يدعمها محمود جبريل عميل أميركا المفضوح ويؤيدها برلمان طبرق المنحل.
والتدخل المصري في ليبيا والذي يقترب من إعلانه رسمياً سيتخذ من تصريحات بعض ما يطلق عليهم (جماعات إرهابية) مبايعتهم لتنظيم الدولة بقيادة البغدادي مبرراً لتدخله وبخاصة بعد مبايعة مجلس شورى الشباب الإسلامي في (درنة) القريبة من الحدود المصرية للبغدادي مما سيجعل من السهل على السيسي وحكومته الحديث عن اقتراب الخطر من مصر والشاهد على ذلك هو تنامي الحوادث (الإرهابية) في سيناء! بل قد يكون التدخل المصري ذريعة لتدخل دولي بحجة وصول ليبيا إلى حافة الانهيار بعد أن باتت معظم أراضيها تحت سلطة حكومتين متصارعتين، وبعد أن أخذت قوى (الإرهاب) تتنامى على أراضيها.
ويبدو أن أميركا تريد من طرفي الصراع الرئيسيين التوافق على إعادة صياغة الحياة السياسية في ليبيا بعد التخلص من القوى المخلصة أو المستغفلة والتي يمكن أن تشكل خطراً مستقبلياً واستبدال حلم الناس بعودة الإسلام إلى واقع الحياة بعلمانية مغلفة بطلاء إسلامي بعد تشويه صورة الحكم الإسلامي قبل أن يتمثل واقعاً على الأرض.
إن ما يطلق عليه قوى الثورة ممثلة بقوات فجر ليبيا والأحزاب التي تدعمها كالإخوان المسلمين وكتلة نوري بو سهمين رئيس المجلس الوطني والحكومة التي يدعمها برئاسة عمر الحاسي في طرابلس يتوقع أن يكونوا الطرف الآخر في مشروع الحوار الوطني مقابل قوات حفتر وكتائب الصاعقة والقعقاع والمدني والقوى السياسية التي تدعمها بزعامة محمود جبريل ومحمود شمام للتوصل إلى صياغة جديدة لدولة ليبيا تحت الرعاية الدولية والإقليمية والتي سيكون عنوانها ليبيا الاتحادية المقسمة إلى أقاليم والتي يفصل فيها الإسلام عن الدولة وعلاقات المجتمع وإن كان يسمح لما يطلق عليهم (الإسلاميون) بالمشاركة في الحياة السياسية جنباً إلى جنب مع القوى العلمانية.
على أنه بات من الطبيعي أن تسترخص دماء المسلمين في ليبيا وتدمر مقدرات بلادهم ويجري إنهاك الناس وتشريدهم ليكون الحل هو استبعاد أية مطالبة بتطبيق الإسلام الذي سيتركز في الأذهان بشاعة الإصرار على المطالبة بعودته إلى واقع الحياة بعد أن يرتبط تطبيقه بالبشاعة والهمجية والتخلف، وأن تكون الديموقراطية التشاركية هي الحل الأمثل، وتكون الصيغة الفدرالية هي الجامعة لأقاليم الدولة التي سيسمح لمن يقطن تلك الأقاليم أن يختاروا من يشرعوا لهم قوانينهم.
وإن كان هناك من حل لمعاناة الناس في ليبيا كما هو الحال في كل بلاد المسلمين فإن عنوان الحل هو الوعي على كيد الكفار للأمة الإسلامية وحقدهم على إسلامنا العظيم؛ أي بوعيهم على صعيد المعركة الأساسي بأنه معركة الإسلام مع الكفر، وأن ما يجري هو تنفيذ لمخططات الكفار وعلى رأسهم أميركا الفاجرة التي استطاعت أن تحرك أدواتها الرخيصة في المنطقة لتكون النتيجة وقوع المسلمين في الفتنة وتخريب بيوتهم بأيديهم وأيدي الذين كفروا، فلا تنظر إلا لأشلاء ومقعدين ومشردين وبلاد مدمرة وثروات منهوبة وعدو لئيم يتلذذ بتعذيب خير أمة أخرجت للناس ضاحكاً من جهل أبنائها وسهولة تضليلهم عن حقيقة ما يدبره أعداؤهم لهم.

٤/صفر/1436هـ
٢٧/١١/٢٠١٤م

عصائب التوحيد
08-12-2014, 12:08 PM
ما هو طبيعة الحل "السياسي" الذي تريده امريكا في سوريا؟

عبد الواحد جعفر
09-12-2014, 09:27 AM
ما هو طبيعة الحل "السياسي" الذي تريده امريكا في سوريا؟
الحل الذي تريده أميركا ذكرته نشرة الدردشات، حيث ورد فيها ما نصه:
(وفي ضوء ما سبق ذكره يمكن تفسير توجه الحكومة السورية نحو إمكانية إجراء حوار مع المعارضة في المستقبل القريب برعاية دولية قد تسفر عن حل أقرب إلى المبادرة الخليجية في اليمن التي أبقت الرئيس في البلاد متزعماً الحزب الحاكم مع الاحتفاظ بثروته وتأمين أولاده وأقاربه وأتباعه، وجعل نائبه رئيساً للبلاد.
والحل السياسي في سوريا لو حصل فلن يشمل جميع أراضي البلاد، وسيبقى الجرح مفتوحاً في المستقبل المنظور، وستستمر المعارك بين أطراف عديدة مع بعض الاختلاف في شكل القتال وتوجهات أطرافه)