المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة العامل لنهضة الامة(ابواحمد) في جمعة 23 ذو الحجة في اليمن



ابواحمد
17-10-2014, 08:48 PM
خطبة الجمعة23/الحجة1435هـ
العامل لنهضة الامة

إن الحمد لله ، نحمده ونشكره ، ونتوكل عليه ونستغفره ، ونُثني عليه الخيرَ كُله. ونشهد أن لا إله إلا الله واحدٌ في ذاته لا قسيم له ، واحدٌ في صفاته لا شبيه له ، واحدٌ في ملكه لا شريك له. ونشهد أن محمداً عبدُه ورسوله ، وصفوته من خلقه وخليله . ارسله الله بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا ، وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيرا.

فهدى به من الضلالةِ ، وبصرَ بِهِ من العمى ، وأرشد به من الغي . وفتح به أعيناً عميا ، وآذاناً صُما ، وقلوباً غُلفا.

فعليه أفضل صلوات ربي وتسليمه وعلى أهل بيته الاطهار وحزبه من المهاجرين والانصار، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته ، واقتفى اثره باحسان ما طلع الليل والنهار. أما بعد إخوة الاسلام:

أمرنا الحق عز وجل في محكم أياته البينات ، بتدبر القرأن وأياته والعمل بها .
ولا يتأتى احسانُ فهم كلام الله ورسوله والعمل به ، إلا بفهم واقعنا الذي نعيشه كأمة ، لأن الاسلامَ إنما جاء لتطبيقه في حياتنا ، علاجا وحلول لجميع مشاكلنا الواقعية ، أكانت متعلقة بالفرد أم بالمجتمع و الدولة ، ولم ينزله سبحانه وتعالى لمجرد القراءة والتلاوة والثقف به فقط . بل للفهم والعمل.

وإن مما نحتاج تدبرَهُ وفهمَه في مقامنا هذا إخوة الايمان، فقوله تعالى:(يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا ، يصلح لكم أعمالكم ، ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما)صدق الله العظيم
ففي هذه الأية الكريمة المحكمة ، أخبرنا الحق جل وعلا ، أن صلاح حياتنا ومغفرة ذنوبنا متوقفٌ على سداد أقوالنا.
والقول السديد هو القول بالحق والصدق.

ففي هذه الأية ، أوجب الله علينا أن نقول بالحق فقط ، فيكونُ كلامُنا إما بياناً لحق ٍ بينهُ اللهُ ورسولهُ ، أو أمراً بمعروف عرًَفه الشرع وأمر به ، أو نهيناً عن منكرٍ نهى عنه ، أو قولا مباحاً بقدر الحاجة.

ووعدنا سبحانه إن اتقيناه ، بالتزم قول الحق وحده ، صلاح اعمالنا وحياتنا ، ومغفرة ذنوبنا ، والفوز العظيم في الأخرة. وقد أكد القرأن الكريم هذه الحقيقة ، بقوله تعالى:(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ، فلنحيينه حياة طيبة).

كما دلنا سبحانه بمفهوم الأيات السابقة ، أن عاقبة القول بغير الحق ، فساد أعمالنا وحياتنا ، وحرماننا رحمته ومغفرته ، وخسران الدنيا والاخرة . لإن الله لا يصلح عمل المفسدين.

وامتثالاً لأمر ربنا جل في علاه ، بالتزام السديد من القول ، طمعا في رضوانه ومغفرته ، وصلاح اعمالنا وبلادنا وأمتنا ، فسنلفت النظر في هذه الخطبة ، لبعضَ ما نلمسُ ضرورة تنبيه اخوة الاسلام إليه ، من الحقائق الشرعية والواقعية ، التي يشهد واقعنا اليوم ، شهادة لا ريب فيها ، أن كثيراً _منا وبخاصة شبابنا_ إما في غفلةٍ عنها أو جهلةٍ بها ، مع انها معلومة من الدين بالضرورة ،

ولاعذر عند الله لمن جهلها أو غفل عنها إلا بالتوبة النصوح ، لأنها مما عظمت وصية اللهِ ورسولهِ به.
أيها المسلمون:
أن من تلك الحقائق التي لا يسع مسلمٌ جهلها ، ما أوجبه الله من اخوة الاسلام بين المؤمنين و وحدتهم جميعا أمة في دولة واحدة.

وأن الله أتم النعمة بأن جعل الاسلام دينا ونظاما كاملا شاملا للحياة ، علاجا جذريا صادقا لكل مشاكل بني الانسان ، أفراداُ ومجتمعاُ ودولة.

وبهذه الحقائق وعلى اساسها ، عاش المسلمون جميعهم _بمختلف اعراقهم و اوطانهم و ألوانهم_ قرونا من الزمن ، في ظل حكم الاسلام وسلطان الأمة وأمانها ،

ينعمون بالعدل وكرامة العيش ، ويتنقلون في دولة واسعة الأرجاء لا يفصل بين ديارها على اتساعها حدودا ،

ولا تقف في وجوههم حواجز ، تتكافأ دمائهم وحرماتهم ، ولا اثر فيها للتمييز ولا للنعرات والعصبيات الجاهلية _أكانت قومية(قبلية)أو وطنية(مناطقية) أو طائفية بغيضة أو غيرها_ ولا كرامة ولا فضل لأحد إلا بالتقوى والعمل الصالح. ولا عدو لهم إلا الشيطان وحزبه من الكفار والمنافقين.

وبصدق ايمانهم بحقائق دينهم واستمساكهم بهوية الاسلام وأخوة الإيمان و وحدة الامة ، ويقضتهم لمكائد اعداء الله، ظلوا _ما يربوا على أثنى عشر قرن من الزمن_

الأمة الناهضة والدولة الاولى في العالم ، والقوة التي لا تُقهر جيوشها.

حتى إذا سرى في المسلمين داء الغفلة والتقليد الأعمى ، وعم سوادهم الجهل بحقائق الإسلام ، فقدوا وعيهم على عدوهم وغفلوا عن مكره وحزبه من قوى الكفر والنفاق ،

فتمكن الغرب الكافر المستعمر _في أواخر عهد الدولة الاسلامية بقيادة المسلمين الاتراك ، من غزو المسلمين فكريا وسياسيا بافكاره العلمانية وروابطها الجاهلية الفاسدة.

فضرب بها اخوة الاسلام ووحدة الامة ، وهدم كيانها السياسي الحارس للدين ، والراعي باحكامه ونظمه شؤون المسلمين ، من الداخل على ايد عملائه من المنافقين والجهلة المغفلين.

عباد الله:
أن التاريخ أصدق شاهد وخير دليل على أن نتائج الفرقة والاختلاف ، وأنها سبب زوال الامم وسقوط الدول على اختلاف عقائدها.

فلم تسقط دولة الامة قبل مائة عام تقريبا ، إلا بعد أن تحولت اهواء كثير من المسلمين من التبعية للدين إلى التبعية لاعداء الله ورسوله والمؤمنين ،

فنجح الشيطان وجنده من قوى الإستعمار ، في تسخير الذين اتبعوا الشهوات _من الساسة والمؤثرين من ابناء الامة_ ، ببعض حطام الدنيا الزائل ، لترويج افكاره العلمانية المسمومة ، وروابطها العنصرية الهدامة الجاهلية ، لضرب الاسلام ووحدة الامة وكيانها.

فروجوا بين المسلمين العرب أن الأتراك مستعمرون ، وأن العرب خيرا منهم ، فأوجدوا النعرة والعصبية القومية ، ففصلوا المسلمين الأتراك عن العرب ، ثم فصلوا المسلمين العرب والاتراك عن اخوانهم من مسلمي فارس والأكراد .. وهكذا سهل عليهم هدم دولة الامة سنة 1360هـ 1924م ، فانفرط بذلك عقد وحدة المسلمين.

واحتلت أوروبا بقيادة رأس الكفر حينها(بريطانيا وفرنسا)بلاد الإسلام لا سيما البلاد العربية ، فجعلوها مزقا ، ومنها اليمن الذي فصلوا جنوبه عن شماله .

ورسموا لكل منها حدودها وعلمها ودساتيرها وقوانينها المختلفة ، واشغلوا ابناء الشعب المسلم بحروب طاحنة من اجل الحدود التي فرضها الإستعمار، ويحرمها الاسلام .

وهكذا أصبح حال العالم الاسلامي _كما هو اليوم_ تسع وخمسون مزقة صنعها الإستعمار الأوروبي ، وتنتظر التمزيق مجددا على يد المستعمر الامريكي.

والأخطر من كل ذلك عباد الله.. أن اعداء ديننا ووحدتنا، قد جعلوا شخصية نجوم الفن والانحلال الخلقي في الغرب الرأسمالي ، هي النموذج الذي يُنتزع منه الثقافته والقيم التي تُحشى بها اذهان شباب المسلمين من خلال مناهج التعليم ووسائل الاعلام ، لإبعاد الاسلام من ان يكون اساسا لبناء شخصية المسلم ، وجعل الشخصية الغربية المنحلة اخلاقيا بفكرها وثقافتها الرأسمالية وقيمها الفاسدة ، هي القدوة والمثال للشباب المسلم ، حتى لو دخلو جحر ضب دخلوه ، كما اخبرنا الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.

ورغم تلك المصائب التي ابتليت بها أمة الاسلام ، وفتكت في سواعد قواها ، وأطاحت برايات مجدها.
فإن دين الله الحق والاسلام الذي رضيه للعالمين دينا ، قد أخذ يشق بقوة عقيدة التوحيد والوحدة ، ويسري في جسم الامة ليبعث فيها هويتها وحياتها ، ويشع بنوره ليبدد ظلمات الرأسمالية الإستعمارية وفكرها ،

ويكشف بقوة حقائقه باطلها وزيف قيمها ، وبدأ المسلمون يستشعرون هويتهم ، ويتطلعون لوحدتهم،

فألتحم جسم الامة في شطري اليمن ، بأثر الايمان وعمق الاحساس به واستبشر المسلمون في أصقاع الارض خيرا.

وحين أدرك أعداء الله عودة المسلمين لدينهم وتطلعهم لوحدة امتهم ، أخذت رأس الكفر أمريكا وربيتها دولة يهود من خلال أدواتها الاقليمية في صناعة الهويات الطائفية الزائفة ،

وتغذية العصبيات على اساسها بين اخوة الإسلام ، لاجهاض تطلعهم لاستئناف نهضة الامة ، وجعلها الغاما لنسف جسم الامة وأنتزاع حلم الوحدة من اذهان ابنائها ،

وتكريس نظمها الرأسمالية ونفوذها وسيطرتها على بلاد الاسلام ونهب ثرواتها.

فجاءت رأس الكفر أمريكا بمخططها الاستعماري(الشرق الاوسط الجديد)، وفوضى الربيع العربي لضرب منظومة القيم الثقافية للاسلام ،

واعادة تمزيق ابناء الامة والمنطقة وإعادة رسم خارطتها على اساس طائفية مذهبية وإثنية .

وإن من واجب كل مسلم صادق الايمان ، غيور على دينه وأمته ، أن يعتصم بدينه وما يفرضه من أخوة الاسلام ، والتصدي لمخططات اعداء الله بإعلان الرفض للفدرلة ، والعلمنة ، والوصاية الدولية ، لاسقاط مؤامرتها الشيطانية.


يتبع...................

ابواحمد
17-10-2014, 08:49 PM
إخوة الايمان:
إن الله لم يكلفنا بمستحيل ، وإن إسقاط مخططات اعداء الله ، و إخماد ما يوقدونه من فتن عمية ورد كيدهم إلى نحورهم ، ليس بالامر المستحيل ، ولا هو فوق طاقتنا.

لان اسقاطها لا يتطلب منا إلا الموقف الايماني ، والكلمة الحقة ، أي القول السديد.
هذا هو المطلوب الشرعي لاسقاطها وإنقاذ أنفسنا واهلنا وأمتنا ، و هو أمرٌ مقدورٌ وميسور لكل مسلم منا صدق الله ايمانه واتقاه حق تقاته.

وقد قال تعالى: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله ، وليقولوا قولا سديدا.)

أما كلمة الحق والقول السديد الوجب على المسلم، فهو بيان حقيقة هذه المخططات الاستعمارية الجاري تنفيذها اليوم في بلاد الاسلام ومنها اليمن ، بكونها تستهدف القضاء على الاسلام ، بتشويه صورته ، للابقاء على نظمها الرأسمالية وقيمها العلمانية مطبقة في بلاد الاسلام ، وابقاء المسلمين بعيدا عن الحكم بما انزل الله.

كما تستهدف القضاء على الوجود المادي والحضاري للمسلمين كأمة، بصناعة النعرات الطائفية المذهبية البغيضة والمناطقية المنحطة ، لتجعل الشعب المسلم طوائف وقبائل متناحرة ، والدولة دويلات أوهى بنيانا وأضعف جندا وأشد فقرا وذلا وهوانا وتبعية لقوى الاستكبار.
وكذلك من الواجب بيان ما يفرضه الاسلام من اخوة وما يرتب للمسلم تجاه اخيه من حقوق ، وكذلك حرمة المسلم على المسلم دمه وما له وعرضه ، وبيان ما يوجبه الاسلام من وحدة المسلمين أمة في دولة.

هذا هو القول السديد المطلوب شرعا بيانه للناس ليحذر شبابنا تلك الدعوات الطائفية المنتنة والإنزلاق وراء دعاتها. ومن القول السديد كذلك ،

الانكار بالحكمة والموعظة الحسنة على كل مسلم يقول أو يفعل ، أو يفتي بإباحة دماء المسلمين أيا كانوا .

وأما الموقف الايماني الواجب على كل صادق الايمان بالله واليوم الاخر، فأن نتمثل الاسم الذي سمانا الله به ، ورضيه الله لنا، بقوله(ملة أبيكم أبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل)، ورفض الانجرار و راء أي شخص أو جهة أو حزب أو جماعة تقوم أو تعمل أو تروج ، لما يفرق صفوف المسلمين ، ويوهن اخوة الاسلام ووحدة الامة

ذاك هو الموقف الايماني والقول السديد الوجب على كل مسلم منا .. وهذا وحده كفيل باسقاط مؤامرات ومخططات الشيطان وحزبه من قوى الكفر والنفاق ، وهو عمل سهل وميسور لكل مسلم ، وفي حدود طاقاتنا البشرية وإمكاناتنا المادية.

وبالتزام الموقف الإيماني والقول السديد الذي بيناه ، نكون قد قمنا بالاضافة لما أوجب الله علينا من الصلاة المكتوبه ، بجملة من الفروض الشرعية المعطلة الاخرى، دفعة واحدة.

ومن تلك الفروض والواجبات المعطلة ، واجب بيان الحق ، عملا بقوله تعالى: وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، وكذلك واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك واجب النصيحة للمسلمين.

وأدينا كذلك واجب الدعوة الى دين الله ، الواجب بقوله:(إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

وقمنا بواجب التغيير لواقعنا المتحط ، أمتثالا لقول الله :(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم).

نعم إننا بالتزام القول السديد والموقف الايماني ، نسقط مخططات اعداء الله ، ونكون قد قمنا وأدينا عدة فروض شرعية لا تقل اهمية عن فريضة الصلاة والصيام، بل إن تلك الفروض المعطلة المطلوب أدائها هي على الحقيقة الاهم من كثير غيرها، لانها مما يتوقف عليه قيام الدين كله ولو كره الكافرون.

عباد الله:
لولا أن في الوحدة إذلالا للكافرين وعزة للمؤمنين واعلاءً لكلمة الدين ، وأنها ذات منافع عديدة وفوائد جمة كثيرة ، ما أوجبها الله عز وجل . ولا شك هذه الاثار الطيبة والمنافع والفوائد التي تحققها الوحدة ، مدركة عقلا وليست أمر غيبي .

وإن العقلاء من كل ملة ونحلة في القديم والحديث متفقون على أن الوحدة سبيل العزة والنصر والكرامة والسيادة لأي أمة من الامم وشعب من الشعوب.

وإن أخص خصائص هذه الأمة أنها أمة واحدة ، وقد تنوعت أساليب الشرع الحنيف في الدلالة على وجوبها وتأكيدها ،

وإننا بحاجة ماسة اليوم وغدا ، وفي كل وقت لبيان وجوبها على المسلمين ، وبيان حرمة وخطورة الهويات والعصبيات الطائفية والبغيضة ، وكل يمس اخوة الاسلام ، حتى تعود لهذه القضية الشرعية المصيرية ، مركزيتها في اذهان شباب الامة.

والحمد لله فهناك الكثير من الشباب وخاصة بعد أن وعوا خديعة ما سمى الربيع العربي ، قد تخلصوا من جهلهم وتيقظوا من غفلتهم واستشعر مسؤوليته تجاه دينهم وبلادهم وأمتهم ،

فوفقهم الله للقيام بواجبهم ، متسلحين بالمفاهيم القرأنية الصحيحة وهدي السنة المطهرة الشريفة ،

وبادروا لخوض معركة الصراع الفكري ، لتطهير الاجواء الثقافية في البلاد من افكار الغرب المسمومة المضللة ، والهويات والروابط الجاهلية الزائفة ،

وخوض معترك الكفاح السياسي ضد مخططات اعداء الاسلام والأمة ، بكشفها واهدافها ، وتعرية ادوتها وخدامها من الاحزاب والجماعات والاشخاص ... فنسأل الله لنا ولهم الثبات على الحق والنصر في كفاح الباطل واهله ، وكل ما يفرق الامة ويوقع المسلمين في الفتن العمية.


أيها المسلمون ، عباد الله:

اعلموا أن من يعمل مثقال ذرة خيرا ، خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا ، شرا يره . قال تعالى: من يعمل سوءً يجزى به) ، وقال سبحانه:(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) ، فيا(يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ، ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.

قلت ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه يافوز، إنه برٌ غفور رحيم.

ابواحمد
17-10-2014, 09:00 PM
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وسلاما على عباده الذين اصطفى. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، أما بعد:
أيها المسلمون عباد الله:

إن ما نحن فيه ليس قضاء وقدرا لا يرد ، فإن التوبة إلى الله وصدف الانابة إليه ، والحرص على مراجعة دينه فهما وتجسيدا عملا في واقع سلوكنا والكفاح لاعلاء كلمته بايجاده مطبقا نظاما وشرعا مطاعا في المجتمع والدولة رضا لربنا ودافعا لسخطه ، وذلك وحده سبيلُ خلاصنا مما نحن فيه وتعيشه أمتنا ، فأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.

فصلاح أمرنا بالاستقامة على الحق والعمل به قولا وفعلا، حتى يرانا الهق حيث أمرنا ويفتقدنا حيث نهى، فيرضى عنا ويكشف ما بنا، وينصرنا على اعداء ديننا وأمتنا، وصلح أمر دينانا.

فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأتقوه حق تقاته ، واصُدقوا الله صالح ما تقولون بافواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم ، وتقربوا إليه باحياء اخوتكم فيه ، كما تتقربون بالصلاة والصيام ، وبنبذ ما يفرق أمتكم من العصبيات والروابط الجاهلية ، فإن كفاحها واهلها طاعة له ، قياما بواجب النهي عن المنكر والأمر بالمعروف و وفاء بعهده، فإن الله يغضبُ أن يُنكث عهده.

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه عموما. اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد الرحمة المهداة للعالمين، وعلى أهله الاطهار وصحبه الأخيار والتابعين لهم باحسان ما طلع الليل والنهار.
وإني داع فأمِنوا موقنين بوعد ربكم بالاجابة.

اللهم أرحمنا وأرحم أمة الاسلام ، اللهم أصلح ذات بيننا ، وألف بين قلوبنا ، واصلح ظاهرنا وباطننا، وأهلنا وذرياتنا وجميع المسلمين.

اللهم أوزعنا أن نفي بعهدك الذي عاهدنا وثبتنا على ملة عبدك محمد صلى الله عليه وسلم ، وارض اللهم عن السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والتابعين لهم باحسان إلى يوم الدين. اللهم أصلح من في صلاحه صلاح الاسلام والامة، واهلك من في هلاكه صلاح الاسلام وأمر المسلمين.

اللهم إنا نبرأ اليك من النفاق واهله، وكل من حاد الله ورسوله ، ومن كل دين غير دين الاسلام . واجعلنا اشداء على الكافرين رحماءَ بالمؤمنين، ووفقنا لنصرة دينك وإعلاء كلمتك ، وبلغنا بذلك رضوانك ، ونَزِل علينا نصرك ، وانشر علينا رحمتك.
والحمد لله رب العالمين.

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم ، واشكروه يزدكم.